كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بهت سرورها للسبب الذي اعطاه حول تقديم المساعدة .
" متى سآتي , هل أنت متفرغة هذا المساء ؟ لا صديق تستقبلينه مثلا؟".
" ليس هذا المساء".
"ما إسمه ؟نيكول ؟". هزّت راسها بالتأكيد فلمعت عيناه.
" آمل ان لا افسد الجو الطيب العجب الذي بيننا الآن في هذه اللحظة إذا قلت انه يجب ان يضيف لسمه ,س , حتى يكون نيكولاس وذلك ما يناسبه".
توقّع منها أن تضحك , لكنها وقفت على قدميها بغضب .
سحب يدها وجرّها الى الأسفل لتجلس.
"آه ، إذا ذهبت غاضبة فإنني لن أقدم خدماتي الثمينة ,خاصة وأنها خدمات مجانية".
لقد غيّرت لمسة يده الإنزعاج عندها الى عاطفة حلوة جعلتها تبتسم:
" حسنا ,هذا المساء , هل ل كان تتناول الطعام عندنا؟".
"أوه , لا أعتقد ذلك شكرا".
" ذلكما سبق وقلته ,والداي كانا قد طلبا إليّ أن أبلغك ان بإمكانك ان تاتي وتذهب أي وقت تشاء , أنهما يرحبان بزيارتك دائما".
" ذلك لطف منهما , إنني أستغرب لماذا؟".
" ربما لأنك تملأ ذلك الفراغ الذي طالما أحسا به بسبب رغبتهما الدائمة في الحصول على إبن ولم يحصلا على ذلك".
" قد اكون كبير السن بالنسبة لذلك ، فإنني ابلغ من العمر 34 عاما ".نظر اليها بتحد ثم قال : " ولكن إذا كان المر هكذا ، فإن ذلك يمكن أن يعني أنني سأكون أخوك بالتبني ، ما رايك في ذلك؟".
غيّرت تقاطيع وجهها :
" أخي ؟ لا أبدا ، شكرا ، لا يمكنني أن أنظر اليك كاخ ".
" هل صحيح ذلك ؟ إنني اجد لرد فعلك أهمية خاصة عندي".
نظر اليها بنصف إبتسامة مليئة بالمعنى فتململت بعدم إرتياح .
" حان الوقت لن أذهب الان".
" هل إتفقنا على وقت؟".
" يمكنك أن تأخذني بدلا من والدي عند إنتهاء الصفوف فنذهب الى البيت ، لقد أبلغني أنه سيتأخر قليلا هذا المساء".
" حسنا ، إنه موعد إذن ، الساعة الخامسة؟ الى اللقاء". لوّح بيده وذهب.
في الساعة الخامسة مدّ ادريان راسه في غرفة هيئة التدريس حيث جلست روزالي:
" هل انت مستعدة يا روزالي؟".
قامت وإتجهت نحوه في الحال .
" انك دقيق في مواعيدك ".
" تلك عادة ثابتة عندي".
مشى الى موقف السيارات وفتح باب السيارة بمفتاحه وجعلها تدخل الى الكرسي الأمامي ، وبينما هما يتجهان الى الطريق العام سألها:
" هل إعتدت الان على عملك الجديد؟".
" نعم ، شكرا ، إنني اجد متعة به ، وأجده يشتمل على إبداع في تدريس الشبان والشابات ، ومع ذلك يجب ان أعترف ان الأفكار والاراء التي يطرحونها تذعرني احيانا بصراحتها!".
" ولكن بكل تاكيد إنك لست أكبر سنا بكثير منهم, كم عمرك أنت؟".
" اربعة وعشرون سنة ، لم أعد شابة جدا كما تراني".
ربت على يدها:
" سيدة كبيرة السن بالفعل!".
تحركت يدها اليمنى لتغطي يدها اليسرى على المكان الذي لامسته يده:
" اصبحت صديقة لماريون هارلينغ".
" سكرتيرة ماسون؟ يبدو انها فتاة طيبة ، كما انها كفوءة جدا في العمل ، أكثر من سكرتيرة والدك ، ومع ذلك لا يمكن ان يكون كل شيء على ما يرام ، لدى جين جمال وجاذبية ، ما الذي يريده أي رجل اكثر من هذا؟".
" ربما يتطلب المر وجود الذكاء أيضا".
"آنستي ! الذكاء موجود عندها أيضا".
اطلق نظرة بإتجاهها ولا بد أن يكون لاحظ قبضة يدها المشدودة لأنه إبتسم فجأة.
وعندما تكلمت حاولت ان تجعل صوتها منخفضا وتحت سيطرة كاملة:
" إكتشفت ان ماريون تحب المشي كثيرا مثلي تماما ، لقد خطّطنا بصورة مبدئية لقضاء بضعة أيام معا حول المصارف لقضائها أما في ديربي شاير أو يورك شاير".
إرتفع حاجباه:
" هل تحبين المشي ؟ بكل تأكيد أنكمن مستوى لا يتقبل مثل هذه الفعاليات التي تقوم بها الفتيات في الهواء الطلق ، بالنسبة لماريون ، نعم يمكن ان تقوم بها ولكن انت ، بكل تأكيد لا".
" متاسفة لن أخالف فاعرقل نظرياتك لجديدة حولي لكنك لا تعرف طبيعتي ، لقد مشيت الميال في أوقات فراغي خاصة خلال عطلة الجامعة".
" هل حدث وشاركت في بيوتات الشباب؟".
" مرات عديدة ،وكانت مصدرا للمتعة عندي ". نظرت اليه وتابعت:
" هل ستسافر في عطلة نصف السنة؟".
" انا ؟ إنني دائما اذهب الى بيت والدتي ". لم يتحدث تفصيلا عن ذلك".
" ها قد وصلنا".
نزلا من السيارة.
" تفضلي امامي يا آنسة بارهام".
وبينما سارا على السلم بإتجاه غرفة نومها ، فكرت أنه يجب تهيئته لذلك ، فقالت وهي تشعر بقليل من عدم الراحة:
" لم أكن أتوقع زائرين ، لذلك آمل انك ستعذرني للفوضى التي قد تراها".
" فوضى ! لا أعتقد بوجود شيء خارج مكانه في غرفتك".
ضحكت ودفعت الباب ، نظر الى الكتب والفايلات مرماة على سجادة الغرفة والى الأوراق التي غطّت فراش النوم والكرسي المحمّل بالملابس المرمية على كلا جانبيه ، وضع يده على رأسه وتراجع قليلا الى الوراء.
" ارى ما تقصدينه ". تابع خطواتها وتظاهر بالتهديد حينما قال لها:
" لقد تحمست لترتيب وتنظيم مكاني ؟ لقد أيقظت عواطفك الأنثوية ، أليس كذلك؟ ما قيمة تلك العواطف الآن؟".
|