كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" هل أنزعج لأنني افسدت عليه أمسيته الليلة الماضية".
" أوه.... وكيف؟".
" كانت الفتاة الشقراء الفاتنة ، فيليستي مادوك ، قد رتبت أمرها للقائه ، كانت تتمنى لو تتخلص من وجودي بطريقة سحرية...".
" صحيح ( ضحكت فانيسا ) إنها من أكثر المعجبات حماسا بادوار ، هي تلاحقه بإلحاح ، لقد علمها قيادة الطائرة ، بإعتقادها أنها تملكه...هل سمعت بمصانع آل مادوك ، إنها الحفيدة... ووالدتي تتمنى أن يتم الزواج ، انا لا أعتقد ذلك ، أدوار كالحصان الأسود وهي واحدة من صديقاته الكثيرات ، مسكينة والدتي فهي دائما تشعر بخيبة أمل كلما رغبت في زواجه... يا الهي كدت أنسى ( اخرجت رسالة من جيبها وقالت ) هذه رسالة لك ... سيلعب هيو مع أدوار الغولف طوال النهار واعتقد أننا نستطيع الذهاب في نزهة بالسيارة ، سنطلب من ديفي ان تحضر لنا بعض الساندويشات لنحملها معنا".
نظرت اليها اليانور معترضة:
" ولكن الطقس ماطرا !".
" لن يبقى ماطرا ، لقد قال سام ان المطر سيتوقف بعد نصف ساعة فقط وهو عارف بهذه الأمور ".
أنهت أليانور فنجان الشاي ثم فتحت الرسالة وقرأتها ، وبعد نصف ساعة كانتا تتمشيان بإتجاه السيارة ، قالت فانيسا :
" سام دائما على صواب في أمور الطقس".
" هل أنت أكيدة يا فانيسا من رغبتك في هذه النزهة؟".
" عادة انا لا افعل أي شيء إلا لمصلحتي... إضحكي ! ولكن هذه هي الحقيقة ، في كل حال لا يقع اللوم علي وحدي ... لقد تربيت على هذه الطريقة ، انا لا أتذمر ، ولكنني منذ صغري احكم رأيي في كل شيء اريده ... قيل لي أنني وشقيقي متكبران متعجرفان ... ربما هناك صحة لهذا القول... أنا لا أختلق الأعذار لتصرفاتي السيئة معك ... أنت هنيئة المعشر طيبة القلب وأنا اريد ان أتعلم منك الطبيعة الطيبة ، آل مانسل لم يعتادوا المواربة أو التخاذل وإعتدت أنا ان أحصل على كل رغباتي بلمح البصر ، هل تفهمين قصدي؟".
" طبعا ، لا لزوم للشرح ".
" أدوار كان على حق حين قال أنني أستطيع أن أتعلم منك الكثير لو سمحت لي بصداقتك ، ولكنني لا أرى ما ستكسبين أنت من صداقتي بالمقابل؟".
" أوه لا اعرف ( قالت مازحة ) ربما سأحصل على سائق يقودني في حلي وترحالي ".
شعرت اليانور أن القلوب بدأت تتقارب وكل منهما أفسحت مجالا للكشف عن حقيقة شعورها ، وجدت أليانور أن فانيسا ليست عنيدة أو قاسية كما يعتقدها الآخرون ، إنها صادقة وصريحة ولو كان في ذلك مساس بمصلحتها ، قالت أليانور:
" بالمناسبة ( كانت الرسالة من شقيقتي التي ستتزوج في نيسان / أبريل المقبل ( أخرجت اليانور الرسالة وقرأت ) ستحضر الى لندن ليومين مع خطيبها من أجل تصريف بعض اعماله ، وقد وجدت انها فرصة سانحة لترى لندن ، حسب رسالتها ، لقد وصلت البارحة ، وهي تقول أن بإستطاعتي رؤيتها بعد ظهر الغد فخطيبها سيكون مشغولا في إجتماع عمل وتقترح علي زيارتها ".
" فكرة جيدة ، لدي عمل محدد في المحل لليومين التاليين ، لماذا لا تحضرين معي ، ربما نرتب أمسية للسهرة معهما ، ربما نتاول عشاء ونشاهد مسرحية ، سنطلب من هيو وأدوار مرافقتنا ، سيكون ذلك ممتعا".
" ربما لن يناسبهما".
" سنطلب منهما مرافقتنا وإذا إعتذرا سنذهب بدونهما .... ستكون نهاية اسبوع ممتعة من أجل هيو ، سنذهب الأن الى رأس الخليج حيث نتناول غداءنا ونشاهد الطوافات".
أمضتا يوما سعيدا ، جذور الصداقة بينهما بدات تتعمق ، وحين وصلتا الى البيت كانت سيارة أدوار قد سبقتهما الى المدخل ، خلال العشاء تناولت فانيسا موضوع السهرة بطريقة عفوية ، سألت إيف:
" تقولين ان خطيبها من آل سلايد ! غاي سلايد! لم تكتب لي كونستانس عن خطوبة كاتي ، إنها شابة صغيرة في الثامنة عشرة من عمرها ".
" لقد تمت الخطوبة بسرعة وقبل ايام من حضوري الى هنا".
قالت إيف:
" نحن نعرف آل سلايد يا أدوار ، هل هي العائلة نفسها؟".
" لو اعرف اين أتصل بالصهر العزيز لأرتب الأمر معه وادعوه لقضاء السهرة ".
قال هيو :
" ما أكثر معارفنا... نستطيع ان نتدبر الأمر ونهيء أمسية لائقة ".
قالت أليانور :
" سهرة بسيطة تكفي".
قال هيو :
" ستكون سهرة ممتعة".
