كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
إبتعدت قليلا وهزت راسها:
" لا يمكنك ذلك ، كما تعلم ، فأنت تؤمن فعلا بأنني من ممتلكات واليس ماسون".
قام بحركة حادة نحوها وكأنه يريد ان يسكتها:
" تلك الكلمات التي تفوهت بها وانا متاسف الان عليها بشدة قد قلتها تحت ضغط الظروف".
"وإذا قلت لك أنني ذاهبة معه مساء الغد الى البيت لأرى ميلاني وأننا سنأخذها الى المسرح المحلي لرؤية عرض خاص بالأطفال وساقضي جزءا من المساء هناك ، فإن الثقة التي تحاول أن تضعها فيّ ستموت بسرعة موتا بلا ألم".
مثل قلبي في هذه الدقيقة ، همست لنفسها ، وهي ترى وجهه يتحول الى قناع صلب.
كانت شفتاه متسمرتين ، وجلس على الكرسي كان ساقيه لا تملكان القوة الكافية لحمله:
" هل تحاولين طردي؟".
لم تجب على سؤاله وكان هناك سكوت مؤلم ، ثم عادت تساله:
" هل عادت أمك الى بيتها؟".
"نعم هذا الصباح ، أرادت أن تراك ، ولكن أنا....".
" كلا ، كلا انك لم تدعها تتلوث ، لن تدعها تقابل شخصا بهذه المستويات الأخلاقية الضحلة كالتي هي عندي ، تقابل إمراة تتجول مع رجل متزوج يتظاهر بانها زوجته.........".
أدارت وجهها ، لم تتمكن من إيقاف الدموع:
" انك لست احسن من الاخرين".
واجهشت بالبكاء : " إن إتهاماتك خالية من أي أساس ، وحكمك مبني على دليل غير صحيح ، ومهما اعلنت عن براءتي فإنك لن تصدقني ، ولن تنصت الي ابدا".
وقف خلفها وأنزل يديه الى كتفيها ، ثم همس:
" توقفي عن إقران إسمك بإسمه يا روزالي ، ذلك كل ما ارجوه".
" لا استطيع بسبب ميلاني".
" إنك تضعين رأسك في شرك سيقوم هو بالضغط عليه بالتدريج حتى...". وراحت اصابعه تشتد على عنقها : " يحل لك هكذا ، صدقيني ، روزالي ، انا أعرف ذلك ، لقد راينا مثل ذلك من قبل فإنك لم تكوني الأولى بالتأكيد ، عن الإختلاف هنا ، هو ان يلعب اللعبة بطريقتك أنت".
أدارها نحوه ونظر بعمق ولهفة الى عينيها.
" إعملي ما ارجوه منك يا روزالي ، مرة اخرى ارجوك ، أتوسل اليك من اجل مصلحتك إن لم يكن لمصلحة غيرك ، توقفي عن إقران نفسك به".
صار وجهه كوجه الطفل المعبر عن رجاء ، عكس ذلك صورة ملتهبة في دماغها فهزت راسها بالم شديد:
" لا استطيع يا ادريان بسبب ميلاني".
دفعها جانبا ومشى نحوالباب:
" طابت ليلتك يا روزالي ، مع السلامة".
مع تلك الكلمة عرفت نه وضع حدا بينها وبين حياته ، الى الأبد.
يبدوان أدريان قد عزلها تماما عن حياته فعندما يلتقيان قلّ ما أعارها إهتماما ، وعندما كان يجيء الى البيت ظلت هي بعيدة عن طريقه ، حتى أنهما اساءا تقدير حركتيهما فتعثر احدهما بالاخر في القاعة ، إعتذر احدهما للاخر لكن إتصال جسميهما سبب تجددا في إشتياقها له ورفعت عينيها اليه ومعهما توسلت بالصفح ، ورات نظرته الفولاذية فتراجعت.
وبينما قارب الفصل الدراسي على الإنتهاء ، اخبرها والدها يوما بان ادريان قادم ليتناول الطعام مساء غد ، وانه سياتي بجين معه ، لذلك سيكون لديها شخصان إضافيان لأطعامهم غدا.
هبط قبها عند سماعها ، تمنت لو أنها لا تلتقي بهما وحاولت التفكير في طريقة للخروج من ذلك ، لكنها تعرف أنها يجب ان تكون موجودة لتقوم بواجبات الطبخ والمضيفة وخادمة المطبخ.
كانت جين في مزاج مرح جدا في ذلك المساء ، وكان وجهها الجميل قد حمل المزيد من البريق في الأيام الخيرة ، ولاحظت روزالي بقنوط الإهتمام الذي يبديه ادريان في إجابة حاجاتها ، إمتدحت الطبخ بحماس وهي تلتفت الى سارة ، لكن سارة أشارت الى روزالي بتلويح من يديها.
" إشكري إبنتنا يا جين ". علّقت بفخر : " فهي مدبرة البيت ومجهزته في هذه العائلة ، إنها كفوءة في ذلك فأتركها تقوم به".
كانت روزالي تحاول ان تغير الإنتباه عنها ، لذلك بدأت تنظف الأواني الموجودة في غرفة الدراسة.
" إتركيها". قالت أمها كعادتها: " ساجمعها وأنظفهما أنا بعدئذ".
وعندما ذهبوا بدأت روزالي بمهمة الغسيل ، وكانت في منتصف عملها عندما جاء ادريان تناول منشفة وراح يجفف الأواني المغسولة ، لم تنطق كلمة واحدة وكان إنفعالها يزداد بصورة غير معقولة مع مرور كل دقيقة ، كيف يتمكن ان يقف بهذا القرب ومع ذلك يعاملها وكانها غير مرئية ، أي حق يمتلكه عليها وكأنها قد خالفت كل قانون أخلاقي في الكتاب؟ واخيرا نظرت اليه وقد تحشرج صوتها من العاطفة.
" لا حاجة بك أن تساعدني ، لا حاجة مطلقا ، لماذا تتصور أني أرحب دائما بمساعدتك ، إنه شيء أكاد لا افهمه ، عد الى صديقتك إنها تحتاج اليك اكثر مما احتاج انا".
إقترب نحوها وقال : " يبدو انني اتذكرك تقولين مثل هذا من قبل ، وقد كنت أحمق إذ لم افهم الإشارة في حينها ، اما الآن ، فإنني افهم".
رمى المنشفة على الطاولة وتابع:
" فالان إن عدت لأقف هنا ولا شيء آخر أن أخفف عنك بعضا من عملك".
" اشكرك جدا على مساعدتك".
قالت وراء ظهره قبل أن يغلق الباب ، ثم أكملت بسخرية : " التي قدمت بدون داع أو دعوة!".
لكنه وقف خلف الباب مما جعلها تغير نبرتها:
" شكرا لقدومك الى عشاء معسكر العدو".
كان صوتها يتذبذب بحدة وإنفعال لكنها إستمرت:
" إنني اقدر مبادرتك رغم انني اعلم بأنك لا تعني كلمة واحدة مما قلت".
|