كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان اليوم التالي هو الأثنين وقد شعرت بالبغضاء من لقائها الأول مع واليس ماسون ، وفي وقت الغداء قررت ان تنهي درسها مبكرا فتذهب الى مطعم هيئة التدريس قبل أن يذهب هو ، إنضمت الى طابور الواقفين على حاجز الخدمة الذاتية في المطعم وبينما هي تنتظر دورها لأخذ وجبتها نظرت حولها فرأت والدها مع أدريان يتناولان الطعام مع بقية أعضاء قسم العلوم ، عندما دفعت مبلغ الطعام حملت صينيتها ووقفت أمام طاولة والدها ، نظر أدريان اليها وإبتسم :
" مرحبا روزالي ، اتريدين أن تجلسي قربي؟".
إستدارت حول الطاولة وجلست على الكرسي الفارغ فساعدها على إفراغ الأطباق من الصينية ، وكان ايوها ينظر اليها ، بملء الأمل ، فقالت هي:
" مرحبا , بابا".
" أهلا ايتها الغريبة ، لم تسنح الفرصة لي دائما برفقتك وقت الغداء ، فأنت دائما مشغولة مع الاخرين".
نظرت الى أدريان ، وقال هو:
" لقد قررت أن تغير هواءها ، أن الجو أكثر راحة في هذا الجانب من المطعم ". ضحك الاخرون وهم ينظرون اليها بإعجاب وتكهن ، جاء واليس الى المطعم وعيناه تدوران على الطاولات فرآها ، أصبح أدريان منتبها وراح يستغرق بالحديث معها بعد ان أدار نصف كرسيه نحوها ، وكانت تجيب عليه بصورة لا إرادية بدون ان تستمع جيدا لما يتحدث عنه ، أدارت نظرها حول الغرفة ورأت واليس ينظر نحوها ولا زال ادريان يتكلم وهي تبتسم اليه بمظهر الامتنان.
وعندما أنهوا وجبتهم نهضوا جميعا وذهب ادريان الى الباب معها حيث مشى على طول الرواق ، وذراعه على كتفها ، مر الاخرون في الرواق بسرعة بما في ذلك والدها بينما كان أدريان يسير معها بخطوات رتيبة وذراعه على كتفها ، وبينما هما متجهان نحوغرفة هيئة التدريس اخبرها ان جهاز الأستلام المجسم يسبب له بعض المتاعب الآن لكنه سيتمكن من إصلاحه ، وقال انه سيضع مكبرات صوت في صناديق خشبية أنيقة تصنع له الآن في قسم البناء ، كانت هناك نظرات موجهة نحوهما ، لكنه لم يعبأ بذلك.
ظلت روزالي تتساءل مع نفسها ، لماذا يعمل ذلك ؟ لا بد أنها طريقته التي أراد بها ان تضع حدا للتساؤلات حول واليس ماسون وهي ، مر واليس في الرواق أيضا وتعداهما متجهم الوجه وينظر اليهما بصورة مكشوفة ، وعندما تركها أدريان قال لها:
" هل ستكونين في البيت هذا المساء عندما آتي الى بيتكم يا روزالي؟".
أخبرته أنها ستكون هناك.
" ساراك إذن".
رفع يده وغادر في طريقه.
في ذلك المساء ، سمعته يصل الى البيت فتسارعت نبضات قلبها , سال أدريان والدها:
" هل روزالي تعمل الان ؟".
أرادت أن تركض نحوه وترحب به ، تمنت أن تمر ذراعاه حولها تماما كما فعل السبت الماضي ، ارادت...... توقفت فجأة عن التفكير عندما جاءها الواقع : ( لا مستقبل في ذلك ) كان قد قال لها : ( لا مستقبل من ذلك مطلقا ).
هدات قليلا ، تمالكت نفسها وواصلت عملها تستطيع ان تسمع أصواتهم ترتفع بالضحك فتمنت لو إنضمت اليهم ، إن شعورها بالوحدة والإنعزال يزداد تجسما وهي تسمع التوافق والإنسجام على أكمل وجه في غرفة الدراسة.
" وبعد مرور وقت غير قليل من المساء ، سمعت صوت والدها ينادي من السلم:
" هل ل كان تحضري القهوة يا روزالي؟".
قامت بتهيئة القهوة وحملت الصينية الى غرفة الدراسة ، سالها أدريان:
" ألا تتناولين قهوتك معنا يا روزالي؟".
ترددت لكنه قام من كرسيه.
" تعالي وإجلسي هنا".
وبينما همهمت بالرفض مشى نحوها وامسك بيدها وشدّها لتجلس وجلس الى جانبها على حافةالكرسي.
" خذ لك كرسيا آخر يا أدريان". قال والدها : " لا يمكن أن ترتاح هكذا!".
ناولها قهوتها وقطعة من البسكويت ، إستمر يتحدث الى والديها اللذين أخذا ينظران اليهما باعين التكهن والحدس كما توقعت هي ، لا فائدة من مثل ذلك ! أرادت أن تقول لهما : ( لا شيء بيننا .....إسألا أدريان ، وكانت تسمع احاديثهم بنصف إنتباه ومعظمها حول الكتاب الذي يعملان على كتابته ، إمتدت ذراع أدريان الى ظهر الكرسي الذي تجلس عليه وكانت تحس اصابعه تلامس شعرها بين الآونة والأخرى ، وفكرت ، الا يعرف أي إنطباع يعطيه للشخصين الجالسين قبالته ؟ الا يدرك ما في قلبيهما من تفكير وأمل؟
" سأقوم بغسل هذه الأواني".
قالت وهي تجمع الأواني عن الطاولة.
همّت روزالي بالقيام من الكرسي لكن أدريان سحبها الى الجلوس:
" إبقي هنا ". همس في أذنها ، وقف فرانكلين وهو يطلق قحة خفيفة وكانه يصفي بها حنجرته:
" إسمحا لي ، فإنني ذاهب لأساعد سارة".
وتبعها نحو المطبخ .
نظرت الى أدريان وسألته بخشونة:
" أدريان ، لماذا.........".
" هل تعرفين؟".
أجاب وهو يتغاضى عن سؤالها واضعا ذراعه حول كتفها:
" إن صاحب البيت الذي اسكنه يعتقد أن صديقتي فاتنة ن تلك هي كلمته ، اما زوجته فتريد أن تعرف متى سنتزوج".
|