لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-11, 09:22 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الرابع والثلاثون

الجزء الاول

__ عمر ، عمر
نادت من الدور العلوي عليه فلم يستجب اطلت من اعلى السلم وادارت عينيها في صالة الفيلا تبحث عنه ولكنها لم تجده نزلت السلم لتبحث عنه جيدا فوجدت باب احدى الغرف السفلية مفتوح ، لم تدخل الي هذه الغرف اطلاقا فعمر يغلقها دائما ، نظرت قليلا الي الباب لتتقدم في حذر وهي تشعر بترقب يثقل انفاسها
أطلت من باب الغرفة لتجده جالسا على كرسي امام مكتب بالغرفة ويدعك جبهته بيده ،شعرت بانه ليس على ما يرام
فهذه الحركة العصبية تلازمه عندما يشعر بالضيق او الغضب
تنحنحت ليرفع نظره اليها ويبتسم : تعالي عليا
تقدمت الي الداخل وهي تدور بعينيها في انحاء الغرفة
فوجئت ان الغرفة واسعة جدا فمساحتها تساوي مساحة غرفتين من الغرف العلوية
ابتسم وقال بضيق لم يستطع إخفاؤه : كانت غرفة والدي
ابتسمت بسعادة : حقا
تقدمت للداخل اكثر وهي تدور بعينيها في الغرفة بسعادة فهو دائما يقص لها عن والده وانه يشبهه وعندما سالته عن والدته رد انها تشبه نور
اتجهت الي حائط معلق عليه صور فتوغرافية لوالديه
شهقت : انت بالفعل تشبهه عمر
ضحك بهدوء : الم اخبرك من قبل ؟
نظرت الي الصورة جيدا : هل هذه نور ؟
ضحك بمرح ليقول من بين ضحكاته :نعم انها نور الكبيرة
نظرت له بتعجب ورددت : نور الكبيرة
ابتسم : نعم ، ان امي اسمها نور ايضا
ضحكت علياء بمرح : حقا ، امر عجيب الم يجد اباك اسما اخرا ؟
تنهد : بل امي من اسمتها على اسمها
هزت راسها بتفهم لتلفت اليه : ماذا بك عمر ؟
هل تبحث عن شيء هنا ؟
هز راسه نافيا : لا ، بل سأفرغ محتويات الغرفة واعيد تأثيثها من جديد ، لتكون غرفة للاستقبال ، فلا يوجد لدينا غرفة للاستقبال بالدور السفلي غير الغرفة الملكية و لن استطيع تغييرها فهي كانت غالية على جدي
نظرت له بدهشه فهي لا تستوعب ما يقوله لا يستطيع تغيير غرفة غالية على جده وسيغير غرفة والديه
__ ولماذا تريد غرفة لاستقبال الضيوف الان ؟
انت تستقبلهم في الصالة
رد بضيق : لا استسيغ ان يأتي الي احد اصدقائي او زملائي
ويجلسون بالصالة ويستطيع بسهولة ان يراك وانت واقفة بالمطبخ ، لا اطيق هذه الفكرة
ثم لتكوني على راحتك لا اريد ان اقيدك بضيوفي في الخارج
نطقت بتردد : ولكنها غرفة والداك
__ لم يمكثا بها الا سنة واحدة ، كانت لأمي و جدي اعدها لها هي ووالدي ليمكثا بها اذا جاءا الي القاهرة وعندما انتقلنا جلسا بها
ما يغيظني حقا الان ، اني لا استطيع ان افتح درج هذا المكتب ، اريد ان افرغه من محتوياته فالغرفة فارغة من كل شيء ماعدا هذا المكتب ،اكمل بغيظ : بل هذا الدرج الذي لا اعلم ما به ، فلقد اقترحت هذه الفكرة من قبل على نور وافرغنا الغرفة ولكننا انشغلنا انا وهي ولم تكتمل الفكرة
تنهد : من الواضح اني سأكسره
ابتسمت باتساع وهي تنظر الي قفل الدرج لتستخرج دبوس شعر من شعرها وهي تقول بابتسامة : ابتعد
نظر لها بتعجب مما تفعله ليرتفع حاجباه بدهشه : ماذا تفعلين عليا ؟
قالت وهي تعالج قفل الدرج بمهارة : انتظر
تك صوت القفل الذي فتح لترتسم الصدمة على وجه عمر لثواني وينفجر ضاحكا : حقا ، انت لصة اذن
احمر وجهها بإحراج : تعودت على ذلك فقد كنت انسى مفتاح قفل مكتبي الدراسي كثيرا فكنت الجأ الي هذه الحيلة
ابتسم : ولكنك مفيدة فانا حاولت اكثر من مرة ان اكسره ولم استطيع ، اليوم كنت سأفسد الخشب ولكنك وفرتي علي كثير من الوقت والجهد
__ ساعد لك كوبا من الشاي يساعدك في افراغ محتويات الدرج
فتح الدرج لينظر به وجد معظم الاشياء ، اشياء انثوية
تمتم : اكيد انها لأمي
افرغها كلها ووضعها على سطح المكتب وهو يقول سأعطيها لنور ادخل يده الي اخر الدرج ليتأكد من خلوه
ليجد شيئا ناعما تحت يده سحبه بلطف لينظر اليه فوجده دفتر يوميات بني اللون ملمسه ناعم وشكله جميل
فتحه ببطء وهو يشعر بالترقب وجد اسم والدته بأعلى اول صفحة فيه


انا نور اسماعيل عبد الرحمن
اليوم انهيت السنة الاولى من دراستي الثانوية واهداني والدي هذا الدفتر بمناسبة انتهاء الدراسة فهو يعلم اني مولعة بكتابة الخواطر فأهداني اياه لأتسلى قليلا بالإجازة ولكني قررت ان اكتب به الاحداث المهمة اليومية تخليدا لذكرياتي المهمة سواء كانت سيئة او جيدة

قلب عدة صفحات ليقرا صفحة اخرى

انا سعيدة جدا اليوم فنوارة صديقتي المقربة اقنعت والدي ان اسافر معها الي الاسكندرية فهم دائما يقضون شهور الصيف هناك ، ونحن ايضا ولكننا لن نسافر هذا الصيف بسبب عمل والدي ، فطلبت والدة نوارة من امي ان اذهب معها ولكن والدي لم يوافق ، ولكن نوارة بذكائها وقدرتها الغير عادية على الاقناع ، اقنعته ان اسافر معهم
وها انا اعد حقيبتي لنسافر في الغد الي الاسكندرية
دخلت علياء ليغلق الدفتر سريعا وينظر اليها يشعر بالإثارة تسيطر عليه مذكرات والدته بين يده وهو يريد ان يعرف كل شيء عن ما حدث بينها وبين والده وما الذي فعله عمه لتقع في حبه وتهوى معه الي علاقة قلبت حياتهم كلها راسا على عقب
__ عمر ، ماذا بك ، لا ترد علي
__ ها ، لا شيء افكر في اشياء تخص العمل ، هاتي الشاي وسأذهب الي مكتبي قليلا ، نامي اذا تريدي
نظرت اليه بتعجب : سأشاهد التلفزيون الي ان تنتهي من اعمالك
تركها وخرج لتهز كتفيها بتعجب وتخرج خلفه



**********************



تقدم ليدلف الي مكتبه وهو يشعر بانه مقيد لا يستطيع الحركة شعور خانق يسيطر عليه ولا يستطيع ان يتخلص منه ، رفع نظره ليجد امه بوجهه ، اراد ان يعود ولكنها راته
كان يتلاشى الايام الماضية مقابلة امه ، حتى لا تصر ان تفهم ما يحدث بينه وبين نور ، او تصر على ان تعرف سبب ضيقه
نظرت اليه مطولا ليخفض نظره بعيدا عن مرمى عينيها
قالت امرة : تعال ياسين ، ام لا تريد ان تجلس معي ؟
ابتسم بتوتر : لا طبعا امي
نظرت له نظرة تسبر الي اغوار نفسه لتتكلم بهدوء : انا امك ياسين ، واعلم جيدا متى تتحاشني حتى لا تعترف بأخطائك
دارت مقلتيه سريعا من هجوم امه المفاجئ : لم افعل شيئا امي
شعر ان بجملته الاخيرة انه عاد طفلا وتذكر عندما كانت تؤنبه على اخطاؤه
قالت امره : اجلس ياسين ، واخبرني ماذا حدث لتعامل زوجتك بهذه الطريقة ؟
توتر فكه ليقول : لم يحدث شيئا امي
هدرت به ولكن بصوت منخفض : ياسين
انتفض من نبرة امه الحازمة ليخفض راسه وهو يشعر بتفاقم شعور الذنب داخله
لم يعد يقوى على شيء فالأحداث السيئة تحاوطه لدرجة انه لم يعد يحتمل شيء
صمتت امه صمتا مدروسا تعلم انه يأتي بثماره مع ياسين وهو في مثل هذه الحالة فهي تأكدت انه فعل شيئا ليس بهينا
سالت بنبرة هادئة : ماذا حدث ياسين ؟
ابتسمت بسخرية لتكمل : هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك ؟
اتسعت عيناه صدمتا مما تفوهت به امه لينظر اليها : من اين علمتي امي ؟
نظرت له : ليست هذه المشكلة ياسين ، بل المشكلة بك انت
تعامل زوجتك بعدم تهذيب بسبب ان عمها كان السبب في وفاة اباك ، وهذا ليس حقيقا ، اباك توفى اثر ازمة قلبية ياسين لم يقتل
نطق بكره : كان هو السبب بها
__ الموت بيد الله ياسين واباك كان متعب ومريض من قبل
وانت تعلم ذلك
جز على اسنانه غضبا لتكمل وهي تلومه : ثم ما ذنب المسكينة ان تأخذها بذنب عمها ، عمها الذي لم تره ولا مرة منذ ان انتقلت الي القاهرة
نظر الي امه بتفحص : من اين لك بهذه المعلومات ؟
هل كنت تعلمين من قبل زواجي ان حافظ المصري عم نور؟
ابتسمت بسخرية : طبعا ، لذلك رشحتها الي يوسف
التمع الغضب بعينيه لتكمل وهي تعطيه نظرة قوية
__ كنت اريد ان ازوجها ليوسف لأني على دراية بانه اذا علم لن يغير الامر لديه من شيء فشعوره نحو حبيبته اذا كان يحبها حقا لن يتغير ولن يهمه اذا كان عمها فعلا هو من تسبب بموت والده ، و ها انت ترى كيف يعامل انجي رغم من انه لا يحب معتز وحاقد عليه ولكنه لم يقبل ان تهينها نادين
استفزته امه بمقولتها ان يوسف كان يناسب نور عنه وانه كان سيعاملها جيدا حتى لو علم بأمر عمها الذي اتضح له انه ابيها ،ليقول بغضب اعمى : انه والدها امي
انتفض من مقولته الذي قالها بلحظة غضب تملكته لتنظر اليه نوارة هانم بهدوء : تعال ياسين اجلس بجانبي
تعجب من هدوء امه ليجلس بجانبها تنفست بعمق ومسكت يد ابنها الغالي وقالت بصدق : هذا ليس صحيح ياسين
اخبرني من قال لك هذا الكلام الفارغ
نظر اليها لتكمل : هل حافظ من قال لك انها ابنته ؟
هز راسه ايجابا وهو يشعر بالدهشة تسيطر عليه فردة فعل امه عجيبة قالت امه بحنق : حافظ الحقير
زمت شفتيها بحنق لينظر اليها ياسين وانفكت عقدة لسانه
__هل تعلمي شيء لا اعلمه امي ؟
نظرت اليه : نعم وانا متأكدة انها ليست ابنته ولا تنتمي اليه
انها ابنة محمد ، كل شيء بها ينطق بأبوة محمد لها
دمعت عيناها وهي تكمل : رحمة الله عليه
اتسعت عيناه ولمع الضيق فيهما : امي من اين تعرفيهم ؟
نظرت بعيدا : هل تعلم اني كنت اسكن بالمعادي
بيت والدي بحي المعادي
هز راسه بعدم استيعاب : لا افهم ما العلاقة ؟
__ فيلا اللواء اسماعيل اين تقع ياسين ؟
نظر لها وعقله بدا في العمل لتتبع هي : كان ابي جار اللواء اسماعيل وانا كنت صديقة لنور الكبيرة كنت اكبرها بعامين فقط ، كنا نذهب الي المدرسة سويا كنا اكثر من اصدقاء ، كنا بمرتبة الاختين فهي الابنة الوحيدة لوالديها وانا ايضا ، فكنا نقضي اغلب الوقت معا ، حتى وقت النوم انا اقضي عندها ليلة وهي تقضي عندنا ليلة
كانت جميلة وذكية ومنطلقة
__ امي انا سالتك عن علاقتك بوالد نور
تنهدت : ابي لأنه كان رجل اعمال كما تسمونه الان
كانت علاقاته كثيرة ولكنه كان يرتبط بعمي عبد الله بعلاقة وثيقة جدا فكنا نقضي الصيف كله عندهم ولأن الفارق بيني وبين محمد في السن بسيط فهو كان يكبرني بثلاثة اعوام ، جمعتنا صداقة قوية من الطفولة الي الشباب ، كنت اشعر انه اخي وهو ايضا كان يعاملني كما يعامل صفية




اسرع خطواته الي المكتب ليدخل ويغلق الباب جيدا استلقى على الاريكة وقلب الصفحات بين يديه


اليوم كان ممتعا تعرفت على صديق نوارة الذي كانت تكلمني عنه كثيرا لدرجة شوقتني ان اراه
لم يكن جميلا ولكنه كان وسيما جدا وله هاله تحيط به انجذبت اليه من اول نظرة ، رايته وهو يتكلم مع نوارة وعندما ابتسم شعرت بان قلبي يرتجف بين ضلوعي
اقترب مني وهز راسه ليحييني لابتسم بهدوء نظر الي بعينيه شديدة السواد لأشعر باني اغرق ببحرهم الهادئ
تكلمت نوارة لتقطع هذا التواصل بيننا: هذا هو محمد يا نور
محمد هذه نور التي حدثتك عنها مسبقا
مد يده وصافحني لأشعر بوهج تملكني والاحمرار يزحف الي وجنتي علقت نوارة : من الواضح ان الشمس ستؤذي بشرتك نور فوجهك محمر بشدة
تعاليا ندخل الي الشاليه
اسرعت نوارة امامنا ليبتسم ويقترب مني
وقال بغرور محبب : من الواضح ان شمسي هي التي ستؤذي بشرتك
لم استطع ان امنع ضحكتي من الانفلات : انت مغرور
اتسعت ابتسامته لتأسرني بداخلها : لنتعرف من جديد
مددت يدي لأصافحه : نور عبد الرحمن
امسك يدي وقبلها برقة ورفع عيناه الي : محمد المصري
سعيد بتعرفي عليك
نظرت له : وانا ايضا سعيدة اني تعرفت عليك




__ كنت انا السبب بمعرفتهما فلقد اقنعت اللواء اسماعيل ان تأتي نور معنا الي الاسكندرية وهناك رات محمد وتعرفت عليه بل احبته ايضا ،وهو هام بها من اول نظرة خطفته بضحكتها الشقية وانطلاقها الذي لا حدود له ، وهناك تقربت انا واباك كثيرا فخطبتنا كانت محددة من قبل رحلة الاسكندرية ولكن علاقتنا اصبحت اقوى في هذه الرحلة ولكن الشيء الوحيد الذي كان يرعبني منه غيرته القاتلة فهو كره محمد من اول نظرة وخاصة ان علاقتي به كانت قوية كان يغضب عندما اتكلم معه او اضحك على شيء قاله عدنا من الاسكندرية ليصر اباك على اتمام الزواج سريعا ، احببته ووافقت على ما يريده وانتقلت الي هنا معه
ولكني لم اقطع صلتي بنور فكانت تزورني باستمرار
وفي يوم اخبرتني انها رات محمد البارحة




اليوم اخبرت نوارة انني رأيت محمد البارحة اتسعت عيناها دهشتا لابتسم بسعادة : فوجئت عندما خرجت من المدرسة انه ينتظرني امام الباب بعربيته دعاني ليوصلني الي البيت وانا وافقت
غضبت : هل جننت نور ؟ لماذا تركبين الي سيارته ؟
بماذا ستفسرين لأصدقائك الفتيات هذا التصرف و الاهم الي المديرة التي غالبا ستعلم من احدى الفتيات وبالطبع ستخبر والدك
ابتسمت بشقاوة : سأخبرهم انه خطيبي
اتسعت عيناها لدرجة اني ضحكت بشده : ما بك نوارة ، استمعي الي اولا ثم تعجبي كما شئت



كانت تقص لي بنبرتها الحالمة وعيناها يقفز منها الحب و السعادة ، اخبرتني انه اصطحابها لتناول الآيسكريم واخبرها انه يريد ان يتزوجها وهي وافقت ، كانت سعيدة ولم تهتم الي أي شيء اخر، لم تهتم انها ستترك والديها لتذهب معه الي الاسكندرية لم تهتم بانها لم تتعرف عليه جيدا ، لم تهتم بشيء شعرت بحبها له وتمنيت لها السعادة





اشعر بسعادة كبيرة فاليوم سياتي محمد ليتقدم الي ابي
ونوارة ايضا ستاتي لتكون بجانبي على الرغم من انها حامل وبشهورها الاخيرة ولكنها اخبرتني انها ستاتي من اجلي



ذهبت انا واباك مع محمد وعائلته بناء على طلب منه طبعا وطبعا لأكون الي جوار نور ، ولأول مرة لم يكن محمود عدائي معه وعندما سالته تغيرت معاملتك لمحمد
ابتسم واخبرني انه احسن الاختيار ، فهو ونور سينسجمان معا
كنت حينها حامل بك ، وكدت ان اطير من السعادة فاقتراب قدومك مع خطبة نور جعلاني اشعر بسعادة عارمة
ولكن اللواء اسماعيل اشترط قبل ان تتم الخطبة ان تنهي نور دراستها الثانوية اولا واذا نجحت سيتم الزواج في فصل الصيف
وتمت الخطبة ورأيت بعينيها هذه النظرة التي لم اراها بعدها اطلاقا ، نظرة مليئة بالحب والسعادة لمحمد



اليوم سيأتي محمد لزيارتي ، لأول مرة يزورني بالبيت فأبي لم يأذن لنا بالخروج معا ، لا اعلم ماذا ارتدي ولا كيف سيكون لقائنا ولكني مشتاقة اليه جدا


لا استطيع ان اسيطر على دقات قلبي المجنونة فعندما رايته اجبرت نفسي ان لا اقفز الي احضانه
كان وسيما فوق العادة ، ادخلته الي الغرفة الملكية التي يستقبل بها ابي كبار الزوار لنا واخبرته بمرح اني اعده من كبار الزوار فابتسم ابتسامته التي تطير بعقلي
جلست بجانبه وانا اقدم اليه واجب الضيافة نظرت اليه بهدوء ليتوقف عن الكلام وينظر الي : ما بك نور ؟
نظرت الي عينيه : احبك
اتسعت عيناه من الدهشة ليقترب مني ويقبلني برقة حانية
لن انسى هذه القبلة مهما حييت
ولن انسى الاحمرار الذي زحف الي وجهه بعد ما قبلني
ليعتذر وهو في قمة التوتر لأضحك بخفة واقول بشقاوة
__ لن اخبر والدي لا تقلق
امتقع وجهه واصفر بشده لانفجر ضاحكة : امزح معك محمد
نظر الي معاتبا وهو يقف لابتسم له واقترب منه واضع راسي على كتفه
تنهد وضمني الي صدره : اهتمي بدروسك لنتمم زواجنا بالصيف
ابتسمت له مطمئنة لينظر الي وهم ان يقبلني ثانية ولكنه تراجع باخر لحظه وهو يكح : سأنصرف نور ، الوقت تأخر




وفعلا بالصيف تزوجا فنور نجحت نجاحا باهرا ، لم اكن اتوقعه فهي لم تكن محبة للاستذكار ولكن من الواضح ان حبها لمحمد اعطى اليها دفعة قوية وجعلها تذاكر وتنجح
كنت اقتربت بذاك الوقت على اتمامك السنتين




اليوم هيأت نفسي للخروج مع محمد كما وعدني البارحة
فوقته مشغول دائما في ادارة املاك والده ويتركني كثيرا لوحدي حاولت معه ان يتركني اكمل دراستي ولكنه رفض بسبب ان من الطبيعي ان يرزقنا الله بطفل وحينها لن استطيع التوفيق بين الطفل والدراسة واهتمامي به ولكن من الواضح ان هذا الطفل لن يأتي ، فأباه واخته التي تشعرني اني تزوجت من زوجها لا ينفكا ان يسالاني لماذا لم احمل الي الان وانا لا اعرف بم اجيبهم
عاد حبيبي من عمله اخيرا لابتسم اليه بحب واقول بمرح
انا جاهزة محمد ، هل تفضل تناول الطعام هنا ؟ ام نتناوله بالخارج
ردت صفيه : هل تريدين منه الخروج وهو متعب هكذا ؟
الا تبحثين عن شيء سوى الخروج والتنزه ، الا تهمك صحته ولو قليلا
فوجئت من الهجوم الغير متوقع لأنظر اليه مستنجدة به
ليرد عليها ولكنه قال ببرود : اسف نور انا متعب اليوم ، لنخرج يوم اخر
شعرت بالغصة تجتاحني لدرجة ان الدموع تجمعت بعيوني
وانصرفت من بينهم بسرعة قبل ان ابكي
اتى محمد بعد قليل ليرضيني ولكني مثلت النوم فلا اريد ان اتشاجر معه ، فمن اول يوم وانا اشعر بان صفية لا تحبني
وعندما حاولت اخباره اننا غير متفقات نظر الي بحزم وهو يقول انها اخته الوحيدة وانه لا يستطيع الاستغناء عنها
فهي بدلا من امه المتوفاة ، واردف بقوة ضعيها بمكانة امي وتحملي ما تفعله
شعرت يومها ان لا فائدة من الكلام معه ، فلن يأتي لي بحقي ابدا ، ثم هو لا يرى ابدا ان اخته مخطئة او ان من المفروض الا تتدخل بيننا نحن الاثنين كم اتمنى ان تتزوج وتجد من يشغلها عني وعن محمد



دعتني بالصيف التالي لزيارتها و ان امضي معها الصيف
اباك لم يوافق في البداية ولكنه وافق من اجلي وعلى ان نمضي فترة قصيرة هناك
عندما رايتها شعرت بان شخصيتها تغيرت تغييرا جذريا و حاولت ان افهم ما بها ولكنها لم تريد اخباري بسبب انها تريد مني الاستمتاع ولم تأتي بي لتقص علي مشاكلها التي غالبا تحدث في بداية الزواج
ولكني شعرت بان صفية وراء تعب نور وضيقها فصفية لم تعجب بنور من اول نظرة ثم ان غيرتها بان هذه الطفلة سرقت قلب محمد جعلتها تأخذ منها موقفا عدائيا




اليوم ستصل نوارة ومحمود بك
لقد دعوتها لأتسلى معها قليلا واستمتع برفقتها و برفقة الصغير ذو العينان الرمادية ، هذا الياسين يأسر قلبي ، كم اتمنى ان يرزقني الله بطفل يملئ علي حياتي



اليوم فرحتي لا توصف فانا تأكدت اني حامل وانتظر محمد
بفارغ الصبر لأخبره بحملي هذا وانا متأكدة انه سيسعد جدا
وصدق حدسي فهو قفز من الفرحة واحتضنني بين ذراعيه
ولف بي وهو يصرخ حتى اتي عمي وصفيه ليروا ما الامر
عمي هو ايضا ظهرت فرحته بوضوح وهنأني ودعا الي بتمام الحمل على خير وامر محمد ان يذهب بي الي اشهر طبيب لأتابع حملي معه واطمئن على نفسي
ما تعجبت منه صفية هنأتني بسعادة صادقة وهنأت محمد ايضا وكانت الفرحة تطل من عينيها
اقترب مني بعدما انصرفت صفية ليبتسم ابتسامته التي تجعل قلبي يرفرف من السعادة : ماذا تريدين حبيبتي ؟
بلعت ريقي وطلبت الطلب الذي اريده من فتره : اريد ان اذهب الي امي
بهت وجهه : لماذا نور؟ هل متضايقة مني ؟
ابتسمت : لا حبيبي ، بل اريد اذهب لأجلس معها قليلا وابشرها بحملي وهي ستنعتني بي الفترة القادمة
احتضنني : سأعتني بك انا نور ، وصفيه ايضا لن تجعلك تنهضي من مكانك
خفضت بصري ليضمني اكثر الي صدره : حاضر نور
سأذهب بك الي والديك ، ولكنك لن تمكثي هناك اكثر من اسبوعين ، هل ستستطيعين ان تبتعدي عني اكثر من ذلك ؟
__ لا طبعا ، لن استطيع


اليوم اخر يوم لي عند والدي سياتي محمد لنعود معا
اشعر بالشوق يجرفني اليه ولكني لا اريد ان اترك والدتي
يا ليتنا نسكن معها هنا بالقاهرة
ولكن الاسبوعين الماضيين كانا من افضل الايام التي قضيتها فانا سعدت برفقة نوارة وياسين
فشاءت الاقدار انها هي الاخرى هنا عند والدها من اجلس سفر محمود بك ، كم سعدت باللعب مع ياسين هذا الطفل ذو الثلاث سنوات ، احب طريقة حديثة جدا
وضحكت من قلبي عندما اخبرته عن الطفل وجعلته يتحسس بطني وهو مندهش مني فانا اتكلم على طفل لا يراه
تركني وهو يهز راسه بتعجب وركض الي احضان امه ليدفن راسه بصدرها
كم اعشق هذا الطفل الجميل الذي اتوقع انه سيصبح رجلا كبيرا يعتمد عليه
فملامح رجولته واضحة على وجهه من الان



اليوم عيد ميلاد عمر الاول وانا اشعر بالفرح واريد ان اقفز من السعادة ، ولدي الحبيب وطفلي الرائع الذي يشبه والده
ما يجعلني احبه اكثر وافرح به وبوجوده في حياتي ولكني اتمنى ان يصبح حنون كوالدي ، فمحمد على الرغم من حبه لي الذي اشعر به ولكنه يبخل ان يتكلم معي ويخبرني عن مدى اشتياقه لي او مقدار حبه لي
ان شاء الله سيكون عمر افضل مننا نحن الاثنان
ما يضايقني حقا ويفسد سعادتي صفية واصرارها على ان يرتدي عمر ملابس اشترتها له ولكني لا اريده ان يرتدي هذه الملابس وعندما اتى محمد واشتكت له نظر الي بعتب
و قال لي بهدوء : اتركيه نور لعمته وتعالي فانا اريدك
دخلت الي الغرفة وانا ارتجف من الغضب وانا افكر لن تدخل بطفلي اطلاقا ، كله الا ولدي
نظر الي بعتب شديد وقال مؤنب : الا تستطيعي التخلي عن انانيتك
نظرت اليه بدهشة ورددت : انانيتي
قال بقوة : نعم الا تشعري انها تعامل عمر كانه طفلها ، تحبه كطفلها ، اشعري بها قليلا فهي لم تتزوج الي الان وتفرغ عاطفة امومتها في ولدك
ماذا سيحدث لو تركتيها تلبسه ما تريد وتطعمه بما تريد ؟
جززت على اسناني وقلت بغضب : انه طفلي انا وليس من حقها ان تتحكم بطريقتي في الاعتناء بطفلي ولا ان تتحكم فيما افعله معه
نظر لي بحزم : وطفلي انا ايضا نور ولا اسمح لك ان تنتزعيه من حضن عمته من اجل غيرتك و أنانيتك
خرج وتركني لأبكي بقهر نظرت الي نفسي بالمرآة واقسمت ان لا اتركهم يسرقون سعادتي اليوم ،سأفعل ما اريده
البست عمر ما اريده كتحدي لصفية وله هو ايضا واقسمت ان لا ادعها تتدخل في حياتي مرة اخرى
سواء اعجب هذا محمد او لم يعجبه





اليوم وصل شخص غريب لا اعرفه الي القصر
يشبه عمي كثيرا ولكنه مرح جدا ، علمت من رئيس الخدم انه اخو محمد اسمه حافظ ، ذهبت لأرى عمر وهو يلعب بالحديقة و آثرت ان انتظر حتى يأتي محمد ويعرفني عليه
وقفت العب الكرة مع عمر ليركل عمر الكرة بقوة فتذهب الي الاتجاه الاخر من الحديقة
امرت عمر ان يهذب ويأتي بها وجلست بجانب الشجرة الضخمة وعيناي تتبعانه ،وقف عمر ينظر الي عمه بحدة والاخر يضع قدمه على الكره
قال عمر بقوة : من فضلك مرر الكرة
ابتسم : من انت ؟ ما اسمك ؟
رفع عمر راسه بتعالي : انا عمر المصري ، وقال بعنجهية
من انت ؟ وماذا تفعل هنا ؟
ضحك بمرح : انا حافظ المصري وانا ببيت والدي
__ هل تقرب الي ابي
ابتسم بسخريه : نعم انه اخي الاصغر ، انا عمك
هز عمر راسه بالتحية : تشرفنا ، هلا تمرر الكرة
رفع حاجبية : تعال لتأخذها
جز عمر على اسنانه واندفع في اتجاهه ليأخذ منه الكره ولكن السيد حافظ تفوق عليه فهو يفوقه مهارة وقوة
ليحمر وجه عمر غضبا فيضحك عمه بقوة : انت متعالي يا فتى ، و معتد بنفسك ايضا ، للأسف تشبه والدك كثيرا
انتفضت من الجملة لاقف سريعا : ما هذا الذي تقوله ؟
نظر الي واتسعت عيناه وصمت قليلا ليصفر بانبهار وابتسم ابتسامة جذابة : من انت هل انت المربية ؟
زمجر عمر وانتهز فرصة انشغال عمه بالحديث معي ليندفع ناحيته وينتزع الكره من تحت قدمة ليهوى ارضا ويقف عمر فوق راسه ويقول بغرور : من حقي ان اعتد بنفسي
لم استطع كتم ضحكتي فوقوع عم عمر ونظرة الغرور التي تقفز من عيني عمر جعلتي انفجر ضاحكا
امسكت عمر من يده وانصرفت من امامه وانا لا استطيع التوقف عن الضحك
عندما اتى محمد واعددنا الغداء نزلت لأتناول معهم الغداء لينظر الي بحده ويسال : من انت ؟
ابتسم محمد : انها زوجتي يا حافظ ، اسمها نور
لمعت عيناه بنظره لم افهمها ولكنه ابتسم و مد يده ليصافحني فصافحته بهدوء ليرفع يدي ويقبلها برقة : تشرفت بمعرفتك نور
التفت بسرعة الي محمد وانا جاهلة لردة فعله لأرى وجهه كما هو جامد لا يعكس انفعالاته
هززت كتفي بلا مبالاة وابتسمت له : تشرفنا



اليوم عيد مولد عمر الثامن ، ازدادت المشاجرات بيني وبين محمد في الفترة السابقة والتوتر سائد ، اليوم تشاجرنا بشراسة فهو يريد ان يأخذ عمر معه الي الخارج فهو مسافر غدا اعلم جيدا انه اقتراح صفية فرفضت الامر لم يهتم لرفضي فقلت له اني لن اسافر معهم نظر الي ببروده الذي بت اكره حقا : على راحتك نور
اعلم سبب ضيقة جيدا ولكني اريده ان ينطق بكلمة واحدة ، كلمة واحدة تشعرني اني مهمة لدية ، ان قلبه ينبض الي أتساءل لماذا لا يمنعني من الخروج برفقة حافظ اذا كان هذا الامر يثير غضبه
لا انكر اني استمتع برفقة حافظ ولكن ما يجعلني اخرج معه هو ان اجعل محمد يشعر بالغيرة قليلا ، ولكن من الواضح ان هذا اللوح الجامد لا يشعر باي شيء ، حافظ لا يعني الي اكثر من صديق ائتمنه على اسراري
فهو القناه التي ارمي بها همومي ومشاكلي ولا انكر امتناني اليه فهو يقف معي ضد صفيه وتدخلها المستمر بحياتي
اشعر كأن الله وضعه بحياتي ليكون لي اخي الذي لم اتمتع بسنده ابدا



اليوم اكتب من بين دموعي ، لن استطيع مسامحة نفسي ابدا
لا اعلم ماذا افعل ، استيقظت في الصباح لأجد اني بين ذراعيه لا اعلم ما حدث ولا اذكر شيئا ، كيف وصلت الي هنا ، وكيف حدث هذا صرخت من رعبي وتخيلي لما حدث
لينتفض من نومه مفزوعا : ما بك حبيبتي ؟
رفعت يدي وصفعته بقوة وقبل ان يتنبه لما يحدث صفعته مرة اخرى امسك يدي بقوة فنعته بكل الشتائم الذي اعلمها وانا ابكي بانهيار
حاول ان يضمني الي صدره لأدفعه بعيدا واضربه بقوة على صدره
لينهض من جانبي وقال بقوة : كنت اظن انك تحبيني نور
صرخت : انت مجنون ، انا زوجة اخيك
اقترب مرة اخرى مني : اتركيه ، ونتزوج
نظرت اليه برعب : الا تفهم ، انه زوجي والد طفلي ، حبيبي
لا استطيع ان اتركه ، لا استطيع العيش بدونه
انتفض واقفا كان عقربه لسعته ليرتدي ملابسه ويخرج من الغرفة بسرعة
لملمت بقايا نفسي وذهبت الي غرفتي ، لملمت اشيائي الضرورية لأغادر الي منزل والدي
اريد ان اشعر بهدوء نفسي بعيدا عن هنا ، فالذنب يقتلني يمزقني لا اعلم كيف سأضع عيناي بعيني محمد ، لا اعلم كيف اتخلص من شعور الذنب الذي يسيطر علي ، انا السبب فانا من دفعه الي ذلك اهتممت به كاخي فظن اني احبه ولكني لم اكن لأخون زوجي ابدا معه حتى لو قلبي كان ينبض بحبه
ما يدفعني للجنون كيف فقدت وعيي ، تذكرت كاسي الخمر الذي اصر على ان يشربني اياه ، هل من الممكن ان كاسي الخمر يفقدوني وعيي هكذا
ضرب سؤال اخر بعقلي هل كان يقصد ان يحدث بيننا ما حدث
وضعت يدي على فمي لأمنع شهقاتي من الخروج حتى لا تسمعني امي فهي سألتني اكثر من مرة عما اتي بي بمفردي وابي يرغي ويزبد وهو يستنتج اني غاضبة من محمد
اقسمت لهم اني لم اتشاجر مع محمد ولكنهم لا يصدقوني
لا اعلم ماذا سيحدث ، لا اريد ان اترك محمد ولكني لن استطيع العيش معه بعد الان وخاصة فوجود هذا الحقير هناك





اتصلت والدة نور بيوم لتخبرني انها تريدني ضروري
ذهبت اليهم بعد ان استأذنت والدك لأجدها بحالة قلق كبيرة
سالتها : ما الامر ؟
اخبرتني ان نور تمكث عندهم من عشرة ايام ومحمد اتى لها مرتين ليقنعها بالعودة معه و هي رافضة بشكل قاطع وها هو اتصل اليوم واخبر والدتها انه يريد عودتها وانه لن يقدم على فعل أي شيء يغضبها ، طلبت مني ان اتكلم مع نور فهم الي الان لا يعلموا شيء عن سبب الخلاف بينهم ومحمد لا يفهم شيء ايضا ، كل ما اخبرهم به انه اخذ عمر وسافر وعاد بعدها بيومين ليجدها غادرت
شعرت بان هناك سبب مخفي ونور لا تخبر احدا عنه
دخلت وتكلمت معها وبعد فترة انهارت بين يدي وهي تخبرني بما فعله الحقير معها ، وانها لم تكن بوعيها
ولكنها لن تستطيع العودة الي محمد فهي تشعر بانها السبب فيما حدث وانه تشجع على فعل ذلك بسبب خروجها معه باستمرار اقسمت من بين دموعها انه لا يعني اليها شيء
وانها كانت تتعامل معه كاخ وصديق
هدأتها وانا اعلم جيدا انها لم تقترف شيء ليتخذ حافظ هذه الخطوة فانا اعرفه جيدا شخصية حقودة وكريهة ولا يتوانى عن فعل أي شيء ليحقق رغباته



اليوم سأعود مع محمد فنوارة هدأتني واخبرتني ان احاول ان انسى ، فعمر لا ذنب له ان انفصل عن والده ، وعندما اخبرتها برعبي من حافظ ، قالت بحزم : لا تتعاملي معه نور انشغلي بزوجك وطفلك



الحمد لله مضى اليوم على خير فانا عملت بنصيحة نوارة ومكثت بغرفتي معظم النهار وما سعدت به حقا اني امضيت اليوم برفقة عمر ، اشتقت اليه جدا ولكني اشعر بانه متغير
لا يبتسم كما كان يفعل دائما والغضب يلمع بعينيه
سالته بهدوء : ما بك حبيبي ؟ هل متضايق من شيء ؟
نظر الي بغضب : هل ستتركين والدي ؟
صعقت من الجملة لأساله برعب : من قال لك ذلك ؟
رد بضجر : سمعت عمتي تتكلم مع ابي وهي تقول انك ستتركينه لأنك لم تحبيه قط
هممت بالرد عليه لأفاجئ بمحمد يصيح بغضب : هذا غير صحيح عمر ، عمتك كانت تمزح معي حبيبي ، هيا لتنام فوقت نومك حان
نظرت اليه بلوم ليزفر بضيق: لم تكن تعلم انه موجود نور ، فهي اكيد لا تقصد ذلك
نظرت اليه والدموع تلمع بعيوني ليقترب مني ويحيطني بذراعيه : سأتكلم معها حتى لا تتفوه بمثل هذه الاشياء مرة اخرى
طبع قبلته على راسي ونظر الي : لكنها معذورة نور ، فانا كدت ان اجن وانت بعيدة عني ، الا تعلمي الي الان اني لا استطيع الاستغناء عنك انت حياتي نور
انهمرت دموعي بغزارة ليقبل خدودي برقه وحنان : توقفي نور ، لا تبكي حبيبتي
نظرت اليه لأسأله : حقا ، هل انا حبيبتك ؟
ابتسم : بلى ، اكثر من حبيبتي انت روحي وعقلي وقلبي وكياني كله نور
نثر قبلاته على راسي لأشعر باني بحلم جميل لا اريد ان استيقظ منه




اليوم اشعر بالهدوء يحاوطني فاليوم سافر حافظ لالتقط انفاسي ، فكلما كان يقع نظري عليه كنت اشعر بالذنب يجتاحني وخاصة ان محمد بدا يحسن من اسلوب معاملته معي واصبح يخبرني بمشاعره نحوي
ولكن شعور الذنب يتغلب علي عندما يخبرني بمشاعره
واشعر بالنفور من نفسي واني مخطئة بحقه عندما يلمسني
هممت ان اخبره اكثر من مرة ولكن لا اعلم ، خائفة بل مرعوبة من ردة فعله ، اعلم جيدا انه سيتركني ولكني خائفة ان يقتل اخاه ، فهو عندما يغضب لا يرى امامه
تكلمت مع نوارة اكثر من مرة وهي تشدد علي الا اخبر محمد بما حدث ، حتى لا تكون العواقب علينا وخيمة




