الفصل السابع
الخدعة
ارتفع صوت نحيب وبكاء شديد من داخل حجرة مغلقة فى ذلك القصر الكبير , كانت سلمى تجلس فى ركن الحجرة وقد ضمت ركبتيها الى صدرها ودفنت رأسها بين يديها واخذت تهتز وتبكى بكاء شديداً.
أما عزة فكانت تجلس على طرف سرير مزخرف وتنظر امامها فى شرود , وعيناها كأنما فقدتا الحياه وبالرغم من تلك الكارثة التى وقعو فيها الأ انها لم تذرف دمعة واحدة , فقد عودتها نشئتها القاسية على ان تكتم حزنها فى داخلها , كانت تعتقد ان البكاء ضعف وهى تكره ان تكون ضعيفة ,رفعت سلمى رأسها والدموع تنهمر من عينها وتسيل على وجنتيها وقالت بصوت متقتطع
-" ماذا سنفعل , أسنتركهم يواجهون هذ المصير المشئوم "
لم تجيب عزة ولكنها سبحت بأفكارها وتذكرت تلك اللحظ عندما قال لهم قائد الحرس
-" أركعوا امام ملكنا المعظم , خوفو ملك البلاد "
أنحنى الأربعة نصف انحناءه امام الملك , نظر خوفو اليهم بتمعن شديد , ثم وقف وهبط من على العرش وبدء فى التحرك حولهم واضعا يدية خلف ظهرة ,كان فارع الطول , قوى البنية , ذو وجه مدبب ولحية قصيرة, وعينان ضيقتان, وأنف طويل, كانت ملامحة تشف عن رجل حكيم , يليق بكونة ملك مصر.
أزداد توتر الأربعة مع حركة الملك حولهم وخصوصا بعدما اتجه الى عرشة مرة اخرى واخذ يفكر فى صمت وهدوء, وخلال ذلك لم ينطق اى من الموجودين ,كان خوفو يدرك اهمية بناء ذلك الهرم وخوفة من محاولات الأعداء من منعة من تحقيق حلمة.
و لأول مرة منذ دخولهم الى هذه القاعة تكلم خوفو بصوت عميق وقال موجها كلامة الى الأربعة
-"من انتم وما الذى اتى بكم الى هنا ؟"
نظروا الى بعضهم ثم تنحنح يوسف وقال محاولا جعل صوتة يبدو هادئا
-" نحن رحالة نجوب العالم بحثا عن المعرفة والعلم , واستوقنا بنائكم العظيم , وكنا نتناقش فى موضوع بلغتنا الخاصة فسمعنا حرسكم واتهمونا بتهمة الخيانة "
استمع خوفو بتركيز شديد الى كلام يوسف , كان يوسف يبدو صادقا الى حد كبير فى كلامة ولكن خوفو لم يكن بالرجل الهين , فأراد ان يعلم مدى صدق يوسف فقال له
-" ومن اين اتيتم ؟"
قال يوسف بسرعة
-" من الحدود الشرقية يا سيدى "
أبتسم خوفو ابتسامه صغيرة وقال ليوسف
-" وكيف هى اخبار الحرب على حدودنا الشرقية وكيف استطعتم المرور من خلالها؟"
صمت يوسف برهة كأنما صعقة السؤال ولكنة تمالك نفسة وقال
-"جيوش ملكنا المعظم خوفو تقاتل فى بسالة وأستطعنا المرور بواسطة هدية اعطاها لنا ملك الأشوريين تساعدنا على الأختفاء"
وكانت هذة الكلمات هى من وضعتهم فى ذلك المأزق المرعب , ضحك خوفو ضحكة مجلجلة وقال
-"أتعلم يا هذا , لقد كدت ان تقنعنى بصدق كلامك لولا ذلك الخطأ الذى وقعت فيه فلو انك حقا من تدعى لعلمت اننا الأن فى حالة سلم ولا توجد حروب بيننا وبين اى من الجيران , وهذا لا يعنى الأ شئ واحد .
لم ينطق خوفو بعدها وفهم يوسف ماذا اراد خوفو بكلمته , وقبل ان يتكلم يوسف قال خوفو بحزم الى قائد الحرس
"أرسلوا الرجلين الى الأسود أما الفتاتين فضعوهم مع الجوارى حتى يتم القائهم فى النيل .
حاول يوسف ومحمود المقاومة فأشار قائد الحرس الى الجنود فلكزوهم بتلك الرماح الغريبة وضغط الحرس جانب تلك الرماح فانطلقت منها طاقة صافية سرت فى اجساد محمود ويوسف فصدرمن كل منهم صرخة رهيبة من الألم وانفجرت سلمى تبكى فى لوعة على صراخ يوسف ومحمود بينما اكتفت عزة بالتحديق فى الفراغ .
*********************
جلس الدكتور جلال فى سفينة القيادة وأخذ يراقب زاندر الذى يتحرك بعصبية شديدة فى تلك الحجرة التى عزلوه فيها , واخذ يتذكر تلك الأحداث التى جمعتهم بذاندر , كانت البداية فى اعماق التاريخ والفضاء عندما اشتعلت الحرب بين كوكبى اطلانتس واكادورا والتى انتهت بهبوط اخر سفينة فضائية من كوكب اطلانتس على الأرض واقامت حضارة اطلانتس تلك الحضارة التى سببت بحربها مع اكادورا فى تكوين ثقب اسود اخذ يلتهم مجموعتنا الشمسية ليلقيها فى الزمن الى عام 2900 حيث بدءت احدا ث نهاية الرض فمع ارسال الأرض لفجر للتحقق من ماهية تلك البقعة البيضاء أختفت فجر وبدئت رحلتها فى الزمن أما الأرض فبعد ان فقدت فجر وفقدت اخر امل فى تفادى نهايتها , تم اصدار قرار بأخلاء الأرض وسكانها والأتجاه الى كوكب البديل , وفى رحلتهم واجهوا اخطر معركة عرفتها الأرض , معركة كادت تكتب النهاية لمستقبل الأرض
لولا بسالة نسور الأرض وتدخل سفن البديل فى اخر لحظة لتنقذ الأسطول الأرضى من نهاية مؤكدة.
مال احد العلماء الموجودين بالحجرة على الدكتور جلال وقال له
-" القادة منتظرين فى قاعة الأجتماعات "
افاق الدكتور جلال على كلمات ذلك العالم الشاب فقال له
-"اريد مراقبة مستمرة له ولكل انفعالاتة , ودراسة شاملة لتحليل سلوكه بمجرد عودتى من ذلك الأجتماع "
أشار العالم الشاب الى الدكتور جلال تعنى انه سينفذ كل تعليماته.
اما الدكتور جلال فتحرك فى ممرات السفينة وشئ واحد هل سيصلو الى البديل ام ان هناك كارثة اخرى فى انتظاره , وصل الدكتور جلال الى باب القاعة فوضع يدة على جانب الباب ثم اتخذ وقفة عسكرية اما فتحة موجود بجانب الباب خرجت منها عدة خيوط ليزرية أخذت تتحرك عليه لمدة ثوان قليلة بعدها اختفت وانفتح الباب اماه , دلف الدكتور جلال الى قاعة الأجتماعات , تحرك الى مائدة الأجتماعات الموجودة فى منتصف الحجرة وجلس عليها قادة الأسطول الأرضى ومعهم ثلاثة شباب لا تتجاوز اعمارهم الخامسة والثلاثين من العمر , ذوى ملامح هادئة ووجوه مبتسمة , قال الدكتور جلال لهم فى ود
-" لا تعلمو كم نحن ممتنون لقدومكم بتلك السرعة فلولا انكم تأخرتم دقائق فقط لكنتم وجدتم اشلاء الأسطول بدلا من ان تجدونا".
أبتسم اكبرهم سنا وقال فى هدوء
-" لولا اننا وضعنا تلك المجسات المتطورة على اطراف المجموعة الشمسية التى يوجد بها البديل لما التقطنا رسالتكم بسرعة وما تحركنا بتلك السرعة , كما اننا استخدمنا احدث السفن الموجودة لدينا والتى لولاها لما استطعنا ان نصل بتلك السرعة".
قال الدكتور جلال الأن نستطيع ان نكمل طريقنا الى البديل , ثم التفت الى قادة الأسطول وقال لهم
-" ما عدد الخسائر التى منينا بها فى تلك الحرب؟"
قال احدهم
-" الخسائر المادية كبيرة جدا فنحن فقدنا ما بقرب من ثلثى سفن الأسطول الأرضى اما الخسائر فى الأرواح فبلغت صفر , فمع التقنية الحديثة فى سفن الفضاء والتى طورناها منذ سنوات , قبل ان تنفجر السفينة يتم أحاطة قائدها بفقاعة من المجال الكهرو مغناطيسى بحيث تحمية من الأنفجار ومن التعرض للفراغ ثم يتم التقاطتهم بواسطة السفن الأخرى".
تنهد الدكتور جلال عندما علم انه لا توجد خسائر فى الأرواح , ثم قال فى اسى
-" لو كانت فجر هنا لما خسرنا كل تلك السفن , كانت كفيلة وحدها بتدمير ذلك الأسطول فى لحظات , انها تحتوى على امكانيات رائعة فهى درة الأرض وقام بتنفيذها افضل عقول الأرض , حتى ان طاقمها لا يعلم حجم امكاناتها , فهى تحمى طاقمها من اجل سلامة المهمة التى تقوم بها مهما كانت , ومهما ابتعد طاقمها عنها , فهى قادرة على معرفة مكانهم وحمايتهم الأخطار التى يمكن ان تواجههم , يا ترى اين ذهبت هى وطاقمها الذى يعد افضل طاقم عرفته الأرض فى تاريخها الفضائى بل وتاريخها كله , لا اعلم لماذا اشعر بقلق شديد عليهم "
لم يعلم الدكتور جلال كم كان محقا فى كلماته وقلقة عليهم
وبشدة ...............................
**************************
أعادت سلمى سؤالها مرة اخرى على عزة ولكن فى هذة المرة بقوة
, حركت عزة رأسها ونظرت الى سلمى وقالت
-" وماذا نسطيع ان نفعل , حتى نستطيع ان نخرج من تلك الكارثة نحن نحتاج الى معجزة "
قالت سلمى لها وقد عادت الى بكائها من جديد
-" لماذا يحدث لنا هذا لماذا؟!! " و أجهشت بالبكاء الشديد , أما عزة فعادت الى تحديقها فى الفراغ , أستمر الوضع مدة لم تستطع اى منهما تحديدها حتى سمعتا اصوات غريبة تحدث بالخارج , اصوات عراك شديد كأن معركة ما تدور بالخارج , وفجأه فتح الباب ووجدوا يوسف ومحمود امامهم وكل منهم يمسك رمح كالتى كان يمسكها الجنود .
وقبل ان تنطق اى منهما قال محمود
-" لا وقت لدينا للشرح هيا بنا وسنخبركم كل شئ فى وقت لاحق"
تحركت سلمى وتبعتها عزة الى باب الحجرة مال يوسف برأسه ونظر خارج الباب وقال لهم
-" أسرعوا قبل ان ياتى باقى الحرس , سنستخدم اسلوب الأختفاء , وأمامنا عشر دقائق فقط لابد خلالها ان نبتعد بأكبر قدر عن ذلك القصر , والإ لن نستطيع ان نهرب من هنا "
وقبل ان يضغط على زر الأختفاء لمح البطارية الخاصة به تشير الى مرة واحدة باقية وبعدها تنفذ طاقتها, وكان هذا يعنى انهم لن يستطيعوا استخدام هذة الخاصية مرة اخرى وبالتالى وصولهم الى المكوك أصبح مستحيلا.
ولكنه لم يفكر فى هذا كثيرا اهم شئ ان يهربوا من هنا قبل ان يكتشف قائد الحرس الخدعة التى اوهموه بها , ووقتها لن يمنعه شئ من تقطيعهما الى شرائح صغيرة يطعمها للأسود بنفسة.
ضغطوا زر الأختفاء الموجود فى حزام كل منهم , فاختفوا على الفور ليبدئوا فى الجرى بسرعة شديدة متبعين محمود الذى كان قد استطاع معرفة طريق الخروج من قائد الحرس عن طريق الممر السرى والذى لا يعلمه غير الملك خوفو وقائد الحرس فقط.
كان الممر طويل جدا ومظلما الأ من ضوء فيروزى خافت لم يكن هناك مصدر لهذا الضوء وعلى مايبدو كان مصدرة حوائط الممر نفسها
وذلك يختلف كليا عن مصدر تلك الأضاءة التى كانت تضئ قاعة الملك خوفو والتى أثارت دهشتهم بشدة , لم يتوقع اى منهم ان يكون مصدر تلك الأضاءه هى الطاقة الكهربية.
لم يتسنى لهم الوقت حينها حتى يعلموا كيف توجد طاقة كهربائية فى مصر الفرعونية ,ولكن ذلك لم يثر دهشتهم لمدة طويلة وذلك بعد كم التطور الذى شهدوه فى طريقة بناء الهرم.
لمح محمود ضوء الشمس فى اخر الممر فقال لهم
-" ها قد وصلنا كنت بدءت اعتقد ان هذا الممر لا يوجد له نهاية"
وصل الثلاثة الى نهاية الممر وعندما خرجوا وجدوا انفسهم امام نهر النيل مباشرة ووقف الأربعة مذهولين امام ذلك المنظر الرائع , لم يكن كنهر النيل الذى تعودوا ان يروه فى ايامهم , بل كانت الروعة والجمال تتجسد فيه , كانت المياه الصافية والتى تنعكس عليها اشعة الشمس والسماء الصافية , والمساحات الخضراء الممتدة على ضفتى النهر , وهناك فى المنتصف بعض المراكب الصغيرة والتى تتحرك بفعل الرياح الخفيفة , طغى جمال المشهد عليهم وجعله ينسون امر المطاردة واستمروا على تلك الحالة لمدة دقيقة كاملة بدون حراك , لم يقطع صمتهم غيرة عزة التى قالت
-" لا عجب انهم كانوا يقدسون هذا النهر , فانا لم ارى بحياتى كلها مثل هذا الجمال".
قالت سلمى
-" لم أكن اتخيل اننا افسدنا هذا الجمال بمخلفاتنا ومحاولتنا لتطويع النيل لنا".
أما يوسف فقاوم بشدة وهو ينتزع نفسة من مكانها ويقول
-" هيا بنا لابد ان نبتعد بأقصى سرعة قبل ان يلحق بنا الحرس , لابد ان قائد الحرس قد اكتشف تلك الخدعة وبدء فى البحث عنا ولن تمر خمس دقائق حتى تكون هذة المنطقة ممتلئة بالجنود"
كان يوسف محق فى كلامة وبدئو فى الجرىعلى مضض مرة اخرى وهم يتركون ذلك المشهد الأسطورى لنهر النيل .
استمر الأربعة فى العدو حتى وصلوا الى اطراف قرية صغيرة تقع على ضفة النيل , دخل الأربعة الى احد المنازل قبل لحظات من زوال اثر التخفى , كان المنزل لا يوجد به احد , فجلس الأربعة على الأرض يلتقتون انفاسهم المتقطعة , وبعد ان شعروا بالراحة قالت سلمى
-" كيف استطعتم الهرب , وما سر تلك الخدعة التى تتكلمون عنها ؟"
أبتسم يوسف ونظر الى محود وقال الفضل كله يعود الى هذا العبقرى ,ثم بدء فى سرد ما حدث منذ ان تركوهم حتى عادوا اليهم مرة اخرى .
********************
كان يوسف ومحمود يجلسون معا فى زنزانة وضعهم فيها قائد الحرس أستعدادا لتقديمهم للأسود , أخذ يوسف ومحمود يلهثون من أثر التعذيب الذى لا قوه كلما حاولو المقاومة والهرب , كان العرق يغطى اجسامهم , وآلام مبرحة تنطلق من مناطق مختلفة فى اجسادهم , شعر يوسف بعدم جدوى المقاومة وقال لمحمود وقد خفض صوتة
-" أعتقد ان الوسائل التقليدية لن تنفعنا الأن , لن نستطيع الهرب وهم يمتلكون تلك الأسلحة المتطورة "
كان محمود يعانى كثيرا بسبب تلك الآلام التى يشعر بها وقال وهو يضغط على اسنانة
-"وماذا سنفعل , كلما حاولانا المقاومة , اطلقوا تلك الرماح"
صمت يوسف قليلا محاولا ايجاد حل لتلك المشكلة التى لم يتوقعوها , وبعد قليل قال محمود فجأه
-" وجدتها , اتذكر جهاز البث الهولوجرافى الذى استخدمناه فى رحلتنا السابقة فى مجرة اندروميدا ؟"
قال يوسف وقد فهم ماذا يعنى محمود
-" نعم أتذكرة , يا لها من فكرة عبقرية ,ولكن هل تعتقد انه سينجح معهم ؟"
نظر اليه محمود واخذ يفكر قليلا وقال
-" مع بعض التدخل من جانبى سينجح ولكن هيا ابدء فى تجهيزة بسرعة و استعد لأستخدام جهاز الأختفاء فور مجيئهم الى هنا "
أخرج يوسف مكعب صغيرمن جيب متدلى من حزامة ثم ضغط جوانبة بترتيب دقيق ومدروس فظهر على الفور مجموعة من خيوط الليزر التى التى كونت امامه بعض الأجسام ثم اخذ يعد الجهاز فى هدوء ثم التفت الى محمود الذى ارجع رأسه الى الحائط واغمض عينية من التعب وقال له
-"ما الحوار الذى سنضعة فى هذا البرنامج ؟"
فتح محمود عينية وقال فى تكاسل
-" ضع ايه كلام , ولكن بالعربية حتى لا يفهموا اى شئ , ولكن لا تنسى ان تضع علامات الألم واصوات الصراخ وتربط هذا بالمس بتلك الرماح والإ انكشف كل شئ قبل ان نستطيع الهرب"
اشار اليه يوسف اشارة الأيجاب ثم انحنى مرة اخرى يكمل أعداد الجهاز اما محمود فبدء فى اعداد نفسة ذهنيا حتى يستطيع تنفيذ الجزء الخاص به فى الخدعة .
بعد مرور نصف ساعة سمع الأثنين اصوات اقدام تقترب من مكانهم , قال محمود وهو ينظر الى يوسف
- "هيا ابدء عمل الجهاز"
ضغط يوسف جوانب المكعب مرة اخرى فخرجت منه عده خيوط ليزرية لم تلبث ان كونت نسخه طبق الأصل من يوسف يجلس بنفس الوضعية التى يجلس بها يوسف الحقيقى , ثم ضغط يوسف زر الأختفاء فى حزامة فاختفى على الفور أما محمود فانتظر فى مكانة حتى وصل الجنديين وقال احدهم
-" هيا حان وقت طعام الأسود "
لم يتحرك محمود ولا نسخة يوسف الهولوجرافية بل قال محمود فى هدوء
-" اتريدان ان تعلما سر بناء ملككم لهذا الهرم "
نظر الحارسان الى بعضهما ثم قال احدهما له
-" أتعلم لو كنت تخدعنا ستلقى عذابا لا تتخيلة "
ابتسم محمود ابتسامه هادئة وقال لهما
-" لا تقلقا , اقتربا اذن "
أقترب الحارسان فى بط الى محمود الذى قال لهما بصت هادئ
-" انظرا الى جيدا " واخذ يتحدث بطء وخيل للجنديين ان عينى محمود تتسعان تتريجيا ثم شعرا بأن قوتهم بدئت تخور ثم سقطا فجأه على الأرض نائمين.
قال محمود لهما
-" ستستيقظان مع اول صوت فرقعة تسمعانه وتقودان هؤلاء الأثنين الى موقع الأسود وتتركون الزنزانة مفتوحة ولن تتذكرا ماحدث لكما الأن وسأخذ رماحكم وسوف تقولون ان طاقتها نفذت وأنكم فى انتظار شحنهم"
ثم ضغط محمود جوانب المكعب مرة اخرى فظهرت عدة خيوط أخرى كونت بعد لحظات نسخة طبق الأصل منه ثم ضغط زر الأختفاء فى حزامة وأصدر صوت فرقعة فأستيقظ الجنديان من نومهما ولا يبدو عليهما شئ ثم اقتادا الشبيهين الى خارج الزنزانة وتركاها مفتوحة كما امرهم محمود كما تركا رمحى الطاقة على ألرض , أستخدم محمود تقنية الأختفاء فى اخفاء هذين الرمحين وأنطلق هو ومحمود الى خارج الزنزانة ولكن صادفتهم مشكلة انهم لا يعرفون طريق سلمى وعزة فقال يوسف
-"والأن اين سنذهب فنحن لا نعرف طريقهم "
قبل ان يتكلم محمود وجدوا قائد الحرس يتحرك فى الممر الواقفين فية فأشار محمود الى يوسف الذى رأه بكل وضوح عن طريق التقنية التى تسمح لهم برؤية بعضهم حتى مع استخدام الأختفاء وقال
-" هو من سيدلنا ولكن ساضطر الى الظهور مجددا "
تحرك محمود حتى واجه القائد ثم ضغط جانب حزامة فظهر على الفور , أما القائد فتصلب فى مكانة كأنما ضربتة صاعقة , واخذ يحدق فى وجه محمود المبتسم
فقال والغضب يطل من عينية
-" كيف تمكنت من الهرب من تلك الزنزانة ؟"
ابتسم محمود ابتسامه ثقة وقال
-"له حقا اتريد ان تعرف " اذن سأخبرك ولكن انظر الى جيدا ثم بدء فى فى التحدث ببطء ومع كلماته بدء القائد يشعر بما كان يشعر به جنوده ثم سقط نائما فسأله محمود عن مكان الفتاتين وعن أفضل طريقة للخروج من هذا القصر ثم طرات فكرة فى رأس محمود فقال له
-" وما سر تلك الرسومات التى وجدها كبير الكهنة فى رحلتة الماضية ؟ وكيف استطعتم توليد الطاقة الكهربائية ؟"
قال له القائد
-" انا لا اعلم سر تلك الرسومات ولكن يقال ان هناك رجل فى قرية حورس يعلم الكثير عن تلك الرسومات ولكنه يلقبونة بالمجنون لأن ما يقول لا يمكن تصديقة , وايضا لا اعرف ما هى الطاقة الكهربية هذة "
كان يوسف يكاد ان يجن فلا يوجد وقت لكل هذة الأسئلة ولكن محمود أستمر فى كلامة وقال
-"كيف تنيرون تلك المصابيح الموجودة فى بهو الملك؟"
قال القائد
-"اننا نستطيع استقطاب تلك الصواعق التى تهبط من السماء وتخزينها فى مكعبات كبيرة صنعها الكهنة بطريقة ما وبأستخدام عيون الهلاك نستطيع إنارة تلك المصابيح ونشحن رماح الجنود "
قال محمود فى ارتياح
-" الأن ستنسى انك رأيتنى وانك قلت لى هذا الكلام بمجرد سماع صوت فرقعة "
ضغط محمود زر الأختفاء محثا صوت فرقة بسيط ففتح القائد عينية وهز رأسة وهو لايتذكر كيف سقط على الأرض ثم وقف وعدل من ملابسة واكمل طريقة الى ساحة الأسود ليشهد اعدام الخائنين .
**********************************
عاد الدكتور جلال الى حجرة الستجواب والتى خصصوها لزاندر قائد السفينة المعادية اهورا , ولكنه عندما عاد وجد زاندر هادئا على عكس ما تركه , كان جالسا على الكرسى الموجود بالغرفة واضعا يدية على المنضدة التى امامه ويحرك اصابعة على المنضدة فى هدوء.
سأل مجموعة العلماء عن التقرير الذى طلبه منهم فناولة اياه العالم الشاب وقال له
-" لقد اخذ يتحرك بعصبية لمده خمس دقائق بعدها وجدناه هدء فجأه وجلس على الكرسى ويفعل ما يفعله هكذا منذ أكثر من ربع الساعة"
نظر الدكتور جلال نظرة سريعة على التقرير ثم قرر الدخول اليه وأستجوابة, وقف الدكتور جلال بجانب الباب وتكررت نفس عملية الحقق من الشخصية قبل فتح الباب , دخل الى الغرفة والتى اغلق بابها خلفة كالمعتاد وقال وهو يتجه الى زاندر ويجلس على الكرسى المواجه له
-" هلى لك ان تخبرنى لماذا كنت تريد تدمير اسطولنا ؟"
نظر اليه زاندر نظرة طويلة متفحصة وقال فى برود وبصوت مبحوح بلغة من اللغات الكونية
-"وهل لك ان تفسر لى لماذا تم تدمير كوكبى , قوة غريبة دمرت كوكبى وانا سأدمر الكون , ولكنى سأعرض عليك عرضا لن ترفضة , استطيع ان اغلق لكم ذلك الثقب الذى يهدد ارضكم فى مقابل الأفراج عنى "
صمت الدكتور جلال , فالعرض مغرى جدا ,وبالفعل لن يمكنة الرفض فقال له
-" ارينى كيف يمكنك ذلك " وكان هذا ما ينتظره زاندر
فقال وابتسامه تعلو وجه
-" هذا يتطلب عودتى الى سفينتى وبصحبتك انت فقط , فما ستراه يعد اخطر سر فى الكون "
وافق الدكتور جلال على مضض وأخذ زاندر فى حراستة وأتجه الى سفينة اهورا وبمجرد ان دخل الأثنين الى السفينة قال زاندر
-" ان السلاح الذى احدثك عنه يقع هناك فى تلك الحجرة " وأشار بيدية على حجرة توجد فى اخر الممر المواجه لهم , تحرك الدكتور جلال خلال الممر وامامه زاندر وما ان وصلو الى تلك الحجرة حتى دخل زاندر وتبعة الدكتور جلال ولكن بحركة سريعة من زاندر قبض على يد الدكتور جلال الممسكة بالمسدس الترددى الذى كان يهدده به ووضعه على راس الدكتور جلال وقال له
-" كما توقعت بالظبط , انتم أغبياء لدرجة لا يتصورها مخلوق , هل حقا تصورت اننى سأنقذ كوكبك ؟ كم انت مثير للششفقة "
ودفع الدكتور جلال امامه وأغلق الحجرة من الخارج وأخذ يضحك بصوت عال وهستيرية فظيعة.
ما الذى سيحدث لأبطالنا الأربعة فى عصر الفراعنة؟
هل سينجو من ذلك العصر ام قرية حورس ستكون مثواهم الأخير ؟
ما مصير الدكتور جلال ؟
وماذا سيفعل زاندر للأنتقام ؟
تابعونا لتعرفوا فى الفصل القادم