لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


الحقيقة الحب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته افتقدتكم كثيراً منذ آخر لقاء لنا في دمعات قلب، وكم كان ابتعادي مؤلماً لي بالطبع لم ابتعد كقارئة، ومنتدى رومانسيات عربية يشهد على

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-12, 05:51 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي الحقيقة الحب

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

افتقدتكم كثيراً منذ آخر لقاء لنا في دمعات قلب، وكم كان ابتعادي مؤلماً لي
بالطبع لم ابتعد كقارئة، ومنتدى رومانسيات عربية يشهد على مشاركاتي

لكنني افتقدت انفعالات القارئات مع ما أكتب
لذا أعود لكم بعمل ربما يكون قديماً
لكنه كما نقول في مصر .... أول الرقص حنجلة

أعدكم قريباً برواية طوييييييلة مختلفة تماماً عما اعتدت كتابته
لكنني لن ابدأ في تنزيل فصولها قبل أن يكتمل نصفها على الاقل

وإلى أن يحين موعد نزول الرواية الجديدة... أترككم مع الحقيقة الحب


همسة: أحد أقوى أسبابي لاعادة نشرها هو تعليق ابن شقيقتي عليها
فحينما ارفقت رابطها على الفيس بوك على صفحات اصدقائي وابناء اخوتي لم اتوقع أن يقرأها أحد شباب الاسرة لعلمي بعدم اهتمامهم بالقراءة
لكن الدكتور كيمو أذهلني أمس وهو يقول بعفوية "على فكرة يا خالتو خلصت القصة اللي بعتتيها...دي جامدة اوي... متخيلتش انك بتكتبي حلو كدا".

صراحة كلمات ابن شقيقتي الشاب منحتني دفعة قوية لأن أعيد وضع روايتي على صفحات ليلاس، فلا تحرموني تفاعلكم معي

مع وعد بلقاء جديد

خالص تحياتي



..
..
..

الحقيقه ( 6 + 7 + 8 )

الحقيقة الحب

الحقيقه ( 9 + 10 + 11 )

الحقيقة الحب

الحقيقه ( 12 + 13 + 14 )

الحقيقة الحب

الحقيقه ( 15 + 16 + 17 )

الحقيقة الحب

الحقيقه ( 18 + الأخيرة )

الحقيقة الحب

..
..
..



رباب فؤاد

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 02-03-12 الساعة 02:18 AM سبب آخر: وضع الرواط
عرض البوم صور رباب فؤاد  

قديم 23-02-12, 05:56 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

إهداء

أحداث هذه القصة غير حقيقية...

ولكنني استندت فيها على ما شعرت باحتمالية حدوثه في أي مكان لا يحظى فيه العلماء بمكانتهم

و المشكلة هي أننا لا نشعر بمدى فظاعة جرمنا هذا في حق من يعانون بالفعل من أجل رفعة هذا الوطن

لهذا... أهدي هذا الجهد المتواضع إلى كل من سهر الليالي وراء بحث من شأنه أن يغير وجه العالم للأفضل

ولا أقول أنني قدمت حلاً للمشكلة لأنها أعمق بكثير مما نتصور

كل ما أدّعيه هو أنني ألقيت الضوء على ما رأيته غافلاً عن الكثيرين منا

وأدعو الله عز وجل أن أرى اليوم الذي يصير فيه الباحث أشهر من لاعب كرة القدم.


إهداء إلى كل عباقرة بلادي وجنودها المجهولين الذين ساهموا في نهضة هذا البلد الكريم...

إلى كل من يبذل قصارى جهده من أجل إعلاء شأن هذا الوطن...

إلى كل مخلص في ميدان عمله...

الحقيقة خلف كل ما نفعله هي الحب.



حبنا لوطننا هو الدافع الحقيقي للنجاح.
شكر خاص إلى كل من ساهموا في إخراج هذا العمل إلى النور.
رباب

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
قديم 23-02-12, 08:46 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي الحقيقة الأولى

 


1- ارتفع طرق خفيض على باب حجرة رئيس قسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم، فانتبه له هذا الأخير ورفع رأسه الأشيب عن الأوراق الموضوعة أمامه وهو يقول بوقار ولهجة قيادية ـ"أدخل."

وكأنما كان الطارق في انتظار الإذن بالدخول، إذ انفتح الباب في سرعة وظهرت خلفه حسناء في منتصف العشرينات من عمرها تخفي نصف وجهها خلف نظارة طبية ذات إطار عاجي عدلت من وضعه على أنفها وهي تقول بارتباك ـ"صباح الخير يا دكتور(عثمان).. أتسمح لي بقليل من وقتك؟"

ترك دكتور(عثمان) الأوراق من يده وهو يقول بثقةـ"بالطبع يا دكتورة(سارة)."

شجعها ترحيبه على الدخول خاصة حين أشار إليها بالجلوس أمامه، فجلست وعينيها أرضاً، إلا أن عينيه اللماحتين لاحظتا من فورهما الدموع المتحجرة في مقلتيها فقال بهدوء حنون ـ"ما الذي ضايق تلميذتي النجيبة؟ أهي إحدى تجاربك؟"

رفعت وجهها إليه لتقول بصوت تخنقه الدموع ـ"ليتني ما كنت نجيبة ولا متفوقة، وليتني ما عُينت معيدة بالكلية وليتني..."

قاطعها بإشارة من يده قائلاً بانزعاج ـ"ما كل هذا؟ ما سبب هذا الإحباط؟"

أفلتت دمعة خبيثة من إحدى عينيها وهي تسأله بخفوت ـ"هل كنت تعلم أنني لن أحصل على منحة الدكتوراه؟"

تنهد الدكتور(عثمان) بأسف قائلاً ـ"علمت اليوم للأسف، رغم أنني فعلت كل ما بوسعي كي تحصلي عليها، ولكن قرار اللجنة نهائي. لا يوجد لديهم اعتماد مالي كافي لتغطية منحتك أنت وزملائك."

لم تستطع منع دموعها من الانهمار وهي تقول بخيبة أمل لا حد لهاـ"وما الحل؟ هل سأفقد مستقبلي لعدم وجود اعتماد مالي كافي؟ ما دام الدعم للبعثات غير كاف لماذا لا يجهزون معاملنا بشكل أفضل؟ أليس ظلماً أن أفقد أنا وأكثر من عشرة معيدين بباقي أقسام الكلية بعثاتنا إلى انجلترا وباقي دول أوروبا؟"

تنهد الرجل ثانية وقلب كفيه قائلاً ـ"لقد جف حلقي وأنا أحاول أن أعرف أسباباً أكثر إقناعاً لإلغاء بعثاتكم، لكن كل ما يقولونه هو عدم وجود اعتماد مالي. صدقيني يا ابنتي لو كنت أستطيع إرسالك على حسابي الخاص لفعلت، ولكنك تعلمين أن دكتور الجامعة أصبح من الفئات التي لا تحصل على حقوقها ولا يهتم أحد بتقديره وتساوى مع زملائه ممن تخرجوا بأقل التقديرات. على الأقل هم يعملون وبكل بساطة يدخل الراتب إلى جيوبهم دون تعب، في حين نظل نحن ننقب ونعمل ونجرب وندرس حتى نحصل على الدكتوراه ولا يحظى أي منا بالتقدير الذي يستحقه."

كفكفت(سارة) دمعها واكتسب صوتها نبرة يأس وهي تسأله ـ"ما زلت أجهل الحل. هل أقدم استقالتي وأضحي بالماجستير التي واصلت في دراستها الليل بالنهار وأكتفي بأن أكون ربة بيت؟ لماذا أدرس؟ لقد انضممت إلى أسرة هذا القسم لرغبتي في أن أحرز تقدماً يخدم بلدي مصر، لكن يبدو أنه لا مكان لي وسط علمائها."

هتف بها معترضاًـ "كيف تقولين هذا؟ أنت من أفضل المعيدات هنا بالكلية وبإذن الله سيكون لك مستقبلاً باهراً. ربما لا نحصل الآن على ما نستحقه من تقدير، لكننا سنحصل عليه يوماً ما. يجب ألا تيأسي."

عادت نبرة اليأس إلى صوتها وهي تقول ـ"ومتى يأتي هذا اليوم؟ ولماذا نفتقد هذا التقدير من الأساس؟ من أحق به منا؟ نحن ندرس ونبحث طوال الوقت كي نعيد لهذا الوطن أمجاده وهو يتجاهلنا!؟"

ضحك باستهزاء قائلاًـ "حالياً، هناك فئتين تحصلان على كل التقدير."

عقدت حاجبيها متسائلة فأشار إلى جريدة مجاورة قائلاً ـ"الفنانين ولاعبي كرة القدم، وحسبما أرى فأنت لا ينقصك الجمال ولا الرشاقة لتكوني نجمة سينما. وقتها فقط سيقدرونك."

اتسعت عيناها وهي تسأله باستنكار ـ"وماذا عن دراستي وهدفي و..."

قاطعها قائلاً بجدية أخافتها ـ"لو صرت نجمة سينما وأنهيت الدكتوراه في نفس الوقت ستكتب عنك جميع الصحف وربما تتعرض لرسالتك بالشرح والتحليل و تنالين شهرة فوق شهرتك، وربما صار هذا سبباً لمعرفة رجل الشارع العادي بالفيزياء الحيوية."

زفرت في إحباط ولم تفلح سخرية مشرفها في تخفيف ضيقها، بل على العكس زادت من إحساسها بعدم جدوى دراستها وقبل أن تنطق عبارة يائسة أخرى اندفع رجل إلى داخل الغرفة على حين غرة فانتفضت(سارة) في جلستها وهتف به الدكتور(عثمان) قائلاً ـ"ما هذا يا دكتور(فكري)؟ ألم أخبرك أكثر من مرة أن تطرق الباب قبل أن تفتحه؟"

أشاح(فكري) بذراعه في الهواء قائلاً ـ"دعك من هذه الرسميات، ثم أن الباب لم يكن مغلقاً. هل كنت تعلم بعدم وجود دعم كاف لبعثة(سارة)؟"

ولأول مرة لاحظ وجودها بالغرفة ولاحظ احمرار جفنيها فقال ليجيب سؤاله ـ"يبدو أنكم على علم بالخبر."

ثم تقدم ليجلس أمام(سارة) قبل أن يقول في غيظ ـ"أمعقول هذا؟ أيفقد أكثر من عشرة معيدين بعثاتهم ومستقبلهم لعدم وجود دعم مالي؟"

قلب الدكتور(عثمان) كفيه قائلاً ـ"وماذا عساي أن أفعل؟ لقد فعلت كل ما بوسعي لإلغاء هذا القرار. الحل الوحيد هو أن تواصل(سارة) دراستها هنا أو أن تسافر إلى انجلترا على نفقتها الخاصة."

هب الدكتور(فكري) من مقعده هاتفاً بانفعال ـ"أي عدل هذا؟ لا تعجب إذاً لو فقدت هذه الشابة كل انتماء لديها لهذا الوطن الذي لا يستطيع تحقيق حلمها."

ثم أردف في غيظ ـ"ولا تعجب أيضاً لأننا لا نحظى بأي اهتمام ما دمنا لا ننتمي لطائفة الفنانين أو لاعبي كرة القدم."

ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتي دكتور(عثمان) وتمتم قائلاً ـ"هذا ما كنت أقوله لـ(سارة) قبل اقتحامك المكتب، واقترحت عليها أن تعمل ممثلة."

أشاح الدكتور(فكري) بذراعه ثانية وقال وهو يدور في أرجاء الغرفة ـ"ليتني كنت أستطيع لعب كرة القدم، كنت أضحيت مليونيراً. إن مكافأة الفوز لأقل لاعب تكفي للإنفاق على طالب بعثة لمدة ستة أشهر على الأقل. أتعلم، لو ألغوا الفريق القومي لكرة القدم ووزعوا رواتب اللاعبين والمدرب الأجنبي على جامعات مصر ما تحججت لجنة البعثات بعد وجود دعم مالي كافي."

تنهدت(سارة) في عمق وعادت الدموع تخنق صوتها وهو تقول ـ"ما زلت أجهل الحل. ماذا أفعل؟"

نهض الدكتور(عثمان) من خلف مكتبه قائلاً ـ"واصلي دراستك هنا يا(سارة)، لقد توصلت لنتائج مبهرة في رسالة الماجستير، وبإمكانك أن تحققي نتائج أفضل منها في رسالة الدكتوراه هنا في مصر. لقد أعطينا الغرب أساس حضارتهم وما زال بإمكاننا التفوق عليهم بأقل الإمكانيات. لا تيأسي يا ابنتي، وستنجحين بإذن الله."

أومأت برأسها في صمت وهي تنهض بدورها وتطلب الإذن بالانصراف.

**********************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
قديم 23-02-12, 09:02 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي الحقيقة الثانية

 



1- جلس شاب في مقتبل العمر مسترخياً على أريكة وثيرة يقرأ بتمعن ورقة ما أن أنهاها حتى طواها بعناية والتقط من جواره هاتفه المحمول وضرب أحد أزراره وانتظر حتى تناهى إلى مسامعه رنين يميز المكالمات الدولية وأتاه من الطرف الآخر صوت نسائي متلهف يقول في سرعة ـ"ألو..(باسل)!!"

ابتسم(باسل) واكتسى صوته بنبرة حنان وهو يقول ـ"نعم يا أماه..أنا(باسل). كيف حالكم جميعاً؟"

قالت أمه بنفس اللهفة ـ"الحمد لله، جميعنا بخير، كيف حالك أنت؟هل وصلك خطابي؟"

اتسعت ابتسامته وهو يداعب الورقة المطوية إلى جواره قائلاً ـ"أنا بخير والحمد لله، وقد أنهيت قراءة خطابك للتو. عندما طلبت منك البحث عن عروس لي لم أتخيل أن لديك هذا الكم من الفتيات في انتظاري."

سألته في سرعة و اهتمام ـ"المهم، ما رأيك؟"

قال في خبث ـ"حسبما أتذكر فكلهن جميلات وذوات أصل طيب. من تفضلين أنت؟"

هزت الأم كتفيها قائلة ـ"سيان بالنسبة لي. المهم من يرتاح إليها قلبك أنت."

عقد(باسل) حاجبيه للحظة مفكراً قبل أن يقول ـ"ماذا عن(سارة) ابنة عمي(محمود)؟ لقد دُهشت عندما رأيت اسمها وسط قائمة المرشحات. ألم تتزوج بعد؟"

أجابته أمه في ثقة قائلة ـ"ليس بعد، لقد حصلت على الماجستير منذ فترة وتستعد للدكتوراه. ربما كانت مناسبة لك إذا حصلت على بعثتها المنتظرة في انجلترا."

عقد حاجبيه ثانية وقال مندهشاً ـ"أمازالت مصرة على نيل الدكتوراه؟ عجيب جداً أمر هذه الفتاة. لقد اقتربت للغاية من تحقيق حلم طفولتها."

سألته أمه في لهفة ـ"أهي إذاً عروسك المنتظرة؟"

أجابها في سرعة ـ"ليس بعد، دعيني أفكر قليلاً وسأهاتفك ثانية لأخبرك برأيي النهائي، وعلى أي حال سأعود للقاهرة بعد نحو أسبوعين أو ثلاثة بإذن الله."

قالت أمه بحنان أموي صادق ـ"بألف سلامة إن شاء الله. عندما تتصل في المرة القادمة حاول تأخير مكالمتك قليلاً كي تستطيع محادثة أباك بعد عودته من العمل مادام لا يحب استخدام أجهزة المحمول."

وحينما أنهى اتصاله مع أمه أغمض عينيه وشرد بذهنه بعيداً، أيام كان طفلاً صغيراً يلعب مع أبناء صديق والده الحميم.
كانت(سارة) الابنة الصغرى وكانت دوماً تشاكسه بقولها أن مستواه العلمي لا يرقى لمستواها، ورغماً عنه ضحك وهو يتذكر شكلها وهي ما زالت في المرحلة الابتدائية وترتدي نظارة طبية بلا داعي وتقص شعرها الكستنائي الناعم مثل الأولاد بحجة أنها لا تريد تضييع وقتها في العناية به وتتحدث طوال الوقت عن أينشتين والنظرية النسبية.
كان كلامها يفوق سنها ولذلك كان يحب مشاكستها هو الآخر.
كانت على طرفي نقيض من شقيقها الأكبر وصديق طفولته(مهند) وشقيقتها الكبرى(نهاد).
بالنسبة إليه كان(مهند)و(نهاد) ينتميان إلى فئة الأطفال الطبيعيين، أما(سارة) فكانت غير طبيعية إطلاقاً.
ومع ذلك كان يذهب إلى بيتهم لا لشيء إلا ليستمتع برؤيتها ومشاكستها.
وظل على هذه الحالة حتى التحق هو بكلية التجارة إلى جوار ممارسته كرة القدم، والتحق(مهند) بكلية الحقوق و(نهاد) بكلية التربية، وعلم فيما بعد بالتحاق(سارة) بكلية العلوم ولم يرها منذ حفل زفاف(مهند).
يومها لم يندهش كثيراً حينما رآها،
كانت كما هي بنظارتها الطبية وشعرها القصير، ومع ذلك كانت أجمل الفتيات في نظره.
ترى ماذا ستقول حينما يتقدم لخطبتها؟ إنها لم تقتنع يوماً بمهنته كلاعب كرة قدم وطالما ظنتها مهنة تافهة.
أيعقل أن ترضى به زوجاً؟
ولم لا؟ إنه محاسب ولديه شركة استيراد وتصدير في القاهرة يديرها والده بالإضافة إلى عمله كلاعب كرة محترف، أي أنه لا ينقص عنها في شيء.
لكن أهم شيء هو هل ستتجاوب معه؟
هل ستبادله مشاعره التي يكنها لها منذ كانا صغاراً؟
العجيب أنه لم يفكر ولو للحظة واحدة في أي من الفتيات الأخريات المرشحات في خطاب أمه، فما أن رأى اسم(سارة) حتى استيقظ بداخله الحب القديم الذي طالما أقض مضجعه وهو مراهق وظنه صار ذكرى.
ذكرى!!؟
لكن وجهها لم ولن يصبح ذكرى، إنه مازال محفوراً في ذاكرته:
عيناها كانتا دوماً مصدر حيرته، ففي المرات القليلة التي اخترق فيها بصره نظارتها الطبية كان يرى عينيها مرة سوداء ومرة بنية حتى استقر رأيه أخيراً على أن لونهما بني داكن.
أما شعرها فكان أفتح من لون عينيها قليلاً وكان دوماً قصيراً وتتدلى خصلة متمردة منه على جبهتها فترفعها(سارة) بعصبية كيلا تشتت انتباهها.
ثم تذكر ابتسامتها، فقد كان وجهها يشرق حين تبتسم وتزداد جمالاً فوق جمالها خاصة حين تزدان وجنتيها بغمازتين لطيفتين تعطيانها مظهراً بريئاً.
كان يحبها بكل خلجة من خلجاته إلا أنه لم يعترف يوماً بهذا الحب. واليوم فقط، حين قرأ خطاب أمه اكتشف أن المسمى الوحيد لمشاعره تجاه(سارة) هو الحب، وخوفه من ردة فعلها كان مبعث تردده في إعلان هذا الحب.
وكعادته، نهض ليتوضأ ويصلي صلاة استخارة كي يهدأ بالاً ويستقر على الرأي الذي سيبلغه لأهله.


***********************

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
قديم 23-02-12, 09:18 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : الارشيف
افتراضي الحقيقة الثالثة

 

3- فتحت(سارة) باب شقة والديها في ضيق بدا جلياً على ملامحها الرقيقة في مزيج عجيب، وألقت حقيبة يدها وحقيبة أوراقها وسلسلة المفاتيح على أول مقعد صادفها في تأفف، وقبل أن تجلس على المقعد المجاور فوجئت بابن شقيقتها الصغير يهرع إليها فاتحاً ذراعيه وعلى وجهه ابتسامة ترحيب واسعة ويقول بسعادة ـ"آتو...آتو."

وبسرعة غريبة اختفى الضيق المرتسم على وجه(سارة) وهي تلتقط الصغير بين ذراعيها وترفعه عالياً قائلة ـ"حبيبي(مرموري)، أوحشتني."

أتاها صوت شقيقتها من ناحية المطبخ يقول ـ"لقد أوحشته أنت أيضاً، فـ(مروان) لم يرك منذ أسبوع يا قاسية القلب."

اتجهت(سارة) إليها لتعانقها بحب قائلة ـ"أن تعرفين مدى حبي لـ(مروان) ولولا انشغالي في الكلية ما تركته هذه المدة. لماذا لم تحضري أنت؟"

خاطبت(نهاد) طفلها قائلة ـ"قل لآتو إننا كنا مشغولين في الامتحانات وأنك كنت مقيماً عند جدو(سعيد) لأنك لم ترد إزعاجها."

قبلت(سارة) الصغير في شغف قائلة ـ"ولا يهمك يا أستاذ(مروان)، خالتو لن تعترض على وجودك لأنك باختصار حبيبها الوحيد."

ربتت شقيقتها على كتفها قائلة بخبث ـ"حينما تتزوجين لن يصبح(مرموري) حبيبك الوحيد."

تنهدت(سارة) في عمق وهي تقول بإحباط ـ"يبدو أن مصيري هو الجلوس في المنزل في انتظار ابن الحلال، خاصة بعد ضياع البعثة."

تبادلت(نهاد) نظرة خبيثة مع أمها قبل أن تربت ثانية على كتف شقيقتها في إشفاق قائلة ـ"يا حبيبتي، مصيرنا جميعاً نحن النساء هو أزواجنا وأطفالنا. في النهاية نتساوى جميعاً."

همت(سارة) بالاعتراض حينما باغتها صوت أمها من المطبخ يقول ـ"استبدلي ملابسك يا(سارة)، فأبيك وزوج أختك على وصول. أسرعي كي تساعديني أنا وأختك."
قلبت (سارة) شفتها السفلى في امتعاض وهي تتأفف قائلة ـ"ما الذي أتى بي من الكلية؟ صحبة معملي الحبيب أفضل مائة مرة من رائحة البصل والثوم التي تملأ ملابسي وشعري ما أن أدخل المطبخ".
لكزتها أمها في كتفها وهي تتهكم قائلة ـ" الآن لا تحبين المطبخ، وحينما ترين المائدة تنهالين على الطعام كمن يعاني المجاعة".
احتقن وجه (سارة) قليلاً وهي تضع الصغير في مقعد الأطفال الخاص، قبل أن يعود صوتها لنبرته الطفولية الشقية وهي تشير إلى رأسها قائلة ـ" العقل السليم في الجسم السليم".
دفعتها والدتها ثانية إلى المطبخ بصرامة وهي تكتم ضحكتها قائلة ـ" هيا أمامي وكفى ثرثرة... هذا ما تبرعين فيه..الثرثرة الفارغة."
وبالطبع لم يكن باستطاعتها الفكاك من سيطرة (أم مهند) التي أجبرتها على المشاركة في طهي الطعام.
وبعد الغذاء أشارت الأم لـ(سارة) وصحبتها إلى غرفتها قائلة بجدية ـ"أريدك في موضوع هام يا(سارة)."

بدا الاهتمام على وجه الابنة وهي تقول ـ"خيراً إن شاء الله يا أمي."

ترددت الأم للحظات قبل أن تحسم رأيها قائلة ـ"لقد تقدم عريس لطلب يدك وأبوك لم يعترض."

عقدت(سارة) حاجبيها لبرهة ثم ما لبثت أن قالت بسخرية ـ"عريس؟! لم أكن أعرف أنني مرفوع عني الحجاب. ومن هو هذا العريس؟"

أجابتها أمها في سرعة قائلة ـ"شاب من أسرة طيبة وابن حلال وأخلاقه ممتازة، والأهم أنك تعرفينه."

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي(سارة) وهي تقول ـ"لا أعتقد أنني أعرف شاباً بهذه المواصفات."

قالت أمها بإصرار ـ"بل تعرفينه، إنه(باسل) ابن عمك(حسان)."

حاولت(سارة) تذكر الاسم قبل أن تقول فجأة ـ"(باسل)؟!(باسل) صديق(مهند)؟"

أومأت الأم برأسها إيجاباً وقالت ـ"هو بعينه، محاسب محترم ولديه شركة استيراد وتصدير."

لم يبد على(سارة) الاقتناع بالجملة الأخيرة فسألت أمها بغتة ـ"ألم يكن(باسل) هذا لاعباً لكرة القدم؟"

بدا الحرج على وجه الأم بعد أن كشفت ابنتها ما حاولت إخفاؤه فقالت في سرعة ـ"بلى، وهو يلعب الآن في نادي مشهور بانجلترا."

رفعت(سارة) حاجبيها باندهاش مصطنع وقالت بصوت متهكم ـ"انجلترا؟! أخذوا أموال البعثة هنا وسافروا أيضاً لانجلترا؟! أماه...رأيي النهائي هو الرفض، لن أتزوج(باسل حسان) أبداً."


********************************


في انتظار تفاعلكم

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رباب فؤاد, ليلاس, من وحي الأعضاء, الحب, الحقيقه, بقلم الاعضاء, رباب, روايات مصريه, روايات و قصص, رواية الحقيقة الحب, روايه مميزة, فؤاد, قصص من وحي قلم الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية