كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
صعد هيو في سيارته البورش وإنطلقت به مسرعة ، بقيت اليانور تنتظر عودته على احر من الجمر ، حلّ الظلام واضاءت نورا خفيفا في الغرفة ظنا منها ان ذلك يساعدها في تهدئة اعصابها الثائرة.... وبعد إنتظار طويل عاد هيو بسيارته ، خرج مسرعا وفتح باب السيارة لفانيسا ، نزلت تحمل يدها المربوطة الى عنقها ، وهرعت أليانور على الفور لإستقبالها.
" عزيزتي فانيسا أنا سعيدة لنجاتك بالسلامة".
إبتسمت لها وهي ترتجف ودخلت لتجلس على اقرب كرسي ، إرتعشت اليانور لشحوبها ونظرت الى هيو تستفسره الأمر.
" يوجد كسر في رسغها ، عليها زيارة المستشفى غدا صباحا ، سأمر بها واصطحبها ( كان هيو يتكلم بقساوة بالغة ) أدخليها الى فراشها فورا يا اليانور".
ودّعها مسرعا واغلق الباب وراءه وخرج ، إحتارت أليانور لتصرفاته الغريبة ولكنها لم تعلق بل أسرعت لمساعدة فانيسا المرهقة وهي ترتجف.
" اليس هيو غريبا في تصرفاته ( نظرت اليانور تستطلع الأمر من فانيسا وسالتها ) ما الأمر يا عزيزتي ؟ هل تشعرين بالألم؟".
ضحكت فانيسا ضحكة باهتة وقالت:
" اشعر بالم من نوع آخر ، الوجع في قلبي هذه المرة أكثر من جسدي ، هل تذكرين يوم قلت لك أنني ارغب في إثارة غضب هيو لأرى ردة الفعل عنده ، اليوم عرفت طعم غضبه....".
" أجلسي يا فانيسا .... عليك أن ترتاحي".
جلست فانيسا وبدأت تضحك وتبكي بشكل هستيري وقالت:
" أليانور ، لو سمعت هيو وهو يخاطبني .....هو غير هيو الذي اعرفه....".
" كان خائفا عليك ، لم يعرف ما الذي حصل لك ، جن جنونه قلقا ".
" حاولت ان اخرج معه كعادتي ، ولكنه فقد اعصابه ، وتفوّه باغرب الأمور... وبعد ذلك فقدت أنا أعصابي .... ( بكت ) ".
" هل يهمك رايه فيك لهذا الحد؟".
مسحت فانيسا دموعها بطرف كمها كفتاة صغيرة وقالت غاضبة:
" نعم ، هذا هو المضحك في الأمر ، إنها نكتة الموسم ، ربما تعرفين الحقيقة الآن... صحيح أنني سررت كثيرا لخطوبتك انت وأدوار ولكن سروري كان مضاعفا لأنني كنت أخاف ان يقع هيو في حبك... ولن الومه في ذلك لأنك تناسبينه كثر ما أناسبه انا".
" أنا لا أحب هيو يا مجنونة ...وهو لا يحبني ايضا".
" كان محقا في كل ما قاله عني ، كان غاضبا حانقا لدرجة... خفت منه".
" المفروض الا ينهال عليك لوما وأنت في هذه الحالة....ولكنني اعجب لأمره، لقد أخبرني منذ قليل أنه مر بالتجربة نفسها من قبل... وقد خبر بنفسه مدى خطورة الموقف....".
" يومها ، عرفت حقيقة مشاعري نحوه ، كان برفقة شقيقي أدوار في الطائرة ، بقيا وسط الضباب ساعتين لا نعرف مكانهما ، شغلت كثيرا على أدوار ولكنني فقدت الأمل ويئست من هيو .... ( نظرت اليانور الى وجه فانيسا وكله رضوض وخدوش وهي مرهقة شاحبة وتحتاج للراحة قبل الحديث.)".
" ماذا فعلت بعد إكتشفت حقيقة مشاعرك نحوه؟".
" حاولت أن اقنع نفسي بأنني على خطا ، بدات اخرج مع الشبان دون تمييز كعلاج للامر ، ولكنني لم افلح في نسيانه وهذا قضم ظهري وعقد الأمور كثيرا بيننا.... هيو لا يراني سوى فتاة صغيرة غريرة وهو يعرفني معرفة وطيدة .... وبعد وصولك اظهرت لك العداء ، وتصرفت بخشونة وكنت مشغولة باموري العاطفية المعقدة ، كنت اغار منك لأنه يعاملك معاملة الشابة الناضجة .... ولكنك كنت صادقة وبريئة ولم أتمكن إلا ان أحبك كما حصل ايضا مع أدوار.... قررت بعد ذلك ان أغيّر نهجي معه ، ركزت تفكيري على فيليب نولان لأنه من عمره .... فقط لأعرّفه بأنني اصبحت شابة ناضجة .... فيليب مشغول بغيري ولكن فتاته في اميركا حاليا ولذلك يناسبني ولن يعقّد الأمور بيننا".
" هل لاحظ هيو ذلك؟".
" لا اعرف ، احيانا عندما أخرج معه على إنفراد أشعر نه يعاملني على أساس انني ناضجة... ولكنه قال لي اليوم بأنه يعتبرني فتاة مدللة وتحتاج لمن يضربها على قفاها ويرسلها الى غرفتها دون طعام ( وقفت ومشت في الغرفة تضرب الأرض حنقا ) هناك شيء آخر سيضحك .... لقد ذهبت اليوم الى المزاد من أجله وحده( مدت يدها الى حقيبتها واخرجت علبة صغيرة دفعتها الى اليانور وهي تقول) إنها علبة عطوس إشتريتها لأهديها اليه... إذا تم بيننا.... تعرفين قصدي....".
فتحت اليانور العلبة بتان ، إنها من المرمر ، متقنة الصنع ومحفور عليها قلب وغطاؤها محلى بالذهب ،إ نها علبة جميلة للغاية.
" حقا ، جميلة جدا".
نزلت دموع فانيسا كالشلال على خديها...
" إنتهى كل شيء الآن ، لا تهتمي لأمري يا اليانور.... طفح الكيل.... اشعر انني لم اعد أحتمل المزيد".
" واضح أنك تحبينه .... دعيني اساعدك الى سريرك ، ستشعرين بتحسن بعد الراحة ، هل اعطوك حبوبا مهدئة في المستشفى لما قبل النوم؟".
هزت فانيسا راسها موافقة.
" حسنا ، تناوليها فإنها تساعدك على الإسترخاء والنوم ( توقفت اليانور عن الكلام وهي ترى سيارة البورش تعود أدراجها الى المدخل ، وقالت متعجبة ) لقد عاد هيو ، هذه سيارته ، ربما نسي شيئا ....".
" ماذا؟ ( إستدارت فانيسا فزعة) لا أريد أن أراه .... لا استطيع.... ماذا سافعل؟".
امسكت باليانور xxxxxة لا تدري كيف تهرب ، لقد فتح له السيد هيكمان الباب ودخل مسرعا الى الغرفة حيث وقفت فانيسا امام الموقد وظهرها للباب ، مشت اليانور الى قرب النافذة عاجزة عن الخروج من الباب الذي يسده هيو ، لم تعرف أيضا كيف تتصرف ، دخل هيو ببطء وتصميم وأغلق الباب ومشى الى فانيسا قائلا:
" فانيسا .... عزيزتي... آسف .... لقد كنت قاسيا معك في اللوم ... لا عذر لي.... هل تسامحينني ؟".
" لا يهم الان؟".
|