كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت عيناها الواسعتان الطفوليتان تبحثان عنه فسمعت صوته ، قريبا جدا اليها ، كان يقول للسكرتيرة:
" هس ! لا تقولي لها يا جين ، فإذا إدعينا أن عندنا سرا ، فمن يدري فقد يحدث ذلك فعلا بعد ذلك ؟".
ضحكا معا وكان صوت روزالي يسمع بدون نبرة وهي تنادي من الغرفة الأخرى:
" حسنا يا جين ليس لدي شيء يذكر ، أردت قضاء الوقت قربك في إنتظار بابا".
جلست في الكرسي المتحرك وراحت تهز نفسها من جانب الى آخر لتزيل الملل بعد عناء اليوم ، وهنا جاء أدريان من غرفة السكرتيرة وأغلق الباب خلفه ، إستمرت روزالي تضع عينيها على نشرة كانت قد إلتقطتها من طاولة والدها وتظاهرت بانها مشغولة في القراءة .
" عدت اليها مرة أخرى يا آنسة بارهام؟".
نظرت الى الأعلى ، ولاحظت إعتراضه فأسقطت النشرة على سطح الطاولة:
" استغفر الله!".
قالت متظاهرة بالفزع الممزوج بالدلال:
" لا شيء سري فيها ، إنظر اليها أنت بنفسك".
مشت الى الشباك لتنظر الى الخارج:
" أتمنى لو أنك لا تتجسس علي يا دكتور كرافورد".
لم يجب عليها في بادىء الأمر ، فألتفتت لتراه واقفا الى جانب الطاولة وهو يقلب صفحات النشرة التي تركتها:
" اتجسس عليك؟". لم يرفع عينيه : " مع شديد إحترامي ، أنا لا أسمي التأنيب تجسسا عليك , يا آنسة بارهام ؟". مشت بشيء من العصبية داخل الغرفة بدون ان تقول شيئا متمنية أن يأتي والدها في الحال.
" كنت.... كنت اريد أن اسالك".
وضع أدريان النشرة على الطاولة وجلس على حافة زاوية الطاولة :
" هل في الأمكان أن آتي لصلح جهاز التلفزيون نهاية هذا الأسبوع ، لقد وفرت الأدوات الإحتياطية من المخزن وبإمكاني إنهاء العمل الآن".
" نعم إذا اردت ذلك ". أجابت بدون إهتمام وأضافت : " أي يوم يناسبك ، السبت أم الأحد ؟".
" متى تكونين متفرغة؟".
"كلا اليومين".
" هل هذا صحيح ، إذن ساختار السبت ، لا تزيدي من حماسك رجاء".
جعلتها الكلمات الخيرة تبتسم:
" أرجو المعذرة ، إذ بدوت لك ناكرة للجميل ، إنه لطف منك ان تهتم بالموضوع".
" قلت ذلك من قبل".
لاحظت عيناه الفتور وعدم الإهتمام في وجهها وحركاتها ، لكنه لم يبد أي تعليق.
" آه ، روزالي ". دخل والدها مسرعا : " آسف أنني قد تاخرت مرة أخرى ، أمسك بي أحد أعضاء مجلس المدراء ، مرحبا يا أدريان".
إبتسم ادريان وسحب نفسه عن الطاولة ، نظر فرانكلين اليه:
" على فكرة هل سألت جين عن الطباعة التي أردناها أن تعمله؟".
دقّ أدريان أصابعه:
" في الحقيقة ، نسيت ذلك تماما".
ذهب على الفور الى غرفة السكرتيرة.
" آنسة هيلوود هلا تكرمت بقدومك الينا لحظة ؟ رئيسك وأنا نطلب منك ان تؤدي لنا خدمة".
تمشت روزالي الى جهة مكتب والدها ، إلتقطت النشرة التي كانت تقرأ فيها مرة اخرى ، وقالت :
" هل تسمح لي يا بابا؟".
" بالطبع يا عزيزتي ، تفضلي ، ليس على مكتبي شيء خاص".
منتديات ليلاس
ونظرت الى أدريان ببراءة ساخرة ,بدا وجهه كأنه قناع مخيف ، إتكأت على حافة الشباك وراحت تقرأ بينما راح الباقون يتحدثون , سحب ادريان كرسيه الى قرب جين وإنحنى قريبا منها وهو يوضح لها ما الذي يريدانه أن تقوم به ، أخبراها حول الكتاب الذي يكتبانه ، وطلبا منها ان تاتي الى البيت في الأمسيات لطبع مسودات الكتاب ، وإذا وافقت سيستعيرا طابعة خاصة للرياضيات من الكلية لكي تستعملها هي ، نظرت جين الى ادريان وإبتسمت:
" سوف يسرني أن أساعد في ذلك ، لم يسبق لي أن قمت بهذا العمل ، لذلك فإن عليكما أن تقولا لي بالضبط ما الذي يجب عمله".
" الدكتور كرافورد سيقدم لك المساعدة التي تحتاجينها يا جين أنه ذو نفس طويل وصبور وتوضيحاته كافية دائما ، وإننا لا نتوقعك أن تقومي بذلك بدون مقابل بالطبع".
ناقشوا شؤون العمل ثم توقفوا جميعا.
" متى سأبدا ، سيد بارهام؟".
اجاب ادريان :
" هذا المساء ، إذا كنت غير مشغولة".
إتفقا على ان تصل بعد الساعة السابعة.
" ساوصلك الى بيتك الان يا جين". كانت يد ادريان على كتفها:
" إنك في طريقي ، بيتكم لا يبعد كثيرا عن بيتي ، اليس كذلك؟".
امسك ادريان بالباب مفتوحا اليها ثم تبعها الى الرواق بدون ان ينظر الى الوراء ، وقفت روزالي الى جانب الشباك وهي تنظر اليهما يبتسمان احدهما للاخر وهما في طريقهما الى السيارة.
بقيت روزالي في غرفتها ذلك المساء ، كانت تشعر بالوحدة كالمنبوذة ، إذ ان معنوياتها في أدنى مستوى فإنها كانت تحس بالحاجة لمن يواسيها ، عبثت في حقيبتها اليدوية فوجدت علبة سكائر كانت قد إشترتها في اليوم السابق ، وضعت واحدة في فمها واشعلتها ، وبين نوبات السعال حاولت أن تفكر في عملها لكن فكرها إستمر شاردا بعيدا عنها حيث فكرت أن واليس لو يسمعها وهي تسعل من التدخين لضحك منها.
|