كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
والدتها كونستانس مشغولة جدا بالتحضير لحفلة الزفاف لقريبة جدا ، والجميع في حالة تأهب للمناسبة السعيدة، جلست اليانور تساعد والدتها في خياطة ثوب دوروثي لحفلة الزفاف ، قالت دوروثي:
" لماذا لن يحضر ادوار حفلة الزفاف؟".
" لديه رحلة عمل مفاجئة".
" من المضحك انك لم تحبيه في بداية تعرفك به ( هزت اليانور راسها موافقة ) أتمنى لو يحضر ، كنت اريد رؤيته .... احبه أكثر من غاي الذي يشبه كاتي كثيرا ويناسبها كلاهما لا يتمتعان بخفة الروح".
" لا تقولي اشياء كهذه يا دوروثي!".
" ولكنها الحقيقة ، ادوار شاب مرح خفيف الظل ، إنه يضحك دون ان تلاحظيه ، وجهه صارم وقاس ولكن عيناه تفضحانه... عندما تتزوجان ارجو ان ادعى لزيارتك يا أليانور.... وإن إلتحقت بجامعة سانت توماس ساعيش عندكما ، هل عندك مانع؟".
" وهل قررت عدم متابعة دراسة الموسيقى؟".
" لقد تحدثت طويلا مع ادوار بعد أن نجحت في الإمتحان ....".
" تحدثت مع ادوار... متى؟".
" منذ فترة بعيدة ، هل يغضبك ان اعمل برايه؟".
" لا ، ابدا ، ولكنه لم يذكر لي شيئا بهذا الأمر".
" لقد قررت دخول كلية الطب ، وكما ترين ساستفيد من سكنك في لندن".
كان يوما مشمسا ، يوم عرس كاتي ، يوم مشمس ، كما تقول الأغنية ، من شهر نيسان ، تكلم والدها في حفلة زفاف إبنته ، نظرت الى غاي وهو واقف بالقرب من كاتي وأحست كانها احبته منذ ملايين السنين ، تمنت لهما السعادة من كل قلبها ودون تحفظ ، قالت دوروثي:
" لقد حضرت الضيعة بأكملها حفلة الزفاف ، وقد حضر أيضا....".
اشارت بعينيها الى أدوار يقف بين صفوف المدعوين ، قفز قلب أليانور حين وقع نظرها عليه..... ماذا يفعل هنا ؟ أبقت نظرها أمامها وهي تمشي في الممر بين صفوف المدعوين ، حين إقتربت منه رمته بنظرة متسائلة .... أحست أن الجميع يقولون: هذا هو خطيب اليانور.... لقد حضر.
أخذت الصور التذكارية مع العروسين وكانت عيناها كل الوقت تراقبان ادوار في مكانه البعيد ، يبدو أكثر وسامة وأناقة من المعتاد.... ولكن لماذا حضر؟ كان يبتسم للجميع ويتعرف على غالبية المدعوين حوله... لماذا حضر؟ ليزيد الأمور تعقيدا...... ولكن لماذا هي غاضبة؟ هل حقا ما تشعر به يعود لشدة غضبها؟ وبعد أن إنتهت مراسم الزواج مشت الى حيث وقف أدوار ، إقترب منها قليلا وعانقها بلطف وقال:
" أهلا أليانور يا حبيبتي ، لقد وصلت اخيرا قبل حفلة الزفاف( نظر اليها وقد قرا نظرة الإستغراب في عينيها وقال مؤنبا) حولنا رهط من المدعوين يراقبوننا....".
إبتسمت له بتكلف:
" ماذا تفعل هنا يا ادوار؟".
" من اجل حفلة ازفاف( قال ساخرا)".
" لقد هدمت كل إتفاق بيننا ، انت حتما لا تعرف حياة القرى وأهلها.... والان بعد ان برزت الى الوجود فالجميع سيعتقدون اننا سنتزوج عما قريب".
" من الأفضل ان لا أخيّب امل أهل القرية .... إبتسمي لهم إبتسامتك الطيبة".
" ربما أنت تخدعهم بكتفيك العريضين وثيابك الفاخرة.... ولكنك لن تخدعني....".
" اعرف ذلك".
" أدوار مانسل.... أنا لا افهمك ابدا".
كان عليها ان تعود لقرب شقيقتها العروس ، كان يحدق فيها بعينيه الزرقاوين ، وبعد إنتهاء الحفلة حاولت أن تتحدث معه وسط جموع المدعوين لحفلة الإستقبال دون جدوى ، إلتفتت الآنسة هوكنز المسؤولة عن مكتبة القرية العامة، وقالت تخاطبها:
" خطيبك شاب صغير ، شديد التهذيب ، لقد تذكّر اسمي على الفور....".
"ماذا تقصدين يا آنسة هوكنز؟هل قابلت دوار من قبل؟".
" نعم ، منذ اسابيع قليلة عندما كنت ازور والديك في المنزل....".
هرعت اليانور لوالدتها وسألتها بلهفة:
" أماه! أخبرتني السيدة هوكنز ان أدوار زاركم وحده في يورك ، متى؟".
" عرفت بالأمر ، لقد كان مهتما كثيرا بنا ورغب في التعرف الينا ، إنه شاب خلوق وفهم شعورنا الصحيح ، قان أن من واجبه ان يعرف بنفسه بعد ان قرر أن يتزوج من إبنتنا..... بقي يوما كاملا برفقتنا وتحدث طويلا مع والدك ولكنه لم ينم عندنا ، أحببناه كثيرا انا ووالدك".
" متى حضر؟".
" منذ خمسة اسابيع ، ارادها مفاجاة ورغب أن تبقى سرا بيننا.... هل رأيت دوروثي ؟لقد إختفت ، اتمنى أن تبقى بعيدة عن المشاكل ، أنت تعرفينها".
" ساراقبها كل الوقت".
إذن حضر منذ خمسة أسابيع.... لقد أصبح كل شيء لا معنى له....".
إلتفت والدها الذي قادها الى زاوية وقال لها:
" اليانور ، كنت ابحث عنك".
" وأنا ابحث عن أدوار .... هل تعرف اين هو يا والدي ؟ أريد ان أتحدث معه".
" إنه في المنزل ينتظرك ويريد أن يتحدث اليك".
" حسنا ، ساذهب على الفور ( قبّلت والدها وركضت خارجة الى الحديقة المؤدية الى المنزل)".
حملت ثوبها الطويل وركضت مسرعة عبر الحديقة المؤدية الى المنزل ، كانت لا تزال تحمل بيدها باقة الورود لأنها أشبينة العروس.
المنزل صامت هادىء.... وباب المكتب مفتوح ، ترك ادوار النافذة حين سمع خطواتها ووقف يستقبلها بالباب وهو يشعر ببعض الإرتباك ، النافذة تشرف على الممر الذي سلكته اليانور وتمنت لو أنها لم تركض.... إرتبكت لن فعلها يظهر حماسها للقائه...
هما منفردان ، إبتسم لها ادوار واغلق الباب دونها.
"والد.....ي ..... قال أنك تريد رؤيتي....".
" علينا ان نبحث امورنا ، آسف لإبعادك عن حفلة الإستقبال ولكنني ساغادر خلال ساعتين ، أشكر لك حضورك".
" لماذا لا".
آخر مرة رأته في لندن لم ينظر الى وجهها ، ودّعها وداعا فاترا ، أما الآن فعيناه لم تفارقاها لحظة واحدة.
|