كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
"كنت أكرهه قبل ذلك بوقت بعيد , وانت لا تعرفين شيئاً عن هذا ."
" أسرد لي القصة حتى افهم ! "
فأخذ ريكاردو يحدثها عن حياة الابتذال التي كان يحياها أبوه ورغم ذلك فأن امه ظلت تحبه واخذت تذبل شيئاً فشيئاً وجمالها يخبو وشبابها يذوي من يوم لآخر حتى اصبحت تبدو اكبر من عمرها الحقيقي , وقال لها انه يعتبر أباه السبب في تدهور حالتها على هذا النحو , فسألته عما منعها من ان تأخذ ابنها , أي ريكاردو وترحل عن أبيه , فقال لها إنه ليس من السهل بالنسبة الى المرأة الارجنتينية ان تفعل هذا وأضاف قوله ان كارلوس جاء ليعيش في المنزل بعد مضي شهر واحد ليس الا على وفاة أمه , وكان ذلك بتدبير من أبيه الذي راقه ان يجعل من اخيه غير الشقيق غريماً لريكاردو , وطالما هدد على جعل كارلوس وريثه الوحيد .
منتديات ليلاس
ومضى ريكاردو قائلاً :
"ولا شك ان كارلوس ابنه فهو وانا متشابهان في الشكل والسلوك , وقد بذل أبي وأخي غير الشقيق كل جهد مستطاع لحملي على ترك ارض مندوزا بمشيئتي , حتى لا يمكن لأحد ان يدعى انني حرمت من ميراثي الذي أستحقه , ولكنني أنا من جانبي كنت مصمماً ألا أنفذ مشيئتهما , فلم أترك مندوزا ."
وتخيلت ليان أي نوع من الحياة كان يحياها ريكاردو ورثت لحاله وقالت له :
"لا ألومك فلو كنت مكانك لتصرفت كما فعلت أنت ."
"كنت ستفعلين هذا بكل تأكيد ..... وأنا اخترتك لتساعديني في الاحتفاظ بأرض مندوزا بسبب الروح التي تتحلين بها ."
" ولأنك كنت يائساً وأوشك الوقت ان ينفذ ."
"هذا صحيح , ودفعني الحظ الى ملهى ريوس في تلك الليلة ...."
ثم نظر الى وجهها وهو يتفحصها وقال لها :
"هل ما حكيته لك يساعدك على تفهم السبب . الذي يجعل من الصعب أن اكون مديناً بأي فضل لكارلوس ."
" الخلاف بينكما عميق ."
" ولكنك ما زلت تعتقدين بضرورة قيامي بخطوات لانهاء العداء ."
" وهل تفيد تلك الخطوات في تغيير ما حدث ؟ إن أباك هو الذي غرس روح العداء بينكما , ولو ظللتما على ما انتما فيه من عداء , لكان معنى ذلك ان اباك انتصر , اليس كذلك ؟"
فرد عليها في حدة :
"كلا انه لم ينتصر بالمرة فقد فزت بأرض مندوزا , وفاز كارلوس بايزبيلا ."
ولم يكن ثمة ما يدعو الى التنويه بهذا فقد كان كل شيء واضحاً على وجه ريكاردو . وقالت ليان في ألم :
"كارلوس يحب ايزبيلا , أنا واثقة من هذا , ربما في البداية كان يريدها لنفسه لمجرد أنك تريدها , لكن الامر يختلف الان ."
فنظر ريكاردو الى الفناء وقد وضع يديه في جيبيه وقال :
"آمل هذا , من أجل ايزبيلا . غدا سننتقل الى الجناح الاخر , أما الليلة فسوف تنامين معي هنا ."
" ولكن رأسك ...."
فقاطعها وهو يضحك ويقول :
"رأسي لن يسؤ حاله اريدك معي يا ليان فهل تحرمينني من هذه الرغبة ؟"
وأدركت ليان أنه يريدها معه لمنعه من التفكير في ايزبيلا , الفتاة التي أحبها وفقدها , الفتاة التي كان سيتزوجها لو لم يسرق أخوه قلبها . كانت تحس ببعض مشاعره من قبل وهذا لن يخفف عنها الالم الان . ولكن ما الفرق ؟ إن شيئاً لم يتغير , تستطيع ان تمنحه ما يحتاجه منها الان بصفتها زوجته , وقالت له وهي تلمح الى شيء معين :
"لن أحرمك أي شيء تريده , إن الوقت متأخر , أليس كذلك ؟ هل اطلب طعاماً ؟"
" كلا سوف ننزل الى الدار فكل منا يحتاج الشراب ."
وأدركت ألا سبيل الى أثنائه عن أي شيء يريده , فتلك هي طبيعته وشخصيته , فهل تراها كانت تحبه لو اختلفت شخصيته عما هي عليه الان ؟ ان طباعه هي جزء من نفسه , وهو الان جزء منها .
نهاية الفصل الحادي عشر
|