كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان ذلك اليوم الجمعة حيث أغلقت الكلية لعطلة نصف السنة وقد صادفت مع عطلة البنوك الربيعية ، غادر والدا روزالي لقضاء عطلة في اسكتلندا وهي ستلتقي بماريون يوم الأحد صباحا لتذهبا الى يورك شاير ، ورغم أنها مشتاقة جدا لعطلة تغيّر فيها روتينها اليومي لكنها تكره فكرة قضاء أيام قبل ان ترى أدريان مرة أخرى ، لم تره لتودعه ، لقد ذهب الى أهله مبكرا وأحست بإفتقاده ، قال واليس أنه سياخذ ميلاني الى أمه لقضاء اسبوع ، وإتصل نيكول تلفونيا ليتمنى لها سفرة سعيدة ، ولم يقل لها متى سيتصل بها مرة أخرى وأحست ببعض اللم لأنه ينساها بهذه السهولة ، ذلك يجرح شعورها فقط.
إستلقت في فراشها تلك الليلة وراحت تفكر كيف تتمكن من إقتطاع ادريان من قلبها ، إن حبها له متين وقوي الجذور بحيث عرفت أن ذلك يتطلب عملية جراحية كبرى لأنتزاعه بعيدا عن قلبها ، تذكرت لهفته وعناقه لها ، وأخذت تفكر لماذا جعلها تدخل حياته لفترة من الوقت ، هل تصورت أنه حمل مشاعر عميقة نحوها ؟ ادارت راسها على الوسادة وجعلت تقنع نفسها أنها بين ذراعي أدريان ثم غطت في سباتها.
نهضت في اليوم التالي قلقة غير مرتاحة ، ثم رن التلفون بعد الفطور مباشرة:
" آسفة لزعاجكم ، ولكن هل عندكم الآنسة بارهام؟".
" روزالي بارهام تتكلم".
" شكرا لك على ذلك ، لا أعرف ما إذا تذكرتني ، لكنني السيدة فيلدز صاحبة المسكن الذي يعيش فيه الدكتور كرافورد".
" نعم بالطبع سيدة فيلدز ، أتذكرك جيدا".
" لقد سرني أنني تمكنت من إيجادك يا عزيزتي وجدت إسمك في دليل التلفون وادرت الرقم غير متأكدة أنه رقمك لأقول ل كان لدكتور كرافورد صحته متوعكة ، أنه في فراشه وقد جئت بالطبيب له رغم أنه قال بانه لا يريد طبيبا ، وقال الطبيب أن لديه فيروس وهذا الفيروس قد وصل الى رئتيه وعنده درجة حرارة وسعال شديد ، المهم يا عزيزتي ، لا يمكنني ان ابقى معتنية به إذ لدي ما يشغلني وأنت الفتاة الوحيدة التي أعرف أنك صديقة له وزرته سابقا ، إن أنه تعيش في مكان بعيد جدا من هنا ، الذي افكر به الآن هو هل بإمكانك أن تأتي لتعتني به؟".
" بالطبع ، يا سيدة فيلدز، سآتي حال ما أرتب اموري هنا ، هل يعرف انك ستتصلين بي؟".
" كلا ، لا يعرف يا عزيزتي ، فهو يقول دائما أنه لا يريد احدا ، لكنه بكل صراحة يبدو مريضا جدا ، لا بد ان يكون احد بجانبه فقد تسوء حالته".
" حسنا ، سأكون في طريقي في الحال".
وعندما أقفلت السيدة فيلدز التلفون ، إتصلت روزالي بماريون :
" إنني متاسفة جدا".
قالت لها:
" لن أتمكن من مرافقتك غدا لسفرتنا".
إنزعجت ماريون :
" ولكن هل يجب أن تكوني أنت؟".
أصرت في محاولة أقناعها ، لقد كان السؤال صعبا:
" حسنا ، إنه يساعد والدي منذ مدة في تاليف هذا الكتاب كما وان عمله الاخر يجعلني ملزمة أدبيا ان أعتني به فقد نلام بصورة جزئية لمرضه".
أنها تعرف أن تلك ليست الحقيقة لكن ماريون بدت وكأنها قبلت التحليل.
" ساذهب لوحدي لأزور بعض الأقارب هناك ، لم أرهم منذ سنين".
إعتذرت روزالي مرة اخرى ، عندما وصلت روزالي الى بيت أدريان سالت السيدة فيلدز ما إذا أخبرته بانها قادمة له فأجابت بالنفي.
" كلا ، يا عزيزتي ، لقد كان نائما ولم أرغب في إيقاظه ، إصعدي اليه ، وإذا إحتجت أي شيء إنزلي واخبريني وإذا لم أجده فإن زوجي ياتي به".
صعدت روزالي ووضعت أشياءها في غرفة الجلوس ، وفتحت غرفة نوم أدريان ودخلت ، كان في البداية نائما ، لا بد أنها ايقظته حيث فتح عينيه ونظر ، لقد بدا أسوأ مما تصورت.
" روزالي ؟ ماذا تفعلين هنا؟".
حتى صوته كان ضعيفا.
" جئت لأعتني بك".
تحرك بإمتعاض وعدم إرتياح .
" لا احتاج لمن يعتني بي ، يمكنك العودة الى بيتك".
" ساذهب عندما تتحسن صحتك يا أدريان".
" إذهبي الآن ، لا اريدك هنا".
عضّت على شفتها ومشت الى الباب ثم بدأ يسعل وعندما إنتهى من السعال إستلقى الى الخلف متعبا ، جلست على سريره ووضعت يدها على يده:
" هل تريد أي شيء؟".
هز رأسه بالنفي: " لماذا جئت".
" السيدة فيلدز طلبت مني".
أدار راسه بعيدا.
" هل تريد أي طعام ؟ أو أي شراب؟".
إستدار على جانبه وحركته وحدها طلبت منها أن تتحرك ، خرجت من الغرفة ، وإتجهت الى المطبخ ، الأواني غير المغسولة وبقايا الطعام وزجاجة حليب فارغة منتصبة كلها على مائدة المطبخ ، مغلاة الشاي مستعملة لكنها تركت واوراق الشاي لا زالت فيها ، لقد تطلب العمل وقتا طويلا لأعادة بعض النظام الى المطبخ ، ثم بدأت التنظيف، مستعملة قطع الملابس القديمة ومسحوق التنظيف حتى لمعت ارض المكان ، نظفت الشبابيك والمغاسل ، في منتصف النهار زحفت مرة اخرى الى غرفة أدريان ، كان مستيقظا فراقبها عند دخولها ، إبتسمت له:
" الآن ، هل تتناول بعض الحليب؟".
" إذا اردت ذلك مني".
إن عدم إهتمامه بتناول أي شيء زاد من قلقها عليه.
" هل تريده حارا أم باردا؟.
" دافئا".
|