لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


51 - البحر الى الأبد - رابيكا كاين - روايات عبير القديمة ( كاملة )

51- البحر الى الأبد- رابيكا كاين- روايات عبير القديمة الملخص

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-12, 06:49 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 51 - البحر الى الأبد - رابيكا كاين - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 


51- البحر الى الأبد- رابيكا كاين- روايات عبير القديمة

الملخص

كان والدها كل شيء في حياتها ،ماتت امها فتولى الأب رعايتها واحتضانها وابقاها معه في تاهيتي رافضاً نصائح جدتها بارسالها الى انكلترا لتعيش في كنفهما .. وهكذا نشأت تينا وترعرعت في الجزر الاستوائيه يقبع في صدرها حنين دائم الى شئ ما تجهله وخوف مقيم في المستقبل المجهول ،كانت مغامرتها الأولى مع بيارالشاب الفرنسي الذي يهوى الايقاع بالنساء في حياته ... ثم وضع القدر في طريقها رجلاً قوياً غامضاً هو ماكس ثورنتون , عاملها كما يجب أن تعامل . وهي تحتاج الى تجارب كثيرة قبل ان تنضج وشاء القدر كذلك ان يختفي والد تينا الرسام جان ريمون في البحر وأن يبعث جداها اليها برسالة يطالبان فيها بعودتها الى انكلترا ، وهكذا عادت الحيرة والإرتباك والتردد تسيطر على تينا هل ترحل الى أنكلترا؟ هل تتخلى عن كل احلامها في تاهيتي ؟ ثم هل تستطيع الفتاة الساذجة المترددة أن تتخذ قرارها النهائي أم أنها ستترك هذه المهمة الشاقة لغيرها !

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 02-03-12, 08:24 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 237453
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: renas عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
renas غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حلــــوه كتيــــر ياقمــــر ،،منتظرينكـ

 
 

 

عرض البوم صور renas   رد مع اقتباس
قديم 04-03-12, 12:30 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- العناق الأخير

في صباح جميل ومشمس ، عكرت الطائرة المحلقة الآتية من الجهة الشرقية صفو الجزيرة بدوي محركاتها ، حلّق عصفور ملوّن تبعه رف كثيف من العصافير وهي تزقزق ، وأخيرا إستيقظت الجزيرة.
على الشاطىء الرملي الفارغ ، برز شبحان جامدان ، الرجل يحيط بذراعيه كتفي رفيقته ، حركت الفتاة شفتيها لكن صوتها لم يسمع إذ خطفه دوي الطائرة التي باتت قريبة من الشاطىء وفجأة أفلتت الفتاة من عناق رفيقها وقالت :
" لا يا بيار!".
" لكن ، حبيبتي....".
كان يضحك محاولا التمسك بها ، ثم أضاف:
" أريد فقط .. ستندمين على ذلك بعد رحيلي ".
" لا ، إتركني!".
كان جسمها الصغير يكافح بقوة وهي ترتدي بزة السباحة البيضاء.
" لا يهمني الا أراك بعد الآن ! ابدا!"
" أبدا ؟ يا لهذه الكلمة الرهيبة!".
كانت تحاول جاهدة كبت دموعها وكانت تحفر الرمل بقدمها ، وكان يسخر منها وقال:
" إ ن حبّك لي ضئيل ، ايتها الإنسانة الفظة!".
" وأنت كذلك ، ايها المدعي! ولماذا أحبك بعد الآن ؟ هل أنت وحيد زمانك ، يا بيار لامونت؟".
إن خبث كلامها يتناقض ولهجة بيار المتملقة ، كان يصغي الى كلمات العتاب في مرح ووقاحة.
" لكن ، أمس ، كنا أقرب الصدقاء ، ومنذ الصباح وأنت تحاولين الدخول في معارك معي ، اين هي تلك الفتاة الصغيرة المرحة التي عرفت ؟ هل أنت غيورة بسبب...؟".
إرتفع صوتها ، لكن دوي الطائرة حمل معه بقية الجملة ، وفي غضب ، هربت وراحت تركض على طول الشاطىء.
" تينا ، تينا ، عودي!".
قام بخطوة ، ثم عدل عن المتابعة ، راح يتأمل الشبح الصغير يبتعد وإذا بالطائرة فوق رأسها ، مثل طائر ضخم ،ومن بعيد توقفت تينا لتتامل الطائرة اللماعة ، لكن وكأنها شعرت بالذعر أمام ظل الطائرة الكبير ، عادت تتابع ركضها المضطرب.
تلاشى الضجيج ، وإختفت الطائرة التي ستحط بعد قليل في مطار تاهيتي
راحت تينا تتأمل قمم جزيرة كالوها المظلمة وهي الأصغر في مجموعة الجزر القائمة على هذه البقعة من العالم والجبال البارزة المنبثقة من البحر تبدو وكأنها تتوج الجزيرة تتويجا أبدا.
لا احد يلحق بتينا ، لن تسمع بعد الآن كلام الشاب الفرنسي المالوف ، لن يراها في هذه الحالة التعيسة ن وإستعادت انفاسها مكملة سيرها.
في هذا المكان حيث الصخور تحد الشاطىء وتقترب الى المياه الهادئة لهذه المنطقة البحرية الخضراء الصافية.إلتفتت الى الوراء فلم تجد اثرا لبيار ، أكملت سيرها وهي تجر قدميها ، وإجتازت اسوار الصخور ، ومشت على الزبد الأبيض قرب الأمواج اخيرا ، صعدت نحو الأشجار وتركت نفسها تتهاوى على الأرض من دون حراك ، فاخفت وجهها بين ذراعيها ، لماذا كل هذا الألم؟ إنها تسخر من عودة بيار الى فرنسا.... إنها غبية لتحزن وتتأسف بهذا الشكل ، ظنت ان في عيني الرجل شغفا بها ، والأحلام الصغيرة الحمقاء أضرفت مخيلتها.
منتديات ليلاس
تصرفت بسذاجة كبيرة حمقاء ! كيف كان في إمكانها الإعتقاد بأنها أغرته؟ وتلك الأيام الماضية وهي تنتظره في ماهاثيا.
إرتجفت شفتاها ، حاولت كبت قلقها وغمّها وهي تلطم الرمال بمعصميها ، إذا كان هذا هو الحب ، فلم تعد تريده! ستترك بيار وشأنه ليرحل الى أوروبا ! إجتازتها قشعريرة وراحت تجهش بالبكاء.
أشجار النخيل تحدث صوتا خفيفا لمرور الريح ، الشمس تلمع من خلال الأوراق المخرّمة ، وهناك خلف البحيرة ، الأمواج تتكسر وتقع ستائر واسعة من الزبد على تشعبات المرجان ، لكن تينا لم تكن تسمع شيئا ، ولا ترى شيئا ، ولا حتى الخطوات المقتربة منها ، ولا الظل الذي إنعكس عليها ، بصورة مفاجئة.
إنحنى الرجل نحوها ولمس كتفيها ، إنتفضت وإلتفتت ووجهها مبلل بالدموع ، سأل بصوته الرجولي الثاقب:
" أعتقدت... لكن ، ماذا حدث لك؟".
راحت ترشقه بنظرات حادة مستغربة ، وبدات ترتجف لكن الخوف إضمحل ، كان جسمها قد إمتلأ رملا ، قطب الرجل الغريب حاجبيه وسالها:
" ما بك ؟ هل أنت مصابة بجروح؟".
" إذهب عني ! لا تتدخل في شؤوني ، لماذا يهمك أمري؟".
كانت تكرهه كما تكره العالم كله في هذه الحظة بالذات.
" إذهب عني ! طلبت منك أن تذهب".
" ليس في نيتي أن أذهب من هنا".
تريّث قليلا قبل أن يضيف في حدة:
" إن هذه الأرض التي تجلسين عليها ملكي ، وسيغطيها الفيضان إذا واصلت البكاء ، في اي حال ، من أنت؟".
لم تجب، فأمسكها بذراعها ، فلم تتحمل ذلك ، ورفسته بعنف وقالت:
" دعني وشاني ، لا يحق لك أن تتهمني بانني أهدد شاطئك الوسخ بالفيضان".
ومن خلال الدموع لم تكن تميّز شكل الرجل ، لم تكن ترى سوى شبح يعوم في الفضاء ، إنتابها الغضب فإنتفضت واقفة وصرخت:
" إذهب عني!".
راحت تزعق بقوة ، فإقترب منها ، فلطمت صدره بمعصميها ، لم تعد قادرة على ضبط إنفعالاتها والسيطرة على تصرفاتها ، كانت تتمنى شيئا واحدا : أن يتركها الرجل وحدها ويذهب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-03-12, 12:31 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أمسك بمعصميها وحاول تهدئتها ، لكنها إستمرت تقاوم لتتخلص من قبضته بلا جدوى ، كان متمسكا بها كالقيد وهي تتخبط مثل نمرةهائجة تتحرك وترفس بقدميها ،وفجأة شعرت بصفعة تحرق وجهها.
وضعت يدها على خدها وقالت حانقة:
" ماذا فعلت؟".
" أنت فتاة مجنونة حقا!".
" لقد صفعتني ، كيف تجرات على ذلك؟".
" إنها الطريقة الوحيدة التي ينبغي إستعمالها مع الفتيات المصابات بالهستيريا مثلك".
" لست مستهترة ، أنت المسؤول ، لم أطلب منك أن تتدخل في شؤوني".
"ولكن أنت التي بدات بضربي".
حاولت صفعه لكنه إبتعد عنها في الوقت المناسب ،وفي غضب كبير أخذت تركض على طول الشاطىء.
صرخ الرجل بكلمات لم تفهمها ، كانت تركض ولا تعي شيئا ، غلا غضبها ، ثم تعثرت قدماها على صخرة رملية ، كان الرجل الغريب ينظر الى ما يجري وتينا لا تتحرك ، إقترب منها وسال :
" هل انت بخير؟".
لا جواب ، إقترب منها خطوة وسألها:
" بماذا تشعرين؟".
" لا أدري".
" هدّئي اعصابك وإلا تركتك هنا مع مزاجك السيء".
كان صوته ساطعا مثل صفعته ، وفي صعوبة حاولت الوقوف ، لكنها لم تستطع وسقطت من جديد على الرمال.
" أعتقد أنك أصبت بجراح".
قالت وهو يتفحص كاحلها.
" لا أبالي ، إذهب عني!".
" ايتها الحمقاء الصغيرة ، يجب علاجك في الحال ، هل في إمكانك الوقوف؟".
