الفصل الأول
كارثة
فى اعماق التاريخ ومن اعماق الفضاء كانت البداية
من خلف ملايين الكواكب والنجوم ووسط ظلام سرمدى وعلى اطراف مجموعتنا الشمسية بدءت المعركة
معركة رهيبة لم يشهد مثلها الكون
معركة بين اقوى شعبين فى الكون أئنذاك , الأطلنتيين والأكادوريين , معركة بدئت وامتدت استمرت لأيام وأسابيع وعندما انتهت , انتهت بكارثة كادت ان تودى بالأرض ومجموعتنا الشمسية بأكملها
كان كوكبى اطلانتس وأكادورا من أكثر الكواكب صداقة فى مجرة اندروميدا ولكن كل ذلك تبدل فجأة لتصبح الصداقة عداوة والمحبة كراهية
لم يعلم احدا من بدء القتال ولكن نهايته تحولت الى اسطورة , انتهى القتال بتدمير كوكب اطلانتس وشعبها نهائيا ليصبح بعد ذلك أسطورة تناقلتها كواكب مجرة اندروميدا لمئات السنين , وانتهى الأمر عند ذلك الحد فى كوكب أكادورا ولكن ,
لم يتوقف فى اطلانتس فهنالك ناجون , لم يتبقى من اطلانتس الأ سفينة فضاء واحدة بطاقمها الذى لم يتجاوز ال 50 فرد ,كانوا فى مهمة استكشافية خارج المجرة وعندما علموا بالأمر فروا تائهين فى الفضاء ضائعون يحملون معهم اخر ملامح التكنولوجيا والتطور أستمروا يتنقلون من كوكب الى كوب حتى وصلو الى الأرض وجدوا فيها الملاذ والأمان شعروا انهم عادوا الى كوكبهم مرة اخرى .
لم يجدو غير قارة واحدة لم يقربها البشر بعد قارة كبيرة تتوسط المحيط الأطلنتى فقرروا ان يسكنوها وأطلقوا عليها اطلانتس حفاظا على اسم كوكبهم من الضياع وليذكرهم بأنتقامهم من من دمروا كوكبهم
اندمجوا بين اهل الأرض ,اتخذوا من الأرض كوكبا لهم وبدئو فى استعادة قواهم تدريجيا ونار الأنتقام تزداد فى داخلهم .
انتظروا لمئات السنين حتى استعادو مجدهم مجداد ولكنهم لم ينسوا انتقامهم .
باتو يعدون العدة لمعركة الأنتقام , المعركة التى سترد لهم كرامتهم ويعلنوا بعدها عودة أطلانتس.
أعد الأطلانتيون اكثر القنابل فتكا فى التاريخ والتى كانو ينوون ان يضربوا بها كوكب أكادورا ولكن..........................
قبل ان تسنح لهم الفرصة لتجربتها أكتشف الأكادوريين السر وكان لابد من التحرك.
تحرك اسطول الأطلانتيين لملاقاه الأكادوريين على حدود مجموعتنا الشمسية , وبدء القتال ،استمر, لم يتوقف فكلا الكفتين متساويتين وكلا الفريقين يعلم الأخر جيدا .
كان لابد من نهاية وقرر الأطلنتيون انهاء القتال وأطلق الأطلانتيون قنبلتهم وأطلق الأكادوريين أقوى اسلحتهم و أنفجر الأثنين وكان انفجارا رهيبا لم يشهد له الكون مثيل.
أنفجار اضاء سماء الكون لدرجة ان سكان الأرض رأوه كانه شمس جديدة سطعت فى سماء الأرض لمدة لا تزيد عن الثوانى الخمس.
انفجار سحق الثلاث كواكب الأخيرةفى مجموعتنا الشمسية تاركا أثنى عشر كوكبا فقط فى مجموعتنا الشمسية ومعهم جميع سفن الأسطولين .
ولكن لم يقف الأمر عند هذا الحد , كارثة اخرى كانت فى الطريق ,
لقد أدى الأنفجار الى تكوين ثقب أسود
ذلك الثقب الذى بدء فى الأتساع تدريجيا وبدء فى جذب بقايا وحطام الكواكب والسفن الفضائية ليلقى بها فى داخلة فكانت تلك هى الكارثة فذلك الثقب سيظل ينمو حتى يلتهم المجموعة الشمسية ومعها الأرض.
