كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فاعتدل واتكأ على أحد مرفقيه وقال :
"كلا , فأنا اريدك يا ليان , وقد اردتك منذ الليلة الاولى التي التقينا فيها , ولكن المرء لا يمكنه ان يظفر بكل شيء , اذ كانت امامي اولويات أخرى في ذلك الحين ذات أهمية أكبر كما اعتقدت . ولم أكن اتطلع الا الى الوفاء بشروط وصية أبي ."
وعندما ذكرته انه وعدها بمنحها حريتها بعد تنفيذ الوصية ذكرها هو ايضا انها وعداته بأن تكون مخلصة , وانه سبق لهما ان ناقشا هذا الامر من قبل .
وأحاطت ليان ركبتيها بذراعيها وهي تحدق في اللهب بتركيز وسألته قائلة :
"لم تسألني من قبل عما اشعر به نحو غرانت ."
" لا ضرورة لذلك فقد استخدمته كوسيلة للهرب من وضع لا تستطيعين التكيف معه , وهو بالنسبة اليك لا يمثل أكثر من هذا ."
" فهمت قصدك , اذا فهو الطرف البريء ! "
" ليس هذا ما اقصده , وانت تعلمين هذا , ولو انني اعتقدت انه هو المسؤول عن كل هذا لما تركته يفلت بسهولة , لقد خان كل منكما ثقتي فيه ."
" انت متحدث بارع , ولكنك اعترفت بأنك قررت تغيير شروط اتفاقنا حتى قبل ان تعرف بأمر ذهابي مع غرانت ."
" اننا بذلك نصبح زوجين , وهي بداية صالحة ."
وصهل أحد الحصانين ليرد عليه الاخر بصهيل مماثل , وسمع صوت أحد الحيوانات عن قرب فقال لها ريكاردو إنه ابن آوى ولن يقترب من النار , ونهض ريكاردو وأحضر بعض العشب ليضعه فوق النار .... ثم ضمها واسند رأسها الى صدره ورافقها الى داخل الخيمة وهو يقول لها في رقة :
"انك الان امرأة كاملة , امرأة صغيرة , كيف تشعرين ؟"
فقالت في لهجة تهكمية تمنت ألا يحس بها :
"هذا رائع , إنك عاشق ممتاز يا ريكاردو ؟"
فرد عليها في سخرية :
"أشكرك , انه شيء سار ان يعرف المرء من يقدر جهده ."
فنظرت اليه وهي تحاول عبثا ان تتفهم ما يختبىء من احاسيس في عينيه وقالت له :
"هل تفضل ان أقول لك بدلاً من ذلك إنني احبك ؟"
فرد عليها دون ان تتغير تعبيراته :
"وهل هذا صحيح ؟"
فصمتت لحظة ثم قالت له وهي تهز رأسها :
"كلا ."
" اذن لا فائدة من قولك , كما انه غير مفيد لو قلتها انا لك ."
وجذبها اليه وهو يقول لها :
"إننا ببساطة سنستفيد استفادة اكبر مما نحن عليه , فما زلنا في أول الليل ."
منتديات ليلاس
واستيقظت في الصباح عندما رفع ذراعه عنها وقام لتغيير ملابسه واخذت ترقبه خلسة وعندما لاحظ ذلك رفع حاجبه في مكر . وسمعت صوت الحصانين وهما يصهلان ويتحركان في قلق . وقال لها ريكاردو انه ذاهب لاشعال النار واعداد طعام الافطار وانه لا داعي لمغادرتها الفراش وسوف يدعوها عندما ينتهي من هذا . وكانت ليان في شوق شديد لأن يقبلها قبلة الصباح مثلما يفعل الازواج مع زوجاتهم ولكنه لم يفعل .
وأحست برغبتها في الاغتسال فقامت وسألت ريكاردو اذا كانت هناك كمية كافية من الماء العذب للاغتسال فقال لها انه توجد بركة وسط الصخور القريبة , ولكن عليها احضار شيء وتثبيت شعرها ورفعه الى اعلى لئلا يبتل , فلما أعربت عن دهشتها قال ان ماء البركة عميق , وسألها اذا كانت تعرف السباحة فاجابته ,وهي ما زالت تظن انه يداعبها بأنها تجيد السباحة ولكنها لم تحض لباس الاستحمام , فضحك وقال لها :
"وهل لهذا اهمية , لم تكن عيناي مغلقتين ليلة أمس ."
" الوضع يختلف ...."
|