كما إستجابت لإلحاح(نهاد) وغيرت نظارتها الطبية ذات الإطار العاجي إلى أخرى بدون إطار،
بل وارتدت_ لأول مرة في حياتها_العدسات اللاصقة في حفل خطبتها.
وبعد عقد الزواج عاد(باسل) إلى لندن لينهي إجراءات إستقدام زوجته وإلحاقها بالجامعة لإستكمال دراستها.
وأخيراً...
وفي الموعد المحدد تم الزفاف، وتألقت(سارة) إلى جوار(باسل) وكونا ثنائياً من أجمل و أوسم الأزواج، وقضيا ليلة زفاف من ليالي ألف ليلة وليلة.
ولأول مرة شعرت(سارة) بالسعادة إلى جوار(باسل)،
فقد كان يحقق لها أقصى ما تمنت في ليلة زفافها إن لم يكن أكثر،
وحينما وقفت معه لتقطيع كعكة الزفاف نظرت إليه بامتنان أدهشه إلا أنه لم يعلق.
وبعد إنتهاء الحفل إصطحب(باسل) عروسه إلى جناحهما في نفس الفندق، وهناك جلس على طرف الفراش يتأملها وهي تخلع طرحتها في هدوء قبل أن يسألها بابتسامة لطيفة ـ"هل راق لك الحفل؟"
إبتسمت(سارة) في خجل وهي تستدير إليه قائلة بإمتنان ـ"لقد كان رائعاً، أشكرك على كل ما فعلته من أجلي."
نهض إليها وتناول كفيها بين كفيه يلثمهما قائلاً ـ"لقد كان هدفي إسعادك، والحمد لله أنني نجحت في ذلك."
تخضب وجهها في شدة إثر لمسته الدافئة وخفضته أرضاً في خجل زادها جاذبية فوضع(باسل) أنامله تحت ذقنها ليرفع وجهها الخجول إليه ومال يطبع قبلة رقيقة على شفتيها.
ولدهشته فقد شعر بكفها تتحول فجأة إلى قالب من الثلج في راحته وهي ترتجف رغماً عنها وتبتعد بوجهها عن وجهه.
للحظات تقلصت أمعاؤه وهو يشعر بالصدمة إلا أنه ما لبث أن تماسك منتظراً تفسيرها لما حدث.
ولم تضن عليه عروسه بهذا التفسير إذ قالت بتردد وخجل عميقين ـ"أعذرني يا(باسل)، أنا لم أعرف الحب يوماً، وسأحتاج لبعض الوقت."
بدا الإرتياح على وجهه وعادت إبتسامته اللطيفة تنيره وهو يقول بهدوء ـ"وأنا لن أتعجلك. صراحتك هذه لا تزعجني، على العكس...إنها تسعدني. معنى أنك لم تعرفي الحب أنك على إستعداد لمعرفته معي. أما لو قلت إن شخصاً آخراً_لا قدر الله_ في قلبك لتضاءلت فرصتي في الحصول عليه. مازال العمر طويلاً أمامنا حتى تتأكدين من مشاعرك نحوي. المهم هو أن تثقي في مشاعري أنا نحوك وفي أنني مستعد لفعل أي شيء من أجل إسعادك."
بدا عليها الحرج لأنها أحبطته إلا أنه قال في مرح ليغير دفة الحوار ـ"لا بد وأنك مرهقة مثلي، فأنا لم أنم منذ البارحة وسأسقط نائماً بعد قليل. لا تنس أننا سنستيقظ مبكراً من أجل موعد طائرة الغردقة. إتفقنا؟"
منحته ابتسامة عذبة خلبت لبه وهي تجيبه قائلة ـ"إتفقنا."
وفي أعماقها بدأ(باسل) يحتل مكانة أرفع عن ذي قبل.