وبدء الأطلنتيون فى رحلة انقاذ كوكبهم الوحيد الباقى من الدمار.
بدء الأطلنتيون يسابقون الزمن حتى يستطيعوا انقاذ الأرض ,...
وفجأة تظهر سفينة فضائية هائلة فى سماء الأرض حاملة معها اخر أمل فى انقاذ أرضنا من الضياع.
*****************
كانت السماء صافية بعد منتصف ليلة الحادى عشر من شهر يوليو عام 2950 بعد الميلاد , والجو الربيعى الجميل ونسمات اليل العليلة تتحرك فى الهواء , تُحرك اغصان الأشجار فتتمايل فى هدوء لتصنع لوحة بديعية من صنع الخلاق عز وجل ولكن ,,,
فى مركز أبحاث الفضاء المنشأ حديثا على أطراف القاهرة الجديدة كان العمل على قدم وساق لتفسير تلك البقعة المضيئة التى ظهرت مع بدايات تلك الليلة.
كان اكثر ما يثير الشكوك حول هذة البقعة البيضاء هى ازدياد اتساعها مع الوقت .
بدئت تلك الأحداث عندما كان العالم المسئول عن متابعة التقارير الواردة من مركز الأستشعار الفضائى الموضوع مؤخرا على كوكب التنين الكوكب الحادى عشر فى مجموعتنا الشمسية, يتابع التقارير الواردة اليه من ذلك المركز الذىتم وضعة بعد الكارثة الكبرى التى تعرضت فيها الأرض لغزو فضائى كاد يؤدى بحضارتها* , ليكون خط الدفاع الأول عن الأرض ضد اى غزو جديد يمكن أن يهدد الأرض مرة اخرى.
شعر بملل شديد وهو يتابع التقرير المرسل اليه ولكنه توقف فجأه ونظر الى البيانات المترراصة امامة فى الفراغ** واعاد قرائتها مرة اخرى فتلك البيانات كانت تقول ان هناك مصدر مضيئ بدء يتكون على اطراف المجموعة الشمسية ولكن لم يستطيع المركز معرفة ماهية ذلك المصدر المضيئ.
استدعى العالم فريق العالما التابع له وبدئو فى دراسة الأمر وعندما جائت التقارير الجديدة من ذلك المركز كان لابد من استدعاء رئيس المركز بنفسة فما يرونه امامهم يعد كارثة بكل المقاييس .
****************
استيقظ الدكتور جمال رئيس مركز الأبحاث من نومة على صوت ازيز خفيف كان يصدر من المرأه القديمة الموجودة فى ركن حجرتة والتى لم تكن تناسب ذلك الأثاث الحديث الموجود فى الغرفة .
كانت المرأه تتألق بأضواء حمراء خافتة ويصدر عنها ذلك الأزيز المتواصل .
كان الدكتور جمال يعلم ماذا يعنية هذا , فقام من نومة مسرعا وضغط جانب المرأه فظهر على الفور ذلك العالم الشاب وعلى وجهه امارات الرعب, فقال الدكتور جمال
-"ماذا بك يا خالد , ماذا حدث؟"
قال خالد بصوت مهزوز
_"لابد أن تأتى حالا يا دكتور , هناك كارثة على وشك الحدوث"
لم يتكلم الدكتور جمال ولكنة ضغط جانب المرأه مرة أخرى وأتجة الى حائط من حوائط الغرفة بسرعة شديدة وقال
-"خزانة الملابس من فضلك "
على الفور تحرك جانب من الحائط كاشفا عن خزانة الملابس الخاصة به, أرتدى ملابسة بسرعة شديدة وعقلة يتسائل عن ماهية تلك الكارثة التى كان يتحدث عنها خالد .
خرج من فيلته فى مدينة أرض القمر الموجودة فى منخفض القطارة*** الذى تم تنفيذة مرة اخرى بعد تدميره اثر الأحتلال الذى تعرضت له الأرض.
