ـــــــــــــــــــ
اليوم: السبت ..
المكان: صالة بيت امـي لطيفة ..
الوقت: الرابعة مساءً ..
ـــــــــــــــــــ
(شـذى)
نزلت نظرتي المنكسرة للأرض ... عشاني ما أبي أشوف عبير .. الموهومة .. الليللحين أووب مصدقة ... على أن الأجواء حولها ... ووضعية الكـل .. والدمووع .. والغبنفي وجيهنا .. وكل شيء كل شيء يثبت لها ... أن أبـوي الغالي رحـل ... أبـوي .. الليعنده عبير بالدنيا .. رااح .. الله يرحمه برحمته ... والله يغفر لـه .. الله يسكنهفي عليين ..
آآخ الله يعينها وبس ...
رفعت عيوني لأمي لطيفة لما سمعتها تناديني ..
تقدّمت لها ومسكتها ..
مشينا الى ان دخلنا بالصالة ..
أمي لطيفة ..: يـمة شذى ليه تركتي الحريم وجيتي هنا ... جايين لـتسيعزونتس ... وأنتي تاركتهم ...
نزلت راسي .. وأنا اقدر ارفعه عقب أبـوي ..
بهدووء : جيت أشوف عبير ...
امـي لطيفة : وعبير وينها .؟؟
شذى : هذي هي هنا .. عبير تعالي سلمي على أمـي لطيفة ...
تحركت عبير ببلادة .. بـ عكس أمس وقبل أمس والأيام اللي راحت .. لماكانت تتحرك بنشاط .. وكنها نحلة ...
سـلمت عبير على امي لطيفة وحبتها على راسها بهدوووء ...
أمـي لطيفة : لا هذي أووب عبير .. هذي وحدة ثانية .. تلعبين علي !...
التفت لـ عبير .. طالعتها وكني أقول .. اثبتيلها ياعبير انتس عبير ....
عبير تجمعت الدمووع في عيونها .. نزلت راسها ... ومازالت يدها في يـدأمي لطيفة ...
وبصـوت متهدّج : الا يايمة .. أنا عبير ..
أمي لطيفة : أنتي عبير .. بس .. أووب عبير محمد .. عبير محمد غيير ...
سحبتها أمي لطيفة لحضنها ...
وأخيرا .. طلعت اللي في قلبها وصاحت ....
التفت عنهم وأنا ما أبي أشوف المشهد المؤلم هذا .... عبير تصيح .. وأمـيلطيفة على وشك ...
من صوتها ماقدرت امسك نفسي .. وصحت .. لأول مرررة .. من عقب صيااحي فيالمستشفى .. لأني عقب ماشفت أبووي .. وصحت .. خلااص كني طلعت اللي في قلبي ...
وماصحت الا ألحين ..
حتى عماتي يوم عزّنـي .. ماصحت ... كنت قـوية .. الى أن ابكتني أختيالصغيرة ...
ما أحد يتصور .. كثر الألم اللي كنت أحسه لما أشوفها .. موهومه ومهمومه... وأحس اني حزنت لها أكثر من حزني علي ....
كنت ودي افهمها .. وودي تستوعب .. خلاص يكفي دقايق تعيشها ضايعة .. بينالصدق .. وخيالها ....
بـزر .. وألمها أكبر منها .... الله يعينها ..... لا أمـ .... ولا أبـويداريها .... ياارب ارحمها برحمتك هالبنت ...
يارب ارحمها .. يامن رحمتك وسعت كـل شيء ...
الله يعينك على هالدنيا ياعبير ....
حاولت اكفكف دموعي ....
بعد ما غاب اللي شوفته بس .. تفرج أساريرنا ..... صرنا حنا اللي نكفكفدموع بعض ...
التفت وجلست عند امي لطيفة ... اللي بحضنها عبير .... اللي غرقتبدموعها ... وصوت صياحها طالع ...
يرحم زمان أوول ..
ماكان أبـوي يحب يسمع صوتها زعلانه .. وشلوون عااد وهي تبكي علييه ... فاقدتهأكـيـد .. وفاقدة حنانه .. ودلـعه .. وحبه لها .. حتى لـو يكون أبونا قاسي علينا ..بنفقده ...
سمعت صوت عمي ينادي ...
قمت لـه ..
عند الباب عمي ناصر معه صينية فيها كاسات مويه الجاهزة .. فاضية .... بعضهامراكبينه فوق بعض .. وبعضها مفكوك نصف القصدير وبعضها القصدير مكّور ومرمي في نصالكاس .. وبعضها في نصه مويه ... آخذت الصينية منه ..
عمي ناصر ..: وش أخبارتس يا بنت أخوي ..
ابتسمت اطمنه : الحمدلله ...
عمي ناصر بذات الاهتمام : وش أخبار عبير ..؟؟
طالعته بألم : مثل ماتسمع ...
عمي ناصر منصدم : هذاا صووت عبيير ..!!!!
هزيت راسي بألم .. وكمل أسألته .. : اقدر ادخل ولا فيه أحد ...
وانا التفت ماشيه لما خلص اسأله : لا مافيه الا امي لطيفة ..
عمي ناصر : أحس أنتس ارجهنيتي يوم سلمتي على أبوتس ..
ابتسمت تأكيدا على كلمته ..
وقبل لآرووح للمطبخ .. سمعت أمـر منه : حطي كيسان جديده همااه ..
شـذى : ان شاء الله ...
رميت الكيسان المستخدمة في الزبالة بعد ماكبيت الموية اللي فيها ... وفتحتالكرتون الموجود على الطاولة .. وبديت اصف الكاسات فيها ...
في الشتا .. والناس تشرب ماء بهالكـثر ...
ماشاء الله وبـس ...
طلعت بالصينية بـعد مامليتها .. وحطيتها على طاولة الصالة .. اذا خلصعمي مسلم على أمي لطيفة يآخذهن ...
عمي ناصر يرفع نفسه .. ويأخذ كاس .. فتحه .. ومـدّه لـ عبير ...
عمي ناصر : عبير خذي اشربي .. ولايضيق صدرتس ... حنا كلنا عندتس ماراحنخليتس ... تبين شيء .. كل عمانتس تحت أمرتس .. وخوالتس أووب مقصرين عليتس أنتيوأخوانتس بـشيء أبـد .. ماعليتس لاتشيلين هم شيء ... عندتس أختس شذى .. اللي تبينهقوليله ولا تستحين .. حنا أهلتس ياعبير .... ترا كلنا ضايقتن صدورنا على أبوتس .. بسوش نسوي ... ماسوينا مثلتس ترانا .. وما نقول الا الحمدلله على كل حال .. وإنا للهوإنا إليه راجعون ...
أمي لطيفة رفعت بصرها المعدووم للسماء .. وهي تحاول تصبِّر نفسها علىشيء مدري وشو ...
أمي : ناصر .. مايبوون مووية الرججال ؟؟
ناصر يقووم ..: الا قمت اروح بـه ...
آخذ الماء وطلع ... التفت لـ عبير اللي كانت متسندة على أمي لطيفة .. وخااوية.. وهيئتها تقول أنها بتنووم ...
من قلبي .. اتمنى لها الراحـة .. الله يعينها بس .. قـمت ورحت للمجلس ..اللي كان فيه حريم ...
تقدمت وجلست جمب عمتي أسماء .. وأنا منزلة راسي وماكنت منتبهه للزودالموجودين ... الى أن فاجأتني وهي واقفة قدامي تسلم .. بسرعة صلبت طولي .. عـزتني ..وراحت ...
المفاجأة اللي سوتها لـي ذكرتني لما كنا بالمسجد .. فاجأوني حرمتين ...أصير أهوجس .. وهي فجأة من دون ما انتبه تنط تسلم .. على كـل حال .. الله يجزاهنخير ...
*
*
*
ـــــــــــــــــــ
اليوم: السبت ..
المكان: مجلس بيتنا ..
الوقت: الرابعة والـنصف مساءً ..
ـــــــــــــــــــ
( ناصـر )
وقفت لأجل أسلم على الثلاثة اللي جايين لتأدية واجب العزاء... كان أبوسعد .. وعياله .. عبدالله وسعد ... عبدالله اللي اعرس الاربعااء ...
امتلى المجلس بصوتهم وهم يدعوون ويعزووون ...
ابـو سـعد يسلم علي : لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليهراجعون ...اصبر واحتسب الأجر عندالله ..
جاوبت وأنا منكس راسي : جزاك الله خير ..
أبـو سعد : الله يغفرله ويرحمه .. ويجمعنا به في الفردووس الأعلىآآميين .. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ...
كان يدعي وأنا اردد : آميييين ... آميييين .... آآميييييين ...
سـعد يسلـم : عظـم الله اجركم .. الله يغفر لـه ويرحمه .. ويسكنه فيعلييين .. اللهم ثبته عند السؤال ...
ناصر : آمييين .. آميييين .. آمييييييييين ... الله يجزاك خير ..
عبدالله : عظم الله أجرك وجبر ربي عزاك .. الله يغفر له ويرحمه ..
ناصر : الله يجزاك خيير .. آمييين .. آميييين ...
دخلوا وجلسوا .....
وبدوا يتكلمون في أخوي محمد .. كـ موال حفظناه .. أنـه رجال طيب .. ويرجالهكل خير .... والله يغفر لـه ..
آآمين ... جزاكم الله خير ...
هذا النموذج البسيط ... يدخل كـل ثلالث دقايق .. واحد .. بنفس الطريقة ...
أبو سعد وعياله .. مجرد مثال .. وبيقضي العصر على هالحال ...
الله يرحمك وبس يا أخـوي ...
... التفت لـ عبدالعزيز اللي كان جالس وحاط يده على خده ومنزل راسه ...وما استبعد أنه نايم ...
أنا وهو أنا فيني نـوم ... اتوقع حتى هو بعد فيه نـوم ...
قمت ورحت جلست جمبه ....
سألته : فيك نوم ..؟؟
رفع راسه وحاول يركـز : همممه ...
عدت كلامـي : فييييك نوووم ؟؟؟ ولاا عاادي ...
عبدالعزيز : فيني نـوم بس .. عااادي ... بعد العشاء نحااول ننوم ....
هزيت راسي : ان شاء الله ...
طاحت عيني على رجله اللي مادها شووي ..
سألته وأنا ارفع ثوبه عن باقي الجبس : شخبارها رجلك ...؟؟
عبدالعزيز : الحمدلله ...
لفت انتباهي شخابيط زرقاء .. على الجبس الأبيض ... اوووب شخاابيط .. مطووية.. محاضرة كاملة .... مدري منهو ذا اللي ما صـدّق يمسك القلم ....
رفعت نفسي بشوفها .. وأنا اسأل بفضول : من اللي مشخبط ؟؟
سحب عبدالعزيز رجله .. وابتسم ابتسامة مغصوبة ... : شخابيط قديمة ...
التفت لـه وانا أستغبي جوابـه .. : أمسسسسس صاير الحادث متى أمداه ذااللي مشخبط يشخبط .. ومتى امدا الشخابيط تصير قديمة ..؟؟
تحولت ابتسامته لـ ابتسامة متألمة .. : الحادث صار قديم .. لأن فيه شيءأجدد منه ....!!
سبحان الله ... سحبت نفس .. لعلَّ صدري اللي ضاق يـتوسع ...
حاولت أكمل سواليف وأحاول أخلي الوضع ايزي ...
ناصر : طيب بس قلي منهو ...!!
ابتسم وكن ابتسامته تهمس ( يا لقفك ..!! )
جاوب عشان مايتعرض لـ حنة واحد ملقوف .. بهمسة متألم : أبــوي ...
كانت نبرته هادية ... وكنه يقوول في نفس الوقت ... ارتحت يووم عرفت ....!!
ماكنت متوقع ولا واحد بالمية آنـه يكون أخوي محمد ......
سـكت ... حسيت أنه ماكان لـي داعي يووم اسأل ....
بس تملكني فضوول عجيب أني ادري وش مكتووب ..!!
لـكني احترمت نفسي ... وقمت عنه .. أصرف لـي .... و لـه ...