لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-12, 03:34 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بسرعة بدات تستمتع بالعمل ، بدات تينا وكورين في إفراغ محتويات الصناديق التي كانت تحتوي مجموعة كاملة لزينة الوجه ومساحيق للبشرة ، ومساحيق للحمام في علب عاجية ومذهبة داخلها الساتان الأزرق الفاتح ، ولما وصلا الى العطور بدأت كورين تعمل بعصبية:
" من اين نبدأ ؟".
إنها عطور من مختلف الأزهار.
" آه ، هذه الزهور العطرة ! إن العطر يعبّر عن الأسرار التي لا تجرؤين على الهمس بها ".
أجابت تينا بحزن:
" ليس لديّ أسرار لأمنحها".
قامت تينا بجهد للإبتسام عندما شاهدت كورين تتنشق في لذة رائحة الأنبوب وتقول:
" يا لها من نشوة!".
وضعت قليلا من العطر على معصم تينا لترى مفعول العطر الممزوج بحرارة الجلد ، ثم تلألأت عيناها وقالت:
" يجب أن تضعي هذا العطر بالذات خلال لقائك المقبل مع بيار".
" لماذا بيار؟".
" أنت تحبينه ، اليس كذلك؟ وهو أيضا يحبك ، أعرف ذلك".
" لكنني لا أحبه قطعا".
فوجئت كورين وقالت:
" لكنه جذاب".
" إذن يجب ان تضعي العطر بنفسك ".
" ليس هناك إلا رجل واحد احب أن أضع هذا العطر من أجله ، لكنني لست في حاجة الى هذا العطر ، كي...".
لم تلفظ إسم الرجل ، لكن تينا فهمت لا شك أن كورين تحب ماكس ثورنتون ، لكن ما العمل؟ تحلّت تينا بالشجاعة وأكملت فتح الصناديق والعلب لا تريد أن تفسد هذا النهار.
قالت:
" لنترك هذا العطر لمن هو في حاجة اليه!".
كانت تينا تفكر بماكس ، هل تجذبه كورين ؟ ووفقا لما شاهدته في المرة الماضية ، أدركت أن صداقة حميمة تربطهما ، ربما صداقة وحسب ؟ لكنها تعرف أن كورين قادرة على تحويل هذه الصداقة الى حيث تريد.
منتديات ليلاس
شعرت تينا بالتوتر وبعض الإنهيار ، لقد تصرفت تصرف طفلة ، ليلة وصول بيار لكن لقاءاتها مع ماكس كانت تدل على أنها بدأت تنضج ، وفي حزن واصلت عملها.
خلال اسبوع بكامله ، كانت الفتاتان منهمكتين في إعداد المحل ، افرغتا كل محتوى الصناديق ورتبتا كل صنف على حدة وما زالت كورين تنتظر وصول المجوهرات والزنانير والحقائب والنظارات والمظلات التي تفتح مثل الزهور ، كل يوم كانت كورين تغيّر رأيها حول أمكنة وضع هذه الأشياء ، كانت تضع الملابس وبذلات السباحة والثياب الداخلية في زاوية ثم تعيد وضعها في اليوم التالي في زاوية أخرى...
" اخيرا حان وقت إفتتاح المحل ، كل شيء كان جاهزا ، ولم يبق إلا وصول الزبائن ، ألقت كورين نظرة إكتفاء الى ما حققتاه معا ، وسألت تينا:
" هل تأتين غدا؟".
" كنت انتظر ان تقترحي علي ذلك ، طبعا يا كورين سآتي في الغد".
" انت غريبة الأطوار ، يا تينا".
" لماذا ؟".
" أنت تعملين عندي منذ أسبوع ولم تطلبي مني أن أدفع لك أجرتك ، ومع ذلك لا تمانعين في المجيء غدا".
" طلبت مني أن اساعدك لا ان أعمل عندك ، ولقد امضيت أوقاتا حلوة هنا".
" أرغب ان أقترح عليك العمل هنا في المحل ، لكن في الوقت الحاضر ، هذا مستحيل ، لقد إستلفت الأموال وعليّ ان أردها قبل ان أسمح لنفسي بتوظيف احد".
كانت تينا متفهمة لأوضاع كورين المادية فقالت:
" لا أريد منك أن تدفعي لي شيئا على ما فعلته لأساعدك ، وإذا كنت في حاجة اليّ مرة أخرى ، أرجو ألا تتأخري في إستدعائي ".
" شكرا".
عضّت كورين على شفتيها ، فتحت جارور مكتبها وأخرجت من داخله علب من العاج وقالت:
" إنه العطر إياه وبرغم معارضتك فإنني أريد أن تضعي منه غدا في مناسبة الحفلة ".
" أي حفلة؟".
" إنها فكرة ماكس ، إنه يصر على تدشين المحل وإقامة حفلة صغيرة ، لقد دعوت بعض الأصدقاء للعشاء وطلبت من ماكس إحضار بيار معه من أجلك".
" هذا لطف منك ، لكنني لست متاكدة ...".
" هل أنت في حاجة الى فستان ترتدينه ؟ لا تقلقي ، لدي هنا كل ما تحتاجين اليه".
تقدمت خطوتين متمايلتين في داخل المحل ثم إقتربت من تينا حاملة فستانا .
" أنظري ، ستكون دعاية للمحل ، وتعويضا لتعبك وإخلاصك".
عبست تينا ، هل تعتقد كورين انها لا تملك شيئا ترتديه؟ كيف تجرؤ على أن تطلب منها القيام بدعاية للمحل ؟ ولماذا تعتبرها صديقة بيار؟
وضعت تينا العطر بسرعة على المكتب وقالت :
" شكرا ، تذكرت أن لديّ عملا ضروريا مساء غد ".
وغادرت المحل قبل ان يتسنى لكورين ان تتكلم .
أمضت تينا بقية النهار بين الغضب والندم ، لقد حكمت على الفتاة الفرنسية خطأ ، كل ما فعلته كورين أنها قدمت اليها هدية عربون شكر وإمتنان.
كان تصرّف تينا خاطئا وهي تعترف بذلك ، لكنها في الوقت نفسه لا تريد قبول العطر ولا الدعوة ، إنها تعرف طبيعة كورين الحقيقية ، إنها لطيفة لكنها متقلبة المزاج.
في صباح اليوم التالي لم تفاجأ كورين بقدوم صديقتها ، الساعات الأولى كانت مليئة بالعمل وقد تجمع عدد كبير من الأهالي والسيّاح أمام واجهات المحل ، كانوا مبتهجين لكنهم إستغربوا الأسعار المرتفعة.
تينا نفسها كانت تجدها مرتفعة ، خاصة بالنسبة الى سكان بلد الشباب ، لكن السيّاح وسكان تاهيتي يجدونها مناسبة لهم .
عند الظهر اقفتل كورين المحل وكانت الفتاتان متعبتين ، فتناولتا طعام الغداء ثم أخذتا قسطا من النوم.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:36 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت كورين فخورة بمحلها ، لكنها كانت قلقة بعض الشيء ، بذلات السباحة والفساتين الخفيفة والمجوهرات والملابس الداخلية ، لقيت إقبالا كبيرا ، لكن مستحضرات ( كاميل) لم تلق الإقبال كما كانت كورين تتوقع ، إلا أنه لا يمكن الحكم على الأشياء منذ اليوم الأول لإفتتاح المحل.
نهضت تينا وإستعدت للذهاب ، فلحقت بها كورين الى الباب ومدت لها يدها التي تحتوي قارورة العطر وقالت:
" نسيت أن تأخذيها أمس".
" نعم ، اعرف ، لقد ذهبت في عجلة".
" لا داعي لأن تشرحي لي الأمور ، يا عزيزتي ، أعرف ان هديتي أزعجتك ، أنت حقا إنكليزية فخورة ، لا يجب أن نتشاجر".
وفي صمت تناولت تينا قارورة العطر وإعترفت لنفسها انها اخطأت بحق كورين.
" شكرا كورين ، هذا كثير عليّ".
هزت كورين بلطف وذكّرتها بدعوة الليلة.
" هل غيّرت رايك بالنسبة الى السهرة ، الليلة؟".
لم تكن كورين تجدد دعوتها لكن ألم يسبق أن رفضت تينا الدعوة في المرة الأولى ؟ فكيف تتراجع إذن.
عادت تينا الى المنزل ووجدت ان العمة ويني ذهبت للقاء بعض الأصدقاء ولن تعود باكرا ، إذن عليها ان تمضي السهرة وحيدة .
كانت البحيرة تلمع تحت أشعة الشمس التي توشك على المغيب ، تينا تعشق تأمل الطبيعة في هدوء وسكينة ، أحضرت لنفسها عشاء متواضعا ، اكلت وغسلت الصحون وإنتظرت عودة العمة ويني لتتناول معها فنجان شاي قبل الإخلاد الى النوم ، جلست في الشرفة وفي يديها مجلة وقربها آلة المذياع ، في مكان ما تستقبل كورين أصدقاءها وترقص ، لا شك أنها محاطة كما يجب بفارسي أحلامها بيار وماكس.
أرادت تينا طرد هذه الأفكار ، فرفعت صوت المذياع ، إن عزة نفسها منعتها من تلبية الدعوة ، يجب ان تنسى هذه الهواجس ، وفي كل حال لم تكن تنوي قضاء السهرة برفقة بيار.
كانت تقرأ عندما سمعت صوتا ينادي:
" أنت إذن هنا".
كان ماكس واقفا في باب الشرفة ، تركت تينا المجلة من يدها بينما كان ماكس يتقدم نحوها.
وبصوت مخنوق قالت :
" أنت؟".
" نعم ، انا ! الم تستعدي بعد ؟".
" أستعد لماذا ؟".
" أنت تعرفين جيدا ما اقصد ! وانا لا أحلم".
" أتقصد حفلة كورين؟ لن أذهب ".
" لماذا؟".
" ليس عندي جواب لهذا السؤال".
" ليس عندك شيء تفعلينه الليلة".
" وكيف تعرف ذلك ؟".
" لأنني اعرف ذلك ، هيا ، إنهضي أمامك عشر دقائق".
رفعت عينيها وقالت:
" لن أذهب ، عد من حيث أتيت ، ستكون كورين في إنتظارك "
ثم اخفضت رأسها مدعية أنها تقرأ ، فأمسك بمعصمها وارغمها على الوقوف وقال :
" هل تيدين أن أغضب ؟".
" هذه مسألة تخصك".
" جئت من اجلك ! ".
" انت تشفق عليّ ؟ لا اريد الشفقة ، إذهب عني ".
" تينا ، لا أحد يشفق عليك ! وإذا لم تسرعي في تغيير ملابسك سأضطر لأن افعل ذلك بنفسي ! ".
" إنك لا تجرؤ على ذلك!".
" صحيح ؟ حسب كورين ، ليس لديك شيء ترتدينه ، تعالي وارني خزانة ملابسك ، وأنا سأختار لك ثوبا مناسبا".
" هي قالت....".
" يا الهي ، دعي جانبا حقدك على كورين ، إنني لا اعرف شيئا ، لكن بإمكاني إيجاد تفسير معقول".
" إني أشك بذلك !".
" تينا ، عشت ما فيه الكفاية واعرف تماما سلوك النساء ، تعرفت الى عدد كبير من النساء الشبيهات بكورين ، يعشن فقط على حساب جمالهن وأناقتهن وجاذبيتهن ، وفي إمكانهن أن يتحملن طبعك السيء ".
" إذا كنت تعتبرني هكذا ، فإنني لا افهم لماذا تصر على حضوري ".
إبتسم بسخرية وقال:
" حافظي على أحكامك الى وقت آخر ، والان ، يجب عليّ ان ألبسك ثيابك وألقيك في سيارتي أو أنك ستقومين بذلك وحدك كفتاة كبيرة وناضجة ؟".
وكان قلب تينا ينبض بسرعة ، وكانت جامدة لا تتحرك ، فأزاح يده عنها وقال:
" تينا... إذا قلت لك كم أتمنى ان أراك في هذه السهرة ، هل تغيرين رايك ؟ لا تبدي إستياءك ، ارجوك أن تخلعي هذا القناع الحزين".
" لم اكن اعرف...".
" إذن ، لا تبقي هنا ، تحركي.
ومن دون توقع ، إنحنى ماكس وطبع قبلة ناعمة على عنق تينا ثم إبتعد وقال:
" هيّا ، الوقت يمر ونحن ما نزال هنا".
توجهت تينا نحو الباب ، حلّ الحنان مكان الغضب ، فما زالت قبلته ترن في أذنيها ، فتحت خزانتها وتناولت فستانها الأخضر وإرتدته بسرعة.
وبدأت تستعيد رونقها وإنتعاشها ، نظرت الى المرآة ، لم يسبق ان رات نفسها في هذا الجمال ، وفي أعماق عينيها الخضراوين ، حنان كبير .... هل هذا عائد الى لون فستانها الجميل والمناسب ....؟
جلست الى منضدة الزينة ورأت فجأة صورة والدها ، بدأت الدموع تنهمر من عينيها ، أدارت الصورة جانبا ، إنها ترغب في قضاء السهرة برفقة ماكس...
كان ماكس ما زال في الشرفة يمشي ذهابا وإيابا.
" عجّلي ، هل أنت حاضرة؟".
أعادت صورة والدها الى مكانها ثم حملتها وقربتها منها ، ثم ضمتها الى صدرها بينما كان ماكس يدخل الغرفة.
" ماذا جرى لك؟".
" والدي.... لقد نسيته".
كانت ترتجف ، وفجأة نهضت مسرعة وإرتمت في ذراعي ماكس ، وقالت :
" أود من كل قلبي أن آتي معك ! لكن بسبب...".
كان يضمها اليه بشدة ويقول:
" يجب عليك أن تاتي معي ، أنت ترغبين في ان تفرحي ، ووالدك يحب ان يراك سعيدة".
" ولكن...".
" هل تعتقدين أنه يجب أن تكوني حزينة وتعيسة؟".
"كلا ، لكن....".
" الحياة مفتوحة أمامك ، ويوما ما ستتزوجين من رجل يليق بك".
لا أتصور نفسي إمرأة متزوجة ، كان والدي يغمرني بمحبته ولم يكن لدي حجة لأحب رجلا آخر ، إضافة ان أحدا لم يطلب مني الزواج...".
" سيأتي هذا اليوم... هل أنت مستعدة؟".
تبعته وتالق وجهها فجأة ، شعرت بالأمان بين ذراعي هذا الرجل القوي.
وقبل أن تصعد الى سيارته ، ضمها اليه بشدة وعانقها بحنان.
ظلت تينا تفكر بهذا العناق طيلة السهرة ، وتحدثا وأمضيا سهرة ممتعة برفقة الاخرين.
أعادها ماكس وكورين وبيار الى المنزل.
دلفت الى فراشها وهي تتذكر تفاصيل السهرة ، كانت كورين ترتدي فستانا أبيض رائعا ، وصل ثمانية مدعوين في البداية ، وإنتهت السهرة بثلاثين مدعوا ، رقص بيار مرّات عديدة مع كورين ولم يبعد نظره عنها ، أمضى السهرة وهو يحاول ان يستميلها.
أما تينا فإستغرقت في سبات عميق وهادىء لم تعرفه في الفترة الحرجة من حياتها.
ولكن في اليوم التالي ، وصلتها رسالة......

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:37 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- الرسالة!

على غلاف الرسالة طابع أنكليزي ، وفي داخلها أوراق كثيرة ، تعرفت تينا على الخط وإكفهر وجهها ، هذا الصباح ، الغيوم تلف سماء الجزيرة والريح تعصف في تقلّب ، كانت تينا تتردد في أن تفتح الرسالة السميكة ، لكن يبدو أنها حملت معها الطقس الشمالي الآتي من الشواطىء البعيدة.
انكلترا.... مهدها الجديد؟ افقها الجديد حتى نهاية حياتها؟
إستدعتها جدتها ، وهي لا تقبل أي عذر ، جمدت تينا لدى قراءة محتوى الرسالة ، مطلوب منها أن تعد حقائبها للحال ، فجدتها في إنتظارها.
راحت تذرع أرض الغرفة ذهابا وأيابا عاجزة عن إتخاذ أي قرار.
سقطت في المقعد ورأسها بين يديها ، ثم نظرت الى الخارج ، توقف المطر وظهرت الشمس بين الغيوم الرمادية ، الحديقة تلمع بألوان مختلفة ، تاهيتي تستعيد رونقها بعد هذه العاصفة القصيرة ، وقطرات المطر الخفيف ابرزت الجمال الإستوائي ، مرات عديدة أظهرت تينا إعجابها بهذا الجمال وتأملته من الشرفة ، أما اليوم فإنها تنظر اليه بعينين جديدتين ، أغمضت عينيها وبدأ يتسرب الى مخيلتها ذكريات الأمس.
إنتابها القلق ضاغطا على قلبها وبدات الدموع تنهمر من عينيها ، ورات ان الأهار تخفض رؤوسها وتفقد أوراقها ، مع كل هبة نسيم.
منتديات ليلاس
يا لجنون الأمس؟ كانت الحياة تمنحها أملا جديدا ، وهذا الأمل إختفى الان ، وانكلترا البعيدة جدا...؟
إحتلها الذعر ، ماذا تفعل ؟
إرهقتها هذه الرسالة ، إنها تعني آخر امل للقاء والدها ، لن تنتظره بعد الان.
لم تجد ملجأ إلا في البكاء ، هبطت الى الطابق الأسفل ودخلت الحمام وغسلت وجهها ، حاولت العمة ويني ان تواسيها ، سألت المرأة العجوز بعدما قرأت الرسالة للمرة الثالثة:
" ماذا سأفعل ؟ كيف أستطيع الذهاب؟".
لم ترد المرأة العجوز ، لكنها توجهت نحو النافذة وفكرت لحظة وقالت:
" لا تتسرعي في إتخاذ قرارك ، ليس عليك أن تردي على الرسالة في الحال".
" لا ، لكن...".
كانت تينا تنتظر شيئا آخر ، قليلا من التشجيع".
عادت العمة ويني تقول:
" هذا افضل ما تتمنينه".
صرخت تينا غاضبة:
" ماذا ؟ هل تعنين ان علي الذهاب؟".
" الحياة ليست خالية من المكائد ، يجب أن تفكري في المستقبل ، يا حبيبتي، وهذا ما يريده منك والدك".
ماكس قال الشيء نفسه ، مساء أمس ، إرتمت تينا في ذراعي عمتها وقالت:
" أعرف ، لكن كيف أستطيع القبول ...".
" نعم ، يلزمك الوقت ولكن إنه الحل الأفضل ، وإضافة الى ذلك فالتغيير سيفيدك كثيرا".
عادت تينا لقراءة الرسالة.
" لا شك أنهما فكّرا في الكتابة الي ، لكن ان أذهب الى أنكلترا ..".
" إسمعي يا تينا ، بصراحة ، كنت أتوقع منهما أن يتخذا قرارا في شانك ، إنهما اقرب المقربين اليك".
" لم يتصرفا معي كأهل ، إنهما يكرهان والدي ولم يهتما بأمرنا بعد وفاة أمي".
" ليست هذه هي الحقيقة تماما ، يا حبيبتي ، لم يوافقا على هذا الزواج ، لأن والدك كان فرنسيا وفنانا مفلسا ، لم يكن العريس المنتظر لإبنتهما الوحيدة ، تشاجرا بعنف عندما قررا ان تعود معهما الى أنكلترا ، لكن والد كرفض ذلك ، إنهما لا يكرهانه".
" لم اشتق اليهما ابدا ، كان لي كل كل ما اريده ، إلا ... أمي...".
"حان الوقت لأن ننسى كل هذه القصة الحزينة ، اليس كذلك؟".
لم ترد ، ونظرت العمة ويني الى جسم تينا النحيل المتقوقع في المقعد ، لم تكن في حاجة الى أن تغمض عينيها وترجع سنتين أو ثلاث الى الوراء لتلاحظ ان تينا أصبحت اليوم إمراة جميلة ، شعرها الأشقر وخداها موردان.
تذكرت الطفلة التي كانت تجلس في المقعد نفسه وتبكي ، بعد موت والدتها ، فكر والدها كثيرا قبل أن يتخذ قرارا بشأن مستقبل إبنته الصغيرة ، إرسالها الى أنكلترا ، أو إبقاؤها معه في الجزر ؟ طلب نصيحة العمة ويني التي لم تستطع أن تعطيه جوابا ، فقررت تينا بنفسها أن تبقى مع والدها ، برغم معارضة أليزابيت كينغمان ، الجدة التي لا تعرفها.
واليوم ، تحت سماء مختلفة ، يطرح السؤال من جديد.
كانت تينا إبنة الجزر ، ولدت فيها وترعرعت بحرية في هذه البقعة من العالم البولينيزي ، ولم يكن واردا إقتلاعها من جذورها وغرزها من جديد في ذلك البلد الرمادي : انكلترا.
لكن هذين الجدين العائشين في منزلهما في هاميشاير هما ملجأ الفتاة الوحيد بعدما أصبحت يتيمة وليس من السهل تجاهلهما ، لأنه متى باعت كل رسوم والدها ، فلن يعود لديها شيء تعيش منه.
إن كل الجهود التي قام بها جان ريمون ليؤمن لإبنته مستقبلا لائقا باءت بالفشل ، وعندما نصحته العمة ويني بأن يفكر بامر إبنته ، رفض في عناد ان يسمح بإرسالها الى أنكلترا ، قائلا أنه بإمكانه هو الإهتمام بإبنته حتى تتزوج.
والان اصبحت تينا في الثامنة عشرة من عمرها ، ولم تفكر ابدا في الزواج ، إنها ترى اخيرا خفايا الحياة السهلة ،والتي كانت بمثابة الجنة بالذات ، لكن يجب أن تستمر في العيش.
تنهدت العمة ويني ونهضت ثم قالت:
" ليس بإمكانك أن تقرري بهذه السرعة، لكن عليك أن تفكري في الأمر بجدية".
" لست بحاجة الى التفكير ، أنت ترين ان الإقتراح ليس سوى دعوة لطيفة وحنونة ، لكن إسمعي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:42 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قرأت تينا مقطعا من الرسالة:
" المسافة والظروف تمنعانا من المجيء لندبر أمرك الذي لا نعتقد أنه يشكل صعوبة كبيرة ، لا شك أن والدك كان يتعامل مع رجل يثق به ، وفي إمكانه أن يهتم بكل شيء ، يجب بيع اللوحات والفيللا باسرع وقت ممكن ، حتى تتمكني من شراء تذكرة السفر الى أنكلترا ، جدك وأنا فكرنا بأن دراستك قد اهملت وان الوقت حان لتعويض ذلك ، من السهل جدا للشباب أن يعيشوا حياة هادئة في هذه البقعة المنزوية من العالم ، إننا ناسف لهذه الخسارة المؤلمة لكن عليك أن تثقي بنا ، إننا نقوم بكل ما في إستطاعتنا من أجل أن تتخلي عن هذه الحياة البوهيمية، إننا في إنتظارك في آخر الشهر ، تقبلي محبة جدتك الغالية ، اليزابيث كينغمان".
توقفت تينا وسمعت العمة تقول:
" ماذا؟".
" إنها دعوة وقحة ولم أسمع بمثلها من قبل".
كان ذلك الصوت آتيا من عتبة الباب ، فإنتفضت تينا وإلتفتت صارخة:
" فاي! ".
إرتمت الفتاتان في أحضان بعضهما البعض ، وأسرعت العمة ويني لتقبّل إبنتها وتقول:
" يا لهذه المفاجأة ، لم أتوقع مجيئك هذا الأسبوع ، هل كل شيء على ما يرام؟ كيف حال التوامين؟".
" كل شيء على ما يرام ، سمح لي الحظ ان أستقل الزورق الأول ، وساستفيد من القيام ببعض الشراءات ورؤيتكما ، سياتي بيار في المساء ليأخذني".
" أليس هو الان هنا؟".
كانت العمة ويني تبدو مستغربة ، فضحكت فاي وقالت:
" جئت مع ماكس ثورنتون ، كان في طريقه لزيارة العجوز هنري ، فقررت المجيء معه ، قال لي انه أمضى سهرة جميلة مساء أمس!"
نسيت تينا الرسالة لفترة قصيرة ، لم يتسن لماكس ان ينام كفاية ، إن طريق العودة الى كالوها طويل ، لماذا لم يمضي الليلة في بابيت بدل ان..؟ فجأة شعرت بإنزعاج ، بعد إيصالها كان في إمكانه أن يمضي الليلة مع كورين ... لا.
" لن يتمكن هنري لاتور من الإهتمام بحقول المزروعات وحده ، إن حالته الصحية لا تسمح له بذلك وسيبقى ماكس هنا لمساعدته".
ثم إلتفتت الى تينا وقالت:
" ماذا يجري؟ هل وصلت في وقت حرج؟".
اعطتها تينا الرسالة فإنتظرت لترى ردة فعلها .
" لم أكن مخطئة ، هل ستذهبين؟".
" لا أعرف ، إن جدي في حاجة الى مساعدتي ، لكنني لا اتصور نفسي اعيش هناك ".
" لا يمكن لأحد أن يقرر مكانك ، أنت في سن ناضجة ، لكن بإمكانهما أن ينتظرا حتى تبيعي كل شيء ، وما زال هناك أمل في العثور على والدك.... يعني ... ربما غيّر إتجاه طريقه ، ما زال هناك حظ وأمل ، لا تذهبي يا تينا".
" لكن يا فاي...".
لم تسمعا إحتجاجات العمة ويني ، كانت فاي تقول ما كانت تينا تود أن تسمعه.
" ليس هذت قرارا يمكن إتخاذه بسهولة ، كل شيء يتعلق بالحقد الذي تشعرينه إتجاههما".
" فاي !".
هذه المرة كانت العمة ويني مستاءة ، فشعرت فاي بالخجل وإلتفتت الى والدتها وقالت:
" المعذرة يا أمي ، ما كان يجب علي ان اقول ما قلته لكنها ستكون عبئا عليهما ، كان في إمكانهما أن يدفعا ثمن بطاقة السفر على الأقل إنهما شخصان بخيلان وتنقصهما العاصفة".
" نعم ، لكن الظروف ... إن ذلك صعب عليهما ، بعد كل ما حدث".
قالت فاي:
" واليوم يقدمان لها حسنة أو ماذا؟".
" لا اعتقد أنهما يدفعان ثمن خطوتهما الأولى ".
" كلا ، إن هذه الرسالة شريرة ، يريدان أن يقتلعاها من جذورها ، من ارضها ، لا ارى في ذلك ما ينم عن الحب".
شعرت فاي بالإشمئزاز وأوقعت الرسالة وقالت:
" إنهما يعاملانها كحيوان صغير ".
شعرت تينا بالإرتياح ، ما تقوله فاي صحيح ، وهذا ما لم تكن تينا تجرؤ على التلفظ به.
" فاي ، هل أنت جادة؟ إن تينا مضطربة بما فيه الكفاية".
" وستضطرب أكثر إذا ذهبت الى أنكلترا ، إسمعي ، أنت تعرفين مثلي سبب هذا العرض ، يريدانها ليخمدا حزنهما أو غضبهما لرؤية إبنتهما تفلت منهما ، إنهما لا يعيان هذا الأمر ، لكن هذا هو الواقع ، لن يفوّتا فرصة واحدة لإستعادة تينا وتقرير حياتها كما فعلا مع إبنتهما الوحيدة ".
قالت العمة ويني بعزم وإقتناع:
" نعم ، على تينا أن تفكر في الأمر جديا ".
" عليها أن تأخذ وقتها للتفكير ، عليها جمع المال للسفر ، إن تذكرة ذهاب لا تكفي، كيف يمكنها أن تعود".
ذهبت العمة الى المطبخ لتعد الشاي ، منذ 35 سنة لم تنس العمة ويني تناول فنجان الشاي على الطريقة الإنكليزية ، إنه العلاج الأفضل لآلام الراس .
قالت فاي:
" جئت الى هنا لسبب آخر".
" آه ؟ وما هو ؟ سافعل كل جهدي...".
" روزا حامل ولا تريد أن تأخذ إجازة الامومة ، مع أنها في حاجة الى ذلك".
فهمت تينا موضوع الزيارة ، إن روزا زوجة جول مدير الفندق تهتم بمكتب الإستقبال وتقوم بوظيفتها على الوجه الكامل.
" تينا ، تعالي الى الفندق وأمضي معنا بضعة اسابيع ، فقط الوقت الذي احتاج اليه لإعادة تنظيم العاملين عندنا ، هناك فتاة تاهيتية ستهتم بالتوأمين ، لكنني لا اعرف تماما إذا كان في إمكانها البقاء لهذا الغرض مدة طويلة".
إن صعوبة إيجاد موظفين ما يزال المشكلة الكبرى التي يعاني منها اصحاب الفنادق ، في الجزر كلها وخاصة في كالوها ، هكذا تجد تينا خلاصا من عذاباتها لكنها كانت متضايقة قليلا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:43 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سارعت فاي الى القول ضاحكة:
" هل تؤدين خدمة من أجلي؟ تعالي وشاهدي روزا بعينيك ، إنها حامل بصورة أكيدة ، إنني أقدم لك مركزا يتلاءم مع كفاءتك ، انت تتكلمين اللغتين الفرنسية والإنكليزية ، ويمكنك القيام بهذه الوظيفة على افضل وجه ، لكنني أنبهك الى ان بول يخشى ان يكون قد أهانك بهذا العرض".
" انتما تعرفانني بما فيه الكفاية ، ولا تريدان إزعاجي ، اليس كذلك؟".
" إذن إتفقنا ! لن تملّي في كالوها ، سنبعث الى جدتك برسالة صغيرة تقول فيها : السفر مستحيل ، إن تينا تحل مكان روزا التي هي الآن حامل ...".
توجهت تينا الى المحترف تنظفه ثم اقفلت النوافذ الخشبية ، إن ذكرى والدها تمنعها من البقاء طويلا في هذه الغرفة.
عندما إنتهت فاي من مشترياتها عادت الى منزل والدتها وكانت تينا في إنتظارها وحقائبها جاهزة، وهي مستعدة للذهاب عندما يصل بيار.
كانت الشمس تغيب وراء قسم موريا ، ثم غرقت في نور ساطع ، تتدفق منه اعمدة عنبرية ، شعلات مذهبة تبدو في السماء ثم غطست في المياه الداكنة ، جنح الظلام ملأ المحيط في لحظة ، والنجوم تلمع كأنها نقاط صغيرة مبعثرة على لوحة رسام.
جلست تينا قرب فاي في الزورق وراحت تتأمل المياه المتأرجحة كالفضة المطرزة ، الرذاذ يلطم وجهها ، ربما توقف الزمن وقذفها البحر الى الأبد ، كيف تستطيع ان تغادر هذه الجزيرة الساحرة
إستيقظت قبل بلوغ الفجر ، امامها يوم جديد ، بعدما كتبت رسالة الى جدتها مساء أمس ، إنزاح عن صدرها ثقل كبير في كالوها تجد نفسها بأمان.
قامت بعملها كمشرفة على مكتب الإستقبال من دون أية صعوبة ، المهم الا تفقد صبرها وان تستعمل ذكاءها وسرعة بصيرتها ، السيّاح يضيعون مفاتيحهم ، وكاميراتهم ، وكتبهم ونظاراتهم ، كل شيء ما عدا المال ، ويبحثون في إستمرار عن معجون الأسنان والأسبرين والدفاتر والمساحيق للوقاية من الشمس، والأدوية للمعدة ، والمسكنات.... يريدون بسرعة معرفة كيف يمكنهم الذهاب الى تاهيتي أو موريا أو بورا ، أو موبيتي ، وحفظ كل الأسرار البولينزية.
وتينا تعرف تماما تاريخ الجزر وتقاليدها ، كانت ترد على الأسئلة الموجهة اليها ، وبعد الغداء أصرّ بول عليها وعلى فاي أن ترتاحا ، كانت تساعد فاي في إرسال البريد ، وطلب الكراريس وتحضير لائحة الطعام مع جول .
تصرّف بيار إتجاهها تغيّر ، لم يعد يتبعها من دون توقف ، كان يحيطها بعنايته فقط وقد شكرته على ذلك ، من حسن الحظ أن حبها لبيار مات...خلال الأسبوع الثاني في كالوها ، وقع حادث غير متوقع.
كورين بالذات ، الدائمة الأناقة ، تمضي نهاية الأسبوع مع والدها ، وصلت مساء السبت ، أي بعد إقفال المحل في بابيت ، وأمضت يوم الأحد في السباحة والإسترخاء على الشاطىء برفقة بيار ، في المساء إصطحبته الى منزل والدها ، ولم يعد الى الفندق إلا في الثانية بعد منتصف الليل.
سمعته تينا يتوقف تحت النافذة ويصفر كعادته ، كان وحده. شعرت بشيء من الغيرة ، إن كورين تجمع الرجال ! وماكس على اللائحة بكل تأكيد، حاولت طرد هذه الأفكار السيئة ، لم يعد يهمها بيار ، لكن ماكس... إنه يعرف أنها تعمل في الفندق ولم يزعج نفسه فيأتي لرؤيتها.
نامت غير مكتفية ، ستذهب الى فيللا هنري لاتور ، ولما لا ؟ فهي ترغب بإلحاح وجنون لقاء رجل احلامها من جديد...
وللأسف ، لم يحالفها الحظ ، فقد أصيب الطفل جاك بجراح بعدما سقط على صخرة المرجان ، وهذه الجراح خطرة لأنها قد تجذب التسمم إذا لم تعالج بالسرعة المطلوبة ، اصرت فاي على بيار أن يأخذ الولد الى الطبيب ، فالجرح عميق برغم أن الولد لم يكن يشعر بألم كبير وهو يتحلى بالشجاعة.
صدق ما كانت فاي تتصوره ، حال الولد خطرة ، فوجدت تينا نفسها وحدها خلال جزء كبير من النهار وعهد اليها العناية بأندريه الذي لم يبارحها لحظة واحدة ، فالتوأمان عندما يبتعدان عن بعضهما البعض ، يشعران بالأوجاع نفسها !
عندما أخلد التوأمان الى النوم في قيلولة بعد الظهر ، شعرت تينا بالتعب والإرهاق ، وكذلك فاي ، فإسترخيا حول فنجان شاي ، كانت تينا حزينة ومرتاحة في الوقت نفسه ، لقد أجّلت زيارتها لماكس الى يوم آخر ، بعدما حاولت بقوة ان تراه تخشى الان أن يستقبلها ماكس ببرودة وتعجرف ، كيف بإمكانها ان تكون لديها هذه الأفكار بعد العناق الحنون الذي تبادلاه عند كورين؟
كانت غارقة في افكارها فلم تلاحظ أن فاي تفتش في حقيبتها لتخرج رسالة :
" لقد نسيت أن أقول لك وصلتك رسالة".
ومن مجموعة الرسائل أخرجت فاي ظرفا فهمست تينا مشمئزة:
" آه ، لا ! ".
إنها رسالة من جدتها ، رسالة صغيرة ترد عليها وتقول بان التفتيش عن اليخت الذي طلبه السيد كينغمان لم يعط اية نتيجة إيجابية ، كما أرسلت لها ثمن بطاقة الذهاب ومبلغا كافيا للنفقات اللازمة ، وبرغم كل شيء كان المقطع الأخير من الرسالة يحمل علامة حنونة وعاطفية :
" إننا ندرك خيبة الأمل التي تعكر أيامك ، ومن الطبيعي التردد قبل مغادرة الأصدقاء ، لكنك ما تزالين صغيرة ، يا تينا .... إنه الحل الأفضل ، نحن في إنتظارك ، ارسلي الينا بسرعة موعد وصولك".
يبدو ان هذه الجدة تستعمل كل الوسائل لإقناع حفيدتها ، كأنها تتوقع من تينا ، أن ترفض تلبية دعوتها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البحر الى الابد, child of tahiti, رابيكا كاين, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rebecca caine, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t173026.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:39 PM


الساعة الآن 12:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية