كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وسمحت ليان لنفسها بأن تغادر منصة الرقص عندما ضغط بيده اسفل مرفقها . كانت تشعر باضطراب وقلق و يساورها قدر كبير من الشك , ولكن هل كان امامها سبيل آخر . فبقاؤها هنا في الملهى امر بعيد عن التفكير , حتى لوقبل ريوس ذلك وكل ما يمكنها فعله ان تذهب مع الرجل الذي احسن اليها وهي تأمل انها تستطيع التصدي لاية متاعب أخرى قد تواجهها في المستقبل .
ولم يعترض احد سبيلها وهي تصعد غرفتها في الطابق الثاني .
ونظرت الآن الى غرفتها بنظرة جديدة وتجنبت النظر الى السرير المغطى بالحرير , انه مكان على مستوى عال جداً وهو ما يتضح من نوعية الاثاث والديكور , وكان يجب عليها ان تشعر بزهو لأنها أصبحت أهلاً لأن تعمل في هذا المكان . ونظرت الى انعكاس هذه المشاعر على وجهها في المرآة الضخمة المعلقة فوق السرير وابتسمت ابتسامة ساخرة .
عاد اليها لونها الطبيعي من جديد . وكانت تعرف أن لها وجهاً جذاباً ولكنه قطعاً لم يكن على درجة كبيرة من الفتنة . وحذرها بعضهم من ان جمال الشعر والبشرة هو نقمة وليس نعمة في هذا الجزء من العالم .
وعاودها سريعا الشعور بالقلق عندما تذكرت الرجل الذي ينتظرها . ستكون في مأمن ... هذا ما قاله لها , ولكن كيف لها أن تتأكد من صدق كلامه ؟ هذا الرجل ريكاردو مندوزا غريب عنها ليس الشخص الذي يمكن تجاهله بسهولة . وفي أي حال أدركت أنها تخرج من موقف كريه لتقع في موقف آخر مماثل . لكنه ليس أمامها في تلك اللحظة الا أن تثق فيه .
كان ينتظر عند نهاية السلم الحديدي عندما هبطت أخيراً وهي تحمل حقيبتها وبحركة من أصابعه استدعى أحد الخدم الذي سارع بحمل الحقيبة , وسبقهما نحو الابواب الخارجية . ووقف ريوس يرقبهما من جانب بعيد في القاعة . وكان من الصعب معرفة انطباعاته من خلال الجو المفعم بالدخان . وهو ان كان يعترض على ترك ليان للخدمة لديه فانه بالتأكيد لم يقم بأي تحرك لمنعها من الخروج .
منتديات ليلاس
وخرج الاثنان من باب خلفي ليصلا الى شارع خلفي يلفه الظلام والجو الحار . وكانت سيارة اجرة تقف منتظرة , ومنح ريكاردو بعض المال للخادم الذي حمل الحقيبة ودلف الى داخل السيارة خلف ليان , وأعطى السائق اسم أحد الفنادق .
ولزمت ليان الجانب الذي تجلس فيه في المقعد الخلفي وهي متنبهة وحذرة تماما لوجوده معها في الظلام , وأحست بالارتياح عندما خرجت السيارة من الشارع الخلفي الضيق لتدلف الى طريق عام يعج بالناس والسيارات . وكانت الاضواء المتعددة الالوان تتلألأ في كل مكان لتبهر الابصار .
وملأ سمعها صوت الموسيقى المذاعة من الراديو . وسألته وقد نفذ صبرها ولم تعد تحتمل مزيداً من التوتر :
"ما الذي قلته لريوس ."
فهز كتفيه استخفافاً وقال لها :
"لم أقل له شيئاً , كان راضياً عن السماح لك بالانصراف ."
وأخذت ترمق وجهه الذي توهج بوميض الاعلانات الضوئية وسألته :
"هل أعطيته مالاً ؟"
ورد عليها :
"طبعاً . والا فكيف يمكنه ان يتحمل خسارة مثل هذا الدخل المنتظر ."
وارتفع صوته وهو يقول لها بسخرية :
"ريوس رجل يزن كل شيء بميزان المال , طلب ثمناً غالياً للتنازل عنك ."
فصاحت فيه بلهجة يائسة :
"ولكنني لا أستطيع ان أرد لك الثمن فوراً على الاقل . هل لك أن تخبرني بالمبلغ الذي أدين لك به ؟"
فقال لها وهو يرفع يده لانهاء الكلام في هذا الموضوع :
"لا جدوى من ذلك . وعندما تصلين الى الفندق سوف تتوجهين الى غرفتك مباشرة وغدا سيكون وقت للكلام ."
|