كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
الفصل العاشر
__ علياء الم تسمعينني علي منتظرك بالداخل
قامت وهى هائمه لا تستطيع ان ترى امامها فالكلمات التي نطقت بها ايه تتردد بعقلها هل من المعقول ان يكون عمر كان يمرح مع فتيات اخرى ، لما لم تخبرها نور بذلك هزت راسها لتنفض هذه الافكار من عقلها لتستمع الى اخاها
تقدمت اليه لتجلس الى جوار اخيها بالفراش احاطها علي بذراعه ويربت على ظهرها
__ كبرتي علياء وأصبحت عروس يتوافد عليها الخطاب
احمرت خجلا وهى تسمع هذا الكلام من اخيها وفضلت الصمت
اردف قائلا: عمر اخو نور صديقتك كلمني البارحة وطلبك منى ، علياء انتى كبرتي الان وتستطيعي ان تأخذي قرارتك بنفسك وتقرري امورك ولابد ان تعرفي رايك هو الاهم في هذا الموضوع خصيصا
بللت شفتيها بلسانها وابتلعت ريقها بصعوبة شديده ونظرت الى اخيها في حيرة من امرها وهى لا تعلم بماذا ترد عليه
تنحنحت لتساله بصوت منخفض: ما رأيك انت علي؟
__ المهم هو رايك انتى لا انا
__ انا لا اعرف عمر جيدا وخائفة
ابتسم ابتسامه صافيه: لا تخافي حبيبتي لا شيء يستحق الخوف
عمر رجل مهذب عاقل ناجح بعمله صفاته الحميدة لا تعد ولا تحصى ، وانا لن اجد من هو احسن منه
لأثق به واطمئن على درتي الغالية معه فانتي تساوى عندي الدنيا كلها ، لا اقل انه لا يوجد به عيوب
فلا احد كامل فالكمال لله وحده
__ ونعم بالله
__ انا موافق عليه ومرحب بهذا النسب وأمي ايضا موافقه وانتى تعلمي كم هي تحب عمر
وانت تستطيعي ان تعرفي عنه كل شيء من نور او بنفسك في فترة الخطبة
سألها وهو يتأسف في نفسه على حال عمر فكان ظاهرا بوضوح كيف هو مستعجل : اترك لكى وقت للتفكير؟
هزت راسها رافضه ابتسم مشجعا : انتى موافقه
هزت راسها بنعم وهى اللون الحمر كاسيها وترتعد من الخجل
ضحك بهدوء على خجلها واحتضنها ليهمس بهدوء في اذنها : مبروك حبيبتي ، عقبال يوم الزفاف ان شاء الله
__ سأبلغ عمر بعد قليل لقد كان مستعجل البارحة على ان ارد عليه
اندهشت من جملة اخاها فكرت والكلمة تتردد في اذنيها مستعجل أيريدها هي فعلا ام انه يريد ان يتزوج وهى الاختيار الافضل له
************************
دخل من باب المنزل وهو في غاية الضجر فهو منتظر مكالمة علي من الظهر والاخر لم يرد عليه الى الان
رن هاتفه ليضيء باسم علي ليسرع بالرد عليه : السلام عليكم ، كيف حالك علي ؟
__الحمد لله بخير كيف حالك وحال نور؟
__ نحن بخير الحمد لله ما الاخبار عندك ؟
__ الحمد لله ليصمت علي فتره
__ على ، ما ردك على الموضوع التي فاتحتك به ؟
كتم علي ضحكته ليساله ببراءة : أي موضوع ؟
اندهش عمر : موضوع الزواج انسيت ، استمع الى علي اعطها وقت كافي لتفكر وتقرر
انفجر علي ضاحكا : لقد وافقت عمر
تنهد عمر : اه علي لو كنت أمامي لكنت قتلتك ، اهى فعلا وافقت ؟
__ نعم صديقي اتريدنى ان اقسم لك
__ اشكرك صديقي انا ممتن لك جدا ، حسنا امتفرغ انت يوم الجمعة لنقرا الفاتحة؟
__ اية جمعه ؟ بعد غد اليس قريب جدا ، لا اعلم فأكيد تحتاج الوقت لإنهاء امور الشراء وامور الفتيات هذه
__ علي انها مجرد قراءة فاتحة ، وسنحدد ميعاد للخطبة وسأعطيها الوقت الكافي لتفعل كل امور الفتيات التي تريدها
__ حسنا صديقي سأنتظرك يوم الجمعة في الثامنة عند والدتي
__ سآتي في الميعاد اراك على خير سلم على الاهل الى ان اراهم
اقفل الهاتف ليصعد قافزا الدرج وهو ينادى على نور طرق باب غرفتها
__نور انت مستيقظة
فتحت له الباب بدهشه : ماذا حدث عمر ؟ لم تصرخ هكذا؟
__ علي رد على انهم موافقين ،موافقين نور
احتضنته بحب وفرحة شديده : مبروك عمر مبروك ، عقبال يوم الزفاف ان شاء الله وازفك على خير لعروسك
اجلسته بجانبها على الأريكة لتساله: الن تخبر عمنا ؟
تشنج كفاه : اكيد سأخبره نور سأذهب له لأقل له على ميعاد الخطبة بعد ما اتفق معهم
رتبت على كتفه بهدوء :عمر اعلم انك لا تريده الى جوارنا ولكن هو عمنا ايضا ولا نستطيع محوه من حياتنا
__ نور ارجوكى لا اريد ان اتكلم في هذا الان
__ حسنا احددت معهم ميعاد لقرأه الفاتحة؟
__ نعم يوم الجمعة ،الساعة الثامنة
اريدك ان تأتى معي الى الجوهرجي فانا اريد ان اشترى هديه لعلياء بمناسبة الخطبة
ابتسمت ابتسامه واسعه : انها فكرة لطيفة ، ماذا تريد ان تشترى
__ لم احدد الى الان ، سنحدد هناك
__ اتريد الذهاب الان ؟
__ انتى مشغولة او شيء
__ لا حبيبي سأجهز حالا
__ارجو ان تعذريني نور لقد نسيت ان اسالك ماذا فعلتي اليوم؟
__ لا تتأسف عمر اعلم انك مشغول بالخطبة وانا كنت سأبلغك ، لقد قبلت بالوظيفة ولن اسافر
__ اتعملى مع هذا المتعجرف؟
__ لا سأعمل في الشئون القانونية ولا علاقة لي به
__ حسنا هذا افضل ، اجهزى انا منتظرك بالأسفل
ذهبا الى الجوهرجي بناء على رغبة عمر في شراء هديه لعلياء بحثا كثير ليستقرا اخيرا على خاتم من الذهب الابيض مزين بحجر من الالماس هتفت نور عند رؤيته : جميل عمر انه مناسب لعلياء تماما ، لقد صنع من اجلها
اشتراه عمر على الفور و وصى الجوهرجي بوضعه بعلبة مخمليه جميلة لتليق بالعروس وخرج سعيد جدا
__ لنذهب لنتعشى في مطعمك المفضل
عند ذكره للمطعم تذكرت الموقف الذى تعرضت له
__ لا ارى اهميه لذلك ، فلنعود للمنزل
عقد حاجبيه بدهشه : كيف لا داعى ، انا اليوم سعيد جدا من اجل الخطبة وسعيد ايضا من اجلك فالوظيفة كانت احد احلامك ، وابسط الاشياء ان اعزمك على العشاء
__ حسنا لو هذه اسبابك فمن المفروض اعزمك انا
نظر لها مهددا لتسكت على الفور وتردف :حسنا عمر سنفعل ما تشاء لكن سنذهب الى مطعم اخر على ذوقك و اريد تناول الحلوى بعد العشاء ايضا
ابتسم ملئ شفتيه : انت تأمريني حبيبتي
************************
احتضنتها امها بشده عند اعلان علي موافقتها على الزواج وان عمر سيأتي يوم الجمعة لقراءة الفاتحة وباركت لها وهى تدعو لها بالتوفيق والسعادة وسط تعليقات علي و ضحكاته وهى تتمنى ان تختبئ الان عن الجميع
تركتها امها لتتصل بأخواتها البنات لتبلغهم موافقة علياء والموعد لقراءة الفاتحة وهى تنتظر الفرصة لتختلي بنفسها وتهرب الى غرفتها لتستطيع التفكير مليا فيما يحدث من حولها
انتهزت فرصة انشغال علي مع ابنته وامها في التكلم مع بسنت لتذهب الى غرفتها وتمنت انها لم تتحرك من مكانها عند رؤية ايه خارجة من دورة المياه وهى امام غرفتها لتبتسم لها بسخريه
__ مبروك علياء ، ولكن تذكري انه اختيارك بمليء ارادتك ولتعرفي ايضا من انى حذرتك
غضبت علياء وقالت بنفاذ صبر : ماذا تردين بالضبط ؟
لترد الاخرى باستهزاء : لا شيء ، ولكنى انصحك فقط
انه يحب المرح مع الفتيات فلا تندفعي معه و لا تبيني مشاعرك الا عندما تتأكدي من مشاعره نحوك وانه لا يتسلى
ردت بغضب : لو كان يريد المرح والتسلية لكان حاول ان يتقرب منى في احدى المرات التي تواجدت في منزلهم او في احدى المرات التي اقلنى بسيارته ولكنه يريد الزواج واعتقد انه لا علاقة للزواج بالمرح والتسلية
ابتسمت بهدوء : انتى قلتيها بنفسك ولكن ليس بالضروري انه يريد ان يتزوجك انه يحبك ايضا
تركتها علياء وهى غاضبة ودخلت الى غرفتها لتنفس عن غضبها لتصفق الباب بشده خلفها
تنبه علي لصوت الباب رفع نظره ليرى ما يحدث وجد زوجته واقفه امام باب الغرفة وان علياء من قفلت الباب بشدة
__ماذا حدث ؟ اهى غاضبه من شيء؟
ابتسمت بارتباك : لا شيء حبيبي ، ولكنى اعتقد انها متوترة بسبب الخطبة ، فنحن الفتيات نتوتر بسرعه والموعد قريب جدا كان المفروض انك تؤجله قليلا حتى تعطى لها وقت لتستعد جيدا
نظر لها وهو يبتسم : ماذا افعل ؟ ان عمر مستعجل جدا ولم استطع ان اثنيه عن الموعد
ابتسمت ببرود ليتركها علي ويذهب الى غرفة علياء ويطرق الباب بهدوء
__ علياء افتحى الباب
تنهدت بصعوبة و حاولت السيطرة على اعصابها حتى لا يلاحظ اخيها غضبها وتوجهت لتفتح له الباب
__ تفضل اخى
دخل وقفل الباب خلفه ليجلس على الفراش ويجلسها بجانبه
__ اضايقك شيء حبيبتي ؟
هزت راسها بلا
__ اذن لم تركتينا لم ترد عليه فضحك بهدوء : مبروك وضع بيدها رزمة من الاوراق النقدية
__ما هذا ؟ صاحت بدهشة
__ لتذهبي وتشترى فستان يليق بقراءة الفاتحة وأي شيء اخر تريدينه ولا تتردى أي شيء تحتاجيه اطلبيه فورا
همت بالاعتراض __ بدون مناقشه
احتضنها ليطبع قبله على جبينها :اهم شيء عندي ان تكوني سعيدة
سنذهب لان لدى عمل غدا غمز لها وهو يردف: استعدى جيدا ليوم الجمعة
ضحكت بخجل وخرجت وراؤه لتسلم على جنى قبل ذهابها وسمعت اخيها يوصى امه بشراء افخر الاشياء وان تستعد الى يوم الجمعة
تحاشت السلام على ايه او الكلام معها بعد مغادرتهم احتضنتها امها وهى تخبرها بان اختيها فرحتان جدا لها وبسنت ستأتي لهم غدا لتساعدها و وفاء ستأتي صباح الجمعة لتساعد الاميرة علياء فيما تريده
دخلت الى غرفتها بناء على اوامر والدتها فإنها لابد من النوم باكرا فأمامها يوم طويل غدا دلفت الى فراشها و وضعت
راسها على الوسادة لتحول النوم ولكن هيهات فكلمات اية ترن بأذنيها كلما حاولت النوم اخذت تفكر اذا لم يكن يحبها لما يريد الزواج منها انور لها علاقة بذلك امعقول تكون رشحتها له وهو يريد الزواج من أي فتاه
هزت راسها بضيق هي لا تحتمل فكرة انه لا يكن اى مشاعر نحوها حاولت السيطرة على مشاعرها لتستطيع النوم
اخذت تتقلب في الفراش لتستطيع النوم فغدا اول يوم عمل لها ولا تعلم كيف ستتعامل مع ند قوى كيوسف
تدعى ربها ان تكون على المستوى المطلوب احلامها كثيرة وتعلقها بالوظيفة احد احلامها بل هو اول خطوة في سلم الاحلام اخذت افكارها تتقلب بين السعادة والقلق الى ان انتبهت انها الثالثة فجرا لتهتف : يا اللهي
وضعت الوسادة على راسها وهى تجبر نفسها على النوم
استيقظت من نومها على صوت المنبه ولأول مرة من شهور لا يراودها احد احلامها المزعجة فهي لم تنم من الاساس
فكيف ستحلم بدون نوم نظرت الى المنبه لتفاجئ بانها السابعة لتقفز خارج الفراش وتستعد سريعا وهى تدعى ان لا يوجد اختناق مرورى اليوم وتستطيع الوصول في الموعد
سمع خطواتها تنزل مسرعة ليخرج من المطبخ :أ تتدللي على اليوم ايضا؟
__ لا انا متأخرة اليوم وهو اول يوم لي بالعمل ، اعذرني
__ الن تتناولي فطورك ؟
__ لا يوجد لدى وقت
لوحت له مودعه وهى تخرج مسرعة الى عملها
ركنت سيارتها لتخرج منها مهروله الى باب الشركة نظرت الى ساعتها وتأوهت فلقد تجاوزت الثامنة
نادت الى عامل المصعد لينتظرها وهرولت الية وشكرته وهى تدخل الى المصعد المليء بالموظفين
تنفست براحة ووقفت امام باب المصعد وهى تنتظر دورها يأتي بفارغ الصبر فهي لا تريد ان تترك انطباع بانها غير ملتزمة
واقف على ملل في اخر المصعد يقلب بهاتفة ويتفحص الرسائل البريدية الواردة له لينتبه الى صوت أنثوى
يقل: انتظر من فضلك
لتتسع عيناه بدهشه نفض راسه بشده حتى يثبت لنفسه انه لا يتخيلها سال نفسه اهى نفس فتاة المطعم ؟
ليثبت له صوتها فهو نفس الصوت الناعم الاثيري ليهتف بداخله : الجنية
فكر قليلا وهو عاقد حاجبيه ما الذى اتى بها هنا وتذكر سريعا أخاه وهو يقل انه سيتدرب مع فتاه (العضو الجديد بالشئون القانونية) واحتقن وجهه بالغضب تذكر ايضا اقبال اخاه اليوم وعدم انتظاره له ليأتيا سويا الى الشركة اذن فهي السبب
توقف المصعد في الطابق الذى يحتوى على بعض ادارات الشركة لتخرج منه هي ومعظم الموظفين
امر العامل ان ينتظر وتقدم بهدوء الى المكان التي كانت تقف به ليخرج اسه بهدوء من المصعد لينظر خارجا
لتتسع عيناه غضبا وهو يراها تصافح اخاه بابتسامه جميله ليرفع عيناه ليرى اخيه في حالة من السعادة والفرح
نبهه صوت العامل: استخرج هنا سيدى
التفت الية غاضبا وهو يرد صائحا : ماذا قلت؟
توتر العمل وجميع الموظفين ليرد العامل متلعثما : لا شيء سيدى فانا سالت سيادتك ، ستخرج هنا
اشار براسه نافيا لينطلق المصعد
دخل الى مكتبه غاضبا ولم يكلف نفسه القاء التحية على السيدة عبير التي انتفضت واقفه عندما صاح بها
__ ابلغى السيد عبد العزيز انى اريده حالا
خرجت من المصعد لتسرع مشيتها قليلا ، رات يوسف قادم اليها
__صباح الخير نور، كيف حالك اليوم؟
توقفت لتلقط انفسها : بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ما بك لم تركضي هكذا ؟ اطلق ضحكة قصيرة
__ استيقظت متأخرة وكنت مرعوبة ان أتأخر في اول يوم عمل
__ معنى ذلك انكى لم تتناول فطورك ، اتحبى ان اجلب لكى القهوة ؟
__ نعم لم يتسنى لي تناول الفطور، لا سأتناولها في استراحة الغداء
__ اذن سنذهب الى الكافيتريا معا ، فانا لا اتناول فطوري مبكرا
هزت براسها موافقه ، دخلا الى المكتب ليفاجئا بالسيد عبد العزيز يخرج مسرعا
__ انتظراني هنا
نظرا اليه بدهشة وهزا راسيهما بنعم وهو يهرول مسرعا الى الخارج
*******************
يتحرك في ارجاء مكتبه بغضب واضح ضغط على زر الاتصال بمديرة مكتبه
__ اين السيد عبد العزيز؟
ليأتي صوتها : سيأتي حالا سيدى
دخل السيد عبد العزيز ليسالها : ماذا هناك؟
ارفعت كتفيها لتعلن بدهشة : لا اعرف ، ولكنه غاضب جدا وينتظرك
ازداد توترا وهو يطرق الباب ليأتي له صوته امرا: ادخل
***********************
استيقظت على ضوء الشمس و صوت بسنت الضاحك وهو تفتح ستائر الغرفة ليزداد الضوء ليغمر الغرفة بالكامل
__ صباح الخير يا عروسة
__ ابتسمت بخجل : صباح النور ، لماذا انتى هنا مبكرا؟
__ بدلا من ان تقولي نورتي
__ لا اقصد بالطبع فانتي نورتي ولكنى مندهشة فالساعة لا تتعدى التاسعة
__ اخذت اجازة من العمل حتى اساعد اميرتنا في التحضيرات التي تريدها
__ ضحكت وهى تخرج من فراشها : اشكرك اختاه
__ ليس بيننا شكرا
احتضنتها : مبروك حبيبتي ، لتخجل الاخرى
__ لم الخجل الان ، ابتسمى وافرحى ولا تعطى الخجل والتوتر فرصة للسيطرة عليكى فذلك سيفسد كل شيء ولن تستطيعي الشعور بالأحاسيس الاخرى
وقفت بجانبها لتقول امرة : هيا ، لنبدأ تجهيزات الغد
*********************
دخل الى المكتب بهدوء : صباح الخير ، كيف حالك استاذ ياسين؟
سيطر على أعصابه قليلا : عليكم السلام ، الحمد لله
__ ما بك ؟ احدث شيء لا قدر الله ؟
__ لماذا لم تخبرني ان العضو القانوني الجديد فتاة
عقد حاجبية استغرابا من السؤال: لقد اعطيتك ورق التعيين لتمضية وانت لم تعترض
ولم الاعتراض اساسا فالبنت متفوقة جدا وانا اختبرتها بنفسي
__ ولكن يا سيد عبد العزيز الاعلان كان للرجال فقط
__ الاعلان كان للعضو القانوني الخاص بمكتبك وليس علاقة للإدارة به
__ ولكن فتاه مثلها ستدير عقول الرجال لها وان ينتهبوا لأعمالهم
__ ياسين الرجال هنا ليسوا مراهقين ليتركوا اعمالهم وينتهبوا الى اشياء اخرى
ثم انها ليست اول فتاه في الادارة فالفتيات كثيرات ومنتشرات بجميع ادارات الشركة وهى متفوقة وذكية ومهارتها عالية وانا ارى انها مناسبة للوظيفة جدا
هز راسة موافقا : حسنا استاذ عبد العزيز ، المعذرة لأشغالي لوقتك ولكن من فضلك ضعها تحت الاختبار لفترة من الوقت
هز الاستاذ عبد العزيز راسه موافقا لينصرف خارجا
*******************
جلس ليهدئ بعد خروج السيد عبد العزيز من مكتبه وهو يأنب نفسه على تهوره غير المعتاد
فلأول مرة في حياته يندفع بتصرفه دون التفكير فيه مليا فهو معروف دائما بالسيطرة على اعصابه والهدوء والرزانة
في افعاله ، ما التأثير الذى تفعله هذه الجنية علية لتخرجه من شخصيته الى شخصية اخرى لا يعرفها
لم كل هذا الغضب والتوتر يسيطر علية عند رؤيتها
تنفس بعمق ليزيح هذه الافكار عن عقلة جانبا ويصفى ذهنه ليستطيع بدء عمله
********************
في استراحة العمل امسكت هاتفها لتجري اتصالا
__ السلام عليكم ، كيف حالك يا عروس اخى؟
ضحكت بخجل :نور بالله عليك لا تبدأى ، انا بخير والحمد لله
__ ماذا تفعلين الان وما اخبار تجهيزات الغد؟
__ تجهيزات الغد جارية على قدم وساق فانا الان ابحث عن فستان ومعي بسنت وسوف نذهب الى مصفقه الشعر لاتفق معها ان تمر على غدا ، انهكت قواي نور من التجول والبحث هنا وهناك فانا منذ الصباح خارجا
__ انها مجرد قرأه فاتحة ،ماذا ستفعلين عند تجهيزات الزفاف
توتر صوتها : انا خائفة جدا ومتوترا ، ولا اعلم ماذا افعل ؟
__ لا تفعلين شيء حبيبتي ، اذكري الله وأهدأي و اعلمي اننا جميعا حولك
__ صحيح ،ما اخبارك في اول يوم عمل؟
__الحمد لله جيد الى الان ، سأغلق الان حتى لا أتأخر
__ حسنا حبيبتي مع السلامة
اغلقت هاتفها لتذهب الى الكافتيريا لتبتاع كرب من القهوة وقطعة من الكرواسو جلست بإحدى الموائد لتبدا فطورها
جاءها صوتا مازحا : تسمحي لي أنستي بالجلوس؟
رفعت نظرها لتجد وجه يوسف الضاحك: نعم تفضل
سحب احد الكراسي ليجلس عليه امامها وقال معاتبا : انتى تتناولين الفطور من غيرى ، الم نتفق صباحا ؟
__ فكرت انك ذهبت لتتناول فطورك فانا لم اجدك عندما غادرت المكتب
سألها بجدية : نور نحن اصدقاء اليس كذلك ؟
__ نعم لم تسال هكذا؟
__حتى لا افكر في انك تتهربين منى او شيء من هذا القبيل
احمرت اذناها بشده: لا يوسف انا لا اتهرب منك ولكنى لا اريد ايضا ثرثرة الموظفين حولي
__ كل ما أريده نور ان نبقى اصدقاء كأوقات الجامعة وان تعلمي انك عندما تحتاجي لشيء ما انا في خدمتك دائما
ما احوال أخاك ؟ما اسمه ؟
__ عمر ( نطقتها بسعادة شديدة ) هو بخير الحمد لله قرأه فاتحته غدا
__ مبروك ،عقبالك من الواضح انكى تحبيه جدا
__ طبعا فهو كل عائلتي ، سيخطب علياء
ابتسم : مبروك لها هي ايضا ابلغيها سلامى ومباركتي ، نظر الى ساعته لقد تأخرنا استراحة الغداء انتهت من عشر دقائق
هبت واقفه : اتمنى ان لا يغضب الاستاذ عبد العزيز
***********************
في منتصف ظهيرة الجمعة يفتح باب سيارته ليهم بدخولها عندما استوقفه صوت اخاه
__ ياسين ، يا اخى الاكبر الى اين انت ذاهب ؟
اغلق باب السيارة بعنف ليستدير بجذعه ويستند عليها : الناس تبدا بمساء الخير ، كيف حالك ؟
واردف بضيق : ولم تسألني اين ذاهب ، أ انت زوجتي ؟
ضحك بخفة وهو يتقدم منه ليقف امامه :لا طبعا فالله يعين من ستتزوجك
كح امام نظرة اخية الغاضبة : لم انت غاضب هكذا ؟ هل انا فعلت شيء ضايقك؟
زفر بضيق : لا يوسف ، ولكنني مستعجل وانت تؤخرني
__حسنا ،اذهب لقد كنت سأخبرك عن اول يوم عمل لي
اضاءت عيناه فجاه عند تذكره لها وهى تسلم على اخاه عقد ذراعيه امام صدرة وارتخى في وقفته
__ سأنتظر بقية اليوم لتخبرني ، هيا احكى
__ لا ، اذهب انت وعندما تعود سأحكى لك
__ لا يهم لن أتأخر ، فانا ذاهب الى ياسر لأتناول معه الغداء
__ لقد تدربت على انشاء العقود ونبه على السيد عبد العزيز انها من صميم عملي
سال بهدوء وتعمد ابداء الا مبالاة : و زميلتك الجديدة ، ما اخبارها ؟
اندهش من سؤال اخيه :أي زميله ، آها اتقصد نور ،انها رائعة
توتر فكه بغضب شديد : ماذا تعنى بانها رائعة ؟ لم اسالك عن شكلها ؟اسالك عن عملها وكفاءتها
اجاب بسعادة تطل من عينيه : انها رائعة من كل النواحي فهي ذكية ، لبقة ، فهمت العمل بسرعة واستجابتها للتعلم سريعة جدا لقد تفوقت على البارحة
توتر اكثر من ذي قبل ليقبض على كفيه بشدة : ارى انك معجب بها ، ولمصلحة العمل اعطى وقتك كله لعملك فقط
هز راسة بحيرة من كلمات اخية : لا ولكن انت من سألني عنها ، كيف يعنى معجب بها ؟
لينفجر ضاحكا عند رؤيته لعينان اخية : لا ياسين ليس الامر كذلك ولكنها زميله قديمة لي من الجامعة
وانا وهى نتنافس دائما على من يكون احسن منا فهي زميلتي فقط
هز راسه بهدوء لينتبه الى اخية : ساراك عند عودتك ، سلام
ركب سيارته وهو يفكر فيما قاله اخاه اذن هي صديقته من الجامعة تذكر وصفه لها بانها رائعة ليوافق يوسف على رايه
فهي بالفعل رائعة وتذكر السيد عبد العزيز و تحمسه لها واختياره لها للعمل و دفاعه عنها امامه فالسيد عبد العزيز لا يتحمس لاحد هكذا من العدم اذن فهي بالفعل تمتلك اشياء اخرى غير جمالها ، انها بالنسبة اليه كلغز كبير محير
لابد من اكتشافه
وصل الى منزل صديقه ليستقبله الاخر بسعادة وفرحة شديدة ويعلن عن وصوله لزوجته واولاده
نبذة عن عائلة ياسر
ياسر في ال36 من العمر صديق لياسين منذ طفولتهما ويعتبر عائلة ياسين عائلته فهو يتيم الابوين من اكثر من عشرون عام يعمل طبيب حصل على شهادته من امريكا فهو كان رفيق لياسين هناك متزوج من 13 عام
مريم في 34 من العمر زوجة ياسر وقريبة ياسين فأباها وابو ياسين اولاد عم حاصلة على دكتوراه في علم النفس وتعمل مدرسة بالجامعة الامريكية رفيقة دراسة لياسر وياسين قلبها دق لياسر لتنشئ قصة حب جميلة بينهما
لتنتهي بالزواج وانشاء عائلة صغيرة جميلة
لديهم 3 ابناء ياسين عمره 11 سنه اصر ياسر على تسميته على اسم صديقة الوحيد
مها عمرها 5 سنوات ملامحها تشبه امها لحد كبير وهى دلوعة العائلة بما انها الابنة الوحيدة
عبد الرحمن رضيع عمره شهر واحد فقط
*************************
ذهبت الى غرفته لتجد الباب مفتوح وملابسة منثورة على الفراش وهو غير موجود بالغرفة
سالت باندهاش :عمر اين انت؟
__ انا هنا خرج من دورة المياه
ضحكت عليه : ماذا تفعل ولم قالب الغرفة راسا على عقب هكذا ؟
__ لم استطع شراء بدله جديدة لضيق الوقت واريد انتقاء شيء مميز لليوم ، ومن الجيد انكى أتيتي لتساعديني
__ وانا تحت امرك ، ماذا تريد بالضبط ؟
__ ساعديني في اختيار بدلة وقميص مناسب لها من هذه المجموعة فهي جديدة والازمة الحقيقية عندي رابطة العنق
فانت تعلمي جيدا ملابسي ليست رسميه لأنى اعمل بموقع البناء وحياتي كلها قضيتها في الجينز
ابتسمت على شكل اخاها فالتوتر ظاهر عليه وذهبت لتساعده لينتهوا الى ما احظى على اعجاب عمر اخيرا
__ هذه البدلة الكحلي على هذا القميص مع رابطة العنق سيكونون رائعين عليك عمر
انتبهت الى الساعة لتجدها الخامسة : اتريد منى شيء اخر ؟ فأنها الخامسة الان ؟
__ شكرا عزيزتي ، اذهبى لتجهزي انتى الاخرى
عند السابعة والنصف خرجت على دقة عمر على الباب لتقول: واو عمر شكلك يأخذ العقل
ابتسم بصدق :شكرا حبيبتي ، وانت الاخرى جميلة جدا ، هيا بنا حتى لا نتأخر
***********************
جالس مع صديقه يشربان القهوة ويثرثران
__ ياسين اشعر ان بك شيء ما ، ولا تريد ان تقوله
ابتسم بسخريه : وبما انك تعلم اننى لا اريد ان اقله لك لم تسال
ضحك: فضول، ماذا افعل ؟
__ ربى يرحمني من فضولك، ماذا تريد؟
__ ما بك لم الشرود المسيطر عليك، قص لي حكايتك فانا صديقك الصدوق كما تقول
__ حسنا كنت سأتكلم معك بالفعل ، فلا احد اخر أمامي غيرك
ابتلع ريقه بصعوبة ليردف : اتذكر الفتاه التي اصطدمت بها في المطعم ؟
نظر اليه بطرف عينيه : ما بها؟
سال بضيق : اتذكرها ام لا؟
__ نعم بالطبع اتذكرها فهي من الفتيات التي لا يمكنك نسيانها
اردف بخبث لاستفزازه اكثر : فهي جميله جدا ورقيقة لدرجة تجبرك على تذكرها مدى حياتك
تجهم وجهه فجأة واحمر من شدة الغضب بينما اندهش الاخر من ردة فعل صديقه المبالغ فيها وغضبه الواضح عليه
__ ما بك يا رجل ؟ انى امزح معك ، حسنا اعذرني كمل وانا لن اقاطعك
سيطر على اعصابه قليلا : انت تتذكر انها كانت قدمت على وظيفة في الشركة
__ نعم وانت رفضتها ثم رايتها في المطعم ورأيت ما حدث بينكما ، ما الجديد اذن؟
__لقد رايتها البارحة في الشركة واكتشفت انها توظفت لدينا بالشئون القانونية ويدربها الاستاذ عبد العزيز مع يوسف
رفع حاجبيه اندهاشا : يوسف اخاك
هز راسة بنعم ليقص له ما حدث البارحة بالمصعد وانه راها تسلم على اخية
__ عند رؤيتها وهى تسلم عليه وتبتسم وتتكلم معه شعرت بالغضب يزحف الى جسمي كله ويتملكني لدرجة انى تصرفت بتهور وكدت ان امر السيد بد العزيز بان يقيلها من الوظيفة
واليوم عندما تكلم معي يوسف عنها غضبت بشدة ايضا
اكمل له : وعندما تكلمت عنها انا كدت ان تقتلني
نظر اليه بتساؤل: لم الغضب يمتلكني هكذا عند رؤيتها او سماع سيرتها لقد فكرت كثيرا ولم اصل لسبب معين اقتنع به
__ من الممكن انك غاضب من الموقف الذى حدث بينكما اول مرة ، ولا تنسى يا صديقي انها اول امرأة تقف وتصرخ في وجهك هكذا فالرجال تهابك فما بالك بالنساء ، هذا رد فعل طبيعي لغضبك منها
بان على ياسين عدم الاقتناع فكيف يقتنع اذا كان ياسر نفسه لم يقتنع بهذه الفكرة ولكنه خائف من ان يخبره بحقيقة مشاعره
فالغضب الواضح عليه منذ قليل لا يدل على غضب منها بل هي غيرة قاتله عليها
فضل ان يخفف عليه : ما رايك ياسين ، تعال لنلعب مع ياسين الصغير ، من الممكن ان تستطيع هزيمته في البلاي ستيشن
فانا لا استطيع هزيمته اطلاقا
ضحك مندهش : و انت تلعب معه
__ طبعا وأمنيتي ان ارى احد يهزمه ، فخاله نفسة لا يستطيع هزيمته بالرغم من انه بارع للغاية في هذه اللعبة
ضحك يا سين على قهر صديقه من ابنه : ادعى له ان يكون متفوق هكذا في دراسته
*********************
رن جرس الباب لتسرع جنى الى فتح الباب :بابا عمو عمر جاء
اسرع علي الى الباب لاستقباله :ما هذا لم ارك مرتدى البدلة الرسمية منذ يوم حفلة تخرجك ، تفضل
دخل الى الشقة وهو يقول :السلام عليكم
لتأتى نور من بعده و تصافح على : كيف حالك علي ؟
صافحها وهو يطلق صفيرا صغيرا كما يفعل معها دائما ويمسك يدها ليلفها بهدوء
__ كبرتي بسرعة نور وأصبحت عروس جميله
ضحكت بخجل منه : شكرا على ن ولكنى اعرفك جيدا فانت تبالغ
__ لا واللهي ، فانت جميلة فعلا ولو عندي اخ اخر لكنت خطبتك له
ابتسمت لتلتقط عينان تنظران لها بغضب شديد واضح
ذهبت لتسلم على خالتها ووفاء والاولاد لتحتضنها خالتها بحب وتدعى لها بان الله يرزقها بالزوج الصالح وتفرح بها
وتحتضنها وفاء وتسال عن اخبارها لتأتى الى الاخيرة التي ليست على وفاق معها دائما فنظرتها تنم عن غضب واضح منها : كيف حالك اية ؟
ردت بتعجرف واستياء واضح: بخير الحمد لله
التفت الى خالتها : بعد اذنك خالتي سأدخل للعروس
__ تفضلي حبيبتي البيت بيتك
دلفت الى الداخل فهي تعرف البيت جيدا ولا تريد احدا ان يدلها
دقت الباب ليأتي لها صوت من الداخل : تفضل
دخلت واقفلت الباب خلفها : ما اخبار عروستنا الحبيبة ؟
ابتسمت لها علياء بتوتر ليأتي لها صوت بسنت من الخلف: نور كيف حالك ،اخيرا أتيتي فانا لم استطع السيطرة على توترها
احتضنتها : اشتقت اليكى كثيرا بسنت ،لتلفت الى علياء لم التوتر حبيبتي ؟
نظرت اليها علياء لتفكر في كلام اية الذى لا يزال يرن بأذنيها
__ نور اريد ان اسالك عن امر ما
تنحنحت بسنت : حسنا سأذهب لأساعد امى واسلم على عريسنا الغالي
خرجت بسنت لتنظر لها نور: ما بكى علياء لم التوتر ظاهر عليك هكذا ، وما الامر الذى تريدي معرفته
|