قالت إيف:
" اتذكر يا ادوار غاي سلايد ذلك الصبي الأشقر الوسيم ، لديه سحر لا يخفى ، هل أنا على حق؟".
نظرت الى اليانور تسألها ، شعرت أليانور بإهتمام أدوار وهو ينتظر جوابها ، قالت أليانور:
" نعم ، إنه شاب أشقر ووسيم".
شعرت بحمرة الخجل تكسو وجهها رغما عنها ، قالت إيف:
" لم يعد صبيا إنه الان في الخامسة والعشرين من عمره ، اليس من غريب الصدف معرفتنا له ، وجود فرح في العائلة شيء ممتع".
تنهدت وهي تنظر الى إبنها وإبنتها وتتمنى لو يدخلا الفرح الى منزلها في أقرب فرصة ، قالت فانيسا:
" ارج وان لا نخيب ظنك... ربما سنفاجئك يوما ما ونتزوج معا !".
قال والدها:
" أرجو إعلامي يا عزيزتي كي استطيع أن أتقدم بقرض من البنك لأنني اعرف طريقة والدتك في البذخ والمصروف".
ضحك الجميع وفي صباح اليوم التالي نزلت فانيسا واليانور الى لندن حيث يقع محلها في القسم الشمالي ، قالت فانيسا:
" يحب أدوار أن يعيش بعيدا عن العائلة فهو يقطن في الطابق العلوي فوق المحل ، ونحن نسكن في وسط المدينة".
" أين؟".
" يقع المنزل بالقرب من سلون سكوار ،وهومكان فسيح ، يعيش السيد والسيدة هكمان في الطابق السفلي ويقومان بالإهتمام بالبيت ، لدينا ايضا شخصان يعملان بعض الوقت في المحل".
اوقفت فانيسا سيارتها وقالت:
" لقد وصلنا الى المحل إنه في كامدن ميوز ، سندخل من المؤخرة لأن المدخل الرئيسي مخصص للمشاة ، يعيش أدوار في الطابق العلوي ، ساريك المكان فهو لن يمانع أبدا".
إعتبرت أليانور الدعوة مفاجأة سارة لها ، كانت تريد أن تتعرف الى سكن أدوار الذي ربما يعكس صورته الحقيقية.... لا الصورة التي يريد أن يظهر بها للناس ، الغرفة الكبيرة الواسعة نظيفة واثاثها انيق ولكنها متزمتة وصارمة لشقة عازب يعيش منفردا ، نزلت السلالم وهي تفكر في نفسها : إنه يعيش عيشة صارمة ، المحل غير عادي في أثاثه وموجوداته ، غرفة كبيرة واسعة فيها كنوز كثيرة من الأثريات المرتبة بطريقة جذابة تزيد من قيمتها .
قرات فانيسا لائحة التعليمات التي تركها أدوار ثم صنعت بعض القهوة وباشرت بمساعدة اليانور في تلميع الأثريات ومسح الغبار عنها ، زبائن المحل في معظمهم من السياح ، كانت أليانور ترافقهم في التفرج عل المعروضات بكل تان وصبر ،معظم المحلات المجاورة اثريات أو مكتبات ، وحين وجدت أليانور بعض الفراغ دارت في الشارع تتفرج على المحلات المجاورة ، تناولت غداءها بصحبة فانيسا داخل المحل في المطبخ الصغير ، قالت أليانور :
" هل أستطيع الإتصال هاتفيا بشقيقتي الآن...؟".
إتصلت وسمعت شقيقتها تقول :
" أليانور ؟ هل يمكنك موافاتي الآن ؟".
" نتقابل في حوالي الثانية بعد الظهر، إذا تأخرت إنتظريني".
" سأنتظرك ، لقد إشتقت اليك كثيرا".
سالت فانيسا :
" هل هناك اية مشكلة؟".
" بدا صوت كاتي غريبا علي ، شعرت كأنها تعاني بعض المشاكل".
" أليانور .... بعد لقائك بشقيقتك عليك أن تعودي الى البيت في لندن ، سأبقى بإنتظارك ، هل شقيقتك كاتي تشبهك؟".
" لا ( ضحكت ) كاتي جميلة فاتنة .... شعرها أشقر بلون سنابل الذرة الصفراء الناضجة، عيناها زرقاوان وجسمها متناسق ، لم استغرب ان يقع غاي بحبها من أول نظرة!".
" أتمنى أن يكون حبه لها يتعدى الشكل الحسن ، فالشكل ليس كل شيء".
" أعرف ذلك وأنا واثقة بأن لديها مزايا عديدة أخرى ، كاتي شابة يافعة ولكنني متاكدة بأنها ستكون زوجة وفية لغاي".
" شقيقتك تمتلك مزايا ممتازة ولكنك أيضا تملكين عينين عسليتين وشعرا كثيفا لامعا واسنانك جذابة متناسقة ولديك سحرك !".
" كأنك تقولين دعاية تلفزيونية !".
مشت اليانور بإتجاه محطة النفق وهي تفكر بالأمسية.... والسهرة المرتقبة ، تحمست كاتي كثيرا لقضاء السهرة برفقتهم ومشاهدة المسرحية... رتب أدوار مع غاي أن ياتي الجميع في الثامنة مساء ، يشاهدون المسرحية أولا ثم ينتقلون بعد ذلك الى المطعم ليتناولوا وجبة العشاء.
تنهدت أليانور وهي تنزل من القطار المكتظ بالناس ، بعد قليل ستقابل غاي وجها لوجه.... كانت تتمنى لو أنها ستقابله في مكان آخر .... ليس في مكان عام ، ومع الآخرين.... وخصوصا أدوار ، لقد عرف أدوار شعورها نحو غاي ، عيناه الزرقاوان لا يخفاهما شيء....
ستكون هذه الأمسية من أصعب الليالي في حياتها...
|