لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-11, 10:02 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


تمكنت روزالي من السيطرة على نفسها وهي تكاد تنفجر من الضحك الساخر على عبارات الأطراء التي راح يكيلها أبوها.
" يمكننا دعوته لتناول الطعام معنا لنتحدث حول قضية الكتاب ثم نشير الى المسألة الرياضية في الوقت ذاته".
هنا قاطعت الكلام روزالي وهي تقول:
" بابا , هل لك أن تعلمني قبل وقت عن موعد زيارته لنا , يجب أن أحضّر كمية إضافية من الطعام , أليس كذلك؟".
" سأطلب اليه ذلك غدا يا عزيزتي ".
قال ذلك لكنه سرعان ما أستدرك:
" ذلك غير ممكن , لديّ ذلك المؤتمر في لندن ". ثم نظر الى وجه أبنته : " يمكنك أن تدعيه أنت , أليس كذلك ؟ لقد سبق وقابلته".
قطبت روزالي وجهها , لو حدث ودعته فإن عليها أن تتصرف بأدب , أليس كذلك ؟ ورغم أنها لم تحبذ الفكرة أساسا ليس أمامها سوى أن توافق.
" أي مساء أقترحه عليه يا بابا؟".
" لنفكر........ اليوم هو الأثنين". قال فرانكلين وهو ينظر الى زوجته : " ما رأيك بمساء الأربعاء يا حبيبتي؟".
أخذت سارة تبحث في دفترها التقويمي الصغير : " رائع , لدي فراغ في ذلك الوقت , سيكون الخميس موعد أجتماع مجلس الجامعة الأكاديمي يجب أن أحضره , أذن سنحدد الأربعاء , هل الموعد يناسبك يا روزالي؟".
أحنت أبنتها رأسها موافقة وراحت في الحال تفكر حول وجبة الطعام التي يجب تحضيرها , بجب أن تذهب الى السوق وقت الغداء في اليوم التالي , وتهيء الطعام في المساء وتضعه في الفرن صباح الأربعاء يجب أن تتذكر تثبيت النابض المؤقت لفرن الطباخ حتى يعمل في الوقت المناسب , ثم نهض الثلاثة عن مائدة الطعام.
" أتركيه يا عزيزتي ". قالت أمها بصوت منخفض : " سأرتب ذلك أنا بعد قليل".
لكن روزالي أبتسمت لقول أنها هذا , لقد أعتادت أن تسمع ذلك دائما منها , فأستمرت في تنظيف المائدة وترتيب الأواني حتى أعادت كل شيء الى مكانه , أنها تعلم الحقيقة وهي أن أمها تتوقع منها القيام بذلك , لم تحلم في يوم من الأيام أن تترك المائدة بوضعها , لأن أباها وأمها سيغلقان على نفسيهما في غرفة الدراسة لساعات طويلة يتحدثان عن عملهما , حتى إذا ما خرجا من الغرفة , يكونان قد نسيا كل شيء عن المائدة والأواني , لقد قضت روزالي المساء تعمل في غرفتها , تهيء ملاحظاتها لمحاضرات اليوم التالي.
ألتقت بالدكتور كراوفورد في رواق الكلية بعد ظهر اليوم التالي , أراد تجاهلها لكنها جمعت بعضا من الشجاعة ونادته بأسمه , توقف فجأة ونزر اليها بشيء من العصبية , حتى ظنت لبرهة بأنه لم يستطع تذكرها , ترددت وهي تحاول أن تضع كلماتها حول الدعوة بأسلوب يجنبها أي مسؤولية عنها , لكنه قال بأقتضاب:
" نعم يا آنسة بارهام؟".
أرتدت بصورة غير أرادية من مظهر العداء البادي في عينيه , هل هو فعلا يكرهها بهذه الدرجة؟".
" أبي........ أبي...... قد طلب مني أن أدعوك الى العشاء مساء الغد".
يبدو أنه قد فوجىء بهذا النوع من الكلام:
" أنا ؟ لا يمكنني ذلك , شكرا , لا أريد أن أسبب إزعاجا لوالدتك".
" أعتقد أنه يريد أن يتحدث معك حول الكتاب , بينما تريد أمي طلب مساعدتك أيضا , لقد أعطته مسألة رياضية صعبة لا تستطيع حلّها". قالت وهي تمنحه أبتسامة فيها مزيج من المرارة والتردد.
" لذلك فإنهم يطلبون منك أن تغني لهم مقابل عشاءك".
وهنا بدأت أبتسامة تدب الى وجهه لتجعد ملامحه , لولا أنه سارع لتمالك نفسه , فمنع ولادتها.
" في أي حال , لن تزعج والدتي , أنني الشخص الذي يطبخ وجبات الطعام في البيت".
" أهكذا الأمر !".
قال وقد ضيّق من فتحتي عينيه , فشجعتها تعابيره على السيطرة في حديثها معه.
" لا حاجة بك أن تنظر الي هكذا يا دكتور كراوفورد , لم يعرف عني أنني سبق وسممت ضيفا حتى الآن , حتى لو كان ضيفا غير مرغوب به , لكنك لا تعلم , فقد أعمل أستثناء فيك".
هنا أضطر لأن يضحك.
" حسنا يا آنسة بارهام , لقد غلبتني , بسبب تلميحك الواضح أنك لا تريدينني , فقد قررت أن أغامر بالقبول , قد أكون صاحب قيمة بالنسبة لوالدك في الوقت الراهن , أكثر من أن تجعلك تحاولين التخلص مني , رغم كرهك لي".
" لو أنني أكرهك فعلا فليس لدي شك أن الشعور متبادل؟".
كان ذلك سؤالا لم يحاول الأجابة عليه , وبينما همّ بمواصلة طريقه قال من خلف كتفه.
" أي وقت يجب أن أصل؟".
" أي وقت بعد أن تنتهي صفوف الدراسة".
ذهبت روزالي الى مكتب أبيها كالعادة بعد ظهر اليوم التالي لتنتظره لمرافقتها الى البيت , لقد جلست هذه المرة بإعتدال وهدوء في زاوية الغرفة محاولة أن تجعل نفسها أقل ملاحظة قدر الأمكان , كانت تتصفح مجلة تعليمية قد أستعارتها من مكتبة الكلية حينما أنفتح الباب ودخل منها أدريان كراوفورد , نظر في الغرفة , لم يلحظها , وبدا عليه التعجب وأدار نفسه ليخرج.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-11, 10:04 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" مرحبا ". قالت بصوت خافت : " هل تبحث عن أحد؟".
قفز من مكانه ثم قطب وجهه , هل فكّر أنها أختفت عنه عمدا؟.
" نعم , أنت , أن والدك مشغول في أجتماع رؤساء الأقسام , لقد أرسل يبلغني أن آخذك الى البيت".
إن نبرة صوته تدل بعدم رغبته الأستجابة الى التبليغ , فألتقطت حقيبتها المكتبية وأدخلت مجلتها فيها , وبعدم الرغبة نفسها التي أبداها نزلت المدرج المؤدي الى الباب الخارجي وهو يسير بجانبها , لم ينطق بكلمة أخرى إذ لن بستطيع أن يعبّر عن كرهه لها بأكثر مما فعله قبل قليل , فتح باب السيارة وأشار أنها يجب أن تدخل أيضا , رمى نفسه في مقعده وحرك السيارة الى خارج الموقف الخاص بالكلية , وكان يبدو عليه أنه على عجلة من أمره.
" سأمر أولا على شقتي لأحضر بعض الأوراق التي يريدها أبوك".
قال بكلمات مختصرة : " لن يأخذ ذلك وقتا طويلا".
راحت روزالي تفكر بشيء يكسر الصمت الذي ران خلال المسيرة , فقالت أول شيء جال في فكرها:
" هل أنت متزوج يا دكتور كراوفورد؟".
كانت نظرته اليها كالضربة الحادة بينما كانت نبرة صوته أشبه بالتوبيخ الحاد.
" لو كنت كذلك , فهل يعقل أن أعيش لوحدي في غرفتين".
" نعم ذلك ممكن ". قالت ببرود:" قد تكون لديك زوجة وأطفال في مكان آخر , أن ذلك ليس غير متوقع من رجل بعمرك".
" أنك تجعلينني أحس وكأنني كبير السن , أؤكد لك لو أن لدي زوجة فإن مكانها لا بد أن يكون هنا بجانبي".
سكت لبرهة من الزمن , ثم أنحنت شفتاه بأبتسامة خالية من روح الفكاهة.
" ولكن ليس هناك خطر من ذلك , أنني قانع بحالي , كذئب منعزل أعيش حياة على طريقتي الخاصة".
لم تستطع إلا أن تستمر في تحققها:
" ألم تكن قد وقعت في الحب في يوم ما؟".
جاء جوابه أرتجاليا , وكانت هذه الأشياء غير ذات أهمية:
" كانت هناك فتاة ما , لكنها فضلت شخصا آخر".
كانت نظرته اليها كأنها لسعة من صفعة حادة تصيب وجهها وتابع:
" لن تستطيع أمرأة أن تخترق حاجزي مرة أخرى , أنني محصن الآن ضد المرأة ".
أبتسمت وحاولت أن تستفزه:
" لنترك الموضوع عند هذا الحد , هل أنت موافق؟".
أوقف السيارة أمام بيت صغير نصف منعزل في شارع فرعي هادىء , تعجبت روزالي من الموقع والمكان:
" هل أنت تعيش هنا ؟ هل أن جميع البيت لك؟".
" كلا , فأنني أستأجر الطابق الأعلى من البيت المؤثث , غرفتان ومطبخ وغرفة الحمام".
نزل من السيارة وبدأ يمشي بأتجاه البيت , أنزلت روزالي زجاج باب السيارة ونادت عليه:
" هل يمكن أن آتي؟".
تردد في الأجابة عليها وبعد لحظات قال مضطرا:
" حسنا...... لا مانع أذا كنت تريدين ذلك , لكنني لن أتأخر عليك , إذ سآتي في الحال".
لكنها لم تنثن عن ذلك , حيث أسرعت تركض وراءه الى باب البيت , فتح الباب بمفتاحه وجعلها تمر أمامه الى صالة البيت ثم صعدت السلم.
" أنذرك , أن كل شيء في جلبة وفوضى في مكاني , وذلك لأنني لم أتوقع زيارة أحد لي".
لقد كان صادقا في ذلك , فإن غرفته تضج بأكداس الكتب والمجلات والأوراق , وأواني الفطور ماثلة على المائدة غير مغسولة حيث تركها على عجل هذا الصباح , يعكس جو البيت شعورا بالأنقباض والضيق وكأن الهواء النقي قد منع من الداخل لعدة أسابيع مضت.
" لقد أنذرتك بذلك".
قال عندما لاحظ تعابيرها , هزت كتفها بعدم أكتراث.
" أنني لن أدينك على ذلك , فقط إنه يوقظ نزعاتي الأنثوية ويجعلني أريد أن أبدأ بالعمل".
" إنك لن تعملي مثل هذه الأشياء".
قال بصوت تحذيري , لكنه سرعان ما خفف من صوته بأول علامة من أنفتاح المزاح أمامها.
" أحب هذه الفوضى الخاصة بي , لا أريد أي شيء يغير في ذلك , لن أسمح ليد أنثوية أن تمسه , لا أستطيع أن أفكر في جو مرتب , أن ذلك يخنقني ويشل تفكيري".
أبتسم أحدهما للآخر لأول مرة وأحست بشاعرية غريبة في أعماقها , أدارت نفسها لبسرعة ومشت الى منضدة صغيرة وقد كدس فوقها عددا كبيرا من الكتب والأوراق وقد أختفت جزئيا بين هذه الكتب موضوعة بأطار فضي ألتقطت روزالي الصورة وراحت تنظر اليها بينما كان هو يبحث عن الأوراق المفقودة , ثم وجد الأوراق وأخذ ينتظرها لتلحق به نحو الباب.
" من تكون هذه السيدة , يا دكتور كراوفورد ؟ أمك؟".
هز رأسه بالتأييد.
" أنك تبدو أشبه بها". قالت وراحت تقارن بين معالمهما.
" النظرة نفسها في العينين , الأنف المستقيم نفسه وعظام الوجنتين العالية نفسها.......".
وبينما كان يبدي أهتماما بحديثها أخذ يفقد صبره في الأنتظار:
" بعد أن أكملت تحليل تقاطيع وجهي هل لك من فضلك إعادة الصورة الى المكان الذي كانت فيه, حتى نذهب".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-11, 10:05 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لكنها لا زالت تنظر بإمعان في الصورة:
" كيف شكلها..... أمك؟".
مشى في عرض الغرفة ونظر عبر كتفها:
" كما ترينها أنها قصيرة مملوءة الجسم , طيبة وكثيرة الأبتسام , غير أنانية وأم حنون".
" أين تعيش؟".
" في بيت صغير في مدلتن أن تيسدل في محافظة درهام , أنها أرملة , تعيش لوحدها".
أخذ الصورة منها ووضعها في مكانها على المنضدة , دفع الكتب والأوراق الى جانب ثم وضعها في مكان أكثر بروزا.
" لقد تعلمت لكنها لم تكن من المهتمات بالثقافة , لماذا يبدو عليك هذا الأهتمام ؟ فأنك لن تقابليها , أنت من طبقة بعيدة جدا عن التطابق مع محيطها , في أي حال , أنها ليست من نموذجك".
" أهي كذلك؟".
قالت بصوت ينم عن خيبة أمل وهي تسير نحو الباب , لم تستطع السيطرة , على أرتعاشة مرت على فمها.
" ما بك ؟ هل قلت شيئا خطأ ؟".
بدت أبتسامتها ضعيفة باهتة.
" خطأ ؟ آه ....... كيف يمكن لشخص بهذه الدرجة من الذكاء أن يقول أي شيء خطا؟".
رماها بنظرة جافة وهو يرجع الى الوراء قليلا ليترك لها المجال وهي تنزل درجات السلم أمامه , ركبا السيارة فتحرك من الرصيف نحو الشارع .
" أنت تعلمين أنني لم أدعك لدخول البيت , كان بأمكانك البقاء في السيارة , أذا كان نمط حياتي قد أزعجك , فيجب أن تلومي نفسك , لأنك طلبت أن ترينه".
" ليس ذلك أبدا , لكنك لن تفهم لو أخبرتك ".
" ألا يمكنني ذلك ؟ جربيني؟".
" كلا , شكرا , أنني لا أثق بالسفن المارة في الليل , إذ هكذا أعتبرك".
" إنك بسن صغيرة جدا بالنسبة لدرجة الأمتعاض والمرارة التي تبدينها".
لكنها دأبت على موقفها وقد هزت رأسها كمن خبر الحياة طويلا , وبعد صمت قصير , قال:
" لا يمكننا أن نتبارز هكذا طوال المساء , هل نعلن الهدنة , وقف إطلاق النار , خلال وجودي كضيف لدى والديك ؟ يمكننا أن نعود الى المبارزة بعد إنتهاء المساء إن كان ذلك هو أتجاهك".
أحنت رأسها بإشارة الموافقة وإبتسمت ثم أخلدا الى السكوت , بعد قليل سألته وهي تضحك :
" هل أخبرت عني لدى رئيس قسمي , أم بعد؟".
" كلا , لا أزال أفكر في ذلك ".
أدارت رأسها وحملقت في وجهه .
" إنك لن تفعل ذلك؟ أم ستفعله ؟ لست جادا في ما تقول ؟".
" إنني جاد تماما".
" ولكن لماذا؟".
" لماذا ؟ أنظري الى المسألة هكذا , كنت في غرفة رئيس القسم تتصرفين بوقاحة صارخة , لنفرض أن رئيس الكلية قد دخل الى الغرفة؟".
" لكنني لم أكن أقوم بعمل خاطىء".
" ألم تكوني كذلك؟ الوضع الذي تجلسين فيه بحد ذاته يشكل صلافة واضحة , إضافة الى حقيقة كونك كنت تقرأين بشيء أخذته عن الطاولة وقد يكون سريا".
" لكنها غرفة أبي".
" ذلك لن يغير شيئا".
" لكنني كنت في ذلك المكان لمرات عديدة في الماضي وقمت بأشياء كثيرة من الحماقة".
" في تلك الأوقات كنت أبنته فقط , وقد أعتبر هو ذلك أعتياديا أن يتحمل حماقتك تلك , الآن إنك واحدة من هيئة الكلية , الأختلاف كبير".
منتديات ليلاس
أنذهلت من حديثه , ماذا ستقول لتجعله يفهم وجهة نظرها؟ فسألته بصوت ثقيل:
" هل سيختلف الأمر لو قلت أرجو المعذرة , وأن ذلك لن يحدث مرة أخرى ؟ كما وأن ذلك اليوم كان يومي الأول".
لقد مر وقت غير قليل قبل أن يفتح فمه , نظرت اليه وهي تفكر ما إذا كان يسمع ما تقوله أم لا , ثم تراءى لها أنها لمحت تلطفا خفيفا في ملامح وجهه فأرتفعت معنوياتها.
" سأفكر في ذلك".
قال بأقتضاب.
بدأت عيناها تميزان أسماء الشوارع التي تمر بها السيارة , فعلمت أنها لم تعد بعيدة عن بيتها , وحينما أقتربا من البيت قال لها:
" علاوة على ذلك فأنت لم تعطني أسمك , هل تذكرين ؟". نظرت اليه بعينين تعبران عن الأمتنان ورأت أنه بدأ يبتسم , تبعها الى داخل البيت:
" هذا هو بهو الأستقبال". قالت وقد أشارت اليه أن يجلس ,:" يمكنك أن تنتظر هناك لحين قدوم والدي".
أتجهت هي مباشرة الى غرفة المطبخ نظرت الى قطعة اللحم الكبيرة المحاطة بالبطاطا في فرن المطبخ بموجب توقيت تثبته قبل خروجها , وضعت فطيرة التفاح التي كانت قد عملتها في السابق على الرف أمام قالب الشواء , ثم أخرجت علبة القشدة من الثلاجة وبينما أفرغت محتوى العلبة في الوعاء الزجاجي أمامها , فوجئت بعيني الدكتور كرافورد تنظران اليها بأعجاب.
" أيتها الآنسة ! رائحة ومنظر طعامك جيدان , لا شك أنني لا أستطيه طهو طعام أحسن منه".
" هل أنت تطبخ يا دكتور كرافورد ؟ أنني أستغرب قولك , إذ كيف لي أن أصدق أن عالما مثلك يمكنه أن يقوم أيضا بأعمال دنيوية أعتيادية قبل الطبخ".
" هكذا ؟ إذن كيف آكل لو لم أتمكن من القيام بذلك , ليس لدي مدبرة لبيتي كما وأنني بكل تأكيد غير مستعد لأستخدام طباخ حتى لو كنت قادرا على دفع أجرته".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-11, 10:07 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أسرعت نحو غرفة الطعام وتركته في مكانه فتحت شرشف المائدة المكوي لتوه وفرشته على المائدة .
" لا شك أن لديك من يقوم بأعمال التنظيف".
لقد تبعها من المطبخ.
" أبدا ! لقد قلت لك لن أقبل بأمرأة في بيتي , أنهن كثيرا ما يتدخلن بأشياء لا تعنيهن ". قال وهو يبتسم : " يردن دوما تنظيم فوضى البيت".
" من يؤدي لك غسيلك وكي ملابسك؟".
" آه , أنني أسمح لمالكة البيت أن تقوم بذلك مع شرط ثابت أن تترك الملابس المغسولة في منتصف السلم وأن لا تدخل غرفتي".
نظرت اليه بعد أن توقفت عن تنظيم الأواني عن المائدة .
" أكيد أنك لا تعني كل هذا الذي تقوله".
" أنني قادر على ذلك وأنفذه بالفعل , أترين كيف حصلت على أمتيازات , حيث سمحت لك بدس أنفك في شقتي بغض النظر عن شخصيتك ...... ال ...... أنيقة".
نظرت اليه بتعجب:
" ولكن ما الذي جعلك هكذا معاد للنساء ؟ أي أذى سببن لك مما جعلك لا تتحملهن في حياتك الخاصة".
" لا أذى أبدا سوى أنهن مثار للقرف ويلهين عن أشياء مهمة في الحياة".
أتكأ على أطار الباب ونظر اليها من الأعلى الى أسفل :" وكلما كنّ فاتنات في جمالهن كلما سبّبن المزيد من الألهاء , لذلك فإنني أجعلهن بعيدات عن حياتي , لنغير الموضوع".
تركته بعد أن رمته بعبارة : " إسمح لي لحظة !". راحت لتحية والديها:
" ضيفكما موجود في غرفة الطعام , إنه مزعج وأستفزازي".
ضحكا من تعليقها , وعندما ظهر أمامهما صافحا يده الممدودة لهما , إبتسمت سارة إبتسامتها المعهودة:
" كيف حالك يا دكتور كرافورد , لشد ما سررت بأن لديك وقت لتأتي , هل قالت لك إبنتي عن المسألة الصعبة التي أتاني بها أحد طلابي؟".
" رويدك يا عزيزتي ". قال فرانكلين وهو يضحك : " دعي الدكتور كرافورد يتناول طعامه أولا , وإلا فإنني أتوقع أن يترك الطعام باردا على المائدة".
أيدت روزالي والدها بأمتنان حول ذلك:
" تناولا طعامكما ؟ فإنه الآن جاهز للتقديم".
وبينما ذهبا والداها , الى الطابق الثاني لأعادة ترتيب نفسيهما , لبست هي قفازات الفرن وحملت الأطباق الى غرفة الطعام , وقف الدكتور كرافورد ويديه في جيبيه , يراقب فعالية روزالي بينما كانت تروح وتأتي حاملة أطباق الطعام , لقد بدا على وجهه شيء من الذهول والتعجب.
" هل هناك أي شيء يمكنني عمله لأساعدك يا آنسة بارهام؟ أحس وكأنني كالأحمق مستمر هنا بينما تتحركين أنت كلولب وكأن ثورا يلاحقك".
ضحكت وأخذت تبطىء في حركتها:
" هل تبدو حركتي مضحكة لهذه الدرجة ؟ كلا شكرا لا أحتاج مساعدة ". قالت جوابا على سؤاله :" لقد أعتدت على هذه الحركة ".
" أوه......".
وخلال تناول طعام العشاء كان فرانكلين يمنع زوجته بإستمرار عن الحديث الخاص بالعلم والعلوم.
" أن ضيفنا يتحدث بلغتنا , فهو الآخر ليس مثل إبنتنا , مما جعل الأمر ثلاثة مقابل واحد ضدها , ليس من العدل لروزالي أن نعزلها هكذا , أليس كذلك يا عزيزتي؟".
نظر الدكتور كرافورد نظرة تساؤلية الى روزالي , فقد لاحظ بلا شك نفورها المتزايد بينما أستمر والدها يتحدث:
" لو أنها أتبعت خطواتنا وأختارت الرياضيات لمستقبلها لكان في إمكانها الآن الأنسجام مع موجتنا وشاركت بحديثنا".
أنفعلت أبنته قليلا ثم قالت بإبتسامة ممزوجة بشيء من الأستياء :
" بالطبع , يا دكتور كرافورد , فإن أمي لا تريدني بصورة حقيقية , أليس كذلك يا ماما؟".
" أه , لا يمكنني أن أقول ذلك , عندما علمت أنك قادمة الى الحياة , أحسست بالأحباط في بادىء الأمر ولكن سرعان ما تغلبت على ذلك".
" ولكنك فعلا كنت تريدين الحصول على ولد".
قالت روزالي مصرة وهي تشعر من الواجب حصولها على إعتراف من أمها :" ولد يتبع خطواتك وخطوات بابا".
تعثرت عينا سارة فوق وجه إبنتها ونظرت نظرات إستنجاد الى زوجها , بينما راح أدريان كرافورد ينظر بوجوم بين الأم وإبنتها , وكانت تعابير وجهه تنم عن عدم الراحة من مسار المقاش , ثم تركزت نظراه على ملامح روزالي التي أغلقت عينيها حتى لا يلاحظ الألم فيهما.
" روزالي! ". تفوه والدها بصوت فيه بعض الحزم , وقد أعتدل بكرسيه الى الوراء ممتلئا بالطعام الذي أعدته إبنته : " إن روزالي كثيرا ما تحاول جلب الأهتمام لنفسها , فإذا لم يكن ذلك عن طريق ما تقوله والذي يصل حد الأساءة في بعض الأحيان , فيكون ذلك في طريقة أرتدائها الملابس أيضا , إنظروا الى تشكيلة الألوان التي ترتديها الآن".
نظر أدريان الى بدلتها.
" أتعني الألوان الحمراء متضاربة مع بعضها؟ أنني أجدها مناسبة وجذابة جدا ". أستمرت عيناه تنقدان وتؤيدان : " لا يمكنني أن أجد أية غضاضة في ذلك؟".
نظر فرانكلين الى أبنته:
" روزاي ! لديك الآن معجب".
عضّت على شفتها بسبب التلميح الذي وراء كلمات أبيها وبدأت تضع الأواني الفارغة واحدا فوق الآخر وتدفعها خلال فتحة تصل بالمطبخ , لا بد أن تعطي يديها شيئا لتعمله وإلا فإنها ستنفجر في البكاء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-12-11, 10:09 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أتركيها ياعيزتي . قالت أمها : " سأغسلها أنا بعد ذلك".
لم تجب روزالي وإستمرت في تنظيف المائدة بينما دعا والداها ضيفهما ليتبعهما.
" سنتحدث في غرفة الدراسة , المكان الذي نعمل عادة فيه".
تباطأ الدكتور كرافورد لدقائق حيث قالت روزالي وهي تبتسم اليه بتحد:
" أن الإطراء يجديك نفعا يا طكتور كرافورد وخاصة إذا أنتصف بالزيف".
أجابها بهدوء:
" إذا كان ذلك هو الأسلوب الذي تعاملين به الراغبين أن يكونوا حلفاء لك , فسيكون غريبا وجود أي صديق عندك في هذا العالم ".
" أنني لا أحتاج الى حلفاء , لقد عشت بدون الحاجة اليهم منذ ولادتي حتى الآن , لقد تعلمت أن أمشي لوحدي".
" هل هذا صحيح؟". أصبحت عيناه أكثر صلابة الآن : " في هذه الحالة سأقول لك الحقيقة التي يبدو أنك تريدين معرفتها , أعتقد أن أختيارك للألوان أختيار وحشي".
قال وهو يخرج من الغرفة .
منتديات ليلاس
أمسكت شفتاها بالرد الشرير الذي كانت ستطلقه فتسمرت ! في أي حال إنه ضيف , ملأت أناء الغسيل بالماء الحار وبدأت العمل في تنظيف الصحون والأواني , وبينما كانت في منتصف إكمال عملها , ويداها تغوصان في فقاعات الصابون سمعت صوتا من خلفها , كان أدريان كرافورد يقف على الباب , نظر حول المطبخ وبدون أن ينبس ببنت شفة تناول منشفة وراح يجفف الصحون والأواني المغسولة.
" لا حاجة يا دكتور كرافورد فقد أعتدت أنا على ذلك".
" مثل ما قلت عندما عرضت أن أساعك , أنني لم أساعدك , لذا فلا يمكنك أن ترفضي".
عملا بصمت لفترة من الوقت , ثم بادر بالسؤال:
" لماذا تقومين أنت بكل هذا ؟ لقد سمعت أمك تقول أنها ستعمل ذلك بعدئذ".
" ذلك ما أعتادت أن تقول , أنها لن تعمله".
" ربما لأنك لم تمنحيها الفرصة للقيام به؟".
" أنني لا أعيش في أوهام يا دكتور كرافورد , إذا لم أعمل ذلك الآن فأن الأشياء تبقى هنا على وضعها غير مغسولة حتى صباح اليوم التالي , وإذا لم أحضر وجبة طعام المساء مسبقا , وأثبت الطباخ للتوقيت ذاتيا فلن يكون عندنا طعام عند عودتنا الى البيت".
لكنه إستمر في إستفساراته:
" ألا تظنين أن والدتك ربما أعتقدت أنها أخرجت من مطبخها عنوة؟".
لم يكن مجرى النقاش مسرا لروزالي كما وأن أسئلته لم تدعها تنصرف الى عملها.
" ألا تعتقدين أن جو البيت الحالي يعود اليك وإنك قد عوّدتهما على أستخدامك مدبرة بيت بدون أجر؟".
أجابته بإبتسامة ساخرة:
" أن قولك هذا أشبه بالعبارة الشهيرة , من جاء أولا الكتكوت أم البيضة! مثل هذا السؤال لا أستطيع الأجابة عليه".
" ماذا سيحدث عندما تخرجين أنت في المساء , من سيطعمهما؟".
" أضع وجبة الطعام لهما في الفرن قبل أن أخرج في الصباح فتكون مهيأة للتناول عند عودتهما للبيت".
" ثم يقوما بغسل الصحون؟".
" كلا , أنا أقوم بذلك قبل أن أذهب الى فراشي".
قطب جبينه مرة أخرى.
" لا تصدقني ؟ أؤكد لك أنني أقول الحقيقة , لدي أم في غايى الذكاء , لامعة , فعندما أكتشفت أنني لن أحذو حذوها قررت أن تغسل يديها مني , ومنذ ذلك الحين كانا ينظران الي بأعتباري فاشلة أكاديميا".
" ولكن عندك درجة جامعية أيضا؟".
" نعم في علم الأجتماع , ولكن يجب الهمس بها لأنها كلمة قذرة في العائلة , إنها غير علمية كما ترى وعليه فإنها أقل من التراب".
لم تجرؤ على النظر اليه لأنها تعلم أنه لو رأى عينيها فإنه سيكون قد رأى ما يدور في قلبها , وبعد برهة سألته:
" أين والدي؟".
" أنهما في غرفة الدراسة مستغرقين في المسألة الرياضية , أقترحت عليهما بداية إفتراضية وراحا يتتبعان ذلك , لذا فقد تركتهما , حتى أنني لا أعتقد أنهما لاحظا خروجي".
" كلا , إنني متأكدة أنهما لن يلاحظا , فهما لا يلاحظان خارجهما عندما يكونان مع بعضهما , إنهما يحبان أحدهما الآخر الى درجة أنهما عزلاني عنهما تماما".
توقف عن تجفيف الأناء الذي كان بيديه وراح يتفحص وجهها بتأثر شديد:
" أنت تعلمين أنك تنصبين مكيدة لي!".
" إنه إطراء فارغ , لم أظن إنك حتى لاحظت وجودي".
" إنني ألاحظك جيدا , إن ذلك مثل ما يلاحظ المرء البعوضة الصغيرة , حيث في النهاية تجعلك فاقدة الأعصاب , تودين أن توجهي اليها ضربة ساحقة".
نظرت اليه مضطرة وضحكت , وضحك هو معها , لقد لمع بريق من الدفء العاطفي في علاقتهما الهشة المتأرجحة.
" قل لي يا دكتور كرافورد , لماذا تظن أنني أكيد لك , أن أنوثتي تستصرخ جوابا".
" إذن يمكنك أن تقولي لها أن تصمت ! أن ما أتحدث عنه ليست أنوثتك , أنها لا تعني أي شيء , لا أهمية لها عندي".
أصابها الخجل فعضّت شفتها , لقد صفعها مرة أخرى , لقد أعتادت على ذلك من عائلتها ولكن ما يبدو محيرا لها شدة الأذى عندما أتت الصفعة الصفعة من هذا الرجل , نظرا الى لوح الأواني الفارغ :
" هل هذا كل شيء؟".
" نعم , شكرا لمساعدتك".
علّق المنشفة وأنحنى على باب دولاب الأواني وهو يرقبها تمسح مغسلة الأواني :
" أنك تكيدين لي بشخصيتك ". قال لها : " ذلك بالنسبة لسنك فأن لديك أكبر أستعداد للتحدي وكيف تستغرقين في رثاء الذات , حالة التباكي على النفس هذه التي تغرقين نفسك فيها , لماذا لا تقلعين عن ذلك؟".
تحولت اليه وقد أخذ الغضب يغلي في أعصابها:
" لم يدعك أحد الى هنا لتقوم بدور طبيبي النفساني".
هز كتفيه عن عدم أكتراثه بقولها:
" إذا كان رأيي بك لا يعجبك , هناك شيء وحيد يمكنك القيام به , يمكنك دائما نسفي من الخلف ومشاهدتي وأنا أغرق , أنني سفينة وأنا عابر في الليل , كلماتك هذه , تذكري".
نادت أمها:
" دكتور كرافورد , أين أنت نعتقد أننا حللنا المسألة والفضل لك".
" إنني قادم يا سيدة بارهام إذ أنني في المطبخ أراقب إبنتك وهي تعمل". أخفض صوته وهو يقول : " يبدو أنني لم أقم بأي عمل آخر منذ وصولي الى هنا".
كانت روزالي في غرفة نومها تعمل على تهيئة ملاحظات محاضرتها عندما رن التلفون سمعت أباها وهو يرد , ثم نادى من قرب السلم:
" روزالي , نداء لك , إنه نيكول".
" شكرا بابا ". عندما نزلت لتناول التلفون كانت غرفة الدراسة مفتوحة جزئيا , وسمعت أباها يقول:
" إنه صديق روزالي , مدرس لغات في المدرسة التي تركتها مؤخرا , موضوعه لا يتناول حتى اللغالت الحديثة فهو متخصص في اليونانية القديمة واللاتينية , أنا شخصيا لا أتحمل هذا الشخص".
مرت عبر البهو وأغلقت الباب بقوة ثم رفعت السماعة:
" نيكول ! كم لطيف أن أسمع صوتك , أموري جيدة , شكرا , نعم , إنه تغيير كبير من الجو المزدحم في المدرسة , بالطبع , الطلبة أكبر سنا وهم يستفسرون عن كل شيء , وهذا شيء أفضله هنا , إنهم لا يتهيبون من المناقشة وإبداء الرأي , على عكس طلبة المدرسة".
فتحت باب غرفة الدراسة , ومرت ساعة الى داخل المطبخ .
" أفتقدك ؟ بالطبع , أنني أفتقدك , كلا , ليس لدي صديق آخر , واحد يكفي كما تعلم !".
ضحكت ونظرت من طرف عينيها الى الوراء , فهي تعلم أن صوتها يمكن أن يسمع الى غرفة الدراسة.
" متى يمكنني أن أراك يا عزيزي ؟ أحس بوهن في نفسي في الفترة الأخيرة , أنني أحتاج لمن يستمع اليّ ويقدرني , نعم مساء الغد ؟ نعم أنني متفرغة , شكرا لله , مع السلامة , والى اللقاء....".
تبعت روزالي أمها الى غرفة الدراسة:
" الجميع يتناول القهوة؟".
تحدث أدريان بهدوء حيث ألقى عليها بدوره نظرة متفحصة جعلتها ترتبك قليلا ضد إرادتها .
" نعم يا عزيزتي أربعة أكواب من القهوة ". قالت الأم.
هيأت روزالي القهوة وحملت الصينية الى غرفة الدراسة:
" سأتناول قهوتي في الطابق الأعلى في غرفتي".
قالت وهي تنظر الى رأس أدريان المنحني.
" حسنا يا عزيزتي ". أبتسم اليها والدها بفكر شارد : " ذلك أحسن لأننا نتكلم هنا في عمل لا تفهمين منه كلمة واحدة".
هنا أرتفع نظر أدريان وبلحظة شاردة نظرت عيناه الجادتان نحوها , كأن رسالة قد مرت بينهما لكنها كانت برموز لا تجد مفتاح حلها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, بانتظار الكلام, lilian peake, man out of reach, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية