لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-12, 09:44 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قاطعته دافينا وقالت :
" معك حق ! يجوز أن يكون مجيئي الى هنا هو الحدث ... ولا أستبعد بأنه ضايقها ... كما يتضح ذلك من خلال تصرفاتها ...".
" أجل ، من الجائز أن قدومك ضايقها ... وإذا عرف المرء السبب زال عجبه ، ولا تنسي أيضا ، السيد لويد وسيم ولبق للغاية ، وقد ضحى بالكثير من أجلهما ... هي ووالدتها ... يكفيه فخرا أنه أنقذهما من براثن الحاجة والعوز ورد لهما الخيول التي باعتاها اثناء الضائقة الإقتصادية التي مرت بالمنطقة .. أنا شخصيا ، لا ألومها ابدا على تصرفها اليوم ولا على غيرتها على لويد .... فلها عذرها ولها ما يبررها ... أليس كذلك ؟".
كانت دافينا تصغي اليه بكل إنتباه وحذر ، ودهشت من صراحته المتناهية...وكم راودها الحذر من مغبة أن تصل كلماته الى مسامع ريانون التي كانت في المطبخ المجاور لمكان وجودهما ، تساعد امها في جلي الصحون والأواني المنزلية الأخرى ، لكن حذرها زال بعد تيقنها بإنشغالهما في المطبخ فضلا عن قعقعة الصحون المسموعة بوضوح ، التي كانت كافية ولا ريب لطمس اية أصوات اخرى تصدر في الخارج.
ثم رفعت راسها وسألته مستوضحة :
" هل تظن بأن الدافع الى كل تصرفاتها نحوك اونحوي لا فرق ، مصدره غيرتها على السيد لويد ؟".
رفع مورغان فنجان القهوة واخذ منه رشفة ، ثم وضعه على الطاولة ، وهو يفكر قليلا ، ورد قائلا :
" أعتقد ، هذا رايي الشخصي ، اما إذا كانت تصرف هكذا لغرض في نفسها أو لأسباب أخرى مستجدة ، فأنى لي أن اعرف ، على فكرة ، هل تنوين البقاء هنا طويلا؟".
" كلا ، لن أبقى طويلا ، ربما ارحل غدا في الصباح".
"قبل أن تقابلي السيد لويد ؟".
" نعم.... بدون أن أراه ، ثم ، ليس من الضروري أن اقابله ، سوف أرحل بعد ان أترك الأوراق المكلفة بتسليمه إياها مع أي شخص ".
" آه ، لم اعرف بانك مكلفة بتسليمه بعض الأوراق الخاصة به ، لا شك في أنها أوراق مهمة وإلا لكانت ارسلت اليه بواسطة البريد ، أليس كذلك؟".
" ربما ، ولكنها ذات طابع شخصي محض ... ولا علاقة لأحد بها سواي.
" ارجوك أن تفهميني ، انا لا أقصد التدخل في شؤونك الشخصية ، ولا أسمح لنفسي بذلك ، أرجوك ان لا تشككي في كلامي او في نواياي ، كل ما في الأمر ان تفكيرك بمغادرة المكان قبل مقابلة لويد أثار إهتمامي فإندفعت أستفهم لمعرفة ما إذا كانت ريانون هي السبب أم لا ، هذا كل شيء ".
" مهما يكن ... سأكون سعيدة جدا إذا عدت الى لندن.... للتمتع بالحياة الهادئة الهانئة هناك ... الحياة الخالية من العقد ، والمشاكل ، والصعوبات .... يقولون لي أن الحياة هنا طبيعية ... بسيطة ... غير معقدة ، ولكنني لم أفهم كيف ، وعلى أي أساس ، يصنفون حياتهم هكذا".
كان مورغان ودافينا يضحكان ساعة وصلت الآنسة ريانون فجأة ، وبدون سابق إنذار ، لتشاهدهما وتقول بلهجة لا تخلو من العصبية:
" لماذا كل هذا الضحك الصاخب ؟ هل لي ان أعرف السبب !؟ لا بأس وإضحكا ما طاب لكما الضحك ، هل آخذ الفنجان... هل شربت قهوتك؟".
وتأملها مورغان لحظة ثم راح يداعبها بكلمات معسولة ولاذعة في آن ، من ذلك انه ذاهب الى البيت كي يرتدي افضل ثيابه ويعود للذهاب معها الى حفلة الرقص المنوي إحياؤهما الليلة في البلدة ، قال لها هذا الكلام بعد ان رآها مرتدية فستانا جديدا ، وجاء الجواب سريعا ، ربما باسرع مما كان يتصور ، إذ أجابته فورا انها ليست في وارد الخروج معه.
وإعتبر مورغان هذا الرفض بمثابة شذوذ عن القاعدة من قبل الانسة ريانون ، إذ لم يسبق لها أن رفضت له طلبا في الماضي ، ولكنه تقبله ببشاشة ، ثم إلتفت الى دافينا وسالها :
" ما رايك ؟ هل تحبين الخروج معي لقضاء سهرةعامرة بالرقص والموسيقى ؟ ستكون تجربة مفيدة لك للتعرف على طبيعة حياتنا الليلية في الريف ، ارجو ألا تخيبي املي كما خيّبته الآنسة ريانون ! ".
وهنا تدخلت ريانون وردت عليه قائلة :
" لا أظنها تريد ان تورط نفسها في حفلات تافهة... وبرفقة إنسان لا تعرفه...".
ادار مورغان وجهه نحو دافينا وهو يقول موجها الكلام الى الآنسة ريانون بطريقة غير مباشرة :
" من المعروف ان سلاح المرأة دموعها ، لكن سلاحك أنت ، بل واقوى سلاح تملكينه... هو لسانك ، ويا له من سلاح فتاك لولا قذارته...".
قال ذلك وصمت لحظة وهو يدير وجهه نحو الانسة ريانون ليخاطبها وهو يقصد بكلامه دافينا بصورة غير مباشرة:
" إنها تغار منك لأنك لطيفة ومهذبة ومثقفة ، ولهذا السبب رفضت الخروج الليلة كي لا تنكشف امامك بعد ان يلاحظ الناس الفرق الكبير بينك وبينها ، فتفقد شعبيتها....".
ثم عاد وإستدار صوب دافينا وتابع حديثه موجها الكلام الى ريانون بطريقة غير مباشرة:
" كنت أتوقع منك أن تشجعيها على الخروج الليلة ، كي ترفه عن نفسها قليلا ، وتنسى العذاب بعيدا عن النظرات المريبة ، ولوعة الغيرة ... ما كنت اتصورك قاسية القلب الى هذا الحد نحو واحدة من أفراد عائلتك ....".
فقاطعته ريانون وكأنها أدركت ما كان يرمي اليه من خلال حديثه الطويل وردت عليه بحدة وإنفعال :
" ومن الذي أخبرك بانها فرد من افراد عائلتي ؟ لقد أخطأ الهدف يا هيو ... كلا انها ليست من افراد عائلتي...".
قالت ذلك وخرجت .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-02-12, 09:45 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندها إلتفت هي والى دافينا وعاد يسألها :
" ما رايك ؟ أظنها ستكون فرصة مفيدة لك جدا ، من الخطأ أن تعودي الى لندن بدون أن تحملي معك ولو ذكرى واحدة تذكرك بهذه المنطقة الريفية وحياة الفلاحين فيها... وفرصة سعيدة ربما جعلت منك مؤلفة مشهورة ، إذ قد يخطر ببالك تأليف كتاب عن الحياة في الريف ، والتقاليد ، والعادات ، وغير ذلك من الشؤون والشجون .... بدلا من نشر مؤلفات الآخرين ... والمواهب متوفرة ولا ينقصك شيء لبلورتها وإظهارها سوى الخبرة ... فليكن خروجك الليلة الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل ".
لم ترد دافينا على الفور وإنما بقيت صامتة وهي تفكر تارة ، وتتأمله طورا ، ثم قالت :
" لو كنت أستطيع لما ترددت لحظة واحدة في الخروج برفقتك الليلة ، آسفة جدا ! يجب ان أنام باكرا كي استطيع القيام يرحلة العودة غدا ، وهي ، كما لا يخفى عليك ، رحلة طويلة وشاقة".
" يبدو لي ان الأمور لن تسير حسبما أشتهي واتمنى ، وما علي سوى الرضوخ للأمر الواقع ، ما دمت سيء الحظ الى هذا الحد ".
قال ذلك وهو ينهض من مقعده ، ويستعد للخروج فإستمهلته وهي تقول له :
" مهلا يا سيد هيو ! قلت ان الحفلة ستبدأ بعد ثلاثة ارباع الساعة من الآن ، أليس كذلك ؟ اجل ، إنتظرني حتى أغير ثيابي ، ونخرج معا ".
" كلا ، لا أستطيع إنتظارك إذ علي أن أغير ثيابي ، ونخرج معا".
"كلا ، لا أستطيع إنتظارك إذ عليّ ان أغيّر ثيابي أنا أيضا ، ساذهب واعود بسرعة ، حاولي ان تكوني جاهزة عندما اعود ".
وتابع طريقه الى الخارج عبر الباب الخلفي ، حيث إلتقى ريانون وقال لها بدون أن يتوقف عن المشي :
" كيف حال راسك ؟ هل تحسن ؟ سلامتك ؟".
اعقب ذلك فترة قصيرة بدا الصمت خلالها سيد الموقف ، بعد أن غادر هيو المكان ، وإنتقلت الآنسة ريانون الى المطبخ وهي مرتبكة ، حائرة ، صفراء اللون ، وإنهمكت دافينا بتغيير ثيابها إستعدادا للخروج وهي مبللة الفكر كمن يبكته ضميره لشعوره بإرتكاب خطيئة كبرى.
وما هي إلا دقائق معدودة حتى إنتهت دافينا ولبثت تنتظر عودة هيو ، صحيح ان دافينا وافقت عل الخروج برفقة هيو وحضور تلك الحفلة الراقصة ، ولكن الصحيح أيضا انها وافقت على مرافقة هيو بالرغم من إرادتها بسبب التصرفات الشاذة والمخجلة التي مارستها ريانون حياله وحيالها ، في آن معا ، بل أنها لم تكن متحمسة للخروج ابدا ، لا برفقة هيو ، ولا برفقة أي شخص سواه ، ليس فقط لأنها متزوجة ، بل ايضا لأنها محافظة ،وهنا شعرت بوخز الضمير يوبخها على إقحام نفسها في المعادلة القائمة بينهما ، بغض النظر عن الأخذ والرد ، واللف والدوران ، والدور السلبي الذي لعبته ريانون ، وفكرت بأنه كان يجد ربها أن تلتزم جانب الحياد المطلق في الحوار الذي دار بينهما ، أو أن تتوارى عن المسرح وتتركهما يسويا أمورهما الخاصة بنفسهما ، لوتصرفت كما يجب أن تتصرف لكان بوسعهما التوصل الى حل سليم للمشكلة وابقيت نفسك بعيدة عن اية مشاكل قد يخلقها خروجك برفقة شاب لا تعرفين عنه شيئا.
منتديات ليلاس
وهنا خطر ببالها ان تذهب وتقابل الانسة ريانون ، كي تقنعها بضرورة الخروج مع مورغان الليلة وتقول لها بكل صراحة أن ليس في نيتها الخروج الى أي مكان .
من الواضح ان دافينا كانت تحاول إعادة الأمور الى مجراها الطبيعي بين هيو وريانون بعد الهزة العنيفة التي تعرضت لها ، والحوار العنيف الذي دار بينهما ، وما تخلله من تصرفات شاذة ونظرات عدائية ، وعبارات قاسية .
وكان هناك ما يبرر لدافينا محاولة الإتصال بالآنسة ريانون وإقناعها بالتراجع عن موقفها الرافض والموافقة على الخروج برفقة هيو ، كما كانت مقتنعة بأن ريانون كانت تتوقع الخروج والسهر في مكان ما هذه الليلة ، بدليل أنها شاهدتها ترتدي فستانا جديدا.
المهم ان دافينا قامت بالمحاولة ، فإتصلت بالآنسة ريانون وحاولت إقناعها بتسوية الأمور بينها وبين هيو ، وافهمتها بمنتهى الصراحة أن تصرفاتها غير اللائقة دفعت هي والى أن يدعوها هي للخروج معه بدلا منها.
فماذا كانت النتيجة ؟ لا شيء إذ ظلت ريانون متشبثة بالرفض ، برغم الجهود التي بذلتها دافينا في هذا السبيل ، بل أنها ذهبت الى ابعد من ذلك ، فحذرتها من مغبة التدخل في شؤونهما ، أو الحديث عن مميزات مورغان ونواياه ، حتى إنتهت الى القول بانها أدرى الناس بشؤون مورغان ، محذرة إياها بضرورة الكف عن اللعب على الحبال وإلا ...
وصمتت ريانون وهي ترتعش وترتجف من الإنفعال ، ثم إلتفتت اليها وقالت بحدة :
" يمكنك الذهاب الآن والخروج مع مورغان ... ولك مني أطيب التمنيات والدعاء بالفرح والسعادة ".
هزت دافينا كتفيها عجبا مقرونا بالحسرة وهي خارجة من غرفة آنسة ريانون ولسان حالها يقول : شاني شان جميع سعاة الخير ....وما عليّ إلا تقبل النتائج مهما كانت مريرة وقاسية ، ثم عادت الى غرفتها ، فأغلقت الشباك ، والقت نظرة أخيرة على نفسها في المرة ، وأخرجت شالها الصوف من الخزانة ، وأقفلت الباب ، وسارت في طريقها الى الخارج عبر غرفة الطعام.
دهشت السيدة باري عندما رأت دافينا في طريقها الى الخارج وسألتها مستوضحة الأمر:
" اراك خارجة ... هل انت ذاهبة في نزهة ؟ الطقس بارد في الخارج ومن الأفضل ل كان ترتدي معطفا ، إذا لم يكن عندك معطف ترتدينه ، فإنني مستعدة لإعارتك معطفي ".
" شكرا....".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-02-12, 09:46 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وصمتت لحظة وهي تشعر بالضيق والإنزعاج ،ثم تابعت تقول :
" الحقيقة انني خارجة برفقة السيد مورغان الذي دعاني الى حضور حفلة موسيقية راقصة بعد أن رفضت الانسة ريانون مرافقته الى الحفلة...".
وإذا بالسيدة باري تتأملها طويلا وهي ترفع حاجبيها وقالت متسائلة:
" صحيح ؟ شيء غير معقول ! وكيف تقبلين الخروج معه ؟".
" اجل قبلت ، وأي ضرر في ذلك ؟ هل هناك ما يمنع الخروج برفقة فتى ظريف ولطيف مثل السيد مورغان ؟".
" تقولين فتى ؟ ما شاء الله ! وأنت ، كم عمرك ؟ إنه اكبر منك بسنتين ، على اقل تقدير ، ما كنت اتوقع منه ان يدعو إمرأة غريبة عنه ومتزوجة للخروج معه ، لست أدري ماذا ستكون ردة فعل والدته والسيد لويد على مثل هذا التصرف ، وهذا الحدث الطريف ! ".
حدّقت دافينا فيها طويلا وقد راودتها دهشة عارمة ، ثم ردت عليها قائلة :
" لماذا تعملين من الحبة قبة !؟ ألا تعلمين أن مورغان دعاني للخروج معه نكاية بإبنتك ولمجرد أن يعلمها درسا في ادب السلوك ؟ هذا كل ما في الأمر ، إذ أنني لا أعني شيئا في نظره".
وهزت السيدة باري كتفيها إستخفافا وهي ترد عليها ببرودة اعصاب قائلة :
" سامحيني إذن ... الحق عليّ لأنني تدخلت في ما لا يعنيني ، ولولا حرصي على سمعتك وكرامتك لما كنت سمحت بلفت إنتباهك الى عواقب هذه التجربة المتغايرة للعادات والتقاليد المألوفة في منطقتنا ، والتي تجهلينها ولا شك ، وهي تختلف كليا عنها في لندن .. إذ ان الزوجات هنا لا يخرجن إلا برفقة الأزواج ، وإلا بقين داخل البيوت".
وهنا إزدادت دافينا غضبا وعصبية وهي ترد عليها قائلة :
" أجل ، لو اتبعت هذه القاعدة خلال السنتين الماضيتين لكنت اصبحت ناسكة ".
" أنت صاحبة الرأي والخيار ! اما انا فاعتقد بأن على المرأة أن تتبع زوجها ، وتطيعه ، وتبتعد عن إثارة المشاكل وإلا كان نصيبها المتاعب والهموم ".
وردت دافينا بلهجة مقرونة بالتحدي تقول :
" لعلمك بانني لم أعط فرصة واحدة للإختيار ، أو لإبداء الرأي ، إذ كان السيد يصر على ممارسة قاعدة خاصة به ، ألا تعرفين هذه الحقيقة أم انك تتجاهلينها ! ".
" قلت لك واكرر القول بأنني لا اعرف شيئا عما حدث بينكما ولا اريد ان أعرف ، ولكن من المفيد معرفة ان الخروج برفقة رجل غريب أمر غير مقبول وغير لائق هنا ، ومن شأنه أن يجعل الأمور اكثر تعقيدا ، هذا ما يهمني إبلاغك إياه ، وأعذر من أنذر ".
ثم تركتها وذهبت الى المطبخ ، وتابعت دافينا طريقها الى الخارج .
وقفت تنتظر وهي تفكر بأن للسيدة باري الحق في التعبير عن رايها بكل صراحة وحرية ، والدفاع عن زوجها السيد لويد ، لكونها عمته ، ولكنها تساءلت : ترى ، ماذا كانت السيدة باري ستقول او كيف تتصرف لو كان زوجها يعاملها المعاملة نفسها التي يعاملها إياها لويد ؟ لا شك في أنها كانت ستقيم الدنيا ولا تقعدها ، لكنني أعذرها ، فهي معذورة لأنها لا تعلم شيئا عن حقيقة ما جرى بيننا ، ولا أظنها إستيقظت يوما لتجد ان زوجها غادر البيت وترك لها ملاحظة مكتوبة على قصاصة من الورق تقول ( الى اللقاء ) ، او أنها عانت آلام الوحدة والوحشة والعذاب والحزان كما عانتها هي في المستشفى ، فضلا عن الهموم والمآسي التي عاشتها ساعة فقدت جنينها بدون أن تجد بجانب سريرها من يعزيها ويواسيها ، وبدون ان تتوقف عن همس إسم زوجها ، اجل ، لا أتصورها تعرضت ولو لمرة واحدة لأي حادث من الأحداث التي تعرضت لها أنا ، ولا أجهضت جنينا ، ولا مرّت بمثل هذه التجربة المريرة ، أو عانت مرارة الفراق والبعاد عن زوجها كما عانيت وتعذبت وتحسرت ، وقد صدق من قال: المصيبة لا يشعر بها إلا صاحبها ، وهذا ما يشفع للعمة باري فيما ذهبت اليه في الدفاع عن لويد ، والتلويح امامها بأن لتصرفاتها حدود لا يجوز لها أن تتخطاها.
ثم توقفت لحظة عند ردّة الفعل التي جاءت السيدة باري على ذكرها في سياق دفاعها عن لويد وهي تفكر بالوسيلة التي سيؤدب ها على خروجها الليلة برفقة شاب غريب ، وهوالذي هجرها بعد زواجهما ببضعة أسابيع ، وسافر الى أميركا وإنشغل عنها بالمسرات بدون أن يكلف نفسه مرة أن يكاتبها أوو يرد على رسالة واحدة من رسائلها ، او رسائل محاميها ، ناهيك عن نظراته الجامدة والمريبة ، التي كانت تلاحقها حيثما إتجهت وتحركت ، خلال الأيام القليلة التي عاشاها معا ، قبل سفره الى الخارج ، والتي جعلت حياتها اشبه بالجحيم ، وماذا تفيدني حلاوة اللسان إذا كنت سأدفع ثمنها من حريتي وكرامتي وسعادتي !
وكما أن لويد كان يبالغ في مجاملة زوجته حتى الإبتذال ،ويلاحقها بنظراته الشاخصة الفاحصة حتى الرهبة والإرتياح ، كذلك كانت دافينا تبالغ في وصف مجاملاته الى الحد الذي يطبعها بطابع التهكم والمراوغة ، وفي تشخيص نظراته الى الحد الذي يطبعه بطابع السيد المستبد ، وتبقى الحقيقة التي يجب أن تقال وهي ان لويد اخطأ الهدف عندما راح يعامل زوجته بقسوة ومكابرة وإهمال ، لا لشيء إلا نكاية بوالدتها وإنتقاما منها لكرامته ، وأن دافينا أخطأت التصرف عندما راحت تتصوره يحاول من خلال معاملته تلك فرض إرادته عليها ،والقضاء على حريتها الشخصية ، فأصبحت أميرة الهواجس وشتى الإنفعالات والتناقضات.
وهكذا تحولت طمانينتها الى قلق ، وإنقلب حلمها الجميل الى كابوس مزعج ، وصفاء الذهن الى بلبلة ، لا تعرف الراحة أو الإستقرار ، ولا تدري ما إذا كان يصح تسمية لويد كشريك حياة ، ورفيق عمر ، كما حلمت بذلك ذات يوم.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-02-12, 09:48 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم تنهدت وشهقت والألم يح زفي نفسها حين تصورت اشلاء حلمها الجميل تلوح أمامها في الهواء بعد أن تحطم على صخرة التصرفات الشاذة ، تصرفات من كانت تضع كل آمالها المستقبلية في شخصه ، وتتوقع منه ان يعاملها معاملة الشريك للشريك ، أو الند للند ، لا معاملة السيد للخادم.
كم هي مسكينة هذه الفتاة ! والى أي حد كانت غارقة في الحيرة ، والى أي مدى كانت تسير وراء افكارها الخيالية والى متى ستظل اسيرة الإنفعالات العاطفية ! وغالبا ما كانت تتوج همومها بالبكاء ، كما أوشكت أن تفعل الآن لولم يصدها عن ذلك صوت سيارة قادمة في إتجاهها من بعيد ، والتي سرعان ما تبيّن بأنها سيارة السيد مورغان الذي كانت تتظره.
ترجل مورغان من السيارة ، واسرع الخطى نحوها ، كان يرتدي بدلة جديدة ، فاتحة الون ، وبدا فيها اكبر سنا من عمره الحقيقي ، وأكثر ثقة بالنفس مما أظهر سابقا ، أما دافينا فقد تمنت بأن لا يغيب عن بال السيدهيو ان الدافع الحقيقي الذي جعلها تقبل دعوته والخروج برفقته الليلة ليس له أدنى علاقة بجماله او بريعان شبابه ، وإنما لغرض في نفسها.
والحقيقة ان دافينا شاءت الإستفادة من هذه الفرصة ، فرصة لقاء هيو صدفة ودعوته اياها للخروج معه ، كي ترى ماذا سيفعل زوجها بعد أن يسمع الخبر ، وقد إتخذت جميع الإحتياطات لمواجهة كافة الإحتمالات .
كانت تحمل في جعبتها بعض الصور التي إلتقطت لزوجها وهو يجالس بعض الممثلات اثناء وجوده في أميركا ، أرسلها احد أصدقاء العائلة الى والدته ، وقد نشرته الصحف في حينه ، خاصة الصورة التي اخذت له برفقة ممثلة تدعى ليزا دير قامت بدور البطولة في أحد أفلامه ، وفكرت بان الفرصة سانحة الآن لمواجهته بكل هذه الحقائق ، وكشفه على حقيقته أمام الناس ، ودحض أقوال وكيله الذي نفى وجود أية علاقات بين زوجها والفتيات اللواتي ظهرت معه في الصور ، ووصف الأخبار والصور التي نشرتها الصحف هناك بأنها للدعاية.
وهكذا خرجت دافينا برفقة هيو ، وتوجها الى تلك الحفلة ، التي حضرها عدد كبير من شبان المنطقة وشاباتها ، ورقصت دافينا حتى التخمة ، على أنغام الموسيقى الناعمة ، الحالمة ، رقصت مع هيو ، وتناوبت على الرقص مع عدد من أصدقائه.
وكان من الطبيعي ان يلاحقها بعضهم بنظرات مريبة عكست التساؤلات التي راودتهم حول الأسباب التي جعلت هيو ياتي هذه المرة الى الحفلة برفقة فتاة غريبة ، خلافا لعادته ، كما ساورت البعض الآخر المخاوف من أن تكون العلاقة الحميمة القائمة بين هيو وريانون قد تعرضت لإنتكاسة خطيرة باتت تهدد بإنقطاع هذه العلاقة.
وما عدا ذلك ، يمكن القول أن دافينا امضت بضع ساعات تسرح ، وتمرح ، وترقص ، وهي تشعر نفسها خالية من الهموم والأحزان ،وكأنها ولدت من جديد ، لغاية ان إنتهت الحفلة ، وعادت الى الفندق برفقة هيو.
هذا ورفض هيو إلا أن يرافقها الى باب الفندق الرئيسي ، حيث شكرها وودّعها قائلا :
" طابت ليلتك يا سيدتي ، صدقيني انه لولا إرتباطك بالسيد لويد وإرتباطي أنا بالآنسة ريانون التي يصعب إقناعها بجدية تعلقي وإرتباطي بها ، أجل ، لولا هذا الرباط وذاك ، لكنت اقرنت الوداع بعناق ، وحسبي أنني حظيت الليلة بشرف الخروج برفقتك ، إنها فرصة سعيدة جدا لن أنساها ، أرجوك ان تنسي تصرفات ريانون الناتجة عن إنخداعها بشخصية لويد ، ولا يهمك ! تصبحين على خير ".
قال ذلك وإستدار وسار نحو سيارته ، فصعد اليها ، ثم إنطلق بها ، فيما كانت دافينا تراقبه حتى غاب عن الأنظار ، ففتحت الباب ودخلت منه الى الصالون ، حيث بقيت واقفة بضع دقائق تفكر بما كان للموسيقى والمرح من آثار بارزة كانت تشعر بها ، إذ بدت هادئة الأعصاب ، متجددة النشاط ، لا يراودها أي شعور بالخيبة أو بالهواجس المثيرة للقلق والإنفعال.
لكن شعورها بالإنتعاش وهدوء الأعصاب لم يمنعها من التفكير بإتخاذ كافة الإحتياطات الضرورية لمواجهة مختلف حالات الأرق ، والألم ،والصداع ، حال حدوثها ، فذهبت الى المطبخ كي تحصل لنفسها على بعض الحبوب المهدئة للأعصاب والأوجاع ، وهي تتلمس طريقها اليه في الظلام ، بمحاذاة الحائط ، وتتحسسه بيدها بحثا عن زر الكهرباء لأنارة المكان ،وفوجئت عندما شاهدت النور يشع بوجهها من خلال الغرفة المجاورة للمطبخ ، وسمعت جلبة وضجة حسبتهما ناتجتان عن إصطدامها بكرسي كانت هناك ، لتجد نفسها واقفة وجها لوجه أمام زوجها ، وهويبتسم لها إبتسامة ماكرة ويبادرها القول بلهجة ساخرة:
" مساء الخير ، يا عزيزتي ! ها نحن نلتقي من جديد! ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-12, 08:01 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- سرير الذكريات

ظهور لويد المفاجىء أمام دافينا وهي تتصور بأنه كان يسرح ويمرح في مكان يبعد مئات الأميال عن مكانها ، أذهلها ، وأدهشها ، وأربكها ، لدرجة تفوق التصور ، وتفوق قدرتها على الإحتمال ، فوقفت امامه مشدوهة ، وعاجزة حتى عن النطق.
وقفت أمامه برهة من الزمن وهي تحاول إستعادة سيطرتها على أعصابها المضطربة ، وهو يتأملها بنظراته المالوفة التي طالما أرهبتها ، وافزعتها ، وحاولت الإفلات من طغيانها ، ثم فكرت بأن الوقت هو للصمود والعمل وليس للجمود والسكوت ، فلملمت خيوط شجاعتها التي تشتت ، وإلتفتت اليه وقالت له ، بتلعثم :
" لم اكن اتوقع وجودك هنا ".
تأملها وهو يحرك حاجبيه صعودا ونزولا ثم رد عليها قائلا بتهكم وسخرية :
" أما كنت تتوقعين رؤيتي ؟ولم لا ! من كنت تتوقعين إذن ؟ ما دمت أعيش هنا فانا إذن موجود ، أليس كذلك ؟".
إحمرت وجنتاها من الخجل وهي ترد قائلة :
" أكيد ! طبعا ! هذا أمر مفروغ منه ، آسفة ! يبدو أنني غبية ".
" شكرا على إعترافك بالأمر الواقع ، يا له من قرار واضح وصريح تنطق به سيدة محترمة تعتبر قدوة في برودة الأعصاب على غرار والدتها تماما...".
وسكت لحظة وهو يتاملها ثم تابع قائلا :
" ماذا جرى لك يا دافينا ! يبدو لي ان وزنك قد خف بشكل ملحوظ ، وترك آثاره السلبية على قوامك وجمالك ، ما الخبر؟".
" سنتان مضتا على فراقنا ، يا سيد لويد ! وأشياء كثيرة تغيرت وتبدلت خلالهما ، الهذا الحد تخونك الذاكرة؟".
وصمتت تحدق فيه مليا لتكتشف التغييرات التي طرأت عليه .... ملامح وجهه تغيرت فأصبحت أكثر صلابة وقساوة من قبل ، وشعر راسه خالطه بعض الشيب ، لكنها لاحظت بأن هذه التغييرات لم تقلل من فتنة رجولته اوجاذبيته ، وفكرت بان المواجهة بينهما ستحصل خلال اللحظات القادمة ، وما عليها إلا أن تشعره بأنها مستعدة لكافة الإحتمالات ، ثم رفعت راسها وقالت بجرأة وصراحة:
" كنت عطشانة وجئت أشرب ماء ، فدعني أشرب قبل البدء بالحديث....".
فقاطعها وقال :
" أي حديث ؟ في أي حال ، سوف أدعك تحدثينني عما تحملينه في جعبتك من أخبار ".
قال ذلك وسار بجانبها بعد ان تحركت نحو المطبخ فدخلته ومدت يدها الى علبة الإسعافات الأولية لتأخذ لنفسها منها بعض الحبوب المسكنة التي كانت تنوي تناولها قبل النوم ،وفوجئت عندما حاول منعها من تناول تلك الحبوب وهو يقول :
" ما هذه الحبوب ؟ لتهدئة الأعصاب أم للنوم؟".
" ليست مهدئة ، ولا منومة ، في أي حال ، عندي حبوب منومة فوق ، في الطابق الثاني ".
هنا ، خطر له ان يختبرها ، فراح يقترب منها ، ويحاول ان يداعبها ويلامسها ، فيما كانت هي تتراجع الى الوراء كلما تقدم هو خطوة الى الأمام ، حتى حشرها بين الحائط والطاولة ولم يبقى أمامها أي مجال للتملص منه سوى البقاء والجلوس حيث هي ، بينما ظل هو واقفا يتاملها كمن يشعر بحلاوة الإنتصار ، ثم قال لها :
" الان يمكنك التحدث معي ، تفضلي ! كم انت محظوظة ! لم يكن في نيتي العودة الليلة ، ولكنني عدت بسرعة بعد أن علمت بوجودك ".
منتديات ليلاس
قبل التعليق على كلامه ، حاولت دافينا ان تعطي نفسها وقتا كافيا للتفكير بمن عساه اخبر لويد عن قدومها ، الى أن إنتهت الى الإستنتاج بأن ليس هناك سوى عمته باري ، وربما ألحت عليه للعودة قبل فوات الأوان ، أو قبل ان تجد زوجته الغريبة صديقا جديدا ينقذها من كافة المآسي التي تعانيها ،والمشاكل التي تتخبط فيها ، ثم ردت عليه قائلة :
" الموضوع عكس ما تتصور وتفكر ، لو لم تثرني ريانون وتحتقرني لما كنت قبلت دعوة هيو للخروج معه".
رفع لويد كتفه إستخفافا كأنه يريد إفهامها بان ذلك لا يهمه إطلاقا ثم حدّق فيها ورد قائلا :
" لم أطلب منك توضيح الأسباب التي أدت الى تصرفك ، المهم ، ان العناق البريء الذي جرى أمامي قبل لحظات كاف لإثبات هذه الحقيقة".
" ربما فوجئت بقدومي الى هنا ، ولكن ليس هناك ما يدعوك للقلق فأنا هنا للقيام بمهمة رسمية".
" لم أشك لحظة في ذلك ، وأنا أتمنى لك النجاح في مهمتك ، وإنما الخلاف بيننا يدور حول تفسير الأسباب التي دفعتك لمجيء ".
" أجل ، إنني أقوم بزيارة عمل.... صدقني".
" إنني أصدقك لدرجة بت معها اتصور بأنك تحملين معك بعض الأوراق الأسطورية من عمك لتسليمها الي ، أليس كذلك؟".
" بلى ، ولكنها ليست ذات صفة اسطورية كما وصفتها ، دعني أذهب وأجلبها لك إذا شئت وعندها ترى ...".
فقاطعها ليقول لها وهو يشير عليها بان لا تتحرك من مكانها :
" لا ، لا ! ليس الان ، امرها لا يهمني كثيرا ، ولكن يمكنك بالطبع ان تعطيني لمحة عنها ".
ورد عليه وهي تتصور بأن مثل هذه البداية لا تبشر بالخير أبدا :
" أجل ، يسألك عمي فيليب ، قبل أي شيء خر ، عن مصير كتابك المقبل ؟وعن موعد تسليم المخطوطة تمهيدا لطبعها ونشرها ، خاصة أن القراء الأميركيين ينتظرون إصداره وتوزيعه على أحر من الجمر".
تاملها ورد يقول بلهجة ناعمة :
هل أرسلك فقط لطرح هذا السؤال ؟كنت اتوقع توجيه مثل هذا السؤال الى وكيل اعمالي".
صمت ينتظر تعليقها على كلامه ، وهويحدق فيها بنظرات مركزة ، بينما كانت تتجنب النظر اليه ، الى أن ردت قائلة:
" ولكن وكيل اعمالك الأدبية نفى معرفته بما تقوم به هذه الايام ".
"شكرا لك على هذا الجواب ، أجل ، أنا لا اقوم بأي عمل ، ويبقى عليك أن تنصحي عمك بنسيان الموضوع وتبليغ ذلك للقراء الأميركيين ، لن يكون هناك أي كتاب جديد ،مفهوم !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
dragon's lair, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارة كريفن, sara craven, عبير, وجه في الذاكرة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية