الفصل التاسع
الأحتلال
ليلة صافية مثلها مثل باقى ليالى الصيف فى مصر تراقصت فيها اغصان الأشجار مع نسمات الليل العليلة , وانطلقت فيها الطيور فى السماء عائده الى منازلها , وعلم مصر يرفرف فى سماء القاهرة عاليا شامخا , أمتلئت الطرقات بالناس , بعضهم عائدا من عملة ويتمنى ان يصل الى البيت لينال قسطا من الراحة, والبعض الأخر متجها الى عملة اليلى وعلى أحدى المقاهى الشهيرة بالقاهرة يجلس مجموعة من الشباب منتظرين بداية نهائى احدى الدوريات العالمية , يتناقشون فى تلك المباراة وكل منهم يعطى رأيه وتوقعة عما ستئؤل اليه النتيجة,وعلى طرف المقهى البعيد يجلس مجموعة أخرى من كبار السن يمارسون احدى الألعاب المفضلة اليهم ويستمعون الى بعض الموسيقى الهادئة , وبين هذا وذاك يتحرك ذلك الشاب الذى يقدم المشروبات , وقدا بدا عليه التعب والأجهاد جراء العمل المستمر منذ الصباح, أما هناك وفى وسط المدينة مازل يتحرك بشموخ منذ الألف السنين ,وقف أمامه العشرات يستمتعون بمنظر النيل الرائع مع النسمات الخفيفة التى تحرك خصلات الشعر فتتطاير فى الهواء, فتعطى راحة فى النفوس تجعل المرء لا يريد مغادرة مكانة أبدا.
ووسط هذا وذاك أستمرت الحياة كعادتها منذ مئات بل الألف السنين, كل مشغول بحياتة , العالم يتحرك على وتيرتة المعتادة شجارات وحروب , دول تغير على بعضها من اجل السلطة والقوة ,و اخرى تعيش فى حالة حب وسلام ومودة , وبعضهم يتصنع السلام وهم يضمرون الشر والكرة لبعضهما وينتظرون الهفوة التى يستغلونها للتشهير بهم فى المجتمع الدولى , الكل يعيش حياته الطبيعية , دول وأفراد , الكل تفاجأ ,لم يتوقع اى منهم ما حدث , لم يخطر فى بال أحد ان النهاية ستأتى بهذا الشكل
ففجأة أشتعلت السماء , الألف الكتل النارية تتجة الى الأرض , ساد الهرج فى جمع انحاء العالم , تعلقت العيون بالسماء , الكل منتظر نهايتة , ولكن فجأه توقفت تلك الكتل فى السماء ومع توقفها أنطلقت الصيحات تعلن فرحة البشر لنجاتهم من الهلاك , أو هكذا اعتقدوا .
ولمعرفة ماحدث حقا , سنتجة الى بقعة اخرى من أرض مصر , وقبل نصف ساعة فقط من تلك الأحداث عندما كان ضابط المراقبة المسئول فى مركز بحوث الفضاء المصرى يتابع البيانات التى ترسلها له الأقمار الصناعية التى اصبحت بالملايين حول الكرة الأرضية , وقد بدء الملل يصيبة بسبب روتين العمل من تلقى الأشارات وترجمتها واعادة ارسالها مرة اخر ,تثائب بشدة وهو يقرأ تلك الأشارة التى اتته منذ قليل وفجأه أطلق جهاز ما فى الغرفة ازيزا متصلا ,أزيزا جعله يقفز من مقعدة , أزيز لم يكن له الأ معنى واحدا فقط , هناك شئ ما يحاول اختراق الغلاف الجوى للأرض , شئ ما يحاول الدخول الى الأرض بطريقة غير شرعية.
قبل عشر سنوات لم يكن ليعلم اى من الأرضيون بمثل هذة المحاولة لأختراق فضاء الأرض ولكن بعد حادثة النيزك الشهيرة والتى اختفت على اثرها استراليا بالكامل من على وجه الأرض, قام مجموعة من علماء الفضاء من التوصل الى احاطة الأرض بمجال كهرومغنطيسى قوى يمنع أختراق اى شئ للغلاف الجوى للأرض, وبالرغم من التكاليف المهولة والعمالة الكبيرة التى تكلفها انشاء مثل ذلك المجال القوى الأ انه بعد مرور سنة كاملة على أطلاقة اثبت فاعليتة فى اكثر من مناسبة.
قبل ان يتحرك هذا الشاب انقطع الأزيز مرة واحدة مما جعلة يعتقد أنه نيزك وتفتت على اثر مقاومة هذا الغلاف الكهرومغناطيسى ولكن الحقيقة كانت غير ذلك , الحقيقة التى لم يدركها كانت مفزعة الى اقصى الحدود.
ففجأه أمتلئت سماء الأرض بكتل نارية ضخمة شقت طريقها الى الأرض , الألف الكتل النارية انطلقت فى السماء , أعتقد الأرضيون انها نيازك أستطاعت بشكل ما اختراق ذلك الحاجز ولكنها فجأة وعلى أرتفاع الفى كيلومتر من سطح الأرض توقفت تلك الكتل النارية , فى كل مكان بالعالم , توقفت كأن هناك من يتحكم فيها , ثم أنطلقت جميعها فجأه كأنها تعلم الى اين تذهب , أنطلقت الى اهدافاُ تم تحديدها مسبقا , لم يعطى العدو الفرصة للأرضيين ان يقاتلوا , بل لم يشعروا الأ والضربات تنهال على رؤسهم , وكأن العدو يعلم بالتحديد اين توجد الأسلحة الأرضية فأتجهت اولى الضربات اليها , دمرت نصف القوات الأرضية قبل ان تتحرك , انفجارات هائلة ,انفجارات نووية هائلة ولكن ما حدث بعدها كان الأغرب , بدئت تلك المقاتلات فى الدوران حول نفسها بسرعة خرافية ,وبسرعة شديدة بدئت تمتص كل الطاقة الناتجة عن تلك الأنفجارات النووية , وكلما امتصت الطاقة كلما زاد تألقها , وبعد ان امتصت كل الطاقة أتجهت الى هدفها الثانى بدءت فى حصد البشر وتدمير الحضارة الأرضية , كانت الأنفجارات تتوالى هنا وهناك , أختفت باريس , نسفت روما بالصواعق التى انطلقت من المقاتلات المعادية.
أمريكا دمرت عن اخرها ونسف البيت الأبيض بواسطة الأشعة الزرقاء.
لندن , مدريد , موسكو,الدار البيضاء, ابوظبى, طهران والقاهرة . جميع عواصم العالم دمرت عن اخرها , المكاتب احرقت والمستشفيات دمرت , انقطعت جميع وسائل الأتصالات فى العالم , انعزل العالم عن بعضة ,سور الصين العظيم نسف عن اخرة , تمثال الحرية الأمريكى تحول الى قطع صغيرة متناثرة , برج ايفل لم يتبقى منه شيئا , كل الأثار فى العالم دمرت الأ اهرامات الجيزة بمصر و الكعبة المشرفة بالسعودية, لم تسطع المقاتلات تدميرهم , فعندما كانت تقترب المقاتلات من الكعبة كانت تهتز بشدة وتتعطل جميع اجهزتها فلا تستطيع تدميرها,أما الأهرامات فكلما اطلقت عليها أشعتهم أمتصتها او فرقتها بطريقة جعلتها غير قابلة للتدمير.
قاومت الأرض, انطلقت المقاتلات الأرضية الباقية فى السماء , محاولة صد الغزو الغاشم , ولكن قوات العدو كانت تفوق قواتنا عددا وسلاحا , قاتل نسور الأرض فى بسالة وأنهزموا فى لحظات , كانت القوات المعادية تتوافد بأعداد مهولة , كان الحال واحدا فى كل دول العالم , حتى الولايات المتحدة الأمريكية والتى كانت القوى العظمى الوحيدة فى ذلك الوقت لم تصمد قواتها أكثر من دقائق امام ذلك الغزو الفضائى.
وبعد ان تأكد العدو من سيطرتة التامة على كوكب الأرض , ظهرت فى الفضاء سفينة القيادة او السفينة الأم , سفينة مرعبة , ضخمة لدرجة كبيرة جدا , تصل فى حجمها الى انها قد تساع مدينة كاملة , مصنوعة من معدن غريب أسود اللون يدب الرعب فى قلوب من يراها , هبطت تلك السفينة فى هدوء الى الأرض واستقرت فى نفس الموقع الذى كان يحتلة من قبل مشروع منخفض القطارة المصرى الذى كان أكبر منتجع سياحى صناعى فى العالم ان ذاك , تلك البقعة التى كانت فى عصر ما أهم مركز فضائى فى الكون والتى شهدت الكثير والكثير مما مرت به الأرض ,و ها هى تشهد بدايات الغزو الغاشم.
كان الشعب يشعر بالقهر والذل والهوان , فقد انهزم الأرضيون فى لحظات , الغرور الذى جعل الأرضيون يعتقدون انهم هم الحضارة العاقلة ان لم تكن الحضارة الوحيدة فى الكون كان له ألأثر الكبر فى الهزيمة , حتى هذة اللحظة لم يكن اى من الأرضيون شاهد الغزاه , أو علم من هم او من اى كوكب او مجرة اتوا.كل شئ دمر تماما , وانطلقت الأت غريبة فى الشوارع تحاصر البشر فى بيوتهم , وانشأت شاشات عملاقة فى كل طرق وميادين العالم, وفجأة اضاءت كل الشاشات فى جميع انحاء العالم , وظهر عليها وجه احد الغزاه ولأول مرة يرى الأرضيون من هم الغزاه , كان يشبة البشر كثيرا , نفس الملامح تقريبا , حتى ان الأرضيون اعتقدوا انه من البشر ولكنه عندما بدء فى الكلام كان الأختلاف واضحا , فمع بدء كلامة التفت لينظر الى شخص ما بجانبة فظهرت اذنية والتى على عكس الأرضيين كانت طويلة جدا ولونها بنى وتلتصق بجانب رأسة كما انه أصلع الرأس ,أستشعر البشر برودة فى ملامحة, وجرت قشعريرة فى أجساد المتابعين له عندما انطلق صوتة فى جميع انحاء العالم وبكل اللغات يقول
-"الى سكان الأرض , أنتهى عهدكم على ذلك الكوكب , وبدء عهد جديد , عهد امبراطوريتنا , امبراطورية موريا , أعظم امبراطوريات الكون, والأن ستشاهدون امبراطوركم الجديد ,ليلقى عليكم تعليماته بنفسة , أمبراطورنا العظيم فالو"
أختفى وجه المتحدث من الشاشة وحلت محلة صورة للأمبراطور والذى على عكس ما توقع الأرضون , كان فى غاية الوسامة , عينه زرقاوان , وشعرة ذهبى طويل يصل الى كتفيه , ويرتدى تاجا غريبا فى رأسة مرصعا بمجموعة من الأحجار الكريمة والماسات , وبجواة تجلس امرأه فى غاية الجمال , بيضاء البشرة , ذات عيون سوداء واسعة وشعر أسود طويل يصل الى خصرها , وانف صغير , وترتدى تاجا مشابها لما يرتدية الأمبراطور,
أبتسم الأمبراطور لها ثم التفت الى الشاشة وقال فى برود
-" أعزائى سكان الأرض ,بعد أن اصبح كوكبكم مستعمرة تابعة لأمبراطوريتنا موريا العظيمة , أحب أن اعرفكم بنفسى اولا , فأنا فالو أعظم امبراطور عرفة تاريخ الكون, وهذة هى زوجتى الأمبراطورة فلوريندا " أبتسم لها مرة اخرى فبادلته الأبتسام ثم عاد ونظر الى الشاشة التى امامة والتى تعكس صورتة الى العالم اجمع وقال وابتسامتة المتكلفة تعلو وجهه
-"لا داعى للخوف من يلتزم بقوانيننا سوف يحيا حياة سعيدة اما من يخالف اى قاعدة واحدة مهما كانت صغيرة " وظهرت الجدية على ملامحة وهو يقول " ستكون عقوبتة الموت , وبلا رحمة 0".
عاد يبتسم مرة أخرى وقال فى برود غير طبيعى
-" والأن ستظهر على الشاشة التعليمات والقوانين والتى سيتم تنفيذها من الأن "
أختفت صورته من على الشاشات ثم حلت محلها قائمة بالقوانين والمحظورات , وكانت كما توقع الجميع , حظر تجول منذ حلول المساء , القراءة عقوبتها الموت , كل ما يرمز للحضارة تم منعه وكل من يخالف ستكون عقوبتة الموت .
***************
تقدم خالد فى ممرات سفينة القيادة المتجهه الى كوكب البديل , وأبتسامه كبيرة تعلو وجهه والفرحة تشع من ملامحة , كان يتحرك بخطواط سريعة جدا الى ان وصل الى باب قمرة القيادة , وضع يده اليمنى بجانب الباب ووقف وقفة ثابتة , ثم خرج شعاع ازرق من فتحة اعلى الباب وتحرك على خالد ثم اختفى مرة اخرى , وظهر على لوحة بجانب الباب جميع بيانات خالد وكلمة مسموح الدخول .
أنفتح الباب ودخل خالد مسرعا وقال فى لهفة
-"دكتور بدر , أخبار عظيمة , وصلنا للتو تقرير من الأرض , لن تصدق ما جاء فيه "
التفت اليه رجل يظهر من ملامحة تقدمة فى العمر , أشيب الشعر , وذو لحية قصيرة ,تشع الطيبة من ملامحة وقال فى لهفة انتقلت اليه من خالد
-"ماذا جاء فى ذلك التقرير يا بنى , أخبرنى بسرعة"
قال خالد وهو يكاد لا يتمالك نفسة من الفرحة
-"التقرير الذى ارسلة المرصد الموجود بقرب الثقب الأبيض يؤكد أن الثقب توقف عن الأتساع وأن حجمة مازال كما هو منذ يوم ونصف ويؤكد ان حركتة اصبحت أبطأ من السابق , وهذا يعطى الأرض فرصة كبيرة فى النجاة "
قال الدكتور بدر والسعادة تنتشر فى ملامحة
-"أنه أفضل خبر تلقيتة منذ أن ألمت بنا تلك الكارثة" ثم عاد الحزن مرة اخرى الى ملامحة وهو يقول
-"كم كنت اتمنى ان يشاركنا الدكتور جلال تلك اللحظة , كم أتمنى ان اعرف ماذا حدث له الأن" لم يكن الدكتور بدر هو فقط من يتمنى ذلك بل كان خالد يكاد أن يجن من كثرة التفكير فى الأمر وكيف سمح لوالدة ان يقوم بتلك المهمة الخطرة بنفسة , فبعد ان قام فريق التفتيش بالكشف عن فيديو تظهر فيه فجر وطاقمها الأربع وهم يقاتلون فى بسالة وشراسة ولكنهم يقاتلون الأرضيون , كانوا ضمن سفن الأحتلال التى أحتلت الأرض فى عصر سابق , ويظهر أيضا وفاه احد افراد الفريق فى محاولة منه لأنقاذ فريقة من الموت والهلاك , كان هناك ملف مكتوب علية لا يفتح الأ بعد الأنتهاء من تدمير الأرض نهائيا. , ولكن هذا الملف كان مغلق ولا يفتح الأ بالبصمة الجينية لقائد السفينة زاندر ولذا قرر الدكتور جلال اكتشاف هذا السر , ومعرفة كيف تقاتل فجر وفريقها فى عصر يسبق عصره بخمسمئة عام وتقاتل مع الغزاة وليس مع الأرض ولم يمض على اختفائها الأ ثلاثة أيام فقط.
كانت خطة الدكتور جلال تقتضى أن يخدع زاندر ويذهب معه الى سفينتة ومن هناك بعدما يقوم زاندر بتشغيل السفينة أهورا يقوم الدكتور جلال بتخدير زاندر وفتح كل الملفات , ومعرفة السر , كان يعلم جيدا خطورة تلك المهمة واعتمادها كثيرا على الحظ ولكنه كان يعلم ايضا ان زاندر ما كان ليعطيهم اى شئ بدون مقابل وهذا ما لم يكن يقبل به مطلقا.
تحرك الكتور جلال خلال الممر السرى الذى يقودة الى قمرة القيادة هذا الممر الذى انشائة فريق الأرض لتسهيل المهمة للدكتور جلال وأضافة عامل المفاجأة حتى لا يعطى زاند الفرصة للمقاومة.
كان هناك صوت ما يأتى من قمرة القيادة , حيث كان زاندر يتحدث ولكن على ما يبدو يتحدث الى نفسة ويقول
-"سأعثر عليكم يوما ما , وسأجعلكم تدفعون ثمن ما فعلتوه بكوكبى , وسيكون الثمن غاليا" نظر الدكتور جلال من الفتحة التى صنعها فريق الأرض ليراقب بها زاندر ورأى زاندر يوجة حديثة أربعة صور هلوجرافية لأخر أشخاص توقع الدكتور جلال ان يراهم , ولكن ما رآه الدكتور جلال جعلة يعدل من خطتة تعديلا خطيرا جدا , تعديل من الممكن ان يقودة الى الحقيقة أو الى نهايتة........
*******************
بعد مرور عام كامل على الأحتلال , لم تعد الأرض كما هى , تبدل الحال , فبعد عام من الذل والقهر , تغيرت الأرض , أختفت التكنولوجيا والتقدم , أختفت الحرية , الأف يقتلون يوميا والسبب معدوم , ذكر اى من الغزاة بسوء كان جريمة عقوبتها الموت , انارة المنازل ليلا كانت عقوبتها الموت , التحرك فى اوقات حظر التجول جريمة عقوبتها الموت. ممارسة العبادات كانت جريمة عقوبتها القتل وبلا رحمة
أنكسرت الأرض , وأنكسرت الكبرياء البشرية التى طالما تعامل بها البشر مع كل شئ حولهم حتى مع الجماد .
الطرقات تمتلئ بجنود الأحتلال بزيهم الفضى اللامع وأذانهم الطويلة التى تمكنهم من سماع وتمييز الأصوات على بعد يصل الى نصف ميل .
السماء تمتلئ بمقاتلاتهم تنقض على اى من ملامح التكنولوجيا تظهر فتسحقها سحقا هى ومن يستخدمها بلا رحمة او شفقة.
أما فضاء الأرض فكان هناك الأف الأقمار الصناعية الخاصة بالمحتلين.
لم يعد هناك غير العمل والعمل فقط , لم يعد هناك وسائل للترفية ,ووسط الأطلال فى مصر , وتحديدا أطلال القاهرة وعلى عمق مئة متر تحت سطح الأرض, تحرك شخص ما داخل أحد الأنفاق السرية الى ان وصل الى قاعة كبيرة تحتوى على وحدة تكنولوجية كاملة , والتى تعتبر من أخر ملامح التكنولوجيا على وجة الارض , تقدم ذلك الشاب بخطواط واثقة وتقدم من احد الجالسين وقال له
-" سيدى وصلتنا الأشارة من فريق المحيط وهم جاهزون لبدء اول عمليات المقاومة والتحرير." نظر اليه هذا الرجل وقال فى ثقة
-" اذن على بركة الله , نبدء اولى ضربات المقاومة أرسل الى جميع مراكز المقاومة فى جميع انحاء العالم ان المركز الرئيسى اصدر قرارة ببدء تنفيذ الخطة المتفق عليها".
وكان ذلك أيذانا ببدء اولى الخطوات الى تحرير الأرض ولم يكن يعلم ان معركة التحرير اصبحت قريبة , الى درجة لم يكن يتخيلها.
***************
نظر محمود من نافذة فجر ورأى تلك الأقمار التى تدور حول الأرض , وبمجرد النظر اليها عرفها على الفور , فقد درسها جيدا عند التحاقة بسلاح الفضاء كأجراء روتينى , ومع تعرفه عليها سقط قلبة بين قدميه , فهذا هو العصر الوحيد الذى تمنى الأ يأتوا اليه .
التفت محمود الى اصدقاءة فى نفس اللحظة التى انطلق صوت أنثوى داخل قمرة القيادة يقول
-" فضاء المجموعة الشمسية ك-18 , المدار حول كوكب الأرض , عام , 2310 حقبة الأحتلال "
خيم الصمت على الجميع الأ يوسف بمجرد أن سمع ما قالتة فجر اتجة بسرعة شديدة الى لوحة القيادة وبدء فى ضغط عدة ازرار فى سرعة شديدة قبل ان يطلق تنهيدة طويلة ويقول
-" حمدا لله , لحظات وكنا سنكون فى عداد المفقودين, لولا ان انتبهت الى ضرورة التحول الى وضع الأختفاء حتى لا تستطيع اقمار المحتلين ان تلتقطنا وتطلق علينا اسحلتها".
نظر يوسف حولة وقال فى تعجب
-" أين سلمى , لماذا لا أراها هنا "
نظر محود الى عزة والتى نظرت اليه بدورها نظرة تنم عن أنها فهمت اشارة محود وقامت تاركة محمود مع يوسف , قال محمود
-" لقد كنت قاسيا معها , انها لم تكف عن البكاء منذ ان تركنا عصر الفراعنة"
قال يوسف والندم يبدو على ملامحة
-" أعلم هذا وسأعتذر لها فى اقرب وقت " ثم ارتسمت الجدية على ملامحة وقال
-"والأن ماذا سنفعل , أمامنا يومين الى ثلاثة ايام الى ان تعيد فجر شحن طاقتها , لاتنسى ان هناك جزء كبير من طاقتها توجهه الى دراسة طريقة سفرنا عبر الأزمان و العصور"
قبل ان يجيب محمود سمع صوت سلمى يأتى من خلفهم فى جدية
-" أتسأل ماذا سنفعل , بالطبع سنشترك مع المقاومة فى تحرير الأرض , أم أن قائدنا الهمام لا يريد مواجة الصعاب ولا تظهر قوتة الأ امام النساء"
كانت سلمى تتحدث بعدائية شديدة وكأنما تحاول ان تنتققم منه عما صدر منه تجاهها من قبل.
نظر اليها يوسف نظرة تعجب ثم قال بصوت عال
-"من قال انى لا اريد الأشتراك مع المقاومة , انا أريد ان اعرف رأى الجميع فالأمور هنا تدار بالمناقشة والحوار وليس بفرض رأى على أخر"
أستشعر محود توتر الموقف بين الأثنين فقال محاولا أنهاء الموقف
-" أعتقد اننا متفقون جميعا على الأشتراك مع المقاومة, والأن سنهبط الى الأرض بواسطة مكوك الطوارئ "
لم ينطق يوسف بكلمة اخرى وانما أتجة الى مكوك الطواؤئ وتبعة الثلاثة الباقون فى صمت , استقل الأربعة مكوك الطوارئ وشغل يوسف نظام الأختفاء حتى لا تلتقطة أقمار الأحتلال , وأنطلق المكوك الى الأرض , أخترق المكوك الغلاف الجوى للأرض متجها الى المحيط الأطلنطى , فقالت سلمى مرة أخرى فى أستهزاء
-" يبدو ان قائدنا فقد السيطرة على المكوك او أنه ضل الطريق , فأذا لم تلاحظ" ووجهت كلامها الى يوسف الذى نظر اليها نظر غاضبة " أنت تتجة الى المحيط وليس اليابسة "
أستمرت نظرة الغضب التى تعلو وجه يوسف من تصرف سلمى على هذا النحو وقال فى غضب
-" أعتقد أنك لم تقرأى كتب التاريخ جيدا فأذا لم تكونى تعلمى أن مقر المقاومة الرئيسى يقع فى قاع المحيط الأطلنطى , حيث مركز البحوث الذى انشأته الأمم المتحدة قبل وقوع الأحتلال بعشر سنوات والذى يحتوى على تاريخ الأرض بالكامل منذ بدء تدوين التاريخ الى لحظة الأحتلال , ونحن نتجة الى مركز المقاومة كما ترين وليس الى مركز الأحتلال"
ومع كلماته بدء المكوك فى تغيير هئيتة الخارجة وبدء يحيط نفسة بغلاف كهرومغناطيسى قوى حتى يستطيع ان يتحمل الضغط الهائل الذى سيقع علية على ذلك العمق .، شعرت سلمى بأحراج شديد مما قالته ,و لكنها رفضت فى داخلها ان تعتذر عما قالت له ,وقال لنفسها
-" لن أعتذر له, فهو لم يعتذر عما قاله لها ."
*************
أنطلق شخص ما يعدو داخل طريق زجاجى غريب وعلى وجهه علامات الذعر الى ان وصل الى قاعة كبيرة يجلس بها رجلين فى زى عسكرى وقال فى انفاس متقطعة
-" سيدى هناك شئ ما يقترب بسرعة شديدة , وعلى ما يبدو انه يتجة نحونا مباشرة"
قال أحد الجالسين
-" أطلقوا الغلاف الواقى حول المركز وأبدءو فى تجهيز الأسلحة " وضرب بقبضة يدة على المنضدة وقال بصرامة
-" لن أسمح لهم بتدمير أخرأمل للأرض , ليس وانا على قيد الحياة"
ما السر وراء توقف الثقب الأبيض عن الأتساع وهل سيعود مرة اخرى الى الأتساع ام أنه سيغلق بوسيلة ما ؟
هل يصل الدكتور جلال الى الحقيقة ؟ أم سيلقى حتفة فى محاولة الوصول اليها ؟
هل يكتشف الغزاة امر فجر وطامها ام تنجح فى تحرير الارض ؟
الى اى مدى ستتجة العلاقة بين سلمى ويوسف ؟
وهل يصل يوسف الى مركز المقاومة فى الوقت الصحيح أم يصل بعد فوات الأوان ؟4
كل هذا واكثر فى الفصل القادم تابعونا.