كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لقد أرادت ليان ان تذهب الى أي مكان على سبيل التغيير حتى ولو كان معنى ذلك انها ستمضي الوقت مع ريكاردو .انه الشخص الوحيد الذي يمكنها التحدث اليه ببضع كلمات انكليزية . ورغم انها تتقدم في تعلم اللغة الاسبانية الا أنه ما زال امامها الكثير .
وخلال الاسبوع الاخير سارت الامور في نمط منسجم . كانا يلتقيان عند تناول وجبات الطعام ويلتقيان أيضا خلال النهار , الا أن ريكاردو كان يمضي معظم الوقت بعيدا عنها حتى يتجنب البقاء معها لفترة طويلة . ولم تكن تلومه فقد كانت تعلم اضطراره للعمل في الاشراف على مزرعة مندوزا . والعرض الذي قدمه اليها أصبح الان حقا مسلما به لريكاردو ولا يمكنها ان ترفضه .
أحضر لها ريكاردو قبعة تشبه قبعته التي قال من قبل انها كانت ملكا لأمه . وهي محشوة من أعلاها للوقاية من الصدمات عند السقوط , مثلما تصورت , اذ يبدو أنه لا يسقط من فوق الخيل في تلك المناطق سوى النساء . وتوجها سويا الى اصطبل الخيل القريب من المنزل .
أثناء اعداد السرج على ظهر الحصان الذي ستركبه انتهزت الفرصة لتلقي نظرة أخرى على واجهة المنزل وهي لا تصدق أنه منزلها ولو لفترة محددة .
منتديات ليلاس
أن بيتا كبيت مندوزا يحتاج الى اطفال لخلق جو عائلي . هذا ما فكرت فيه ليان وهي تحس بعضلات صدرها تنقبض قليلا . ولكن لن يكون في هذا البيت أطفال بالمرة لأن ريكاردو لا يرغب بالزواج الدائم . وعندما ترحل سيعيش وحيدا الا من الخدم . وسوف تتولى إينيز بلا شك رعايته الا انها عجوز لم تتعود على التحدث كثيرا . فالى من اذا يلجأ رجل في مثل ذكائه ومعلوماته من أجل التنشيط الذهني خلال السنوات المقبلة . مهما كانت الاختلافات بينهما فقد اتاحت له على الاقل قدرا من التنشيط الذهني من خلال مسائل ناقشاها أثناء الفترات القصيرة التي أمضياها معا .
وأحضر السائس انثى الخيل التي اعتادت ليان ان تتدرب عليها وأوقفها الى جانب الحصان الاسود الضخم الذي يركبه ريكاردو عادة ولاحظ ريكاردو ان انثى الخيل تصدر عنها حركات عصبية عنيفة فنهر السائس وطلب منه احضار غيرها . وقال لليان انها لو ركبتها لكان في ذلك خطر مؤكد على حياتها وأضاف :
"ألا يعتقدون ان الحصان الخاص بي صعب جدا في قيادته ؟"
" ولماذا تركبه ما دام صعبا في قيادته الى هذا الحد ؟"
قالتها ليان وهي تخفي اضطرابها وهي لا تعرف أي حصان آخر سوف تركبه بدلا من ذلك الذي اعيد الى الاصطبل . فقال لها ان السبب في ذلك هو ان الحصان الخطير يجعله ينشغل به ليس فقط بيديه اللتين تمسكان بزمامه بل ايضا بعقله .
"ان أحدا لا يمكنه يسيطر على هذا الحصان والتفاهم والصلة القوية التي تربط بين الرجل والحيوان لاتمنع ميل الحيوان الى طبيعته وحياتك كانت ستتعرض للخطر الشديد ."
وأطلقت ضحكة مصطنعة وهي تقول :
"كنت ستهب لأنقاذي بلاشك ."
ولاحظت أنه يرفع أحد حاجبيه وهو يقول :
"أواثقة أنت من هذا ؟"
قالها بلهجة جعلتها ترد عليه باندفاع :
"نعم فأنت تريدني أن أظل على قيد الحياة للوفاء بشروط وصية ابيك أليس كذلك ؟"
فضغط على شفتيه وهو يقول :
"ليس بالضرورة , فالشيء الوحيد الذي يؤدي الى الخلال بشروط الوصية هو تعمدك الرحيل قبل انقضاء الفترة المحددة . ويمكنني ان اؤكد لك إنك لن ترحلي . هيا ان حصانك جاهز ."
وتبعته ليان الى حيث يقف الحصانان في انتظارهما وقد ارتسم على شفتيها تعبير ساخر . كانت ترغب في ذلك , ولكن ريكاردو ليس الرجل الذي يجعلها تفلت بفعلتها بدون ان ينزل بها العقاب . كالميتة ليس لمدة ستة أشهر فقط وانما الى الابد .
|