كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
10- لا تدعني ابكي بعد اليوم!
" يجب أن أذهب الى كالوها".
قال والدها ، ويداه على أذنيه.
" نعم ، وسنصطحب ماريون معنا ، إنني لا أطيق دويّ هذه الطائرات".
" أعني انني أريد الذهاب في الحال ، يجب أن أرى فاي".
قالت لها العمة ويني بإستغراب:
" سترينها غدا ، ستأتي مع التوامين ، الجميع سيكونون مسرورين للقاء والدك وزوجته الجديدة"
قالت لها ماريون:
" ولكن يا تينا ، لم تفرغي بعد محتوى حقائبك ! لقد وصلنا لتونا ، وقال لي والدك أن الزورق لا يعمل بعد الظهر".
" سأجد من يتولى إيالي الى كالوها ، سامضي الليل هناك ، لا تقلقي".
حملت حقيبة يدها وخرجت.
فكرت بسرعة وإمتطت دراجتها القديمة ، ستصل الى كالوها قبل حلول الليل.
وماذا لو كان ماكس غائبا؟
ابعدت هذه الفكرة السلبية وتوجهت الى المرفأ ، توقفت أمام مقهى صغير ، تعرف صاحبه الذي خرج لتوه وصرخ:
" الآنسة تينا".
" وصلت الى تاهيتي منذ اقل من ساعة، هل في إمكاني وضع دراجتي في عهدتك؟".
" طبعا ، كالمعتاد".
وضعت الدراجة في المرآب الصغير وشكرته ثم توجهت الى رصيف المرفا تبحث عن جاك لوغان المعروف في بابيت ، إنه يعشق البحر ويدعونه( كلب البحر) شاهدته فاسرعت اليه وطلبت منه أن يوصلها الى كالوها ، تردد ثم أجاب:
" ليس في زورقي وقود".
" سأدفع لك ثمنه يا جاك".
" إذا خذي كاسا بينما أعبىء الحزان وأدير المحرك".
" سأساعدك".
هزّ جاك كتفيه كأنه لا يثق بمساعدة النساء .
أخيرا صعدا الى الزورق ، ولم يقل جاك كلمة طوال الطريق وهي كانت عاجزة عن الجواب إذا ما سالها سبب عجلتها ، ولم يمض وقت حتى ظهرت الجزيرة في الأفق.
وماذا لو كان ماكس غائبا.
" لا، يجب أن يكون في المنزل ، نعم ، يجب.
كان الزورق يقترب وأراد جاك الإتجاه صوب الفندق.
" لا ، يا جاك ، من هنا ، إنني ذاهبة الى الأرض المزروعة".
إلتفت اليها وقال:
" إذا كنت تريدين رؤية هنري العجوز ، فهو ليس هنا".
" نعم ، نعم ، اعرف ، لكنني أريد ان أتوجه الى المزروعات من فضلك".
ألقى جاك نظرة ساخرة اليها وقال:
" كما تريدين ، يا آنسة ، انا رهن أوامرك ! لقد عاد السيد ثورنتون منذ 15 يوما".
قالت له تينا وهي تضحك:
" لا تتدخل يا جاك يشؤون الغير ! سأبقى الليلة في الفندق ،فلا داعي لإنتظاري ، وإنني اشكرك كثيرا".
لم تبال تينا باقاويل يمكن أن تنتشر في بابيت ،الليلة بالذات متى عاد جاك الى تاهيتي ، كانت لا ترى في مخيلتها إلا الرسالة التي تلقتها من فاي ، تكلمت عن زواج بيار وكورين ، وعن فرحها للعثور على والدها ، وفي نهاية الرسالة ، اضافت تقول : ( كل شيء عاد الى هدوئه هناك في المزروعات ، لقد حكمت على ماكس ثورنتون خطأ ، في شان تياري".
بدأ قلبها نبض بسرعة ، فصعدت السلالم التي تؤدي الى الفيللا ، كيف ستجد ماكس ؟ هل ما زال ذلك الرجل المتعجرف ؟ هنا لم يتغير شيء منذ سفر تينا الى أنكلترا.
( لقد حكما على ماكس ثورنتون خطأ...).
ماذا تعني بهذا الكلام ؟ بدأت الشمس تغيب وتينا على عتبة الشرفة تعض على شفتيها ، تقدمت ولم تسمع أي صوت ، ما زال امامها الوقت للهرب والإبتعاد من هذا الرجل الذي أذلّها...
كان الباب مقفلا ، لا رائحة ولا ضجة ولا صوت.... تجوّلت حول الفيللا وكبتت صرخة وهيترى قميصا مغسولة معلقة على الحبل ، كانت جافة ، ثم عادت الى الشرفة في مواجهة البحر ، وقررت الإنتظار ، وراحت تتأمل حلول الليل من بعيد ، رأت قمم موريا وتاهيتي تنحني والعصافير تحلّق فوق الجزيرة للمرة الأخيرة قبل أن تبيت في أعشاشها ، والعتم يسحرها....
فجأة سمعت خطوات آتية ، فإنتفضت وسقطت حقيبتها ، فإنحنت لتلتقطها عندما إنفتح باب الشرفة.
" من هنا ؟ تينا!".
كانت ترتجف وقالت:
" لم اسمعك".
" متى وصلت؟".
"وصلت اليوم بعد الظهر".
" أدخلي لنأخذ كاسا ".
" كلا ، افضل أن ابقى في الخارج ، السفر في الطائرة كان طويلا وأنا بحاجة الى الجلوس في الهواء الطلق".
إلتفت اليها ووضع يده على درابزين الشرفة وقال:
" لم تضيعي وقتك سدى ، كنت دائما فتاة مدهشة".
أغمضت عينيها وقالت:
" الى متى ستظل تعتبرني فتاة صغيرة؟".
لم يرد لكنه أشار الى البحر وقال:
" إن عودة والدك غمرتني فرحا ، إنها حقا لمعجزة ، اليس كذلك؟".
" آه ، نعم ! ".
" ولديك الان قريبة جديدة؟".
" ماريون... إنها إمرأة لطيفة جدا وإننا متفقان معا تماما ، إنها مثل أخت كبيرة بالنسبة الي !".
تنفست الصعداء واسندت ظهرها على درابزين الشرفة قالت:
" ماكس... يجب أن اقول لك شيئا.... أرجوك ألا تقاطعني ، فليس ذلك بالأمر السهل!".
ترددت وقالت:
" أنت من نوع الرجال.... الذين لا يحبون أن يصغوا الى النساء اللواتي يعترفن بما يعذبهن ، إن حوادث الماضي ساعدتني على النضوج".
" ماذا تريدين أن تقولي ، يا تينا؟".
عضّت على شفتيها وقالت:
كن صبورا ، أولا أريد أن اشكرك لزيارتي في أنكلترا ، هذا لطف منك".
" هل جئت الى هنا من أجل أن تقولي لي هذا !".
"..... أريد ان أشرح لك لماذا اردت مغادرة تاهيتي ، من دون أن أراك ، أنت....".
" تينا ! ساتولى الأمر عنك ، كنت تظنين ان تياري عشيقتي ، اليس كذلك؟ هل هذا رأيك بي يا تينا؟ لقد سمعت أقاويل كثيرة حول هذه القصة".
|