لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-11, 01:51 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تفحصت الصورة بتمعن , عيناه سوداوان فيهما نظرة حالمة , تغطيهما حواجب سوداء غامقة , ذقن مربعة تدل على شخصية متسلطة وقوية , شعر بني مجعّد كثيف , فم ذو أبتسامة ساخرة ....... أن أساريره بالنتيجة تدل على شخصية متكبرة ومتعجرفة بلا حدود.
أرتعشت آنا وهي تبعد نظرها عنه , وفكرت أن تخفي الصورة في أحد الجوارير , سحبت أحداها , أكتشفت مجموعة كبيرة من الرسائل , فوجئت وهي تزيحها لتفسح مجالا للصورة , أن الرسالة الأولى تحمل في نهايتها توقيع ريان دونالسون , وعلى الرغم منها طافت بنظرها عل الأسطر الأخيرة : " أنت وحدك أتخذت القرار , أرجوك عزيزتي , أنتظري قليلا قبل أن تأخذي قرارك الأخير , لنناقش أقل ما يمكن من الأمور , أنت تعرفين بما أحسه جيدا ..... ريان دونالسون".
أقفلت آنا الجارور , وبدا عليها الأضطراب , وكأن أحدا رآها في حالة التلبس , ما زالت الصورة بين يديها , ترتجف مع رعشة يديها , وضعتها على أحد رفوف المكتبة , يجب ألا تعرف جيسيكا أنها عبثت بأشيائها الخاصة , أسفت لهذه اللحظة , وتمنت لو لم تفعل ذلك , ثم فكرت بحيرة بكلام المخرج , لقد تورطت بشكل أو بآخر بهذا الموضوع , ريان دونالسون يحب جيسيكا أذن , ويتوسل اليها ألا تنفصل عنه , أشفقت عليه وأحست بالندم لأنها لم تذهب الى البيت لتبدل ثيابها فهذا القميص القطني مع تلك التنورة لا يناسب إلا ظروف العمل.
لم يكن لديها الوقت لتعالج هذه المشكلة , لم تبق إلا دقائق , وعليها أن تغادر المكتب لتكون في موعدها المحدد , أستمرت في وضع ملابس جيسيكا في الخزانة , وفوجئت بأنها لم تأخذ تأخذ معها الفستان الحريري الأخضر , ملمسه الناعم شجّع آنا أن تجربه , وقفت أمام المرآة , وتأملت نفسها , أنه يليق بها تماما ويتناسب مع عينيها الخضراوين الرماديتين , كما يعطي أنعكاسا رائعا لشعرها الحريري , وبدت فيه مختلفة تماما.
فكرت أن تستعيره لهذه السهرة , وحتى عودة جيسيكا هناك الكثير من الوقت , شدّت الحزام حول خصرها النحيل , وتركت شعرها ينساب على كتفيها , وقالت في نفسها : ( الآن أصبحت جاهزة لمواجهة دونالسون المتكبر).
دخلت الأستديو بدون أية صعوبة , ودعتها فتاة الأستعلامات لتأخذ كرسيا في صالة الأنتظار حتى أنتهاء الأجتماع , أبتعدت آنا عن مجاميع الناس التي حضرت تشارك في برنامج تلفزيوني يبث على الهواء مباشرة.
نظرت آنا الى الساعة التي قاربت السابعة والنصف , لقد بدأ صبرها ينفذ وتململت عندما سمعت أحدهم يعلن بصوت عال:
" الآنسة بالنتين , السيد دونالسون سيستقبلك خلال لحظات ".
أرتبكت من هذه الفكرة , وأضطربت أكثر أن تكون قبلة للأنظار , عندما تحركت بسرعة وحاولت أن تجيب , صرخ المنادي ثانية لتأتي مسرعة الى الأستعلامات , هزت رأسها بغيظ وأطاعت الأوامر بعصبية , دخلت غرفة دونالسون وأغلقت الباب خلفها , قالت متلعثمة:
" أنا آسفة , لم أكن أعرف.....".
ألتفت اليها وقال بصوت ساخر:
" لا تقلقي , سأنتهي بسرعة".
كان يغسل يديه بالصابون والماء بحيوية , ثم ألتفت الى آنا التي بدت مرتبكة وحمرة الخجل غطت وجنتيها , بينما الأبتسامة لا تفارق شفتيه حيث بدا لها في حالة مرحة تماما , قالت آنا بعصبية:
" لقد تأخر الموعد كثيرا يا سيد دونالسون , أرجو أن ينتهي لقاؤنا بسرعة".
نظر الى فستانها الأخضر , أضطربت أنفاس آنا وتمنت ألا يكون قد شاهده على جيسيكا قبل الآن أو أن يكون نسي ذلك على الأقل , أقترح دونالسون:
" عي أن أقنالسف معنا , سأشرح لك ل شء الآن , أرجو ألا تكون الأمور معقدة".
" ل...........لأ".
أجابت آنا بصوت مكتوم.
" في هذه الحالة لا شيء يمنعك من مصاحبتي للعشاء هذا المساء".
فتح باب الخزانة وأخرج قميصا بني اللون , أحتجت الفتاة :
" لا أستطيع..".
" يجب أن نتحدث , والحديث سيطول , وأنا جائع , أرجوك لا تجبريني على البقاء هنا , سنتحادث على طاولة العشاء".
لبس القميص وأختار ربطة عنق من الحرير الناعم , عقدها حول رقبته بزهو ومرح , قررت آنا أن تتحدى رغبة هذا الرجل الذي يتخذ قراراته لوحده.
" لم تقل لي أننا سنتعشى في مطعم , ثم أنت الذي أضاع الوقت , جئت في موعدي تماما , على كل حال لن أسافر الى أميركا , أكرر ذلك".
أبتسم ريان بسخرية ونظر اليها بكبرياء:
" أرجو أن تقبلي دعوتي , أنا بحاجة الى رفيقة".
تأكدت آنا أنه يعاني من زواج جيسيكا , ولا يريد أن يبقى وحيدا:
" حسنا , سأوافق شرط ألا يستمر ذلك لفترة طويلة , وأن تكون الأمور جدية , سأفعل ما أستطيع لتقريب وجهات النظر , ولن أتخلى عن مساعدتي للسيدة كيربي".
لبس دونالسون سترته ثم أتجه الى النافذة ونظر الى السماء المتوعدة , ثم قال:
" لم أحضر سيارتي اليوم , ويبدو أن العاصفة على وشك أن تبدأ ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-10-11, 01:54 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظر الى آنا وهو يتفحصها وتابع:
" أن ملابسك خفيفة والأفضل أن أطلب سيارة أجرة".
هذا الأسلوب المتهكم والمتسلط أثار سخط آنا فقالت معارضة:
" لا أخاف البرد , وأفضل المشي".
نظر اليها بقلق ثم أنحنى بحركة تمثيلية وقال:
" كما ترغبين , على كل حال سيكون من السهل أن نصل الى فندق جامبريا قبل أن تبدأ العاصفة".
أعجبت آنا بنفسها , لقد أمتثل لرغبتها , وأستطاعت أن تحد من سيطرته اللامتناهية , وربما بدا لها متساهلا لأسبابه الشخصية , لكنها رفضت أن يقف مدافعا عنها بهذه الطريقة , أحست برعشة برد وهي تمشي بهدوء لتحافظ على توازنها أمامه , حاولت أن تتخيل المطعم ,لا بد أنه يستقبل تجوم الأستعراضات والتلفزيون , سألت بصوت هادىء:
" أين...... جامبريا ؟ ظننت أنه قريب من الأستديو".
" أنه هناك خلف تلك الشجرة الضخمة , أقصد المدخل , أنه ذلك البناء ذو الطوابق الثلاث , لن يكون مناسبا جدا لبريقك هذا ".
ندمت آنا بمرارة , تذكرت أنها تلبس فستانا مستعارا , وخافت أن يعرفه أحد رواد المطعم , وصلا بعد دقائق الى مدخل الفندق , وشعرت آنا بسرور داخلي أن تكون ضمن هذه الطبقة من الفنانين.
السلالم الطويلة الضخمة كانت مغطاة بالسجاد السميك , الجدران تحمل مرايا ضخمة ترسم صورهم بأشكال لطيفة , تعجبت آنا لحرارة أستقبال العاملين في الفندق لريان , مدير الصالة أستقبلهما على باب المطعم عد وصولهما , وطمأن ريان بأنه سيحصل على طاولة جيدة رغم العدد الكبير من الناس المحتشدين في المطعم.
" أنها ساعة العشاء يا سيد دونالسون , الزبائن كثر اليوم , لن أتأخر في أيجاد طاولة مناسبة , لا تقلق".
بدا ريان مختلفا قليلا عن حالته داخل الأستديو , فقد أسترخت تعابير وجهه وبدا أكثر طبيعية , وحاولت آنا أن تبدو طبيعية أيضا , فلم تتعود بعد دخول تلك الأماكن , كانت مشدودة ولكنها أحست بأنها تتمالك أعصابها شيئا فشيئا , لكن سخرية ريان عادت لتقلقها:
" أسترخي قليلا يا آنا بالانتين , لا تقلقي , أسمك غير موجود في قائمة الطعام".
" أنا......لم أفهم".
" يعني أن أحدا لن يأكلك , الجو مبهج أليس كذلك؟".
هذه السخرية شنّجت وجه آنا , إنه يسخر منها , نظرت اليه بغضب وقالت:
" أنا هنا للحديث عن العمل والمسائل المتعلقة.....".
" بالتأكيد ". قاطعها ببرود.
أستند ريان الى كرسيه دون أن يرفع نظره عنها:
" حدثيني , ما الذي تعرفينه عن فيكسبورغ؟".
فوجئت آنا من هذا السؤال , لقد تخيّلت أنه سيسألها عن زواج جيسيكا , ربما يفضل أن يؤجل هذا الموضوع الذي يعذّبه.
" يجب أن ألخص لك الأعداد الضخمة من الكتب والوثائق والرسائل عن قصة هذه المدينة ".
" لا , حدثيني عن المدينة الحزينة , مثلا عن أهلك هناك".
إبتسامة مشرقة لمعت على شفتي آنا , وأشرقت عيناها الخضراوان الواسعتان ببريق السعادة :
" خالتي تعيش في الشارع الرئيسي للمدينة , عمي جاك توفي منذ بضع سنوات , لديها ولدان جان ولوك , وبالتالي كما ذكروا لي في الرسائل أن لديهم أرشيفا واسعا عن هذه المدينة وعن حرب الأنفصال".
نظرت آنا الى الأطباق التي ملأت الطاولة , كان مشهدها وحده يكفي لفتح الشهية , تابعت بمرح:
" سأعطيك عنوانهم ".
" لن يكون ذلك ضروريا , ما زلت أفكر أنك ستكونين معنا في هذه الرحلة , أنا متلهف للتعرف على أهلك ".
تعجبت آنا من إصرار المخرج , ومن جرأته المستمرة فقالت بصوت قاطع:
" أكرر لآخر مرة , لن أسافر الى أميركا , سأقضي باقي الأسبوع في كبرنسمير عند والديّ".
بقي ريان صامتا للحظات , بينما ظهر القلق على وجه آنا , لأنها ترفض فرصة عمل جيد , سيزودها بالخبرة , عدا السفر الى أميركا وزيارة خالتها بدون تكاليف.
منتديات ليلاس
قالت بتردد:
" لم أزر والديّ منذ ستة أشهر".
" حسنا , هذا مفهوم".
وضع ريان فوطته على الطاولة وتابع بتأكيد:
" سافري غدا صباحا , وبإمكانك أن تعودي يوم الأربعاء مساء , ستتمكنين من تحضير حقائبك خلال الليل , خذي بعض الملابس التي تحتاجينها لمدة أسبوعين , ملابس خفيفة , فالطقس في الميسيسيبي هذه الأيام حار".
ذهلت آنا من أسلوبه المتسلط حتى أنه يتدخل في أصغر أشيائها الخاصة , لن تطيع أوامر هذا الرجل ذي الطبع المتغطرس , ولن تناقش معه أي شيء , لكن على الرغم منها كانت جاذبيته تسيطر عليها , وبدأت ترتعش من هذه الفكرة , قالت بتعال وتحد:
" لماذا أنت مصر على أن أغيّر رأيي؟".
" هناك حلان فقط ( قال بلطف ) إذا وافقت على مرافقتي , ستحلين الكثير من الأمور وخصوصا أنك تعرفين تفاصيل السيناريو , ويخيّل الي أنك مساعدة قادرة وذات خبرة لا بأس بها في هذا المجال".
توقف ريان عندما أحس بأضطراب آنا , ولتكسر لحظات الصمت قالت:
" والحل الثاني ......".
" الحل الثاني هو أنني سألاحق جيسيكا قانونيا وألغي عقدي معها , وسيضر ذلك بمستقبلها , فهذه المهنة لا تقبل إلا الأشخاص الجديرين والموثوق بإخلاصهم".
شعرت آنا أنه يستفزها فقالت بعصبية:
" لا يحق لك أن تقول أنها غير جديرة.".
" آه.... جيسيكا؟".
قال بسخرية , جحظت عينا آنا ورمت بعنف فوطتها على الطاولة:
" لكن هذه مساومة رخيصة".
دفعت كرسيها الى الخلف ووقفت تحمل حقيبتها , فأمسكها ريان بيد قوية , لكنها دفعته بعصبية وقالت:
" كيف تتجاسر أن تمنعني بالقوة؟".
ترك ريان يده تسقط , وأتجهت آنا مسرعة خارج المطعم , فلن تبقى ثانية بعد الآن لتستمع الى حديث ريان المخزي , إنه يحاول أن ينتقم من جيسيكا لأسباب شخصية , ويبدو أنه لن يغيفر لها.
خرجت من الفندق بسرعة ولم تنتبه أن تأخذ سيارة أجرة تقف أمام الفندق , قطعت الشارع بخطوات سريعة , ودخلت في أول زقاق وجدته أمامها.
كان الليل قد أرخى ظلمته , مصابيح الشارع أرسلت أشعتها الفضية الخفيفة , لتعكس خطوطا متوازية على الأسفلت الرطب , نوافذ البيوت القريبة عكست أيضا بعض الأضاءة , نظرت آنا حولها , لعلها تلمح موقفا قريبا للباص و المترو وعندما فقدت الأمل , قررت أن تنظر على زاوية الرصيف لتأخذ أول سيارة أجرة تمر , لمحت عن بعد ذلك الفتى الذي لاحظت أنه كان يتبعها منذ لحظة خروجها من الفندق , هاجس من الخوف أنبأها بأنه سينقض عليها خلال لحظات ,نظرت حولها لعلها تستطيع أن تستنجد بأحد المارة أو بشرطي , وجدت نفسها وحيدة فحاولت أن تصرخ , لكنه كان أسرع منها وقد أستولى على محفظتها بالعنف , وحين حاولت أن تدافع عن نفسها , دفعها بقوة وأبتعد بخطوات سريعة.
منتديات ليلاس
لمحت فجأة رجلا طويلا يركض بأتجاه الفتى بحماس وقوة , حتى قبض عليه , راقبت آنا صراعهما العنيف الذي يتناوب بين النور والظلام , حاولت عبثا أن تطلب نجدة لكنها لم تلفظ حرفا واحدا , لقد شلّها الخوف والأنفعال , وغطّت دموعها خديها , لمحت حقيبة يدها تتخبط بين المتصارعين , ثم فقدت مكانهما , لم تعد ترى سوى الظلام , أصوات متكررة , ركض , وضرب , ولهاث , وبعض الشتائم , وأخيرا ظهر المدافع عنها يحمل الحقيبة بينما كان الفتى يركض بأقصى سرعته وهو يجتاز أعمدة الكهرباء المتباعدة في الشارع.
أقترب منها الرجل يترنح , دخل دائرة الضوءالتي سقطت تحتها آنا , كان يضع يده اليمنى على عينه اليسرى:
" يا الله ...... ماذا تضعين في حقيبتك, هل هي محشوة بالرصاص؟".
أرتجفت برعب , نهضت بصعوبة , ثم تقدمت منه لتعتذر وتشكره على أنقاذها.
لقد مرت بلحظات رعب حقيقية , وسيقبل محدثها ريان دونالسون أعتذارها وهي على هذه الحال.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-10-11, 01:55 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- أي ليلة!



كان من عادتها أن تحمل في حقيبة يدها مصباح جيب صغيرا يساعدها على أجتياز الأماكن المظلمة , وبعض الأدوات المعدنية التي تساعدها في عملها المكتبي , وعددا من الأقلام , وأدوات الزينة , وثقل هذه الأشياء هو الذي صدم دونالسون , لقد فقد توازنه من الضربة التي تلقاها على جبهته , بدا لها يترنح وهي تقترب منه ولا تزال تردد كلمات الأسف , حتى تكشّف لها وجهه , وقد تورّم جبينه وخط من الدم يتابع سيره على خده رغم أنه يواصل مسحه بمنديل أصطبغ باللون الأحمر , قالت بخوف:
" علينا أن نلتحق بأقرب مركز أسعاف , أو أي مستشفى".
نظر اليها ريان بغضب وقال دون أن يتزعزع:
" ليس هذا مهما ".
" لكن عينك.....".
"..........هذا بفضلك , أشكرك".
مسح جبينه وأضاف:
" سأعالج نفسي لدى عودتي الى المنزل ".
عضّت آنا على شفتيها من الخوف , الجرح زاد من أسلوب تعامله الخشن , وعلى الرغم من ألمه , إبتسم لها ريان ببرود.
ومرور سيارة أجرة وضع حدا لهذه الهدنة المؤقتة , أمسكها من ذراعيها بسرعة خوفا من أن تهرب ثانية , نادى بصوت عال على السائق , ثم نظر اليها وهو يخفي آثار الألم عن وجهه وقال بلهجة آمرة:
" أين تسكنين؟ أرشدي السائق الى طريق بيتك ثم أتابع معه بعد ذلك الى بيتي".
" آه ..... لا ! سأرافقك , يجب أن أساعدك".
" لست بحاجة الى مساعدتك".
أجابت معترضة:
" سوف أتركك إذن في المستشفى التي تختارها , أو عند طبيبك الخاص على الأقل".
أخرج السائق رأسه من نافذة السيارة وقال ناصحا:
" أن السيدة على صواب , يبدو أنك تلقيت ضربة عنيفة وفي مكان حساس".
لم يهتم ريان لهذا الرأي بل رسم على شفتيه إبتسامة ساخرة وفتح باب السيارة وقال:
" إذن أدعوك الى منزلي وستهتمين أنت بالجرح".
دفعها داخل السيارة وجلس بجانبها , أعطى العنوان للسائق , وأستمر في مراقبة قلقها الواضح.
تراجعت الى أقصى المقعد الخلفي بعيدا عن ريان , كانت تتنفس بصعوبة , وحاولت ألا تسمعه دقات قلبها السريعة , وهي تخفي عنه عصبيتها النزقة.
رماها بنظرة خفيفة , إزداد أنفعالها وتشجنت أصابعها , نظرت اليه وهو يتابع الطريق , أنه يبدو كأحد أبطال الأغريق , بتكبره ونظرته المنتصرة , نظرت بالأتجاه المعاكس بعد أن أرعبتها فكرة الأستسلام لأغراء جاذبيته الطاغية.
عندما دخلا الى بيته , فوجئت آنا بأنه جزء من قصر قديم , بناء من الحجر الأبيض ذو نوافذ رومانية واسعة , وفي الصالون كانت الجدران ذات لون فضي لامع , أما قاعدة الجدران فكانت مزينة بشريط مزخرف باللونين الأزرق والأبيض , الأرائك كبيرة ومريحة , تحتل جزءا من المساحة الواسعة للصالون , مكسوة بمخمل أزرق متناسب مع الخطوطالبيضاء لباقي قطع الأثاث , الأضاءة موزعة بأناقة مثيرة تحت أحدى اللمبات , رأت الهاتف فوق طاولة منخفضة , ألتجهت اليه مسرعة , ورفعت السماعة متسائلة:
" ما هو رقم طبيبك؟".
أقترب منها ريان , سحب السماعة من يدها وأعادها الى مكانها , أستند بيده على الكرسي الذي جلست عليه وأقترب بوجهه من وجهها وقال بتحد:
" لست بحاجة الى طبيب , وعدتني أنك ستعالجينني".
حبست أنفاسها لشدة قربه منها , لكنها كانت أشتمت رائحة عطره , خافت أن يلمسها لأنها عاجزة عن مقاومته , أبتعد دونالسون خطوة واحدة عنها وقال:
" ستجدين القطن والمطهر وكل ما هو ضروري في صيدلية الحمام".
ثم أضاف بسخرية:
" بالطبع أنت قادرة على تضميد الجرح الذي كان بسببك؟".
هذا الصوت الساخر أغضب آنا , وشعرت بالحقد يشتعل بداخلها ضد هذا الرجل , عليها أن تكون قوية وقادرة على التصدي لجبروته وأوامره , نظرت الى الجرح وقالت بتعال:
" لا يكفي أن يعالج الجرح هكذا ببساطة , قد يكون هناك ما يتسبب بنزف داخلي".
ضحك ريان بصوت عال وقال:
" ماذا أذن؟ يا عزيزتي الآنسة بالانتين , هل تتمتعين بخلق مأساة لموقف لا قيمة له؟".
تطاير الشرر من عينيها ونظرت اليه بتحد قبل أن تتجه الى الباب .
" تصبح على خير يا سيد دونالسون".
برشاقة متميزة قفز ريان وأمسكها في اللحظة التي وصلت يدها للباب , وأحست أنها أصبحت سجينة , قال وهو يتابع ضحكته المتقطعة:
" ستبقين هنا , موعدي معك كان متأخرا , هذا يعني أنني لن أدعك تخرجين لوحدك".
حاولت عبثا أن تهرب منه وتتخلص من قبضة يده القوية , قالت نفاد صبر:
" أحس بالأمان أكثر عندما أكون بعيدة عنك , دعني , أرجوك".
جذبها ريان بقوة اليه ونظر بمتعة الى وجهها الغاضب , رفضت آنا أن تبدو خجولة في موقفها الجديد , ثبتت نظرها عليه دون أن يرمش جفنها , وسألها بتسلط:
" قولي لي , أين وجدتك جيسيكا؟ وكيف قبلت أن تتعاقد معك؟ أنت توازينها عصبية".
" كنت أعمل في دار النشر التي تمتلكها , على كل حال سأغيّر وظيفتي , سأبحث عن عمل آخر".
" أترين أنك مستبدة أيضا؟ هذا ما فعلته معي هذا المساء..... أمرأتان نزفتان في مكتب واحد , أشك أن يستطيع أي أنسان أن يغير عادات جيسيكا , هل أنت كذلك؟".
" أعتقد أنك تتكلم عن تجربتك الشخصية".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-10-11, 01:57 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قالت جملتها بسخرية ثم ندمت لأنها طعنته في مسألة خاصة , ترك يدها تسقط , وأبتعد عنها خطوة قصيرة فنظرت اليه وشعرت أنها سببت له جرحا آخر.
" آسفة.....".
تساءلت كيف تصرفت مع هذا الرجل بهذه الطريقة , أنها لم تعرفه إلا منذ هذا الصباح , تخاصما كأعداء , بدون أسباب وأعتبارات لتعارفهما القصير.
عبر الصالون بخطوات بطيئة , ثم فتح باب غرفة النوم , وقال بدون أن يلتفت:
" حسنا , سنعقد هدنة , لن نستدعي الطبيب , لكن بالمقابل ستبقين أنت هنا هذه الليلة , وإذا ما أصبت بنزف داخلي كما ذكرت تطلبين الأسعاف حالا".
على الرغم من الطريقة الوقورة التي تحدث بها إلا أنها كانت تحس بسخرية وخبث في طببقة صوته , صرخت آنا بصوت عال:
" هل أصبحت مجالا لسخريتك؟".
" بالعكس , لقد مسني إهتمامك , وأثارتني حالة الشفقة التي أبديتها على صحتي , لن ترفضي طبعا هذه المهمة الأنسانية , ولن أشعرك بأنك ممرضتي الخاصة , سأذهب لأحضر غطاء يساعدني على النوم على هذه الأريكة".
منتديات ليلاس
إختفى داخل غرفة النوم , بينما تصاعد إنفعال آنا , إنها في طريقها لتعيش كابوسا مزعجا , ظعر ريان من الباب يحمل بطانية وقد خلع سترته وربطة عنقه , قالت بمرارة:
" لن يكون ذلك أبدا , لن أبقى لحظة واحدة في هذا البيت".
وصل قبلها الى باب الخروج , وضغط بيديه على جانبي الباب , بينما غطّت صدره البطانية المشدودة بين ذراعيه , لمحت على شفتيه إبتسامة ساخرة , وما أن حملت حقيبتها وألتفتت اليه ثانية , حتى رأته ينزلق ببطء الى أن سقط بجسمه على الأرض, صرخت آنا مذعورة:
" آه ..... , لا , أرجوك توقف عن هذه التمثيلية المزعجة".
أحست فجأة بأن ذلك قد يكون حقيقيا , فرمت بحقيبتها , وإنكبت عليه بذعر , وضعت يدها على كتفه وهي تبعد الغطاء الذي أخفى جزء من رأسه , فتح عينيه بطء , أمسك يديها بنعومة , ثم تماسك وهو ينتصب على قدميه , مشى بضع خطوات في الصالون وهو يترنح , قال بإستهتار:
" لن تستطيعي أن تتركيني وحيدا وأنا بهذه الحالة , قد يسبب الجرح مضاعفات كما قلت , والندم بعد ذلك لن يفيد".
نظرت اليه بعينين جاحظتين , ونسيت أحاسيسها الحاقدة على هذا الرجل , وبدأت تسقط في الفخ الذي نصبه لها , لن تتجاسر على التمرد هذه المرة , إنها المسؤولة عن جرح دونالسون , لكنها قررت أن ترمي آخر ورقة من أوراقها لعلها تربح الجولة دون أن تثير وقاحته, فالنتائج لن تكون سهلة , قالت:
" لا شيء يجبرني على البقاء هنا , إذا كنت تعتقد أنني أستطيع القيام بأعمال مختلفة فأنت مخطىء , الأساليب التي أتبعتها مع جيسيكا لن تنجح معي , فأنا لم أتعود أن أرافق رجلا عابثا في سهراته الليلية".
قطب ريان حاجبيه , وتقلص وجهه غضبا , مما جعلها تشعر بأنها كانت خشنة وحقودة بإثارة جروحه الدفينة , ضحك ببرود وهو يرميها بنظرات متوعدة وقال بصوت هادىء:
" أنك تدهشينني , إلحاحك بالمجيء معي يوحي بعكس ذلك".
وضع يديه على كتفيها وجذبها اليه , قالت بصوت متلعثم:
" أنا........ أنا لم أقل ذلك , لم تفهمني جيدا".
طافت عيناه على وجهها المضطرب ثم همس :
" لا أعرف شيئا عنك , ونحن ما زلنا غرباء , يجب أن أفهمك أكثر , حتى في ظنونك عن حياتي الخاصة".
كانت مضطربة الى أقصى حد.... صوتها سجين في فمها, وأهدابها صارت ثقيلة , كانت رغبتها كبيرة في أن تتحرك أو أن تغير وضعها , لكن قبضة ريان كانت قوية , شدّها بخشونة ثم عانقها بحيث لم تقو على الأعتراض , تشنج ظهرها ووهنت قوتها , ولم تعد قادرة على التخلص من هذا الكائن الخشن , ولكن ما برحت أن أستردت شجاعتها شيئا فشيئا , جحظت عيناها , وعندما لاحظ ريان ذلك ترك سجينته التي صرخت برعب:
" يا لك من شخص خشن , وقح , دعني أخرج من هنا , لا أريد أن أراك ثانية !".
فتحت الباب بينما كان ريان يقف بجانبه , ضربته بقبضة يدها على صدره وخرجت بعصبية تركض مسرعة بعيدا عنه.
منتديات ليلاس
وصلت الى الصالة الخارجية , إستندت بيدها على الحائط لتستعيد أنفاسها , ولم تمض بضعة لحظات حتى دوّت عاصفة هزّت المبنى بأكمله , حاولت أن تتمالك نفسها بعد أن سيطر عليها ذعر فظيع , أبرقت السماء مرات متتالية , وإزداد صوت الرعد قوة , ثم بدأت القطرات الأولى من المطر تساقط أمام إشعاعات المصابيح الكهربائية في الشارع , كانت النقاط كبيرة توحي بأنها ستحطم هذه المصابيح المنتشرة بأبعاد متساوية , توقفت آنا لحظات وهي تفكر بأن تركض سريعا الى أقرب سيارة أجرة , ولكن الشارع كان خاليا من أية حركة إلا المطر الذي تحول الى سبيل يتدفق كالطوفان , تراجعت في النهاية الى الداخل وهي ترتجف من قمة رأسها الى أخمص قدميها , إنها تفضل أن تجابه عواصف ريان عن أن تواجه غضب السماء , حاولت أن تستعيد شجاعتها التي بدأت تتلقاها مع كل دوي يصدر عن السماء المحتقنة , صعدت الدرجات بتردد , إنه الملجأ الوحيد الذي يمكن أن تحتمي به حتى إنتهاء العاصفة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-10-11, 01:58 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قررت مرارا رفع يدها لتقرع الباب دون أن تتوصل الى قرار نهائي , وعندما فتح الباب إزدادت رعشة آنا بينما كان ريان يراقبها بنظرات حائرة , قالت بخجل:
" العاصفة ترعبني".
" أعرف.... راقبتك من النافذة لأرى الى أي مكان يمكنك أن تبتعدي , لا تنتظري في الخارج , إدهلي".
" شكرا".
تركها ريان وحيدة في الصالون ولم تعرف ماذا كان يفعل , لأن صوت الرعد قوي يصم الآذان , ميّزت بعض الأصوات الصادرة عن المطبخ , مشت ببطء وخوف بأتجاه الصوت , فرأت ريان يمسح جرحه بالماء الساخن , بعد أن وضع على الطاولة القطن والكحول ومواد أخرى , أقترحت بلطف:
" هل يمكنني أن أساعدك؟".
" إذا سمحت".
جلس وتركها تعتني بالجرح بهدوء رصين , غسلت حول عينه اليسرى بنعومة , ثم وضعت بعض الكمادات المبللة بالماء البارد , وتوقعت أن يصرخ من الألم عندما طهّرت الجرح بالكحول , لكنه لم يختلج أبدا وكأن الجرح يخص شخصا آخر , الصمت كان يقطعه ضجيج السماء , وقطرات المطر التي تضرب النافذة بقوة , ضمّدت الجرح بعناية , ومسحت الآثار المتبقية حول عينه, نظر اليها برقة , لكنها قررت أن تهرب من نظراته , أعادت ترتيب الأشياء التي تبعثرت من هذه العملية , غسلت يديها , وعندما ألتفتت اليه وجدته قد وضع كأسين من الشراب , لم تكن تشتهي إلا فنجانا من القهوة الساخنة , لكنها لم تتجاسر على طلب كهذا.
توقف المطر لكن السماء ما زالت تتمزق بالبرق المتناوب مع الرعد الذي يهز أركان البيت.
قالت آنا بصوت ناعم وهي ترسم إبتسامة خفيفة:
" منذ طفولتي وأنا أخاف العواصف".
" هذا يفسر شحوب وجهك , للأسف ليست لدي أية سلطة ضد الأرصاد الجوية".
بعد صمت متوتر سألت آنا وقد إحمرت وجنتاها:
" هل تسمح لي أن أنام على الأريكة؟".
" أفعلي ما تشائين , يمكنك أيضا إستعمال السرير , ولا تخافي من أن تظهر وقاحتي ثانية".
أحست آنا بغصة في حلقها , بلعت الجواب القاسي الذي وصل الى شفتيها , رغبة منها بعدم الدخول في نزاع جديد , مشت الى غرفة النوم , وجدت الغطاء على طرف السرير فحملته مع إحدى الوسائد , ورمت بها فوق الأريكة ثم نظرت اليه وهو يتحسس جرحه بيده , قالت:
" أفضل أن أنام هنا , إذا كان هذا لا يزعجك".
هز ريان كتفيه بلا مبالاة ودخل غرفته وأغلق الباب.
عندما أصبحت وحدها في هذا الصالون الضم , خلعت فستانها الحريري , وقفزت بسرعة تحت الغطاء , ويبدو أن السماء لن ترحم خوفها , فالرعد كان يمزق سكينتها الداخلية , سيطر عليها رعب لا مثيل له , وجدت نفسها بعد لحظات تقرع بب غرفة ريان , فتح الباب بسرعة وقد رفع حاجبه إستغرابا وهو ينظر الى ضيفته ترتعش تحت الغطاء الذي تلتف به.
" هل توافق أن تترك الباب مفتوحا ولو قليلا , على الأقل حتى تنتهي العاصفة".
كانت تتوسل اليه بعيون ملؤها الخوف.
تفحصها بتمعن وطافت نظراته بحيرة حتى وصلت الى قدميها الحافيتين.
تضايقت آنا من نظراته المتفحصة , وتشنجت بوقفتها فوق السجاد السميك , لم تتجاسر أن تنظر في عينيه وهي تنتظر أن تسمع ضحكته العالية , أقترب منها وعانقها بحنان وقال:
" لا تقلقي".
سار ببطء الى سريره , وهدأت أعصاب آنا قليلا , عادت الى مكانها وحاولت أن تنام دون جدوى , فالمطر عاد عنيفا , وكأنه يحاول أن يخترق زجاج النوافذ , وصدى الرعد يتكرر في أذنيها ويرعب قلبها.
بعد لحظات وجدت نفسها تفكر بريان , وإنفعلت عندما أحست أنه ليس بعيدا عنها , طرحت بعض التساؤلات عن عمره... حوالي الخامسة والثلاثين , إندهشت أن يكون في مثل هذه السن وما يزال عازيا , إبتسمت بخبث , إنه يناسب سنواتها الأثنتين والعشرين , ثم فكّرت بشهرته وتجاحه وبالعديد من المقالات التي تحتل إحدى إضبارات الأرشيف في مكتبها , والتي كتبت عنه بمديح متفاوت , لقد مضى على أول أفلامه عدة سنوات , وكان قد أحدث ضجة في عالم السينما , ثم بدأ إسمه يلمع شيئا فشيئا , حتى عيّن مسؤولا عن قسم الأنتاج السينمائي في التلفزيون , المنصب الذي أهّله ليكون المسؤول عن الرنامج الأول في القناة الثانية , والصحافة عادة لا تروي شيئا عن حياته الخاصة , تمنت آنا لو أمضت معه لحظات عاطفية , ولكن..... جيسيكا كانت آخر علاقة عاطفية لريان , ويبدو أنه حاول أن يحافظ على هذه العلاقة , لكن السيناريست لم تستمع الى توسلاته في رسالته الأخيرة , ترى أي نوع من النساء تعجب دونالسون , تساءلت آنا وهي ترتعش , بينما كان النعاس يأخذها شيئا فشيئا.
وفي صباح اليوم التالي إستيقظت وقد وجدت نفسها ملتفة حول نفسها كالجنين , نظرت حولها لتتأكد أين هي , وجدت باب غرفة النوم ما زال مفتوحا , نهضت بحيوية , ورأت أن ريان ما زال يغط في نوم عميق , تملّكها إنفعال مفاجىء , فإتجهت الى المطبخ وأعدّت القهوة بسرعة , دخلت غرفة النوم بهدوء ووضعت القهوة قرب السرير , فتح ريان عينيه بصعوبة , وقالت آنا بمرح:
" صباح الخير , أعتقد أنك نسيت من أنا إسمي آنا بالانتين".
أبتسم بسعادة ثم تناول فنجان القهوة , تذوّقه وهو ينظر اليها , ثم هتف بتعجب وقد تقلّص وجهه:
" ما هذا الشراب المر؟".
" لم أعرف كيف أعد القهوة بأجهزتك المعقدة هذه , أنا آسفة , لست مضطرا أن تشربها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لاتعتذري ابدا, باميلا بوب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, pamela pope, the magnolia siege, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t168829.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 15-06-15 02:15 AM


الساعة الآن 01:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية