كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
صرخ لوك بمرح:
" أنت غير نافعة ابدا يا ماندي سو ، كيف تركت جان ينام حتى الان؟".
وقف يراقب إبنة خالته التي بدت على وجهها آثار التعب والإرهاق.
" تعالي إستريحي هنا ، يبدو انك مرهقة".
وعندما وصل جان الى الصالون كان مضطربا ومدهوشا من وصول آنا في هذا الوقت.
سال بقلق:
" كيف وصلت الى هنا؟".
" أوصلني ريان بسيارته ، سنسافر هذا المساء".
قال جان بإضطراب :
" اين كنت ليلة البارحة ، لقد إتصلت بالفندق ، ولم اجدك".
ثم نظر الى الحمام وتابع:
" ماندي سو وصلت أمس ، دعتها والدتي لتنام هنا بسبب العاصفة، ولكن لم تخبريني اين قضيت ليلة الأمس؟".
" هذه قصة طويلة ، جئت لأودعكم ، وأريد ان أرى خالتي".
نهضت آنا وتحركت بإتجاه غرفة راشيل ، تبعها جان بقلق ، ثم أمسكها وقال بصوت متحشرج:
" آنا ....ارجوك أريد أن اقول لك أن .......ماندي سو لا تعني بالنسبة الي أي شيء ، أقسم لك ، إسمعيني أرجوك؟".
كان المسكين يدافع عن نفسه بحيوية وكانها لا تعرف أي شيء ، إنه يتصرف كمراهق تماما ، ويلزمه بعض الوقت والخبرة ليصبح رجلا.
" إسمعك يا جان ، ماندي سو تبدو لي رائعة ، إلتقيت بها عند حضوري وحكت لي عن الأمور ببساطة ، على كل حال أنا لا استطيع ان أتزوجك ، وسنعتبر الذي كان بيننا مجرد نزوة اليس كذلك؟ وستشاركني هذا الراي قريبا".
وقفت على رؤوس اصابعها وعانقت الشاب الذي وقف كالتمثال ، وقبل ان تسمع منه أي إحتجاج قالت:
" أشكرك لأنك إقترحت علي الزواج ، لن انسى هذا ابدا".
دخلت غرفة خالتها التي تنام على سريرها ، مدت يديها بإتجاه آنا ، وفهمت حالة إبنة اختها ، عانقتها بشدة ومسحت دموعها ، وداعبت شعرها بنعومة لتهدأ قليلا ثم قالت:
" هيا يا صغيرتي ، إبتسمي فالرجال لا يتزوجون صاحبة الوجه الباكي...... لا اعتقد ان إبني كان السبب أليس كذلك ؟ هذا يعني حتما ريان دونالسون".
همست آنا بخجل وهي تلهث من أثر البكاء:
" نعم.......احبه يا خالتي".
" وهو.....لا يهتم بك ......ولا يحدثك في هذا الموضوع؟".
" لا........ ولكن وصول جيسيكا أمس..........".
وشرحت ىنا لخالتها حوادث القصة دون ان تذكر حادثة نومه بجانبها ، بقيت العجوز صامتة تفكر ثم قالت:
" يبدو لي ان امور هذا الرجل معقدة ، عليك الا تفقدي الأمل يا عزيزتي ، لكن لماذا أظهر كل هذا القلق عندما حدّثني بالهاتف ، وخصوصا عندما جاء الى هنا يبحث عنك ؟ فعلا كان يبدو متأثرا وقلقا".
" جاء الى هنا !".
إبتسمت راشيل وقالت:
" آه..........نعم وعندما رأيته فهمت على الفور معنى إعجابك به".
" لا أعتقد انه كان قلقا علي ، انا بالنسبة اليه إحدى العناصر".
" لا أعرف ، ولكن إحساسي لا يخطىء ، يجب ان أنهض الان ، إذهبي وإغسلي وجهك ، سنلتحق بالشباب في المطبخ ، هناك بعض الأشياء اريد أن تحمليها معك الى والديك ، وارج وان يتمكنوا من زيارتي قبل نهاية السنة ، ستاتين معهم طبعا ، لأننا أحببناك كثيرا".
" وانا ايضا يا خالتي".
نهضت تمسح دموعها ورفعت شعرها وقالت:
" دعيني أساعدك".
قالت راشيل وهي تنهض بحيوية:
" لا شكرا ، سأطلب من لو كان يوصلك الى فيكسبورغ ، قد يكون هذا افضل".
" إنك على حق يا خالتي".
خلال المسافة الى فيكسبورغ روى لوك بعض قص العادات والتقاليد المضحكة ، ليعيد المرح الى إبنة خالته ، ثرثر عن اشياء كثيرة بمودة، ولكن آنا لم تنس لقاءها الآتي مع جيسيكا ، تمنت ألا تلتقيها ، وحتى إذا تم هذا ان يكون بعيدا عن اعين الناس ، لأن جيسيكا لن تتردد في إفتعال فضيحة ، قالت فجأة :
" لن ادعها تزعجني".
سأل لوك:
" ادعها ........من هي؟".
" جيسيكا فرانكلين..... أوه كيربي ......... لا فرانكلين وفي المستقبل السيدة دونالسون".
نظر اليها لوك بتعجب ، ضحكت بإنفعال وقالت:
" لا تقلق ، إنني بأحسن حال".
نزلت من السيارة بعد أن ودّعت إبن خالتها ودخلت بقلق بإتجاه الإستعلامات ، وجدت هناكحقيبتين ، إنهما بالتأكيد حقائب جيسيكا ، طلبت المفتاح وحاولت أن تبتعد بسرعةعن الصالة ، لكنها سمعت صوت جيسيكا يناديها:
" آنا......لقد بحثت عنك في كل مكان اين ذهبت؟".
إلتفتت وهي ترتجف:
" كنت في وداع خالتي".
"آه.......صحيح ، لقد كنت بحاجة لمساعدتك ، هل استطيع ان اعتمد عليك؟".
" لكن..........".
ظلّت آنا مذهولة ومعقودة اللسان.
" أنا آسفة يا آنا ، لقد كنت غبية بعض الشيء ، ستنسين الموضوع اليس كذلك؟ إنك تستطيعين أن تتحملي مزاجي السيء بطبيعتك المتسامحة ، سنلتقي فيما بعد في المكتب ، عملك بإنتظارك ، ولا أستطيع أن أعتمد على أحد غيرك".
" لكنك طردتني من العمل".
أجابت آنا بصوت خشن وقد أحست ببأس في حنجرتها ، لكن صوت جيسيكا المرح وعيونها التي تشع ببريق السعادة أدهشتها ، ولم تعرف سبب هذا الإنقلاب السريع.
|