كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
( الزمجــــــــرة الســـــابعة : الإستجـــــــواب..! )
،
بعد انتهاء جلسة الاتهامات بينهم...قررت أن أستجوب كل واحد منهم على أنفراد..
انتقلت لغرفة المعيشة...
و أول شخص سأستجوبه " سُعـــــاد "..
جلست أمامي و هي عابسة..ويبدو أن الأمر برمته لم يعجبها..!
نظرت إليّ بطرف عينها وقالت : لا أعلم يفكّر الناس يا للعجب..أيعقل أن اتّهم يوماً ما بقتل صديقتي المقربة..؟؟ " نظرت إلي باحتقار " ما هذا الاتهام..؟؟
نظرت إليها بجدّية : اعذريني خالتي...أنا لم اتهمكِ..ولم أقل أنكِ قتلتها..! كل ما في الأمر أنكِ من المشتبهين بهم...و إن كنتِ بريئة فـ ستثبت براءتكِ بالتأكيد..!
تمتمت بحنق : هه..! من المشتبهين بهم.؟ ما لفرق..؟
أمسكت بالقلم وطرحت عليها أول سؤال : إحم....الجميع يعلم أنه في الليلة التي قُتلت فيها السيدة..وبالتحديد بعد وجبة العشاء..ذهبتما أنتي والسيدة إلى غرفكما للراحة..
سُعاد : هذا صحيح...!
أكملت : إذا..هلا أخبرتني ما لذي كنتِ تفعلينه في هذا الوقت...؟ ومتى خلدتِ للنوم..؟
سُعاد : يا لهذا السؤال.! لقد قُلتها بنفسك..توجهت لغرفتي بعد تناول العشاء للراحة..!
قلت : عفواً...أقصد ما الذي كنت تفعلينه بالظبط...؟ وهل خرجتِ من الغرفة.؟ ومتى خلدتِ للنوم.؟
سُعاد بضجر واضح : لقد كنت أحيك قطعة صوفية..وبعدما انتهيت منها..قرأت لي صفحات من كتاب أحبه..وخلدت للنوم بعد ذلك....ولم أخرج من غرفتي أبداً..
كتبت ما قالته بسرعة..ثم سألتها سؤال آخر : حسناً..أمممم...بما أن غرفتكِ مجاورة لغرفة الضحية..! هل سمعتِ صوتاً غريب بينما كنتِ في غرفتكِ.؟
سعاد برفض : كلا ....لم أسمع أي صوت..
قلت بتأكيد : أو حتى صوت الضحية وهي تطلب النجدة.؟
لم تجب على الفور..صمتت قليلاً لتفكر وبعدها أجابت : كلا لم أسمع أي شيء غريب..فقط كان صوت المطر والرعد عالياً...
حركت رأسي بتفهم..
وضعت القلم على الطاولة..ونظرت إلى سعاد : ما رأيكِ أنتِ.؟
سُعاد باستغراب : في ماذا.؟
أجبتها و أنا أراقب ملامحها بحذر : في هوية القاتل....من تعتقدينه..؟
سعاد : القاتل.؟ " وبغرور " أنتي تريدين رأيي إذاُ..! حسناً..إذا نظرنا في المشتبهين بهم...فجميعهم لا يروقون لي باستثناء عبير..! لطالما كانت جدتها تثني عليها...
قلت : إذاً ..من المستحيل أن تكون هي الفاعل..
قالت بسرعة : بالطبع مستحيــــــل..!! إن كان هنالك فاعل...فأنا أظن أنه واحد من اثنين.." سوزان....أو روبي "
قلت باهتمام : سوزان أو روبي..؟
قالت بامتعاض : نعم سوزان أو روبي.....سوزان جدتها لم تكن تطيق تصرفاتها..! وأما روبي فقد منعتها جدتها من الزواج من ذلك الفتى الفقير..فبالتأكيد هي تكرهها
قلت باستغراب : الفتى الفقير..؟ أتقصدين وليد..؟ هل هو فقير حقاً..؟
قالت بتكبّر : أأمم..هو ليس فقيراً بالمعنى الصحيح...إنما هو من الطبقة المتوسطة..لهذا رفضت أن يأخذ حفيدتها فتىً ليس من طبقتهم..!
عقدتُ حاجبيّ : ولكن أليس وليد هو قريب روبي من الأم..؟
سعُاد : نعم هذا صحيح....ولكن لم تكون عائلة أم روبي من طبقة الأغنياء..لهذا تم رفضه.. .." سكتت قليلاً ثم قال بتأكيد " أظن أنها روبي..بالتأكيد هي..فهي آخر من رأت و تحدّثت إلى جدتها..
سألتها : إذاً ماذا عن كون وليد هو القاتل ... أو مهند,,,..؟
قالت بتفكير : وليد من الممكن أن يكون القاتل....لكن مهنّد لا..فقط كان يحب جدته كثيراً..
تذكّرتُ شيئاً وقلت لها : هل كانت السيدة تحب الأزهار..؟
سُعاد : نعم...و كانت تحب القراءة عنها كثيراً..
حركت رأسي بتفهم : أهاا...حسناً...هل لديكِ شيئاً ما تودين قوله أيضاً,,.؟
سُعاد : كلا..
قلت : شكراً لك...لقد انتهيت من استجوابك...
//
تفحصت ملامحها...هي أكثر من تأثّر بموت العجوز..فهل من الممكن أن تكون هي القاتلة.؟
مسحت دموعها وقالت بصوت باكي : لم أتوقع يوماً أن جدتي قد تموت مقتولة..! لـ..لم أستطع أن أستوعب الأمر بعد..! جدتي أنا.! تموت مقتولة.! أحدًٌ وفي غفلة منا قتلها..؟؟؟ " نزلت دموعها " لمـ..ـا...لمــ..ـا يقتلها..!!!
قلت بمواساة : أعلم أنها صدمة قوية لكِ ولنا جميعاً.....أنا حقاً متأسفة لأجلكِ..!
مسحت دموعها بمنديلها..
أمسكت القلم وبدأت بطرح أول سؤال : حسناً عبير...سأبدأ بطرح الأسئلة..، إححم..,أولاً : الوقت المحدد لوفاة الضحية كان الساعة العاشرة والنصف...أي في الوقت الذي عاد فيه عادل و سوزان للتحدي ليلة الأمس.." نظرت إليّ باهتمام..فأكملت " وجميعكم كان لديكم الفرصة لارتكاب الجريمة في الـوقت الفاصل للتحدي....وكان تقريباً 10 دقائق...." كشّرت بوجهها..فقلت بحزم " أرجوكِ اسمعيني للنهاية وأجيبي على الأسئلة فقط...
عبير بامتعاض : حسناً..
نظرتُ إلى الورقة...ثم أكلمت : وأنتي في هذا الوقت ذهبتِ لتجهزي الفلم....صحيح..؟
عبير بإيجاب: هذا صحيح..
قلت : إذاً في ذلك الوقت ألم تذهبِ إلى مكان آخر..؟ أخبريني بالتفصيل عما فعلته..
أخذت نفساً عميق ثم أجابت : في البداية ذهبتُ إلى المطبخ لأنني كنت أشعر بالعطش..وشربتُ بعض الماء ....وبعدها..
قاطعتها : اعذريني على المقاطعة.....لكن..هل شاهدتِ أحداً ما في المطبخ..؟
عبير بتفكير : أأأأ....لا..؟ أقصصد نعم..! لقد شاهدت الخادمة.و ..وبعدها أتى وليد..!
قلت : أيةُ خادمة..؟
عقدت حاجبيها : الخادمة المقتولة..!
قلتُ بسرعة : وما الذي كانت تفعله..؟
قالت : أظن أنها ..كانت تحضّر الماء لجدتي...
قلت : أها...و ماذا أيضاً..أكملي..ماذا كان يفعل وليد..؟
عبير : سمعته يسأل الخادمة عن السُكر....و بعدها خرجتُ من المطبخ و ذهبت إلى غرفتي لآخذ الفلم والفشار والمشروبات...ثم توجّهت إلى غرفة التلفاز..وبعد أن جهّزت كل شيء عُدتُ إلى حيث كان الجميع..
قلت : نعم وقد التقيت بكِ في الممر..
عبير : أوه نعم..هذا صحيح..
سألتها : حسناً...قبل أن تلتقي بي...هل لاحظتِ شيئاً مريباً..أو سمعتِ صوتاً ما..؟
عبير : كلا..
طرحت عليها سؤالاً آخر : إذا هل ذهبتِ لتفقد جدتكِ..؟
عبير برفض : كلا....لم أذهب لجدتي....لأنها لا تحب أن يزعجها أحدٌ في هذا الوقت..
كتبت جميع الملاحظات عن عبير وبعدها طرحت عليها آخر سؤال : إذاً عبير...من تعتقدين أنه المجرم.؟
رفعت حاجبيها : المجرم..؟ لقد أخبرتكِ مسبقاً ولن أغيّر رأيي ...إن كان هناك مجرمٌ بيننا فهي روبي بكل تأكيد...لقد كانت دائماً تتذمر من جدتي...بالإضافة أن جميع الأدلة تشير إليها..
سألتها : وماذا عن وليد..؟
عبير : وليد.؟ لا أدري..فأنا لا أعلم عنه الكثير...سوى أنه قريب روبي وصديقها في الماضي..ولكن إن كان هناك مشترك آخر في الجريمة فبالتأكيد سيكون هو..
قلت : حسناً..وماذا عن البقية..؟ سُعاد و سوزان و مهنــد..؟
عبير: سعاد...لا أعتقد أنها الفاعلة فهي صديقة جدتي المقربة..أما سوزان..أمم..صحيح ما قالته سعاد ..أن جدتي دائماً تحاول التضييق على سوزان...لكن سوزان مستحيل أن تقوم بقتلها لهذا السبب..! فهي تعلم أن جدتي في النهاية تريد مصلحتها..
قلت : ومهند..؟
قالت مستنكرة : مهند..؟ لو كان هو الفاعل لكنتُ قتلته بيدي..
قلت : حسناً..شكراً لكِ...لقد انتهيت من استجوابك..
//
بعد ما أغلقت الباب خلفها جلست أمامي..
أحسست بالشفقة عليها..! لقد فسدت كل مخططاتها..
وأصبحت الإجازة تعيسة...بدل أن تكون ممتعة..!
قلتُ لها بمواساة : متأسفة لأجلكِ ...سوزان...
لم تردّ عليّ سوى همهمة لم أسمعها..
قلت : حسناً سوزان..سأطرح عليكِ بعض الأسئلة..وأريدكِ فقط أن تجيبي عليها..
سوزان بصوت مكتئب : حسناً..
قلت : لنبــــدأ....، بالتأكيد أنكِ علمتِ بوقت وفاة جدتكِ...
هزّت رأسها بإيجاب..
أكلمت : وتعلمين أن القاتل نفذّ جريمته في الوقت الذي حددناه للاستراحة لليلة الأمس..وهو حوالي10 دقائق ...
سوزان : نعم...
نظرت إلى الورقة : وفقاً لما قاله عادل...عندما تركناكم جميعاً..بقيت أنتِ وعادل بمفردكما..وبعدها تركتِ عادل....هلاّ أخبرتني ماذا كنتِ تفعلين بعدما تركته..؟
تنهّدت بعمق..ثمّ أجابت : عندما تركته..توجّهت لدورة المياه في غرفتي..وبعدها عدتُ إليكم..!
قلت : ألم تذهبِ لمكان آخر..؟
سوزان : كلا..
قلت بتأكيد : أو ذهبتِ لتتفقدي جدتكِ..؟
سوزان برفض : كلا لم أذهب لها..فهي لا تُحب أن يزعجها أحد في وقت راحتها..ثم إنني نادراً ما أزورها في غرفتها..
سألتها بحذر : هل صحيح أن جدتكِ كانت دائماً تضيّق عليكِ..؟ وهي في الأساس لم تحضر إلى هنا إلا لتراقبكِ ...عندما علمت أنك دعوتِ أصدقاءكِ .؟
سوزان بضيق : صحيح...جدتــي كانت تتضايق من تصرفاتي الطائشة والتي لا تليق بسيدة راقية في مجتمعها هي..وكانت دائماً تلحّ على والدتي لتتركني أعيش عندها....وهذا بالطبع لتعلمني كيف أكون سيدة راقية ونبيلة..
رفعت حاجبيّ بتعجّب : ولما أنتِ بالذات.؟
سوزان : لأنني أفعل ما يحلو لي بدون قيود....أما هي فلا تملكُ السلطة عليّ...ومن قال لكِ أنها تفعل هذا معي فقط..! انظري إلى روبي...إن شخصيتها في الحقيقة..عكس الواقع تماماً..! إنها ليست مغرورة أو متكبرة كما تُظهر هي..! بل على العكس إنها جداً متواضعة..وفي الحقيقة لا تهمها الطبقات المجتمعية..! ولكن جدتي هي من فرضت عليها لـ تكون هكذا..
سألتها : وعبير..؟
أجابت : عبير تفكيرها مقارب لجدتي..لهذا جدتي كانت راضية عنها تماماً..
قلت : إذا ما رأيك..؟ من يكون الفاعل..؟
سوزان : القاتل...؟ لا أعلم ...في الحقيقة لم أستوعب أنه واحداً مناً..! ولم أكن لأصدق أن جدتي قتلت..إلا عندما قُتلت الخادمة..!
قلت : نعم..أتفهم ذلك...من الصعب التصديق أن جريمة حدثت هُنا..!
سوزان بضيق : والقاتل واحد منا..! حقاً هذا شيء لا يصدق..أتمنى فقط لو أنه مجرد كابوس وينتهي..
قلت : حسناً سوزان...أريد رأيك بصراحة..من تعتقدين أنه الأقرب في أن يكون الفاعل..؟
سوزان : لا أدري..؟ ربما سُعاد..فلقد تفاجأت عندما هاجمتني باتهامها..!
قلت : وأيضاً.؟ هل من الممكن أن يكون..وليد..؟ أو روبي..؟ أم الأخوان.؟
سوزان : وليد...أمم.؟ لا أدري..لا أعتقد أنه هو.....ولا روبي أيضاً بالرغم أن الأدلة كلها تشير إليها..وهي الوحيد التي لديها الفرصة الأكبر للقتل..! أوو أما الأخوان......لحظة.....أنتظري.؟ ألم تكن النافذة مفتوحة..؟ والقاتل فرّ منها..! " سكتت قليلاً...ثم نظرت إليّ فزعة.." اووه لا..لا شي..لا أعلم من هو القاتل...
نظرتُ إليها بتعجّب..ثم قلت : حسناً..هذا يكفي..شكراً لكِ..
خرجت ودخلت بعدها روبي..
نظرت إلى وجهها الشاحب..وآثار التعب عليه...
جلست أمامي بصمت..
سألتها : كيف حالكِ الآن روبي..؟
أجابت بصوت خافت : بخير..
قلت : هل أنتِ مستعدة .؟
هزّت رأسها بإيجاب..
قلت : لنبــدأ إذاً....بعدما تركتي الجميع لتفقّد جدتك...أخبريني..كيف كانت هي..وما الحديث الذي دار بينكما.؟
تنهّدت بعمق...وبعدها قالت : عندما ذهبتُ إليها..كانت مستلقية على سريرها تحاول النوم..وعندما سألتها لما لم تنَم بعد...أخبرتني أنها لم تستطع بسبب آلام ظهرها..فأعطيتها منوماً....وقبل أن أخرج طلبت منّي أن أدلّك ظهرها قليلاً.....وبعدها حين أحسّت ببعض الراحة طلبت منّي أن أرحل..وعُدتُ بعدها إلى الجميع..
قلت : أممم....هل كانت نافذة غرفتها مفتوحة..؟
أجابت : كلا...
قلت : وهل كانت جدتكِ تملك زنبقة سوداء..؟ أو هل رأيتها أنتِ.؟
قالت برفض : كلا..لم أرى أي زنبقة سوداء في حياتي..سوى.......سوى على جثّة جدتي..!
عضّت على شفتيها محاولة أن تمنع نفسها من البكاء..
قلت : إذاُ أنتي لا تعلمين إن كانت جدتكِ تحتفظ بأزهار الزنابق أم لا..
هزّت رأسها برفض..
قلت بتفهم : اها....سؤال آخر...هل سمعت أي صوت في الخارج..أوو..عندما خرجتِ..هل التقيت بأحد..؟
روبي : كلا..لم أسمع شيئاً..أو ألتقي بأحد..
سألتها : روبي..أجيبيني بصراحة..من تظنين أنه القاتل..؟
نظرت إليّ لثواني..وبعدها قالت بحزن : لا..أدري...كل ما أتمنى أن لا يكون أحداً منا....يكفي أننا فقدنا جدتي..لا نريد أن نفقد شخصاً آخر..!
قلت : إذا انتي لا تعتقدين أنها عبير أو أنه مهند..؟
روبي بسرعة : كلا..! أعلم أنها اتهمتني بقتل جدتي...ولكن لا أظن أبداً أن تكون هي القاتلة أو مهند هو القاتل..! من المستحيل أن يفعلوا ذلك..
قلت : إذا لما الجميع يوجهّون اتهاماتهم نحوكِ..؟
روبي بحزن : لأنني آخر من كان مع جدتي..
سألتها : صحيح...عندما عُدتي مرة أخرى لجدتكِ...أخبريني كيف وجدتها..؟
أغمضت عينيها وقالت : عندما دخلتُ إلى الغرفة....تعجّبت من النافذة المفتوحة...! ناديت على جدتي فلم تُجبني...عندها اعتقدت أنها نائمة....وعندما اقتربت لأغلق النافذة...
أضاء البرق فجأة الغرفة........وو........" نزلت الدموع على خدها..." و صدمت من منظر جدتي..! رأيت عينيها مفتوحة بشكل مخيف...ناديتها مراراً ..ولكنها لم تجبني..!! لم أستطع الاقتراب منها.....لم أكن أريد أن أصدق أنها من الممكن أن تكون ميتة..!
غطّت وجهها بكفيها..وبدأت بالبكاء بصوت خافت..
اقتربتُ نحوها..وربّت على كتفيها لمواساتها..
//
بعدما خرجت روبي...دخل وليد..
جلس أمامي بهدوء..
قرأت الورقة التي أمامي...و للتّو انتبهت جيداً لهذه النقطة.!!
بدأت بطرح السؤال عليه بدون مقدمات : وليد....سأطرح الأسئلة مباشرة.....، ليلة البارحة..عندما قرر الجميع أخذ استراحة لمدة عشر دقائق....أعلمت الجميع أنك ستحضّر الشاي...ولكنك لم تفعل ذلك..
وليد بثبات: نعم...هذا صحيح في البداية فكرت أن أحضّر الشاي للجميع...ولكن السُكّر كان قد نفد.! فقررت أن أجلب لكم بعض المشروبات الغازية.. ! و بعدها عُدت إلى حيث الجميع..!
نظرت إليه بتفحص : قُلي بالتفصيل ماذا فعلت..؟ وهل رأيت أحداً في المطبخ..؟ أو هل توجّهت لمكان آخر..؟
وليد : توجّهت للمطبخ أولاً...وو كانت هناك عبير والخادمة ...
قاطعته : خادمة السيدة العجوز.؟
وليد بتفكير : آه..أظن ذلك..
قلت : حسناً أكمل..؟ ماذا كانت تفعل عبير..؟ و الخادمة.؟
وليد : عبير..؟ أمممم لم أنتبه إلى ما كانت تفعله ولا الخادمة..! ولكنني عندما رأيتها سألتها عن السُكر وقالت لي أنه قد نفد....وعندها ذهبت لغرفتي لأحضر مشروبات غازية...وعُدت مرة أخرى إلى المطبخ لأجلب مكعبات الثلج والأكواب..
قلت : وبعدها.؟
وليد : عندما وجدتُ مكعبات الثلج قد نفدت...أخذت الأكواب وعُدت إلى الجميع..
سألته : أممممم إذا أردت الذهاب إلى غرفتك..فإنكَ بالتأكيد ستمر بغرفة السيدة العجوز..صحيح..؟
وليد : نعم..
قلت : إذاً هل لاحظتَ شيئاً غريباً..؟ أو سمعت أي صوت في غرفتها.؟
وليد برفض : كلا..لم أسمع أو أرى أي شيء..
قلت : حسناً..أأ وليد...قُلي..من تعتقد أنه القاتل برأيك..؟
وليد بتعجّب : القاتل...؟
حركّت رأسي بإيجاب...: من تظنه..؟ مهنّد...، عبير ، سُعاد..، سوزان ، أم روبي..؟
وليد بتفكير : حسناً..سأقول رأيي بصدق....! هناك اثنان الأدلة ضدهما قوية...! وهما روبي..ومهنّد....ولكن روبي أستبعدها تماماً..! لأنّني أعلم أنها لا تجرؤ على فعل ذلك...! أما مهنّد فالدليل ضده قوي..! فقد كان في الخارج..! وأيضاً لا تنسي أن القاتل قد فرّ من النافذة..فإن كان هنالك قاتل...فـ سيكون هو ...!
قلت : أهاا....إذاً هل لديكَ شيئاً آخر تود قوله..؟
وليد : كلا..
كتبت بشكل سريع بعض الملاحظات ..ثم نظرت إليه : شكراً لك..، لقد انتهينا..
//
وبعد أن خرج....دخل مهنّد..
وقبل أن أطرح أي سؤال...تكلم هو..
مهنّد : أظن أن الجميع يعتقد أنني القاتل..؟
نظرتُ إليه : حسناً ..ليس تماماً..فكما ترى الجميع هنا مشتبه به..
مهنّد : هه..يا للسُخــف..! لم أعتقد يوماً ما أن أكون من المشتبهين بهم في جريمة قتل..!.وتكون الضحية..! جــــــدتي..!
قلت : أتفهّم شعورك..حسناً...لنبدأ بالاستجواب...! مهنــد..أين ذهبت بعدما تركت الجميع في العشر دقائق.؟
مهنّد بامتعاض : لقد توجّهت للشرفة في الخارج...وبقيت فيها كل ذلك الوقت..وبعدها عُدت لأخبر الجميع أنني سأبدّل ملابسي...وبعد ذلك عُدتُ إليهم..
سألته : عندما كنتَ في الخارج...هل سمعت صوتاً ما.؟ أو هل رأيت شيئاً مريباً..؟
مهنّد : كلا..فصوت المطر كان يغطّي كل شيء....ولم أرى أي شيء..
سألته : وعندما توجّهت لغرفتك..هل ذهبت لترى جدتك..؟ وهل التقيت بأحد ما..أو توجّهت لمكان آخر..؟
مهنّد : كلا لم أذهب لجدتي ولم التقي بأحد ولم أذهب لمكان آخر غير غرفتي..
حركّت رأسي بتفهم..: مهّند..في من تشكّ بأنه القاتل..؟
مهنّد : في من..؟
حركّت رأي بإيجاب : نعم...من المشتبهين بهم...من تعتقد أنه الفاعل..؟
مهنــد بتكبّر : أظنه ذلك الفتى ...وليد...! لأقل لكِ شيئاً..جدتي منعت روبي من الزواج منه لأنها تعلم أنه يريدها بسبب مالها ..! .ولأن جدتي تريد أن تحمي حفيدتها...اقترحت عليّ أن أتزوجها...ولم يكن لدي مانع..وأقنعت روبي بأن وليد يريدها فقط لمالها..و أن زواجها مني هو لمصلحتها فوافقت..
أها..
وضعت القلم على الطاولة : حسناً..انتهينا من الأسئلة...هل لديكَ أي شي تريد أن تضيفه..؟
مهنّد : كلا..
وقفت : شكراً لك...
خرج مهنّد وخرجتُ خلفه..
رأيتُ عادل أمامي..
سألنني : هل توصلتِ لشيءِ ما..؟
قلت بتفكير : ربما..لكن يبقى أن أتأكد من شيِ ما....قُلي أنت ..ماذا فعلت.؟
عادل : لقد فتشت جميع غرفهم..ولم أجد أي شي مريب..أو ذلك السائل القاتل..
أنا : حسناً..هذا جيّد...! " نظرت إلى ساعتي...2 ظهراً..! " هل اتصلت بالشرطة..؟
عادل : نعم سيأتون قريباً..فالمطر قد توقّف الآن..!
قلت : جيد....سأذهب للخارج قليلاً..و أما أنت ابقَ معهم...
هزّ رأسه موافقاً...
وتركته ذاهبة إلى حيث حديقة الأزهار في الخارج...
،
وقفت أتأمّل الزنابق الملوّنة...!
زنبقــة ســــوداء..
زنبقة سوداء..
بالتأكيد هي تحمل دليلاً ما..؟
رأيت المزارع يقترب من حديقة الأزهار ويتفقّدها..
اقتربت منه : مرحبا..؟
المزارع انتبه لي وابتسم : أهلاً سيدتــي..
سألته : هل أنت الذي تعتني بهذه الأزهار..؟
المزارع : نعم سيدتي أنا هو..
سألته : هل تنبت هنا زنابق سوداء..؟
المزارع باستغراب : زنابق سوداء " ضحك بخفّة " لا أظن ذلك..! فهي نادرة الوجود..!
سألته بغموض : ما الذي تعنيه الزنبقة السوداء..؟
المزارع : عفواً.؟
قلت : لكل زنبقة معنىً خاص..أليس كذلك..
ابتسم و كأنه فهم الأمر : نعم هذا صحيح...
قلت : إذا ما الذي تعنيه الزنبقة السوداء.؟
فكّر قليلاً...ثم قال : لا أعلم....أظن أنني قرأت عنها في كتاب الأزهار لكنني لا أتذكر شيئاً عنها الآن..
قلت بسرعة : وهل لديك هذا الكتاب.؟
المزارع باستغراب من انفعالي : آآ...ستجدينه في المكتبة التي في غرفة المعيشة..!
،
تركته مسرعة إلى غرفة المعيشة...
وقفت أمام المكتبة ..وبحثتُ عن الكتاب إلى أن وجدته..!
...
جلست بحماس على الأريكة....وبدأت بقرآءته..
،
بعدما أغلقت الكتاب...تنهّدت براحة.....لقد عرفتُــه..! عرفته أخيراً..
وعرفتُ أين أجد أداة القتل...!
يبقى الشيء الوحيد أن يعترف المجرم بجريمته..
،
( نهـــــاية الزمجــــــــــرة الســــــــــــــابعـــــــــة )
|