كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
8- .. وكانحل تعطي العسل ( النهاية )
جلست مصدومة : صورتي ؟!
أعادها ريكس لتستلقي مجدداً :
- لمَ الدهشة ؟ لا بد أن أدجر أخبرك أنني أردت رؤيتك .
- ظننا أنك تريد رؤية كاتيا .. قال أدجر إنك رأيت صورتها .
- أعجب لماذا ظن هذا . كانت صورتك أمام شجرة نخل ضخمة
تضحكين فيها للكاميرا .
كبتت دموعها :
- هذا ألطف شيء قاله أحد عني يوماً .
- إنك تضحكين للكاميرا ؟
- لا .. بل لأنك رأيتي بدلاً من كاتيا .. كانت تقف إلى جانبي تماماً ..
لهذا ظن أدجر أنك تعنيها .. إنها الـــجميلة في العائلة .
- كاتيا ؟ إنها مجرد شقراء ظريفة أخرى .. بينما أنت .. تقطعين
الأنفاس بجمالك .. ألم يقل لك أحد هذا من قبل ؟
هزت رأسها كالبكماء تمنعها صدمتها من أن تنطق بكلمات ..
وضحك :
- على الأرجح لم يلاحظ أحد هذا نظراً للطريقة التي تربطين فيها شعرك
وتلك النظارات اللعينة .
ذكرها كلامه بشــيء :
- إذا كنت تريد أن تراني , فلماذا لم تحاول معرفة من أكون ؟
- بالطبع عرفت .. أردت فقط أن أعرف سبب هربك . لقد نسيت أن
الطريقة الوحيدة التي سأراك فيها هي وشعرك مفروش على الوسادة أو
مربوط إلى الخلف بشريط حذاء .. ولم أدرك إلى أن أمضيت وقتاً مع كاتيا أن
الجميع ينظر إلى شعرك وكأنه عيب فيك .
منتديات ليلاس
دفن وجهه في شعرها وقال بصوت مختنق :
- سأفتقد إلى مداعبتك به .
- سينمو .. لماذا تزوجتني ؟
- لأنني لم أشأ أن أفقدك ثانية .. لقد فكرت بكل الساعات التي قضيتها
في البحث عنك و أنت تحت أنفي طوال الوقت , كنت أخشى أن تكونـي
وجدت شخصاً غيري .. أنت لي . وكم أحسست بالراحــة حين رأيتك دون
خاتم في إصبعك وصممت في تلك اللحظــة أن أتزوجك.. وفيما بعد
أجعلك تقعين في حبـــي .
قالت ساخرة :
لهذا كان اللقاء المحب حين وصلت إلى مكتبك ؟ لماذا لم تقل لي هذا
بعد زواجنـا ؟
- اللعنة حمراء .. كيف أقول لك إنني أحبك وأنت توضحين أنك
تزوجتني لتنقذي أخاك ؟ كنت متوترة جداً ولم تهيأي العش .
- ماذا ؟
- لم تعيدي ترتيب المنزل .. كان كل أصدقائي يتذمرون من أن أول شــيء
فعلته زوجاتهم بعد الزواج هو قلبهن المنزل رأساً على عقب , بإعادة تصميم
ديكوره لجعله كما يردنه .. لكن , أنت لا .. وبقيت أقترح عليك هذا
بقولي : ورق جدران أو شــيء ما .. بدلاً من هذا تعاملت مع البيت وكأنه
مسكن مؤقت لك .
- ظننتك تحبه هكذا .
هز كتفيه :
- قبل أن نتزوج كنت أمضي معظم وقتي خارج المنزل .. وكانت فكرة
ميلاني تغيير ديكور المنزل .
ضمت الشرشف بين أصابعها :
- تعتقد إيزابيلا أنك تركتها تقوم بالديكور .. لأنك .. أنت وهي ..
- أنا و ميلانـــي ؟ لقد كانت علاقتنا دائماً علاقة عمل .
- إذن لمن كانت غلالة النوم ؟
- أي غلالة نوم ؟
- الذهبية في درجك .. لم أكن أتطفل .. كنت فقط أضع بعض الملابس
النـــظيفة ..
- وعلى الفور قفزت إلى الكثير من الاستنتاجات .
- حسناً .. كان الواضح أنها لم تكن لـــي .
ضحك :
- بل إنها لك تماماً .. أتصدقين أنني اشتريت لك ثلاثة أثواب نوم ؟
اقتنعت بواحدة لأنها (( عرائسية )) .. لكنني لم أقتنع بأنها تناسبك ..
فأرجعتها .. الذهبية كان عليها اسمك , ولقد صدمت البائعة حين اشتريتها
ولم يكن لدي الجرأة لأن أعطيها لك .. وكانت الخوخية الأبسط مقارنة
بغيرهـــــا .
- ظننتك اشتريتها لأنها محتشمة .. لقد سئمت من قولك لي كم أنا
متعقلة .
- حبيبتي .. هذه إحدى الصفات التي أحببتها فيك .. كنت سئمت
من النساء السخيفات .. وإنني أحب أمي و إيزابيلا .. لكنهما ليستا سوى
فراشتين .. بإمكانك السيطرة عليهما .. وكانتا تكادان تجنناني .
- لقد غرت كثيراً حين دعوت كاتيا بالفراشة , وشبهتني بالنحلة ..
كان .. كان ..
- لعملها الجاد والاعتماد عليها ؟
- أجل .
- وهذا ما كنت أبحث عنه تماماً في زوجة . وهو أول شـــيء لاحظته
فيك .. الواقع إنه الثاني .
شدها متعمداً بخصلة شعر أحمر :
- ثم ما هو أول شيء تفكرين به عن النحــلة ؟
- إنها تلســع .
ضحك وأخذ يخلع ثيابه .
قالت بذعـــر :
- ريكس .. ما جرى ليلة أمس ..
- لقد أعدت تعليق الفستان .
- تعرف ما أعني .
تنهد :
- تريدين معرفة سبب تصرفي كرجل مجنون . بعد أن اتصلت بالمنزل ,
أنهيت عملي باكراً وأسرعت إلى البيت لأجد أدجر وحده هنا .. وبدا لي
طبيعياً أن تكوني ذهبت إلى الحفلة , لأنني أعرف مدى الضغط الذي تستطيع
إيزابيلا أن تمارسه .. لكن , حين دخلت ورأيت كم كنت مثيرة , وفكرت
أنك تكبدت كل هذا العناء من أجل شخص آخـر بما أنك تعرفين أنني لن
أكون هناك .. أعتقد أن من العدل قول إن غيرة غاضبة اجتاحتني .. فهذا
الجانب المثير منك هو لـي وحدي .. وأردت أن أضرب ذلك الشاب
الذي كنت تتحدثين إليه إلى درجة أنني قررت أن من الأفضل العودة إلى
البيت . ثم جلست هنا أفكر باكتئاب , ولم تأتِ .. وتعرفين ما حدث
أمــس .
- ريكس .. ماذا عن كاتيا و أدجر ؟
- كل شــيء على ما يرام .. ولا تغضبي لعدم استشارتي لك فأنت لم
تكونـي في وضع يؤهلك لاتخاذ القرار ..
- حسن جداً .. لكن إذا لم يعجبنــي ما فعلت .
ضحـــــــــــك :
- كما قلت لك من قبل , صديقة أدجر وضعته على الطريق المستقيم ...
والزواج قبل الميلاد , كما أعتقد .. كنت قاسياً عليه وقت الفطور , لكننــي
أردتك أن تري أنه و كاتيا يهتمان بك كثيراً .. كنت مخطئاً في محـــاولة إقناعك
بأنهما لا يحبانك . وبسبب حبــي لك , كان يجب أن أدرك أنه لا يمكنهما إلا
أن يحبانك أيضـــاً .
طبع قبلة على جبينها :
- أما كاتيا .. أتذكرين السيدة واكر في المتجر ؟ لدى ابنتها شقة قرب
الجامعة وهـي تبحث عمن يشاركها السكن فيها .. إنها فتاة لطيفة وسيكون
تأثيرها جيداً على كاتيا .. بهذه الطريقة ستكون كاتيا قريبة منا بما يكفـــي كي
نراقبها , لكن بعيداً عن طريقها يومياً .
- ظننتك تحب وجودها هنا .
- وما الذي أعطاك هذه الفكرة الـسخيفة ؟
- كنت تمضي وقتاً طويلاً معها .
- فكرت أن أتحمل شيئاً من المسؤولية في تسليتها .. عادة , كنت أتركها
تفعل ما تشاء في المتجـــر , ومعها بطاقة اعتماد .
أبعد البطانية التي تغطيها :
- يكفي كلاماً عنهما . لقد استحوذا على الكثير من وقتنا و اهتمامنا .
وأدار اهتمامه إلى أمور أكثر أهمية , وعكست المرآة صورتيهما فرأت
كاندرة عينيها تنفتحان باتساع وإشراق في وجهها الشاحب ورأس ريكس
الأسود الشعر على كتفيها .. راحت تمرر أصبعها خلال شعره الكثيـف ..
ماذا سيكون شكل أولادهما ؟ ووقع شعاع نور شارد فوق المستطيل الباهت
على الجدار فوقهما .. بقـي سؤال واحد يجب أن تعرف الجواب عنه .
- ريكس ! أخبرني ما كانت الصورة !
ضحك متسائلاً :
- ألا تعرفين حمراء ؟ إنها الصورة في المتجر . شاهدتها في متجر
لـلأنتيكات بعد أن التقينا . كانت بشعرها الأحمر تذكرني بك .. ولكن عندما
حصلت على الشخصية الـحقيقية لم أعد بحاجة إليها .
- ألهذا السبب علقت إيزابيلا و ميلاني على شعري الأحمر باستغراب ؟
- أوه .. أتذكرين , حمراء سؤالي لك ما هو أول شيء يتبادر إلى ذهنك
حين تفكريـــن بالنحلة ؟ لقد كنت مخطئة في قولك إنها تلسع .
ضحك ضحكة منخفضة غاوية :
- إنه العسل .. النحل يعطينا العســــل .
ردت بائسة : ريــــكس ..
قال بصوت مليء بسخط محب :
- ما الأمر هذه المــرة ؟
- أحــــــــــــبك .
- وأنا أحبك حمراء .. والآن لنتكلم عن ذلك العسل ..
* * *
تمت بحمد الله
|