لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-12, 08:10 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يخطر ببال دافينا ان المزينة كانت ستقصر لها شعرها الى الحد الذي أظهرها بمظهر فتاة مراهقة إلا بعد ان إنتهت المزينة من عملها ، وأدركت هي بعد فوات الأوان خطأ ما أقدمت عليه ، في أي حال ، نهضت من الكرسي ، ونقدت المزينة أجرتها ، ووضعت في يد المساعدة إكرامية ، ثم خرجت وهي xxxxxة ، لا تدري ما إذا كانت هذه القصة ستعجب لويد ام لا ، كانت تعرف ، من خلال تجربتها القصيرة معه ، ان الشعر الطويل يعجبه جدا ، إذ كثيرا ما كان يبالغ في إعجابه بشعرها الطويل وهو يلامسه ويداعبه بأنامله ، لكنها لم تسمعه مرة يقول لها أنه يفضل الشعر الطويل على القصير ، أو الشعر القصير على الطويل ، ومع ذلك ، كانت تتوقع منه ردة فعل ساخطة على ما فعلته بشعرها.
وسارت في طريقها تبحث عن محل الألبسة ، حتى إذا إهتدت اليه تخطته ودخلت في محل آخر بجواره ، حيث إشترت بعض الملابس الثقيلة ، ودفعت ثمنها من مالها الخاص ، فشعرت كان كابوسا كان يضغط عليها وإنجلى.
وقفت تفكر بما عساها تفعل ، إذ أن لويد فارقها بدون أن يحدد لها موعد للتلاقي بعد شراء الملابس ، وما لبثت تفكر حتى قررت ان تنتظره في مطعم قريب من المكان الذي أوقف فيه سيارته ، بحيث يسهل عليها مشاهدته عندما يعود.
وهكذا توجهت الى ذلك المطعم وطلبت لنفسها فنجانا من القهوة.
كانت السماء صافية، وأشعة الشمس قوية ولكنها كانت دافئة نوعا ما ، مما جعل دافينا تشعر ببعض الإرتياح النفسي ، ولولا الهواجس التي بدات تراودها حول طبيعة رد فعل لويد على شعرها القصير ، لأمكن القول بان هذه الفترة الصباحية كانت من أمتع فترات حياتها ، ومع ذلك ، حاولت تخفيف وطأة تلك الهواجس عن كاهلها ، أو بالأحرى إستبعاد حصول أي رد فعل سلبي اومحرج من جانبه ، بعد فترة إنفصالهما الطويلة ، غدت خلالها علاقاتهما الشخصية ، مفككة وشبه معدومة ، عن لم تكن معدومة تماما ، بإستثناء ما يرد عنها في رسائل محاميها.
وبعد فترة قصيرة نادت خادم المطعم وطلبت منه أن يشتري لها نسخة من دليل المنطقة السياحي.
وذهلت عندما إكتشفت ، من خلال قراءة الفصل الخاص بتاريخ هذه المنطقة ، إنها لم تشهد احداثا تاريخية بارزة ، منذ عدة قرون مضت حتى اليوم ، أو بالأحرى منذ تلك الحقبة الغابرة التي تصدى أثناءها أحد الحكام المحليين لسلطة اللوردات ، وتحداهم بتشكيل برلمان مستقل عن سلطتهم هناك.
ثم القت الكتاب جانبا لتراقب المارة علّها تلمح بينهم أثرا للويد ، فخاب ظنها وراحت تمضي الوقت في التفرج على بعض اللوحات الزيتية المعلقة على الجدران ، والتي كانت تضم لوحة رائعة بريشة أحد مشاهير الرسامين ، تعكس مناظر الجبال والوديان السحيقة القريبة منها ، جعلت دافينا تبرر للويد عودته الى ارض آبائه وأجداده حيث تفاصيل الطبيعة من تلال ، وروابي ، وجبال ، وسهول ، ووديان ، وأنهار ، واشجار ، تتىلف وتتكاتف لتشكل معا لوحة يعجز أمهر الرسامين عن وضع مثلها ، وباتت تتمنى لو تسنح لها الفرصة لإطالة مدة بقائها في المنطقة.
وهنا بدأت تقارن بين الدهشة التي راودتها لدى رؤية تلك المناظر الطبيعية ،وتلك الدهشة التي اثارها لويد في نفسها من خلال تصرفاته وإنفعالاته المتقلبة وخاصة في اليوم الأول لزواجهما إذ بدأت تشعر بالفرق الشاسع الذي يفصل بينهما ،وتشته الإبتعاد عنه الى غير رجعة ، ويبقى أن أهم ما إستنتجته من تلك المقارنة ، هو أن المشاعر العافية التي كانت بمثابة القاسم المشترك لحياتهما الزوجية ، ليست كافية كاسس للزواج وإستمراريته ، وبدافع هذا الإستنتاج تصورت بأن زواجه الثاني قد يكون أوثق وابقى من زواجه الأول ، لكونه يعرف الانسة ريانون منذ الطفولة ، بحيث نمت علاقتهما وتطورت بصورة طبيعية ، وإستقرت في النهاية على أساس متين لا تزعزعه المفاجآت مهما كانت ، وقد تعزز هذا الشعور لديها عندما تذكرت بأن لويد لا يزال حتى الساعة يتجاهل الجنين الذي أجهضته اثناء وجوده في الولايات المتحدة ، ولم يحاول مرة ان يفاتحها بهذا الموضوع.
من الواضح أن دافينا شديدة الحساسية أزاء تعاملها مع لويد ، خاصة عندما لا تكف عن التفكير بانه سبب جميع المآسي والنكبات التي نزلت بها منذ اليوم الأول لزواجهما ، وهي لا تريد ان تنسى الصدمة التي أصابتها ساعة تركها وسافر الى الولايات المتحدة .
ولكن الحقيقة يجب ان تقال ، وهي أن دافينا ولويد يحبان بعضهما حبا عميقا يفوق التصور ، حبا شوّهته وحطّمت حلقاته ، الإنتقادات اللاذعة المتبادلة بينهما ، مع ما يرافق ذلك من إشارات وتلميحات تهكمية غير معقولة ، وإتهام أحدهما الآخر بخيانة العهد والأمانة ، الى ان وصلت الأمور بينهما الى حد بات عنده كل واحد منهما يتهم الآخر بإهانته وتحقيره عن سابق تصور وتصميم ، ناهيك عن الحساسية المرهفة الكامنة في نفسية كل منهما ، التي تستيقظ لأقل الأسباب ، بعد ان تدفع العقل الى الراحة والنوم.
للدلالة على هذا الواقع الأليم ، يكفي الإستشهاد ببعض التصرفات أو المواقف ، من هذا الجانب أو ذاك ، أولا أثناء حضورهما الحفلة التي اقامها العم فيليب على شرفهما بمناسبة زواجهما ، حدث أن تركت دافينا لويد وحده مع بعض المدعوين وذهبت وإنضمت الى شلة أخرى من المدعوين ، فإذا بلويد يغضب ويحتد ردا على ما خيّل اليه بان زوجته فعلت ذلك عمدا بقصد إهانته وتحقيره أمام الحاضرين ، وبوحي من والدتها التي سبق لها واهانته ورفضت الموافقة على زواجهما ، ولا تزال حتى الساعة تحاول جهدها لفسخ الزواج وإعادة إبنتها الى أحضانها ، وبالمقابل ، كانت دافينا تتصور بأن لويد بإصراره على بقائها بجانبه ، وعدم الإبتعاد عنه إلا بموافقته ، يحاول فرض إرادته وسيطرته عليها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-12, 08:12 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكان لويد يتصور بأن دافينا لم تتزوجه إلا بدافع زحفها وراء الشهرة بعد أن يقترن إسمها بإسم مؤلف لامع ومشهور من وزنه ، مع توقعاتها له بأن يصل الى قمة المجد والشهرة عاجلا أم آجلا ، ومن جهة ثانية كانت دافينا تتصور لويد ، على أثر الفتور السريع الذي شاب علاقتهما الزوجية ، تزوجها بدافع شعوره بأنه وجد فيها ضالته المنشودة التي سترضى بفرض سلطته المطلقة عليها ، والهيمنة على شخصيتها وثروتها ، والتصرف حيالها كما يتصرف السيد مع عبيده .
وتجدر الإشارة الى أن لويد بدأ يكره والدة دافينا ، منذ ذلك اليوم الذي أقامت فيه حفلة على شرفه ، كما ذكرت في بطاقات الدعوة التي وجهتها الى العديد من أصدقائها وصديقاتها ، بصفته خطيب إبنتها وزوجها المستقبلي ، إذ أصيب بصدمة وهو يراقبها تنتقل بين المدعوين بدون ان تحاول مرة الإقتراب منه او مبادلته ولو كلمة عابرة معه ، وإعتبر تصرفاتها تلك ، وتجاهلها لوجوده طعنة نجلاء أصابت كرامته في الصميم .
والحقيقة ان لويد كان صادقا في تصوراته إذ إنفضح أمر والدة دافينا عندما تبيّن بأنها اقامت تلك الحفلة ، وفي نيتها أن تنال من كرامته فيبادر إذ ذاك الى فسخ خطوبته ويصبح الزواج فكرة منسية.
وماذا كانت النتيجة ورد فعل لويد ؟ النتيجة كانت ان لويد أصبح أكثر تصميما على الزواج من دافينا ، ومهما كان الثمن ، خاصة بعد ان تأكد من الخطة الكامنة وراء إقامة تلك الحفلة بحجة تكريمه ، وطوى فكرة الثأر منها لكرامته حتى تزوج من إبنتها ، فراح يذلها ، ويهينها ، ويتجاهلها ، لا لشيء إلا نكاية بوالدتها.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كانت دافينا ملمة تماما بأسرار الحب المفقود بين والدتها وزوجها ، كما كانت تعرف بأن لويد يقسو في معاملته نحوها ومعها نكاية بوالدتها ، وكانت المسكينة تطوي أحزانها وآلامها بين الضلوع ، وهي تعلل الأمل بأن لويد سيعود ، ويعاملها كما عهدته عندما تعرفت عليه.
إلا ان ذلك لم يمنع دافينا من لوم لويد على الإمعان والإستمرار في تصرفاته القاسية نحوها ، خاصة أنه يعرف حق المعرفة بأنها حاولت إلغاء تلك الحفلة المشؤومة بعد إكتشاف نية والدتها إكراما لخاطره ، كما سبق لها ورفضت التخلي عنه والعمل بنصيحة والدتها بعدم الزواج منه ، وصممت على ربط مصيرها بمصيره ، لقد آن الأوان كي يقدر مواقفها النبيلة نحوه فيكف عن مضايقتها وإهمالها ، كفاها ما لقيته من مضايقات ونكبات.
كان الألم يعتصر قلبها كلما تصورت وتذكرت سفره الى أميركا بمفرده ، وما أعقب ذلك من تصرفات قاسية.
تلك هي الأحداث التي تصورتها دافينا وهي جالسة في المطعم تنتظر عودة لويد ، عادت بها الذاكرة الى كل شاردة عاشتها في الأسابيع القليلة التي أعقبت زواجها ، فضلا عن الصدمة التي اصابتها عشية سفره الى أميركا ، عندما حضرت لهذه المناسبة عشاء خاصا ، وراحت تنتظر رجوعه الى البيت على غير طائل ، إذ أنه لم يعد إلا بعد ساعات طويلة من الإنتظار والقلق الذي راودها حول حقيقة الأسباب التي اخّرت عودته ، وهي تدعو له بالعودة بالسلامة ، وكم كانت خيبة أملها مؤلمة عندما راح يوبخها ويصرخ بوجهها ، كمن طار صوابه ، فور دخوله الى البيت ، ويقول :
" لا داعي لكل هذه المجاملات الخادعة.... وتقولين إنتظرتك وإنتظرتك... إنك تقومين بواجباتك الزوجية التي تفرض عليك ان تنتظريني الى ما شاء الله .... مفهوم ! ".
والأنكى من كل ذلك أنه ، بدلا من الجلوس الى المائدة والبدء بتناول العشاء ، طلب منها ان تنتظره ريثما يذهب ويحلق ذقنه ، ويغير قميصه ، وهو يدّعي بأنه يفعل ذلك إكراما لها ولكي ترتاح قليلا بعد العذاب الذي تحملته في سبيل تحضير كل تلك الألوان الشهية من الطعام.
سمعت دافينا كل ذلك وصبرت ، حتى إذا إنتهى وجلس الى المائدة ، جلست بجانبه ، وراحت تصغي اليه بمنتهى السرور والبشاشة وهو يشيد بمهارتها وخبرتها في تحضير الوان الطعام ، الى أن إنتهى الى القول بان أنفه سيظل يتذكر نكهتها ولسانه طعمها الى فترة طويلة من الزمن ، وخاصة اثناء وجوده في أميركا.
غريب عجيب أمر لويد ، إذا جامل فإنه يجامل الى أقصى حدود المجاملة واللياقة ، وإذا كابر فإنه يكابر الى أقصى حدود المضايقة ، لدرجة يبدو عندها كمن يضرب المثل بشذوذه عن القاعدة.
وكرّ مسلسل احداث تلك الليلة أمامها حتى وصل الى المشهد الذي يصوره يندفع بحماس منقطيع النظير ، بعد إنتهاء العشاء ، ليرفع الصحون والملاعق والسكاكين المتسخة عن المائدة وينقلها الى الحوض ، ويبدأ بغسلها وهو يشيد بخبرته في هذا المجال ، برغم محاولاتها الجادة والمتكررة لمنعه من القيام بعمل يدخل في صلب واجباتها الزوجية.
ولفّت الحيرة دافينا فيما كانت كل تلك الذكريات تراودها ، بدون أن تتوصل الى تفسير اللغز الكامن وراء تقلبات أطواره وتصرفاته ، وهي تعلل الأمل بأن لا بد ان يأتي يوم يكتشف فيه قيمة تضحياتها في سبيل إرضائه وإسعاده ، فيكف عن مضايقتها ويحوّل حياتها الى نعيم.
إنتظرت وإنتظرت طويلا حتى سئمت من الإنتظار ، وقالت لنفسها : ما باله تأخر في العودة ! في هذه الأثناء ، بدا رواد المطعم يتوافدون بأعداد كبيرة لدرجة أن كثيرين منهم إضطروا للبقاء واقفين.
وبدات تفكر بمغادرة المطعم بعد أن فقدت الأمل من أنه سيوافيها الى هذا الكان ، ولكنها ظلت مترددة كالغريق الذي يتمسك بأي شيء يلوح أمامه لإنقاذ نفسه ، وكانت تنهض تارة وتعود لتجلس تارة أخرى ، وكررت ذلك عدة مرات بدون أن تتمكن من تقرير ما إذا كانت ستخرج ام تبقى ، ثم خرجت مسرعة الى الطريق العام.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-12, 08:15 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وما أن أصبحت في الخارج وإستعادت صفاء تفكيرها وسيطرتها على اعصابها حتى لطمت خدها بيدها ، وراحت تحدث نفسها قائلة : آن الأوان لك يا دافينا المسكينة ان تتعلمي من التجارب المريرة التي مرت بك .... وأن تفهمي بأن لويد لا يهمه سوى نفسه وتحقيق رغباته.... وإحذري من الوقوع في الخطأ ثانية ، إياك أن تستسلمي له مهما بالغ في مجاملاته ، ومداعباته ، والتعبير عن مشاعره الرقيقة إتجاهك .... حلمك الجميل بانه سيسعدك كان أشبه بالسراب .... هدفك في الحياة شيء ، وهدفه شيء آخر ، إصمدي ثم إصمدي ثم إصمدي بوجه كافة المحاولات التي سيلجأ اليها ، ولا تنسي إستخفافاته بك ، ولا إهاناته لك ، ولا تخليه عنك ساعة كنت تشعرين بأمس الحاجة الى وجوده بجانبك ، ليس كزوج وحبيب ، وإنما كمطلق صديق ، كي يواسيك ويخفف عنك وطأة الألم الذي داهمك ساعة فقدت طفلك ، ولو أنه كان فعلا ذلك الزوج الوفي ، كما يدّعي ، لكان عاد فور سماعه الخبر... إياك ان تنسي يا دافينا تقلباته المفاجئة ، وإنتقاداته التهكمية ، ومضايقاته المفتعلة إنه رجل بلا قلب يسعى وراء تعذيب الاخرين ويتنكر لمبادىء الحياة الكريمة .
منتديات ليلاس
عند هذا الحد توقفت متمنية لو أنها بقيت في لندن ،وتركت للمحامي متابعة القضية ، مهما طال الزمن او قصر للبت فيها ، إذ كان بوسعها ان تكرهه وهي بعيدة عنه أكثر مما تكرهه وهي قريبة منه.
والسؤال الان : هل قررت قص شعرها الطويل كي تفهمه ، وتبرهن له بأنها اصبحت في حل من كافة الحقوق العاطفية التي كان يحاول فرضها عليها بالإكراه ؟ أم ماذا كان يدور في خلدها ساعة قررت ذلك ؟ ذلك لأنها هي نفسها تضايقت من منظر شعرها والملامح العجيبة التي أضفاها على وجهها عندما تاملت صورتها المنعكسة عبر زجاج واجهة أحد المحلات ، وصعقت من رؤية التشويه الذي أحدثه قصر شعرها في جمال وجهها ، ولم تستطع تجاهل حقيقة من يثيره مشهدها في نفسية لويد من غضب بعد أن يعرف الحقيقة ، وما سيتبع ذلك من محاولات لتدفع ثمن ما فعلت.
ولكنها إستدركت وقالت في نفسها : ما حدث قد حدث ، وما علي إلا ان ابقى مستعدة لكافة الإحتمالات ، بما فيها إحتمال رفضه الطلاق ، بغض النظر عن الفائدة التي يرجوها لنفسه على اثر الطلاق.
ثم فكرت بأن تشتري منديلا للرأس لتغطية شعرها به ، ومع ذلك ظلت تتوقع حدوث مفاجأة ما فينكشف أمرها ، وتقع المعركة التي كانت تسعى جهدها لتاجيل موعدها ، الشيء الوحيد الذي كان يقلقها هو أن يدعوها للخروج معه لزيارة الحصون القديمة التي تقع في منطقة ترتفع فيها درجة الحرارة أثناء النهار فتضطر الى نزع المنديل عن شعرها وتقع الواقعة ، وما عدا ذلك ، ليس أمامها ما تخشاه.
بعد فترة قصيرة وصلت الى مكان السيارة ، لم يكن لويد هناك ، ولكنها شاهدت ورقة موضوعة بمحاذاة زجاجها الأمامي ، فتناولتها وبدات تقرا مضمونها المكتوب بيد لويد: اللقاء في مطعم بلاك سوان الساعة الثانية عشرة تماما ، لويد.
وما أن إنتهت من قراءة الكلمة الأخيرة حتى طار صوابها ، ولم تجد من تفش خلقها فيه ، سوى تلك الورقة فمزقتها ، ثم وقفت امام السيارة وهي تصرخ كانها تخاطبه شخصيا وتقول : كفاك ، يا لويد ، كف عن تعذيبي ... كان ذلك صوت عاطفتها ، اما عقلها فقد حدثها بعدم التفكير بالتحدي ، او بتقديم وقت المعركة ، لئلا تذهب جهودها سدى ، محذرا إياها من مغبة الذهاب لتناول طعام الغداء في غير مكان.
وهكذا عادت أدراجها من حيث أتت وهي تلعن الساعة التي قررت فيها المجيء معه ، لم تهدا اعصابها بعد ، وكانت ىثار الخيبة التي اصابتها من جراء إستخفاف لويد بها لا تزال تتفاعل في نفسها ، وتابعت طريقها علّها تلتقي به صدفة وظلت تمشي وتمشي ، وتارة أخرى تفكر بمتابعة الطريق علّها تعثر على المكان الذي أوصاها بالذهاب اليه ، وتارة أخرى تفكر بإستئجار تاكسي ينقلها الى فندق بلاس غوين ، مع ذلك ، ظلت حائرة لا تدري ماذا عساها تفعل.
اخيرا ، وصلت الى ذلك المطعم الذي إستراحت فيه من قبل وفجأة شعرت بيد تشدها الى الوراء فإستدارت لتجد لويد ، عيناه شاخصتان فيها ويده ما زالت متشبثة بذراعها ، يخاطبها بلطف لتهدئة اعصابها التي إضطربت بفعل المفاجأة :
" ما قصدت إزعاجك ، صدقيني بأنني قصدت فقط منعك من متابعة المشي في الإتجاه المعاكس الذي يؤدي الى مطعم بلاك سوان... هذا كل ما في الأمر ، آسف".
لم تخدعها مجاملته ، التملق الذي أخفاه فضحته رنة صوته وإنسياق كلماته ، إذ كان يصعب عليها تصديق إمكانية اللحاق بها إنطلاقا من مسافة بعيدة ، وباتت شبه مقتنعة بانه كان يتبع اثرها ويراقبها من خلف مكان ما بالقرب من سيارته ، إذ كان يعرف تماما بأنها لم تكن تبحث عنه ، لكنها كتمت غيظها ، وردت عليه بلهجة مما ثلة قائلة:
" الغريب كالأعمى....".
فكرت لحظة ثم تابعت قول:
" حتى انني لا استطيع قراءة أسماء الشوارع المكتوبة باللغة المحلية ، هل يمكنك ان تتصور ذلك ، يا لويد ؟".
تاملها بحنان وهو يعلق على حيرتها قائلا :
" مسكينة أنت ، يا دافينا ! من حسن حظك أنني شاهدتك وأنقذتك من الضياع".
وكمن يفاجأ برد لا يتوقعه ، رفعت الأغراض التي وقعت من يديها الى الأرض وهي تقول غاضبة :
" كفى ، يا لويد ! كفاك تهكما وسخرية ".
لكنه تجاهل ذلك، وجلس على حافة الرصيف يجمع الأغراض التي وقعت من يديها ، وتبعثرت على الأرض ،وهو يزم شفتيه تأففا بعد أن إكتشف حقيقة الأغراض التي إشترتها ، ثم رفع راسه الى فوق وخاطبها قائلا :
" أخبرني صديقي صاحب محل الألبسة النسائية أنه لم يرك ، هل هذا صحيح؟".
" نعم ، صحيح ، أنواع الملابس المعروضة في واجهة محله لم تعجبني فإشتريت ما يفي بحاجتي لمدة يوم أو يومين من محل آخر يقع بجواره ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-12, 08:16 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إلتفت اليها وراح يتأمل المنديل الذي غطت راسها به وهو يقلب شفتيه ويقول:
" عظيم ! أكاد لا أصدق ما تراع عيناي من أنك أخذت فكرة كونك سائحة بجدية ! ولم يخطر ببالي ابدا انك مولعة الى هذا الحد بالقلاع ، في أي حال ذكريني كي آخذك لزيارة قلعة كينافون ذات يوم ، صدقيني بأن جمالها الطبيعي لا يوصف".
" لنني لست متاكدة بأنني سأبقى هنا لفترة طويلة".
" آه ، يؤسفني سماع ذلك ، أرجو ان تؤجلي ساعة الرحيل لغاية ان نذهب ونتغدى معا ، اكاد أموت من الجوع".
قال ذلك وإنطلق يمشي بخطى واسعة تاركا إياها تتبعه بخطى وتيدة ولكن متعثرة ، كانت تغلي من شدة الغضب والتعب عندما لحقت به الى السيارة ، لتجده ينتظرها وياخذ منها بقية الأغراض ويضعها في صندوق السيارة ، ويحثها على الإسراع معه الى المطعم.
كان الجنس الخشن يحتل جميع طاولات المطعم الموضوعة على شرفته الأمامية الواسعة ، يتمتعون بحرارة الشمس الدافئة ، مما دفع لويد الى الدخول من صالة الفندق الرئيسية ليعبر منها الى زاوية هادئة تابعة للمطعم ، فيما كانت دافينا تتلمس طريقها الى هناك بصعوبة للتعب الذي اصابها.
ولم يكادا يجلسان الى الطاولة حتى ظهر أمامهما خادم المطعم وناولهما لائحة الطعام ومضى ، ثم عاد بعد لحظات يسجل عنده انواع الطعام التي إختارها ومضى.
وإنتهزلويد فترة الإنتظار هذه ليداعب دافينا ويجاملها كعادته كلما وجد نفسه وحيدا معه ، وكانت هي تصغي الى مجاملاته ، وإطراءاته ، والتغني بجمالها ، فتستقبل الجيد منها ببشاشة والرديء بعبوس وتحفظ ، بدون ان يغيب عن بالها لحظة واحدة ، أن لا يستدرجها ، بمداعباته ومجاملاته ، الى الإستسلام لرغباته العاطفية مهما بالغ في الوصف والإطراء.
بعد فترة قصير حضر الطعام ، وبدا لويد يأكل بسرعة أدهشت دافينا لدرجة جعلتها تأكل لقمة لقمة وتتريث في مضغها ليتسنى لها مراقبة لويد ، موزّعة نظراتها بين الصحن الموضوع أمامها ولويد ، الى ان إنتهى وطارت مظاهر الدهشة.
إلتفتت اليه وهما خارجان من المطعم وسألته بصورة عفوية:
" هل نحن ذاهبان الى البيت؟".
فرد عليها قائلا:
" أجل ، إننا عائدان الى بلاس غوين " وتركها تستنتج المعنى من وراء الكلمات ، بعد أن إحمر وجهها خجلا وهي تتأمل نظراته الغامضة.
ظلت صامتة طيلة الوقت الذي إستغرقته السيارة للخروج من دوامة السير الكثيف الذي كانت تشهده شوارع البلدة في تلك الساعة ، وما أن أصبحت السيارة خارج البلدة وراحت تشق طريقها في الشارع العام وسط حركة خفيفة ، حتى بادرته قائلة وعيناها شاخصتان الى الأمام:
" لويد ، كان عليّ ان أبقى في لندن لو كنت أحسنت التصرف ، لكن ، لا باس سوف أضع حوائجي في حقيبتي فور وصولنا ، وأتركك تعيش بسلام".
وصمتت تفكر وهي تحدق في يديها المضطربتين ، ثم تابعت تقول:
" ويبقى عليك أن تبلغ العم فيليب قرارك بالنسبة الى الجولة الجديدة التي إقترحها عليك".
قالت ذلك وصمتت تتأمله من طرف خفي بإنتظار سماع جوابه ، لكنه لم يرد ، ولم يحاول الرد ولو بكلمة واحدة ، بل حاول أن يبقى صامتا أكثر منه في أي وقت مضى ، عندها ارخت رأسها الى المقعد ، ثم أغمضت عينيها وغرقت في حلم عميق ، وتنهدت بعمق وهدوء كلما تصورت مرارة الهزيمة التي جلبتها على نفسها من خلال فشلها في تحقيق أي أمر من الأمور التي كانت تحلم بتحقيقها ، فضلا عن تدهور علاقاتهما الى أسوأ مما كانت عليه قبل قدومها ، وها هي تجد نفسها مضطرة لمغادرة هذه المنطقة ، والرجوع الى لندن ، إذ من المحال إقناع لويد باي شيء مغاير لمبادئه الشخصية.
وهكذا ظلت تكبو حينا وتصحو حينا آخر ، وتتفادى التطلع اليه ، لماذا؟ من يدري ، إذ تعددت الأسباب والهدف واحد ، أكثر من ذلك كانت ، إذ لاحظت ذراعها سيلامس ذراعه بتأثير هزات السيارة عند المنعطفات الحادة ، تبتعد عنه تلقائيا تفاديا لملامسته ، وهو يصبر ويتجالد حتى نفد صبره ، فخاطبها بلهجة حادة وجافة قائلا:
" إسمعيني وإفهميني جيدا ، لن تغادري هذا المكان إلا إذا سمحت لك بالذهاب ، إما إذا كنت مصممة على الرحيل بدون موافقتي ، فهذا شأنك ويمكنك الرحيل ، لكن ذلك يعني أنني ساظل اقاوم جميع الجهود التي تبذلينها في سبيل طلاقنا طالما بقيت حيا ".
إحتجت قائلة :
" هذا غير معقول ، يا لويد....".
وحدّقت في عينيه ، وتابعت تقول:
" لماذا كل هذا الإصرار على تنغيص حياتي ، والإمعان في مضايقتي وحجز حريتي التي أحاول إستعادتها بقدر ما أنت تحاول ، أليس كذلك؟ أطلق حريتي ، يا لويد ، ما بقي امامنا امل في العودة للعيش معا بسلام ، دعني وشأني ، ليس بدافع الحرص على مستقبلي وإنما إكراما لعروس المستقبل ، هذا إذا كنت حقا تحترمها وتفكر جديا بمستقبلها".
" لا أشك لحظة في ذلك ولا في قدرتي على إقناعها بتلبية رغباتي ، إذا كنت تتصورين بان جميع النساء مثلك فأنت على ضلال مبين ، لا توجد إمرأة واحدة في العالم أنانية بقدر ما أنت انانية ، أو أن يخطر ببالها أن تلفت أنظار العالم اليها كما شئت انت أن تظهري يوم زفافك".
وأطرقت راسها الى الأرض وهي تشعر كأن جسمها يتقلص ويضطرب بسبب قوة خفقات قلبها ، الذي إرتفعت طاقة خفقاته وتسارعت بتأثير المعاني الغامضة التي إستنتجتها من وراء كلماته ، ثم رفعت رأسها وردت تقول بصوت هامس:
" الظاهر أن ثقتك بنفسك عظيمة".
" لقد اخطأت المرمى يا دافينا ، فأنا لا أثق بنفسي وإنما بفتاتي.... عظيمة هي ثقتي بها ، أنا أعتد بها كثيرا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-12, 08:18 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وردت تقول وهي تتلعثم:
" مسكينة هي ... إنني أشفق عليها و.....".
فقاطعها قائلا:
" إنها لا تحتاج الى شفقتك وعطفك ( ثم ألقى عليها نظرة خاطفة وتابع يقول ) إنني عازم على تكريس حياتي كلها ، بل كل لحظة من حياتي ، في سبيل سعادتها".
وفجأة برزت صورة الآنسة ريانون في مخيلتها ، وصارت تتصورها بمظاهر شتى. تصورتها واقفة امامها تحداها وهي تبتسم إبتسامة غامضة ، ثم تصورت ملاح الغيرة القاتلة على وجهها ، إلا أن تلك التخيلات لم تؤثر في عزمها وصمودها ، فتاملته وهي ترد عليه بلهجة وكلمات عبرت عن إرادتها في مواجهة التحدي حتى النهاية:
" انا أشك كثيرا في أنك تدرك ما تعنيه السعادة أو طبيعة الأمور التي تشعر بها المرأة بالسعادة ، والدليل على فشلك الذريع في هذا المجال لا يحتاج الى أي برهان".
بدأ لويد يتحفها بنظراته الصاعقة قبل ان تصل الى نهاية جوابها ، تلك النظرات التي إستشفت من لمعانها حدة الغضب المتأجج في ذاته والتي أثارت فيها رعشات باردة من شدة الخوف الذي بدأ يسيطر عليها ، خاصة عندما ايقنت أنه صار يخفف السرعة إستعدادا لإيقاف السيارة الى جانب الطريق.
وهكذا تحقق الأسوأ الذي كانت تخشى حدوثه ، وتعمل كل ما في وسعها لإبعاد كأسه المرة عن شفتيها ، حدث وكان لها الفضل الأكبر في تسريعه ، من حيث كانت تدري أو لا تدري ، ووقعت الواقعة ، وحصلت بنتيجتها على حصة الأسد ، إذ أنه ، ما أن أوقف السيارة ، حتى إنعطف قليلا الى اليمين ، وركض مسرعا حول مقدمة السيارة ، ثم إنعطف قليلا الى اليمين ، وضغط على مسكة الباب فإنفتح بسهولة ، وشدها بيده الى الخارج ، ليبدأ معها معركة حامية الوطيس ، فيها مختلف أنواع الاسلحة البيضاء ، إنتهت بإنتصاره عليها إنتصارا باهرا وكان له تاثيرا كبيرا على مجريات الاحداث اللاحقة.
ولكن بهجة إنتصاره لم تدم طويلا ، إذ أنها تلاشت في اللحظة التي طار فيها المنديل عن راسها وبان له ما فعلت بشعرها الطويل ، فإحتد ونظر اليها وهو يقول:
" من يصمم على الإنتقام لا يخاف ، أنت حقا جبانة ، وإلا ما كنت غطيت شعرك بالمنديل بعد تقصيره.... ظاهرك إمرأة بكل معنى الكلمة ولكنه يخفي وراءه كتلة من الحقد والضغينة ... آه ، كم كنت مخدوعا !".
" لا يحق ل كان تنتقدني ، إذ أن شعري ملكي وانا حرة للتصرف به كيفما أشاء...".
خاطبته بهذه اللهجة الجريئة لتغطية ضعفها أمامه ، وصمتت لحظة تفكر بضرورة مواجهة تحديه لها بتحد مماثل ، أن لم يكن أعنف ، ثم تابعت تقول:
" يجب أن تعرف يا لويد أنني لست ملكك !".
فقاطعها ليرد عليها بحدة قائلا:
" لست ملكي ؟ ملك من أنت إذن؟ ماذا كنت تفكرين نفسك فاعلة ساعة عقد زواجنا ! توقيع وثيقة قرض قصير الأجل ؟ أم ماذا ؟ شكرا ، أنا لست في حاجة لقرض من هذا النوع".
" تاكدت من نواياك هذه نحوي منذ زمن طويل .... والآن ، هل لك أن تتابع السير وتوصلني الى الفندق ، لقد قررت الرحيل وعدم البقاء لحظة واحدة تحت سقف بيتك".
" حسنا ، يجب أن تفهمي بأنه لا يمكنك الإعتماد عليّ ، يا زوجتي الحبيبة ، لأن معركتي معك لم تنته بعد".
" ما فعلته بي قبل لحظا كان أعنف من معركة ، وها هي آثارها واضحة أمام عينيك ، تبا لك ، يا لويد ! آن لك الأوان لكي تخجل من نفسك بعد كل الذي فعلته بي حتى الان ".
لم يرد ، ولكنه مد يده نحوها يحاول مداعبتها فتملصت منه وإستدارت مسرعة لتعود الى مكانها في السيارة لمتابعة الطريق.
منتديات ليلاس
حالما ادار السيارة وإنطلق بها على الطريق العام راود دافينا شعور باليأس والقرف من متابعة الحديث والنقاش معه ، على غير طائل ، أسندت على أثره راسها الى مقعدها تنشد راحة الفكر والقلب في آن معا ، وهي تشعر بالبرد بالرغم من حدة أشعة الشمس الساطعة على السيارة ، وبعد مسافة قصيرة بدات تفكر بما ينبغي عليها عمله لدى وصولهما الى بلاس غوين ، يرادها شعور بأن عمة لويد ستوفر لها الحماية والإطمئنان هناك بغض النظر عما ينوي فعله ، مفاتيح سيارتها كانت في حقيبتها اليدوية ، مما يسهل لها عملية نقل حوائجها ووضعها في صندوقها الخلفي ، والتسلل اليها في الوقت المناسب بدون أن يراها أحد ، ولسان حالها يقول : سوف أتصرف كاللص الذي لا يعرف احد متى يقتحم البيت.
ثم حاولت أن تكبح جماح إنفعالها ، وتتجاهل المرارة التي كانت تحز في نفسها بسبب شعورها بالفشل ، وتساءلت يائسة : ترى ، ما هي تلك القوة الساحرة التي تمكنه من السيطرة عل كافة مشاعري بحيث كنت أنصاع لتلبية رغباته وطلباته مثلما تنصاع الأفعى لأنغام مزمار الغاوي !
أما اليوم فلا ، إنها لن تنصاع له بعد اليوم ، ولن تلبي له طلب ، ما من قوة على الأرض ستكون قادرة على إرغامها للإنصياع لمشيئته ، فقد صممت على قهره وإغضابه ، ذلك ما كان يراودها من أفكار ، وما كانت تعد نفسها بتنفيذه ، بدون أن تكون صريحة مع نفسها ، أن ما كانت تعد نفسها به ، لا يعد كونه وجها واحدا من وجوه الحقيقة ، اجل ، لقد تجاهلت ، أو بالأحرى تناست ، ان تحدث نفسها عن الوجه الآخر للحقيقة ، ذلك الوجه الذي يحكي حكاية ضعفها وسهولة إنقيادها لرغباته ساعة يشاء ، والشواهد على ذلك كثيرة ، اكثر من أن تحصى وتعد ، يكفي التذكير بموقف واحد من مواقف التحدي الذي لوّحت بإلتزامه مرة للدلال على سرعة تقهقرها وإستسلامها أمامه ، خلاصة ذلك أن لويد إحتج مرة بشدة على تقصير شعرها بدون إستشارته وموافقته ، فغضبت ، وثارت وهددته بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هو حاول التدخل مرة أخرى في ما لا يعنيه ، وجاءها رد فعله على ذلك أعنف وأسرع مما كانت تتصور ، إذ حشرها في زاوية ضيقة واشبعها من مجاملاته ، لدرجة أنها شعرت نفسها أكثر طواعية بين يديه ، من تلك النعجة التي تقع فريسة بين أنياب الذئب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
dragon's lair, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارة كريفن, sara craven, عبير, وجه في الذاكرة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية