كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
واعترفت ليان بينها وبين نفسها بأنها فعلاً تحبه برغم أنفها وبرغم الاسباب المعروفة , وهي لن تتركه يموت , لمجرد ان هذا الرجل الماثل أمامها يكرهه الى درجة لم تكن تتصورها من قبل . وصاحت فيه بانفعال :
"يجب ان تلوما اباكما لا ان يلوم كل منكما الاخر . لا يمكنك ان تترك ريكاردو هناك , مضرجا بدمائه , لن اسمح لك بهذا ."
فصاحت ايزبيلا في كارلوس وهي تتصب عرقاً وتهز ذراعه كي يهب لانقاذ اخيه , وبعد تبادل النظرات قال كارلوس :
"سأقوم باعداد سيارة , وسوف نحتاج الى حشية وبعض المخدات لفرشها في مؤخرة السيارة ."
وعندئذ اخذت ايزبيلا تشكره وهي تربت على صدره بيدها وعيناها مغروقتان بالدموع , وطلبت من ليان ان تستريح وقالت لها انه سيتم العناية بأمر ديابلو . واسلمت ليان لجام الحصان الى احد الخدم وسارعت بقولها :
"سأعود بالسيارة ."
فردت عليها ايزبيلا :
"لن تستطيعي العودة بعدما قمت بتلك الرحلة الطويلة , قل لها يا كارلوس ألا تذهب ."
فابتسم كارلوس في سخرية وقال :
"انها زوجة ريكاردو وليست زوجتي ."
وشكرته ليان في رقة ولكنه قال لها في جفاف , انه يفعل ذلك فقط لأنها هي وزوجته طلبتا منه ذلك , وان ريكاردو نفسه لن يشكرها لانها حضرت الى هنا .
وقالت ايزبيلا , عندما انصرف زوجها لتفقد السيارة , ان هذا صحيح , فكل من الاخوين يتسم بالتصلب والقوة ويفضل الموت على ان يلتزم بشيء تجاه أخيه . وطلبت منها ان تساعدها في اعداد حشية وبعض المخدات لتوفير الراحة لزوجها وهو في طريق العودة . وقالت لها ان الرحلة ستكون طويلة لأنه يجب العودة ببطء ان كانت متاكدة انه اصيب فعلاً بشرخ في الجمجمة وهو ما تأمل الا يكون صحيحاً , فردت عليها ليان بأنها لم تتمنى في حياتها ان تكون مخطئة في شيء مثلما تتمنى ذلك الان .
ورغم ان ليان كانت مجهدة وتشعر بألم شديد في ساقيها كلما حركتهما بسبب احتكاك السرج بهما مع عدو ديابلو السريع , فأنها لم تشأ ان تقول ذلك لايزبيلا والا منعتها من العودة الى التلال . وعندما طالت فترة اعداد السيارة بدأت الشكوك تساور ليان في ان كارلوس غير جاد في اعتزامه الذهاب لنجدة ريكاردو , وفجأة سمعت صوت السيارة تنطلق بدونها فصرخت بدون جدوى ,ودرات نحو الطريق الذي ستسلكه السيارة , ولما رآها كارلوس طلب من السائق التوقف فقفزت ليان فوق الحشية الموضوعة في المؤخرة وهي تنظر الى كارلوس في تحد .
قطعت السيارة المسافة من مزرعة ريخا الى الموقع الذي يرقد فيه ريكاردو جريحاً في اقل من ساعة , بينما قطعت ليان تلك المسافة على ظهر الحصان في اربع ساعات .
منتديات ليلاس
وعندما وصلا الى ريكاردو كان بين الوعي والغياب وضمادته ملطخة بالدم . وامتعض عندما رأى كارلوس وسأله في حدة :
"ما الذي جاء بك الى هنا ؟"
" زوجتك جاءتني تطلب المساعدة , ولم تمكني هي وايزبيلا من رفض المجيء لمساعدتك ."
وجثا كارلوس على ركبتيه وهو يتفحص ملامح أخيه , واقتربت ليان من ريكاردو وقالت له :
"أحضرنا سيارة تنتظر في اسفل الطريق , كارلوس ومانويل سيحملانك اليها ."
فأخذت عينا ريكاردو تبرقان من جديد وهو يتمتم قائلاً :
" كان يجب ان تذهبي الى ارض مندوزا , وليس من حقك ان تتحديني ."
" لم يكن لدي وقت , وكانت مزرعة ريخا اقرب الي , هذا ما كان يهمني . يجب عليك الا تتكلم , فألزم الهدوء ."
فابتسم ونظر الى أخيه وسأله في سخرية :
"ماذا تفعل لو كانت لك امرأة مثلها ؟"
|