كانت المدينة مبنية على احدث طرق المعمار فى تلك الأيام.
وبالرغم من انتشار السيارت الطائرة فى تلك الأيام وأصبح التنقل بالسيارات العادية امر غير وارد الإ انه كان يفضل التنقل بسيارتة , أنطلق بسيارتة التى تبلغ سرعتها 500 كلم فى الساعة خلال الطريق الموازى لأحدث فرع من فروع النيل تم أنشائة مؤخرا بطريقة صناعية حتى يوفر امداد المياه لتلك المدينة الرائعة.
كانت المدينة مبنية بنظام الفيلات المتراصة على جنبات الطريق والمساحات الخضراء الواسعة حول كل فيلا , سقط ضوء القمر فى تلك الليلة على مياه النيل وعلى تلك المساحات الخضراء ليعطى تلك المدينة رونقا زاد من جمالها.
ولكن الدكتور جمال لم يكن يهتم بذلك المنظر كثيرا فكان عقلة مشغول بتلك الكارثة التى لم يكن يعلم عنها شئ بعد.
**************
وصل الدكتور جمال بعد مرور نصف ساعة فقط على خروجة من فيلته الى مركز الأبحاث على اطراف القاهرة الجديدة .
كان المبنى على شكل الكرة الأرضية ,وقف امامه الدكتور جمال ولم يمنعة انشغالة بما اخبره ذلك العالم عن ابداء اعجابة بذلك المبنى الذى يعد اكبر مركز فضائى على الكرة الأرضية .
تحرك داخل ممرات المبنى ووصل الى المصعد الموجود فى اخر الرواق .
كان مصعد خاص به وحدة وبمجرد دخولة وضع اصبعة داخل فتحة موجودة فى جانب الباب , تحول باب المصعد الى شاشة وظهرت عليها بيانات الدكتور جلال بعد ان تم التاكد من شخصية من خلال تحليل ال dna.
تحرك المصعد ولكن لم يكن يتحرك لأعلى بل لأسفل , وصل المصعد الى الطابق الثامن تحت الأرض وبمجرد ان فتح ابوابة حتى تحرك الدكتور جمال بسرعة شديدة ليصل الى باب فتحة على الفور ليجد تلك الغرفة تعج بالعلماء المشغولين بمراجعة وتحليل البيانات الواردة اليهم من مركز الأستشعار الفضائى.
بدء فى قرائة التقارير الواردة وتحليل البيانات وما ان وصل الى نتيجة تحليل العلماء للبيانات الواردة اليهم حتى اتسعت عيناه على اخرهما فما كانت تشير اليه التقارير يعد كارثة بكل المقاييس كارثة كفيلة بتدمير المجموعة الشمسية عن بكرة ابيها.
قرا التقرير مرات كثيرة وبات متأكدا من ما يقرأه , كان لابد من التأكد من الأمر ومعرفة هل هى فعلا ذلك الشئ المكتوب فى التقرير ام انها شئ أخر.
وكان لابد من التأكد من ذلك وبسرعة شديدة , ولكن ما هى الوسيلة التى تستطيع بلوغ تلك المسافة فى وقت سريع , لم يجد أمامه غير سفينة الفضاء فجر أكبر واعظم سفن الأسطول الأرضى , لم تكن مجرد سفينة حربية بل كانت سفينة شاملة فقد كانت تستخدم فى اوقات السلم كسفينة أستكشاف للمجرات الأخرى بحثا عن اشكال الحياه العديدة ولكن فى اوقات الحروب كانت تقود الأسطول الأرضى دفاعا عن الأرض.
كان قرار استخدام تلك السفينة نابعا عن ضرورة التأكد من صحة تلك التقارير ويدل على مدى خطورة ذلك الشى المتكون على اطراف مجموعتنا الشمسية.
كانت تلك السفينة قادرة على السفر بسرعة تساوى سرعة الضوء ولكن لم يتم تجربة تلك السرعة خوفا من ضياع السفينة فى الزمن حيث ان السفر فى الزمن لم تكن ارسيت مبادئة الأ منذ 50 عام فقت وهى وقت ليس بالطويل لمعرفة كل أخطاره ومشاكلة لذا كانت السفينة تنطلق بسرعة اقل من سرعة الضوء بقليل .
أصدر القرار وفى داخلة يتمنى من كل قلبه ان تكون التقارير مخطئة بشأن استنتاجها . كان يتمنى ولكنه لم يعلم أن الحقيقة كانت مفزعة الى اقصى الحدود.
***************
كان تجهيز مثل تلك السفينة فى الأوقات الطبيعية يلزم أكثر من 24 ساعة كاملة ولكن لخطورة الأمر تم تجهيزها فى ربع تلك المدة ففى 6 ساعات فقط تم اعداد البعثة .
ومع اول ضوء لفجر الثانى عشر كانت سفينة الفضاء فجر وطاقمها ينطلقون الى أطراف مجموعتنا الشمسية لتحديد ماهية هذة البقعة المضيئة وتحديد مصيرها .
*****************
وبسرعة اقل من سرعة الضوء بقليل انطلقت فجر وطاقمها فى مهمتهم ,
كان طاقم المركبة الذى يتألف من 10 أفراد فقط هذة المرة وذلك لعدم جدوى وجود باقى الطاقم ولسرية المهمة ,
كان هناك الأربعة المسئولين عن قيادة السفينة ومعهم ستة من العلماء المسئولين عن دراسة تلك البقعة المضيئة.
هؤلاء الأربعة هم القائد يوسف ومعه صديقة محمود رئيس الطاقم الطبى وعالمة الأتصالات والموجات عزة وخبيرة الصوتيات واللغات سلمى , كان كل واحد من هؤلاء الأربعة فى حجرتة منتظرين وصول السفينة الى هدفها ولكن فجأة انطلق نداء داخل السفينة يطالب بحضورهم الى كابينة القيادة.
تحرك يوسف بقامته الممشوقة وزيه العسكرى خلال ممرات السفينة قاصدا كابينة القيادة وكان يفكر فى سر هذا الأستدعاء ومازال باقى أكثر من اثنى عشر ساعة على وصول السفينة الى هدفها .
وفى الطريق قابل سلمى تلك الفتاة التى سحرته بجمالها الرائع وذكائها المتقد منذ اول لقاء بينهم قبل سنتين مع اول مهمة لهم على تلك السفينة , نظرت اليه بعيناها البنيتين الواسعتين وتحركت نحوه وهى تبتسم وقالت له
-"الأ تعرف ما سر هذا الأستدعاء؟"
قال لها
-"لآ , ليس لدى ادنى فكرة عن هذا الأستدعاء ولكن ما اعرفة ان هذا الأستدعاء لا يبشر بالخير".
لم ترد عليه هذة المرة لأنها تشاركه مخاوفة وانطلق الأثنين الى مقر القيادة.
وصل الأثنين الى القاعة ليجدو ان محمود وعزة قد سبقوهم الى كابين القيادة ويتابعون شيئا ما على شاشة العرض ومن النظرة على وجوههم تأكد يوسف من شكوكه وعلم ان هناك كارثة تنظره على تلك الشاشة
تحرك يوسف ليواجه شاشة العرض وبمجرد ان رأى ما عليها حتى أتسعت عيناه عن اخرهما فما كان يراه امامه كان رهيبا بمعنى الكلمة ويؤكد ما ورد فى تقارير مركز الأستشعار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ* فى عام 2300 تعرضت الأرض لغزو عنيف من كوكب أغور أحد كواكب مجرة التنين كاد يودى بحضارتها لولا ظهور اربعة من الغرباء استطاعوا انقاذ الأرض من الأحتلال
** تم استبدال التلفزيزن وشاشات العرض بتلك التى تتكون فى الفراغ
*** مشروع منخفض القطارة هو حلم يحلم به المصريون منذ 1956 وتم تنفيذة فى عام 2100 وتم تدميرة مع الأحتلال وتم اعادة تنفيذة فى عام 2800.
ما سر تلك البقعة البيضاء؟
وماذا رأى يوسف على شاشة العرض؟
هل ستنجح فجر وتصل الى هدفها ؟
ماهى الكارثة التى خاف منها دكتور جمال بشدة؟
كل ذلك واكثر فى الفصل الثانى النهاية.