كاتب الموضوع :
اٌنثى السوآد
المنتدى :
الارشيف
من ماضي الوقت تذكار
(13)
أشعر بأن الأحداث المؤلمة دائماً ما تقتلع الأسوأ في دواخلنا ..
وتظل تقتلع وتقتلع .. حتى لا يبقى منا سوى البياض ، الذي يغادرنا فوراً .
لأنه البياض الوحيد الصادق أمام زوبعة من البياض المزيف !
يغادرنا ، ومعه تغادر أرواحنا ..
ونبقى أجساداً ...
:
:
أجساداً فقط !
بشاير الناصر *
في طريق العوده..
سماح تميل برأسها لجهة شادو وتهمس ببضع كلمات
فترد عليها بهمس كذلك....
تطول الهمسات ويتصاعد توتري
اقتربت من شادو واسندت رأسي على كتفها
قلت بصوت خفيض / وشـ تتهاامسون عليه ؟؟
مدت شادو اصابعها ومسحت على شعرري
مآآفييش .. !!
ضحكت سماح بجذل / يااترى خاالي كيف بيكاافيء يزيد ؟؟
اجبتها بعتب ممتزج بالغضب / مزاجي ماايسمح اجااوبك يااجباانه ..
رفعت حاجبهآ بدهشه / الا يااروح ماابعدك رووح .. تبيني اتنح مثلج يااعمري
وتنهدت بعمق / وين بلاقي مثل يزيد ينقذني ؟؟
رديت بسخريه / عز الدين اصلح وااحد .!!
سمااح / لو يدفع ماال قاارون مااتنزل له هااالخاايس !!
العمة سناا / والله مالج حق يااسمااح تهجين وتتركين ياارآ
ولو مآ رحمة رب العاالمين ثم شهآآمة يزيد كاان البنت راحت فيهآ
عضت سمااح اصبعهآ بندم / آآآخ بس .. خسآآره مااكنت مكآآنهآآ ...
اتسعت ابتسامتي / كآآن خليتيه يحمل اكياسك قبل منك
سماح وهي تشد على الاكيااس اللي بيدهآ
/ ايه والله .. دافعه دم قلبي انآآ بكم هالغرض اللي شريتهم
العمة سنا / الحمد لله ماافي اصاابات خطيره ولا وفيات
تسأل سلمان باستغراب / الخاال مشااري مااتصل ؟؟
العمة / من ركبت السيااره ادق عليه ويعطيني مغلق ..!!
شاادو / واناا كمآآن .. كنت ح ئوولوه عاللي حصل .. بس خصااره مااكنش بيروود
كان يتنقل ببصره مابين هاتفه والطريق امامه وهو يتحدث
جاء صوته جاادآ / ماايتصل ولا يرد .. غريبه ؟؟؟
اردف بغلاضه / اكيد وااصلته الاخباار اول بأول ..!!
تفحصته العمة بنظرات مستفسرة / شـ قصدك ؟؟
اجآب بسخريه / بهالفترة بالذات يجي للشرقيه ....
واليووم بالمااريناا بنفس الوقت ..
ومن بد كل هالخلق مااينقذ الا يآآرآ .. يااهي صدف !
عندهآ نظرت له.. شعرت بوجع يصهر عظامي .. ! ..
لم اتخيل يوما بشر بمثل فضااضته وغلاضة اسلووبه .. ولكني
منجذبه اليه ..!!؟
نعم وسيم . ..؟؟
من غير المعقول ان تكون وسامته سبب لانجذابي له ..!!
فالتصقت اكثر بشاادو لعلها تبعث بروحي القليل من الطمئنينة
شادو / بتؤصد إيه ؟؟
أجآبهآ بابتسامة خبيثة/ انتي آدرى ست شااديه ... !!؟
تدخلت سماح / قصدك ان خاالي مكلف يزيد بمرااقبة ياارآ ومتاابعتهاا ؟؟
واكملت بابتسامه بلهااء / آآحلى ياابودي جآآآآرد ..
العمه سنا / الله يكثر خيره ويفرح اهله فيه ..
ان كاان من نفسه والا مشااري قاايله .. مااتفرق
سلمان / عندج مااتفرق يمه .. بس عند يزيد بتفررق حيـــــل
بتصير تطورات بحيااته عمره ماايحلم فيهاا
والتفت نصف التفاته لجهة شادو / والا ايه ياا ست شاديه ؟
شادو / ماابعرفش انتا بتئصد ايه بكلامك
بس اللي فهمتو من اخته انهم ارايب ساارة وعااوزين يحضررو الجوواز
زفر بشده و تمتم بكلمات مبهمة
وأنطلق يسابق قوافل السيارات المكتظ بها الطريق
تنهدت بضيق .. وانا اسبق سمااح لغرفتهآ وارمي بجسدي على سريرهاا
دخلت شادو بعدي بقليل ثم سألتني عما اذا كنت أريد شيئآ...
نفيت أي حاجة لي ... فخرجت شادو لانفرد بنفسي في الحجرة ..
احدق بالسقف المتآكل قدمآ..
واعترف اخيرآ بان هناك مشااعرغريبه بدأت تغزوني .. تستثير قلبي كما الوجع
عاجزه حتى عن تسميتهاا او سبب استهدفها لكياني المنهك ..
أنهرت على السرير وأنا أشهق كطفل خائف .. ! ..
خارت قواي وكل جزء فيني .. ! ..
أبكي غضباً .. حزناً ... ضعفاً .. خوفاً ... ! ..
كان بكائي خوفآ أكثر من أيِ شيء آخر .. ! ..
... إلهي !. ؟ .. أي رجل هذا الذي أحببت .. ! ..
""
لم تكن مستغرقه كليا بالنوم عندما فُتح الباب في وقت متآخــــر
فهبت ترتكز على احدى مرفقيها وتطلعت ورائها
عســـــــآف .. لا تفتح النور .. ولاتسوي ضجه .. تعباانه حدي
اغمضت عيناها بشده ورمت رأسها على الوساده بملل
اثار تصرفهآ اضطرآبه فتطلع نحوهآ بنظرة ملؤها الغضب
هبـــــه.. وشـ هالاستقبال البارد ..؟؟
وادار مقبس النور ببطء
ورفعت يديها الى وجهها..لاخفاء معالم الألم والبؤس والأسى
صرخت بغضب / حرآآم عليك ..
لم يبدو عليه اي اهتمام فزاد غضبهآآ
عســـــآف .. طفى النوور
تجاهل طلبها وهو منهمك بتبديل ملابسه
نادته /عســــــــآآآآف
اجآب / هآآآآآه
تلعثمت ثم انطلق السؤال منها / وين كنت ؟؟
قطب جبينه بحزم .. حمل منشفته ودخل الحماام و نظرات شزره من عينيهآ تترصده
جلست تنتظره .. وكلهآ مهانة ..!!
شعرت بدموعها المالحه تسيل على وجنتيها
فمسحتها بظهر كفها.. ورفعت نفسها لتستند على واجهه السرير
خرج بعد دقائق وكأنه ازاح بعض من ضيقه بعد الآستحمام
استرخى على طرف السرير وهو يجفف شعره بالمنشفه
صاحت به معاتبة / تآخرت كثيـــر .. وقلقت عليك ...
اجابها بعصبيه / اتصلت فيك كثير وماا رديتي .. وين كنتِ ؟
رفعت كتفها بلا مبالة / وين بكوون يعني !!؟
استلقى باهمال / منهك وابي انآم ..
سألته بنزق / كيف الاجواء ببيت عمك ؟؟
قال مزمجراً وشررات السخط تنبعث من عينيه
هبه .. ابــــــي انآآآآم
نهضت بعصبيه / واناا طاار النوم من عيووني .. وكله بسبتك
هب واقفا وحمل وسادته واحدى الاغطية من على السرير
وخرج دون ان يلتفت لهاا ..
أغلق الباب بوجهها .. وتركها غارقة بذهولها وخوفها.. ! ..
""
..كالاستيقاظ من كابوس ! ..
شعرت بأني سأستيقظ لأجد كل شيء عاد كما كان .. !
لكني افقت على حركه غير عاديه ..و رائحه العود والبخور تفوح بارجاء البيت
كان واقعي حقيقيــآ ..
فآجأتني به أيامي وفرضته علي ظرووفي ..!!
كنت ادرك حجم مأساتي قبل ان اغشاااهآ ..
واعلم انني اسير في درب مظلم شائك لمستقبل اكثر ظلآماً واعتاماً...
تدافعت الاصوات الصغيره الى أذني لتزيح جبال الهموم التي تعج بها نفسي
نظرت امامي مبااشرة حيث وقفت نور وبجوارها فهد متأنقون بملابسهم
تعبق من اعطافهم رائحه جميله ..!!!
ابتسمت نور برقه وهي تقوول / متى بتلبسين فستاان العروسه ؟؟
مئات الافكآر تزاحمني هذة اللحظه..ابتلع حرووفي ..
وأجد الدموع تخنق صوتي ..فأعجز عن إخبارهآ بما تريد..!!
لمست كتفي وهزتني بلطف / مو انتي عرووسه .. وين فستانك الابيض
ووين التسريحه ...؟
قااطعتها بدور التي ظهرت فجأة ..
نوور ... تعالي انتي وفهد شووفي المطبخ ملياان حلوياات وكيك ..
قوولي لسريااتي تعطيكم اللي تبوون ...
واكملت باهتمام /.. قوومي البسي .. الرجاال ينتظر مع بااسم
تلعثمت / و ديمــــــآ ..وينهآآ..؟؟
/ مدري .. امس رجعنا وهي ناايمه .. واليوم ماشفتها
نكست رأسي بأسى / اكيد درت باللي قااعدين نسوويه
مسكتني من معصمي وحثتني على النهوض
قوومي زيوون الله يرضى عليك ..
فغرت فاهي لا احير جواباً..
ثم دفعتني بيديها لداخل الحمام .. وهتفت / بســــرعه .. ماانبي نضيع وقت
فقط رششت على وجهي بعض الماء البارد لعله يوقظ ملامحي الميته.. وخرجت ثم تناولت عباءتي وارتديتهآ
مشيت بلا اختيار .. وبدور تلوح لي بيدهآ ...وكأنها تتخلص من عبء كبير اثقل كاهلهآ
ودلفت الى المجلس كالمسيره .. وانا لا أرى او آعي مآحولي ..
مسكت قلم الحبر ووقعت حيث اشاار لي بااسم ..
اخترق أذني صوته رائقاً / مبرووك ..
انآ زوجته الآن .. زوجة لـمشاري بشحمه ولحمه !!
خرج باسم بصحبة الشيخ الذي عقد القرآن ..
هو وانـــــــآ .. يفصل بينه وبيني اقل من نصف متـــر ..
تراجع للخلف وجلس مسترخياً.. اشار بيده للمساحه الخاليه بجواره
اجلسي يازينه ..
جلست حيث اشار تماما.. فوضع يده السمراء على يدي وهمس / الف مبروك..
مضيت ارتجف بعنف ..ماذا اقول ..؟ وكيف اتكلم ..!
رائحته المميزه تقتحمني بعنف ..وتحاصرني من جميع الجهات
لتصلني مع ذبذبات الهواء والتي اتنفسها مباشرة
جاء صوته قريبا ومطمئناً /
ارفعي اللي على وجهك ابي اتعرف عليك اكثر ..
ابتلعت غصة في حلقي .. ربما هي غصة ألم
وانا احاور نفسي وخوفي من ديما يشلني حتى الصدمة
اي حمق .. واي جرأة..وماهذا الذي نفعله ؟؟
وكأنه يقرا أفكاري .. ضغط بيده على اصابعي المتجمده
ورفع بيده الاخرى غطاء راسي ..
صمت مشاري بعدها للدقائق عدة ..فرفعت وجهي اليه
لاجده يحدق بملامحي هائماً..!
مشاعر كثيره تختلط بدآخلي ... خليط من الخجل والغضب
والخوف ..الترقب والمرآآره ..
ماموقف ديماا حيال تصرفنآ هذآ ..
انني لم افعل جرمآ استحق عليه العقــــآب .. انني فقط...؟؟!!
وكمارد خارج لتوه من قمقمه ..ظهرت ديمــــآ لا أدري من ايـــن ؟
نظرت إلــي نظرة صاعقه قاتلة ارتعدت لها فرائصي ..
""
|