لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-12, 03:28 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ركضت نحو الباب لكن الرجل الممد أرضا كان ينتفض ، كان وحيدا وهي خشبة خلاصه ، جذبت الوسائد عن المقعد وتناولت غطاء من إحدى الغرف وحاولت قدر المستطاع أن تضعه في وضع مريح.
" أليس كيم هنا؟".
" كلا .... بلى ، إنه في العنبر... ماكس...".
إبتسمت تينا لتطمئنه وقالت:
" ساجده ، لكن عدني ألا تتحرك".
خرجت من الفيللا وسلكت الطريق الذي أخذه ماكس مرة من خلال الأرض المزروعة ، لا بد ان العنابر تقع في هذه الناحية.
كان الطريق ضيقا وقطعت تينا مسافة لا بأس بها قبل أن ترى الأبنية ، اسرعت متوجهة نحو مجموعة من الشباب المنهمكين بتفريغ الصناديق.
كانوا ينظرون اليها وهي تقترب نحوهم ، وقبل أن يتسنى لها الكلام ، شاهدت شبح ماكس الطويل بعيدا ، كان يركض نحوها.
ماذا تفعلين هنا؟".
" السيد لاتور ... ليس في صحة جيدة.... رايته راقدا على الأرض ، تعال بسرعة ! ".
كانت تينا تلهث من التعب ، ظلّت جامدة مكانها بينما كان ماكس يسرع نحو المنزل ، نظرت حولها ، القطاف إنتهى والصينيون نساء ورجالا ، يولفون الصناديق للتصدير ، كانوا يختارون أنواع الفانيللا المختلفة ويقومون بفرزها وتوضيبها .
اثار هذا المنظر فضول تينا ، منذ أن سكنت الجزيرة ، لم تر ابدا قطاف الفانيللا ، كان الجو يعبق برائحة الفانيللا التي لا يضاهى عطرها أي عطر آخر ، لكن لم يكن الوقت المناسب للشعور بالنشوة.
لم تعد ترى ماكس ثورنتون ، عادت تمشي نحو المنزل لترى هنري لاتور كما تركته في الوضع نفسه ، وكان ماكس يجس نبضه .
" من حسن الحظ أنك لم تنقليه من مكانه ، لقد أصيب بنوبة قلبية ، ويجب نقله الى المستشفى في الحال ، هل ترين زورق الفندق راسيا في رصيف المينا؟".
" نعم ساذهب إذا أردت....".
" لا ، إبقي هنا معه سأذهب أنا ، يجب نقله الى بابيت في أسرع ما يمكن ".
" نعم ، ماذا عليّ أن أفعل؟".
" لا شيء ، هدّئي من آلامه قدر المستطاع ، لكن إيّاك أن تقدمي اليه الماء او أي شراب آخر".
جلست قرب هنري لاتور تراقبه ، كان هادئا يتنفس بإنتظام ، بعد فترة قصيرة ، إستيقظ ومرّر يده على جبينه.
" آه! ماذا حصل لي ؟ من أنت؟".
" انا أدعى تينا ، كيف تشعر الان ؟".
" أحسن ، لكن الألم حاد كالسكين ... الم يسبق ان رأيتك؟".
" نعم ، منذ وقت طويل ".
ثم سالها:
" اين ماكس؟".
" ذهب ليحضر الطبيب".
" ليس هنا في كالوها أي طبيب ، في كل حال ، أنا لست في حاجة الى طبيب ، أشعر بتحسن بعد أن أتناول كأسا...".
حاول النهوض ، لكنها منعته قائلة:
ماكس... السيد ثورنتون طلب مني ان أعده بأن أمنعك من الحركة ، لن يتاخر في العودة".
كان يرغب في الكلام ، لكنه شعر بشيء يضايقه.
" سبق واصبت بنوبة قلبية ، لكن الألم لم يكن في هذا العنف ، حدثت النوبة الأولى في الوقت الذي ...".
" لا ترهق نفسك في الكلام ، إنني متأكدة من أن حالتك الصحية ستحسن ، أرجوك ان تهدأ ، فقد وعدته بأن أتولى مراقبتك".
"وعدت من ؟ لم أكن أعلم .... لم يضع ماكس وقته ، فقد وجد صديقة حميمة بهذه السرعة".
على قسمات وجهه المليئة بالألم ظهرت بعض علامات المرح.
" لست صديقة السيد ثورنتون الحميمة ، ولست أرغب في أن أقوم بهذا الدور ، يا سيد لاتور".
" قد ترغبين في ذلك يوما ، فالوقت ما يزال أمامك يا آنسة ، سيبقى ماكس بيننا مدة طويلة".
عضّت تينا على شفتيها وقالت:
" ارجوك ألا تتحرك ، سابلل جبينك بهذه المنشفة الرطبة وستشعر بتحسن".
كانت تفضّل تجنب هذا النوع من الحديث ، ولكن لماذا تشعر بالإرتباك ؟ لماذا تحمر خجلا كأنها تلميذة صغيرة؟
عادت حاملة منشفة مبلّلة ، لم يعد المريض شاحبا كما كان عندما رأته ممددا على الأرض ، لكن شفتيه ما تزالان مبلتين ، طلب أن يشرب فرفضت ان تلبي طلبه بلطف ، تافف من دون عتراض ، فجلست قربه وإنتظرت ، بعد عشرين دقيقة كان الزورق يمخر مياه البحيرة.
وصل ماكس ومعه رجل كندي وزوجته الممرضة التي شكرت ماكس وتينا على تصرفهما اليقظ وبدأت تعتني بالمريض ، وضعوه عل حمالة واصرت الممرضة على مرافقته الى المستشفى ، عادت تينا وزوج الممرضة الى الفندق، بعد فترة عاد الزورق من بابيت ، كان ماكس على حق! هنري لاتور أصيب بالفعل بذبحة صدرية وينبغي أن يبقى في المستشفى.
عاد بيار مع السيّاح من نزهتهم وعندما عرف بالحادث المؤسف سأل تينا :
" ماذا كنت تفعلين هناك؟".
" كنت أتنزه ، هل هذا ممنوع؟".
" لا ! لكنني لم أكن أعتقد انك ستفرحين بلقاء هذا الإقطاعي المتعجرف".
" إنك إنسان غبي ، يا بيار".
ضحكت فاي لكن تينا كانت جادة في ملاحظتها لبيار ، إنها فتاة حسّاسة الى درجة كبيرة.
بعد يومين عندما وصل المركب الى كالوها ، رفضت مرافقة بيار كعادتها لإحضار البريد ، إنتظرت وسمعت أحدهم يستعلم عن اخبار العجوز هنري وماكس.
قال بيار:
" كان ثورنتون يغادر المركب عندما وصلت ، أما العجوز هنري فإن صحته تتحسن".
بدت تينا متوترة جدا ، بعد الغداء عندما أوى التوامان الى فراشهما في وقت القليلولة ، دخلت تينا الحمام واخذت دوشا باردا ، وغيّرت ملابسها ووضعت المساحيق على وجهها كأنها ذاهبة الى سهرة ، ثم أخرجت من خزانتها السترة الزرقاء وإرتدتها ، وخرجت من الفندق وإتجهت نحو الشاطىء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:29 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لديها الان عذر واضح ، اليس كذلك؟ هل سيتعرف ماكس الى السترة التي يملكها؟ سلكت الطريق المؤدي الى البنغالو وترددت قليلا ، إنه جنون جقيقي! وماذا إذا لم يكن هناك؟
صعدت السلالم حاملة قبعتها القش ،وكانت تصفر لحن أغنية معروفة ، ومن الشرفة كان ماكس يحدّق فيها من وراء نظارتيه السوداوين ، جرع كأسه دفعة واحدة وقال:
" ماذا هناك؟".
" جئت أسأل عن السيد لاتور، كيف حاله؟".
" إنها جيدة نوعا ما".
" الحمد لله".
لم تكن تينا تشعر بإرتياح ، كان ماكس يبدو متحفظا ، وقفت أمامه واضعة يديها في جيبي السترة الزرقاء ، كانت قد وضعت زنارا ضيقا على السترة لتبدو أنيقة ، وتحت السترة كانت ترتدي سروالا قصيرا ابيض اللون يكشف نحافة جسمها وسماره.
تقدم ماكس منها خطوة واحدة فقالت:
جئت يوما الى هنا لأرد لك هذه السترة...".
" انت فتاة ذات ضمير حي ! ".
" لكنك لم تكن موجودا".
ران صمت ثم راح ماكس يتحسس أطراف السترة وقال:
" إشتريتها من لندن ".
" بينما كنت أغسلها لم أستطع ان أتبين نوعية القماش الذي صنعت منه".
كانت يداه ترتجفان وهو يتحسس القماش ، ثم إبتسم وسالها :
" هل في إمكاني إستعادتها؟".
" الآن؟".
" أليس هذا هو سبب زيارتك؟".
" كلا".
" هل تريدين ان تضيفيها الى جهازك؟".
دفعت يده بعيدا وقالت:
" إرتديها عدة مرات وكذلك اليوم...".
بدا وكأنه فوجىء وسالها:
" أعتقد أنك ترتدين بذلة السباحة تحتها".
" لا ، اليوم لم ارتد بذلة السباحة".
" أنت حائرة ، اليس كذلك؟".
تأكدت من أن كل أزرار السترة مقفلة فقالت:
" سأعيدك اليك في المرة المقبلة".
" إذن ستأتين مرة ثانية ؟".
" ولما لا ؟ كدت انسى...".
إرتفع حاجباه الأسودان إستغرابا ، أما تينا فقد أخرجت من جيب سترتها حفنة من الصدف لملمتها وهي في طريقها اليه وقدّمتها له ، نظر الى محتوى يدها مذهولا ، فقالت:
" هذا هو التعويض الذي تستحقه لأنك سمحت لي بالتنزه على شاطئك".
قهقه ضاحكا ثم رفع عينيه نحوها وقال:
" لا أذكر أنني طلبت منك ان يكون التعويض صدفا".
" إنها الدفعة الأولى على الحساب".
كان دمها يغلي في عروقها ، لكنها تمنت من السيطرة على الموقف .
" آمل الا أخدع بعد اليوم".
" كيف ؟".
" وانا أمر على الحدود! ".
" ما سبق لي وفعلت ذلك".
" إن ذاكرتي حسنة".
كانت تمرح وهو إبتسم لحظة ثم عادت نظراته الى غموضها ، قال:
" إذهبي وتخلصي من هذه الأصداف ، لقد جئت الى هنا من أجل هدف آخر".
" وما هو؟".
" جئت لتغازليني".
" أغازلك ؟ يا لهذا الكلام السخيف يا سيد ثورنتون".
" ربما ، إنها مجرد فكرة".
" ماذا تعني؟".
" انت تعرفين جيدا".
عادت خطوة الى الوراء واصبحت على حافة الشرفة ، فأضاف يقول:
" إنك تغازلين بيار على نحو جيد".
" بيار ؟ آه لا ".
" وتفعلين ذلك في الصباح الباكر كذلك".
" قررت الإتكال على نفسي وتدبير أوري من دون تدخل أحد ، من الان فصاعدا".
" لن أكون دائما حاضرا لانقذك من مطالب بيار الملحة".
" لا تقلق علي".
إبتسمت تينا في إنتصار ، صحيح أن ماكس ثورنتون هو السيد ، لكنها عرفت كيف تنجو من سلطته ، وقفت على رؤوس أصابعها وطبعت على ذقنه قبلة صغيرة وقالت:
" قل للسيد لاتور انني جئت اسأل عن صحته".
ثم إنسلت في هدوء وإختفت ، إنحدرت بسرعة على السلالم ورمت بالأصداف على الرمال وتابعت طريقها من دون ان تلتفت الى اوراء.
في الأيام التالية لم تكف عن التفكير في ما حدث لها لم تحاول ان تجتذب ماكس ثورنتون اليها ، وهو الذي يعتبرها فتاة سهلة المنال لكن كم هو جذاب ! لا شك أنه نسي اليوم ما حصل منذ ثلاث سنوات .
تراكمت الأشغال عليها ، فقد وصل الى الفندق سيّاح جدد وبدأ التوأمان يتطلبان أمورا أكثر ، وفاي تريد إعداد سهرة السبت ، والكابتن روليه وإبنته كورين كانا بين المدعوين.
يوم الجمعة قال بول :
" ماذا لو دعونا السيد ثورنتون ؟".
وافقت فاي على إقتراح بول ، لكن بيار لم يحبذ الفكرة .
" أصحيح أنه لا يحب الإختلاط بالناس؟ الكابتن روليه يقول أن ماكس يهتم بمزرعة هنري وقد سبق أن تولّى إدارتها عندما سافر هنري لاتور الى أوروبا".
" هنري ووالد ماكس كانا صديقين حميمين".
" حسنا ، سأدعوه الى الحفلة لم يعد هنري يهتم بشيء ، لقد اصبح رجلا مريضا ، وعندما يعيش الرجال من دون نساء تهتم بهم يصبحون أسرى الوحدة والكآبة ".
" إذن سندعو سيدنا الجديد ، هل ستقدر كورين أن تسحره؟".
شعر بيار بشيء من المرارة ، أما تينا فلم ترحب كثيرا بالفكرة ، فهي لا تميل الى إبنة الكابتن ولا ترى فيها جاذبية تسحر ،وكورين تمضي معظم اوقاتها بين المصطافين الأثرياء وهي تدير مخزنا للأزياء في بابيت ، إنها تأتي في نهاية الأسبوع الى الجزيرة لتمضي بعض الوقت مع والدها ، لكن ان ترى هذه الفتاة المتعجرفة في صحبة ماكس ، فإن الفكرة لم تعجبها.
" تينا ، هل تهتمين بدعوة السيد ثورنتون صباح غد".
أجابت من دون إقتناع :
" نعم".
قال بيار وهو يحاول وضع ذراعه حول خصرها .
" سآتي معك ، إنني لا أثق بالسيد ثورنتون ".
إبتسمت وقالت :
" لا تكن تافها يا بيار".
" انا لست تافها ، بل أريد حمايتك ".
" من طلب منك حمايتي ، إذا لم اعد مساء الغد ففي إمكانك ان تشن غارة عليّ وفي إنتار ذلك دعني ألعب دور كورين :.
" لا ، لن تفعلي ذلك".
" ولما لا ، إنني حرة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:31 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إبتعدت تينا عن المجموعة ، نظر اليها بول وطلب من أخيه أن يدعها وشانها وقال :
" لا جدوى من مجادلة النساء ، إنها مضيعة للوقت ، هناك طرق اخرى لإستعادة ثقة المرأة ".
إبتعدت تينا غير مكترثة ، لن تدع بيار يرافقها في مهمتها وإذا أصرّ فسيذهب وحده ويمكنها ان ترى ماكس في مناسبة أخرى .
كان الحظ الى جانبها ، فقد نسي بيار قراره لكثرة أعماله ، قررت تينا الذهاب عن طريق الشاطىء وأخذت معها السترة الزرقاء ، إرتدت فستانا ورديا وفوقه سترة قصيرة معرّقة ، لكنها لم تجد ماكس في المنزل ، فأعطت بطاقة الدعوة الى كيم ، ثم قرّرت العودة عن طريق المزروعات ، حيث الجو أكثر برودة وظلال الاشجار تخفّف من حرارة الشمس ، لكن لم يكن في الأفق أي نسيم يخفّف من رطوبة الجو الخانقة ، وما أن إجتازت نصف الطريق حتى وجدت نفسها وقد تبللت من العرق وفستانها ملتصق بجسمها ، سمعت فجأة صوت دراجة نارية ، فإنتحت جانبا لتدعها تمر ، لكن الدراجة توقفت قربها وإنحنى ماكس نحوها وسألها:
" هل أضعت الطريق؟".
" كلا ، إنما قمت بدور ساعي البريد".
" من دون دراجة؟".
" سلّمت كيم دعوة الى العشاء مساء غد".
" الدعوة موجّهة الى كيم أم اليّ أنا؟".
" يا له من سؤال!".
" سألبي الدعوة ، هل تاتين الى المنزل وتاخذين كأسا؟".
" بكل طيبة خاطر".
" إصعدي إذن".
صعدت وراءه ووضعت يديها حول خصره وهي تبتسم ، بدأ النهار يبدو بالنسبة اليها رائعا ، قدم لها شرابا ناعما ، وفي صالونه الصغير شعرت بالإرتياح ، سالته:
" الى متى أنت باق في كالوها ؟".
" حتى نهاية الشهر".
كانت تحتسي الشراب اللذيذ ، جرعة وراء جرعة ، وهي تطلعه على تفاصيل تبديل برنامج سفر والدها الذي فضّل أن ياتي عن طريق البحر مع صديقه الرسام كارلو جيوردينو ، ثم قالت :
" إنني سعيدة لأنك هنا تساعد هنري لاتور".
أجابها وهو يهز كتفيه:
" هذا أقل شيء يمكن أن افعله لهنري".
نهض ماكس فجأة وقال:
" هل تحبين كاسا أخرى؟".
" كلا ، شكرا".
" تعالي ساريك كيف تم زراعة الفانيللا ".
رحّبت بالفكرة وصعدت من جديد وراء ماكس على دراجته النارية وكانت سعيدة لأن تضع ذراعيها حول صدر هذا الرجل القوي وتضغط عليه.
توقّف ماكس قرب فتاة تعمل في الحقل ، وهبط مع تينا على الأرض الصلبة وإقتربا من نبتة مليئة بالبراعم ، قال ماكس:
" هل تجدين أن هذه النبتة مريضة ؟".
كانت أصابع الفتاة الصينية تعمل بنشاط حول هذه النبتة ، إبتسمت الفتاة الصغيرة عندما بدا ماكس يشرح الموقف قائلا:
" آنيت خبيرة في تلقيح الأزهار ، يمكنها أن تعالج ثلاثمئة زهرة في اليوم ".
قالت آنيت ضاحكة:
" لكنني لن أستطيع تحقيق ذلك اليوم ، إذا ما واصلتما إلهائي عن عملي"
لاحظت تينا الأزهار العالية التي لم تتم معالجتها بعد ، فشرح لها ماكس قائلا:
" لم يعد يوجد أي لقاح في رؤوس هذه الأزهار".
"وتحت؟".
" إنه قانون الجاذبية ، يقع اللقاح على القرون المنخفضة التي يسهل حصادها لأنها تكوّن فروعا من غيرها".
" هذا رائع حقا ، اخبرني المزيد".
" يجب تلقيح النباتات في أسرع وقت ممكن ، لذلك نوظّف عددا كبيرا من الفتيات الصغيرات ، كل صباح يجب مراقبة كل شتلة بمفردها هنا في هذا الجزء من الحقل نحصد الفانيللا التاهيتية التي تنمو عادة هنا ، لكن هناك بعيدا ، ورعنا أصنافا تدر ارباحا أكثر ، وهذه الأصناف إستوردها هنري من الخارج".
" الفانيللا كانت تستعمل في الطب ايضا ، أليس كذلك؟".
" نعم ، كما هي الحال مع البناتات الأخرى ، كما ان لها منافع علاجية كبيرة".
أخذ ماكس معصم تينا وضغط عليه وأضاف:
" يمكن وضع أوراق الفانيللا على الجلد في حال تعرض الإنسان لأية لسعة ".
" لم أكن أعرف ذلك ، لكنني لا اذكر ان شيئا ما لسعني ".
كانت تحدّق فيه في إستغراب ، ثم لاحظت اثر جراح على جلده ، فهمس يقول :
" لا .... أعرف ذلك".
نظر الى ساعة يده ثم قال:
" ساوصلك الى الفندق".
وقبل أن يصلا الى الفندق ، خفّف ماكس من سرعة الدراجة ثم توقف وهز راسه وقال:
" لن أذهب أبعد من هنا".
قالت وخدّاها يلتهبان :
"أما زلت تعتبرني تلك الفتاة الصغيرة الحمقاء ".
" لا أبدا ، انت تكبرين".
عضّت على شفتيها متأثرة وقالت:
" حسنا ، ربما في المرة المقبلة ، هل ستأتي غدا؟".
" نعم ، الى اللقاء".
صعد الى الدراجة وإبتعد ، وهو يشير اليها ساخرا .
وعندما إختفى دخلت الفندق حالمة ، إنها لا تشعر اتجاه ماكس بالكراهية ، بل العكس هو الصحيح ، فهي ترغب في ان تقيم معه علاقة صداقة متينة ، تذكّرت مقالا قرأته في إحدى الصحف حول العلاقات بين الرجل والمرأة وعبارة تقول :
" أن الرجل يختار المرأة حسب قيمتها".
قطبت تينا حلجبيها ، يجب الا يعرف انها معجبة به ، خلال لقائها الأول مع ماكس كرهته ، وفي المرة الثانية أبعدته عنها بالرغم منها ، كيف كان في إمكانها ان تعرف مسبقا كيف سيتصرف بيار ليلة وصوله ؟ اليوم ، كل شيء مختلف ، مختلف جدا وهي تنتظر يوم غد بفارغ صبر.
إجتازت الشرفة ولم تلاحظ روزا التي تعمل في مكتب الإستقبال والتي كانت تحدق فيها بنظرة ثاقبة ، كأنها تريد أن تناديها .
فجأة ظهرت فاي شاحبة اللون وقالت:
" آه تينا ، اين كنت ؟لقد بحثنا عنك طويلا ".
" هل حدث شيء للتوامين ؟".
" إنهما في خير .... إنما...".
لم تستطع فاي ان تتكلم ، صمتت لحظة ثم قالت :
" وصلتنا رسالة ... والدك...".
" ماذا؟".
مرّ ظل على الشرفة ووضع بول يديه على كتفي تينا وقال:
" إنك تخيفينها يا فاي ، تينا ، لقد فقد الإتصال بالراديو مع يخت جيوردينو بإستثناء ذلك ليس هناك امر خطير ، إن الكابتن روليه يسعى للحصول على اخبار جديدة".
" اليخت؟ أتريد ان تقول ا ن ابي....".
إلتفتت تينا لتواجه بول وقد سيطر عليها الخوف وقالت:
" كلا ، إن هذا غير معقول".
" إجلسي يا تينا ، أحضري لها يا فاي شيئا تشربه ، لا تخافي فلا داعي للإضطراب".
أمسد يديها الباردتين ، وتركت تينا فاي تساعدها على الجلوس في المقعد وسالت:
" ماذا جرى ومتى؟".
" هبت عواصف بحرية فجأة في الأيام الخيرة في هذا المكان الهادىء نسبيا ، لقد إشتبكت الرياح ببعضها في ظروف سيئة ، مما ادّى الى هياج البحر وإرتفاع الأمواج ، وقد إنقطع الإتصال خلال إحدى العواصف ، وفي الليل إلتقطت إحدى السفن إشارة نجدة ، لكنها لم تستطع تحديد مصدرها ، وذلك بسبب سوء الحوال الجوية ، إن عائلة جيوردينو قلقة جدا وقد بدأت البحث عن اليخت ، لكنك كما تعرفين ن المحيط شاسع للغاية".
قالت فاي وهي تلمس يد تينا :
" حبيبتي ، أعرف ان ذلك مرعب ، لكن ما يزال هناك أمل ، لم نتأكد بعد ما إذا كانت إشارة النجدة آتية بالفعل من يخت جيورددينو...".
هزّت تينا رأسها ولم تقل شيئا ، قال بول:
" إن مثل هذا المحيط الشاسع من الطبيعي الا تصل الأخبار بالسرعة المطلوبة ، إن البحث عن اليخت مستمر ويجب الإنتظار".
كان بول يحاول ان يواسي تينا وهو ينظر الى زوجته في خيبة أمل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:32 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- الإنتظار والأمل

الصدمة التي تلقتها تينا جعلتها تنفجر بالبكاء ، لا ! هذا مستحيل ، يجب أن تعمل بنصيحة فاي وبول وتتحلى بالثقة ، قرأت رسالة والدها الأخيرة مرات عدة باحثة عن أي وسيلة للإطمئنان.
كارلو جيوردينو يملك يختا فاخرا من النوع الذي لا يغرق بسهولة ، كما أن طاقم الباخرة مؤلف من اشخاص ذوي خبرة واسعة ، وجهاز الراديو فيه من أحدث الأجهزة ، ولكارلو شهرة في الأوساط الرياضية ، كان الجميع يتابعون الأخبار المتعلقة بالمحاولات الجارية لمعرفة مصير اليخت.
غير ان كل ملامح الأمل إنطفأت ، كانت العناوين في الصحف الصادرة صباح اليوم التالي تحمل كلمة احدة ( الإختفاء) وكانت تينا تنتظر يوميا نشرة الأخبار البحرية التي تبثها الإذاعة ، ثم قررت العودة الى منزلها في بابيت لتشارك العمة ويني مهمة الإنتظار ، ألغيت الحفلة التي كانت مقررة ، وعرض ماكس خدماته ، وأصرّ بيار على مرافقتها حتى المنزل.
منتديات ليلاس
عودتها الى المنزل لم تكن الحل الفضل ، كانت تينا تصلي كل يوم وتنتظر ، وكانت الأيام تمر بلا أمل وتوقفت الصحف والإذاعات عن التحدث عن اخبار اليخت ، وإزداد اللم في قلب تينا بحيث لم تعد تتحمله.
جاء الأصدقاء مواساتها ، وخلال اسبوع واحد جاء بيار وفاي ثلاث مرات لزيارتها ، كانت تينا تخشى هذا الصمت الذي يخنقها ، فإنغلقت في وحدتها ورفضت إستقبال احد ، كانت تفضل ان تتذكر وحدها أجمل الأوقات التي أمضتها مع والدها، كانت تذهب كل يوم الى المحترف وتتنزه على شاطىء البحر وتسبح وفي المساء ، وعلى رغم منها ، كان ماكس يتسلل الى وحدتها ، ربما جاء الى بابيت لزيارة هنري لاتور في المستشفى من دون أن ياتي ليسأل عنها ، في أيّ حال لماذا عليه أن يفعل هذا ؟ ليس هناك شيء بينهما ، لقد تعارفا مصادفة وهو سأل مرة فاي عن أحوالها وهذا كل شيء.
في هذه الغرفة الصغيرة حيث امضت تينا طفولتها ، وحيث اطلعت فاي على أسرارها ، كانت تنام ، تراودها افكار غريبة ، لقد قدّم اليها ماكس ثورنتون كل ما ترغب فيه ولا شك أنه سيعجب والدها...
كانت تستيقظ كل يوم في السادسة صباحا مع شروق الشمس ، تغتسل وترتدي ثيابها وتتناول فطور الصباح مع العمة ويني.
وكانت المرأة العجوز تبتسم في إستمرار برغم شحوب وجهها الحزين.
وذات صباح قالت العمة شاكية:
" يا له من صداع قوي ! يخيّل الي انني على وشك الموت.
" لماذا لا تبقين في السرير ؟ يمكنك أن تتناولي فطور الصباح في غرفتك".
" يجب ان أخرج لأشتري بعض الأغراض وكذلك إعداد الغداء".
" لا يا حبيبتي، لا اريد أن أزعجك ، سأعود الى الفراش".
عادت المرأة العجوز الى غرفتها وأقفلت الستائر وقالت لتينا:
" إذهبي الى سيسيل وإسأليها ما إذا كانت قد تسلمت أشغال الكروشيه ".
قبّلت تينا عمتها في حنان واخذت لائحة المشتريات وعادت بسرعة بعدما بقيت مع سيسيل فترة قصيرة ، وسيسيل أرملة تدير محلا للاقمشة لتملأ ايامها الفارغة ، ابلغتها أنها تسلمت الأشغال التي صممتها العمة ويني ، واثناء الحديث علمت تينا ان سيسيل ذهبت الى المستشفى للإطمئنان الى صحة هنري لاتور ، قالت سيسيل:
" كان شديد الحزن لعدم تمكنه من إستقبال الكسيس بنفسه".
سالتها تينا وقد فوجئت:
" هل تقصدين إبنه؟".
" نعم ، لقد أمضى سنوات طويلة في الغربة".
أصغت تينا الى كل ما قالته سيسيل بفضول غريب ، إنها لا تعرف تماما قصة هنري لاتور ، لقد سمعت اقاويل عديدة ومختلفة عن خلافه مع إبنه ، لكنها لم تكن تعرف سبب هذا الخلاف ، اضافت سيسيل تقول:
" يقول الطبيب أن محتويات الرسالة التي بعث بها ألكسيس الى والده كانت سبب إصابته بالنوبة القلبية ، كانت صدمة لم يستطع تحملها ، لقد وقع لأليكسس حادث سيارة في العام الماضي ، وهو الآن يعرج ، كما انه مصاب بجروح في رأسه وهذا من الصعب معالجته وحالته تتأزم يوما بعد يوم ، هذا ما أخبرني به السيد هنري لاتور بالذات.
توقفت سيسل عن الكلام برهة ثم اضافت:
" وقد عاد اليكسس الى والده".
شعرت تينا بالدموع تتساقط على وجنتيها ، فقد تذكرت والدها ، كان يجب أن يكون معها الآن ، غالبا ما كانا يتشاجران ، لكنها لم تجرؤ يوما على ان تبوح له بمقدار حبها له .
" لا شك ن أليكسس تغير كثيرا منذ ان غادر الجزر ، أي منذ 15 سنة ، كان يتمتع بجمال جذاب ويحب معاشرة النساء اللواتي يجذبهن بسحره في سهولة ... لكنه لم ينجح في تسلّم أي عمل برغم إلحاح والده وخيبة أمله ، كانت نهاية سيئة".
رفعت سيسل شعرها الطويل الأسود والمجعّد المسرح على الطريقة التاهيتية وقالت:
" لهذا السبب بالذات رفضت الزواج منه".
" من السيد لاتور".
" نعم يا إبنتي ، كنت ما أزال شابة في ذلك الوقت ، أخير يا أخذت أميل اليه ولم أندم على ذلك ابدا".
غيّرت سيسيل الحديث وقالت:
" إن لم يكن اللون مناسبا فإنك تستطيعين إرجاعها ، إتفقنا؟ شكرا".
كانت تستعد لإغلاق المحل خلال فرصة الظهر .
كانت تينا تتمشى بإسترخاء تحت أشعة الشمس ، وهي مترددة بين ان تعود الى المنزل ، أو ان تتناول كاسا لإطفاء ظمأها.
وقبل ان تركب دراجتها سمعت صوتا ينادي :" تينا".
إلتفتت وفوجئت برؤية ماكس ثورنتون أمامها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:33 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تكن قادرة على خفاء فرحها.
" هل من أخبار جديدة؟".
هزت رأسها سلبا .
" كنت أخشى ذلك ، تبدين متعبة ، هل في إمكاني مساعدتك؟".
" كلا....".
عضّت على شفتيها ، أرادت ان تكمل كلامها ، لكنها لم تعرف كيف .... ألقى نظرة الى ساعته وسألها:
" هل انت مستعجلة ، تعالي ، سآخذك لنتناول طعام الغداء معا ، لكن قبل ذلك لديّ موعد مع شخص لن يستغرق أكثر من عشر دقائق".
عادت االى الوراء ، وفي لحظة إختفى البريق من عينيها.
" في هذه الحال ، من الأفضل ....لا اريد....".
" هيا ، لا أقبل أعذارا ، هيا بنا".
إمتطت تينا دراجتها ، وسار ماكس جنبها وقال في هدوء:
" إنني أمشي على قدمي فلا تسرعي وإلا عجزت عن مرافقتك ".
للمرة الأولى منذ اسبوعين تشعر تينا بالإسترخاء ، كانت تركب الدراجة في بطء حتى لا يضطر ماكس الى تسريع خطواته.
وفي المطعم أجلسها أمام إحدى الطاولات وإستأذن منها ، إنتظرته تينا وهي شاردة تفكر ، واضعة يديها على ذقنها ، كانت تتامل السيّاح والزوّار الجدد ، أحدهم ما زال يرتدي عقد الزهر ويسخر منه احد أصدقائه ، آخر يصوّر المشهد وتينا تبتسم.
عندما شاهدت ماكس عائدا ، تغيّرت ملامح وجهها ، كانت معه كورين ! أدركت تينا أنه على موعد مع إمرأة ، ولكن مع كورين....!
إنها طويلة القامة ، شقراء ، فرنسية ، ترتدي بنطلونا أبيض وقميصا حمراء معرقة بالأزرق.
تصرفت كورين وكأنها لم تلاحظ شيئا وإقتربت من تينا وعلى وجهها إبتسامة مشعّة وقالت:
" كيف حالك يا عزيزتي؟".
منتديات ليلاس
فوجئت تينا بينما إغتبطت كورين للأثر الذي أحدثه ظهورها غير المنتظر.
جلست كورين وألقت نظرة حانية الى تينا وسالتها:
" ماذا تفعلين في هذه الأيام ، من زمان لم نلتق".
اجابت تينا وهي تهز كتفيها:
" إنني أنتظر وليس لديّ أي شيء افعله".
"لست اقصد ذلك ، ألا تعملين خلال النهار ؟ كنا نتحدث عنك ، في إحدى الأمسيات ، أليس كذلك يا ماكس؟ وإتفقنا على نقطة واحدة ، يجب أن نلتقي بالأصدقاء وخاصة بول وفاي إنهما لطيفان جدا وكذلك بيار".
" أفضل البقاء هنا".
لم تكن تينا ترغب أن يظل الحديث حول هذا الموضوع ولم تكن تريد أن تكون نقطة إنطلاق الحديث ، وبما أنه كان من المستحيل التحدّث الى ماكس بوجود كورين ، فقد فتحت موضوع محل كورين الجديد ، لكن كورين ظلّت تحوم حول الموضوع نفسه ، وبعدما إنتهت من تناول البوظة ، مسحت فمها وعادت تقول:
" لدي فكرة رائعة ! هل تساعديني في تنظيم المحل ، يا عزيزتي؟".
" انا ؟ كيف؟".
" إنتهت أعمال الديكور وأريد أن أفتتحه في الأسبوع المقبل ، يجب ملء الرفوف بالألبسة التي ما زالت في الصناديق ، سبق لي ورايت محترف والدك واعجبتني طريقة ترتيبه ، لماذا لا تاتين وتساعدينني؟".
ظلّت تينا صامتة ، يبدو أن لكورين أفكارا واضحة ، ماذا تريد؟ وللحال قبلت تينا العرض وأجابت:
" بالطبع ، إذا كان في إمكاني مساعدتك".
" هذا سيفيدك ، يجب رؤية الأمور بلا خوف ، الحياة مستمرة ، ربما هذا صعب لكنها الحقيقة ، في الوقت الحاضر أنا اتدبّر امري.
إلتفتت الى ماكس لتشكره لأنه اتاح لها مجال إيجاد مساعد ، كانت نظرتها اليه حميمة ، لا شك ان ماكس أمضى بعض الوقت معها في المحل ، ولم يمر بها ، مدّت يدها الى حقيبتها وفوجئت وهي تحدق بماكس الذي قال:
" كورين ، على حق ، لماذا لا تقبلين العرض؟".
وفي ذلك اليوم بالذات ، عند الصباح ، سالتها العمة ويني ماذا تريد أن تفعل بشان المحترف ، عليها إختيار اللوحات التي تريد بيعها ، واللوحات التي تريد الإحتفاظ بها ، وحتى الآن لم تكن تينا قادرة ان تفكر بالأمر فلم يكن لديها القوة اللازمة ، لكن عليها أن تعيش وبالتالي فستكون بحاجة الى المال.
كان ماكس ينتظر جوابها ، فقالت:
" نعم ، لكن أريد ان أبحث الأمر مع عمتي ومعرفة جدول اعمالها لهذه الأيام ، ما رايك لو تمهلينني الى الغد يا كورين؟".
بعد بضع دقائق كانت تينا على دراجتها في طريق العودة ، لم تشكر ماكس على الغداء ، ستفعل ذلك مرة أخرى.
كانت العمة ويني ما تزال في فراشها ، وبعد أن وضعت ما إشترته في المطبخ ، احضرت تينا لعمتها فنجان شاي ودخلت غرفتها وأخبرتها عن لقائها بماكس وكورين وما دار من حديث معهما ، وافقت العمة على ان تذهب تينا وتساعد كورين في محلها الجديد.
" يجب أن تفكري بنفسك قبل كل شيء ، يجب الا تحرمي نفسك من أجلي ، وانا أعتقد ان العمل عند كورين سيعجبك".
عملت تينا بنصائح عمتها ، وفي اليوم التالي بعد فطور الصباح إرتدت فستانا جميلا وذهبت الى المدينة ، الى محل كورين.
وجدت الشابة الفرنسية وسط مجموعة من الصناديق في أرض غرفة تعبق منها رائحة الدهان الطازج.
" كنت في إنتظارك ، يا الهي ! من أين نبدأ؟".
إجتازت تينا الغرفة بعينيها ، العلب والأوراق والحبال تملأ الأرض .
" انا مستعدة لأتلقى أوامرك".
" حسنا ، ساعديني في فتح هذا الصندوق".
بينما كانت كورين تفرغ محتوى الصندوق ، قالت لينا نها هي الوحيدة التي من حقها بيع مستحضرات التجميل من ماركة (كاميل).
" لا اعرف كيف ستبيع هذه المستحضرات الباهظة الثمن ، لكنني آمل أن يجذب ديكور المحل السياح الكثيرين ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البحر الى الابد, child of tahiti, رابيكا كاين, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rebecca caine, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t173026.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:39 PM


الساعة الآن 07:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية