كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
( الزَمجـــــرة الثـــــانية : ضُيوف الكوخ الجبلــي )
،
فتحت عينيها لتجد نفسها وسط الظلام الدامس..
جلست فزعه..وأضاءت المصباح الموضوع بجانب السرير..
وما إن رأت الساعة..حتى همست بحسْرة : الصّـــــلاة...!
..
نظرت إلى عادل المستغرق فـي النوم..
هزّته برفق : عــــــادل...عَادل....لقد فوّتنا صلاة العصر.....عـــــادل..!
علمت أنّه لن يستيقظ بهذه السهولة..!
فقررت أن تصلي المغرب قبل أن تفوتها أيضاً وبعدها ستتفرغ لإيقاظه..
،
بعد أن أنهى كل منهما صلاته...طرقت الخادمة الباب...
سمحت لها ريمان بالدخول..
قدّمت لهما بعض الأكلات الخفيفة..وأكدت لهما على حفل عشاء اللّيلة..
،
ريمــــان : أتمنى أن يكون عدد المدعوين قليل.!
ابتسم عادل بسخرية : قليــــل..! لا أظن ذلك..!! توقعي أن ترَي جميع أصدقاءها في الجامعة هنا..
ضحكت ريمان بـخفة : اووه..عادل..إنك تبالغ كثيراً بشأنها..
عادل : هههههه..حسناً..هي فتاة تحب الصخب كثيراُ...فـلن يكون ذلك مستحيلاً..!
لحظات من الصمت..
بعدها قالت ريمان : عادل...إن سوزان فتاة في منتهى الأدب والذوق..لا أعلم حقاً لما لا تُطيقها..!
هزّ عادل كتفيه :...لأنها لا تَروقُ لـــي..!
قوّست حاجبيها : لقد قلت لك مسبقاً...هذا السبب لا يكفي..! إنها ليست بهذا السوء..!! امنح نفسك فرصة للتعرف عليها ...وأنا متأكدة أنك ستجدها مختلفة تماماً عما تظن..
لم يعلّق .....فـ هي لا تروقُ له وكفى...!
تصرفاتها الطائشة ..وتفكيرها المتحرر لا يُعجبه..
ولو أن ريمان تتأثّر بها لما سمح لها بمقابلتها أبداً..
،
بعد تفكير طويل...ارتدت ريمان لباس محتشم ومناسب لحفل عشاء بسيط..
و ارتدى عادل بذلة سوداء أنيقة ..
..
بعدها أتت الخادمة لاصطحابهما إلى الغرفة الكبيرة حيث الجميع هناك...
دخل كل من عادل وريمان إلى الغرفة..
..
توجّهت كل النظرات عليهما..
ابتسمت ريمان بهدوء : مــــرحباً..!
تقدّمت سوزان بمرح : أهلاً ريمـــــــان..!!
رأت ريمان فستان سوزان القصير والضيّق..!
أحسّت بالخجل من عادل...فـ هو لهذا السبب أيضاً لا يستسيغُها..!
سوزان للجميع بحماس : هذه هي صديقة الطفولة.........ريمان.." أشارت إلى عادل " وهذا الدكتور عادل زوجها..
أومَئ الجميع لهما بتحيّة..
سوزان : ريمان انظري من هنـــــا...." أشارت إلى فتاة تنظر إليها بابتسامة "
نظرت إليها ريمان...
لحظات مرّت وهي تحاول أن تتعرف عليها..
ريمان بمفاجأة : رُوبــــــــي..!!!
تقدّمت الفتاة الجميلة إلى ريمان وعانقتها ضاحكة..
..
روبــي : مفاجأة...أليس كذلك..! لم أصدق عندما قالت لي سوزان أنك ستأتين إلى هناك..!! أخيراً رأيتُكِ بعد هذه السنوات..!
ضحكت ريمان : أووه روبــــــــي...لقد تغيّرتِ كثيراً..!!
ابتعدت عنها روبي ونظرت إلى عادل : وأنتي تزوجتِ..! لم أعرف ذلك إلا قريباً من سوزان..!
سوزان تقاطع حديثهما : حسناً لتؤجلا الحديث عن الأخبار فيما بعد....! لنكمل ريمان..." أشارت إلى امرأة " هذه هي الخالة سُعاد وهي صديقة جدّتي لأمي .." أشارت لـ فتاة بجانبها " أما هذه فـ هي ابنة عم رُوبي ....عَبير..." أشارت لـ شاب في الجهة المقابلة " و هذا أخوها مهنّد....والذي بجانبه هو قريب رُوبي من الأم..وليد
ابتسمت ريمان لهم جميعاً...
..
جلس عادل بجانب الشابّين...أما ريمان فـ جلست بجانب روبي..
..
قالت روبي بابتسامة واسعة : لم تتغيرين مطلقاً...ريمان...!
ريمان بصدق : أما أنتي فـ تغيّرتِ كثيراُ..! لم أتعرف عليكِ في البداية..
غمزت روبي : و بالتأكيد أصبحتُ أجمل..!
ضحكت ريمان...فلا تزال روبي كما عرفتها...واثقة ومغرورة..!
..
روبــي....هي زميلتها في سنوات دراستها فـي الثانوية..وبعد أن تخرجّت من الثانوية..التحقت بجامعة غير جامعتها هي وسوزان...
وهي ابنة خال سوزان..
..
نظرت ريمان إلى عادل...
قوّست حاجبيها عندما رأت ملامح الضيق على وجهه..
وقد انتبهت للتّو أنه لم يلتفت لها أبداً طوال فترة جلوسهما...
نظرت إلى روبي..و ما إن انتبهت إلى ما ترتاديه..حتى أحسّت بالحرج أكثر والندم لأنها أحضرت عادل إلى هُنا..!
تنهّدت بضيق..لم تتوقع أن تقيم سوزان حفل عشاء هنا..حتى ولو كان بسيطاً...فـ هي تعلم أنه بالتأكيد لن يُعجب عادل..
..
التقت عيناها بنظرات تنظر إليها بحدّه...
أو هذا ما تخيّلته..!
لم تستطع أن تُبعد نظرها عن تلك العجوز التي تنظر إليها..
لـوهلة تخيّلت أنها نفس العجوز التي في رواية آغاثا..!
..
حركّت الخادمة كرسي العجوز المتحرّك..باتجاه ( سُعاد )
بعدها ساعدت العجوز على النهوض..والجلوس على الأريكة بعدما وضعت خلف ظهرها بعض الوسادات..
همست روبي : هذه جدّتــي..
ضحكت سوزان : وجدّتي..
عبير التي سمعت سوزان.. ابتسمت وقالت : وجدّتي..!
..
لم تستطع ريمان أن تتحدّث إلى الجدّة أو على الأقل أن تسألها عن حالها..
فـ نظراتها تبدو لها مرعبة وغامضة..!
..
روبي بابتسامة : هذه هي جدّتي التي أعيش معها
تذكّرت ريمان أن روبي تعيش عند جدتها لأبيها بعدما توفيّ والداها في حادث عندما كانت صغيرة..
..
سوزان للجدّة : جدتــــي...هذه هي ريمان صديقتي التي أخبرتكِ عنها..
الجدّة بجمود : المحققة..؟
ابتسمت ريمان ولم يفُتها جمود الجدّة : كلا لستُ محققة.. فأنا لا زلتُ في مقاعد الدراسة..
لم تعلّق الجدّة...بل اكتفت بالنظر إلى ريمان...
ارتبكت ريمان من نظراتها...فـ صرفت نظرها إلى عادل المندمج بالحديث مع الشابّين..
انتبهت روبي لنظرات جدتها فقالت لـريمان : اووه ريمان..! هههه هل اربكتكِ نظراتها..! يبدو أنّها أُعجبت بكِ..
عَبير : نعم..يبدو أن جدتي معجبة حقاً بها..!
ريمان : حقاً.؟ لا أعلم لما تخيّلت أنها غاضبة منّي..أو ليست مرتاحة لوجودي..
سوزان : هههه روُبـــي يجب أن تخبريها عن طباع جدتي لكي لا تتفاجىء فيما بعد !
روبي : هههه هذا صحيح...لا تقلقِ ِ فـ هي هكذا دائماً.....عصبية المزاج وصعبة الإرضاء..
سوزان : الأغلبية لا يختلطون بها كثيراً بسبب حدّة أسلوبها ..إلا من يكسب قلبها..فـ سيرى مدى حنانها..
لم تعلّق ريمان..واكتفت بتأمّل العجوز..
الهرم واضح فيها..رغم ذلك فـهي تظهر الهيبة التي تهزّ من حولها ..
شامخة الرأس رغم انحناء ظهرها..وعين ثاقبة بإطار تجاعيد الزمن..!
،
شعرت ريمان بالراحة عندما رأت عادل يضحك مع ( وليد )..
وسرعان ما اندمجت هي بحماس مع روبي وسوزان وعبير..
..
وبعد تلك الأمسية الممتعة للجميع..
توجّه الجميع إلى غرفهم..على أن يلتقوا في الصباح للذهاب إلى رحلة استكشاف بين الجبال..
،
ريمان لـ عادل : هل قضيت وقتاً ممتعاً.؟
عادل بابتسامة : نعم.! لقد استمتعت كثيراً بالحديث مع وليد ومهنّد...وبالأخص وليد..فـ نحن نتّفق في العديد من الآراء..هههه بعكس مهنّد..
ابتسمت له ريمان..
أكمل عادل بحماسة : اسمعي ..غداً في رحلة الاستكشاف لن تري وجهي...فأنا سأكون برفقتهما..
رفعت حاجبيها بتعجّب : من الذي قال أنه لن يتركني أبداً بعيدة عن ناظريه..؟
ضحك عادل بخفّة..ووضع رأسه على الوسادة : حسناً لقد غيرت خططي الآن.!...سأكون مع وليد ومهنّد طوال اليوم ....." أغمض عينيه " عزيزتي هلاّ أطفأتِ النور..؟
..
أطفأت النور ووضعت رأسها على الوسادة وهي تشعر بالراحة..
كانت قلقة من أن عادل لن يتأقلم هنا..ولكنه تأقلم بسرعة..
أغمضت عينيها ... و نامت وهي تفكّر في رحلة الغد المشوّقة..!
//
في الصباح الباكر وبعد أن تناول الجميع وجبة الفطور..
انطلقوا لرحلة الاستكشاف بين الجبال..
..
سوزان : حسناً...الآن سننقسم إلى فريقين..فريق للشبّان وفريق للفتيات....و سنجري مسابقة من يصل أولاً إلى الوادي الأخضر في الأسفل..!
وليد بتعجّب : إلى الوادي..! إذاً لن نعود نحن إلا على الغروب..؟
سوزان : هذا صحيح..سنقضي اليوم بكامله في الأسفل..
روبي بمرح : سيكون ذلك ممتعاً..!
عبير : هذه أول مرة آتي بها إلى هنا..ومنذ أن رأيت الوادي وأنا أتحرّق شوقاً للنزول إليه..
مهنّد : صحيح..! إنّه مكان خيالي..
سوزان تصفّق لتنبيههم: هيّــــــا إذن خذوا حذركم ووو......لننطلق..!
..
وبعد قضاء يوم طويــــــــــل وممتع في التسلّق بين جبال الخيّال..
والتمتّع بالمناظر الخلاّبة..والاستمتاع بالصيّد والتخييم في الوادي الأخضر..
.
عاد الجميع إلى الكوخ منهكين من التعب..بعد هذه الرحلة الرائعة..
،
وبعد تناول العشاء..
تفرّق الجميع ..
عبير ومهنّد ذهبا للجلوس مع الجدّة..
وليد و ريمان وعادل توجّهوا إلى غرفهم ..
سوزان و رُوبي .. يحضّران التجهيزات من أجل خطط الغد..
،
بعد أن اطفأت النور...استلقت على السرير..وهي تفكّر في انطباعاتها عن الجميع..
..
روبــي...لا تزالُ كما عرفتها....مرحة , جذّابة , ولا يزال فيها قليل من الغرور..
عَبير..طيّبة..شفافة..هادئة..
مهنّد...مغرور..واثق..ويحب لفت الانتباه..
وليـد..هادئ..يحب مناقشة الآراء..كما انّه مرح..
الجدّة.....مُخيفة..!
أصابتها قشعريرة عندما تذكّرت العينان الرماديتين التي تحيطاهما التجاعيد..تنظر إليها..
تمتمت : إنها حقاً مخيفة..!
عادل وهو مغمض عينيه : من هي..؟
ريمان : الجدّة..!
عادل : ما بِها..؟
أغمضت عينيها : نظرتها تُخيفني..!
ضحك بخفّه : تُخيفك.!
لا تعلم بالتحديد لماذا تفكّر بها..؟ ولما نظرتها علقت فـي ذهنها..!
دائم تقول أن للعجائز نفس النظرة و التفكير و الطباع..
لكن هذه مختلفة......نعم مُختلفة...إنّها غـــــــامضة...!
،
( نهـــــاية الزمجـــــــرة الثــــــــانية )
|