هزت راسها سلبا ونظرت حولها : الفندق والحديقة بعيدان جدا ، امام عينيها يمتد فقط البحر والرمال والشمس والقمم الزرقاء.
لم تكن تعرف هذا المكان ، لم تستكشف مع فاي وبول وبيار سوى ضواحي مرفأ كالوها الصغير ، وعندما إقترحت المجيء الى هنا حبا بالمغامرة قال لها بيار إن المكان لا يرتاده احد وأنه الإمتداد النهائي للمزروعات ، كلما تذكرت بيار إزدادت آلامها ، شعرت بأنها وحيدة ، متروكة ، فجأة سألها الرجل الغريب:
" اين تسكنين؟".
" ولا في أي مكان".
كاحلها يرلمها ، تحسسته وصرخت:
" آه ، يا إلهي !".
وضع الرجل الغريب يده وقال في غضب:
" إنك حقا طفلة ! هيا قولي من أين جئت".
" لا أدري".
" يا لها من مصيبة ! هل أنت بلا عائلة ، بلا اصدقاء ، بلا منزل؟ اظن انني لا أصدقك يا آنستي الصغيرة".
" لست مضطرا لأن تصدقني".
عادت الدموع تنهمر من عينيها ، فأخفت وجهها بيديها وقالت في أسى:
" لا أريد أن أعود الى هناك ، أريد ان أموت".
ران صمت طويل قطعه الرجل قائلا:
" لا اصدق ما تقولين ... هل تتمنين الموت حقا؟".
" كيف لك أن تعرف إذا كنت اتمنى الموت ام لا ؟".
" انت على حق ، لا يمكنني أن اعرف ذلك ، لكنك الآن في حاجة الى مساعدة حتى وإن كنت تكرهين ذلك".
مدّ اليها يده وقال:
" هل تسمحين؟".
تفرّست تينا به وقبلت مساعدته مرغمة ، وعيناها محمرتان من الدمع ، سالها:
" اين تسكنين؟".
" أنا لست من هنا ، إنني اعيش في تاهيتي ، أتيت الى هذه الجزيرة لزيارة فاي ، لقد تزوجت حديثا وهي تدير الفندق هناك".
"فهمت الآن ، الفندق بعيد من هنا ولا يمكنك العودة اليه وحدك وأنت على هذه الحال".
" يجب ان أعود الى هناك ، لم أكن أدرك انني إجتزت كل هذه المسافة واصبحت بعيدة جدا عن الفندق".
" السبب انك كنت غاضبة جدا ، عديني ألا تتصرفي هكذا من جديد ، إذا ساعدتك في العودة الى الفندق".
كان صوته وكأنه آت من بعيد ، وبينما كان يسندها ، إسترخت متعبة ، لكنها ظلت متقلّصة الأصابع ، متعلقة بكتفيه القويتين ، يجتاحها شعور غريب ، لم يسبق أن أغمي عليها ، أدرك الرجل ان قواها بدأت تخور فراح يشجعها قائلا:
" تعلقي بي جيدا ، المكان ليس بعيدا كثيرا".
الرمال تمر تحتها ، وبدا العالم كله في عينيها وكانه غير واقعي ، الأشجار تتشابك لتشكل فضاء أخضر تلمع فيه بقع الشمس ، الطريق تتعرّج ، يحدها من كل جانب جدار من النباتات الإستوائية.
وعندما توقفا لم تكن لديها أية فكرة عن المسافة التي إجتازتها وهي متعلقة بكتفي الرجل.
إنتهت الطريق بسلالم وعرة محفورة في الصخور ، عضت على شفتيها وحاولت مواجهة الأمر ، ولكن يدين نشيطتين تمسكتا بها لترفعاها عن الأرض.
كان يتكلم بصوت أكثر نعومة ، يرتج بعمق أكبر في الصدر حيث وضعت تينا راسها.
أدركت خطورة حالتها وخيبة أملها وإستسلمت الى قوة هذا الرجل الملتهبة ، تذكرت والدها ، كان يحملها هكذا ويهمس في أذنيها كلمات ناعمة ، إنه فنان ، لو رآها على ما هي عليه الآن ، لكان تصرّف بالطريقة نفسها لكان حملها وهو يتسلق سلالم الفيللا ، متعبا ، ولكان قال وهو يعانقها : ( إنك خفيفة مثل ريش العصفور).
حملها الرجل الغريب الى الشرفة ، هناك باب كبير ، والى اليسار مقعد من قش مغلف بالوسائد البيضاء... وضعها الرجل الغريب على المقعد ثم توجه نحو الباب وقال:
" سأعود في الحال".
لم تتحرك تينا ، كانت تتامل إمتداد البحيرة : بساط من الحجارة البلورية المنثورة هنا وهناك ، وسد المرجان يبدو كانه يتلقف هذه الحجارة ، ما من كائن حيّ يعكر صفو هذا المشهد الرائع ، لا نسيم ولا ريح ، اشجار النخيل جامدة لا تتحرك ، كل شيء يشبه لوحة إنطباعية ،والدها يحب الهدوء ، لكن ماذا سيكون رأيه لو رآها هنا ، كانها ماخوذة بهذا الرجل الغريب الغامض ، الشبيه ببطل أسطوري!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-03-12, 12:32 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إنتفضت عندما سمعت صوتا يرتفع قربها ، فتنبهت كل حواسها ، عادالرجل في هدوء وصمت فلم تسمعه ، كأس مثلجة فيها شراب لم تذقه من قبل أعادها الى الواقع ، عبست وهي ترتشف محتويات الكأس ، فقال الرجل:
" اضفت الى الشراب ماء الزهر ، عن كيم يعد القهوة".
" ارجوك لا تعد القهوة خصيصا من أجلي".
" انا معتاد على تناول القهوة في مثل هذا الوقت من النهار".
وضع كرسيا قربها وجلس وقال:
" دعيني الان ارى كاحلك".
ما أن لمس قدمها حتى راحت تئن فسألها:
" هل تؤلمك؟".
" قليلا... هل تظن بأنني كسرت كاحلي؟".
" لا أظن ، قد يكون تمزقا بسيطا".
دخل شاب صيني حاملا وعاء أزرق ومنشفة صفراء ، اعطاهما للرجل الذي قال:
" شكرا يا كيم".
كان في الوعاء قطع من الثلج ، ومن دون أن ينتظر بلل المنشفة بالماء المثلج ثم وضعها على كاحل تينا ، إجتاحها البرد ، أجرى لها الرجل تدليكا دقيقا ثم لف الكاحل بمنديل مليء بقطع الثلج فصرخت:
" لكن الثلج سيذوب بسرعة".
رفع الرجل قدم تينا فوق بعض الأرائك وقال:
" إشربي كأسك ".
" شكرا ، إنني آسفة لأنني أزعجتك".
كانت تتكلم بسرعة وتتحرك ، فأمسك بها ليمنعها من الوقوف وقال:
" لا تتحركي من هنا ما دمت لا تشعرين بتحسن".
" لكن الثلج بدأ يذوب وسأبلل المقعد".
" هذا لا يهم إهداي".
تبعت نظراته وأدركت حالها التعيسة ، كانت مليئة بالرمل وعلى جسمها بقع الطحلب ، بزة السباحة البيضاء التي كانت ناصعة عندما راحت تتمشى مع بيار ، فقدت الان رونقها.
تركها بيار تهرب ، حدث لها كل شيء بسببه ، عضّت على شفتيها ، لقد اصيبت وألقت بنفسها في أحضان رجل غريب مثل هرّة متوحشة.
بدات تتمنى لو أنها لم تأت الى هذه الحياة !
" هل تشعرين بالبرد؟".
" كلا".
كانت تحدّق في الأرائك البيضاء وهو ينظر اليها ، وفي صمت تطلعت الى رؤوس الأشجار ثم إلتفتت نحوه.
عيناه الرماديتان تعكسان الهدوء والصفاء ، وأدركت فورا أنه يحاول ان يكون لطيفا معها ، ارادت ان تشرح له سبب تصرفها الاواعي عندما كان على الشاطىء ، كانت تحس برغبة في الصراخ ، لكن لا شيء يخرج من فمها ، كانت ترغب في الشعور بالإطمئنان والإرتياح ، ولاحظت فجأة قوته الناضجة ونظراته المتفهمة ، فإحمرت خجلا وأقنعت نفسها بأن إحمرار وجهها عائد الى الحرارة التي تنبعث في اعماقها.
أحضر كيم على صينية فضية فناجين القهوة المصنوعة من الخزف الصيني
" شكرا يا كيم".
كان الرجل الغريب يدير لها ظهره ، شعره الأسود الكثيف وكتفاه العريضتان كلها تدل على مقدرته ، وكانت يده تتنقلان بدقة وإنتباه ، إنهما نظيفتان تشيران الى انه لا يستعمل الآليات والشحوم ، لم يكن يرتدي ملابس السياح الفاقعة ، ولا بذلة رجل الأعمال النيقة ، إنما يرتدي سروالا من الكتان البيج وسترته كاكية ذات أكمام قصيرة ، ليس هو إذن برجل أعمال او ضابط أو مزارع ، ليس فقيرا ولا سائحا ،من هو إذن ؟ من دون شك إنه إنكليزي ، رغم أن عدد الإنكليز ليس كبيرا في هذه الجزر.
قدم لها فنجان قهوة ، ثم قدّم اليها صحنا وضعت فيه الحلويات والبسكويت حتى لا تحرك ، تناولت قطعة حلوى وقالت:
" شكرا".
راح يحتسي قهوته في صمت ، فجأة قالت تينا بإستغراب وخجل:
" آه ! لقد اكلت تقريبا كل الحلوى ، من دون أن أعي ذلك".
" لا شك انك كنت جائعة!".
" من دون شك ! لم آكل شيئا منذ الصباح ، لقد خرجنا للسباحة ، لا شك أنك تعتبرني فتاة لا تطاق ، اليس كذلك؟".
" إن هذه الحلوى هي خصيصا لك ، أرجو أن تأكليها كلها".
" صحيح ، هل في إمكاني ذلك؟".
" طبعا ، وهذا فنجان قهوة ىخر".
ثم إستدار يحدق في البحر وسالها:
" هل تشعرين بتحسن الآن؟".
حاولت النهوض للذهاب ، لكن لذهولها ، اوقعت محتوى فنجانها على الوسائد ولم تعرف ماذا تفعل ، ارادت تنظيف ما فعلته فقال لها:
" إتركي كل هذا ، الأمر ليس خطيرا للغاية".
" بلى ، دعني أنظف الأوساخ التي سببتها".
راح يتفرس فيها وهي ارادت الإختفاء ويداها المرتجفتان وضعتا الفنجان على الصينية ، راح يلامس شعرها ويقول:
" هل يستحق كل هذا العذاب؟".
" من؟".
" ذاك الذي كنت تهربين منه....".
" لم أكن هاربة من احد".
كانت مرة أخرى على وشك البكاء ، لكنها تقلّصت وشعر كم هي قوية خيبة أمل هذه الفتاة.
إعذريي ... اعتقدت أنك... كم عمرك ؟".
" اي عمر تعطيني؟".
" 14 سنة ونصف".
شعرت انه يسخر منها فقالت:
" سابلغ السادسة عشر في شهر نيسان / أبريل".
" بل نحن الان في شهر مايو / ايار ، هكذا إذن ، انت في الخامسة عشرة اليس كذلك؟ وهذا الشاب فرنسي ، اليس كذلك؟".
" كيف عرفت؟".
" سبق ورايتكما معا الأسبوع الفائت ، كنتما في الباخرة ، بصراحة لا أحد ذلك الإنسان الذكي الرائع".
" كيف تجرأت وراقبتنا ؟ كانت المرة الأولى التي......".
" يعانقك.... نعم ، عرفت ذلك".
أزاحت نظرها عنه كي لا يلاحظ توترها ، رىهما في عناقهما ، في اللحظة التي إعتقدت أنها ستكرس حياتها لحب بيار ، لكن فجأة ، أبعدها بيار عنه ، شيء ما ابعدها عنه ، ربما خوفها من عناق آخر ، لن تشعر بعد الآن بمثل هذه السعادة وهذه النشوة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البحر الى الابد, child of tahiti, رابيكا كاين, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rebecca caine, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t173026.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:39 PM


الساعة الآن 04:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية