كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
دفنت راسها في كتفه وأحست بالخجل ، قال بغموض:
" الم يعانقك احد ويغمرك هكذا؟".
" اقسم انني لن أنسى هذا أبدا".
" بل أتخيلك تفكرين بي وأنت مع جان".
هذه الحقيقة صدمت آنا ، كيف عرف ذلك ؟ نظرت اليه بدهشة وهو يبتعد عنها ، فتح باب السيارة وجلس بداخلها ، احست بشوق اليه ، مشت بخجل وجلست بجانبه ، وإنتظرت ان تسمع صوته وهي تراقب حركة ماسحات الزجاج ، إنطلق ريان بهدوء رغم صعوبة الرؤية من خلف الزجاج ، وأحست آنا بإضطرابه .
عندما وصلا الى طرف الغابة توقف ريان تحت مجموعة من الأشجار بإنتظار ان تهدأ العاصفة.
ورغم كثافة المطر كان الحر شديدا داخل السيارة ، فتح جزء صغيرا من النافذة ، ولمح بيتا صغيرا على جانب الطريق ، وعندما ابرقت السماء مرات متكررة إرتمت آنا عليه وهي ترتجف ، على عتبة البيت ظهر عجوز ن اشار لهما بيده ثم صرخ:
" تعالوا.... إحتموا عندي".
إنتظار هدوء العاصفة قد يدوم طويلا ، والسماء محتقنة بغيوم سوداء كثيفة وكأنها قررت أن تفرغ حملها في هذه الزاوية من العالم التي غاب النهار فيها تماما ، ولم يبق إلا ضوء السيارة الداخلي ، وضوء صغير بيد العجوز امام بيته.
" إنه على حق ...... لا نستطيع أن نبقى هنا".
نزل من السيارة وحملها كطفلة مدللة حتى دخلا البيت ، سال العجوز:
" كيف وصلتما الى هذا المكان المعزول؟".
" كنا سنقوم بزيارة للأهل ، لم نستطع الوصول الى جيبسون ".
حكّ العجوز رأسه وقال :
" إنها ليلة صعبة ، ولن تنجح محاولتكما".
تحرك ببطء نحو الطاولة وأشعل لمبة كاز وقال :
" إنقطع تيار الكهرباء منذ ساعتين ، هناك غرفة إبنتي التي رحلت مع زوجها البارحة ، بإمكانكم إستعمالها".
صرخت آنا بقلق:
" آه ... لكن نحن لا.......".
قاطعها ريان فورا:
" هذا لطف كبير منك".
قدم لهما العجوز المناشف ثم إتجه الى المطبخ ليحضر بعض المشروبات ، جلست آنا على الريكة الوحيدة ، وإتجه ريان الى المطبخ ليساعد العجوز.
كانت بحاجة فعلية لتشرب أي شيء ، وعندما أحضر لها ريان عصير البرتقال شربت الكاس دفعة واحدة ، جلس العجوز على الكرسي المقابل بينما إحتل ريان الجزء االمتبقي من الأريكة بجانب آنا سال العجوز بفضول:
" لهجتكما غريبة ، هل أنتما أنكليز؟".
" نعم".
قالت آنا مبتسمة .
إبتسم العجوز فرحا ، وكان سعيدا أن يستضيف هؤلاء الغرباء يخففون عليه وحدته ، تحدث الرجلان بمواضيع مختلفة ، أما آنا فكانت مضطربة من فكرة البقاء ليلة كاملة هنا ومع ريان بالذات , كانت اية حركة منها أو من ريان تسبب إحتكاكا بينهما نتيجة لصغر الأريكة ، نظر اليها العجوز وقال:
" إنك جميلة يا صغيرتي ، يمكنك ان تغتسلي ، وتنشفي شعرك ، في الحمام ستجدين كل ما يلزم ، وبعد ذلك يمكنك ان تعدي وجبة ساخنة لك ولزوجك".
فتحت فمها ، فقال ريان بسرعة:
" زوجتي تخاف العواصف ،أعتقد أنها ستهدأ بعد قليل".
وقف العجوز وقال:
" تعالي سأدلك على الحمام".
نهضت آنا وتبعته ببطء وهي تنظر الى ريان ، قالت بقلق:
" ريان؟".
" سآتي حالا".
عبرت الممر ثم دخلت الحمام ونظرت الى شكلها في المرآة ن عن العجوز على حق ، لقد كان شعرها مبعثرا وملابسها متّسخة ومبللة ، خلعتها بدون تردد وملأت المغطس بالماء الفاتر وجلست داخله بإستمتاع ، احست بالخجل وهي تتذكر موقف ريان من خطا العجوز وكيف أكد له أنها زوجته بدون موافقتها ، ستطلب من ريان ان يصلح خطأه امام العجوز.
غسلت جسمها وملابسها ثم لبست برنسا كبيرا وجدته معلّقا في الحمام ن ولما عادت الى الصالون وجدت ريان وحده بينما إختفى العجوز في غرفته ، قالت:
" ستجد الحمام في ىخر الممر ، اتمنى الا تستغل الموقف أكثر من اللازم".
إبتسم ريان بمكر وقال :
" أمرك مطاع يا سيدة دونالسون".
" كيف تتجاسر على هذا القول ، وتركت الرجل يعتقد أننا متزوجان ؟ لن أسامحك ابدا".
خلع قميصه بلا مبالاة وقال:
" لا تقلقي لن أجبرك على شيء ، لكن ارجو ان تعدي لزوجك وجبة شهية على كل حال".
مشى ريان بإتجاه الممر دون أن ينظر خلفه ليرى إنزعاج آنا ، اشعلت موقد الكاز ، وبدات تحضر بعض اللحم والبيض ، ثم أعدت طبقا من السلطة ، وهذا ما وجدته في ثلاجة المنزل ، كان كل شيء جاهزا عند عودة ريان الذي لف حول خصره منشفة ، وعلّق ملابسه على الحبل بجانب ملابس آنا.
" ارجو أن تكون الوجبة خفيفة ، ومطبوخة جيدا ، هذه أول مرة إستعمل فيها هذا الموقد ".
وضعت الأطباق على الطاولة وجلست مقابل ريان ، رسمت على شفتيها إبتسامة ساخرة وقالت:
" ستشتعل جيسيكا حقدا على هذا الطوفان".
" هذا إذا علمت أنني ساقاسمك الغرفة أيضا ".
عضّت آنا على شفتها وأحست بالأهانة التي سببتها لنفسها فقالت بعصبية:
" لم أطلب منك أن تلتحق بي ، وبما أنك فعلت فعليك أن تتحمل ردود افعالي".
" آنا..... ارجوك ليس هذا وقت المشادات ، على الأقل ونحن في ضيافة شخص غريب".
إبتسم بلطف وقال:
" إنها وجبة لذيذة ، اشكرك".
إبتسمت آنا لهذا المديح وبدأت تاكل بشهية وهي سعيدة بأن ريان ياكل بمتعة كبيرة ، سالت :
" كيف عرفت بمكاني؟".
بعد ان بلع ريان آخر لقمة قال بمرح:
" بعد ان عدت الى غرفتي في الفندق ، لم أجد المفاتيح ، فتشت عن البويك فلم أجدها ، عدت أبحث عن بيل الذي روى لي ما حصل بينك وبين جيسيكا ، إتصلت بخالتك ، فقالت لي انك مررت من هناك ، وقد شاهدت الجارة ، إستعرت سيارة بيل وجئت ببساطة الى هنا ، وكلي ثقة بأنني سأجدك قرب القصر".
تلعثمت آنا وقالت:
" كيف.......كيف عرفت ذلك؟".
" لقد أحسست بمشاعرك وبإعجابك بهذا المكان ...... ذلك اليوم الجميل الذي امضيناه معا".
خفضت آنا راسها ، وفهمت أن كل تصرفاتها كانت مكشوفة بالنسبة لريان ، قالت بخجل:
" رغم ذلك اليوم الجميل ، فإنك لم تدافع عني امام جيسيكا بل على العكس رويت لها انني ساومتك وأجبرتك حتى تاتي معي في نزهة".
" لم اقل حرفا واحدا من هذا".
" لقد فصلتني من العمل واهانتني أمام الجميع وقالت......".
|