" البحر قوى جدا فى كينغستون , ولكن العمق ليس كبيرا ولا يسمح للسفن بالوصول الى الرصيف , فالبواخر ترسو بعيدا , ويتم الانزال بواسطة قوارب صغيرة ".
وعندما وصلا الى المرفا , كان التراكتور قد وصل الى الرصيف , وكان دراك يتامل عملية الانزال بكل اهتمام , وكزيا تنظر اليه بطرف عينها , وتمنت لو تستطيع ان تلمس يده وان تتحقق انه ليس حلما انه حقا امامها .
منتديات ليلاس
" اتمنى ان لا اؤخرك , كزيا " .
" اوه لا , سيشيرون لى عندما يصل صندوقنا , نحن ننتظر قطع غيار للسيارات ".
تامل دراك شعرها ووجهها وشفتيها مطولا ,فأحمر وجهها واخذت تنظر الى الناحية الاخرى واخيرا اشار لها احد العمال بوصول المركب فتنهدت.
" يجب ان اذهب الان " فصعدت الى الشاحنة وتبعها دراك وجلس قربها , وبعد ان حملت صندوق الشحن قال لها دراك .....
" سأبقى هنا لبعض الوقت , هل ستعودين انتى الان ؟ " .
" نعم فوالدتى تنتظرنى , اتردنى ان اعود واصحبك الى الفندق ؟ " .
" لا تتعبى نفسك , شكرا لك سأعود وحدى "
ثم ابتعد قبل ان تتمكن كزيا من الكلام .
فعادت وهى تشعر بخيبة امل لانه اختار البقاء هنا على العودة معها .
وتسالت لماذا هذة الشعور بالخيبة ؟ ماذا يحصل لها ؟ انها لا تعرف ابدا .
وصلت الى الكراج .ولحسن الحظ العمل يساعدها على التخلص من كل هذه التساؤلات ولكنها عندما استلقت على سريرها فى المساء , كان وجه دراك ماثلا امام عينيها وعاد خيالها لتلك السهرة التى رقصا فيها معا , وشعرت بيدة على وجهها وبانفاسة على عنقها وبصدرة الدافئ..... وتذكرت قبلاتة الحاردة عندما كانا على الشاطئ .... فاغمضت عينيها بقوة , لا , انها لم تشعر بمثل هذا الاحساس من قبل , كانت تعتقد انها تحب شان ,ولكنها ادركت الان انها كانت مخطئة فى تحليل مشاعرها ولو لم يظهر دراك فى حياتها لكانت استمرت فى اعتقادها الخاطئ .
ولكن مل هى حقيقة علاقة شان وديان ؟ انه ليس بحاجة ماسة لها فهو صاحب فندق ومديره وماذا يريد من دراك دنفال ؟ من الؤكد ان شان لا يعانى من ازمات مالية !
وظلت هذه الافكار والتساؤلات ترهقها الى ان نامت , ولكن نومها كان متطعا , هل هى حقا تحب دراك ؟ انها تشعر بحاجة قوية لرؤيته , هل هذا هو الحب ؟ الحب الابدى الذى
كان يعيشة والديها ؟ والذى جعل والدتها حتى الان تحافظ على حب زوجها بعد مرور اربعة اعوام على وفاته ؟ وشان ؟ حاولت ان تتذكر ملامح وجهة لكن وجه دراك كان يظهر امامها وخاصة شفتاه الرقيقتين اللتان ترسمات اجمل ابتسامه لا يمكن لاية فتاة مقاومتها .
وكان الفجر لم يطلع بعد , وهى لم تعد قادرة على البقاء فى سريرها واحست وكان جدران غرفتها ستطبق انفاسها , فرمت الغطاء عنها ولبست ثوبا وخرجت تجر دراجته واسرعت بعيدا عن المنزل وهناك ادارت المحرك وانطلقت نحو تله مونت بيت , وكثيرا ما كانت تقصد هذا المكان وهى صغيرة , وشيئا فشيئا عاد اليها هدؤها , واخذت تتامل شروق الشمس الرائع , وعندما وصلت الى الاعلى , اوقفت دراجتها واخذت نركض على الاعشاب وتتامل البحر الممتد ثم جلست وتنهدت بسعادة انها تشعر فى هذا المكان انها فتاة صغيرة عندما جلس قربها لم تندهش ولم تطرح عليه اى سؤال , حتى انها لم ترتعش مع انها لم تسمع خطواته عندما اقترب , ولكنها شعرت بالسعادة لانه يشاركها لحظات الشروق هذه .
" اليس هذا منظرا رائعا ؟ " . سألتة بهمس , ثم التفتت اليه .
" كل شئ منعش رائع ! ".
" اعتقد ان هذا المكان اشبه بالجنة ... فمن الناحية الجغرافية موقعة جميل وهو مرتفع ,تشعر فيه و كأنك تسيطر على كل العالم , وكثيرا ما اقصد هذا المكان منذ طفولتى ولن التق هنا باى كائن حى , كيف فكرت بالمجئ الى هنا بهذا اليوم بالتحديد ؟ " .
" لقد استيقظت باكرا " اجابها وهو يهز كتفيه " ولم اكن قادرا على النوم مجددا
فتذكرت هذا المكان فقررت المجئ اليه كى اغير افكارى ".
" وانا ايضا لن استطع النوم هذه الليلة " اجابته كزيا بهدوء " ولكن كيف وصلت الى هنا ؟
فانا لم اسمع هدير سيارة كما يمكنك الوصول مشيا الى هنا ! ".
" قطعت قسما من الطريق ركضا ...... ولقد سبق لى ان اشتركت فى سباقات للرقض عديدة ,وبعد ذلك اضطررت للسير ببطء من شدة التعب , فتمددت على الاعشاب كى التقط انفاسى , ثم سمعت هدير محرك دراجتك .... فلم اعد نادما على هذا التعب " .
وتاملها بحنان فشعرت بسعادة كبيرة وتبددت شكوك ومخاوف الليل فجأة ولكنها لم تعرفة الا منذ اسبوع واحد وهذا لم يعد مهما فيكفيها منه نظرة او ابتسامة انها تحبه .... نعم تحبه ....
" كزيا ........". ناداها بهمس ووضع يدة على شعرها , ولف خصلة منه على اصبع يدة .... ثم اقترب اكثر , وبحنان كبير قبلها على شفتيها . فاحست وكان الدموع ستنهمر من عيونها , وتحولت القبلة الهادئة الى قبلة مثيرة وحارة .
" كزيا اذا كنت حلما ارجوك لا تختفى " .
" ولكنى لست حلما ,انا حقيقة امامك " .
فضمها اليه مرة ثانية ثم امسك وجهها بين يدية ونظر فى عيونها , واخذ يداعب خديها واذنيها وعنقها .
" اوه كزيا انك اجمل من هذا الفجر . انك نسمة هواء منعشة , اتمنى لو استطيع ان اوقف الزمن قبل ....".
وقبلها من جديد بحرارة وفجأة . ابتسم وقبل راس انقها .
" تعالى , كزيا ماك كوى ! فلننزل من جديد الى الارض طالما اننا لا نزال قادرين .... اتقبلين ان تصطحبينى معك على دراجتك ؟ " .
كيف يمكن ان ترفض اى شئ يقربها من حبيبها ؟ وبعد ان تلاكته امضت كل الصباح وهى تشعر بانها تطير ولاحظت والدتها واخواها مدى بهجتها .
" ماذا بك كزيا ؟ تبدين وكأنك هره ابتلعت عصفورا " وسالها كريس
" لاشئ اجد فقط ان هذا اليوم هو يوم رائع وانت ؟".
" بالنسبة لى انه كغيره من الايام " اجاب طوبى .
" فانا مضطر للعودة الى المدرسة بعد تسعة ايام " .
نهاية الفصل الثامن