كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عندما علم ريكاردو ان الاجازة التي اخذها غرانت تستغرق اسبوعين قال له :
" انها فترة قصيرة ولكننا سنجعل اقامتك معنا ممتعة بقدر الامكان . وقد أكون مشغولا بأعمالي في فترات من اليوم ولكنني واثق ان ليان ستقوم بواجب الضيافة نحوك على خير وجه ."
وتركتهما ليان يتجذبان اطراف الحديث بدون ان تقول شيئاً الا اذا تطلب الامر ذلك . ولم تنخدع بمظهر الهدوء التام الذي بدا على ريكاردو فهي تعرفه جيدا . وادركت ان ريكاردو أرجأ محاسبتها الى وقت آخر فهو لا ينسى شيئا ولا يتسامح بسهولة . واستأذنت بالانصراف , فقام معها ريكاردو وغرانت الذي رمق ليان بنظرة سريعة ذات معنى وهويقول لهما :
"تصبحان على خير , وشكرا لعنايتكما بي ."
وكانت كل كلمة نطق بها غرانت كالمسمار في نعشها , لكنه لم يكن ليعرف ذلك طبعا . ولم يكن هناك أي سوء تفاهم من وجهة نظره ومن وجهة نظر ريكاردو فان غرانت لم يرتكب أي خطأ , وهو أمر يدعو الى السخرية .
منتديات ليلاس
وتوجهت الى غرفتها بسرعة وقابلت في طريقها اينيز التي تشعر ليان بأنها شر لابد منه وهي تعتقد ان ريكاردو يكلفها التجسس عليها وتتمنى اينيز , التي لا تخفي كراهيتها لليان , ان يأتي اليوم الذي ترحل فيه عن البيت . وهذا هو شعور كل من في البيت فيما عدا خوانيتا ووقفت ليان في الشرفة تشم رائحة الزهور , وفتح الباب بدون استئذان ورأت ريكاردو يسند ظهره الى الباب بعد ان أغلقه , وادركت انها احسنت صنعا باطفائها أنوار الغرفة قبل ان تفتح نوافذها , وضوء القمر لن يكون كافيا للكشف عما يخالجها من احاسيس وسألها في نعومة :
"هل لديك ما تقولينه تبرير لهذا المسلك ؟"
" ولماذا اكلف نفسي بتقديم مبررات ما دمت كونت رأيك ؟"
" لا اعتقد انك ظننت ان غرانت ربما كان يغازلني ؟"
" لابد ان يخامرني هذا الظن طبعا , ومن الطبيعي ان يستجيب الرجل للنداء ."
" أي نداء ؟"
" اقترابك منه , ورغبتك الواضحة في الاحساس بلمسة يده ."
" ليس هذا بالانصاف . لقد كان كلا منا قريبا من الاخر لأننا كنا نرقص وهو لم يفعل أكثر من لمس شعري ."
" ما دام راقصك لابد انه لمس غير شعرك ! "
واطلق العنان لمشاعره وهو يقول :
"لابد انك انت التي أدرت الاسطوانة , ولهذا فأنت التي رغبت في مراقصته . هل حرك ابن بلدك هذا مشاعرك ؟"
فردت عليه في يأس :
"كفى يا ريكاردو . لم يكن الامر كما تصورته بالمرة , فنحن , كما قلت انكليزيان ونميل الى الابتعاد عن الرسميات , ولم يحدث أي شيء بيننا , فكل ما فعلناه هو الحديث ."
فضاقت عيناه وهو يسألها :
"عن أي شيء دار الحديث بينكما ؟"
وتحرك بصرها بعيدا عن وجهه رغم انها حاولت بدون جدوى الا تفعل ذلك وهي ترد عليه بقولها :
"تحدثنا عن كل شيء .... عن البيت وعن عمله ."
فاتجه نحوها وجذبها من ذراعيها وهو يقول لها بقوة :
"انك تكذبين ... حدثته عني وعن زواجنا , اليس كذلك ؟"
وأخذت أصابعه تغوص بشدة , وردت عليه وهي ترتجف :
"كلا, ليس بالمعنى الذي تظنه , استنتج هو نفسه بعض الاشياء عن هذا الموضوع ."
ورد عليها باستنكار وشك :
"كيف يمكن لانسان ان يستنتج موقفا كهذا ؟"
" اقصد انه توقع شيئا ما بيننا ليس على ما يرام ومن ثم طلع ببعض الاستنتاجات ."
|