كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" نعم ، هناك فرق كبير بين الإثنين ، حسب رأيك بي- انني شيطان وربما إعترافك بجميل صنعي جعلك ترين فراغا مكان القرنين...( توقف ونظر اليها مزدريا) ام انك كنت تتمنين أن امضي الليل معك أنت...".
إستدارت فجاة اليه ورفعت يدها وصفعته صفعة مدوية ..... سمعت دويها في أذنيها عاليا ، بقيا صامتين كتمثالين ، وجه اليانور مكفهر وملون ، ووجه أدوار واضح ، خال من التعابير ، تناول يدها بسرعة ووضعها تحت إبطه وسار بها الى الأمام بقوة.
" سنكمل مسيرتنا ببطء كما يفعل العشاق ، لقد حضرت فانيسا ومعها هيو ، إنهما في طريقهم الينا، لا أعتقد أنهم شاهدوا تمثيليتنا الحزينة.... لقد خفّ إندفاع غضبك وحنقك كما خف إرتجافك ، الحمد لله ، كنت أخاف ان تسقطي مغميا عليك....".
لو كان الإنسان يحب ويكره في الوقت نفسه ؟.... هذا هو شعورها الآن نحو ادوار ، بلعت ريقها بصعوبة ورفعت راسها ونظرت الى عينيه ، لقد غاب غضبه كليا ولا يمكن لأي إنسان أن يعتقد أنه منذ اقل من دقيقتين كان يفور ويغلي بالغضب..
" اعتقد إذا سحبت ذراعي تستطيعين ان تقفي وحدك على رجليك دون خوف من السقوط ولكنني لن افعل ذلك لأن المحبين يفضلون الإقتراب من بعضهم البعض ، نستطيع ان نتحدث مع فانيسا...".
قال:
" اهلا بكما...".
قالت فانيسا:
" أنت هنا يا ادوار ، فيليستي تبحث عنك في كل مكان ، كان في إعتقادها انك سترافقها لركوب الخيل ولكنها غضبت حين لم تعد ترى لك أي اثر ، لقد إختفيت".
نظرت أليانور الى ادوار مصعوقة مما تسمع ولكنه قال برباطة جاش:
" غيرت رأيي".
قالت فانيسا:
" لو كنت مكانك يا اليانور لراقبت تصرفات مضيفتي جيدا ، إنها لا تخسر بسهولة".
قال أدوار:
" هذا صحيح ولكن اليانور تثق بي ثقة عمياء ( نظر الى اليانور) اليس كذلك يا حبيبتي".
كانت عيناه الزرقاوان تضحكان بسخرية وهي تحدّق بعينيها العسليتين ، ثم قالت لفانيسا :" لو كنت مكان هيو لضربتك كل صباح".
قال هيو مازحا:
" انا افعل ذلك يوميا".
" حسنا يا رجل... في كل حال سنهرب بعد الغداء مباشرة ، اليانور ليست على ما يرام ، امضينا عطلة اسبوع مليئة بالأصدقاء وأكثر مما نحمل...".
قال هيو:
" افهم شعورك تماما، سنسمح لكما بالذهاب قبلنا ولكننا سنتبعكما بسرعة( نظر الى اليانور ) أتمنى ان تتحسن صحتك قريبا".
وبعد ان مشى كل واحد في طريقه قال أدوار يخاطب اليانور:
" كل شيء سيسير على ما يرام، رتّبي حقيبتك بسرعة....".
" ادوار انا...".
" سنترك بعد الغداء، سمعتهم يعلنون ان الغداء مكون من اللحم المشوي والحلويات اللذيذة.... لن أضيع هذه الفرصة من الطعام اللذيذ هنا".
" لا أمل في التفاهم معك".
" نعم ، اوافقك الرأي".
" ادوار انا آسفة لأنني صفعتك على وجهك".
" صحيح؟ ولكنني استحق الصفعة".
" ثم بشان الخطوبة.....".
" لن نبحث أي شيء هنا فالمكان غير ملائم".
"ولكنك ستسافر غدا وأنا سأذهب الى يورك يوم الجمعة".
" ليكن، سنبحث الأمر في يوم آخر".
هزت راسها موافقة ودخلت المنزل.
كان وداع اليانور للسيد والسيدة مانسل اصعب بكثير مما تخيلت ، كانا لطيفين معها وهما يعتقدان أن سفرها لن يطول بل ستعود اليهما في القريب العاجل مع حفلة زفاف شقيقتها كاتي ، كانت يائسة كئيبة وهي تشعر بانها تخدعهما ، ذهب هيو وفانيسا برفقتها الى محطة القطار.
قالت فانيسا:
" لسوء الحظ أن أدوار ليس هنا لوداعك".
قالت اليانور:
" يجب أن أعتاد على بعده".
قال هيو:
" لقد ترك لك هدية قرب فانيسا في المقعد الخلفي".
نظرت اليانور لترى قفصا صغيرا لقطتها ، قالت:
" ارسل لي القطة جام".
قالت فانيسا:
" مع اطفالها ، قال ادوار انك ستشتاقين لها ... إنك تجبرين ادوار على التصرف بإنسانية".
قال هيو:
" كفاك عدم إحترام لشقيقك يا فانيسا.
قالت فانيسا:
" امرك يا سيدي".
ودّعتهم اليانور في المحطة بعد أن ساعدها هيو بنقل حقائبها الى القطار ، نظرت اليهما وهي تفكر حزينة ، هل ستراهما مرة ثانية؟
كان والدها في إستقبالها في يورك بكت بين ذراعيه وهي تدفن وجهها بطيّات سترته الخشنة .
" حين رايتك لم أعرفك وانت بهذا الطقم الجديد وتبدين فاتنة انيقة.... والان اعرف انك إبنتي اليانور بعد أن بدأت دموعك تظهر....".
ناولها منديله لتمسح دموعها ، ضحكت أليانور وسط دموعها وهي تسمعه وقالت:
" اهلا يا والدي . انا سعيدة بعودتي ، كم انا غبية...".
" ما هذا القفص..... قطة اخرى.... لقد عدت محملة بحقائب أكثر من الأول".
إبتسمت أليانور بحنان وحملت بعضا من حقائبها ووضعتها في السيارة القديمة وجلست قرب والدها وهو يقول لها مطمئنا:
" الجميع بإنتظارك في البيت.
" كيف حالهم ، كيف حال الكلبة لاسي؟".
" تركتها في البيت تنتظر وصولك ، كيف آل مانسل حين غادرت ؟".
" يرسلون تمنياتهم القلبية للجميع ادوار لن يتمكن من حضور حفلة الزفاف".
" من المؤسف ، يمكنك ان تعرّفيه الى الجميع في مناسبة اخرى.... متى ستعودين؟".
" لم اقرر بعد ، ربما بعد أسبوع أو اسبوعين".
" حسنا ، والدتك سترعاك قليلا لتعيد الى خديها لونهما الوردي ، تحتاجين لهواء الريف النقي".
" ولكنني بصحة جيدة....".
بدات تسرد عليه بعض حوادث الأسبوعين الماضيين.
وجودها في البيت وسط أهلها يناسبها كثيرا ولكن حين كانت تنفرد بنفسها وتتذكر همومها.... وتتذكر ادوار كانت تشقى أكثر بكثير مما توقعت.
|