لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-12, 04:42 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- العائد

في الصباح ، لم تكن تينا تخيّل وصول جديها ، تذكرت سهرتها الفاشلة مع بيار ، لكنها كانت تنتظر عودة ماكس.
من الحماقة الإيمان بإمكان حدوث هذا الحب ، لو كان يحبها بالفعل لحدد لها موعد عودته ، وقالت في نفسها (آه كيف يمكنني أن امنع قلبي من السقوط في غرام هذا الرجل!).
لم تشاهد بيار على مائدة الفطور ، وكانت فاي منهمكة في الأمور العادية ، فلم يلاحظ أحد ملامح تينا المتوترة ، بدأت تعمل في مكتب الإستقبال ، وبينما كانت تهتم بسائح عجوز ، دخل بيار وحيّاها في برود وتابع طريقه الى مكتب بول ، وبعد فترة قصيرة جاءت روزا وبدأن تتحدث مع تينا عن الثياب التي ترتديها الحوامل وقالت:
" لا أريد ان أفكر بالأمر .... بعد ثلاثة أشهر".
قالت فاي في إستغراب وهي تقترب منها:
" بعد ثلاثة أشهر... وبعد ذلك ، عليك الإهتمام بصحتك ومراقبة وزنك لتظلي محتفظة برشاقتك".
" آه كم أتمنى أن انام على بطني بعد الولادة".
وصل ساعي البريد فلحقت به فاي وروزا وبقيت تينا وحدها تفكر بهذه الحياة الرائعة وبالولادة ، وتصوّرت نفسها حاملا من ماكس ثم أما لطفل جميل ....!
إحمرت خجلا ، عادت فاي فإبتسمت تينا لها لتخفي إنفعالها ، لكن فاي ظلت مسمّرة امامها وقالت:
" اعدّي نفسك للصدمة ، لقد وصلا امس ".
" من؟ ماذا؟".
حدّقت تينا بالظرف :
" حاولا المجيء الى هنا مساء أمس ، لكنهما عدلا عن ذلك لأن السيدة كينغمان كانت متعبة للغاية ، جدتك تريد ان تراك في اسرع وقت ممكن".
إنها رسالة العمة ويني جدّاها في تاهيتي ، على بعد بضعة أميال من هنا ، لم تكن تصدق ذلك.
" نعم يا تينا يجب ألا تبقي هنا ، عليك الذهاب في الحال ، سابحث عن بول ...".
وفي لمحة بصر ، نصحت تينا ان ترتدي بزة أنيقة وإقترحت على بول ان يرافقها ، وقالت:
" سنرتب الأمر بطريقة أو بأخرى ، لا تضطربي كل شيء سيتم على أكمل وجه ، بعد ساعتين ستندمين على غضبك".
منتديات ليلاس
تاملت تينا السفينة وهي تمخر عباب البحر اللامع ،ومن جديد بدأت الأفكار السوداء تراودها ، وإحتلها الخوف ، ماذا سيكون ردة فعلهما ! لقد مرّ وقت طويل بعد المشاجرة الماضية.
شعرت وكأنها وقعت في الفخ منذ زمان وهما يريدانها لهما ، منذ ولادتها رفضت الوالدة أن تعيش في انكلرتا ووضعت تينا في الجزر ، ولما أصبحت في الخامسة كانا يريدان للفتاة الدراسة الإنكليزية ، ومرة اخرى رفضت ليزا ريمون العودة ، كانت تعتبر أن تاهيتي هي مكان إستفزازها .... ولما حملت إبنتهما من جديد كانا ينتظران الولادة ليجددا عرضهما ، وفي هذه المرة ، إعتبرا جان ريمون مسؤولا عن المأساة.
كانت تينا ترتجف وتنظر الى بيار الذي أصرّ على مرافقتها ، فادار وجهه عنها بإبتسامة ساخرة وقال:
" هكذا إذن ، ستغادريننا؟".
أجابت وهي تتامل ساحل تاهيتي البعيد.
" لا اعرف ، لو لم ياتيا ...".
هز بيار كتفيه وظل صامتا برهة ثم قال في هدوء:
" إنني اؤيد رأي فاي ، ربما كان ذهابك افضل".
" لماذا".
" هكذا ، يتسنى لك إتخاذ القرار النهائي".
" القرار.... مع غريبين؟ إنني لا أعرفهما ، هل تفهم ذلك؟".
" أدرك جيدا يا حبيبتي ، إنك تحاولين تجنب إيذائهما ، لكن أنا...".
عضّت على شفتيها ، هل ان رفضها يؤثر عليه جديا ؟ ارادت ان تلين لكنها كبتت إنفعالها ، لن تعود الى الوراء ، لكنه بدا وكأنه عرف ما يدور في خلدها ، إذ سألها:
" هل تريدين ان أرافقك؟".
كانت تفضل أن تكون وحدها ، لكنها فجأة غيّرت رايها فأجابت:
" نعم يا بيار ، اريدك أن ترافقني إذا لم يكن عندك مانع".
رمقته بنظرة مشبعة بالحنان ، فضحك ساخرا وقال:
" تريدين مساعدتي ، وإنني مستعد إذا كنت في حاجة الي".
ألقت اليه نظرة سريعة ولاحظت كم تغيّر منذ عودته الى الجزر لم يعد ذلك الإنسان االمتعجرف والأناني ، فقد نضج ، وإبتسم لها فشعرت بإنجذاب اليه ، وإعتذرت لما حدث يوم أمس وفضّلت الا تواصل النقاش ، قال بيار:
" يمكننا معا أن نتعاون من أجل ان تنسي كل شيء ".
النسيان! ماذا يقصد ؟ حاولت أن تبدو مرحة وقالت:
"لنعالج أولا مشكلة الساعة".
صعدا في سيارة تاكسي وتوجّها الى الفندق ، همس بيار قائلا:
"كيف يا ترى تبدو جدتك".
أمضت تينا ساعات طويلة وهي تتخيّل جدتها ، هناك صورة واحدة لها في صندوق والدتها ، أما جدها فيبدو بملامح الرجل العسكري ، الجدة طويلة القامة ، وعلى أبواب الخمسين ، يعود عمر هذه الصورة الى عشرين سنة مضت.
تقدمت إمرأة طويلة ذات ملامح ارستقراطية نحو تينا رافعة يديها الطويلتين ، كانت ترتدي فستانا كلاسيكيا أزرق ذا أناقة رفيعة ، شعرها رمادي لمّاع ، وبشرتها بيضاء كالخزف ، وعيناها بلون سماء أنكلترا ، إقتربت من تينا وضغطت بيد مرتجفة على أصابع حفيدتها الطرية ، كانت تينا ترتجف أيضا ، مترددة في طبع قبلة على وجنة هذه المرأة.
إقترب جدها منها وقال :
" إنني لا أصدق ما اراه ، بعد هذه السنوات الطويلة".
قبّلها وأمسك بيدها وراح يتأملها ثم قال:
" إنها تشبه ليزا نفسها ! أليس هذا صحيحا يا حبيبتي؟".
فوجئت اليزابيت كينغمان بهذه الملاحظة بيديها زوجها وهمست بكلمات لم تكن مسموعة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 04:44 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بقيت تينا صامتة وتقلّصت حنجرتها ، كانت تدرك ان عليها التصرف في تهذيب ، كانت متاثرة وقلبها ينبض بسرعة ، وضعت ذراعيها حول عنق جدتها وطبعت قبلة على خدها وقالت:
" جئتما من مسافة بعيدة خصيصا من أجلي ، لا شك انكما متعبان".
طوّقت الجدة بذراعيها خصر تينا كأنها ستحملها وإغرورقت عيناها بالدموع .
قال السيد كينغمان في لهجة خشنة :
" لقد مضى زمن طويل".
إقترح بيار الذي كان ما يزال في الظل ، ان يتناول الجميع شرابا ، تطلّع اليه السيد كينغمان بإستغراب ، فتنبهت تينا وتولت تقديمه اليهما ، وقد إحمرت وجنتاها من الإضطراب.
قال بيار:
" عرضت الزواج على إبنتكما الصغيرة مساء أمس".
قالت الجدة مستغربة ومضطربة:
" آه لا ! ليس هذا هو الوقت المناسب ، إضافة الى ان تينا ما زالت صغيرة لتفكر في الزواج".
" لم تعطيني جوابها بعد ، إلا إذا كانت تريد الذهاب معكما الى أنكلترا".
كان يتكلم في هدوء وثقة ، لجمت تينا اعصابها ، من اين له الحق ان يتكلم في هذه الأمور وبهذه الطريقة ! قالت تينا:
" بيار ، هناك امور كثيرة اريد أن أناقشها مع جديّ ، دعنا وشأننا أرجوك".
إبتسم بيار ثم إنحنى وقال:
" أعرف ذلك يا حبيبتي ، لكن لماذا إخفاء الحقائق ، من الأفضل قولها مباشرة لجديك".
إحتسى شرابه ونهض قائلا:
" أودعكم الآن ، متى تريدين يا تينا ان أعود لأصطحبك ؟".
قالت السيدة كينغمان في إستغراب:
" لا أظنك ستعودين الى تلك الجزيرة القاحلة ، انت لا تسكنين هناك ، أليس كذلك؟".
" بلى ، إنني أعمل عند فاي في الوقت الحاضر ، لقد شرحت لك الوضع في رسالتي الأخيرة".
" هذا صحيح ، إنني اشكر فاي على لطفها ، لكن من الآن فصاعدا ارج وان تكوني معنا ، فنحن لم نقطع كل هذه المسافة من اجل لا شيء ".
عضّت تينا على شفتيها ، وغضب بيار وأضافت الجدة تقول:
" إذا لم يكن ثمة مانع فإن تينا ستبقى معنا بعض الوقت ".
نهض السيد كينغمان ، وقال وهو يتجه الى مكتب الإستقبال التابع للفندق:
" سأهتم بالأمر وسيتفهم اصدقاؤك الوضع ، انا متأكد من ذلك".
قال بيار وهو يستاذن بالذهاب:
" فليكن ما تريدان ...".
وبدا بيار وكانه يقول لتينا ( لقد حاولت إنقاذك).
سألت الجدة:
" هل الأمر بينك وبين بيار جدي؟".
ترددت تينا ، فما يزال الوقت باكرا للبوح بالأسرار ، وقالت:
" إنه صديق ، لكنني لا اثق فيه تماما".
" إنك فتاة عاقلة ، أمامك الوقت الكافي لتفكري في الزواج ، تبقى هناك قضايا كثيرة ينبغي معالجتها ، وسنقدم لك كل مساعدة ممكنة".
" لقد قطعتما مسافة طويلة من أجل أن ترياني ، وإنني متاثرة جدا ، لكنني ارجو ألا تدللانني كثيرا".
" ولم لا يا إبنتي ؟ نحن هنا من أجل ذلك".
" اعرف ذلك ، لكنني لا اريد أن اخيّب امالكما".
" لا تقلقي يا حبيبتي ، نحن نعرف جيدا ما يزعجك ، لكننا كنا في شوق لرؤيتك ، لا نريد ان نقتلعك على الفور من الأرض التي ولدت وترعرعت فيها ، ومن أصدقائك ، انت إبنتنا الوحيدة ونحن نرغب في الإهتمام بك ، لذلك قررنا الحضور".
همست تينا في حزن:
" أعرف ذلك جيدا".
إبتسمت جدتها وقالت:
" لننسى كل هذا ، أخبريني قليلا عن حياتك".
همس السيد كينغمان :
" هناك 18 سنة من الفراق ونحن نريد أن نعوضها".
قالت السيدة كينغمان:
" وهناك أمور كثيرة نريد إكتشافها هنا ، أنت لا تعرفين أنكلترا ، ونحن لا نعرف تاهيتي".
لكنها لم تتمكن من إخفاء السبب الحقيقي الذي من اجله قامت بهذه الزيارة ، إبتسمت تينا على مضض ، إذا رفضت ان تذهب معهما الى انكلترا ، فلن تتحمل الجدة هذه الصدمة.
لكن مع مرور الوقت لم تعد تينا تتحمل البقاء غير مبالية ، كانت تشعر بعاطفة قوية نحو جديها ، ادركت انهما صادقان ، وانهما يفعلان كل هذا من اجل سعادتها.
حمل جداها معهما صورا عديدة ، ظهر فيهما قصرهما الذي تبدل في شكل جذري ... لم يعد ذلك المسكن الجميل والدافىء والمحاط بأجمل الحدائق ، مجرّد اسم على ورق ، إنهما يحبان قصرهما وكلابهما الظاهرة في كل صورة.
قالت الجدة:
" هذا الكلب الغير الظاهر في الصورة ولد حديثا ولم نقع له على اسم بعد ، ستطلق عليه تينا الإسم الذي تريده".
قالت تينا:
" ألا تنويان بيعه أو إعداده للإشتراك في سباق الكلاب؟".
قال الجد:
" سيكون لك".
هنا ادركت تينا أنها لم تعد قادرة على التراجع عن موقفها ، ستذهب معهما بكل تأكيد ، إنهما هنا الآن لمدة ستة ايام فقط وهما يرغبان قبل أي شيء آخر ، في زيارة هذا المكان الرائع.
اعدت تينا برنامجا للرحلات وإطحبتهما الى كل زوايا الجزيرة ، وهكذا كانت تأمل في ألا يتكلما كثرا عنها وعن مستقبلها ، كما دعاهما بول وفاي الى كالوها وامضيا يوما كاملا مع العمة ويني.
ومساء الجمعة كان الفندق قد اقام سهرة راقصة من الفولكلور التاهيتي وقد إبتهج الجميع بها بينما تينا حزينة لا تفكر إلا بماكس ثورنتون الذي لا بد وان يكون قد عاد من رحلته.
في اليوم التالي ، بالكاد تمكنت تينا من إخفاء إضطرابها عندما جاء بول لإصطحابها الى كالوها ، لم تكن ترغب إلا في أمر واحد وهو معرفة أخبار ماكس ، لكنها فضّلت الإنتظار حتى تكون وحدها مع فاي.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 04:45 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان بيار غائبا عندما وصلوا ، فأحست تينا بإرتياح لذلك وبشعور بالذنب.
لكنها ظلت قلقة ، كيف تستطيع أن تجتاز هذه المرحلة وتقدم على مغامرة الغوص في حياة جديدة؟ هل تستطيع أن تهجر كل شيء أحبته هنا؟ لكن هذه الخطوة قد تكون في مصلحتها وربما ساعدتها الحياة الجديدة على تعويض خسارة والدها.
على مائدة الغداء كانت تينا مضطربة ، لاحظت نظرات فاي الجالسة في الطرف الآخر عن المائدة ، فجأة إستغلت فرصة عدم إنتباه المدعوين ، ونهضت فسألتها فاي بصوت منخفض:
" هل رأيت ماكس؟".
أجابت تينا في دهشة:
" كنت اود ان أطرح هذا السؤال عليك ، هل عاد من رحلته؟".
" نعم ، لكنني لم أكن اريد أن أخبرك بذلك امام الآخرين ، إذن فانت لا تعلمين ؟".
" ماذا؟ ماذا جرى؟".
" لا شيء ، لا أعرف ما سأقوله لك ، الجميع يتحدثون عن الموضوع ، ألم تسمعي الأقاويل؟".
" اية اقاويل ؟ ارجوك فاي أخبريني".
" عاد ماكس الثلاثاء الماضي ومعه فتاة".
" فتاة ؟من هي؟".
" فتاة من الجزر تدعى تياري ، إنها صغيرة السن ، في الخامسة عشرة ، وجميلة جدا ، وما من أحد يعرف من اين جاءت".
سقطت تينا في المقعد عاجزة عن تصديق مثل هذا الخبر ، هزت فاي راسها وقالت:
" اخشى ان تستقر هنا".
" لكن لماذا؟ لماذا؟".
" لا احد يعرف السبب ، كورين نفسها كادت تختنق عندما سمعت الخبر ".
كانت تينا تهز راسها كأنها ترفض التصديق أو قبول الواقع".
" وماذا عن السيد لاتور؟".
" إنه في فترة نقاهة ، وهو لا يعلم بوجود تياري ، إنه في منزل سيسيل".
" آه ، إنها تعرفه منذ سنوات عديدة".
" الأقاويل كثيرة ، لكنني لم اسمع احدا يتحدث عن قصة حب بينهما ، في أي حال ليس في إمكان العجوز هنري أن يهتم وحده بالمزرعة ، إنه يخضع لعلاج دقيق وسيسيل سعيدة بالإشراف عليه ".
ظلت تينا جامدة لا تصدق ، فقالت لها فاي:
" إنني آسفة يا عزيزتي".
نهضت تينا فجأة وسالت فاي:
" هل في إمكانك ان تبقي مع جديّ بعض الوقت؟".
" نعم لماذا؟".
" يجب ان أراه ، يجب ان أعرف ماذا يجري هناك".
حاولت فاي ان تخفي حزنها وقالت:
" لا تقلقي ، سأجد لك عذرا وأدّعي انك صعدت الى غرفتك ، اخرجي من الباب الخلفي".
ذهبت تينا كالسهم وسكلت طريق المزروعات بدل الشاطىء كي لا يراها احد ، لم تكن تفكر إلا في ماكس ، ولم تكن تصدق ان ماكس احضر معه فتاة الى كالوها ، هذا أمر غير معقول ، لا يمكن ان تكون عشيقته .... لا ! لا!
إحتلها القلق ، بعد المفرق ابصرت الفيللا ، وبدا قلبها يدق بسرعة ، توقفت امام الباب الحديدي جامدة ، لم يتبدل شيء ، شاهدت الشرفة والوسائد البيضاء على الأريكة والسلالم التي تصل الى البحر ، وتخيلت ماكس عندما حملها بين ذراعيه وقال ( أنت ما تزالين صغيرة لتقعي في الحب).
فتحت الباب الحديدي ودخلت الى المنزل من الشرفة... لا احد ، توقفت من جديد.
البحيرة تلمع هادئة شفافة تحيط بها اشجار جوز الهند والرمال الصفراء ، كم من قصص ومآسي إنعكست على هذه المياه!
وفجأة، شاهدت شبحا يسبح ، فهبطت السلالم وسمعت لحنا موسيقيا وشاهدت على الشاطىء منشفة حمام برتقالية اللون ونظارتين وقنينة زيت وآلة تسجيل تخرج منها الموسيقى.
شاهدت الفتاة الصغيرة تينا فخرجت من الماء ونفضت شعرها، وراحتا تتبادلان النظرات ، شعرت تينا بقشعريرة في ظهرها ، إن تياري رائعة الجمال ، بشرتها كالحرير ، وجسمها الجميل يظهر قامتها اللطيفة وعيناها المخمليتان تحدقان في الشاطىء.
لم تبتسم ولم ترحب بتينا ، ظلت جامدة تتامل الزائرة الجديدة ثم سألتها :
" من أنت؟".
" جئت لأرى ماكس".
" ولماذا تريدين رؤية ماكس؟".
" إنه صديق عزيز".
" آه ، لم يحدثني عنك أبدا ".
" أنت لا تعرفين إسمي فكيف يمكنك ان تعرفي أن السيد ثورنتون لم يكلمك عني ، ثم أن هذا لا يعنيك !".
إنحنت تياري وتناولت منشفة الحمام والقت الى ينا نظرة ساخرة وإبتسامة مشمئزة ، ثم هزت شعرها الطويل الذي تطايرت منه قطرات الماء وقطفت زرا من الورد ووضعته خلف اذنيها ، ثم رفعت راسها نحو المنزل .
وفي إنفعال رفعت تينا بدورها عينيها نحو المنزل وشاهدت ماكس متمسكا بدرابزين الشرفة.
نادى فصعدت تياري السلالم بسرعة ، كانت تسرع نحو الرجل الذي أمسك بذرعيها وإختفت معه في ضباب دموع تينا.
لم تكن قادرة على تحمل ما تراه ، فأسرعت الى الشاطىء وهي تبكي وتئن من ألم لم تكن قادرة على ضبطه.
قالت تياري لماكس في عنف وإنتصار:
" يا ماكس ، أنت ملكي!".
لم تعرف تينا كيف عادت الى الفندق ، امضت نهاية الأسبوع في ذهول وضياع ، كانت تتحاشى نظرات فاي وترفض لقاء أي إنسان وتبقى وحدها معه، للمرة الأولى لم تكن نادمة على هجر كالوها ، ولما عادت مع جديها الى تاهيتي ، تذرعت بالصداع وآوت الى الفراش ، ولما اصبحت وحدها في الغرفة ، راحت تنغمس في خيبة الأمل وبذكرى شبح ماكس وتياري المتلاصقين ، وراحت تردد في صوت عال:
" آه يا ماكس .... لماذا .... لماذا؟".
لو لم تذهب الى الشاطىء ! لكنها رأت كل شيء ولم يبق أمامها سوى النحيب والتحسر على هذا الحب المستحيل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 04:46 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في اليوم التالي نزلت لتناول فطور الصباح ، فنظرت اليها اليزابيث كينغمان في قلق وقالت:
" لا تبدين في صحة جيدة !".
" إنني على ما يرام".
" لا يا إبنتي ، هل يجب إحضار الطبيب؟".
تنهدت تينا ، ماذا يفعل الطبيب لشفائها من هذا الألم ؟ هزت راسها وتسلحت بالشجاعة وقالت:
" الى اين تفضلان الذهاب اليوم؟".
قال السيد كينغمان في صوت فظ:
" لم يتسن لنا فرصة التفرّج على رسوم والدك ، ثم اننا نريد ان نتنزه في المدينة".
أضافت السيدة كينغمان في حنان:
" إذا كان هذا لا يؤلمك يا حبيبتي".
أومأت تينا براسها سلبا ، يجب ان يتم ذلك في يوم من الأيام .
في الصباح توجهوا الى المحترف المهجور ، كان هناك مكان لكل لوحة على حدة ، لكن أجملها كانت موضوعة في البيت.
" إحتفظت باجمل لوحاته في المنزل ، لا اريد بيعها".
" طبعا!".
كان جدها يتامل لوحة مرسومة بالزيت.
" رائع ! هل هذا المحترف ملكه؟".
" نعم".
" والمنزل ؟".
" نعم".
وما أن خرجوا الى الشمس حتى عاد السيد كينغمان يقول:
" وماذا قررت في هذا الشان ؟".
" لم أقرر شيئا".
فضلت النظر بعيدا ، غنها تعرف ماذا ينتظران منها لكن دورها صعب ، كيف بإمكانها هجر كل ما هو عزيز على والدها؟
تقلّصت شفتاها ، لم يعد هناك أي أمل ، تقدمت خطوة وشعرت بيد تمسك بكتفيها ، همست السيدة كينغمان قائلة:
" لا تهتمي بما يقوله ، يا حبيبتي ، لا يعرف الرجال شيئا ، كل شيء يبدو سهلا لهم، إنه يريد مساعدتك ، ماذا في إمكاننا فعله؟".
تلعثمت تينا:
" إنني... إنني...".
" ألا تغلقين الباب؟".
كانت قد تركت الباب مفتوحا والمفاتيح في يدها ، بدأت الدموع تنهمر من عينيها ولم تكن قادرة على إقفال الباب فامسك الجد يدها وقال في لطف:
" إن أليزابيث على حق ، دعينا نهتم بهذه الأمور ، يا حبيبتي".
ولما لا ، لم تعد تينا تقوى على تحمل المزيد من العذاب ، تركت نفسها تسقط بين ذراعي السيدة كينغمان المفتوحتين:
" نعم يا إبنتي ، حان وقت العودة....".
كل شيء تم تصميمه في وقت قصير ، وعندما غادر آل كينغمان مدينة تاهيتي ، رافقتهما تينا ، ربما في عطلة طويلة فقط لكن بالنسبة اليهما ، ليس سفرها مجرد رحلة قصيرة.
واجهت تينا بعض المصاعب قبل الحصول على جواز سفر ، إذ أنها ولدت في أرض فرنسية ، من والدين إنكليزيين.
قال لها كينغمان ساخرا وهو يتناول من يدها وثيقة اولادة وإخراج القيد العائلي.
" لا نريد أن تأتي الى أنكلترا مثل إنسانة غريبة !".
لم يعد أي شيء يؤثر فيها ، فالطائرة أقلعت منذ لحظة من مدرج فايا ، مطار تاهيتي.
قبل سفرها بقليل إشترت لها جدتها حقيبة تتلاءم مع ملابسها الزرقاء الجديدة ، وتناولوا العشاء برفقة فاي وبول وبيار الذين جاءوا خصيصا من كالوها لتوديعها.
لم تتأسف تينا لوداع هذه الجزيرة العزيزة على قلبها والتي أصبحت من الان وصاعدا مقبرة حبها....
ومن نافذة الطائرة ، كانت ترى الأضواء تلمع فإحتلها الإضطراب ، أنها في الطريق الى منزلها الجديد ، ولكن ، ماذا سيحدث إذا لم تستطع أن تحب انكلترا ، وإذا لم تعد الى تاهيتي أبدا ، هل في إمكانها ان تنسى ، وهي وسط غرباء.
منتديات ليلاس
ولما حلّ الليل ، أطفئت الأنوار داخل الطائرة وإستعد الركاب للنوم قبل الهبوط في اكابولكو ، لكن تينا لم تنم ، كانت وكأنها سارحة في اللاواقع ، وتوقفت الطائرة في اكابولكو ، ومكسيكو ، وناصو ، وبرمودا....
لم تجرؤ على النزول في كل هذه المطارات ، قال لها جدها:
" لم يعد امامنا إلا ساعة واحدة ونصل الى لندن".
وفي مطار لندن شعرت تينا بانها إقتلعت من ارضها الى الأبد ، لم يعد في إمكانها الرجوع الى الوراء ، تبعت الناس وسط ضجيج وضوضاء الى سيارة الليموزين حيث كان السائق في إنتظارهم ، وخلال الطريق خيّل اليها أنها تعرف.... بلد والدتها.
المنزل كان كالذي شاهدته في الصور ، ممر طويل تحيط به الأشجار الخضراء ، يطل على الحدائق المزروعة بكل أنواع الأزهار ، أسرعت الكلاب وهي تعوي وتقدّمت من كل واحد ولحست ايديهم ، هذه هي تحية الكلاب لأصحابها ، أما الحارسة ، وهي إمراة ضخمة في الخمسين من عمرها فإستقبلتهم بالترحاب وهي تحني رأسها الرمادي وقالت:
" العشاء سيكون جاهزا في الثامنة".
تسنى لتينا إكتشاف البهو الكبير ذي البلاط الخشبي الملمع والجدران المليئة باللوحات ، وفي إحدى الزوايا مدفأة قديمة مبنية على حائط بكامله ، ثم قادتها جدتها الى غرفتها التي كانت واسعة ومضيئة ، إنها غرفتها الى الأبد!
لن تتعود تينا على هذه الحياة الجديدة ، برغم عزمها على ان تنسى كل شيء ، لكن في كل ليلة كانت تتذكر أمورا كثيرة حدثت لها في الماضي ، ووحدها في سريرها ذي الأغطية الحريرية الوردية ، كانت تينا ترى بإستمرار في اعماق مخيلتها شبح ماكس وعينيه الرماديتين وفمه الحنون والساخر معا.... وظله الذي غطاها في ليلة ماراي.
وتياري.....
أين ماكس في الوقت الحاضر؟ هل يعيش مع تياري ؟ تقلبت تينا في سريرها وغرزت أنفها في الوسادة الناعمة ، هل أصبحت مجنونة لتذوق هذا العذاب ؟ كانت تنتظر رسالة من فاي بفارغ الصبر .
وصلت الرسالة المنتظرة لكنها خيّبت أمل تينا ( الخبار قليلة ، لست أملك موهبة والدتي لأكتب لك كلمات تختص بأي شيء ، نحن هنا جميعا نفكر فيك ، انت لا شك تعانين من هذه الغربة ، لكن عليك أن تعتادي حياتك الجديدة ، وهذه السطور القليلة تساعدك على ذلك).

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 04:48 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولا كلمة عن ماكس ! كانت جدتها تراقبها في حزن ، فسالتها:
" هل هذه الرسالة من الشاب الفرنسي؟".
وشعرت بإرتياح عندما كان جواب تينا سلبا .
وفي هذا الصباح أخذت تينا أول درس في ركوب الخيل ، ثم تناولت طعام الغداء مع جدتها عند عائلة غرانج.
" لديهم أبنة في سنك وسنقدمك الى اصدقائها ".
كل شيء يبدو سهلا إذا تمكنت من نسيان الماضي! بعد ثلاثة أشهر ، ربما لن تعود في رغبة بالعودة ....
لكن ، يوما بعد يوم ، كانت تنتظر ساعي البريد وكانت تتسلم رسائل حميمة وحارة من العمة ويني.
في إحدى رسائلها قالت فاي( آمل أن تكوني قد نسيت ماكس ثورنتون ، لم تذهب ، للاسف ، تريد في إستمرار أن تذهب الى بابيت ، كما انها تحاول مغازلة بيار ، وبيار تشاجر مع كورين ، إن سيسيل والسيد لاتور سيتزوجان يوم وصول ألكسيس".
وقفت تينا في حزن وهمست : (... آه ماكس....) ولم تضف شيئا وقررت الا تفكر فيه بعد الان ، لا شك ان ماكس نسيها؟
بدات تينا تتعود على حياتها اليومية... تلعب أحيانا مع الكلاب التي تعثر عليها أينما ذهبت ، داخل البيت او خارجه ، تسمع شجار الخادمة والبستاني الذي يغازلها كلما رآها ، احيانا تخبرها الخادمة عن طفولة والدتها ، وبدأ المنزل يصبح جزءا من حياتها.
سمح لها جدها ان تتعلم قيادة السيارة ، وكذلك كانت ترافق جدّيها الى لندن للتسوق ، ويقضون السهرات في حضور الحفلات الموسيقية ، او المسرحيات ، لم يكن ينقص تينا أي نشاط ترغب في القيام به.
وذات صباح وصلتها رسالة غير منتظرة ، كتب لها بيار يستفسر عن صحتها إننا نشعر بالملل هنا في كالوها ، الجميع غادروا المكان ، وسيدنا سافر الى مكان مجهول بعد الفضيحة !... ومدينة بابيت لا تتحدث إلا عن ذلك ، لا شك أن فاي اخبرتك جميع التفاصيل في اسلوبها الأنثوي، واليوم ، يا حبيبتي ، اجد نفسي وحيدا لأواسي الشقراء كورين ، في إنتظار ردك....".
بدأت يداها ترتجفان ، أي فضيحة ؟ ماذا جرى؟ لماذا رحل ماكس ؟ وماذا يعني( لأواسي كورين )؟".
اصابها غثيان ورفضت ان تأكل بيضتها اليومية التي وضعتها الجدة في صحنها في فطور الصباح العادي.
" إنك لا تأكلين بما فيه الكفاية ، يا تينا !".
فجأة ظهر خادم على عتبة الباب وقال للسيد كينغمان :
" هناك مكالمة لك على الهاتف ".
" الآن ، في مثل هذه الساعة المبكرة؟".
مسح فمه واسرع الى مكتبه ، ثم عاد وتكلم مع زوجته في إنفعال ، ولم تكن تينا تنتبه لما حدث ، كانت تفكر في رسالة بيار.
في بداية السهرة ، لاحظت وجه جدتها المتاثر وغياب جدها ، فإستغربت وسالت مستفسرة :
" لم يسبق لجدي ان تأخر ، هل هناك ما يزعج؟".
ترددت السيدة كينغمان ، ثم هزت راسها سلبيا :
" كلا ، لا تقلقي.... يا لهذا الصداع !".
طبعا كانت تكذب ، إن حب تينا لجدتها يزداد يوما بعد يوم ، فلم تصر على معرفة المزيد.
وبعد العشاء جلستا أمام شاشة التلفزيون ثم احضرت تينا الشاي وازداد قلقها لتاخر جدها ، هل وقع حادث ما ؟
أرادت تينا إنتظاره ، لكن جدتها طلبت منها في إلحاح أن تذهب الى فراشها ، فتركت جدتها وحدها في الصالون ، وحوال منتصف الليل ، توقفت سيارة في الحديقة ، لم تجرؤ تينا على النزول ، سمعت أصواتا وشاهدت الأنوار تضاء ثم ما لبث ان دخل جداها الى غرفتهما.
ماذا يجري؟
في الصباح كان الجو متوترا ، لم تنم تينا كفاية ، ولم تسمع أي تعليق حول احداث الليلة الماضية ، كانت السيدة كينغمان تراقب كل حركة تقوم بها.
أعلن السيد كينغمان وهو يقرأ جريدة الصباح بدلا من ان يعطيها لزوجته كعادته كل يوم.
" لا ركوب خيل اليوم".
قالت السيدة كينغمان لتينا:
" هل يمكنك أن تتدبري أمورك وحدك يا حبيبتي ؟ إنني استقبل اليوم نساء الصليب الأحمر".
كانت السيدة كينغمان عضوا في عدة جمعيات خيرية وإجتماعية ودينية .
وصلت النساء في العاشرة ، فذهبت تينا الى الأسطبل حيث داعبت انثى الخيل ، لكنها شعرت بالبرد ينخر ضلوعها ، فدخلت الى المطبخ وتناولت فنجان شاي وإذا بالحارسة تدخل وتقول:
" آه ، وجدتك اخيرا ، بحثت عليك في كل مكان ، إنه ينتظرك في غرفة المكتبة ، إنه رجل".
" من؟".
"لم يقل إسمه ، هيّا إذهبي ، سيحين وقت الغداء".
اسرعت تينا الى الممشى من يأتي لزيارتها هنا ؟ دخلت الى المكتبة...
كان الرجل واقفا أمام المدفأة واضعا يده على طاولة صغيرة ، يتأمل إحدى اللوحات.
قطبت تينا حاجبيها وحبست صرخة هلع عندما إستدار الرجل وأصبح في مواجهتها ، قال:
" مرحبا يا تينا ! ".
لم تصدق عينيها ، همست:
" ... أنت ماكس؟ هل انا في حلم ؟".
" لا ليس حلما".
كان يتكلم كأن شيئا لم يكن ، أرادت أن ترتمي بين ذراعيه ، وتلمسه وتداعبه وتضمه الى صدرها ، لكنها كبتت رغبتها وجنونها ، كانت تخشى أن تراه يختفي !
" متى وصلت ؟ لم أكن أتصور ابدا....".
" وصلت البارحة للقيام بسوية بعض القضايا والعمال العالقة".
لم تفهم ، كان يبدو غريبا في بزته القاتمة وربطة عنقه السوداء ، سيتكلم عن الشتاء والطقس الجميل والتفاهات الأخرى ، كانت متأكدة من ذلك ، كانت متأكدة من ذلك ، كانت ترى عينيه الرماديتين وخديه الورديين وشفتيه المرسومتين تماما ستتذكره هكذا ما دامت على قيد الحياة.
" لقد جئت لأفي بوعد".
" وعد؟".
" نعم وعدي في أن آتي لأطمئن الى حالتك".
" إنني جيدة .... هذا لطف منك أن تتذكر".
كان ماكس ثورنتون يتأمل الأثاث الفخم ، ثم قال:
" لست تعانين من اية مشكلة مادية ، على ما أظن".
" تينا".
دخلت الجدة في عنف واضافت:
" هل يكون لي الشرف في التعرف الى هذا الرجل".
كانت عيناها الزرقاوان تحدقان فيهما بغضب.
فوجئت تينا وقدمت اليها ماكس ثورنتون ، فقالت السيدة كينغمان بلطف هذه المرة:
" لم تخبرني تينا عنك".
" لم تكن على علم بوصولي ، يا سيدة".
" هل تبقى على الغداء معنا ؟".
" كلا ، شكرا جزيلا ، سأتناول الغداء في المدينة".
ثم إلتفت الى تينا وقال :
" أنا سعيدة ان أراك في صحة جيدة ، هل تودين ان تبعثي برسائل الى أصدقائك؟".
هزت تينا رأسها ، بعد ثوان قليلة سيختفي وسيعود القلق والحزن اليها من جديد.
وبينما كان يضع يده على قبضة الباب أضاف:
" الى اللقاء يا سيدة كينغمان ، تينا انني في فندق رايت حتى يوم الجمعة ، إذا كنت في حاجة الى أي شيء....".
توقف لحظة ثم اضاف:
" على فكرة ، الم يخبروك".
" ماذا".
" لقد عثروا على والدك!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البحر الى الابد, child of tahiti, رابيكا كاين, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rebecca caine, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t173026.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:39 PM


الساعة الآن 12:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية