لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-11, 12:25 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخيرات يا حبيباتي
اشتقاتلكم كتييييييييييييير
اتمنى البارت يحوز على اعجابكم
ويكون على اد المستوى
اترككم مع البارت


الفصل السادس والثلاثون


الجزء الثاني

مستلقي بإهمال على الفراش الصغير الذي وضعه مؤخرا بغرفة المكتب ليظل بجانب طاولة التصميمات الهندسية فهو غالبا لا يخرج من هذه الغرفة الا الي خارج القصر ليرى المستجد بموقع بناء المجمع التجاري ، توقف عن الصعود الي الدور العلوي تماما وجعل احد الخدم ينقل له اشياؤه الضرورية الي غرفة المكتب التي تحولت الي سكن خاص به ، استثنى من اشياؤه أي شيء يذكره بها ولكنه لم يستطع ان يخلع دبلة زواجه او ساعته التي تلتف حول معصمه لتخبره دائما بقيدها الذي مازال يربطه بها . من اخر مرة راها بها عند المشفى وهو اتخذ قراره بان يبتعد عنه جرح بشده منها وهي ترتجف لرؤيته وتدخل الي سيارة عمر سريعا هروبا منه ، يعلم ان ما فعله معها كان قويا وقاسيا ولكنه يعشقها الم تفهم هذه الغبية انه يعشقها حد النخاع فهي تجري بأوردته تعيش بخلاياه ، حاول مرارا ان يخرجها من راسه ومن افكاره لم يستطع ،حاول ان يتناسها ويغمس نفسه بعمله ، فأضحى لا يفعل شيء بحياته الا ان يعمل لا يخرج الا الي العمل ولا يجلس الا الي العمل وجباته لا يتناولها باستمرار الا عندما تتشاجر معه امه ولا يقابل يوسف الا للضرورة عندما يحتاجه اخاه الي عمل مهم لن يستطيع انجازه ، توقف عن زيارة الشركة الا في الامور الهامة جدا
قرر ذلك اليوم ان يكف عن مهانة نفسه واهدار كرامته وعندما تريد ان تتحدث معه او تقابله فلتتصل به او تأتي اليه فهذا ليس امرا عسيرا عليها ، فاذا كان هو قضى ثلاثة اشهر يحاول ان يراها ولو من بعيد ، يحاول ان يخبرها بأهميتها في حياته فالفرصة امامها هي الان لتثبت له انها تحبه كما يحبها هو ، الفرصة امامها لتثبت له انها تريد ان تستمر في هذه الزيجة التي لم تبدا .
ما يخفف عنه فعلا حدة يومه هي انجي فهي تصمم على اختراق يومه وتأتي ومعها طعام الغذاء وتجلس لتقص له عن طفلها الذي لم يأت بعد للدنيا ، يبتسم على جنونها وعندما تفشل في محاولتها المستمرة لإضحاكه تنصرف بهدوء بعد ان توصيه بالكف عن التدخين والاهتمام بصحته وتناول الطعام حتى لا يضطر الي مواجهة نوارة هانم والمشاجرة معها ، عند تذكره لمشاجراته مع امه زفر بضيق وفكر ان ينهض من الفراش قبل ان تأتي وتسمعه ما لا يرضيه
زفر بضيق وهو يشعر بكسل شديد في جسده ، فعلى الرغم من استلقائه على الفراش ما يقارب الساعتين الا انه لم يغمض له جفن ، التفكير يأكل عقله وذكراها تنهش روحه
ليس هذه اول مرة لا يستطيع النوم بها فلقد مر عليه شهر ونصف لا يأخذ من النوم الا القدر القليل ، فعندما ينهكه التعب يسقط مهدودا وينام ما يقارب الساعتين ليستيقظ على رؤيته لها بأحلامه ، شهر ونصف لا يعلم كيف مروا عليه
وايام قاسية وليالي طويلة ينهك نفسه بالتصميمات والعمل والقراءة وينظر الي الساعة ليجدها لا تمر ينظر الي تاريخ اليوم ليشعر انه بطيء كالسلحفاة لا يتحرك من موضعه
ولكن اقسى ايامه فعلا كانت ايام العيد ، سخر من نفسه وهو يتذكر كيف امر العاملين يوم خروجها من المشفى بترتيب الجناح وتنظيفه وامر الطباخ بان يعد لها ملوخية الجمبري التي تعشقها لتتناولها على الافطار في اخر يوم برمضان كان يهيا نفسه انها ستعود معه ، ستعود معه لتقضي العيد معه . انه اول عيد يأتي وهما زوجين ، لم يشك للحظة واحدة انها ستهرب منه بهذه الطريقة ، اغمض عينيه الما يشعر بجرح غائر في قلبه جرح ينزف باستمرار
لعب بهاتفه ليأتي بصورتها يوم كانا باليخت وهي ترتدي فستانها القطني كانا فرغا من السباحة ووجنتاها موردتين من الخجل لما فعله بها تحت المياه نادى عليها لتبتسم له بخجل
فالتقط لها هذه الصورة ، مرر سبابته على صورتها بحنان وادارها على خدها بحب كما كان يفعل سابقا
ليتمتم بألم : لم تتذكريني يوما واحدا نور ، يوما واحدا من الخمس واربعون يوما الماضية ، كيف تعيشين نور بعيدا عني ، هل تتألمين مثلي ، هل تفتقديني مثلما افتقدك ، هل اشتقت الي مثلما اشتقت اليك ، اشتقت اليك نور ، بل ذبت شوقا وحبا .
زفر بضيق ليكتم تنفسه وهو يشعر بأحد يدخل الي الغرفة علم فورا من سيدخل بهذه الطريقة بالتأكيد انها امه
اغمض عينيه بقوة وادعى النوم حتى لا تتشاجر معه بسبب طعام الافطار الذي لم يتناوله شعر بها تتحرك بالغرفة وترتبها وتتجه الي الستائر لتفتحها فيغمر ضوء العصاري
الغرفة ، توقفت امامه وقالت بقوة :انا اعلم انك مستيقظ ، كف عن التمثيل وانهض اريد ان اتكلم معك
زفر بضيق وفتح عينه ليرسم ابتسامة رسمية على شفتيه
__صباح الخير امي
نظرت اليه بحده : صباح الخير الساعة الرابعة عصرا
ابتسم بدبلوماسية وجلس بهدوء : مساء الخير امي
نظرت اليه بقوة ونقلت نظرها الي صينية الطعام الموضوعة على المائدة الصغيرة ليشيح بوجهه بعيدا عنها
قالت بقوة : وبعد ياسين
نظر لها باستفهام : ستستمر على هذا الحال الي متى ؟
جز على اسنانه غضبا لتكمل : هل فنيت عمري كله على تربيتك وتربية اخوتك ليصبح بكري وابني الغالي هكذا ؟
زفر بقوة : ماذا تريدين مني امي ؟
__ اريدك رجلا
انتفض واقفا من الكلمة لتكمل بقوة : انهض واذهب الي زوجتك واتي بها ، لا ترتكن الي احزانك هكذا ، اريد ياسين العظيم كما يلقبونك وهم يرتجفوا من سيرتك
اين هذا الياسين .؟ اخبرني ، ما اراه شبح لك ، تنغمس على هذه الطاولة بالساعات تصمم مبانيك وتدخن بشراهة ، انت تدخن من قضيت سنوات شبابك كلها لم تجلس بمكان يدخن به احد اخر ، تفني صحتك وعمرك لماذا ، لأنها لم تريد مقابلتك ، اجبرها على مقابلتك والتكلم معك ، فهي زوجتك ايها الاحمق .
اخفض راسه وقال بصوت منخفض : لا تستحق امي .
زفرت بضيق وذهبت اليه : بل تستحق بني ، انها نور ابتسمت وهي تكمل : جنيتك الحبيبة .
احتضنت كفه بيدها وقالت: لقد سالت عنك.
التفت الي امه بسرعة : هل تكلمت امي ؟
ابتسمت : لا انا من اتصلت اسال عنها وعن عمر وعليا
وطلبت منها ان تأتي اليوم ولكنها رفضت بتهذيب وقالت انها ستاتي قريبا .
ابتسمت : وظلت صامته لبضع دقائق لتسال ببطء عنك وعن صحتك وهل عدت من سفرك ام لا ؟
عقد حاجبية : سفري ، لم اسافر.
__ من الواضح ان يوجد سوء فهم ياسين ، ولكنها وعدتني انها ستاتي قريبا ولكنها خائفة ان تأتي وانت هنا ، وطبعا تحافظ على كرامتها فهي اكيد تنتظر ان تذهب اليها وتصالحها .
انتفض واقفا : لن اذهب اليها امي الا عندما تتصل بي وتخبرني انها تريد مقابلتي ، فانا سئمت جملة عمر حول انه لن يجبرها على مقابلتي .
__ انه خائف على شقيقته ياسين .
__ هل سأؤكلها امي ، انها زوجتي ، زوجتي من حقي ان اقابلها ولو بالقوة ، ولكني لن افعل ذلك فلست انا من يفرض نفسه على احد لا يريده ، حتى لو حياتي بيده .
تنهدت بألم : حسنا بدل ملابسك واحلق ذقنك فنادين وصلت منذ قليل ونهى على وصول وسنتغدى اليوم كلنا معا فاليوم راس السنة واحتمال كبير ان يقضوا سهرتهم هنا .
تركته وخرجت ليتجه الي النافذة وينظر الي الحديقة ، الن ينتهى عذابه هذا ، تنهد بألم وارتسمت ابتسامة السخرية على وجهه وهو يعد نفسه لمقابلة عائلته .

*********************


__عمتي لا افهم اصرارك على البقاء هنا
هذه المرة الخامسة التي اتي اليك لأقنعك ان تأتي وتمكثي معنا ولكنك ترفضين ، اعطي لي سببا واحدا لبقائك هنا بمفردك
تنهدت السيدة صفية : لن استطيع ان انتقل بعد هذا العمر
يكفي اني انتقلت الي هذه الشقة التي استأجرتها انت وبعدت عن القصر الي تربيت به
نظرت اليه بلوم : فانت لا تريد اصلاح القصر
ابتسم بهدوء : لا والله عمتي ولكنه لن ينفع معه الترميم
فالقصر متصدع بشكل قوي واي عمل لترميمه سيؤدي الي انهياره الكامل ، اذا كنتي تريدين ان نهده ونبنيه من اول وجديد سأفعل ما تأمرين به
رتبت الي يده : اسمع عمر ، انت وشقيقتك تمتلكان كل شيء الان ، فافعل ما تريد
ابتسم بسخرية : لا عمتي بل نور من تمتلك كل شيء ، لا افهم ماذا كان يريد من فعلته هذه ، ان يجنب ورثك وورث ابي كودائع بالبنك ويكتب كل شيء باسم نور بيع وشراء ولا يؤول اليها الا بموته ، لماذا فعل ذلك عمتي ، لا افهمه
واشعر بالحيرة كلما فكرت بهذا الامر
نظرت اليه وابتسمت : كان ينقل امواله و إمبراطوريته الي ابنته عمر
جمد وجهه لتكمل بتأكيد : نعم عمر فهو كان مقتنعا بالفعل انها ابنته ومن صلبه ، منى نفسه بهذا الامر وكذب الكذبة ليصدقها ولأنه خبيث ماكر اقنعنا انها ابنته بالفعل واغشى ابصرانا فلم نرى حقيقة انها تشبه ابي لا اكثر ولا اقل
كان دائما ونحن صغار ينتفخ كالطاووس وهو يخبرنا ان حسنه وجماله عائدان الي والدته لدرجة ان نسينا انه يشبه ابي بشكل مرعب ، ومع تغيرات ابي التي تحدث على مر الزمن وترسيخ فكرة ان حافظ يشبه والدته ، اتت نور لتعلن عن صفات لم تكن بأي من والديك ، لن انكر اني كنت اتعجب من الشبه الكبير الذي يربطها بوالدتك وكنت أتساءل كثيرا الا تأخذ أيا من صفات محمد ، توقفت عند لون عيناها وشعرها وطابع الحسن لأتجمد ، كرهتها منذ شهورها الاولي لتبيني ان هذه ورثتها من صفات حافظ الذي كان يتباهى بها ، اخترت ان اصدق انها ابنته فانا كنت ابحث عن سبب يخدش كمال والدتك الذي يتغنى به محمد ، نظرت اليه بألم واردفت : كنت اشعر بالغيرة تمزقني من هذه الحسناء الصغيرة التي استولت على اخي الحبيب الذي يشملني بحنانه وعطفه و رعايته ، فاخترت ان اصدق انها خدعت محمد وانها لم تكن تستحق قلبه .
انهمرت دموعها : لم اتوقع ابدا انها تعرضت لهذا الموقف المروع .
تمتم بغضب : لم يكن احدا منا يتوقع ما فعله بها عمتي .
اريد ان اسالك عن شيء عمتي وارجو ان تجاوبينني
__ تفضل حبيبي
__ هلا أخبرتني بما حدث بين نور وعمي ؟
نظرت له في دهشه : لماذا الم تخبرك شقيقتك ؟
تنهد وهو يتذكر ذلك اليوم الذي اعطى لنور مذكرات امه لتقرأها وكيف قضت ليلتها تبكي ولم تفتح الباب له ولا لعلياء
، وجدها بالصباح التالي مرتدية ملابسها ومستعدة للخروج.
تلقى اتصالا من عليا بعد الظهر واخبرته ان يأتي سريعا فنور اتت من الخارج واغلقت غرفتها على نفسها ولا ترد عليها
وصل الي البيت وطلب منها ان تخرج من غرفتها لتتكلم معه
والعجيب انها خرجت وملامحها هادئة وكأنها كانت نائمة وعندما سألها اين ذهبت ردت بهدوء انها ذهبت لتراه ولكنها لم تقص له ما حدث بينها وبينه ليفاجئ باتصال عمته وهي تخبره ان حافظ مات وتريده معها لإكمال الاوراق وتجهيزات الدفن ، عندما اغلق الهاتف واخبرهم نهضت نور بهدوء ودخلت الي غرفتها ذهب وراءها ليجدها تصلي وسمع بكائها واضحا
لم يشأ ان يسالها ثانية عن هذا الامر المثير الي الشجون ولكن ما صعقه حقا ان المحامي ابلغه بوجود وصية لعمه
ولابد ان يجتمع الورثة لفتحها ، وهذه كانت الصاعقة بحق ، فعمه نقل كل شيء يملكه الي نور بيع وشراء بعد ان جنب ورث عمته وورثه هو كودائع بالبنك
تنبه على صوت عمته : عمر ، هل تسمعني ؟
التفت اليها : نعم عمتي
__ كنت اسالك الم تخبرك نور عما حدث ؟
هز راسه نافيا لتغمض عينيها وهي تقص له ما حدث



كانت انتهت لتوها من التحدث مع الطبيب الشاب المسئول جديدا عن حالة اخيها ، فلان حالة حافظ ميؤوس منها اخبرتها الممرضة ان رئيس القسم اسندها لأكفئ الاطباء الموجودين بالمشفى ، ذهبت اليه وتحدثت معه بشان حافظ
__ لا استطيع ان اعدك بشيء سيدتي ولكني سأفعل ما بوسعي ، والله يوفقنا ونستطيع ان نخفف عنه قليلا
تركها الطبيب وذهب لتتجه الي غرفة حافظ ، لا تنكر انها فزعت عندما راته فآثار الحروق شوهت وجهه الوسيم وغطت جزء كبير من جسده ، الطبيب السابق اخبرها انه لا يفهم كيف صمد جسده كل هذه المدة مع كل هذه الاضرار التي سببها الحريق لجسده ،وكانه ينتظر حدوث شيء ما وهو ما يجعله متمسكا بالحياة بهذه الطريقة .
تنهدت وهي تنظر اليه رغما عنها قلبها رق اليه فعندما تأتي اليه نوبات الالم تقفز الدموع من عينيها شفقتا وحزنا ، وتدعو الله بسرها ان يرحمه من هذه الالام ، فجسده لا يستجيب للمسكنات الا نادرا .
شهقت بخوف عندما راتها امامها واقفة وكأنها تبحث عن غرفته ، توجهت اليها بهدوء وحاولت الابتسام ولكنها لم تفلح
لتبتسم نور بتوتر وتقول بصوت مخنوق : اريد ان اقابله عمتي
اشارت لها لتتجه نور سريعا وتدلف الي الداخل
دلفت ورائها ووقفت تنظر من بعيد الي ابنة اخيها التي تجمدت واقفة امام جسد حافظ المستلقي على الفراش واستعمت الي همهمته الدائمة باسم نور ، خلعت نظارتها الشمسية ونظرت اليه بغضب وكره عميق نابع من روحها
نطقت نور بحده وهي تجلس على ركبتيها امامه وتنظر بعينيها المتورمتين من اثر بكاء ليلة البارحة وقالت بصوت قاسي : هل تريدني انا ام تنادي على امي ايها البغيض ؟
اتسعت عينا صفيه عندما رمش حافظ بعينه اليمنى فعينه الاخرى ذهبت من اثر الحريق ،
سالته نور مرة اخرى بصوت قاسي : هل تسمعني ام ان ربي رحمك من عذابي
ازدادت دهشة صفية وهي تراه يفتح عينه السليمة ويحاول ان يرسم ابتسامة ودودة على وجهه المشوه ليقفز الكره من عيني نور ويرتسم الاشمئزاز على وجهها وتقول بصوت منخفض الكره يقطر منه : كم انت بغيض عمي
رد بهدوء وتمهل : انتِ ابنتي
ضحكت ساخرة : لا لم اكن ابنتك يوما ، انه ابنة محمد المصري اسما وفعلا ولم انتمي اليك اطلاقا ، وما اشعر به ناحيتك هو الكره والنفور ، كما كانت مشاعر امي اتجاهك
كرهتك وبغضتك وانتمت الي محمد حتى بموتها ، فضلته عليك ، وانا جئت لأقل لك اني لن اسامحك يوما على ما فعلته بها ولا بي ، واخبرك اني سأظل اكرهك الي اخر يوم بعمري ، ايها البغيض
نطقت اخر جملة بكره شديد لتغادر الغرفة بقوة
واقفة بتجمد كالتمثال لا تصدق ان نور الرقيقة يصدر منها ما صدر تنبهت بعدها على صوت حافظ يعلو وهو ينادي باسم نور ، ليعلو طنين الاجهزة فجأة ويندفع الطبيب الي الغرفة ومن بعده الممرضات ويحاولون اسعافه ليصفر الجهاز صفارة طويلة لا تنقطع الي ان يغلقه الطبيب ويعلن وقت الوفاه
ارتفع حاجبي عمر بدهشه وعمته تكمل : مات بعد انصرافها مباشرتا عمر ، وكانه لم يحتمل كراهية شقيقتك له ولا اخبارها له بانها ليست ابنته وانها ابنة محمد
هز راسه بتعجب وهو يفهم الان سر ارتياح نور والهدوء النسبي الذي حاوطها بعد ذلك
نظر الي عمته : حسنا هيا عمتي ، تعالي معي اليوم فقط فاليوم راس السنة و غدا ستبدأ سنة جديدة ومن الطبيعي ان لا تقضي هذا اليوم بمفردك
ابتسمت بوجهه وربتت على وجهه بحنان : لا تشغل راسك بي بني ن اذهب الي زوجتك وشقيقتك ولا تهتم بي ، فانا قضيت عمري كله بمفردي
قال بإصرار : عمتي
نظرت له بحب : عمر اتركني على راحتي
نهض عمر وقال على مضض : : حسنا عمتي ، سأنصرف حتى استطيع الوصول قبل الليل
احتضنته بين ذراعيها : تعود سالما حبيبي ، ابلغهما سلامي
وطني عليك عندما تصل
انصرف ابن اخيها وهي تنظر اليه من النافذة ، تريد ان تكون بجواره ولكنها لا تستطيع ان تغادر بلدتها الحبيبة مسقط راسها ، قضت حياتها كلها هنا عاشت هنا وستموت هنا ، لتندفن بنفس المكان الذي اندفن به احبائها والديها ومحمد واخيرا صلاح
تنهدت وهي تتذكر عندما ابلغتها الممرضة ان حافظ نفل الي طبيب اخر واخبرتها بمكانه لتبحث عنه وتلتقي بأحمد شقيق صلاح الصغير الذي كان شابا يافعا عندما تزوجت صلاح
ابتسم بوجهها : السيدة صفية ، اهلا بك ، كيف حالك ؟
ابتسمت مرحبة : اهلا استاذ احمد ، كيف حالك انت وحال صلاح ؟
خفضت صوتها وهي تسال عن حاله ليخفض احمد راسه
ويقول بحزن : صلاح توفي سيدتي ، البقاء لله
اتسعت عيناها الما : متى ؟
هز راسه بحزن : السنة الماضية ،
اطرقت حزنا وهي تتمتم :البقاء لله .
رد بهدوء : ونعم بالله ، انتظري التفت الي غلام صغير واشار اليه بيده ليسرع الصبي اليه
ابتسم وهو يشير اليه : هذا صفي
نظرت الي الصبي الذي لا يزيد عمره عن الثالثة عشر وسالته : اسمك صفي
رد الصبي بمرح : نعم صفي الدين صلاح الدين
نظرت الي احمد الذي ابتسم بدوره : انه ابن صلاح الوحيد
وانا اقوم برعايته اكمل بحزن والدته توفت وهي تلده واخي توفي السنة الماضية لأقوم برعايته وسط ابنائي ولكنه يظل ابكر ابنائي
ابتسمت بحب للصغير لتلتف اليه : ماذا تفعل هنا ؟
اتسعت ابتسامته : اشهد ولادة طفلي الخامس والاخير
ابتسمت : ما شاء الله تبارك الله ، ربنا يحفظهم
سألها باهتمام : وانت سيدتي
ردت بهدوء : ازور احد اقاربي هنا
اكملت : مبارك لك بقدوم الطفل الجديد ، وارجو منك ان تطماني على صفي وعلى احوالك كل فترة
اعطت له عنوان الشقة التي استأجرها عمر وطلبت منه عنوانه ، وانصرفت وتركته ولكن قلبها تعلق بالصبي الصغير الشبيه بوالده الي درجة كبيرة
ومن حينها وصفي يأتي لها كل اسبوعين لزيارتها والجلوس مع السيدة العجوز التي يحبها ولا يعلم لماذا كما اخبر عمه
لذلك لن تستطيع ان تترك الاسكندرية فلبها متعلق بالصبي الصغير .
دمعت عيناها وهي تفكر هل الطفل الذي اجهض كان سياتي جميلا هكذا مثل صفي
حدثت نفسها : الان لا يهم ن كل ما يهمني الان هو عمر وطفله القادم ، وصفي وكيف استطيع ان اوفر له الحنان والرعاية الذي فقدهما بموت والدته واليتم الذي شعر به بموت صلاح ، الله يقدرني واعوضه عما فقده


******************


اجتمعوا ليلا في الصالة الواسعة ليتبادلو الحديث والصغار يركضون امامهم و يلعبون ، القصر يضج بالحياة وهو يبتسم على نكاتهم ويتبادل الاحاديث معهم ولكنه يشعر بالفراغ يتصاعد بداخله والحزن يكتنف حواسه
تكلم مع يوسف في امور تخص عملهم ، واعلنت نهى خبر حملها للجميع .الامر الذي جعله سعيدا حقا ، فهو حزن على شقيقته كثيرا المرة الماضية عندما مات طفلها الصغير
وها هي الان تعود كما كانت ، بارك لها ولعمرو وهو يبتسم
رن جرس الباب لينضم ياسر واسرته لهم ،واكتمل عقدهم بحضور معتز الذي جلس بجانب شقيقته يستعلم عن اخبارها وخاصة انها بشهرها الاخير
مع الوقت عادت الامور الي نصابها بينه وبين معتز ،
ابتسم ياسر وهو يقترب منه وهمس : ما اخبارك يا صديقي ؟
ابتسم بدوره وهز راسه : بخير الحمد لله
نظر له ياسر بنظرة عميقة ليكح الاخر ويشيح بوجهه بعيدا عنه مال الي الامام واخرج علبة سجائره ليضع احداها بفمه ويشعلها ، تنبهت له امه وزمت شفتيها وتأففت بصوت مسموع ليقول ياسر بهدوء ك تعال ياسين لنقف بالشرفة حتى لا تؤذي احدا من المتواجدين بدخان سجائرك هذا
سحبه ياسر من يده ليذهب معه مضطرا فهو لا يريد ان يتشاجر مع والدته والعائلة جميعها مجتمعه
بعد ان غادرا هتفت نادين بدهشة : اصبح مدخنا الان
ظهر الضيق على وجه يوسف لتلوي نهى فمها بضيق
وهزت نوارة هانم راسها ايجابا لتسال نادين : لماذا ؟ ماذا حدث لينقلب ياسين هكذا ؟
زفرت نهى بضيق نظرت الي شقيقتها التي اعتلى الضيق وجهها لتلف الي والدتها وسالت بصوت منخفض : هل نور لازالت غاضبة امي ؟
قالت نهى بنبرة يملاها الضيق : نعم ولا احد منا يدري ماذا حدث بينهما لتبقى بعيدا عنه كل هذه المدة
قال يوسف بهدوء : من المؤكد نهى ان اخاك اغضبها فعليا والا ما سكت عن غيابها كل هذا الوقت
اشاحت بوجهها ضائقة لتسال نادين : لماذا لم تتدخلي امي وتصلحي ما حدث بينهم
ابتسمت الام : ان شاء الله ستحل الامور قريبا واذا لم أتأكد من اخطاء ياسين بحقها والا ما كنت تدخلت ندى
قالت نهى بعصبية : اذن اريد ان اعلم ما فعله شقيقي لتعاقبه بهذه الطريقة متناسية كل شيء بينهما
زمجر يوسف بضيق : نهى ، اعتقد انك سالت ياسين نفسه وهو لم يشأ ان يخبرك بما يحدث بل طلب منك وبصرامة ان لا تتحدثي معه مرة اخرى في هذا الامر ، اليس كذلك ؟
قالت بضيق : ارى انك محامي السيدة نور الخاص يا استاذ يوسف
قال بهدوء : نهى ارجوك لا تدعي عاطفتك تسيطر على عقلك وتتحكم بك ، اعلم جيدا انك تحبين اخاك ومتحيزة له ، ومن منا لا يفعل ذلك ، ولكن نور لم تخطئ بحق ياسين الي الان ، ثم ان ياسين لم يذهب ليرضيها ويعيدها اليه ، هل تقبلين على نفسك عندما تغضبي من زوجك ان تعودي اليه من تلقاء نفسك
زمت شفتيها لتسال نادين : ولماذا لم يذهب اليها ؟
رد يوسف بضيق : لا نعلم ، ثم من فضلكم اغلقوا هذا الموضوع الممل الذي لا تنفك نهى ان تتكلم به لتوترنا وتحرق اعصابنا .
رد عمرو بمرح : لا تؤاخذها يوسف فهرمونات الحمل تتحكم بها ، غمز بعينه ليكمل : وانت ادرى
ضحك يوسف وهو ينظر الي انجي : نعم انا ادرى .
تأففت انجي بضيق: ماذا تقصد ؟ انا متعبه بما فيه الكفاية فلا استطيع التفكير بما تقوله ولا ما وراء المزحة
انفجر معتز بالضحك على شقيقته التي لم تعد تحتمل احدا
وقال من بين ضحكاته : يوسف هل تريد المبيت اليوم على الاريكة الخارجية ؟
ليضحك يوسف بانطلاق : وما الجديد منذ اسبوع وانا اقضي ليالي عليها فالفراش لم يعد يكفينا نحن الاثنان
انفجروا بالضحك لتلوي جيجي فمها غاضبه : ولدك السبب
نهض من مكانه وقبل راسها : اعلم حبيبتي ، يأتي على خير ، فانا ضقت به ذراعا ، اريد ان انام بفراشي
جلجلت ضحكة احمد : هل تريد النوم اذن اقبل بنومة الاريكة افضل من ان يأتي صغيرك فانت لن تستطيع النوم بسببه ابدا
شحب وجه يوسف لينفجروا ضحكا عليه
عمرو : نعم اذكر الي الان اول ايام يمنى كنا لا نذوق طعم النوم بسببها بكائها المتواصل .
احمد : نعم ، اعلم هذا جيدا ، اتعلم اسلام كان اهونا من شقيقتيه فعندما كانت تبدا احداهما بالبكاء تنفجر الاخرى معها
لف يوسف الي زوجته : لم نتفق على هذا جيجي
ضحكوا على وجه يوسف الشاحب ونظرته القلقة لتنظر اليه جيجي ضائقة ليبتسم لها فأشاحت بوجهها بعيدا عنه
معتز: اغضبتها حقا يوسف .
لم يحرك عينيه مع وجهها : تعلم جيدا اني امزح معها ، فانا على استعداد ان اسهر مع هذا القادم لتغفو عينيها هي
صفر عمرو بإعجاب لتقول ندى : انا لو منك اسجل له حتى لا يتملص بعد ذلك ويقول لكي انا متعب لا استطيع السهر اليوم مع ولدك ، اتذكر احمد .
نظر احمد الي السقف وقال : جميلة هذه الثريا امي .
انفجروا ضاحكين على المشادة المرحة التي نشأت بين احمد وندى وهو يؤكد انه كان يسهر بالصغيرتين وهي تنفى ما يقوله
قالت نوارة هانم : هيا يا أعزاءي لتتناولو العشاء
التفت الي مريم : اخبري ياسر وياسين ان العشاء جاهز
__ حاضر عمتي


***********************

سحب صديقه الي الخارج ونزع السيجارة من بين شفتيه بحنق : ماذا هناك ياسين ؟ انت تدخن ، لم اصدق عندما اخبرتني نوارة هانم
ضحك ساخرا : اذا اتصلت بك امي لتشتكي لك من بكرها الذي اصابه الجنون
تنهد ياسر : لا ياسين ، بل انا من اتصلت بها لأطمئن عن احوالك فمنذ اخر يوم كنت به عندي لم تتصل بي اطلاقا
وكنت اظن ان نور عادت اليك ولذلك نسيتني وانشغلت بها
زفر بضيق ليكمل : وفوجئت عندما اخبرتني والدتك انها لم تعود الي الان
نظر له : اذن انت من اخبرت امي انها كانت بالمشفى
هز راسه نافيا : لا طبعا
نظر الي امامه واتكئ بمرفقيه على حد التراس : اذن من اين علمت بهذا الامر ؟
__ لا افهم ياسين ، تكلم بوضوح
قال بحنق : لا اعلم ياسر ، اتت امي منذ ما يقارب الشهر واسمعتني ما لا يرضيني باني لم اخبرها بظروف نور الصحية وكيف اخفي عنها امرا كهذا ، وغضبت مني وخاصمتني ايضا
نظر له بدهشه : ولماذا لم تخبرها ؟
__ لم اخبر احد ياسر بماذا اخبرهم ، بان نور دخلت المشفى بانهيار عصبي من فعلة حافظ السوداء
لا طبعا لم اتكلم بهذا الامر مع احدا غيرك
ربت على ظهره : اذن اهدئ واخبرني بالمستجدات
زم شفتيه ليقول من بين اسنانه : لا شيء ،منذ خروجها من المشفى لم اراها
نظر له ياسر بتشكك : هل استطعت كل هذه المدة ياسين ، ان لا تذهب اليها
اشاح بعينيه بعيدا عن صديقه حتى لا يلمع السعادة التي تراقصت بهما وهو يتذكر كم كان سعيد الحظ عندما سنحت له الفرصة من خمسة ايام ان يبقى بجانبها طوال الليل
فعندما قرر اخيرا ان يذهب ليراها غصبا عن عمر
حتى لو ادى الامر الي ان يتشاجر معه وجد باب الفيلا مفتوح ليرتعب ان يكون حدث شيء لاحد منهم
دلف الي الداخل وهو يبحث بعينيه عن عمر لينادي بصوت مرتفع قليلا : عمر لم يرد احدا عليه ، فاستنتج ان لا يوجد احد هنا ، امره قلبه بان يصعد الي غرفتها ليشعر بتواجدها حوله حتى لو هي لم تكن موجودة ، دلف الي الغرفة ليشعر بالشوق يجتاح خلايا جسده كلها ليقفز قلبه من صدره عندما يراها نائمة امامه على الفراش ،صعق ليتجمد بوقفته ولا يعلم ماذا يفعل لينتبه على صوت عمر وهو يتكلم : كيف لا تتذكرين هل اغلقت الباب ام لا عليا
نطقت علياء بضيق : لا اذكر عمر ، انا متعبة جدا
__ خلاص عليا ، سأنزل لأتأكد
تحرك سريعا ليختبئ بظلمة الغرفة قبل ان يصل عمر الي باب الغرفة ويراه وهو واقف متجمد مكانه ، دعا بسره ان لا يدخل عمر الي الغرفة ويراه حتى لا تحدث مشكلة كبيرة بينهما ، ولكنه اندهش عندما مد عمر يده ليغلق الباب دون ان يدخل الي الغرفة
زفر بارتياح بعد ان سمع خطوات عمر الصاعدة ودخوله الي جناحه الخاص ليتحرك من مكانه ببطء شديد وهدوء اشد
وهو يكتم تنفسه خوفا من ان تفضحه انفاسه وتستيقظ صارخة كآخر مرة كان بجوارها ، نظر اليها بحب وشوق كتمه بداخله وجلس بجانبها على الفراش ،وأمضي ليلته وهو يتأمل ملامحها الجميلة التي اشتاق اليها ولكنه لا يعلم كيف غفت عينيه ليستيقظ بالصباح على صوت علياء الهادئ
وهي تخبره بانه لا بد ان ينصرف الان قبل ان يستيقظ عمر او نور وتحدث مشكلة اكبر من المشكلة الناشئة بينهما من الاساس
رتب على كتفه لينظر اليه : من الواضح انك رايتها من وقت قريب ياسين
ضحك ياسين بهدوء : الا استطيع ان اخفي عنك شيء ؟
هز ياسر راسه نافيا ليسمعا صوت مريم : العشاء جاهز يا شباب


**************************


اقترب من نادين عند انتهاء العشاء وسألها بهدوء : هل ما زلت غاضبة ندى ؟
ابتسمت بهدوء : لا معتز انا اخبرتك اني واقفة بجانب اخوتي
وها هما الاثنان مرحبان بوجودك بوسط عائلتنا ،وانا لن اعترض على استرداد صديقي
ابتسم بهدوء : ما اخبارك انت مع هذا الشقي ؟
ضحكت : بخير ، وانت ؟
تنهد : شقيقتي المصون وابنة عمتي الغالية اتفقا الاثنتين على ان يزوجوني ، وعندما حاولت الاعتراض بوزت انجي في وجهي وقالت بغضب حقيقي قل ان ذوقي لا يعجبك
فأنصعت اليهما ، فانا لا اريد مضايقتها هذه الايام ، يكفيها انها ضائقة من الاساس بسبب ثقل الحمل عليها
نظرت له باستنكار : هل ستتزوج من اجل الا تضايق انجي
ابتسم بمرح : لا طبعا ، لقد قابلتها مرتين وراقت الي
انها مرحة ومتفهمة ذكية لبقة لم تتزوج من قبل وفي الثلاثون من عمرها ، سنها مناسب الي
نظرت اليه بتردد ليبتسم : تريدي ان تسالني عن مشاعري اليس كذلك ؟
حولت نظرها عنه : لا بل اريد ان اعتذر لك فما فعلته كان بسببي ، خسرت زوجتك وطفلك بسببي
ابتسم : لا نادين لم يكن بسببك ، كان بسبب اخطاء جسيمة وقعت بها انا وحنان ، وعلى الرغم من اعترافي باني اخطأت في حقها الا اني اكتشفت مؤخرا عندما تكلمت مع السيد عبد العزيز ومع مريم ان حنان التي سعيت ورائها لم تكن من تخيلتها ولذلك قررت ان امضي بحياتي ، سأتزوج لاستقر بحياتي واؤسس اسرة وانجب اطفالا ، وداليا تريد ذلك ايضا ، نحن متفقان الي حد ما ولنا نفس الاهداف
ابتسمت بسعادة : اسمها داليا
هز راسه : نعم ، زميلة مريم بهيئة التدريس وطبعا لاقت استحسان انجي
عند نطقه باسمها دوت صرختها بأنحاء القصر
ليسرع اليها وجد يوسف بجانبها : ما بك ؟ ماذا حدث ؟
امسكت به بقوة : انا الد يوسف


***********************

__ هل ما زلت مستيقظة نور ؟
سالتها وهي تنظر اليها من اعلى السلم
__ تعالي تناولي فطورك
نظرت اليها لترى ما تفعله في المطبخ : لا اريد ان افطر ثم ماذا تفعلين ؟ لا تخبريني بانها احد المعجنات او الفطائر او الكعك ، فبطريقتك هذه ساصبح فيلا ضخما الي ان الد
ضحكت نور : ما افعله من اجلك حبيبتي لابد ان تتغذي جيدا حتى ياتي الطفل قويا ويتمتع بصحة جيدة
__سياتي ضخما بسبب عمته التي تهرب من مشاكلها الي طهو انواع مختلفة من الطعام
نظرت لها بلوم لتكمل علياء : لا تنظر الي هكذا ، الا ترين مظهرك بالمرآه ، لا تستطيعِ النوم الا بالمنوم ، تظلين مستيقظة بالثلاثة ايام الي ان تأخذي حبة دواء منومة فتغرقي في بئر النوم وان انهارت الدنيا فوق راسك لا تشعري بما يحدث حولك ، ثم لماذا لا تتفاهمين مع ياسين الي الان ، ولا تخبريني بخرافتك عن كونك قوية او ضعيفة ، فانا لا اصدقك ، انت بخير الحمد لله ، وتستطيعين التكلم معه كما تريدي وان تفهمي ما غيره هكذا ، ثم لا تقولي انه يريدك ان تبتعدي من حياته فهو كاد ان يقيم بالمشفى بسببك ولولا موقف عمر
منه لما كان ينصرف عندما يراه، ماذا تريدين منه اكثر من ذلك نور ، اخبريني
خفضت بصرها لتكمل علياء : لا ولم تقفي عند هذا الحد بل احرجت السيدة نوارة اكثر من مرة تتصل وتطلب منك ان تذهبي اليها لتتكلم معك فترفضي ، ثم اخيرا لا تذهبين لأنجي لتباركي لها على مولودها
نظرت اليها بدهشة : ماذا ؟ هل وضعت انجي مولودها ؟
نظرت اليها بلوم : نعم ليلة راس السنة ، الم يخبرك عمر ؟
هزت راسها نافيه لتنطق بهدوء : سأنتظر الي ان يذهب عمر وسأذهب معه
__ عمر ذهب البارحة ، لا تخافي نور فياسين لن يجلس برفقة زوجة اخيه في المشفى ، اذهبي وقومي بواجبك اتجاه انجي ويوسف فالاثنان اصدقاءك
هزت راسها موافقتا لتبتسم علياء بسعادة وتكمل : هيا اذهبي
تأنقي وتزيني لتصبحي مثل القمر
نظرت اليها بدهشة لتكمل علياء : هل تريدي ان يخبر يوسف اخاه بانك حزينة وتنتظري منه مكالمة تليفون لتعودي اليه
نظرت اليها بغضب لتبتسم : هل ضايقك كلامي نور ؟
انكري اذا استطعت ، انا صديقتك واكثر من شقيقتك فلا تكذبي علي
قالت بتردد : كنت سأتصل به اليوم ، ولكني مترددة ولا اعلم ردة فعل عمر
ربتت على كتفها : عمر يريد صالحك نور ، واذا اردت العودة الي ياسين لن يرفض ابدا ، هيا اذهبي حتى لا يفوتك موعد الزيارة الصباحية
انصرفت من امامها لتبتسم عليا وهي تتذكر يوم ما دخلت غرفة نور بالصباح الباكر لتطمئن عليها ووجدته نائم الي جوارها كطفل صغير ، كادت ان تشهق بقوة لولا انها وضعت كلتا يديها على فمها لتمنع شهقتها من الخروج حتى لا يستيقظ احدا منهم ، وقفت جامدة بمكانها وهي بحيرة من امرها ماذا تفعل الان ، فلا تعلم ماذا سيكون ردة فعل عمر اذا وجد ياسين هنا
ذهبت سريعا الي غرفتها وارتدت اسدال الصلاة وعادت الي الغرفة ونادته بهدوء واخبرته ان ينصرف قبل ان يستيقظ عمر وتحدث مشكلة بينهما
كانت تعلم ان نور لم تشعر به بسبب المنوم الذي تأخذه لتنام
فهي لا تستطيع النوم اطلاقا
والبارحة عندما كانت برفقة عمر ليباركوا ليوسف وانجي مولودها تناهى الي مسامعها ويوسف يخبر انجي ان ياسين سياتي غدا في الزيارة الصباحية ليبارك لها واكد عليه ان يكون الطفل مستيقظا فهو يريد ان يراه هذه المرة
حينها قررت انها ستضغط على نور حتى تذهب بنفس الوقت
ولن تخبر عمر حتى لا يخرب مخططها فتأخير نور كل هذا بسببه هو ، فهو يشعر نور انه لا يحبذ فكرة رجوعها لياسين
ولذلك هي مترددة وتنتظر ان يأتي ياسين اليها


*********************


ينظر الي هذا الطفل الجميل وهو مبهورا بجماله ورقته الاخاذة ،ليقول يوسف بمرح :الحمد لله انه يشبه انجي
نظر اليه : نعم ، فالعالم لا يحتمل اثنين منك جو
عاد الي الصغير ليقول يوسف بحماس : احمله ياسين لا تقلق
هز راسه نافيا : لا احبذ ان احمل الاطفال وهم بهذا الحجم
فانا اخاف ان اؤذيهم
وضع مظروفا صغيرا بجانب الصغير ليهتف يوسف : ياسين
قال بمرح: اخرس ، لا اريد ان اسمع صوتك اطلاقا
ولا تتدخل بيني وبين ابن اخي
ابتسمت انجي : شكرا ياسين ،
نظر اليها : علام جيجي ، ارجوكما ان تصمتا
نظر الي اخيه وقال بسخرية : لا يوجد للرجال اجازة للوضع يوسف ، اليوم اخر يوم لأنجي بالمشفى وارجو ان يكون اخر يوم بإجازتك انت ايضا
ابتسم : ان شاء الله سأذهب الي الشركة غدا لا تقلق ، ثم ان معتز مستلم الامور بدلا مني ، ولا تقلق فهو لم يعد متهورا كما كان
قطع حديثهم صوت طرقات رقيقة لتطل براسها الجميل من الباب وتقول وهي تبتسم : السلام عليكم

تأنقت كما طلبت منها علياء ووضعت قليلا من الزينة التي تظهر جمال عينيها ووجهها واخذت معها باقة من الورود وهدية من الذهب للمولود الجديد وذهبت الي المشفى
لم تسال عن الغرفة فعلياء اعطتها كل التفاصيل عن المشفى والغرفة بل وصفت لها المشفى من الداخل
طرقت الباب بهدوء وطلت وهي تبتسم : السلام عليكم
جمدت الابتسامة على شفتيها عندما راته امامها وكادت ان تتراجع وتخرج من الغرفة ولكنها ثبتت بمكانها ولكنها لم تستطيع ان تنظر اليه فخفضت بصرها على الفور
نهض يوسف مرحبا وهو ينظر الي شقيقة بطرف عينه
ابتسم باتساع : مرحبا نور ، كيف حالك ؟ تفضلي
ابتسمت بتوتر : الحمد لله ، مبروك ولي العهد يوسف
ضحك يوسف بسعادة حقيقية : الله يبارك فيكي
تقدمت باتجاه انجي وانحنت لتسلم عليها وتقبل وجنتيها
وقالت بسعادة حقيقية : مبروك جيجي ، اسفة لأني تأخرت عليك ولكني لم اكن على علم انك وضعت يوم راس السنة
ابتسمت انجي : لا تعتذري نور ، المهم عندي انك جئت لتباركي لي
تنحنح مقاطعا الجو الحميمي الذي نشا بينها وبين اخيه وزوجته : سأنصرف يوسف ، فانا تأخرت
جلست بهدوء على المقعد بجانب انجي وخفضت بصرها
نظر اليه يوسف بغضب وهو يقف خلف نور واشار له براسه ان يسلم عليها
لينظر اليه ياسين بقوة ويرفع له حاجبه الايمن وقال بجمود
__مبروك انجي ، اذا احتجت الي أي شيء فلتؤمري به
فانا بالخدمة ، سلام
خرج من الغرفة ليتبعه يوسف ويمسكه من ذراعه : هل جننت ياسين ؟
نفض ذراعه من يد اخاه بقوة وقال بجمود : يوسف احترم نفسك ولا تنسى ابدا اني اخاك الكبير
زفر بضيق : لم انسى ابدا ياسين ، ولكنك تعاملت مع زوجتك (شدد على كلمة زوجتك بقوة ) بقلة تهذيب وذوق
هدر بصوت منخفض : يوسف ، لقد طلبت منك من قبل الا تتدخل ، من فضلك لا تتدخل
تركه وذهب ليهز يوسف راسه بقلة حيلة وتمتم : لا افهمك ياسين ، ولن افهمك مهما حييت

دخل الي الغرفة ثانية ليجد نور تحمل الطفل بين ذراعيها
وتبتسم له : جميل انجي ما شاء الله تبارك الله ، ربنا يحميه ويحفظه ، ماذا اسميته ؟
رد يوسف بفخر : محمود
اتبعت انجي : على اسم جده فهو اول حفيد من الذكور ، اليس كذلك يوسف ؟
ضحك يوسف : اشعر انك ضائقة من اسمه
هزت راسها : لا اطلاقا
ضحكت نور ليقول يوسف بغيظ : الا يعجبك اسم والدي ؟
ردت سريعا : لا حبيبي ولكني كنت اريد له اسما مختلفا
صراحتا كنت سأسميه نور
صمتت نور عن الضحك ونظرت لها بدهشة لتتبع الاخرى
__ نعم كنت سأسميه نور الدين ، فاسمك يروق لي كثيرا
ردت نور بهدوء : لا اسم محمود افضل بكثير
هتف يوسف : أسمعتِ اتمنى ان تكوني اقتنعت ولو قليلا
ضحكت بمرح : انا اقتنعت من المرة الاولى ولكني احب ان اتشاجر معك
اقترب منها وجلس بجوارها : ستذهبين بما تبقى من عقلي جيجي
ابتسمت نور : الله يحفظك لها وتظل تتشاجر معك الي الابد
وضعت الطفل بين ذراعي انجي : مبروك انجي
وضعت العلبة المخملية بلفة الطفل الزرقاء
ليصيح يوسف : لا هذا كثير ، ما بالك انت وزوجك كل منكما يأتي بهدية للطفل
لكزته انجي بكوعها لينتبه الي ما قاله ونظر الي نور التي شحب وجهها فجأة : المعذرة نور لم اقصد
ابتسمت بمجاملة : لا يوسف لا عليك ، سأنصرف انا حتى لا أتأخر
نظرت اليها انجي وهي تسلم عليها : سأنتظرك بحفل السبوع نور
هزت راسها : ان شاء الله ، الي اللقاء يوسف


خرجت من الغرفة وهي تشعر بقلبها يئن الما ، الي هذا الحد ياسين اصبحت لا اهمية لي ، الي هذا الحد لم تشتاق لي ولا مرة ، تتساءل مرارا وتكرارا لماذا لم يأتي اليها ولا مرة بعد خروجها من المشفى تجمعت الدموع بعينها وبغمرة انفعالاتها
لم تنتبه الي الطريق فوقفت لترى الي اين المفروض ان تذهب لتشعر بيد قويه تسحبها معها الي داخل المصعد الذي كانت واقفة على مقربة منه



لا تحرموني من تفاعلكم وردودكم
ان شاء الله موعدنا السبت القادم
سوري والله مش بايدي بس عندي دور برد ومش قادرة اركز
القاكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 05-10-11, 10:49 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء النور والسرور عليكم ياصبايا
الحمد الله انا بقيت تمام
ولذلك قلت ملهاش لازمة نقعد لغاية السبت
ارجو ان البارت يكون عند حسن ظنكم
لا تحرموني من ارائكم
اراكم على خير
ان شاء الله
اترككم مع البارت




الجزء السابع والثلاثون




انصرف من امام اخاه وهو يشعر ان الغل يتصاعد بداخله فعندما سمع الطرقات كذب اذنيه وهو يؤكد لنفسه انها ليست جنيته ، لا لن تأتي لتبارك لآخاه على مولده ولكنها طلت بابتسامتها الأخاذة ليتيه وينسى نفسه بها ،وعندما تكلمت شعر انه يستمع الي احلى سيمفونية بالوجود ، لم يفته ارتباكها وخجلها من وجوده ولكنه شعر بالدم يقفز الي عقله بجنون عندما باركت ليوسف بسعادة على الطفل وشعر بقلبه يتمزق عندما انحنت تقبل انجي وتبارك لها بل وتعتذر ايضا على تأخيرها عليه ، جز على اسنانه وجمد وجهه وهو يفكر ، وهو الا يستحق الاعتذار عن كل الليالي الماضية التي لم تأت بها ، الا يستحق الاعتذار عن كل الدقائق الذي جلس يفكر بها ويشتاق اليها ، حدث نفسه : انصرف قبل ان تفقد اعصابك وتتشاجر معها امامهم ، او تندفع اليها وتأخذها بين احضانك وتخبرها بشوقك اليها ، لا لن يسمح لنفسه بان يظهر ضعفه امام الموجودين ، دعا الله ان لا تتكلم معه وقبل ان تلتفت اليه تكلم ليستأذن منهم وينصرف ويأخذ القليل من حقه منها
ثم غادر مسرعا قبل ان يتشاجر مع اخوه وينفث فيه النيران التي تعتمل بصدره ، وصل الي سيارته ليجلس امام المقود وهو يشعر بالغضب يتزايد ويتزايد بداخله ليخرج منها مسرعا وهو يفكر بانه لابد ان يتحدث معها ، وجدها خارجة من الغرفة ليتبعها بعينيه شعر بانها ضائقة فتقدم اليها تعجب انها لم تنظر ناحيته ووقفت مرة واحدة لتنظر بعينيها يمينا وشمالا نظر لها ليرى دموعها المتجمعة فمسكها من ذراعها بقوة ودخل بها الي المصعد الذي لحسن حظه كان فارغا
شهقت بقوة لترفع راسها وترى من الذي تجرأ ومسكها هكذا
لتراه ينظر اليها بمقلتيه الرماديتين ويهمس : مرحبا يا زوجتي العزيزة
تصلبت من قربه منها ليترك ذراعها ويبتعد عنها ويقف باخر المصعد ، وقفت لثواني بحالة من الذهول لتتنفس بقوة وتجبر دموعها على التراجع وتصيح بوجهه : ماذا تريد ؟
اندهش من صياحها بهذه القوة لتسال بصوت اعلى ونبرة اقوى : اخبرني ماذا تريد ؟ ومن سمح لك بان تمسكني هكذا؟
نظر لها وعقد حاجبيه ، ضغط زر التوقف بالمصعد
لتصيح مرة اخرى : انت ايها الجامد تكلم معي واخبرني بماذا تريد ، الم تعاملني منذ دقائق وكأني لم اكون موجودة قط ، عاملتني بإهمال ولا مبالاة ، ليس منذ دقائق بل منذ خروجي من المشفى ، اخبرني ماذا تريد الان ؟
صرخت : ماذا تريد ؟ اخبرني عن الاشياء التي تكتمها بصدرك ، اخبرني عما يجول بعقلك ، لا تقف كالجماد و تتصنع التسلط ، فبداخلك اشياء حية كثيرة ولكنك تتعمد ان تتجاهلها
صمتت وهي تتنفس بقوة، ليمط شفتيه ويقول بهدوء: انتهيت
نظرت اليه بغضب : لا لم انتهي
هز راسه وابتسم بهدوء : توقعت ذلك
ولكن بم اننا بمكان لا يصلح لمثل هذه الاحاديث ولا يمكننا تعطيل المصعد اكثر من ذلك ، فسنذهب الي مكان اخر لنتكلم فيه بهدوء وتعقل وصوت منخفض
نظرت اليه بتحدي : سأتكلم مثلما يحلو لي
ابتسم : تذكرت الان فتاه رقيقه اول مرة وقع نظري عليها كانت تلمع عيناها بهذا التحدي ، خطفتني من اول نظره
اشاحت بعينيها بعيدا عنه واخفت ابتسامتها ليقترب منها بهدوء : أتتذكرين جنيتي الحبيبة اخر مرة لنا بالمصعد ؟
دنا منها اكتر ليضع يديه على خصرها ويشدها اليه ويهمس وهو يجبرها ان تنظر الي عينيه : هل تذكرين حبيبتي ؟
نظرت اليه مطولا و فردت كف يدها على قلبه لتحافظ على ان لا تدنو اليه اكثر من ذلك : نعم ياسين اذكر ولكني لا اريد ان اذكر فهذا الياسين مختلف عمن تزوجته ومختلف عمن اغضبني
ابتسم بألم : لا انا واحد نور ولكنك لا تفهمين
هيا لنذهب ونتناول الغداء معا ونتكلم ولكن بهدوء نور

حبيبتي ليه تعاتبيني ؟
وقولتي الحب حريه وشيفاني يا نور عيني
في كل دقيقه شخصيه

وبتوتر وانا زعلان وبتنطط وانا فرحان
وطفل جميل بيضحك لك وتاخدي الضحكه بالاحضان

انا حنين وعرفاني .. وبالغيرة واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني

بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف




وصلا الي السيارة ليسالها بهدوء : اين سيارتك ؟
__ اتيت بسيارة اجرة
فتح الباب لها : هيا اركبي
دخلت الي السيارة وهي تشعر بان قوتها كلها ذهبت ، فعطره الرجولي المحبب الي قلبها يملئ السيارة ، ويدلف الي خلايا جسدها ليشعرها بانها عادت الي ملكيته ، نفضت راسها من هذه الافكار التي ستسيطر عليها ولن تجعلها تستطيع ان تتفوه معه بحرف واحد ، جلس بجانبها لتبتعد عنه تلقائيا نظر اليها بطرف عينه وتنهد بحزن فهو لم يفته حركتها ، امسك المقود وادار السيارة وقبل ان ينطلق بها
سال بصوت حيادي : هل ما زلت خائفة مني نور ؟
هزت راسها نافيه : لا ياسين ، لم اعد اشعر بالخوف
صرخ قلبها: كاذبة ، ليتحدث عقلها : لا لم اكذب هو يسالني عن الخوف ، وانا لم اعد اشعر بالخوف الذي يقصده ، بل انا خائفة منك انت . ان تخذلني وتركع عند قدميه بطواعية قبل ان اؤخذ حقي منه ، او على الاقل ان افهم ما يشعر به هذا المتسلط .
تنبهت على صوته بعد قليل : نور لقد وصلنا
نظرت الي المكان الذي اتى اليه لتفاجئ بمطعمها الحبيب
ابتسمت بتلقائية ولفت اليه : هذا ليس عدلا ، انت تغش ياسين
ابتسم ابتسامة صافية : كل شيء مباح نور ، في الحب والحرب
نظرت اليه وقالت بسخرية : والذي يدور بيننا اهو حب ام حرب ؟
نظر اليها وهو يحاول ان يدخل الي راسها ليفهم ماذا تريد من كلماتها لتبتسم بوجهه فأشار لها بالنزول : تفضلي
دخلا الي المطعم ليسرع احد العاملين فيقول ياسين
بهدوء : اريد طاولة هادئة بركن المدخنين
التفت اليه بحده : ركن المدخنين ، لماذا ؟
رفعت حاجبها وسالته بقوة : هل اصبحت من المدخنين الان؟ وانا من كذبت انفي عندما شممت رائحتك بالمصعد
ادار عينيه باستياء ، لتقول بنبره اقوى : اذا تريد ان تدخن فمن الافضل ان تتناول طعامك لوحدك وسأنصرف انا
مسك رسغها بهدوء : لا سأتنازل عن التدخين من اجلك ، فبقائك معي اهم من أي شيء اخر
نظرت اليه وقالت بغموض : اذن اعتاد على ان تتخلى عن تدخينك بقية العمر
تركته وهي تتبع النادل ليرشدها الي طاولة ما تقع ببقعه هادئة من المطعم ليقف هو متجمد للحظات وهو يحاول ان يفهم ما عنته بجملتها الاخيرة سال نفسه : هل حقا تعني انها ستعود اليه ؟
تبعها بصمت وجلس امامها ليبتسم : ماذا ستشربين ؟
قبل ان تتكلم ، التفت الي النادل : اثنين من القهوة
رفعت حاجبها متعجبة والتفت الي النادل : اريد عصيرا طازجا لو سمحت
انصرف النادل لتنظر اليه ، جز على اسنانه وسحب نفسا عميقا وابتسم : المعذرة فانت كنت تطلبين القهوة دائما
__ كلا منا تغير ياسين ، انت تدخن الان وانا اقلعت عن تناول القهوة
سال بهدوء : لماذا ؟
ردت بتلقائية : لأستطيع النوم فانا لم اعد اؤخذ كفايتي من النوم
ابتسم : وما الشيء الذي يؤرقك نور ؟
نظرت اليه بقوة : هو نفس الشيء الذي جعلك تدخن ياسين
قهقه ضاحكا لينظر اليها ويقول بهدوء : لن انكر نور ، غيابك اثر بشده في شخصيتي وانعكس على طباعي وافعالي ، فأصبحت لا اعرف من انا حقا ، هل انا المتسلط الجامد كما قلتي لي منذ قليل ، ام انا الحنون العطوف الغيور الذي تحدثت عنه ايضا
نظرت اليه قليلا لتحول نظرها عنه وتنظر من النافذة الي الخارج : ماذا تريد ياسين ؟
قال بهدوء : الا تعلمين حقا نور ؟
صمتت ليكمل : اريدك ان تعودي معي الي بيتنا ، فانا تعبت من الانتظار .
عضت شفتها السفلى بتوتر : وانا الاخرى اريد العودة الي بيتنا .
تهلل وجهه بالسعادة لتكمل : ولكن لا بد لنا من التحدث ياسين ، لابد ان افهم ماذا حدث لتتبدل بهذا الشكل وتعاملني سيئا .
تنحنح وعندما هم بالتحدث اقترب النادل ليضع القهوة والعصير شكره بلطف وعند انصرافه قال بهدوء وهو يدور بسبابته على كوب القهوة : اولا اريد ان اعتذر عن الليلة السخيفة التي ادت الي كل ما اتى بعدها لم اكن اقصد بالفعل ان اقسو عليك نور ، نظر الي عينيها : انا اسف سامحيني
شعرت بان الهواء سحب من رئتيها عند رؤية الاسف الحقيقي في لمعة عينية الرمادية ، بث بعينيه كلام اخر غير الاسف لتخفض بصرها بعيدا عنه فيبتسم على تورد وجنتيها
كح بهدوء ليكمل : ثانيا سأقص لكي ما حدث لتفهمي ما كنت اشعر به فعلا
قص عليها بهدوء ما فعله حافظ معه وكيف كان نادما عما فعله معها وانب نفسه كثيرا وانه توصل من قبل ان تتركه بانه لا يستطيع الاستغناء عنها
نظرت اليه بحزن : ثم ماذا حدث ياسين لماذا عاملتني بهذا الشكل ، شككت بأخلاقي لأنك رأيتني اتحدث مع يوسف واضحك معه ولم ترى انجي وهي برفقتنا ، فتشاجرت معي وعاملتني كما تعامل الجواري
ظهر الامتعاض على وجهه من التشبيه وقال باستياء : لا طبعا ، لم اقصد هذا المعنى قط من تصرفي ،ثم اني لم اشك بأخلاقك لحظة
رفعت حاجبها : اذا ، ما تفسير الموقف لديك ياسين ؟
بلل شفتيه وزفر ما بصدرة من هواء : كانت تنهشني الغيرة
اتسعت عيناها دهشتا : نعم ، الغيرة ؟!
ابتسم واذناه تحمر بشده : نعم انا غيور نور ، الم تلاحظي ذلك ؟ كنت انتفض من غيرتي كلما رأيت احدا يقترب منك
او تتكلمين مع احد ، واشعر ان الغضب يتصاعد الي راسي عندما تبتسمين والمح ان شخصا اخر يرى ابتسامتك الجميلة
نظرت اليه بدهشه لتساله بتعجب : واذا كنت غيور هكذا ، لماذا لم تطلب مني ارتداء الحجاب مثلا ؟
عقد حاجبية بتفكير وقال مرددا : ارتداء الحجاب ، هذه الفكرة لم تأتي الي ذهني اطلاقا ، فانا اعجبت باحتشامك واخلاقك ولم افكر ان اطلب منك ذلك ، من الممكن لأني نشأت بعائلة نساءها لا ترتدي الحجاب ، فأمي من وقت قريب ارتدته ، لم تكن ترتديه من قبل ، ثم انا لا ارى علاقة بين ذاك وتلك ، هل تخيلت انك اذا ارتديت الحجاب سأتوقف انا عن الغيرة . ضحك : لا طبعا ، الغيرة لا ترتبط بنوع ملابسك نور ، غيرتي ترتبط باقترابك من الاخرين، انا لا اريد ان افرض عليك شيء معينا ولكني طبعا ارحب بالفكرة ترحيبا جاما ، واذا كنت تريدين ارتداء الحجاب سآخذك الان ونشتري ملابس جديدة تليق بالحجاب الملتزم
ابتسمت : من الواضح اني اوحيت اليك بشيء لم يأتي على ذهنك وانت تنتهز الفرص
__لا نور ، ليس الامر هكذا ، لم اكن اريد ان اضغط عليك
حتى لا تنفري مني وتشعري اني جئت لأفرض عليك ارائي واوامري فتبتعدي عني بدلا من الاقتراب ، ولكنه امر سماوي ولابد ان تلتزمين به .
ابتسمت : هل هذا احد اوامرك ؟
ابتسم ابتسامته الجانبية لتشعر باضطراب في قلبها : لا انه طلب وبرجاء شخصي مني
لم تستطع اخفاء ابتسامتها ، شعر بقلبه يقفز كطفل صغير بشر بقدوم العيد فامسك يدها الموضوعة على الطاولة امامه
و فرك اصابعها بحميمية : اشتقت اليك نور ، بل ذبت شوقا
هل تعلمين قضيت شهر رمضان كله بالصلاة والدعاء ان تصبحي بخير وتعودي الي ، كنت اتى كل يومين لأطمئن عليك واراك فاصلي التراويح بالمسجد القريب من المشفى وبعد ذلك اقف لأرى خيالك من النافذة وانت تنظري الي ولا اراك ثم اصعد بعد نومك لأنظر اليك من وراء الزجاج لأمتع عينياي برؤيتك الي ان يؤذن الفجر ، اذهب لأصلي الفجر واعود الي القاهرة ، ابتسم وهو يكمل : امام المسجد سألني لماذا لا اتي كل يوم ، فهو يجدني كل يومين امامه ، كان رجلا ظريف وبشوش الوجه احببته ودخل الي قلبي واصر علي ذات مرة ان اتسحر معه
سالت بهدوء : لماذا لم تأت ولا مرة بعد خروجي ياسين ؟
نفخ بضيق : ولماذا هربتِ انتِ عند خروجك نور ؟
كنت انتظر ان اراك امامي وكنت متأكدا من عودتك معي ، كنت اريدك ان تثبتي لي و لآخاك انك تريدين العودة الي
عمر كان يعاملني بطريقة سيئة نور ، نعم هو معه حق ولكني كنت انتظر مؤازرتك لي ولكن رجفتك التي رايتها ودخولك الي سيارته سريعا لتحتمي به مني ، قهرتني
نطقت سريعا : بعد الشر عليك من القهر
ابتسم وضغط على اناملها بحب : ثم الم يخبرك اخاك العزيز اني كنت اتصل مرتين اسبوعيا لأطلب مقابلتك وهو يقول لي انك لست مستعدة بعد ؟
رددت : مرتين اسبوعيا ، بل ابلغني بعد ان عودتنا من الاسكندرية انك تريد مقابلتي وانا ابلغته اني سأتصل بك عندما اريد ذلك ، حتى لا اجعل بيننا وسيط ، وكنت بالفعل سأتصل بك اليوم او باكر لأتكلم معك .
__ ما الذي اخركم هكذا في الاسكندرية ؟
__ اولا عمر كان يتابع مشروع الشاليهات ، ثانيا كنا ننجز امور التركة التي تركها ، اغمضت عينيها وقالت بألم: عمي
شد على يدها مطمئنا لتكمل : لقد كتب كل أملاكه باسمي
رفع حاجبية تعجبا لتكمل بحزن : وانا لا اريدها ، فكنت انقل حق الإدارة لعمر
__ أتعلمين لي صديق بالشرطة ابلغني انهم قبضوا على احد القناصين المأجورين ووجدوا معه معلومات عن عمر وعنك وعن علياء وانه كان هدفه القادم وعندما ضغطوا عليه ابلغهم ان حافظ هو من استأجره لقتل عمر ، صديقي تعرف على عمر حينما راه وتأكد انه نسيبي فاتصل يبلغني
اتسعت عيناها رعبا : حمدا لله على انهم قبضوا عليه
لا افهم الي الان لما كان يكرهه بهذه الطريقة
رد بهدوء : كان يريد استعادتك وكان يعلم جيدا انه حتى لو ابلغك بكذبته لن تتركي عمر مهما حدث ، وهو لا يطيق ان يخسر امام عمر
قالت بصدق : الله يغفر له ويرحمه ، فذنوبه كثيرة لا اعلم كيف سيتحمل حساب الآخرة
رد بهدوء : الله كريم
ها نور ، ماذا ستفعلين الان ؟
اعتدلت واسندت ظهرها الي الخلف وقالت بقوة : لدي عدة شروط لأعود ياسين
رفع حاجبه وقال وهو يضع عينه بعينيها : حقا ؟
ابتسمت : اشم رائحة السخرية في كلمتك يا باش مهندس
ضحك واشار بيديه : لا اطلاقا ، تفضلي اريد سماع شروطك
ابتسمت بتلاعب : اولا ان تتوقف عن التدخين وتعدني انك لن تدخن مهما حدث ، فانا لا اريد رؤيتك هكذا ياسين فانت قوي دائما ، ابتسمت لتكمل : جامد ومتسلط
كح بإحراج وهز براسه موافقا: من الاساس لم اقضي فترة طويلة في التدخين ولم يصل الي مرحلة اني لا استطيع الاستغناء عنه ، ثم من اجلك افعل اي شيء.
اخرج علبه السجائر من جيبه ومزقها الي قطع صغيره بقوة
وهو يقول لها : حتى وانا ادخن لم اشعر بالراحة ، لم اكن استطيع النوم الا بعد اذان الفجر ، اصلي لأنام قليلا واستيقظ بعد ساعتين ليبدا يومي الطويل والممل بدونك
ابتسمت وشدت على يده ، لتكمل : ثانيا لا احبذ فكرة انك تخبئ افكارك وهمومك عني ياسين ،اريدك ان تتحدث معي وتخبرني عما يوجد بداخلك سواء حسنا او سيئا ، فنحن شركاء ياسين ومن الافضل ان نتشارك في افكارنا لا ان يبني كل منا جدارا عازلا حول نفسه ،ولذلك اطلب منك ان تتكلم معي باستمرار عما يشغل عقلك وفكرك
ابتسم : هذا امر صعب نور ، ولكني سأحاول ، ها وثالثا
__لا تلجا الي الصراخ او السخرية الباردة كرد فعل لغيرتك التي تتكلم عنها ، بل ابلغني بهدوء ان تصرفي لم يعجبك او ضايقك وانا سأخذ حذري ايضا ، صمتت ونظرت اليه لتتكلم بعد قليل : اذن معاملتك السيئة كلها قبل ان تعترف بحبك لي كانت من اجل امر الغيرة هذا
ابتسم باتساع وهز راسه ايجابا لتضحك بخفه : رابعا وهذه نقطة مهمة جدا ان تطلب لنا طعاما شهيا لأني اشعر بالجوع ولتسترد انت قليلا من صحتك ، فوجهك الجميل اصبح شاحبا وهذا يشعرني بالذنب
ابتسم باتساع : وانا اوافق على كل شروطك نور وخاصة هذا الاخير ، فانا ايضا شعرت بالجوع
نادى النادل ليطلب منه انواع الطعام المختلفة ، التفت اليها
ونظر يتأمل ملامحها وهي تنظر الي قائمة الطعام و ذهب معها الي عالم وردي اللون بلون شفاها ، رفعت عيناها لتجده ينظر اليها ، تخضب وجهها بحمرة الخجل وابتلعت لعابها فنظرته لن تخطئ فهمها ابدا ، ادارت عيناها بعيدا عنه لترى النادل ينظر اليهم وظاهر على وجهه الاستمتاع ، تنحنحت بقوة
ليقل بهدوء وابتسامة : ماذا ؟ الا يحق لي ان اروي ظمأي قليلا نور ؟
بعد جملته ، تحول وجهها الي الاحمر القاتم واشارت اليه بعينيها الي وجود احدا اخر يستمع اليهم ، ليبتسم على احراجها ، نظر اليه وطلب الطعام لينصرف النادل من امامه
نهض واقفا من مكانه ليذهب ويجلس بجوارها : ابتعدت قليلا لتفسح له مجالا يجلس الي جوارها ، اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليشدها من يدها برفق : انظري الي
نظرت اليه وقالت بقوة : نعم ، ماذا تريد ؟
__ اريد ان ارى عيني حبيبتي الجميلة
__ حبيبتك غاضبة بسبب انك احرجتها هكذا امام الناس
ازاح خصلة شعرها المتمردة من على عينيها : لم استطع ان اتحكم بقلبي نور ، ستاتين معي الان ، اليس كذلك ؟
شحب وجهها : لا طبعا ، سأعود غدا
ظهر الغضب على وجهه جليا وابتعد عنها : لماذا ؟
تنهدت ومررت يدها بشعرها بتوتر : لابد ان اتكلم مع عمر واخبره ياسين
انقلب وجهه لتكمل : اذا تريد الا تأتي او لا تريد مقابلته فسآتي انا اليك ولا تكلف خاطرك بالمجيئ
نظر اليها بقوة : لا طبعا سآتي لآخذك من هناك حتى لو لم يعجب هذا الباش مهندس عمر .
__ انه يريد صالحي ياسين ، لا اكثر .
نظر اليها مرة اخرى : ولماذا ليس اليوم نور ؟
عضت شفتها السفلى بتوتر : انتظرت كل هذا الوقت ياسين ، الا تستطيع الانتظار يوما اخرا ؟
هز راسه بهدوء : سأنتظر نور ، سأنتظر
نظر اليها بحب لتحمر وجنتيها وهمست بغضب : ياسين
ضحك بقوة على خجلها وهمس بأذنها : اشتقت اليك نور
نظرت اليه ولم تستطع النطق ليكمل هامسا : عيناك ابلغتني نور ، هذا الان يكفيني فلا اضمن رد فعلي اذا نطقت باي حرف مما تخبرني به عيناك


انا بدايتك وانا نهايتك وروحي بشوفها ف مرايتك
انا مجنون لاكن عاشق وبعشق حتي تكشيرتك
لمستي مشاعري م جوه انا هو ومش هو
و حتغير عشان خاطرك وحبك يديني القوة

انا حنين وعرفاني .. وبالغيرة واحد تاني
باخد موقف وبتهور .. وبستسلم لاحزاني

بداوي الجرح مش عارف ف نور الصبح مش شايف
لاكن شايفك وانا مغمض ومش خايف اقول أسف
كلمات د . نبيل خلف

**************************

صاح بضيق من اعلى السلم : اين نور ؟
نظرت الي زوجها بابتسامة هادئة : خرجت
نزل سريعا ليقف من خارج طاولة المطبخ : نعم ارى هذا ، الي اين ؟
ردت بهدوء : الي انجي ، لتبارك لها على مولودها الجديد
لماذا لم تخبرها عمر ؟
جز على اسنانه غضبا : وطبعا انت من وراء هذا الاقتراح العبقري ؟
هزت كتفيها ببساطة : اخبرتها ان تذهب لتبارك لهم فيوسف وانجي اصدقائها
نظر لها بغضب لتساله بهدوء : لماذا غاضب عمر ؟ هل لأنها ذهبت اليهم ،ام لأنك خائف من عودتها الي زوجها
نظر اليها مطولا لتعطي اليه ظهرها وتكمل عملها في المطبخ : اعتقد انك لا تريد عودتها الي ياسين ، واعتقد ايضا انك ترى انه اصبح لا فائدة لوجوده ، فمن كنت تريد ان تحمي شقيقتك منه مات ، اذن
لفت تنظر اليه وهي تعقد حاجبيها : لماذا يظل ياسين يحتفظ بشقيقتك ؟ لا فائدة من وجوده ولا فائدة من وجود نور معه
فانت تريد شقيقتك الي جوارك ، والان اصبح لا يوجد عمل لياسين فلنتخلص منه ،وتعود الامور الي طبيعتها ، اليس كذلك عمر ؟
فغر فاه وهز راسه نافيا : لا طبعا
رفعت حاجبيها بعدم تصديق : حقا ، اذن لماذا تبين لنور امتعاضك عندما تأتي سيرة ياسين من بعيد او قريب ؟
ام انك تشعر بالغيرة ممن امتلك قلب اختك ومن قبلها والدتك
ضرب طاولة المطبخ بقوة جعلتها تنتفض ليسال بصوت غاضب منخفض : من اين اتيتي بهذا الكلام علياء ؟
انتفضت من نظرة عينيه الغاضبة : لقد قراته في مذكرات والدتك
اقترب منها لتبتعد عنه وهو يهمس بفحيح : ومن اين لكي بها؟
__ نور اعطتني اياها فقراتها
زم شفتيه بغضب واضح وانصرف من امامها ليصعد الي الاعلى
لتتمتم من بين شفتيها : ما هذا الغباء علياء، الم تستطيعي ان تتحكمي بلسانك ولو قليلا ؟
خلعت مريلة المطبخ من عليها وقررت ان تصعد خلفه لتراضيه فالغضب ظهر على وجهه جليا


دخلت لتجده جالس امام التلفاز ولا ينظر اليه تعلم جيدا ان ليس منتبها الي ما يعرض على الشاشة الصغيرة ، تقدمت منه ببطء وجلست الي جواره ليشيح بوجهه غاضبا منها
مسكت يده بهدوء : لا تغضب عمر ، ولكني مستاءة من موقفك الذي اتخذته ضد ياسين
جز على اسنانه لتكمل : الم ترى كيف كان مقيما بالمشفى من اجلها كان ينصرف عندما يراك فقط ، ولكني علمت من الطبيبة انه كان يجلس الي اذان الفجر ثم ينصرف ، كان يسافر الي الاسكندرية كل يومين من اجل ان يرى نور ، وهو يعلم انها سترفض مقابلته ،
اليس هذا كافيا لتتأكد من حبه لشقيقتك؟
ثم هل يعجبك وضع نور هذا ، فهي تموت شوقا اليه كل يوم ، وكل يوم تنتظر مكالمته لها او يأتي ليراها وانت لا تريد ان تخبره حينما يتصل انها تريد رؤيته
قال بغضب : لم تخبرني علياء بانها تريد رؤيته ،
قالت بضيق : وانت اعمى عمر ، الم ترى كيف لا تستطيع النوم لأنها بعيدة عنه ، الم ترى كمية المجهود الذي تبذله لتشعر بالتعب وتتوقف عن التفكير ؟
هز راسه بضيق : لم اقتنع ان كل هذا بسبب ياسين
ضحكت بخفة : بل شعرت بالغيرة منه عمر ، فأجبرت عقلك على عدم الاقتناع بان كل التغييرات التي طرأت عليها بسببه
ثم انت غاضب لأني قرات مذكرات والدتك ،ام غاضب اني نبهتك انك شعرت بالغيرة من الطفل الجميل الذي احتل قلب والدتك قبل مجيئك
نظر لها بغضب ، لتكرر: افهمت جملتي عمر ، احتل قلب والدتك قبل مجيئك ، فانت طفلها عمر وتحبك اكثر من باقي الاطفال التي راتهم من قبلك ، ولكن ياسين كان مميزا بالنسبة اليها فهو ابن صديقتها الي كانت بمرتبة اختها ،
زفر بضيق لتقول بهدوء : لا تغضب مني عمر ، ولكن بصراحة شعرت بالفضول لأعرف والدة زوجي الحبيب
ابتسم بألم : ما رايك بها ؟
__ اعجبت بشخصيتها المرحة المنطلقة ، اعتقد انك تشبهها اكثر من نور
ابتسم وشرد ليقول بحزن : ظلمتها كثيرا عليا ، لم افهم ما حدث لها ، لأعيش عمري كله غاضبا منها وناقما عليها
ربتت على كتفه : اقرا لها الفاتحة واطلب لها الرحمة
وادعو لها ، فهذا ما تحتاجه منك الان
هز راسه ايجابا لتسال بصوت منخفض : ماذا ستفعل مع نور ؟
ابتسم وهو ينظر اليها : ما الشيء المطلوب مني عليا ؟ فانت تريدين مني ان افعل شيء محددا .
ضحكت بمرح : اذا لم تطلب منك نور اليوم ان تعود الي زوجها ، فلتتصل انت بياسين وتخبره انك منتظره يأتي ليشرب كوبا من القهوة معنا ويتفاهم مع زوجته
__ حاضر يا سيدتي ، أي خدمة اخرى
ابتسمت بدلال : الان لا ، دعني افكر قليلا
نظر لها يتأمل ملامحها الجميلة والتي تزداد جمالا يوما بعد يوم ليقول بخبث : لدي انا طلب هام
اقترب منها اكثر لتبتعد عنه وقالت بضيق : عمر انت تعلم بأمر الوحم .
زفر بضيق ونهض واقفا لتضحك : الم تخبرك وفاء ان هذا دليل على حبي لك ؟
نظر لها وقال بغيظ : من فضلك اكرهيني
دوت ضحكتها مجلجلة ليشاركها الضحك لتقول بمرح : لا استطيع حبيبي ، ثم هانت باقي اربعة ايام وادخل الي شهري الرابع ووفاء ابلغتني ان الوحم سينتهي حينها
نظر الي النافذة وهو يراقب شيء ما وقال بتلقائية : انتهى الوحم ام لم ينتهي لن استطيع الصبر اكثر من ذلك
همت بالرد لتشعر بتركيزه فسالت باهتمام : ماذا هناك عمر؟
نطق باقتضاب : ياسين
__ اين ؟
نظر اليها : بالأسفل مع نور ، اتت معه بسيارته
ارتدي شيئا ساترا وتعالي اذا اردت
غادر الغرفة مسرعا لتبتسم بسعادة : فمن الواضح ان خطتها نجحت ونور قابلت ياسين ،
اسرعت في ارتداء حجابها وتعديل ملابسها لتنزل الي الاسفل حتى لا يفسد عمر ما حدث ويسمع ياسين كلام غير لائق

ومن اعلى السلم شاهدت نور تدخل بمفردها ولكن عينيها لم تخطئ السعادة التي ظهرت على ملامح صديقتها
دخلت الي الفيلا وهي تشعر بانها تقفز من السعادة كالأطفال
فهي لا تصدق الي الان انها اتفقت مع ياسين ان يأتي اليها غدا مساءا لتعود الي بيتها
تجمدت عندما وجدت عمر بوجهها وابتسمت بتوتر : مرحبا
نظر لها مطولا وهو يفكر هل زوجته محقه فملامح نور هادئة ومطمئنه لونها عاد كما كان ليس شاحبا كالأيام الماضية ، ثم عيناها تلمعان ببريق عجيب استنتج هو انه بريق الحب والسعادة
نطق بهدوء : تأخرت نور ، هل جلست الي ما بعد موعد الزيارة
بللت شفتيها : لا ، لقد قابلت ياسين ودعاني على الغداء
__ آها ، وكيف حاله ؟
__ بخير الحمد لله ، اتمنى ان لا تكون غاضبا مني
__ لا ابدا ، لماذا لم يدخل معك اذن ؟
ابتسمت براحة : سياتي غدا لأعود معه
اقترب منها وهو يبتسم : اذن تفاهمت معه وتوصلتما الي اتفاق ما بينكما
هزت راسها بسعادة لتتسع ابتسامته وشدها الي حضنه
وربت على راسها بحنان : كل ما يهمني ان تكوني سعيدة نور
قبلته على خده : شكرا عمر على ما تفعله وما فعلته من اجلي
ظهر العتب على وجهه : هل تريدين اغضابي نور ؟
__ لا طبعا
__ اذن لا تشكريني مرة اخرى
ابتسمت وتحركت سريعا : بعد اذنك

وقفت مكانها لتشاهد ما يحدث بينهما وهي سعيدة بزوجها العاقل الحنون الذي يبحث عن مصلحة شقيقته دائما
انتظرت نور الي ان صعدت ونظرت لها بخبث لتبتسم الاخرى وتسحبها من ذراعها : تعالي معي ، انا اريد ان اتكلم معك

********************

وصل الي القصر ليصعد بخفة الي الدور العلوي فهو يريد ان يرى الجناح واذا كان يريد ان يرتب او ينظف لتاتي اميرته غدا ويكون كل شيء معدا لاستقبالها ، انتبه الي صوت مشغل موسيقى عال وصوت يوسف وهو يغني معه بصوت اعلى منه ، ومن الواضح ان اخاه العزيز اندمج مع الموسيقى ويصرخ بدلا من ان يغني
ابتسم لقد اعجبته الاغنية حتى وهو يستمع الي صريخ يوسف الذي شوه معالمها
طرق الباب بقوة قليلة حتى يسمعه يوسف من الداخل
صاح يوسف بقوة : تفضل
ضحك على اخاه المجنون ليدلف ويغلق المشغل : ايها المجنون هل تسمع ولدك الموسيقى وهو لم يكمل يومه الثالث؟
ابتسم : لا ، ولي عهدي لم يأتي بعد ياسين
نظر له بتعجب وهو يتقدم ليجلس الي الاريكة الممتلئة بأغراض الطفل الصغير : اين هو ؟ الم تخرج انجي بعد ؟
هز راسه نافيا : لقد تركتها برفقة معتز واتيت لأجلب لها بعض الاغراض التي احتاجتها
ثم لماذا اطفئت المشغل ؟ اديره من فضلك
انا لا احب هذا المغني ولكنه مغني انجي المفضل وانا استمع اليه حتى احفظ بعضا من أغانيه وارددها على مسامعها وهي غاضبة ، فهذا الامر يروق لها
اتسعت عينا ياسين بتعجب وانفجر ضاحكا على اخاه : انجي ستذهب بعقلك يوسف
ابتسم باتساع : اه نعم ، وانا اتنازل عنه لها بكل طواعية
غمز بعينه وهو يكمل : ارى انك هنا ، لم تعتصم بغرفتك العزيزة
رد بهدوء وهو ينظر الي ملابس الصغير ويتلاعب بها بين يديه : سمعت صوت الموسيقى وتعجبت فصعدت لأرى ماذا يحدث ، كنت اظن انك بالمشفى
نظر له يوسف والخبث يلمع بعينيه : حقا ؟
نظر له ليقول بقوة : نعم
ضحك ساخرا : هذا على اساس اني لا اعلم ان القصر الكبير هذا لا ينقل صوت مشغل الموسيقى
__ نعم لا ينقل صوت المشغل بينما صوتك النشاز يسري بأرجائه
ردد بسخرية : صوتي النشاز الم تقل من دقيقة واحدة انك صعدت لأنك كنت تظنني لست موجودا ؟
جز ياسين على اسنانه ليقول يوسف بتلقائية : اخبرني ياسين هل المصعد في المشفى مريحا من الداخل ؟
عقد حاجبيه بتفكير ونظر اليه باستفهام لينفجر يوسف ضاحكا
ورقص له حاجبيه : لقد رايتك يا اخي العزيز
زحف الاحمرار الي اذنيه لينفجر الاخر ضاحكا ويقلد صوته
__ لقد طلبت منك الا تتدخل ، من فضلك لا تتدخل
زمجر بحده : يوسف
ضحك بخفة ونظر الي اخيه : الم تستطع ان تخبرني بان لك طرقك الخاصة لمعالجة الموقف ؟
ابتسم ياسين ليصيح الاخر بفرح : يا الهي ، اخيرا رأيت ابتسامتك ، التي لم اراها منذ خمسة اشهر
قفز ليجلس بجانبه وقال بفرحة حقيقة : ارجوك ان تخبرني ان المشكلة بينكما انتهت .
ابتسم وهو يقول بهدوء : نعم ، وستاتي غدا
اطلق صوتا مفرحا ليضحك ياسين : يوسف تعقل ، كيف ستصبح قدوة لولدك بطريقتك هذه ؟
رفع له حاجبه : لا اريد ان اصبح قدوة له يكفيه عمه سيصبح قدوة له كما كان لي
ابتسم ليربت على ظهره : حسنا يا اخي الصغير اذهب لزوجتك فمن المؤكد انها تنتظرك
نظر الي الاشياء : نعم ، سأذهب حالا ، وانت حاول ان تفعل شيئا مميزا من اجل عودة نور
غادر جناح اخاه وهو يفكر فيما قاله يوسف ، ما المفروض ان يفعل من اجلها

********************

نظرت اليها وهي تضييق عينيها بعد ان قصت عليها ما حدث بينها وبين ياسين : اشعر انك كنت على علم بوجوده ولذلك دفعتنني للذهاب الي هناك اليوم
ابتسمت علياء بغموض لتكمل الاخرى : ما رايك فيما اخبرتك به ؟
ردت بسعادة : ممتاز ، تجاوزت حاجز الخوف وتكلمت معه بوضوح ، وهو الاخر اجاب عليك بوضوح ، انا ارى الان انك تحتاجين للذهاب لصالون التجميل لتستعدي لزوجك
ابتسمت : نعم ، اعلم ذلك ولذا اجلت عودتي الي الغد ، ولأني اريد شراء بعضا من الملابس الشتوية
اضافت علياء : وقمصان حريرية جديدة
نظرت لها نور بصدمة وقالت بدون تفكير : لماذا ؟ لم استعمل أي من القمصان التي اشتريتها على زفافي
نهضت علياء واقفة ووضعت يدها بخصرها : نعم
ارتبكت نور من ردة فعلها لتكمل : وينتظرك بعد كل هذا
هزت راسها بتعجب : لا احد يلومه اذا تزوج بأخرى
هتفت بغضب : علياء
لتنظر اليها الاخرى نظرة قوية وتجلس بجانبها : جلستي شهر عنده نور لم تحني عليه ولو ليوم واحد
احمر وجهها بشده : ، كلما كنت اقترب من هذا القسم من الدولاب اشعر بالخجل ولا اتخيل اني سأرتدي شيئا عاريا هكذا امامه
ابتسمت وضربتها على راسها بخفة : ايتها الحمقاء انه زوجك ، ولكن لا باس سنبدأ بداية جديدة ، انت الان قوية نور ، لا تخيم عليك اشباح الماضي ، تذكري ذلك جيدا ، ياسين يعشقك ويريدك بجواره دائما وما فعله الشهور الماضية اثبت ذلك وبجداره ، الان انهضي واذهبي لشراء ما تحتاجينه واذهبي الي صالون التجميل ايضا
والغد ترتاحين وتأخذي كفايتك من النوم لتكوني مستعدة للعودة الي منزلك
ابتسمت بسعادة وشعرت بالقوة تجري بخلاياها من كلمات علياء البسيطة وهزت لها راسها موافقتا : نعم سأنفذ وصاياك بالحرف


*****************


دخلت الي الجناح لتجده جالس على الفراش وضوء الشمس يغمر الجناح كله ، يستنشق الهواء بسعادة لم تخطئها عيناها ولا احساسها بولدها
__ لم اصدق يوسف عندما اخبرني انك هنا
التفت الي امه وابتسم باتساع : مرحبا امي ، تفضلي
ابتسمت : آها ، انت تبتسم بشرة خير ، هل تصالحت مع زوجتك ؟
هز راسه ايجابا لتقترب منه ووضعت راسه بحضنها لتربت عليه : اشعر انك سعيد ، ومرتاح البال
تنفس بقوة : نعم امي ، تخلصت من شعور الالم والحزن الذي كان يسيطر على قلبي
لعبت بخصلات شعره السوداء : متى ستاتي ؟
ابعد راسه من حضنها : غدا ، سأذهب لاتي بها
نظرت له بحب : هذا هو بكري الذي تعبت بتربيته ، نعم لابد ان تذهب وتأتي بها ، وتنهي الخلاف البسيط الناشئ بينك وبين عمر ،لا تخسر نسيبك من اجل مشكلة بسيطة
هز راسه موافقا ليسالها بهدوء : اخبريني امي ، من ابلغك ان نور بالمشفى ؟
ابتسمت السيدة نواره : صفيه هانم ، اتصلت بها بعد ان قرات خبر موت حافظ لتخبرني بما حدث ، غضبت منك كثيرا وقتها ، فنور كانت تحتاج وجودي بجانبها
هز راسه بألم : لم تكن تقابل احدا امي ، انها عنيدة حتى وهي مريضه
ابتسمت بحب خالص : انها فريده ياسين ، حافظ عليها وارعاها ، ولا تغضبها مرة اخرى حتى لا اغضب منك
قبل يدها باحترام : لا تخافي امي ، ادعي لي بالتوفيق
ربتت على خده بحنان : الله معك ويوفقك دائما بني


*********************

__ نور ، ياسين وصل
ارتجف جسدها غصبا عنها لتاتي علياء وتحتضن كتفيها وتهمس لها : ماذا قلنا ؟
ابتسمت نور ورددت الكلمات التي ترددها علياء على مسامعها من البارحة : سنبدأ بداية جديدة
ضحكت بمرح : ممتاز ، اكملي زينتك وانا سأصنع لهما القهوة ولكن اسرعي ، فانا لا اريد لعمر ان يستفرد بزوجك
هزت راسها : سآتي ورائك حالا


وصل الي الفيلا وهو يشعر ببعض التوتر ، فهو لا يعلم كيف سيقابله عمر ، رن الجرس لتفتح له علياء وترحب به ترحيبا جاما ، ابتسم لها وشكرها بهدوء ودلف الي الداخل
بعد قليل وجده ينزل اليه والهدوء يعم ملامحه ،
وقف من باب الذوق ليسلم عليه ليقف عمر امامه وينظر اليه قليلا مد له يده مصافحا : مرحبا
ابتسم ياسين : مرحبا عمر ، كيف حالك ؟
هز راسه : بخير ، الحمد لله ، نظر له وقال بهدوء : ستحافظ عليها هذه المرة ؟
كح ياسين بهدوء : سأحملها بداخل عيوني عمر ، بل بداخل قلبي ، لا تقلق
نظر له بتوجس ليبتسم ياسين : لا تخف ، تعلمت الدرس جيدا
ابتسم عمر : نعم ، اعلم ذلك ، ولن انكر اني دهشت من تصرفاتك وهي بالمشفى واتصالاتك الكثيرة لتسال عنها وتخبرني انك تريد مقابلتها ، كنت اظن انك ستمل سريعا وتتركها ، ولكنك خلفت توقعاتي ، سأطمئن عليها معك ياسين
ولكن ارجوك لا تغضبها مرة اخرى ، نور لن تحتمل أي صدمة اخرى تعصف بحياتها
ربت على ركبته : لا تقلق ، اخبرني ما اخبار مشروع الشاليهات ؟
زفر براحة : تمام ، كل شيء على ما يرام ، اعتقد ان حسام يخبرك اولا بأول
__ نعم ولكني اريد ان اسمع منك
__ نحن بالمرحلة الاخيرة ، سننتهي قبل بداية الموسم
هز راسه بأعجاب : ممتاز عمر
نهض عمر : تعال وانا اريك الماكيت في شكله النهائي
اتبعه ياسين لغرفة المكتب ونظر مبهورا : رائع عمر ، اذا كان على الواقع بهذا الشكل سيكون من اجمل المشاريع التي نفذت في هذه الفترة
ابتسم عمر بفخر ليصمت : اريد منك ان تصمم المبنى الاداري الذي سيكون به مطعم تناول الوجبات والاستقبال وبخلفيته المسرح
__ موافق ، ولكن امهلني بعضا من الوقت فانا الايام القادمة لن اكون متاحا
نظر له عمر بتعجب : لما ، هل توجد مشاكل بالشركة ؟
نظر له ياسين : لا ، سأخذ اجازة من الشركة ومنك ومن يوسف ومن العالم كله
ضحك عمر بقوة : هنيئا لك
ابتسم ياسين لينظر له عمر ويقول سريعا : سأنتقل الي الاسكندرية
اتسعت عيناه بدهشه : لماذا ؟
__ اريد ان ارعى عمتي ، و ما تركه جدي ثم انا اريد العودة الي مسقط راسي ياسين
هز راسه بتفهم : ما رايك ان تنضم الي الشركة عمر كما كان والدك ؟
نظر اليه ليكمل ياسين : معتز اضاف راس مال جديد وقمنا بتوسيع الشركة قليلا وتوسيع نشاطنا واذا انضممت انت الاخر سنكون كيان هندسي لا يستهان به في السوق
لمعت عينا عمر : موافق
__ حسنا اتفق مع يوسف قبل سفرك وتمموا كل شيء وفرع الاسكندرية يكون تحت مسئوليتك فحسام سيسافر الي الخارج لاستكمال دراسته
هز راسه موافقة : حسنا ، سأتفاهم مع يوسف ،
اكمل مازحا : واذا وجدت ان العقود لا تعجبني ، سأستشير نور
رد سريعا : لا افعلوا ما يحلوا لكم بعيدا عني وعن زوجتي من فضلك
ضحك عمر لينتبه الي علياء وهي تطرق الباب
ليقول مؤنبً : لماذا لم تنادي علي لأحمل هذه الصينية الثقيلة الم اطلب منك الف مرة الا تحملي شيء ثقيلا هكذا
اخذ من بين يديها الصينية الكبيرة الموضوع عليها القهوة واطباق من الحلوى ،ووضعها على الطاولة الصغيرة بالخارج
قالت بارتباك : لم يحدث شيئا عمر ، انها ليست ثقيلة الي هذا الحد
نظر لها بقوة لتبتسم وتنصرف من امامه تبعه ياسين لخارج غرفة المكتب ليجلسوا ،عقد ياسين حاجبيه وهو لا يفهم ما يدور حوله ليبتسم عمر ويهمس له : تعجل واتي بعروسه لولدي
ظهر الفرح على وجهه وضحك بإشراق : مبروك يا صديقي الف مبروك ،
جلس عمر على الاريكة الواقع بجانب تجويف السلم ليجلس هو على الكرسي الموضوع في محاذاة السلم
سال بدهشه : نور لم تخبرك ؟
هز راسه نافيا : لا ، لم تجلس كثيرا معي البارحة ، كانت خائفة ان تغضب منها
ابتسم بارتياح وناوله القهوة : تفضل ياسين
نظر اليه بتعجب لما لم يأخذ منه فنجان القهوة ليجد راسه الي الوراء وينظر الي شيء لا يراه هو
وقف من مكانه واتى بجانبه ليرى ما الامر الذي استرعى انتباهه هكذا وجعله لا يلتفت اليه ، ليكتم ضحكته حتى لا يسبب له الاحراج ويعود ويجلس مرة اخرى

وهو يتكلم مع عمر سمع صوت دقات كعبها بالأرض ليلتفت الي مصدر الصوت وينتظر نزولها ليراها تعلقت عيناه بها وشعر انه ينفصل عن هذا العالم ليذهب الي عالمها هي
تجولت عيناه عليها ليراها وهي ترتدي فستان ابيض اللون من الصوف يصل الي ركبتيها بصدر و اكمام ضيقة من الشيفون ورقبه عالية صوفيه ، ترتدي حذاء عالي الرقبة بنفس لون الفستان يصل الي منتصف ساقيها بكعب عالي ، شعرها الي ازداد طولا ووصل الي حد اكتافها مقصوص بشكل دائري من الامام
نظر الي وجهها الجميل وتأمله من شفتيها بلون الكرز الي عينيها المتسعتين يظهر بهما اللون الاخضر بوضوح ويعطيهما الكحل الاسود غموضا ساحرا
انتبه على صوت عمر وهو يهمس له : ستؤذي عنقك هكذا
التفت الي عمر بحده ليكمل الاخر ضاحكا : المعذرة لم اقصد وكنت لا انوي ان اتحدث معك ولكني اشفقت على عنقك من الالتواء
ابتسم ياسين بأحراج لتصل نور اليهم بخطوات هادئة
وتقول بهمس : السلام عليكم
قال عمر بابتسامة : وعليكم السلام تعالي ضيفي زوجك الي ان ارى علياء ، من الواضح انها غضبت عندما عاتبتها على حمل الصينية
هزت راسها وهي تجلس مكانه على الاريكة : هلا اتيت لي بحقيبتي ؟
__طبعا صغيرتي ،بعد اذنك ياسين
ابتسم ياسين : تفضل
نظر لها بأعجاب لم يستطيع اخفائه وهمس : هذا كله من اجلي
تلون وجهها وخمست بخجل : نعم
نهض ليجلس بجانبها سريعا : حقا ، طلبت مني ان انتظر من اجل ذلك
ضحكت بخجل وقال معاتبه : ياسين
مسك يدها : هيا لنذهب
شعرت بالخجل فعلا وسحبت يدها منه : انتظر الي ان يأتي عمر بحقيبة ملابسي
__ لا احتاج ملابسك ، اريدك انت
تحول وجهها الي الاحمر القاني وهتفت بغضب : ياسين
زفر بقوة : سأفقد عقلي نور ، جلس بجانبها : الم تشتاقي الي؟
تغاضت عن السؤال وناولته القهوة : هلا شربت قهوتك ؟
نظر اليها بعتب لتبتسم بوجهه : عندما نصل الي بينتنا نتكلم ياسين
جاء عمر ومن خلفه علياء لتبتسم نور : هل وجدتها غاضبة؟
__ لا بل كانت ترتب غرفتك المرتبة اصلا ولكن انت تعرفينها
اكملت بمزاح : نعم تعشق الترتيب
ابتسمت علياء وهي تجلس بجانب نور : ستتفق انت وشقيقتك علي
ليجلس عمر على الاريكة الصغيرة الاخرى : من حقي قبل ان تتركني وتذهب
قامت وجلست بجانبه : الي اين سأذهب حبيبي ، انا هنا بجانبك ، وعندما تريد رؤيتي اتصل وبي وستجدني عندك او تعال لتزورني ، انت من تبقى لي عمر
ضمها الي صدره : سأشتاق اليك نور
ابتعدت عنه ونظرت له بتفحص : هل انت مريض ؟
ضحك : لا ولكني اخبرتك سأنتقل الي الاسكندرية وستصبحين بعيدة عني .
اتسعت ابتسامتها : انها مسافة ساعتين بالسيارة عمر ، ثم لماذا اخترعوا الطائرات ، لاتي لك باقل من نصف ساعة
ضحك ورتب على راسها : اعتني بنفسك من اجلي نور
واكمل هامسا : واستوصي بزوجك خيرا
هزت راسها موافقتا لتقول علياء بمزاح : يا اهل الدار نحن هنا
شاكستها نور : تشعرين بالغيرة يا لولو
هزت راسها : نعم ، هيا ابتعدي عن زوجي من فضلك
اشارت لها بعينيها على ياسين لتنظر اليه وتجد وجهه محمر وظاهر عليه الضيق لتبتسم وتنظر الي علياء وتقول لها بعينيها : لن يتغير
وقفت وتنحنحت : حسنا سأذهب
نهض بسرعة كانه كان ينتظرها ليمسكها عمر من يدها
ويضمها الي صدره بقوة ويقبل جبينها : اذا احتجت الي شيء ، هاتفيني
ابتسمت وهي تطبع قبله على خده : اكيد حبيبي
التفت الي علياء وحضنتها بقوة لتمزح الاخرى : من سيعد الان المعجنات لأصبح فيلا كبيرا قبل ان الد
ضحكت نور : ساعدها انا وابعث بها في البريد ، سأشتاق اليك
ضمتها بقوة : وانا الاخرى ، همست لها بأذنها : لا تبكين وتخربين زينتك
ابتسمت نور لتكمل علياء : سنراك قبل ان نسافر اليس كذلك؟
رد ياسين : اكيد ، نظر الي عمر : ستاتي الي سبوع محمود
__ طبعا وقبل سفرنا سنبلغكم لنراكم
حمل الحقيبة التي وضعها عمر بجانب الباب وصافحه بقوة ليقول عمر : لن اوصيك ياسين
ابتسم : لا تقلق عليها
اتجه الي السيارة لتتبعه نور وقفت لتنظر الي شقيقها واشارت اليه مودعه لتركب بجانبه وتنطلق السيارة بهدوء


*******************

وصلا الي القصر ليبتسم لها ويفتح الباب
ويهمس بأذنها برقة : نورت قصرك حبيبتي
ابتسمت وهي تدخل من امامه ولكنها تشعر بالتوتر يتملكها
لا تعلم هل هو خوف ام مجرد توتر لأنها تغيبت عن البيت لمدة طويلة ، لفت براسها تبحث عن باقي العائلة ليبتسم لها
ويقترب : لا يوجد احدا هنا ، نادين ذهبت مع زوجها واولادها الي شرم الشيخ وسيعودون على حفلة سبوع محمود
ونهى وزوجها في بيتها كالعادة ويوسف وانجي لا يبرحان جناحهم بسبب البيك الصغير
ابتسمت ليقترب منها : ولكن امي تنتظرك بالصالون واوصتني بانها تريد ان تقابلك ، تعالي سنذهب لها
نادى على احد الخدم ليصعد بحقيبتها الي الاعلى ويأخذها لترى امي
طرق الباب وهو يشعر بتوترها ، مسك يدها بهدوء
ونظر لها بدفء : هل انت متوترة من مقابلة امي ؟
نظرت اليه بتوتر ليبتسم : لا تقلقي انها تحبك اكثر مني
همست : لا اصدقك طبعا
فتح الباب ليسحبها معه بالداخل وهو يضحك بمرح لتنهض نوارة هانم وتستقبلها بابتسامة واسعة مرحبة احتضنتها بدفء امومي وحنان : نورت بيتك حبيبتي ، اشتقت اليك نور
ابتسمت نور بسعادة وارتياح : وانا الاخرى امي ،اشتقت اليك كثيرا
جلست واجلستها بجانبها على الاريكة ليجلس هو بمفرده على احد كراسي الصالون
نظرت لها بعتب : لو كنت اشتقت الي حقا لكنت استجبت الي احد دعواتي الكثيرة واتيتي
احمرت خدودها حرجا ليقول ياسين بهدوء : خلاص امي انها هنا الان ، فلا داعي للعتاب
نظرت له امه بقوة : ماذا تفعل هنا ؟
نظر لها بدهشه لتبتسم نور عليه : انا اجلس مع زوجتي
قالت بهدوء : اذهب لآخاك لقد سئل عنك
هم بالاعتراض لتنظر اليه وتشير اليه بعينيها ليهز راسه
_ حاضر امي ، انحنى ليهمس لها : سأنتظرك بالخارج
هزت راسها ليخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه
ابتسمت لها نوارة هانم وقالت بهدوء : هل تذكرين نور اول يوم اتيتي هنا برفقة ياسين وانت زوجته
نظرت لها وهي تحاول ان تفهم ما ترمي اليه : نعم اتذكر
__ هل تتذكرين ماذا قلت لك حينها ؟
اردفت بهدوء : الم ابلغك اني بجانبك ضد ولدي وانه اذا اغضبك ابلغيني وانا سآتي لك بحقك منه
هزت نور راسها ايجابا لتسالها بهدوء : لماذا لم تخبريني بما يدور بينكم نور ؟ هل كنت تحسبين انني امزح معك ؟
لا حبيبتي ، ثم لماذا تتركين بيتك وتذهبين ، لا تفعلي هذا ابدا مرة اخرى، انه بيتك قصرك واذا لا تريدي ان تشركيني بمشاكلكم فتصرفي انت بقوة ، اغضبي منه وانت بجناحك وبغرفة نومك دون ان تخرجي منها ، اتركيه يعلم انه لا يقوى على بعدك وانت بجانبه ، ظلي بجانبه وهو لا يستطيع ان يقترب ليشم رائحة شعرك ، لا تتركيه وتذهبيه وكأنك تخبريه ان يعتاد على حياته بدونك
الرجال يملون سريعا نور ، اذا اعتاد على عدم وجودك لن يفرق وجودك من عدمه بعد فترة ، وسيعتاد على انك ستذهبِ وتتركيه وبعد فترة ستعودِ مرة اخرى
او يتأقلم على حياته بدونك ولا يريد عودتك .
نظرت لها بخوف لتبتسم لها مطمئنة : ياسين يحبك نور
وانا اعلم بولدي جيدا ولكن لا تأمني ردة فعله في معظم الاحيان ، اذا اغضبك مرة اخرى ، لا تتركيه بل ابقى بجانبه ودعيه يتعلم ان يفكر مائة مرة قبل ان يغضبك مرة اخرى
واذا احتاجت مساعدتي باي وقت اعلمي اني سأدعمك امامه فاذا كان مخطئا لن اتردد في معاقبته من اجلك
ضحكت نور بمرح لتحتضنها نوارة هانم بحب : انت ابنة الغالية تذكري ذلك جيدا ، وغلاتك من غلاة ياسين
ابتسمت نور بحب لهذه الانسانة التي تحاول ان تعوضها عن والدتها لتحتضنها بحب هي الاخرى : هيا اذهبي الي زوجك
نهضت : بعد اذنك امي
خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها لتلفت وتجده واقف خلفها ، شهقت بخوف ليسحبها بين ذراعيه
ابتعدت عنه بغضب : افزعتني ياسين
اقترب منها اكثر وشدها اليه : كنت انتظرك لنصعد معا
ابتسمت له ليمسك يدها : هيا
صعد لأخر السلم وهم بحملها ليجد يوسف امامه شعرت بالارتباك يغلفها لينظر الي اخاه بحده ، اخاه الذي ابتسم باتساع وهتف بسعادة : نور عندنا يا مرحبا يا مرحبا
اتسعت ابتسامتها : مرحبا يوسف ، كيف حالك ؟
__ بخير الحمد لله ، صاح بصوت عال : جيجي نور هنا
اشار لها بيده : تعالي نور ، انجي ستسعد انك جئت اخيرا
تبعته بصمت وطرقت الباب الخارجي بهدوء قبل ان تطل براسها : السلام عليكم
سمعت انجي تقول من غرفة المعيشة خاصتهم: تعالي نور ، تفضلي

واقف وهو يشعر انه سينفجر من الغيظ من يوسف الغبي
الم يستطع تمييز انه يريد ان يجلس مع زوجته بمفرده
طل عليه يوسف من الداخل : ارى انك مرتاح ياسين بوقفتك هذه ؟
نظر له بحده ليكمل : تعال لترى غرفة محمود بعد ان انتهينا من ديكوراتها ومعتز اتى له بأشياء جديدة ، ووضعنا له ما اتيت انت به ايضا ، تعال
نظر له بغضب وجز على اسنانه ليدهش يوسف : ياسين ، ما بك ؟ لماذا اشعر بانك غاضب من شيء ما ؟
نظر له وقال بحده : هل تشعر اصلا يوسف ؟
نظر لأخيه بتعجب ليزفر الاخر بضيق : تعال يوسف لأرى غرفة طفلك
دخل مع اخيه لتراه هي وهو يدلف الي الداخل وتقول لأنجي بسرعة : سأنصرف انجي وسآتي لك بالصباح
قبلت الطفل بحب ووضعته بفراشه المتحرك واشارت لها وخرجت مسرعة لتذهب الي جناحهم


نظر الي غرفة الطفل وهو يبتسم بسعادة : رائع يوسف الغرفة مكتملة لا ينقصها شيء ، مبروك يا اخي
__ عقبالك ياسين ، تعال لنجلس معهم
اتجه مع يوسف وهو يخبره بان عمر سينضم الي الشركة
وان الاتفاق سيكون معه وان يدرج بالاتفاق ان عمر سيصبح مسئولا عن فرع الاسكندرية
طرق الباب بهدوء وهو يدلف وراء اخاه ،
لتبتسم انجي : تفضل ياسين
سال يوسف : اين نور ؟
__ قبلت مودي وخرجت بعدها فورا لم تجلس اصلا
رفع ياسين حاجبية : حمدا على سلامتك انجي
اتجه الي فراش الصغير وابتسم له وانحنى يقبله : سأنصرف انا الاخر ، تصبحون على خير

خرج سريعا من الغرفة ليسرع خطواته الي جناحه ويفتح الباب وهو يشعر بسعادة بالغه ويبتسم باتساع وهو يتجه الي غرفة النوم لتتجمد ابتسامته وتعلو الدهشة ملامحه
ابتسمت بهدوء وارتجفت وقالت برعشه تبدو في صوتها
__ اشعر بالبرد ياسين
ردد بدهشة : تشعرين بالبرد ، هل تركت شيء بملابسك الشتوية لم ترتديه ؟
خفضت وجهها خجلا ونظرت الي روبه الثقيل الذي ترتديه فوق بيجامتها الواسعة الصوفية : اشعر بالبرد فعلا ياسين
ابتسم : لماذا لم تديرين جهاز التدفئة ؟
قالت بارتباك وصوت منخفض : لم استطيع الوصول اليه ، وضعت الكرسي ولم استطع الوصول اليه
اشارت بيدها الي الكرسي الموضوع لينفجر ضاحكا ويذهب ليشغل جهاز التدفئة المركزي ، خلعت روبه الثقيل وذهبت لتندس بالفراش ليشدها الي حضنه شهقت مرة اخرى
نظر لها بهدوء : انت لا تخافين مني نور ، اليس كذلك ؟
هزت براسها نافيه ليسالها بنبرة هادئة : اذن لماذا تشهقين هكذا ؟
__ لم اتوقع ان تقطع هذه المسافة سريعا
هز راسه متفهما لينظر الي بيجامتها الكاروهات الواسعة وابتسم : هل هذه بيجامتي ايضا ؟
احمر وجها بشده : لا انها بيجامتي
ابتسم ساخرا : حقا ، حسنا سأبدل انا الاخر ملابسي
تركها لتدخل الي الفراش وتندس بالأغطية واتجه الي الجانب الاخر وبدا يلعب بهاتفه سالته بهدوء : ماذا تفعل ؟
__ اضبط الهاتف ، لينبهني لصلاة الفجر
هزت راسها متفهمه و قبل ان يصل الي دورة المياه
نادته : ياسين
التفت اليها لتقول بهدوء : سأنام انا ، لا توقظني للصلاة فلدي عذر اكملت جملتها لتغطي راسها بلحاف السرير
يشعر بالغباء يخيم على راسه لا يفهم جملتها ، وقف ينظر اليها مطولا وردد بدهشه : عذر ، ليعقد حواجبه ويردد :عذر
واخيرا انعم الله عليه بنعمة الفهم لينفرج وجهه عن الذهول وهو يردد : عذر

لا تعلم كيف فعلت هذا ، ولكنها لن تستطيع ان تنتظر الي ان يقترب منها لتبلغه ، لا تنكر صدمتها عندما اكتشفت هذا الامر صباحا وخرجت من دورة المياه بوجه شاحب ، لدرجة جعلت علياء تسالها بفزع : ما بك ؟
نظرت اليها وهي لا تعلم بماذا تجيبها ، لتستنتج الاخرى وتنفجر ضاحكة وهي تقول بمرح : الله يعينه عليك

شعرت بالغطاء يتحرك من على وجهها ليسحبه من عليها بهدوء وينزل ذراعها الموضوع على راسها وهو يبتسم بوجهها : انظري الي بيجامتي انها اجمل من بيجامتك
نظرت اليه وقالت بإحراج : انها اغمق قليلا
__ نعم انها رجالية ، لذلك لونها اغمق
دنا منها اكثر وهو يسحبها من ذراعها الي احضانه
__ هلا شرحت لي موضوع العذر هذا
احتقن وجهها بالأحمر القاني لتقول بزمجرة رقيقة : ياسين
__ اذن كما فهمت ، وهل يمانع السيد عذر ان احتضنك بين ذراعي لأعرف انام وارتاح ؟
هزت راسها نافيه ليبتسم ويقبل جبينها برقه حانية
__ تصبحين على خير حبيبتي
قبلت خده بهدوء : وانت من اهل الخير
استكانت بين ذراعيه ليضع راسه بجانب راسها كما اعتاد ان ينام بالسابق ويقبل اذنها بهدوء ويحدث نفسه كم اشتقت اليك حبيبتي

*******************

وقفت تنظر الي نفسها بالمرآه وتعدل اخر لمسات زينتها
لحضور حفل سبوع محمود بك كما يناديه احمد
الثلاث ايام الماضية كانت من اجمل ايام حياتها ، فياسين تفرغ لها نهائيا و اعد لها برنامج ترفيهي يومي و يختلف كل يوم عن الاخر ، استمتعت بهذه الايام للغاية وابتسمت وهي
تتذكر المشادة الكلامية التي نشئت البارحة بين يوسف وانجي ، انجي تريد اقامة حفل سبوع لمحمود ويوسف يريد ان يقيم عقيقة للطفل على حسب السنة ، وفي الاخير قررت نوارة هانم ان يفعلا الاثنين
ابتسمت وهي تتذكر ياسين وهو يضحك عليهما ، لتجده واقف وراءها وينظر اليها وعيناه يشع منها الاشتياق
ابتسمت بخجل ، ليقترب منها بهدوء

دخل الي الجناح ليرى اذا كانت انتهت ام لا ، لتنزل وتكون بجانب والدته ، ليكتم انفاسه مبهورا بجمالها ، نظر اليها ودارت عيناه على تفاصيل جسدها المثير ، وهي ترتدي تنورة طويلة من القطيفة سوداء اللون بفتحتين من الجانبين ومزينة على الخصر بسلسال ذهبي اللون طرفيه يصلا الي نصف فخدها وترتدي عليها بلوزة قطنيه مشمشية اللون
بأكمام ولكنها نازلة من الاكتاف لتبين رشاقة وجمال رقبتها
شعرها ملموم الي الوراء على شكل ذيل حصان وقصتها تزين وجهها ، ارتدت وهو يناظرها حلق ذهبي طويل لتبدو رقبتها اجمل واطول
اقترب منها بهدوء ليقبلها بطرف عنقها ويخرج من جيبه علبه مخملية ويخرج منها سلسة ذهبية رفيعة قصيرة مزينه بحجر كهرمان صغير يستقر بالتجويف الواقع بطرف عظمتي الترقوة
شهقت بإثارة: جميلة ياسين، ما المناسبة ؟
نظر لها بحب ولهفه : مناسبتها ان حبيبتي عادت الي ورضت عني
ابتسمت بدلال مغري ووقفت على طرف اصابعها لتقبل شامته وتهمس بجانب اذنه : شكرا حبيبي
قفز قلبه بجنون من ابتسامتها ليغمض عينيه وهو يشعر بالسخونة تلم بخلايا جسده عندما قبلته لتقضي همستها على ما تبقى عنده من عقل ويضمها الي صدره بقوة : اشتقت اليك حقا
استمتعت بحلاوة عناقه وقوته ليتركها بعد قليل وهو يبتسم لها
__ هيا انتهي من استعدادك لننزل الي الاسفل
__ حاضر
جلست على الاريكة لترتدي حذائها ذو الرقبة العالية بنفس لون البوزة الذي يصل الي تحت الركبة .
نظر اليها وهي تجلس لتنكشف ساقيها البيضاء من فتحتي التنورة فيعقد حاجبيه وهو يفكر هل التنورة ستكشف عن ساقيها ليراها الحاضرون ولكن عند ارتدائها حذائها ذو الرقبة العالية ووقفت تبين له انه يغطي ساقيها تماما من فتحتي التنورة ابتسم بارتياح
قال بحب : لفي نور .
نظرت اليه بدهشه قال امرا مرة اخرى : لفي ، دوري حول نفسك اريد ان اراك جيدا .
ابتسمت ووقفت لتلف على رجل واحدة حول نفسها كراقصات البالية ليبتسم بسعادة ، دارت مرة اخرى ليعلق كعب الحذاء الطويل بالتنورة فكادت ان تقع ليلتقطها بين يديه
ويقعا الاثنين ارضا ، هو ظهره ارضا وهي تستلقي فوق صدره ، سالت بقلق : انت بخير .
ابتسم ابتسامته الجانبية : نعم ، اذا كنت بخير ، فانا بخير .
__ انا بخير الحمد لله .
شهقت بفزع : احمر شفاهي لطخ قميصك الابيض
قام واقفا لينظر الي المرآه ويجد مكان شفتيها ظاهر بوضوح عند ياقة القميص ليبتسم : سأنزل هكذا ليرى الناس مدى حبك لي
اتسعت عيناها رعبا ليضحك بقوة: لن افعل هذا طبعا
امزح معك ، سأرتدي شيئا اخر
خلع القميص امامها ليظهر جسده الاسمر القوي بعضلاته المفتولة لتخفض راسها ووجنتيها متوردتين ليأتي بقميصين من الدولاب ويقترب منها : ايهما افضل ، الازرق الفاتح ام الرمادي الفاتح
نظرت له بهدوء : الرمادي انه يطهر لون عيناك اكثر
رمى القميص الاخر من يده ليرتدي ما اختارته ويقف امامها
ويقول بهمس : اغلقيه ، هيا ساعديني
بدأت تغلق ازرار القميص بارتباك ليريح كفيه على خصرها
نظرت له بلوم ليهمس : كل شيء مباح نور ، الم نتفق ؟
نظرت له : ماذا تريد ؟
شدها اكثر اليه لتقترب وتلتصق بصدره العاري
العريض : اريد ان اعلم هل اشتقت الي ام لا ، تريدينني مثلما اريدك ام لا ؟ خائفة مني ام لا
صمتت ليتنهد : ابحثي عن الاجابات نور ، عندما تصلي اليها
اخبريني
اغلق باقي ازرار قميصه ، ليرتدي جاكيت اسود اللون عليه
نظرت اليه وهي تراه بمظهر غير رسمي يظهر قوته ووسامته ، بنطلونه الجينز وقميصه الرمادي الذي يبين جسده القوي و الجاكيت الاسود ليعطيه جاذبية فريده لم تقابلها من قبل ،شعره الطويل الي حد ما مصفف بعنايه بحيث يلامس رقبته ، ذقنه خفيفة الشعر وعيناه الواسعتان بمقلتيه الرماديتين المتألقتان دائما بحب ولهفه وشوق اليها
ابتسم بخفة: جاهزة ؟
هزت راسها بالإيجاب ليقول : هيا بنا


*************************

انتهى حفل السبوع الذي كان ممتعا واستأذن عمر بالانصراف فذهبت لتودعه وتودع علياء وتتفق معهم انها ستمر عليهم بعد غد لتوديعهم قبل انتقالهم الي الاسكندرية
خرجت مع اخاها للخارج القصر وودعته الي ان انصرف بالسيارة من امامها لتلتفت وتجد ياسين وراءها
ابتسمت ليمسكها من ذراعها ويهمس لها : تعالي معي
سارت بجواره لتفاجئ بانه ذاهب بها الي السيارة
ويقول لها : اركبي

وصلا الي مرفأ نيلي ابتسم وهو يقول : هيا انا اعددت لك رحلة نيليه ، اتمنى ان تعجبك ، ارتدي الجاكيت حتى لا تصابين بالبرد
ابتسمت وهي ترتجل من السيارة وترتدي الجاكيت
وتذهب معه الي المركب الجميل



تقلبت في الفراش بملل وتذكرت الرحلة النيلية الممتعة وقضاء الساعتين معه على ضوء الشموع وهو يتحدث معها عن الفترة الماضية التي مرت عليه بدونها ، حدثها عن العمل وعن مشكلته مع معتز واخبرها انه سيأخذها لترى المجمع التجاري الذي صمم مبانيه بنفسه ، وانتهت الرحلة ليعودا الي القصر وها هي تستلقى بين ذراعيه وهو يغط بنوم عميق ، وهي لا تستطيع النوم ، تفكر بأحوالهم الي الان لم تعد الامور الي طبيعتها بينهم ، وعلى الرغم من رؤيته لها وهي تصلي العشاء بعد عودتهما من الخارج الا انه لم يقترب منها مع انها رات نظرة عينيه الملهوفة ولكنه اخبرها ان تبحث عن الاجابات وتخبره ، هل بالفعل يريدها ان تخبره أنها اشتاقت اليه ، الا يشعر بها ، انها تذوب شوقا اليه
هل حالة التردد الذي تنتابه لأجل ان لا يخيفها ، الم يستوعب ان هذه الرجافات والشهقات لم تكن تنتمي للخوف بل تنتمي الي شيء اخر تشعر به يمتلكها عندما تشعر بدفء جسده قريب منها
نظرت اليه وهو نائم ،تشعر بالحب والشوق يملاها
تنهدت بشوق وهي ترى شامته الحبيبة ، رفعت حاجبها اذا كان لا يفهم ، سأفهمه اني بالفعل اشتقت اليه
وضعت طرف سبابتها بين شفتيها وهي تفكر كيف ستخبره انها اشتاقت اليه ، لوت فمها بخيبة امل
لتتذكر كلام علياء لها ، لتبتسم و عقلها يُضاء بفكرة عبقريه
كادت ان تصفق لها ولكنها امتلكت نفسها وكتمت تنفسها وهي تنهض من جواره وتتحرك بهدوء شديد
بدلت ملابسها الي ملابس عادية لتستطيع الخروج من الجناح ولبست شيء ثقيل ونزلت الي الاسفل

شهقت عند رؤيتها ليوسف عند دخولها الي المطبخ
الذي رفع حاجبيه ثم ابتسم : ما بك ؟ كأنك رايتي شبحا
ابتسمت بخجل وهي تقول بارتباك : لا ، ولكني لم اتوقع رؤية احدا مستيقظ الان
ضحك ساخرا : من لديه محمود بك لا يستطيع النوم يا نور
ضحكت بخفه : الله يحميه
سال بهدوء : ماذا تفعلي هنا ؟
__ شعرت بالجوع و نزلت لأعد شيء سريعا لأؤكله
__ أوقظِ احدا من العاملين ليعدوا لك العشاء
نظرت له بعدم تصديق وقالت : لا طبعا ، ساعد بعض الشطائر ، ماذا تفعل انت ؟
كح بهدوء : اعد رضعة محمود
ضحكت بتلقائية ليتبرم هو : انجي متعبه طوال اليوم وانا اساعدها
نظرت له بدهشه من تبرمه : عادي يوسف ، لا يوجد ضرر لتساعدها وبالفعل انجي بذلت مجهود كبير اليوم
ابتسم : لقد قابلت احمد وانا نازل و سخر مني ولذلك اشعر بالضيق
نظرت له بعتب : يوسف اذا كنت مقتنعا بما تفعله فلا تتأثر بآراء الاخرين
رص زجاجات الحليب المعدودة بالحافظة ليبتسم لها : طبعا مقتنع ، ثم كما قلت لا ضرر من ان اساعدها
سأصعد الان قبل ان يوقظ محمود بك القصر كله بصوت بكاءه ، تصبحين على خير
تركها وذهب لتعد هي بعض من الشطائر وترصصها بصينيه متوسطة الحجم ، وتصعد الي الاعلى


وضعت الصينية على الطاولة الموضوعة بردهة الجناح وذهبت لتقف امام الدولاب واختارت شيئا لترتديه
ثم ذهبت الي دورة المياه لتستحم وتبدل ملا بسها


اقتربت منه بهدوء وهزته بخفه : ياسين
همهم بكلمات غير مفهومه لترفع صوتها قليلا : ياسين
تحرك بجسده حركة قليله لتهزه بقوة اكبر وترفع صوتها
__ ياسين
رمش بعينيه ليجلس وهو عاقد حاجبيه : ماذا هناك ؟ هل انت بخير ؟
ابتسمت : نعم
تنهد بارتياح لتقول بارتباك : ولكنني جوعانة واريدك ان تستيقظ لتتناول معي الطعام فانا لا استطيع ان اؤكل بمفردي
نظر لها ببلاهة لتقول له : هيا انهض اغسل وجهك وتعال ، ستجدني بالخارج
نهض وهو يشعر بالتعجب منها : الم تكن تستطيع ان تنتظر الي الصباح ويتناولون الافطار معا ؟
تنهد بدهشه وتوجه الي دورة المياه ليفعل ما قالته
ويذهب اليها ، نظر بردهة الجناح فلم يجد احد صاح بضيق
__ نور ، اين انت ؟
جاء له صوتها من غرفة المعيشة : اجلس وانا سآتي حالا
زفر بضيق هذه المرة وهو يجلس ، تناول احد الشطائر وقضمها وهو يشعر بالغيظ منها ، ماذا تفعل ولماذا توقظه الان ، تنفس بقوه عند رؤيته لها وهي قادمه من الداخل
ليكح بعنف ولا يستطيع التنفس
اسرعت اليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، اشرب قليلا من الماء
ناولته كوب الماء ليشرب من القليل ، استعاد تنفسه الهادئ لينظر لها مطولا وهي ترتدي قميصها الحريري الوردي ذو السلسلة الفضية ليشدها من يدها بهدوء ويجلسها بحضنه ويحيطها بذراعيه :هل انت حقيقية ؟
همست بتلاعب : ماذا ترى ؟
مرر اصابعه على ظهرها بهدوء : ارى شيئا تمنيته من اول زواجنا ، بل من قبل زواجنا ، عندما نسيت هذا القميص بالأسفل لأراه
نظرت له باستفهام ليكمل بهدوء : أتتذكرين يوم ان اتيت وانا متعب وراني عمر وانا نائما بحضنك
هزت راسها ايجابا : يومها طلب عمر منك ان ترينا ما بالأكياس فغضبتي ولممت الاكياس سريعا وصعدتي وصعد هو وراءك لأرى انا هذا القميص الحريري ومن يومها وانا اتمنى ان اراه عليك بالفعل
نظرت اليه بدهشه : اذن لم ترى اشيائي كما اخبرتني
ضحك وهو يهز راسه نافيا ، لتبتسم بوجهه : هل من الممكن ان تتركني لأتناول الطعام ؟
همس بأذنها : هل بالفعل تريدين تناول الطعام ؟
هزت راسها : نعم
__انظري الي عيني وقولي انك تريدين تناول الطعام
خفضت عيناها بعيدا عنه ليقول بلهفة وشوق : كما توقعت تماما

********************

ضحكت بقوة ومرح وهي تتلوى بين ذراعيه : توقف ياسين ، ارجوك توقف
دغدغها مرة اخرى وهو يضحك على ضحكتها المنطلقة
__ لم اكن اعلم انك تغارين بهذا الشكل
ضحكت مرة اخرى لتمسك بيده وقالت بدلال : ارجوك ياسين .
نظر اليها بحب ليمسكها من ذراعيها ويسحبها ليضعها فوق صدره العاري ، اراحت راسها فوق قلبه مباشرة وقالت بهدوء وهي تنظر اليه : احبك ياسين
ضمها بقوة الي صدره العاري وقبل راسها بهدوء
__ اتعلم ياسين ، عندما ذهبت الي هناك ، كنت استيقظ على صوت صراخ لا اعلمه مصدره ، اكتشفت بعد جلساتي مع الطبيبة انه كان صوت امي ، والاحلام التي كانت تزعجني كانت بسبب ما رايته وانا صغيره
دمعت عيناها ليربت على راسها ويضمها الي صدره بحنان
نظرت اليه : هل تعلم لماذا كنت اجفل منك قبل زواجنا وفي بدايته ؟
نظر لها وحثها على المتابعة ،لتكمل : لأني كنت اراك بأحلامي واسمع كلمات ساخرة بانك ستصل الي ما تريده ، كنت المح بعينيك نظرة ساخرة مريرة في الحلم فكنت اخاف ان اراها بالحقيقة ،
لم استوعب ما رايته وانا صغيرة ولكن عقلي على مدار السنوات ترجمه لخوف ورعب من أي علاقة تقربني من الجنس الاخر
ابتسمت ساخرة : ولأنك الرجل الوحيد الذي اقتحمت حياتي
واقتربت مني ، عقلي كان يخلط بينك وبين عمي ، و كنت اراك بوضوح بدلا منه في احلامي ولذلك كنت اخاف منك
كنت اشعر بالبرودة تمتلكني عندما تقترب مني واتذكر احلامي فيقشعر بدني واتصلب بين ذراعيك لتنهمر دموعي

ولهذا السبب ايضا كنت ارتجف منك بعد اخر ليلة لنا معا لان احلامي عادت مرة اخرى وبصورة يومية ، بل كنت اسمعك وانت تقول لي انك تريدني ان ابتعد عنك لأني اشعرك بالنفور ضمها بقوة : اسف حبيبتي ، سامحيني ، لم اكن اقصد ، لا تعذبيني نور
ابتسمت ودخلت الي حضنه اكثر ولكني حلمت يوما بانك تقبلني برقه وتتأسف لي وتحتضنني بحنان
ابتسم وهو يتلاعب بخصلات شعرها : لم يكن حلما نور
كان حقيقي ، ولولا غيرتي ذلك اليوم وانا اسمعك وانت تضحكين مع يوسف لكنت اعتذرت لك وما كان حدث ما حدث
ادارت اناملها على صدره ليبتسم ويقول : لا توقظي الوحش نور
ضحكت برقة ، لتكمل : ولكن في اخر فترة قضيتها في المشفى كنت اراك بأحلامي ايضا ولكنها كانت احلام جميلة تثير بنفسي شعور جميل
وعندما خرجت من المشفى ولم اكن استطيع النوم اخبرتني علياء انني لا استطيع النوم لأنك ليس بجانبي ، سخرت منها حينها ولكني لم اكن استطيع النوم فعلا الا عندما اتناول حبه مهدئ و كنت اراك بأحلامي عندما اذهب الي النوم لدرجة اني لم اكن اريد الاستيقاظ حتى تظل معي ، ولكن في يوم شعرت بالفعل انني احتضنك واستيقظت لأجد ان ملابسي مليئة برائحتك
ضحك بقوة : لم يكن حلما نور ، فانا بالفعل قضيت هذه الليلة بجانبك ، ولولا علياء لكنت استيقظت لتجدي نفسك بين ذراعي ،ولكان عمر قتلني عندما راني بجوارك
ضحكت بمرح : لماذا انت زوجي ؟
__ عمر كان يتعامل معي على اساس اني سأختطفك
ابتسمت : كان خائف منك ، خائف ان تؤذيني انت الاخر
نظر لها واتكئ على كوعه ليمرر ظهر سبابته على ذراعها العاري : ولكنك كنت ترتجفي مني الايام الماضية نور وتشهقي كلما اقتربت منك ، مع انك منذ قليل كنت رائعة معي
ابتسمت وهمست بدلال وهي تقترب منه : هل كنت تظن اني ارتجف خوفا ياسين ؟
نظر لها باستفهام لتبتسم وتهمس بغنج : كان شوقا حبيبي
كنت ارتجف شوقا حبيبي
نظر لها والرغبة تلمع بعينيه لتكمل : منذ ان خرجت من المشفى وتوقفت احلامي المزعجة وانا ارتجف شوقا اليك ياسين ، حتى عندما رأيتني وانا اركب السيارة بجانب عمر كنت ارتجف لأني كنت افكر بان ارتمي بين ذراعيك واخبرك بمدى شوقي اليك
قبلها بتطلب لينظر اليها : اذن لا مزيد من احلامك المزعجة نور
هزت راسها نافيه ليقول بمكر : هلا اخبرتني الان بمدى شوقك الي
ضحكت بسعادة لتقبله بشامته : بكل سرور حبيبي
****************

بعد خمس سنوات
جالسة تنظر الي الصور الاخيرة التي التقطوها في اجازة المصيف وتبتسم على العائلة الكبيرة التي اصبحت فردا منها



عمر الله رزقه بإسماعيل هذا الطفل الذي ذو الاربع سنوات جاء يحمل ملامح عمر وعينان علياء البندقية وعندما يضحك تشعر بان الشمس اشرقت بوجهها ،مرح كوالدته واباه ويتمتع بخفة ظل وشقاوة تقفز من عينيه . علياء الان حامل للمرة الثانية بشهرها التاسع ستلد قريبا ان شاء الله
مستقران مع عمتها في الاسكندرية بعد ان بنى عمر قصر جديد بلا من المحترق
وانضم الي عائلتهم فرد جديد الا وهو صفي الذي تبنه عمتها منذ اربع سنوات ، عمر يحبه كثيرا ويتعامل معه كانه اخاه الصغير وهي تحبه وتشعر بانه اخاها الصغير فالصبي ملامحه طيبة ورقيقة ومهذب وهي ترى ان الله رزق عمتها به ليعوضها عن سنين الوحدة التي قضتها في الماضي ويعوضها عن طفلها الذي فقدته

يوسف وانجي لازالا كما هما وكلما تمر السنين عليهما يزدادا حبا وجنونا ، رزقا بلجين من نفس عمر محمد تقريبا فتاه رائعة الجمال ببشرتها القمحية وعيناها الصافية كالعسل الابيض وشعرها البني الفاتح يزيدها جمالا ، هادئة لدرجة انها تشعرها انها لا تنتمي الي هذه العائلة الصاخبة
فمحمود اتي ليأخذ شخصية يوسف المرحة وجنون انجي وقوة وصلابه ياسين ، كم تعشق هذا الطفل بعيونه الزرقاء الصافية التي تذكرها بالبحر الهادئ ، وشخصيته الاسرة التي تذكرها بياسين ، فهو قوي وملامح رجولته تشع من عيناه

بسنت ومحمد رزقهما الله بتوأم ادهم وسارة يملئان حياتهما سعادة وفرح ولا نستطيع وصف فرحة بسنت عندما اخبرتها الطبيبة انها حامل للمرة الثانية ، فكل ما كانت تتمناه طفل واحد ولكن الله اعطاها من فضله ، الحمد لله

علي يعيش حياه سعيدة مع زوجته الحبيبة الجميلة وابنته الرائعة رزقه الله بمصطفى طفل جميل وهادئ الطباع كوالده
لا تنكر دهشتها من معاملة ايه الحسنة لها ولكن من الواضح ان الزمن يغير من لا يتغير

نادين واحمد واولادهم استقروا بمصر ، ويسكنوا معهم بالقصر نادين تحسنت معاملتها لأحمد كثيرا ولهم ايضا لم تعد مزاجية كما كانت بل وتهتم بأبنائها كثيرا وكفت عن مشاجرتها المستمرة مع ياسين

نهى الله رزقها بمهند طفل عوضها عما فقدته وتستقر مع عمرو و يمني في شقتهما جيران لعلي كما كانوا دائما ولكن نهى لم تعد معها كما كانت وهذا الامر يحزنها ولكنها لا تستطيع فعل شيء ، ياسين نفسه اخبرها ان لا تشغل راسها بهذا الامر فنهى مع الوقت ستعود كما كانت

ياسر ومريم وعائلتهم الكبيرة مازالا اصدقاء مقربين لياسين وبالتالي اصبحا اصدقاء مقربين لها هي ايضا
عائلة قائمة على الحب والصداقة والوفاء ولذلك هي عائلة مترابطة وقوية وهي تحب قربهم من عائلتها

معتز الشريك الجديد لزوجها تزوج بعد عودتها الي ياسين بفترة ورزقه الله بأحمد ذو الثلاث سنوات وفارس الرضيع الصغير ، اصبح صديقا مقربا لعمر بعد ان انتقل الي الاسكندرية واصبح مسئولا عن الفرع اداريا ويعاون عمر كثيرا ، وعمر معجب بإدارته للفرع وياسين يشيد بعمله


وفاء تعيش مع زوجها واولادها حياة هادئة ومستقرة
وتظلل على اخواتها البنات وعليها هي ايضا بدلا من الخالة عائشة

اليوم عائلتها الكبيرة ستتجمع عندهم فاليوم عيد ميلاد امنيه الرابع
ابتسمت عندما تذكرت ياسين من قبل ارع سنوات يوم ما بشرته بحملها في امنيه


جلست تنتظره، فهو تأخر اليوم كثيرا عن موعده اليومي
الشهران الماضيان مروا عليهما بسعادة وهناء تفاهما كثيرا وياسين سيطر على غيرته وغضبه ايضا ، لن تنسى رحلة لبنان الذي فجاءها بها ذهبا لحضور حفل زواج بسام وجميلة وقضوا خمسة عشر يوما في لبنان تعويضا لها عن شهر العسل الذي لم يتم المرة السابقة
سمعت خطواته تقترب لتتجه وتختبئ خلف باب الغرفة
دخل من الباب ولم يراها لينادي بصوت عال : نور ، اين انت ؟
مشت خلفه ببطيء وهدوء ليلتفت لها بسرعة ويحملها بين ذراعيه وهو يضحك ، لتصيح بغضب : اريد ان افزعك مرة واحدة بحياتي
قبلها بشوق : اشعر بك حبيبتي ، اشم رائحتك حولي
جلس على الفراش ليجلسها بحضنه ابتسمت وتوردت وجنتيها لتنظر اليه تلاعب بخصلات شعرها : ما بك حبيبتي؟ اشعر ان لديك شيء تريدي ان تبوحي به
مسكت يده ووضعتها على بطنها بهدوء لتتسع عيناها ويسالها
__ انت حامل ؟
هزت راسها ايجابا وعيناها تتراقصان بفرح لتتردد صيحاته الفرحة بأرجاء المكان ، وضعت يدها على فمها : هششش ، ستوقظ القصر كله ياسين
ضحك بقوة وحملها بين ذراعيه ودار بها وهو مستمر بالضحك ، لتشاركه الضحك لينثر قبلاته على راسها ووجهها ورقبتها لتشهق من بين قبلاته : ياسين
وضعها على الفراش بهدوء وجلس امامها على ركبتيه : حقا نور ، انت حامل
هزت راسها ايجابا مرة اخرى ليسالها : تأكدت
__نعم تأكدت اليوم
__ هل ابلغت امي ؟
__ بعد صياحك وضحكك هذا القاهرة كلها علمت بأمر حملي
ضحك لتلمع الدموع بعينيه لتنظر له بصدمة : ياسين
احتضنها بين ذراعيه بحب : لا اصدق نفسي ، كم مشتاق لطفل صغير يحمل ملامحك وروحك التي اذوب بها
وقف سريعا لتقول له : الي اين ؟
__ سأبلغ امي
ضحكت وهي تتذكر كم كان سعيدا عندما اخبرته وكم ازدادت سعادته بولادة امنيه وكم يدللها ويعشقها
وها هي الان بعد خمس سنوات حامل في شهرها السادس بطفلهم الثالث بعد امنيه ذات الاربع سنوات ومحمد ذو السنتين
امنيه اتت تشبهها كما تمنى ياسين ولكنها ورثت منه الشعر الاسود والعينان الرمادية ، ولكن محمد فشبه اباه بالضبط ما عدا عيناه العسلية الجميلة
الاثنان يحملان بهجة وسعادة لهما رددت بهمس وهي تضع يدها على بطنها الممتدة امامها : يا رب احفظهم لي ولا تحرمني من اباهم ابدا
وضع يده على يدها وجلس خلفها ،
ليقبل اذنها ويهمس بها: ولا يحرمني منك حبيبتي
التفت اليه : الن تتخلى عن طباعك هذه ؟
نظر لها وعيناه تدوران على تفاصيل وجهها بحميمية : الن تعتادي نور على طباعي هذه ؟
قبلت شامته : بل اعتدت حبيبي اعتدت
وقف ليشدها من يدها ويأخذها بين ذراعيه : هيا حتى لا نتأخر عنهم ، فهم ينتظرنا
ذهبت الي المرآه لتتأكد من وضع حجابها ليحتضنها من الخلف : قمر حبيبتي ،
لفها اليه ليقبلها برقه : احبك نور
ابتسمت اليه ولفت ذراعيها حول عنقه : وانا اعشقك ياسين


تمت بحمد الله
5/10/2011

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:08 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية