الفصل الخامس
رحلة فى أعماق الماضى
-"لقد وافقوا على مد المهلة الى اثنتى عشر ساعة فقط , ماذا سنفعل؟"
القى الدكتور جلال بالجملة وهو يجلس على مائدة الأجتماعات بعدما أنتقل كل قادة الحرب من جميع دول العالم من سفنهم الى سفينة القيادة لوضع خطة المعركة المقبلة.
قال قائد الجيوش العربية
-" أعتقد أننا نسطتيع ان نستفيد به بهذة الأثنى عشر ساعة ,لابد من وضع خطه محكمة تجعل لنا القوة وتقلل الخسائر الى اقل درجة, فلا تنسو المدنيين هم أخطر ما فى المشكلة "
تحرك القائد الأمريكى فى مقعدة وتنحنح وقال
-"عندى خطة , نحن نمتلك الفى سفينة فضائية تحتوى على اسلحة متطورة جدا , والواحدة منها تكفى للتغلب على اثنين من هذة المقاتلات المعادية ولكن المشكلة ان هناك مدنيين على هذة المقاتلات "
قال احد القادة والغضب يطل من عينية
- " وكيف لنا ان ننقلهم الى المقاتلات العادية الأن . كان لابد ان تتركو هذة المقاتلات بدون مدنيين "
قبل ان ينطق قائد القوات الأمريكية , تكلم قائد الجيوش العربية وقال فى نبرة هادئة
-" وذلك لأنها مقاتلات جديدة لم يعلم بها احد ولكى لا يعلم بها احد وضعو عليها مدنيين حتى لا نشك بهم , ونحن ايضا نمتلك الفى مقاتلة من هذا الطراز ونمتلك ايضا ثلاثة آلاف مقاتلة أحدث منها وتمتلك قوة تدميرية تفوق المقاتلات التى يمتلكوها بثلاثة اضعاف , ولكن تواجهنا نفس المشكلة انه يوجد عليها مدنيين "
أرتفعت الهمهمات فى الغرفة المغلقة ,ولكن الدكتور جلال ضرب بيدة على المنضدة الموجودة امامه فسكت الجميع وقال
" كفى , لا يوجد وقت لتلك المجادلات " ثم استعادت ملامحة هدوئها المعتاد وقال
-" أعتقد ان لدينا التقنية اللازمة لنقل هؤلاء المدنيين الى السفن العادية"
اعتدل فى جلسه وأخذ نفس عميق ثم اكمل
-"منذ فترة طويلة ونحن نطور تقنية جديدة للأنتقال الأنى وأستطعنا ان نصل الى درجة متقدمة جدا ونسطيع ان ننقل المدنيين من هذة السفن , وسفننا مجهزة لهذا اما الألفين الموجودين فى السرب الأمريكى والثلاثة الأف الموجودة فى السرب الروسى لا يوجد بهم هذة التقنية , ولتوضع هذة التقنية عليهم سنحتاج الى خمسة عشر ساعة من العمل المتواصل , لذا لابد من التحرك الأن "
مال قائد الجيوش العربية الى الأمام وقال
-"اذن الخطة كالتالى : سنهاجم فى مجموعات سننقسم الى عشر مجموعات كل مجموعة تتكون من عشرون الف مقاتلة أما الخمسة آلأف مقاتلة سوف تنتظر الخمس الأف مقاتلة الأخرى بعدما يتم اخلائهم من المدنيين ويأتو من الخلف بعدما نظهر اننا سوف ننسحب حيث سنجلبهم الى داخل حزام الكويكبات وبأستخدام الأسلحة المتطورة فى هذة المقاتلات سوف ننسف حزام الكويكبات ولكن هذة المرة سوف نستخدم قوة الأنفجار الناشئ عن هذا الحزام بواسطة الأسلحة المتطورة فى المقاتلات العربية ونحولها الى طاقة هائلة تكفى لسحق ربع هذا السطول فى لحظة واحدة ولكن لن يتم هذا الأ بعد ان تبتعد قواتنا بدرجة كافية لتفادى الأنفجار الناشئ"
كان انتهاء كلامة ايذانا بسرعة التحرك لأتمام الخطة والبدء فى تنفيذها فهم يعلمون جيدا ان المقاتلات الأرضية العادية بالرغم من انها تمتلك اسلحة قوية جدا ولكن لن تحتمل المواجهة المباشرة مع القوات المعادية الأ اذا تدخلت المقاتلات الأخرى .
********************
أضواء شديدة وألوان متتعددة ظهرت فى فضاء مألوف , فضاء شهد بدايات نهاية الأرض وعلى اطرافة شهد أكير معركة فى الكون , معركة لم تسطرها أى كتب للتاريخ ,معركة كانت نهايتها بداية نهاية الأرض فى تاريخها ومستقبلها على حد سواء , فمع انتهاء هذة المعركة ظهر ثقب اسود أخذ يمتص مجموعتنا الشمسية ويلقيها الى نفس المجموعة الشمسية ولكن بعد ذلك بعشرين الف عام , لتواجة الأرض نهايتها فى عام 2900 ومع ظهور بقعة بيضاء على اطراف مجموعتنا الشمسية أرسلت فجر لتقصى امر هذة البقعة وفى طريق عودتها اصطدمت بالنيازك والصخور التى يلقيها الثقب الأبيض مما أدى الى انطلاقها بسرعة تفوق سرعة الضوء ومعها سقط فريقها فى غيبوبة غريبة وعندما استيقظو وجدو انفسهم فى منطقة العدم ومع تحليل فجر للموقف لم يجدوا أمامهم غير وسيلة واحدة للنجاة هى وسيلة السفر فى الزمن وبعد جدال بين يوسف وباقى الطاقم قرروا ان يذهبوا فى تلك الرحلة املين الأ تلقى بهم فجر الى نهايتهم.
بدئت الألوان والأضواء فى الخفوت ثم اختفت لتظهر فجر شامخة فى فضاء كوكب الأرض , وفى داخلها كان الطاقم قد استعاد وعية بالكامل ويبدو انهم منهمكون فى شئ ما, كان يوسف يقول لمحمود
-"أذن فأجسادنا بدءت فى التكيف على طريقة السفر بسرعة الضوء هذة بدليل اننا استيقظنا مبكرا هذة المرة"
نظر محمود اليه وهو يبتسم وقال
-" نعم تحليلك ممتاز ففى اول رحلة لم نكن مستعدين لا بدنيا ولا ذهنيا للسفر بسرعة الضوء ولهذا سقطنا بسرعة فى هذة الغيبوبة ولكن فى الرحلة الثانية كنا مستعدين هذنيا وأجسادنا تعلمت من اول مرة واستعدت هذة المرة ولم نسقط فى تلك الغيبوبة طويلا وأعتقد أن فى الرحلة القادمة لن نسقط فى هذة الغيبوبة ثانية "
وقف يوسف وتحرك الى النافذة المواجهة له , نظر الى تلك الألوان والضواء التى تبدو وكأن فجر تتحرك خلالها وقال بأسى
"هذا لو هناك رحلة أخرى "
ولكن قبل ان يرد محمود دخلت عزة عليهم وعلى وجهها نظرة رعب وقالت
-"كارثة , كارثة " وسقطت على اقرب كرسى لها وأخذت تبكى
دخلت سلمى ورائها وقالت
-"أتذكرون تلك العينات التى ابقينا عليها عندما تركنا زمننا , لقد حللتها فجر والنتيجة جاءت مرعبة , فهذة الصخور هى صخور مجموعتنا الشمسية ولكن قبل عشرون ألف عام من زمننا "
قبل ان يتكلم محمود او يوسف تحثت عزة والمرارة فى صوتها وشرحت لهم الموقف وما ان انتهت من كلامها كان محمود ويوسف يبدو عليهما الأسى والمرارة .
بعد خمس دقائق من الصمت التام وقف يوسف نظرة امل تطل من عينية وقال
-"الأ تلاحظون ان هذة الصدفة التى اوقعتنا فيما نحن فية هى نفسها الصدفة التى قد تجعلنا اخر أمل للأرض فى النجاه "
لم يفهم اى منهم ماذا يقول , فقال محمود
-" ماذا تعنى بذلك ؟"
قال يوسف والحماسة تزداد فى صوتة
-"رحلتنا فى الزمن , بأستطاعتنا أن نحدد بالضبط متى ظهر هذا الثقب الأسود فى الماضى وعندما نستطيع ان نفهم طريقة السفر فى الزمن
نستطيع العودة الى الماضى ومنع حدوث هذا الثقب وبالتالى ننقذ الأرض"
كان يتوقع الفرحة منهم ولكنه وجد محمود يقول له والأسى فى عينية
-" واذا منعنا تكوين هذا الثقب , فكيف لنا سنعود الى الماضى , فسبب رحلتنا هذة هو ظهور هذا الثقب وبالتالى اذا لم يتكون فنحن لن نذهب لكى نكتشف امر تلك البقعة ولن نصتدم بالصخور ولن تنطلق فجر فى رحلتها هذة , اى اننا لن نستطيع ان نمنع حدوثة"
لم يجعل يوسف كلام محمود أن ينال منه وأنما قال والتفاؤل يملؤة
-" اذا لم نستع ان نمنع تكوينة فنحاول ان نغلقة قبل ان يلتهم مجموعتنا الشمسية ويقضى علينا جميعا , وهناك شئ أيضا يؤكد اننا سننجح فى هذا انه لو نجح هذا الثقب فى أمتصاص مجموعتنا الشمسية فبل عشرين الف عام فكيف اذن آستمرت الأرض , هذا يعنى ان الأرض ستنقذ , لايجب ان نفقد الأمل وأن نحاول على الأقل ".
أعادت كلمات يوسف الأمل الى الجميع وفى نفس الوقت شعر الجميع بأرتجافة خفيفة تسرى فى اجسامهم فنظر يوسف الى النافذة وراى منظر تمنى كثيرا ان ينظر اليه مجددا , كانت الأرض تقف شامخة فى الفضاء كما هى لم يصبها اذى بعد , قال يوسف وهو يتجة الى كمبيوتر فجر
-" دعونا نكتشف فى اى عصر نحن الأن " ضغط عدة أزرار امامه ثم أنتظر قليلا الى انت تحدثت فجر بصوت انثوى كان قد أضافت عزة هذة الخاصية الى كمبيوتر فجر حتى لا يضطر الجميع الى قرائة ما يظهر اماهة فى الفراغ .
كانت فجر تقول
-" المكان فضاء المجموعة الشمسية ك-18 , المدار حول كوكب الأرض , عام 4600 قبل الميلاد , عصر بناء الأهرامات كما ذكر فى التاريخ المدون" .
قالت عزة فى جذل وابتسامه تعلو وجهها
-"لقد تمنيت هذا منذ ان علمت اننا سوف نسافر فى الزمن , تمنيت ان اعلم كيف تم بناء الأهرامات ".
قال يوسف وهو يتحرك
-" أعتقد انه من الخطاء ان نهبط الى الأرض بواسطة فجر , فسفينة بمثل حجم فجر سيلاحظها كثيرون وايضا , فجر تحتاج لشحن خلاياها بالطاقة الشمسية الصافية والتى تحجبها طبقة الأوزون عن الأرض, أقترح ان نهبط بواسطة مكوك الطوارئ , فهو صغير الحجم وقد لا يلاحظه احد .وسوف نترك فجر على القمر حتى تستطيع ان تطفئ كل اجهزتها وتقلل الوقت الأزم لشحن خلاياها , فالسفر بسرعة الضوء يستهلك الطاقة بطريقة كبيرة جدا وايضا السفر فى الزمن استنزف كل طاقتها تقريبا .
قالت سلمى
-"هناك مشكلة اخرى لأحد منكم يجيد التحدث بالهيروغليفية , فماذا سنفعل "
قال يوسف
-" لا توجد مشكلة على الأطلاق هناك برنامج تعليمى فى فجر يستطيع زرع اى لغة فى رأس اى شخص فى خلال خمس دقائق فقط , أما بخصوص الملابس , سنسرقها انا ومحمود عندما نهبط , سنستخدم خاصية الأختفاء المؤقت والتى تتيح لنا الأختفاء لمدة لاتزيد عن الدقائق العشر."
وبعد أقل من نصف ساعة كان الأربعة يجلسون داخل مكوك الطوارئ منطلقين الى الأرض فى رحلة الى المجهول ولكن كان هناك هدف واحد فى رؤسهم جميعا , وهو العودة سالمين حتى يستطيعوا السفر مرة اخرى واكتشاف طريقة حتى يصلو فى الوقت المناسب الى العصر الصحيح حتى ينقذو الأرض من نهايتها.
******************
هبط المكوك على اطراف الصحراء الغربية وأستقر على رمالها , كان الوقت مابين الليل والفجر, هبط يوسف ومحمود بخفة من المكوك بعدما تم اخفائة عن الأعين بواسطة تكنولوجيا الأختفاء الحديثة , تحركا بخفة حتى وصلا الى قرية صغيرة ثم ضغط كل منهما على زر فى ملابسة فاختفو تماما , كان بمقدور كلا منهما رؤية الأخر وسماعة ايضا بواسطة عدسات لاصقة يضعونها على عيونهم وجهاز اتصال خاص بينهم , دخل محمود الى احد البيوت لم يكن به احد وعلى ما يبدو ان أهل القرية مجتمعين فى وسط القرية ,وعلى ما يبدو أنه عرس ما.
كان يوسف يتابع التجمع عندما وجد محمود يقول له , لقد انتهيت هيا بنا لم يتبقى غير ثلاث دقائق ونظهر مرة اخرى ولن تجدهم ودودين الى هذة الدرجة.
وصل الأثنين الى باب المكوك قبل لحظات فقط من عودتهما الى الظهور مرة أخرى وفى الداخل وجد كلا من سلمى وعزة فى انتظارهما , وبمجرد ان اعطى محمود الملابس لهما حتى دخلت كل منهما حجرتها حتى تبدل ملابسها وكذلك فعل محمود ويوسف , وعندما خرجتا كان محمود ويوسف فى انتظارهم .
أطلق محمود صفير اعجاب عندما ظهرتا, فكانت الملابس الفرعونية رائعة عليهما وأبرزت جمالهما الرائع.
أما يوسف فحدق فى سلمى كأنه يراها لأول مرة فبالرغم من حبه الشديد لها الأ انه عندما رأها بهذة الملابس شعر كأن فيض من المشاعر تدفق فى كيانة كله وجعلة يتمنى أن يخبرها بكل ما يشعر به .
كانت الملابس الفرعونية لا تظهر شيئا من اجسادهم ولكن روعة الملابس وألوانها بالأضافة الى تلك العيون التى زادت جمالا بسبب مساحيق التجميل التى كان يستخدمها الفراعنة والتى اخذها محمود من ذلك البيت جعلتهما تبدوان كملكتين تستعدان الى الجلوس الى العرش.
قالت سلمى فى خجل وقد احمرت وجنتيها من تحديق يوسف لها وصفير محمود
-" ماذا بكما , اهذة اول مرة تريان أمراءه "
قال محمود هو ينظر الى عزة
-" أقر ان هذة اول مرة لى أشاهد مثل هذا الجمال "
قالت عزة وهى تنظر الأرض وتحاول تغيير دفة الحوار
" لابد ان ننتقل بالمكوك الى مكان اخر فلو رأونا اهل هذة القرية بهذة الملابس سيعرفونها على الفور "
قال يوسف وهو يتجة الى مقعد القيادة
-" فليجلس الجميع فسوف نذهب الى الجيزة حيث سوف يقام أكبر بناء عرفة التاريخ ماضية وحاضرة ومستقبلة , الى أرض الأسطورة "
ماذا سيحدث للأسطول الأرضى فى معركتة ؟
هل ستنجح الخطة ؟
هل تصل سفن البديل فى موعدها أم لا ؟
هل تمر اول رحلة لفريق فجر بسلام أم ستكون هناك كارثة بأنتظارهم فى أرض الأسطورة ؟
انتظرو الفصل السادس الأسطورة