اليوم اشعر بتوتر غير طبيعي لابد ان أتأكد اني حامل والاهم ان أتأكد ان حملي من محمد ، ولكن كيف سأتأكد ،حاولت ان اتخلص من الطفل ولكن محمد رفض بشدة
دعتني نوارة الي زيارتها فهي بالإسكندرية ،ذهبت لأقابلها واتكلم معها فهي من تستطيع ان تهدئتي
ذهبت اليها لأجدها مع اطفالها الرائعين احتضنت الفتاة التي تلعب على الارض حولنا وقبلتها وانا اقول : انها تشبهك نظرت الي الصغير الذي لأول مرة اراه ناولتني اياه : هذا هو يوسف
حملت الصغير وقبلته التفت اليها : الله يحميه نوارة
ولكنه لن يكون جميلا كياسين
بحثت بعيني : اين هو ؟
ضحكت نوارة : مع اصدقائه في البحر ، ياسين كبر الان ولا يقر بجانبي
تنهدت بخيبة امل : كنت اريد ان اراه ، هل سيتذكرني ؟
__ لا ولكنه عندما يراك سيحمر وجهه ويغادر الغرفة
ضحكت : هل هو خجول ؟
__ جدا ، صديقية المقربين يغازلن الفتيات علنا وهو لا يقترب من أي مكان به فتاه ، بل ينفر منهم بشكل عجيب
ضحكت لتكمل : سالته ذات مرة لماذا لا يتكلم مع الفتيات الاخريات قال بضيق انهن تافهات امي
ضحكت من قلبي على هذا الرجل الصغير لتنظر الي نوارة
وتقول بهدوء : ما بك نور ؟
ضحكتك ليست نابعة من قلبك
نظرت لها وقلت بتوتر : انا حامل
تهلل وجهها بالسعادة لتنطفئ السعادة من عينيها
عندما تلاقت نظراتنا لأقول بقلق : خائفة ان يكون طفله نوارة
اتسعت عيناها رعبا ونفضت راسها : لا طبعا هذا احتمال بعيد ، لا تبثي الرعب بقلبك بدون داعي
اخبرتها باني تشاجرت مع محمد البارحة فانا اريد ان اتخلص من الجنين وهو يريده بشده لدرجة انه اقسم على الا افعل ذلك
تنهدت : لا تقلقي نور ، ستتحسن الاوضاع قريبا
ابتسمت بألم : اتمنى ذلك
دخل الي الغرفة صبي جميل وهو يزمجر من الغضب ويتشاجر مع فتاه صغيرة تقريبا بسن عمر كانت تبكي بقوة
وقفت بعيدا ليصيح هو بكلمات غير مفهومة
قالت نوارة بحزم : اصمتا
توقفت الفتاه عن البكاء وصمت هو الاخر ابتسمت لردة فعلهما السريعة فانا لا استطيع الي الان السيطرة على نوبات غضب عمر الي الان نظرت اليهما : تعالى انت وهي سلما على ضيفتي
احمرت اذناه بشدة عند رؤيتي اتت الفتاة بهدوء لأمسح على راسها واقبل وجنتيها ، تسمر مكانه ونظر الي بهدوء وشد قامته وهز راسه ليحييني بابتسامة متكلفة : اهلا سيدتي
خرج من الغرفة لتتبعه الفتاه مسرعة : خذني معك
صاح بقوة : لا ، انت تثيرين المشاكل
نظرت الي امها بقهر لتبتسم نوارة وتقول بهدوء : لماذا ياسين ؟
__ انها تثير المشاكل امي ، وتتشاجر معي
نظرت نادين الي امها : حنان ستذهب معهم هي و مريم لماذا لا اذهب انا ايضا
قالت نوارة بحزم : خذ اختك معك ياسين واذا لا تريد الاعتناء بها اخبر احمد ان يعتني بها
نظر بقوة لامه : لست عاجز معها امي سأهتم بها انا
جز على اسنانه غضبا ليصيح بها : تعالي
انتفضت من صيحته لأنظر الي نوارة : كبر نوارة واصبح رجلا
ابتسمت : انه يدفعني للجنون ، لا اعلم الي من ينتمي بطبعه هذا
__ اكيد الي محمود بك
__ لا محود ليس هكذا ، هو بنفسه عاجز على ترويضه ، حماتي اخبرتني انها يشبه جده شكلا وطبعا
__ ستركض الفتيات خلفه نوارة
ضحكت بقوة : اه لو سمعك لاحمرت عيناه غضبا منك
ابتسمت لتربت على كتفي : لا تضعي هذا الموضوع بعقلك نور ، انها ابنة محمد ، الم يقترب منك من حينها
__ لا طبعا
__ عندما تضعين الطفل ستتأكدين انها ابنة محمد
__ اتمنى من كل قلبي ان يكون طفل محمد




حمدت الله عندما ولدت نور ، فميلادها اتى بعد ثمانية اشهر على حادثتي مع حافظ وهذا يعني انها ابنة محمد فهي اتت سليمة معافاة ، الحمد لله
اسميتها نور حتى تذكر محمد بي دائما ، فانا اريده ان يتذكرني دائما ، اريده عندما يعلم بما حدث ان يظل قلبه يحبني ، ان تظل شفتاه تنادي باسمي ونظرة الحب تطل من عيناه ، فهو لن يكره ابنته ابدا نعم لن تكون هذه النظرة موجهه الي وستكون لابنته ، ولكنه سيظل يقولها بنفس طريقته التي اعتدت عليها



كم اشعر بالفرح لفرحته بها ، فهو يشعرني بانها اول اطفالنا
يحبها بشدة ويدللها ، اشعر بان عمر ضائق من هذا الدلال المفرط للكائنة الجديدة الذي لا يفهم لماذا نعتني بها هكذا ، الخوف يمتلكني ان يصير قاسي عليها ، فهو كان الطفل الوحيد لمدة تسع سنوات الطفل المدلل لوقت طويل ولا يستسيغ ان يأتي احد اخر يشاركه هذا الدلال وما يزيد ضيقي صفية وما تفعله معه ، فهي تشعره بان نور لا اهمية لها بجانبه وانه الولد الوحيد ، او ولي العهد الذي ستؤول اليه كل هذه الاملاك فلا يهتم بهذه الصغيرة
هي ايضا استاءت من كون الطفل فتاه وانقلب وجهها فالفتاه بعقيدتها لا اهمية لها ، فهي لن تكون سندا لأبيها كعمر
ولكن ما اشعر به حقا انها تكرهها لأنها تشبهني ولان محمد طاوعني على ان يسميها نور ، كانت تعتقد ان محمد سيسميها على اسمها او اسم والدتهما ولكن محمد خلف كل توقعتنا انا ايضا كنت اظن ذلك وانه لن يمتثل الي رغبتي في تسميتها بنور ، كم انا فرحة بتغيره هذا
فهو اصبح اكثر تفهما ولكن قسوته وبروده يتحكمان به كثيرا
ولكني التمس له العذر فمن شب على شيء شاب عليه



اليوم اشعر بالغضب يتملكني فلقد تناهى الي مسامعي صفية وهي تصيح بنور لأجل ان تترك عمر يستذكر دروسه
نظرت الي ما يحدث لأجد نور واقفة بين لعبها المنتشرة على ارضية الغرفة وعمر جالس على مكتبه يستذكر فهو باخر سنة له في المرحلة الابتدائية
نظر عمر بقهر لأخته التي تشده من يده ليلعب معها وهي لا تفهم ماذا يحدث من حولها فهي تكاد تبلغ العامين
نفض يده بقوة من يدها لتقع ارضا لينظر لها بعدم اهتمام ويجلس بمكانه
انتفضت غضبا لأذهب اليهم حملت نور بين ذراعي وعنفته بشده حاولت صفيه ان تدافع عنه لأصيح بها هي الاخرى ، فهي السبب الرئيسي لمعاملته السيئة لأخته
تركتنا صفيه وهي غاضبه لأنظر اليه بتأنيب ليخفض بصره
احتضنته بين ذراعي وجلست واجلسته بحضني وقلت له بهدوء : انظر عمر الي شقيقتك
نظر لها لابتسم: انظر كم هي جميلة
ابتسم لتضحك له نور مقهقهه : انظر ، هي تحبك
هز راسه موافقا : وانا الاخر امي احبها ولكني اريد ان استذكر دروسي
__ كيف تحبها وتعاملها بهذه القسوة عمر ؟
نظر لي ولم يجبني لأقول بغضب : لا تصبح كوالدك عمر ، لا تصير قاسيا على شقيقتك ، اريدك ان تكون حنونا متفهما وعطوفا
هز راسه بإيجاب : حاضر امي
ربت على راسه بهدوء : هيا اذهب لتنام واستذكر بقية دروسك غدا
انتظرت محمد واخبرته بما حدث وتكلمت معه بنبرة شديدة ان يتكلم مع اخته فانا لا اريد ان يتربى اولادي على كراهية بعضهما
شعرت بغضبه هذه المرة منها ولأول مرة تركني وذهب اليها وهو مقتنع ان هذا لا يجب ان يستمر




اشعر بسعادة تغمرني فصفية اليوم تتزوج وتنتقل الي بيت اخر
لا انكر اني تفاجأت من موافقتها على هذا العريس دونا عن غيره ، انه رجل بسيط من الطبقة المتوسطة يعمل مدرسا بمدرسة عمر ، لا اعلم لماذا اشعر انها على دراية جيده به فهي وافقت فورا حين ابلغها محمد عن اسمه ، محمد نفسه اسر لي بانه غير مقتنع بهذه الزيجة الغير متكافئة اجتماعيا
ولكن والده موافق وهي ايضا وهو لن يسرق فرحة اخته بدون اسباب كافية ، واذا كانت هي مقتنعة به سيوافق ارضاء لها



اشعر بالاشمئزاز اليوم عندما رايته فها هو عاد ليأخذ عزاء والده ، ولكن اشعر بانه ناوي على الشر لمحمد
فعيناه تنطق بحقد دفين ، محمد ايضا اعصابه على المحك فموت والده اثر به بشده وانا اشعر انه يتأهب لمعركه ستدور بينه وبين حافظ
لا اعلم الي اين ستنتهي بنا هذه المعركة الباردة التي تدور بينهما
ما يقلقني ايضا خرافات حافظ عن كون نور ابنته
خائفة ان يخبر محمد بهذه الخرافات ويهد المعبد على رؤوسنا ، فهو مجنون لن يردعه شيء عما يريده
انا متأكدة انها ليست ابنته ، ولكنها ورثت لون شعره الغريب وطابع الحسن الذي لا اعلم من اين اتت به
اذا استمع محمد لهذه الادلة لن يفكر بسؤالي ولا الاستماع الي ، بل سيصدق اخاه فورا



لا اعلم ماذا افعل مع هذا الحقير فهو لا ينفك ان يضايقني اليوم اخبرني بكل جبروت انه سيحصل علي وقتما يريد
واني لن استطيع منعه او رفضه
اشعر بالاختناق حينما اراه ولكن كل ما اريده الان ان ابتعد عن هذا القصر الذي حمل سنين عذابي
اخبرني محمد انه عندما يأتي من السفر سننتقل فورا الي القاهرة
كنت اريد ان اذهب الي والدي بم انه مسافر ولكن عمر لدية امتحان غدا ، لينتهي منه ونسافر على الفور




عاد عمر من الامتحان وهو سعيد جدا واخبرني انه سيذهب الي صديقه حسن ويمضي معه الليلة ، كنت اريد ان ارفض ولكني لم اشأ ان اسرق فرحته بانتهاء الاختبارات ووافقت ان يذهب معه
ساعد الفراش لننام انا ونور معا
نظرت اليها وهي تلعب بعروستها الجميلة وقلت لها : هيا لننام يا صغيرتي




قلب الصفحة ليقرا الباقي ليجد الصفحات الباقية فارغة
نفض الدفتر مرة اخرى يمكن ان تكون امه فوتت عدة صفحات ولكنه لم يجد أي حرف اخر
رمى الدفتر على المكتب واعتدل جالسا فهو يتذكر هذه الليلة جيدا ، نعم كان يريد ان يبيت عند صديقه ولكنه اراد ان يعود للقصر فوجود امه واخته بمفردهما اقلقه
وصل الي القصر الساعة الثانية صباحا بعد ان اوصله شقيق حسن الكبير ، عندما وجدوه مصرا على العودة الي منزله



يتذكر هذه الليلة جيدا ويتذكر الموعد ايضا فهو نظر الي ساعته عندما دخل من باب القصر
تعجب ان عمه الكريه لم يكن بالصالة كعادته فهو يسهر ليلا يحتسي الخمر الذي لم يكن متواجد بالقصر قبل عودته فهو لم يرى والده ابدا يشرب هذا النوع من المشروبات وبإحدى المرات دعاه عمه ليشرب معه كاس فنهره اباه بشده وتشاجر مع عمه مشاجرة مخيفة كان لأول مرة يرى اباه غاضبا هكذا، لا يطيق هذا العم ولا يعلم السبب ولكن وجوده ثقيل الظل على قلبه
صعد السلالم وذهب الي غرفته وقبل ان يدلف الي الداخل اراد ان يطمئن على شقيقته ذهب الي غرفتها وطل من الباب فلم يجدها عقد حاجبيه تعجبا ولكنه ابتسم فهي من عادتها الاستيقاظ والذهاب الي غرفة والديهما لتنام هناك
ابتسم وذهب اليهم ليشاركهم الفراش بم ان اباه غير متواجد
دلف الي الداخل بهدوء حتى لا يوقظ احدا منهما ليقشعر بدنه مما يراه
عاد بظهره الي الخارج وهو يشعر بانه سيفرغ ما بمعدته
ليسرع الي غرفته ويدخل الي دورة المياه ويتقيأ
بكي بشدة لم يتخيل ان امه تخون اباه ومع هذا الحقير
لا يستطيع ان يحتمل هذا الالم ، لا يستطيع ماذا فعل اباه
لتفعل به ما فعلته ، لا تستحق ان تحيي معه ولا دقيقة واحدة
انتفض على دموعه وهي تبلل رقبته وشفتيه وهو يتذكر هذه الليلة السوداء
ويتذكر كيف غفت عينيه وهو يجلس على الارض يضم ركبتيه الي صدره ليستيقظ صباحا على صوت صراخ حاد ناتج من غرفة والدته لم يهتم بما يحدث لها وتمنى من قلبه ان تموت ، ولكنه تذكر شقيقته اين كانت البارحة
ذهب سريعا ليبحث عنها لم يجدها بغرفتها ولا بالحديقة في هذا الوقت تنبه الي سيارة الاسعاف التي تنقل والدته للمشفى
ضحك ساخرا وهو يرى انها تستحق عقاب اكثر من ذلك على ما فعلته بابيه
وجد نور اخيرا بغرفة الملابس الخاصة بغرفة والديهما
مختبئة تحت رف الملابس السفلي ونائمة
تعجب من مكان تواجدها ولكنه ايقظها بهدوء وشدها الي الخارج ، استيقظت مفزوعة من النوم وبكت وهي تشير بيديها وتحاول ان تخبره عن لص حاول سرقتها
ابتسم وهو يهدئها فخيالها خصب جدا
جلس ودعك وجهه بيديه وهو يحاول ان يتخلص من الالم الذي اصاب راسه من هذه الذكرى البشعة ، يشعر بشيء مفقود ، المذكرات اخبرته ان والدته لم تحب عمه ابدا بل كانت تعشق اباه ، وتؤكد ايضا ما قالته عمته بان والده لم يكن يخبر امه بمدى حبه لها
واذا كان عمه افقد امه وعيها لينالها المرة الاولى ما راه هذه الليلة لا يدل على انه اجبرها
اذن ما الذي دفعها الي الانتحار هل كان الندم على ما فعلته
ولكن اخر صفحة بمذكراتها تؤكد انها لا تحب عمه ايضا وانها لا تريده
ماذا حدث ؟ شعر بالصداع يتزايد داخل راسه والدموع تتجمع بعيونه ، اذن عمه كذب عليه وعلى جده وعلى عمته لم تكن نور ابنته
ولم يكن على علاقة بأمه ، امه الذي ظلمها حية وميته كان يكرهها عندما تقفز الي ذكرياته لا يستطيع تحمل فكرة ان هذا الحقير اعتدى على امه وهي غائبة عن الوعي
تمتم من بين اسنانه : سأقتلك حافظ سأقتلك



عاد حافظ ليقلب الدنيا راسا على عقب توترت نور من وجوده وهو تعرض لها اكثر من مرة وردد ان نور ابنته
وزعزع ثقتها بنفسها ، زادت الخلافات بينها وبين محمد
الذي لم يسلم من شر حافظ
كان في ذاك الوقت محمد انشا شركة صغيرة مع اباك للمقاولات من ماله الخاص بعيدا عن ورثه من ابية
طرده حافظ من الشركة والمصنع ومع تصميم نور على
الانتقال الي القاهرة ، اخبره اباك ان يأتي ويصبح مسئولا عن الشركة وفعلا بدأ محمد الاعتناء بالشركة لينضم اليهم احمد سليم وتتوسع الشركة وطبعا اباك عهد بالشئون القانونية للسيد عبد العزيز ، بدأت الشركة في الازدهار والامور تستقر وبدا محمد في الترتيب لينتقلا هنا
ولكن جاءت صفقة مهمة للشركة ليسافر محمد و والدك للخارج ليتمما الصفقة
لاستيقظ في الصباح التالي لسفرهم على الهاتف ووالدة نور تخبرني انها بالمشفى
سافرت معهم الي الاسكندرية لأجد صفية امامي وهي تخبرني انها لا تعلم ما بها فهي اتت في الصباح لتطمئن على اولاد اخيها لتجد نور في حالة انهيار حادة وانها حاولت الانتحار ، اخبرنا الطبيب انها صدمة عصبية حادة فقدت على اثرها الوعي و ذهبت بها الي الغيبوبة
ظلت بالغيبوبة لمدة عشرون يوما ،محمد خلال هذه الفترة رتب امورهم لتخرج من المشفى الي منزل اللواء اسماعيل
ولكنها لم تعد كما نعرفها ، كانت تتعرض لنوبات اكتئاب حادة لا نعلم سببها ، محمد كان يموت حزنا عليها كل يوم
وبإحدى الايام وجدتها تتصل بي وتخبرني انها تريدني
طبعا ذهبت اليها على الفور فهي كانت ترفض مقابلة أي احد حتى محمد كانت الممرضة ترافقها باستمرار لتمنعها من الانتحار كنا جميعا نرها وهي نائمة
احتضنتها من كثرة شوقي اليها لتدمع عيناي : اشتقت اليك نور
ابتسمت بتوتر : وانا ايضا
نظرت لها وسالتها : ماذا حدث نور ؟ اخبريني فانا كدت افقد عقلي
نظرت الي وانهمرت دموعها لتصيح بان حافظ اغتصبها بالقوة دون ان يراعي أي شيء


انتفض ياسين من الجملة ليحمر وجهه بشدة وينتفض واقفا
لتمسكه والدته من يده وتشده : اهدئ ياسين
خلص يده من يد امه ليذهب الي النافذة وينظر منها قال بجمود : اكملي امي ، اريد ان اعلم كل شيء
__ احتضنتها بين ذراعي لأجد محمد امامي وجهه منتفخ من الغضب والصدمة تقفز من ملامحة
شدها من بين يدي ليوقفها امامه وسألها بغضب
هل ما سمعته صحيح ؟ انهمرت الدموع من عيونها
لتتسع عيناه والشرر يتطاير منهما ليخرج سريعا من الغرفة
ركضت وراءه وركبت بجواره وهي ترجوه ان لا يذهب اليه
كانت هذه اخر مرة اراهما بها فعلى المساء جاءنا خبر وفاتهما
تذكر عندما اخبرته نور عن اخر ليلة لوالدها معها
بعد وفاة محمد سحب اللواء اسماعيل نصيبة من الشركة على الرغم ان اباك اخبره الا يفعل ويترك نصيب محمد ليجد عمر شيء يستند عليه عندما يكبر
ولكن اللواء اسماعيل اصر على موقفه واخبره انه يريد ان يجنب عمر عالم الاعمال وانه لا يريد لعمر ان يحتك بعمه
التفت اليها : ولكني لم التقي بمحمد المصري اطلاقا
كنت لا تهتم بأصدقاء والدك ياسين وكنت تعرف والد معتز لان معتز صديقك ، وايضا السيد عبد العزيز بسبب حنان
ولكن محمد كان منغلقا، وانغلق زيادة بعد حالة نور المتدهورة ، وعندما توفى بنى اللواء اسماعيل حول حفيديه جدارا عازلا بعيدا عن كل ما كان له صلة بنور ومحمد
فمنعهم عن عمهم وعمتهم ، وابلغني بذوق اني لا اتي للاطمئنان عليهم ويكفي الاطمئنان عن طريق الهاتف
عقد حاجبيه : لماذا ؟ هذا الرجل تصرفاته عجيبة
__ علمت من والدة نور فيما بعد ، فانا كنت ازورها باستمرار وكنت اختار اوقات لا يتواجد احد بالمنزل غيرها اخبرتني ان حافظ اتى وكان يريد ان يأخذ نور ، تعجبت حينها وسالتها وعمر
تنهدت وبكت بقوة : يقول ان نور ابنته ، اسماعيل كاد ان يقتله ، ولكن عمر وقف بينهما
لا اعلم ما الذي يريده من احفادي ، واشعر اني سأفقد اسماعيل قريبا بسببه
اخبرتها حينها ان حافظ كاذب وانه يفتري على نور ولكني لم اشأ ان اصدمها بما فعله حافظ مع نور شعرت اني لو اخبرتها ، ستموت كمدا على ابنتها
توفت بعدها بوقت ليس بقليل ، والحقها اللواء اسماعيل بعدها بقليل ليتركا نور في حماية عمر ، ولكن والدك وقف حائلا بين حافظ وبينهم واوصى الاستاذ مصطفى ان يعتني بهما هو و زوجته ، فعمر حينها كان باخر سنواته بكلية الهندسة وعند نجاحة بعث له والدك بباقي ارباح لأسهم اصر الا يعطيها للواء اسماعيل ، واخبره ان يؤسس شركة خاصة به ، ويعتمد على نفسه
__ هل قابل عمر ابي ؟
__ نعم مرة واحدة ، اتى الي هنا مع الاستاذ مصطفى والد علي ، و اخبرني محمود حينها اني لا اقلق على نور فهي ستكون بأمان معه
وبعدها انقطعت اخبارهم عنا وانا انشغلت بوالدك ومشاكل الشركة وانت عدت الي مصر لانشغل اكثر عنهم
ثم توفى والدك رحمة الله عليه
صمتت لينظر اليها مطولا : هل العداء الذي نشا بين ابي وحافظ كان سببه انت امي ؟
نظرت اليه بتعجب لتبتسم : انا كنت احد الاسباب فحافظ لم ينسى اني رفضت الزواج منه قبيل سفره
ولكن ما ازاد العداء بينهم هو وقف اباك في وجهه وحمايته لنور وعمر ، وخاصة عمر
اتمنى ان اكون وضحت لك كم انت مخطئ بحكمك على والدة زوجتك ياسين ، واتمنى ان لا تكون اذيت زوجتك بسبب هذا الحقير
تنهد وهو يغمض عينيه ، لقد دمرتها امي ما فعلته معها ارعبها ومن المؤكد انها ستتركني لن تنتظر معي دقيقة واحدة انه عقاب قاسي ان تتركني وتذهب ولكني استحق هذا العقاب
ماذا سأفعل معك نور ؟ ماذا سأفعل ؟ هل اؤذيك اكثر واجبرك على العيش معي ، او اتركك تفعلين ما تريدينه



انتبه على صوت امه وهي تخرج من المكتب : انظر ياسين وجدت هذا مرمي امام الباب
نظر الي ما تشير اليه امه ليجد بيدها مغلف ابيض
لماذا يشعر بان قلبه يترجف بين ضلوعه وان هذا المغلف الرقيق له علاقة به
ابتلع ريقه وتقدم الي امه واخذه من يدها
فتحه بهدوء ليجد رسالة بداخله من النظرة الاولى علم انه من نور قرا الكلمات القليلة التي به ، واغمض عينيه بألم
نظرت اليه امه بقلق : ماذا هناك ياسين ؟
__ لقد تركتني امي ، تركتني
ذهبت الي اخيها وترجوني ان لا اذهب اليها ، فهي لن تخبر عمر عن خلافتنا حتى لا يزيد عليه التعب
تريد ان تأخذ قسطا من الراحة بعيدا عني لتستطيع الوصول الي قرار هل ستعود الي ام سننفصل بهدوء
لمعت الدموع بعينيه ليتنفس بقوة وينفض راسه
نظر الي والدته ليكمل : بعد اذنك امي ، سأذهب لأنام فغدا يوما شاق بالنسبة الي ، ولابد ان اخذ قسطا من الراحة



تركها وذهب لتتنهد الما على ابنها البكر الذي طالما نجح وبجدارة ان يسيطر على مشاعره ولا يظهر منها شيء
تعلم انه يتألم بشدة وانه لن يستطيع العيش بدون زوجته

مد يده لترتعش بعنف قبض كفه بقوة وامسك مقبض الباب كانه يفرغ ضيقه به
فتح الباب لتهب عليه رائحتها الرقيقة استنشق الهواء بقوة
وخطى الي الداخل وهو يتمنى ان تكون موجوده كما تركها وان هذه الرسالة لم تتواجد ولم يقرأها
لف عينيه بغرفة النوم ليجدها مرتبه وخالية منها
تركت كل شيء ورحلت ، ملابسها وعطورها وكل شيء
تركت كل شيء ورحلت ، هل هذا معناه انها ستاتي ثانية
ام معناه انها تتخلى عن كل شيء يربطها به
فتح دولاب الملابس ووقف ينظر الي ملابسها
ويشعر انه يراها امامه مد يده وسحب روب حريري كانت ترتديه لأخر ليلة لهما هنا ، ليلة عيد مولده ، الليلة التي لن ينساها ابدا
احتضنه بقوة واستنشق رائحتها منه ، جلس ارضا واسند ظهره الي الدولاب زفر نفسه بقوة : كيف سأقضي الايام القادمة من غيرك نور



************************


رن الجرس لتنظر الي الساعة الكبيرة الواقعة بغرفة الجلوس لتجدها تعدت الحادية عشر مساءا
تعجبت من سياتي لهم الان ، بل من سياتي لهم اصلا
فلا احد يزورهم اطلاقا ، هل عاد حافظ ؟
نهضت لتجد احد الخدم يفتح الباب ذهبت لترى من القادم
لتشهق بفزع : هل حدث شيء لعمر ؟
نظرت الي عمتها بعينيها الباكية وهزت راسها نافية لترتمي بحضن عمتها وبكائها يزداد
ضمتها عمتها الي صدرها : ماذا حدث حبيبتي ؟
قالت من بين دموعها :اين عمي اريد ان اتحدث معه ؟
رتبت على ظهرها وهي تقودها للداخل : اهدئي نور ، اهدئي ولنتكلم بعد قليل
جلست واجلستها بجوارها على الاريكة وضمتها الي صدرها اكثر وهي ترتب على ظهرها وتسمي عليها بالرحمن
الي ان هدئت وتوقفت عن البكاء
رفعت راسها من حضن عمتها : اسفة عمتي جئت فجأة وافزعتك ببكائي
نظرت اليها بعتب : ماذا تقولين نور ؟ انه بيتك حبيبتي وتأتي هنا وقت ما تشائين
__ هلا تسمحي لي بالمبيت هنا ؟
نظرت اليها بتعجب : طبعا ، على الاقل تؤنسيني في غياب عمك
__ اين هو ، كنت امل ان اراه واتحدث معه
توترت صفية : لماذا نور هل حدث شيء لعمر ؟
__ لا عمتي ، انا اريد ان استفهم عن شيء يخص عمي
نظرت اليها متفحصة : هل حدثت مشكلة بينك وبين زوجك؟
وتريدين من عمك ان يتدخل
نظرت الي عمتها بعينين دامعتين وقررت ان تقص لها ما سمعته فهي بحالة نفسية سيئة وعلى وشك الانهيار
نظرت اليها وقالت بجدية : لا استبعد ان يكون عمك فعلا وراء وفاة محمود بك
__ هل تعرفيه عمتي ؟
__ نعم ، كان شريك محمد لبعضا من الوقت قبل ان يتوفى والدك
نظرت اليها بعينين حالمتين : كلميني عنه عمتي
اخبريني بكل شيء
ابتسمت عمتها وهي تنظر الي لمعة عيناها التي تشعرها بانها راتها من قبل بعيني محمد كثير عندما يكون متحمس لشيء ما
__ سآتي لك بملابس لتبدلي ملابسك
__ حقيبتي بالسيارة
__ اذن سامر احد الخدم ليأتي بها من الخارج وانت اذهبي لتأخذي حماما يهدئ اعصابك ، تعالي
رافقت عمتي الي احدى الغرف من الواضح انها مؤثثة حديثا
نظرت لها : اريد ان اجلس بغرفة ابي
ابتسمت لأرشدها الي غرفة والديها وتركتها هناك
دلفت الي الغرفة لأشعر بموجة من الصقيع تجتاحني
اقشعر بدني من البرودة التي زحفت الي انحاء جسدي
اشعر بخنقة تسيطر على انفاسي والغصة تقف بحلقي ولا اعلم لماذا الدموع تجمعت بعيوني ، تهيا لي اني سمعت احدل يصرخ من حولي صرخات مستنجدة ، التفت حولي لأتأكد من الصراخ الذي يتردد باذني لأجد اني وحيدة ولا احد غير بالغرفة
توجهت الي دورة المياه لأخذ حماما يهدئ اعصابي قليلا
وقفت تحت المياه لأسكب دموعي فلا استطيع التفرقة بينها وبين المياه التي تتناثر على جسدي ، ابكي بشدة وانا اخبر نفسي ان البكاء سيريحني ، سينسيني ، سيجعلني اقوى من ذي قبل ، ومن بين دموعي تذكرت كم كان حنون كم كان رقيق ، ليتبدل الي الحال ويصبح قاسي ومرعب ، اجتاحتني الرجفة من اثر عنفه معي لأضم جسدي بقوة وانا اشهق اكثر
ودموعي تنهمر بغزارة لأتذكره وهو يقول :ابتعدي عني فانا لا استطيع الابتعاد عنك
اتمنى ان تكون مرتاحا ياسين ، اتمنى ان اكون حققت لك ما تمنيته


خرجت بعد وقت ليس بقليل وانا امسح دموعي الذي ظلت تتساقط على وجهي لا استطيع التوقف عن البكاء
نظرت الي المرآه لأرى عيناي منتفختان من اثر البكاء ووجهي شاحب ، وجدت حقيبتي موضوعة على الفراش فذهبت واخرجت ملابسي وبدأت بارتدائها توقفت عند العلامة الزرقاء بذراعي ، اثار أصابعه واضحة وكأنها تخبرني بوجوده في حياتي حتى وانا بعيدة عنه كل هذه المسافة
__ لن اسامحك ياسين ، لن اسامحك
دق الباب ليفتح : هل انتهيت نور ؟ اتيتي لك بالعشاء
__ تفضلي عمتي ، اجلسي لتكلميني عن ابي
رتبت على خدي بحنان : هيا تناولي الطعام واخلدي للنوم وغدا نتحدث ، ولكن الان نامي واستريحي



اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تحرموني من ارائكم وتوقعاتكم
موعدنا القادم ان شاء الله
يوم الاثنين مع الجزء الثاني
القاكم قريبا

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 13-09-11, 02:49 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الرابع والثلاثون

الجزء الثاني


دخلت الي جناحه بالصباح لأوقظه واطمئن عليه فالبارحة كان بحالة من البؤس والالم لم تفتني حتى لو لم يظهرها
شهقت بألم عندما راته نائما على الارض بجانب دولاب الملابس ومتوسد ذراعه اسرعت اليه لأطمئن الا يكون اصابه شيء لأجده نائما رتبت على خده بلطف
وهمست : ياسين ، قم حبيبي
تمتم بهمس : اتركيني قليلا نور ،اريد ان انام وقتا اطول
دمعت عيناي و نادته بصوت اعلى قليلا : ياسين ، قم بني
فتح عينيه ليجدني امامه فينتفض جالسا نظرت اليه بعتب
ليشيح بنظره بعيدا عني اقتربت منه وربت على فخده
__ اذهب وراضيها وات بها معك ، اعتذر منها على ما فعلته ، واوعدها بانك لن تفعل ذلك ثانية ، ستسامحك ، هي تحبك بقدر ما انت تحبها ، ستسامحك ياسين
رمش بعينيه قال بحمود : لا امي ، مثل ما تركتني وذهبت دون اذني ، ستاتي بمفردها
اتسعت عيناي غضبا : هل تعامل بنات العائلات بهذه الطريقة السيئة ، اذهب الي زوجتك وراضيها ، اريد ان اراها اليوم
وقف منتفضا : امي من فضلك لا تتدخلي بهذا الامر ، لن اذهب اليها ، حتى لو سأموت من غيرها ، سأموت راضيا على ان اذهب اليها
صاح بقوة اكبر : وهل بنات العائلات يغادرن بيوتهن بدون اذن ازواجهن ، بنات الشوارع لا يفعلن ذلك
هدرت بصوت عالي : ياسين
زفر بضيق : حاضر امي سأذهب اليها ولكني سأعطيها وقت لتهدئ به ، وانا ايضا اعالج مشاكل الشركة المتفاقمة
هززت راسي بعدم رضى : حسنا ، تعال لتتناول فطورك


تركتني امي وانصرفت ليقع نظري على روبها الحريري الواقع على الارض لأزفر بضيق نظرت الي هاتفي وانا افكر هل اتصل بها لأطمئن عليها ام لا ، سأتصل واخبرها اني سآتي لها بعد يومين لتبلغني بقرارها ، واطمئن على حالة عمر
اسرعت الي الهاتف وانا ارتب الحروف بداخلي واتحكم بصوتي حتى لا يفضحني شوقي اليها لأجد الرسالة الصوتية بالصوت الانثوي الممل تخبرني ان هاتفها مغلق
اطبقت على الهاتف بقوة و جززت على اسناني غاضبا
__ اللعنة عليك نور ، لن اسال عنك وستاتي غصبا عنك


********************

نظرت حولي بانبهار لهذه الحديقة الرائعة وانا اتمم : سبحان الله ، سمعت صوت صراخ امرأة لأبحث عن مصدر الصوت
صوت الصراخ يزداد لأركض بقوة خائفة هروبا من هذا الصوت المخيف ارتطمت بجسد قوي ، لأشهق بعنف رفعت عيني لأجده امامي ينظر الي بقسوة وعيناه تحملان الوعيد وتتألق بنيران دخانية
لارتجف بقوة ضمني الي صدره بقوة ليقبلني بعنف
حاولت ان ادفعه بعيدا عني لأصرخ بقوة : ابتعد
استيقظت منتفضة على قوة صرختي لتدلف عمتي الي الغرفة والخوف يقفز من عينيها والقلق يعم وجهها
اسرعت الي عندما وجدت دموعي تنهمر على وجنتي
لتحتضني مهدئا : بسم الله عليك حبيبتي
ماذا حدث ؟ لقد ارعبتني صرختك
__ مجرد حلم عمتي ، انه حلم مزعج لا اكثر
رتبت على كتفي : حسنا استعيذي بالله وتعالي لنتناول الافطار معا

تركتني وانصرفت لأسند راسي على ظهر الفراش
__ متى ستتركني بحالي ياسين ؟
فكرت في صوت الصراخات التي استمع اليها من البارحة
فلقد استيقظت اكثر من مرة على صوت الصراخ ولكني لا اعلم مصدره
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ونهضت حتى لا أتأخر على عمتي


********************


نظرت اليه وهو يمثل تناوله للطعام ، امسكت يده برقة
__ ما بك عمر؟ من البارحة وانت واجم ولا تتكلم تأخرت بالمكتب وعندما اتيت لتنام لم ترد علي ، رغم انك لم تنم الا بعد الفجر
__ قلق قليلا علياء ، اريد ان اطمئن على سير العمل
__ الم يطمئنك الاستاذ محمد البارحة وياسين كان يطمئنك كل يوم وانت بالمشفى
تنهد : اه ياسين ، لا اعلم كيف ارد له جمائله الكثيرة التي تثقل كاهلي
__ اتعجب نور لم تأتي البارحة كما وعدتني ، ولا ترد على هاتفها من الصباح
نظر اليها بتعجب : الصباح ، نظر الي ساعته : انها العاشرة علياء هل اتصلت بها قبل ذلك
ارتبكت وهمست : نعم من حوالي ساعة
نظرت اليها معاتبا : علياء ، الا يكفي انشغالها معنا الايام الماضية واهمالها لزوجها لتتصلي بها انت بالصباح الباكر
لا تتصلي بها مرة اخرى واتركيها لتعتني بزوجها ، فهي اهملته الايام الماضية
هزت راسها موافقة لينظر اليها بتفحص : هل كنت تريدين منها شيء ؟
ارتبكت وردت بتلعثم : ها ، لا
قال بحزم : علياء
تنحنحت : كان من المفترض ان تأتي لي بأدويتي
نظر بتعجب : ادويتك ، هل تتناولين الادوية ؟
__ انها مسكنات من اجل ذراعي
__ لا تكثري من المسكنات فهي ضارة ، ثم هل يؤلمك ذراعك الي هذا الحد ؟
نظرت اليه لا تريد الكذب اكثر من ذلك فالمسكنات للألم الذي ينتابها بسبب الاجهاض الذي تعرضت له
وهي بالمشفى تعرضت لنوبات حادة من الالم ولكن الطبيب طمئنها وكتب لها بعض المسكنات التي تتناولها في حدوث هذه الالم مرة اخرى
سال بصرامة : هل تخفين عني شيء ؟
قررت ان تخبره فان اجلا او عاجلا سيعلم : لقد تعرضت للإجهاض بسبب الحادثة
لمع الغضب بعينيه : هل كنت حامل حينها ؟ لماذا لم تخبريني من قبل ؟
هزت راسها ايجابا : نعم ، ولكني لم اكن على علم بهذا الامر
زمجر بغضب: ولماذا لم تخبريني ؟
__ لم اريد ان ازيد من تعبك او ان تحزن بسبب هذا الامر
صاح بقوة وهو ينتفض واقفا : هل ترينني ضعيفا لهذا الحد حتى تقرري ان لا تخبريني باني فقدت طفلي الذي لم افرح به ، ام ان حالة الغيبوبة طمأنتك اني لن استطيع ان اعلم فقلت دعونا لا نخبره
قالت بضعف : عمر
اشار بيده مقاطعا اياها : لا علياء ، لا اريد التحدث معك
الان الصمت افضل لنا
ترك المكان وانصرف لتشعر بانها اخطأت في اختيار التوقيت ، وانها اغبى خلق الله فنور اخبرتها ان تنتظر وان لا تخبره الان حتى يستقر وضع قلبه الصحي
تنهدت ماذا سأفعل الان ؟ سأنتظر نور الي ان تظهر لتتكلم معه ، فمن الواضح انه غاضب مني



تركتها وانا اشعر بالقهر ، لم يكن لها ذنب لأفرغ ضيقي بها
ولكن عندما ذكرت انها كانت حامل وطفلنا فقدته بسبب الحادثة جن جنوني ، واخترعت سببا لأفرغ به كل ما يضايقني ، لم اراعي ان حزنها على الطفل اكثر مني بمراحل ، ولكني غاضب منها لماذا لم تخبرني ، من المؤكد انها فضلت ان لا تغضبني
اهدئ عمر حتى لا تفتعل معها المشاكل ، اتركها قليلا حتى تهدئ انت واذهب وراضيها


*******************


نزل بعد قليل ليجد عائلته الكبيرة مجتمعه كلها ادار عينيه فيما بينهم وابتسم
نادين لم تسافر بعد ، ستسافر غدا او بعد غدا ، ونهى وزوجها لا زالا معهم رغم ضيق عمرو ولكنه حافظ على كلمته وجلس بعد ان طلب منه ياسين ، ويوسف وانجي الي ان وصلت عينيه الي مكان جلوسها الفارغ لتموت البسمة على شفتيه ويعقد حاجبيه ضيقا وقلبه يرتجف الما

جلس على راس المائدة كعادته وهو يرمي السلام بضيق
ليبتسم يوسف بخفة : صباحك مبارك ياسين ، تأخرت في النوم اليوم ، ليس كعادتك ، انا انتظرك من ساعتين
نظر الي اخاه : المعذرة ، نمت بوقت متأخر
ضحك احمد هو وعمرو ليقول احمد : واضح ، وجهك شاحب من قلة النوم والسهر ،
التفت الي نوارة هانم ليقول بمرح : اعدي له غداء شهيا امي ، فهو يحتاجه بشدة
انفجر عمرو ضاحكا : كلنا نحتاج الي غداء شهيا امي
جز على اسنانه غضبا ليرمقهما بغضب
قال يوسف بابتسامة المعهودة : هاي احترم نفسك انت وهو
ليلتفت الي اخيه : اين نور ؟
نظر الي يوسف بحدة ليكمل الاخر سريعا :انجي تريدها ان تذهب معها الي الطبيبة فموعد متابعتها الشهري اليوم
زم شفتيه بضيق ليعم الصمت المكان لتنفرج شفتاه بعد قليل
ويقول بجمود : نور ذهبت الي اخيها ولن تأتي اليوم
نظر احمد وعمرو الي بعضهما ليحمر اذنا الاول ويزحف الاحمرار الي وجه الثاني
عقد يوسف حاجبيه لتقول انجي ببساطة :سأتصل بها والتقيها
لنذهب سويا
صاح بقوة : لا ، اذهبي بمفردك او مع نهى
وادار عينيه بهم وقال امرا : لا يتصل بها احدا منكم الكلام للجميع وثبت نظره على امه لثواني لينهض من مكانه
نظر الي يوسف : هل ستاتي ؟
انتبه يوسف من صدمته : طبعا ، اعد السيارة وانا سأتبعك حالا
خرج من الباب لينظروا الي بعضهم بوجوم لتتكلم نادين
__ ماذا حدث امي ؟ هل نور غضبت وتركت البيت
هزت الام راسها ايجابا : نعم ، ولكنها مشكلة بسيطة ستحل ان شاء الله
قال يوسف بهدوء: مظهر ياسين لا يدل على ذلك امي
__ لا تشغلوا رؤوسكم بمشاكل اخوكم الخاصة فهو سيحل مشاكله بمفرده
نظروا الي بعضهم لتكمل امهم بحزم : التزموا بتحذير ياسين وبم انه طلب ان لا نتصل بها سنلتزم بأمره
رفع يوسف حاجبيه واعترضت نهى : لا امي ، انا اريد ان افهم ماذا حدث ؟ ثم انه ليس من حقه ان يلزمني الا اتصل واطمئن على صديقتي
صاحت الام بحزم : نهى ،التزمي بأمر اخاك ولا تعصيه
تبادلت النظرات مع يوسف ليخبرها بعينيه انه سيتصرف
دوى بوق السيارة لينهض يوسف : حسنا ، سأذهب حتى لا يحيل نهاري جحيما
نظر الي زوجته : لا تذهبي بمفردك
__ لا تقلق يوسف ، سأتدبر امري
انصرف يوسف ونهضت نوارة هانم ، لتتكلم نادين
بهمس : انا غير مقتنعة بما يحدث ، ما الامر الذي جعل نور تترك البيت وتذهب
ردت نهى وهي تهمس : منذ فترة والامور غير مستقرة بينهما ندى ، الا ترين كيف كان ياسين ضائقا وهي ايضا كان الحزن ينبع من عينيها
همست انجي : وهل سنترك الموضوع هكذا دون ان نساعدهما ؟
لوت نادين شفتيها : ليس بيدنا شيء ، اذا امر ياسين بك فأمره يطاع الم تلاحظي انه نظر الي امي وجمعها معنا بالأمر
ابتسمت نهى : نعم انا ايضا لاحظت ذلك ، كانه كان ينبهها انها الاخرى يسري عليها امره
صاحت انجي : هذا استبداد
نظر لها احمد بدهشه من صيحتها المفاجئة، ليضحك : انت تتكلمين عن ياسين اليس كذلك ؟
ابتسمت انجي ليكمل: وما الجديد طوال حياته مستبد
نظرت له نادين بقوة : هلا تصمت من فضلك ، فانا ضائقة منك
نظرت لها نهى بقوة : نادين
__ نعم انا ضائقة منه ، حلى المزاح اليوم وياسين لا يطيق نفسه
انفجر عمرو ضاحكا ليتشارك معه احمد : ومن اين لنا ان نعرف ان زوجته غير موجودة ، كنا نمزح معه لا اكثر
اكمل عمرو : ثم انه لم يعترض
نهى : نعم ، كان سيحرقكما بعينيه فقط
ضحكت انجي بمرح : نعم لقد نظر بقوة تهيا لي حينها ان لو النظرات تقتل لقتلتكما
قام احمد من مكانه وقبل راس زوجته : المعذرة حبيبتي
لم اقصد ان اضايقه
اكمل عمرو : سنعتذر منه
صاحت الاختين بنفس اللحظة : لا
ابتسمتا لتقول نهى : لا تتكلما معه ثانية ، واحذرا محادثته في موضوع نور هذا ، فهو عندما يصل الي هذه المرحلة من الغضب ، لا يرى امامه ونحن بغنى عن مشاكل بينكما وبينه
وكان الله في عون يوسف ، فهو من سيتحمله اليوم
التفت الي انجي : هل ستذهبين الي الطبيبة
__ نعم
ردت نادين : سأذهب معك
نظرت نهى الي اختها بتعجب لترفع انجي راسها
وتسال : حقا
__ نعم انا الاخرى اريد ان اذهب الي الطبيبة لأستشيرها بأمور تخصني
__ حسنا لنذهب معا


*****************


ركبت بجواره السيارة ونظرت اليه بطرف عيني
وجهه لا ينم عن شيء ، هذا هو حاله عندما يغضب انفعالاته الداخلية لا تظهر على الملأ
هممت ان اسالة عما حدث ، ليقول بجمود وتسلط
__ اذا تكلمت بموضع نور او سألتني عما يدور بيننا فمن الافضل ان تنزل من السيارة وتذهب مع السائق
رفعت حاجبي بدهشة : ياسين ، انت تمزح
نظر الي وقال بقوة : لا ، احترم رغبتي ولا تتدخل
تنهدت بضيق ليكمل : ثم انني لدي من المشاكل ما يشاغلني اهم من مشكلة زوجتي المصون
هززت راسي بتفهم ليسال : ها لم تخبرني بموقفك
تكلمت من بين اسناني : حسنا ياسين لن اتدخل بالأمر
ادار السيارة على الفور وانا اشعر بالشفقة عليه من الواضح ان مشكلته مع نور كبيرة ، وانا متأكد ايضا انه السبب بها
فالحالة التي بها تنم عن شعور بالضيق من النفس وتأنيب الضمير بحيث انه لا يريد التحدث من قريب او من بعيد حتى لا يلوم نفسه اكثر من ذلك
ولكني صممت ايضا ان اصلح الامور ولو قليلا ، سأتصل بعمر لأتحمد له على سلامته وخروجه من المشفى واستشف ما موقفه من غضب اخته وذهابها الي بيته


********************


جلست مع عمتي نحتشي الشاي: هيا قصي الي عن والدي قليلا
ابتسمت : محمد كان رائع ، شخصية فريدة كان حنون ويعاملني بلطف ، وقف بجانبي طوال حياته كان نعم السند والاخ
حتى عند زواجي وقف الي جواري رغم عدم اقتناعه بزوجي وكان يرى ان الزيجة غير متكافئة اجتماعيا ولكنه
لم يشأ ان يكسر قلبي
نظرت الي عمتها بتعجب وقالت بتردد : هل كنت متزوجة عمتي ؟
تنهدت : نعم ، ولكن عمك الله يسامحه اجبرني على ان اتركه
شهقت نور : لماذا ؟
زمت صفية شفتيها لتقول والالم يلتمع بعينيها :لأنه رأى انه لا يناسبني اجتماعيا و لا ثقافيا ولا ماديا ، و رأى انه طامع بمالي ليس الا
سالتها نور بتعاطف : هل كنت تحبينه عمتي ؟
ترقرقت الدموع بعينيها : نعم ، كنت احبه
كان ابن مدرستي ، فكأغلب العائلات الراقية كانت لدي مدرسة لتعليم الموسيقى ، كنت احبها للغاية فقد كانت رقيقة وعطوف وفي بعض الاحيان كان يأتي معها ابنها
كنت اشعر بالسعادة وانا اتكلم معه ، وعندما وصلت الي سن الرابعة عشر كان هو تخرج من الجامعة وعمل مدرسا
كنت انا بهذا الوقت كبقية فتيات جيلي اتطوع للعمل بالجمعيات الخيرية والمستشفيات قابلته مرة او اثنين بإحدى الجمعيات الخيرية كنت اتبرع للجمعية وهو يعمل مدرسا للأطفال اليتامى الذين تراعهم الجمعية
قوت صداقتنا ، لن انكر اني احببته بشدة ولكني لم اتكلم لم استطع ان اتفوه بما اشعر به بيني وبين نفسي فانا اعلم ان هذا الحب غير مجدي فنحن لن نتزوج ابدا ، ابي لن يرضى ان يزوجني من هو اقل مني اجتماعيا
ولكني لم استطع ان اتزوج من احد غيره ، لم استطع ان اتخيل ان اكون زوجة لاحد غيره ، قابلته بأحد الحفلات الخيرية وكنت بالعشرين وقتها ، وكان يتقدم لخطبتي اولاد كبارات الاسكندرية ، فاجأني انه اعترف لي بانه يحبني ويريد ان يتزوجني ، لم استطع ان اوافق ولم استطع الرفض ايضا ، اخبرته بحبي له واخبرته ان يبتعد عني فأبي اذا علم بالأمر سيحيل حياتي الي الجحيم ، اما حافظ لو علم لن يتردد وسيقتله ، امتنعت عن الخروج لفترة طويلة تصادف عدم خروجي مع وفاة والدتي لأحزن بشدة واتقوقع على نفسي اكثر واكثر ،مرت الاعوام وانا ارفض المتقدمون لخطبتي الي ان كبرت تزوج والديك وانجبا عمر لألهي نفسي به قليلا
دخلت مرحلة العنوسة تجاوزت الثلاثين وبزماننا كانت الفتاة التي تتجاوز سن العشرين ولم تتزوج تكون عانسا
فما بالك بمن تجاوزت الثلاثون ، قل الخطاب وبدأت انا الاخرى افقد الامل ، عدت للتطوع والاعمال الخيرية وبإحدى المرات ذهبت لمدرسة عمر لأطمئن عليه واسال عليه معلميه لأقابله هناك ، اكتشفت انه لم يتزوج هو الاخر
قضى سنوات شبابه ينتظرني ، وهذه المرة لم يستمع الي تحذيراتي بل اصر على مقابلة والدي وتقدم لخطبتي
ولكن ما فاجأني ان ابي وافق على الزواج وعرض عليه ان يساعده ولكنه رفض بشدة ، اثث بيت صغير كان كالجنة بالنسبة لي ، محمد امتعض من الفكرة ولكنه عندما رأى السعادة التي اعيشها ، وافق ولم يعترض
عشت معه سنتين من اجمل سنين عمري ليتوفى والدي ويعود حافظ لن استطيع ان اصف لك مدى البؤس الذي عيشنا به حافظ لقد دمر حياته لأجل ان يتركني ولكنه رفض وابى ، اباك وقف بجانبنا كثيرا ولكن مات محمد لأكون كالقشة بمهب الريح زاد حافظ من جبروته وتسلطه و باخر الامر هددني حافظ بانه سيتخلص منه اذا استمريت بهذه الزيجة التي جلبت العار للعائلة ،
سقطت دموعها ببطء وهي تكمل : تخيلي نور كنت حاملا عندما قررت ان اترك صلاح وعندما علمت رجوت حافظ ان يتركني اكمل حياتي مع زوجي وابني قلت له اني سأتنازل له عن جميع الاملاك الذي ورثتها عن والدي
ليتركني استمر بحياتي ، ولكنه رفض بشده واصر على ان اترك زوجي ، و يا ليته توقف عند هذا الحد بل لعب معي لعبة حقيرة اوهمني اني مريضة لأذهب الي المشفى واتفق مع احد الاطباء ان يجهضني
استيقظت لأجد ان الطفل الذي عشت ارجوه من الدنيا
ذهب بلا عودة
انهمرت دموعها بغزارة ، اتسعت عيناي رعبا من هذا الشيطان الذي تتكلم عنه عمتي ، لم استوعب ان يكون هناك انسان بكل هذه الكمية من الشر والقسوة ،رتبت على كتفها وحاولت تهدئتها رفعت راسها ونظرت لي : هل من يفعل ذلك بأخته ، لا يكون السبب بموت حماك
حافظ قاسي لا قلب له و امام رغباته لا يرى شيئا اخرا
ارجعي الي زوجك بنيتي اذا جاء عمك ووجدك هنا لن تري زوجك مرة اخرى ابدا ، لا زوجك ولا اخاك
انتفضت بقوة من الجملة : لماذا ؟ لا يستطيع ان يتحكم بحياتي
نظرت لي بألم : حافظ يستطيع ان يفعل اي شيء نور ، ويستطيع فعل اشياء لا تخطر على ذهن احد
اطرقت راسي ارضا : لكني لا اريد الرجوع الي زوجي ، لقد عاملني معاملة بشعة منذ علمه بان حافظ المصري عمي
تنفست بقوة : اذهبي اليه و واجهيه ، لا تتركي الامر معلقا هكذا انه يحبك نور ، من الممكن ان الصدمة شلت تفكيره ولذلك تصرف معك بطريقة خاطئة
تنهدت : سأذهب الي عمر فهو مريض واخذ وقتي بالتفكير
شهقت : مريض ، ماذا حدث له ؟
رفعت حاجبي : انه تعرض الي حادثة كادت ان تودي بحياته
اتسعت عيناها رعبا : حافظ انه السبب ، انا متأكدة
اصفر وجه نور بشدة : لماذا ؟ ماذا فعل له عمر ليقتله ؟
تنهدت العمة ك لم يفعل شيء ولكن حافظ ينتقم من محمد في شخص عمر ، يكره اخاك لأنه شبة والده
سالت وعيناها تدور بتعجب : ولماذا يكره ابي
هزت راسها بألم : لا اعلم ، لا اعلم نور
شعرت نور بصداع غريب يجتاحها من هذا العم العجيب الذي يكره ابيها واخيها بدون اسباب لتقول : عمتي سأصنع القهوة ، اتي لك بقليل منها
ابتسمت : تعالي نعدها معا
ذهبا الي المطبخ ليبتسم الخدم بسعادة لرؤية نور ويقترب منها رجل عجوز ربت على وجنتها ك حمد لله على سلامتك بنيتي
ابتسمت نور : الله يسلمك
اقترب منها الرجل : خذي حذرك من حافظ وارجو ان ترحلي قبل ان يأتي
تعجبت من مقولته لالتفت الي عمتي لأجدها تتكلم مع الطباخ وتامره بما يصنعه على الغداء سألتني ما افضله من الطعام فقلت لها اني لا اتناول الارز فانا لا اشتهيه نظرت الي بتعجب لتسالني ما الانواع التي تفضلينها نطقت بسلاسة
__ احب ملوخية الجمبري ، انها اكلة تنتمي الي الاسكندرية اليس كذلك ؟
فغرت عمتي فاها لترد : ها ، نعم ، اريني كيف تعدين القهوة
وقفت لأعد القهوة وانا اشعر بان عيني عمتي لا تتحركان مثبتتان علي بقوة
التفت لها وابتسمت لاصب القهوة بكوب عادي وفنجان لها
نظرت لها لأجد عيناها متسعتين باندهاش شديد فسالتها
بتوتر : هل تفضلين القهوة بطريقة اخرى ؟
انهمرت الدموع من عينيها وخرجت سريعا من المطبخ
لأتعجب حقا من موقفها المريب تمتمت : ماذا فعلت لاجعلها تبكي ؟


ركضت خارجة من المطبخ وانا بحالة كبيرة من الانهيار
لا افهم ما يحدث امامي ، كيف تكون عادتها كعادات محمد
كيف علمت بطريقة صنعه للقهوة ، ثم انها تشرب القهوة بنفس طريقته ، كيف هذا يحدث ، كيف ؟
لقد مات وهي صغيرة جدا فغير المعقول ان تكون تعلمت منه هذه الاشياء
ليست هذه العادات فقط طريقة حديثه ولمعت عيناها ، ضحكتها الحزينة التي كان محمد مشهور بها اذا كان متضايق ، الطيبة التي تشع من عينيه ، اخفاؤها لمشاعرها وعدم التصريح بها
الخجل الذي ارتسم على محياها عندما ذكرت زوجها
هل تكون ابنة محمد فعلا وحافظ كذب كل هذه السنوات ؟
ولكن الشبه الغريب الذي ورثته من حافظ
لا يمكن ، لا افهم ما يحدث ، لن اكب حدسي واحساسي بها
انها ابنته ، نظرت الي صورة اخيها لتحتضنها برفق وتنظر اليها مرة اخرى انهمرت دموعها : حافظ كذب عليك حبيبي ، ليموتك كمدا ونجح ببراعة كعادته
لمع الكره والالم بعينيها : اخذك مني حبيبي ، لن اسامحه مهما حييت

طرق الباب لتطل نور براسها وترسم ابتسامة متوترة
__ هلا تسمحين لي بالدخول ؟
ابتسمت بسعادة وفتحت ذراعيها لها : تعالي حبيبتي
ابتسمت نور وذهبت بهدوء لعمتها لتحتضنها الاخرى وتبكي ، انتصب جسد نور وسالتها بتوتر : ماذا حدث عمتي؟
هل فعلت شيء ضايقك ؟
نظرت لها عمتها وحسست على شعرها : لا حبيبتي ، ذكرتيني باباك ، لذلك ابكي
ابتسمت نور : حسنا هيا عمتي القهوة ستبرد ، لأني سأغادر بعد قليل لأذهب لعمر
__ لماذا حبيبتي ؟ اقضي معي اليوم ايضا وسافري غدا
فانا اجلس بمفردي ، امكثي يوما اخرا معي
ابتسمت : من اجلك عمتي ، سأمكث


**********************


ذهبت الي الطبيبة انا ونادين التي اختلفت معاملتها على الاتجاه الاخر ، فتبادلت معي الاحاديث واستمتعت برفقتها حقا
بعد انتهاء موعد الطبيبة استأذنتها اني سأذهب لمريم وطلبت منها ان تأتي معي ، رفضت بهدوء وتحججت ان بمشاغل اولادها
اوصلتني الي هناك وانا اخبرتها اني سأتصرف لدى عودتي
دخلت سريعا الي مريم وانا اتمنى ان تكون استطاعت اقناع معتز بالمجيئ اليوم


اوصلت انجي الي مريم وانا اتعجب من هذه الزيارة ولكن لما لا فهما قريبتين ومن حق انجي ان تزو ابنة عمتها
وانا خارجة فوجئت بسيارة معتز امامي ،اوقف سيارته بحيث ان لا استطيع الخروج لأزفر بضيق ، نزل بهدوء ووقف بجوار سيارتي فتحت النافذة ليبتسم : اهلا ندى
انزلي وادخلي قليلا ، اريد ان اجلس برفقتك قليلا
نظرت له بغضب : لا معتز ولن اكرر كلامي ثانية انا مع اخوتك ضدي ، هيا افسح لي مجالا لأخرج بسيارتي
نظر بحزن : حسنا ندى ،كنت اريد ان اتكلم مع صديقتي ورفيقتي كما كنت دوما
ابتسمت بسخرية : ونسيت رفيق عمرك من كان يدافع عنك دائما ، من كان تستند عليه وقت الشدائد،
انقلب وجهه بضيق والكره لمع بعيونه لتردف : اذا اعترفت بصديقك هذا ، سأعترف انا الاخرى بصداقتي معك
نظر لي بحزن وذهب ليفسح لي مجالا ، خرجت وانا اشعر بالقهر من هذا الغبي الذي لا يفهم اني مع اخوتي الي النهاية
ولكن علمت الان سر زيارة انجي لمريم فهي اتت لترى اخاها ، هل تعلم يوسف ما يحدث وراء ظهرك ؟ ام اخت معتز اوقعت بك لتستولي هي واخاها على الشركة ، ولما لا
والطفل القادم خير دليل على ذلك


انصرفت ندى من امامي وانا اشعر بالكره لهذا الياسين الذي استولى على كل شيء املكه زوجتي واختي وصديقتي
تأففت ودخلت لأرى ما تريد مريم
دققت الباب لتفتح لي الخادمة سالتها : هل الدكتورة مريم موجودة
جاء لي صوتها من الشرفة : تعالى معتز
دخل والابتسامة تشرق وجهه لتتجمد الابتسامة على شفتيه عند رؤيتها همست : مرحبا اخي
دورت على عقبي لأخرج مثل ما جئت لأفاجئ بياسر في وجهي : الي اين يا صديقي ، اجلس لنتكلم
جز على اسنانه : لا اريد الجلوس وزوجتك لي كلام اخر معها
ابتسم ياسر : هل تهدد زوجتي معتز ؟ وبوجهي ايضا
نظر لياسر بغضب ليكمل الاخر امرا وهو يدفعه الي الجلوس
__ اجلس معتز ، وعندما ننتهي من الحديث ارحل كما تريد


******************

__مرحبا عمر ،كيف حالك ؟
بخير الحمد لله ، اعذرني لم استطع ان اتي لك بالمشفى انت اعلم بحالي والان انتظر ياسين لنأتي لك معا
نعم هل علمت بما حدث ، حسنا سناتي لك ليلا ان شاء الله
لا اطمئن فياسين تصرف وستصل بعض من المعدات غدا
وادوات البناء ايضا ، ان شاء الله سننهي العمل بموعده
قهقه ضاحكا : ياسين حلال العقد ، اتمنى ان لا تكون غاضبا منه
عقد حاجبيه : حسنا اراك ليلا
ردد بدهشه : ابلغ سلامك لنور ،تردد ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يفكر فيما قاله عمر فهو ليس غاضبا من ياسين ثم يريده ان يبلغ سلامه لنور
هل نور لم تذهب لأخيها ، الي اين ذهبت اذن ؟
هل ياسين يكذب ، لا اعتقد فهو كان غاضبا بشده صباحا
سأبلغه ان عمر طلب مننا زيارته مساءا ليطمئن على امور العمل

تحرك من مكانه ليجد نادين بوجهه ابتسم ، فهو عاد باكرا من اجل ان يذهب بجيجي الي الطبيبة ولكن نهى ابلغته انها ذهبت مع نادين الي الطبيبة بناء على اقتراح الاخيرة
اقترب من اخته : شكرا نادين على الذهاب مع انجي الي الطبيبة ، اين هي ؟
نظر الي ما ورائها لتنظر اليه نادين بضيق : ذهبت لترى اخاها
اتسعت عينا يوسف دهشتا : نعم ، لا افهم
__ طلبت مني ان اوصلها الي مريم وفوجئت بوجود معتز امامي ، من المؤكد انها اتفقت معه ان يتقابلا عند مريم او شئ من هذا القبيل
نظر يوسف اليها لتكمل : او من الممكن انها تراه دائما وضحكت على اخينا الاصغر لتساعد معتز فيما يريده وتستولى على شركة والدك ولما لا الا تحمل ولي العهد الذي سيرث نصف ممتلكات محود صالح شوكت
جز على اسنانه بقوة وهو يحاول استيعاب ما تقوله نادين
لتنصرف من امامه ، صعد الي الاعلى وهو يشعر بصداع قوي براسه ، لا يصدق ما تقوله نادين ولكن اين هي
اين ذهبت الم يمنعها من الخروج ، الم يمنعها من مقابلة معتز والتحدث معه
امسك هاتفه واتصل بها لينقطع الرنين دون ان ترد
اتصل مرة اخرى ، ومرة اخرى لترد اخيرا
__ اهلا حبيبي
سال بجمود : اين انت انجي ؟
__ انا عند الطبيبة حبيبي
اغلق الهاتف بوجهها وهو يرغي ويزبد تكذبين انجي ، تكذبين من اجل اخيك ، وانا افعل كل ما بوسعي حتى لا تفهمي ما يفعله معنا
حسنا سنرى انجي ، هل تخدعيني ام اشتقت الي اخاك ؟


********************

دخل الي بيته وهو يشعر بذهول وندم كبير هل كل ما فعلة السنوات الماضية ، هل كان كل ذلك من اجل وهم اختلقه هو من العدم
عندما اجبره ياسر على الجلوس ، شعر بقهر كبير واشاح بوجهه بعيدا عن اخته التي رن هاتفها لتتبادل النظرات مع مريم همست لها مريم : ردي عليه واخبريه انك هنا
انقطع الرنين ليرن الهاتف مرة اخرى نظر اليها بقوة
لتنهض من مكانها وتخرج لترد على هاتفها و تأتي ووجهها
ظاهر عليه التوتر طمأنتها مريم : سأتكلم معه جيجي اجلسي الان لنتفاهم مع هذا الغبي الذي لا يستمع الي احد
صاح بقوة : مريم
نظرت له بقوة ك نعم معتز انت غبي وما اخبرتني به انجي يدل على ذلك وبقوة ويدل على ان ياسين انسان رائع لم ينسى العشرة ولم يقوى على اذيتك
صاح بقوة متأففا : هل اتيتي بي لأتكلم عن ياسين
لا انه ليس انسان رائع ونسي العشرة من وقت طويل
وخدعكم كلكم ولكنه لن يستطيع ان يخدعني
تكلم ياسر بهدوء : ما الذي فعله ياسين معتز اخبرك انه نسي العشرة بينكما
قال بكره ك انه خائن ياسر خانني ، خطف حنان من بين يدي ، لم يراعي العشرة ولا أي شيء بيننا
صاح ياسر : اخرس معتز ، اخرس ياسين لم يفعل لك شيء
قال ودموع القهر بعينيه : بل انا متأكد ، متأكد
ياسر : ما الذي متأكد منه معتز ؟ هل رايته مع حنان ؟ ام ماذا ؟
نظر اليه وقال بألم : اخبرني كي تصبح زوجتي حامل وانا عقيم
نطقت انجي : انها كانت حاملا منك يا مغفل ، لقد كانت تتناول الادوية وتتعالج مه اشهر طبيب لأنها تريد انجاب طفل منك لتقر بجانبها وتترك نزواتك
كانت تحبك وتريد ان تستقر معك ولم تشأ ان تخبرك بانها تعلم عن كل شيء ، حتى لا تضطر لترك ، عندما قلت لها انها من الافضل لها ان لا تنجب حتى تنفصل عنك بسهولة
قالت انها لن تتركك ابدا فان حياتها بدونك لا تساوي شيء
نظر لها بقوة :كاذبة انت كاذبة ، انا الذي لا يستطيع الانجاب وليس هي
ردت مريم بهدوء : الم تفكر بالعلاج معتز ؟
__ بل كنت اتعالج طبعا لأستطيع الانجاب منها ، فطفل منها كان كل املي بهذه الدنيا
قال ياسر بقوة : اذن ابشرك معتز لقد قتلت املك بيديك لان ياسين لم يلتفت الي حنان من قبل زواجكم ليلتفت اليها بعد ان اصبحت زوجتك ، ياسين كان يراعي حنان كأخت له وليس أي شئ اخر ، كان يشفق عليها من اجل ظروفها ومن اجل الحالة النفسية التي كانت تنتابها
زوجتك يا استاذ كانت تتعرض لنوبات من التشنجات عندما تغضب وكانت تذهب على اثرها الي المشفى لذلك كان يحنو عليها كثيرا ولكنه لم يلتفت اليها اطلاقا
هوى جالسا ليكمل ياسر : لم يأتي الي ذهنك ان رحمة الله واسعة وان زوجتك ممكن ان تحمل منك دون علاج اذا اذن الله ، وغاضب لان مريم نتعتك بالغبي ، بل انت غبي واحمق ايضا
انتفض واقفا وغادر سريعا وهو لا يريد تصديق ما سمعه


*******************

جالس بمكتبه يرتب امر الشحنة الجديدة يدعو الله بسره ان تسير الامور كما ينبغي
دق الباب ليرفع نظره عن الاوراق : ادخل
دخلت والدته ليعقد حاجبيه ويعيد نظره الي الاوراق ثانية
__ الن تذهب الي نسيبك ياسين ؟
جز على اسنانه غضبا : لا امي لن اذهب
قالت بقوة : لماذا ، ثم عمر من حقه عليك ان تذهب اليه وتطمئن عليه
قال بضيق : امي من فضلك ، اغلقي الموضوع
صاحت بقوة : لا ، ثم احترم نفسك وتكلم معي بأدب
نظر اليها بدهشة وقال بأسف : لم اقصد اغضابك امي
جلست على الاريكة وقالت امرة : تعال ياسين اجلس بجانبي
قام من مكانه مضطرا وجلس بجانبها شدته من يده بلطف
لتحتضن راسه صاح بضيق : امي
همست : اصمت ، هل كبرت على ان تنام بحضني ؟
ابتسم : نعم امي ، لقد اتممت السابعة والثلاثون
__ واذا اتممت الستين ، انت طفلي البكر الذي لا ازال اذكره وانا اطعمه واحممه والبسه ملابسه
احمرت اذناه وتبرم : امي ، كبرت انا على هذا الدلال ، اتي بيوسف ودلليه كما تريدي
ابتسمت ودفنت اصابعها في شعره الكثيف : هل انت غاضب مني ياسين ؟
جلس بهدوء وشبك يديه ببعضهما تنفس بقوة : نعم
ابتسمت : لماذا ؟
قال بقهر : لأنك لم تخبريني عن علاقتك بوالد ووالدة نور
شدته بحضنها مرة اخرى وتلاعبت بخصلات شعره: هل تعلم ياسين ؟
عندما رأيت نور لأول مرة كدت ان ابكي ، تذكرت كل شيء خاص بنور ، وعندما رأيت كيف يتعامل معها يوسف حلقت بالسماء كنت اظن ان يوسف يحبها ولذلك قلت لك اني سأخطبها له
تململ بين يديها لتضحك بخفة : انت كاباك ياسين غيور جدا
عبس بوجهه لتردف : كنت اتمنى ان تأتي نور الصغيرة الي هنا واضمها الي كنفي لأطمئن عليها واشعر اني فعلت شيء باتجاه صديقة عمري
ولذلك غضبت عندما رفض يوسف الزواج ولا انكر اني تفاجأت عندما قلت انك تريد ان تتزوج بها ، كنت اعلم انك لن تتحمل فكرة قربتها ممن كان له يد في موت اباك
ولكن لم يأتي بذهني ان حافظ سيخبرك بكذبته الشهيرة
لو كنت اعلم ان هذا سيحدث لكنت اخبرتك بكل شيء
اغمض عينيه ضيقا من نفسه لتساله : ماذا فعلت معها لتتركك بهذا الشكل ياسين ؟
قال بألم : ارعبتها مني امي ، عاملتها سيئا و قسوت عليها
كنت غبي لا افهم ما اشعر به ولكن هذا الحقير جعلني اراه كلما نظرت بعينيها
__ اتعلم ياسين هذا الشبه الذي يستند اليه حافظ لا اساس له من الصحة ، حافظ يشبه عمي عبد الله رحمة الله عليه ولون عينيه وشعره ورثهم منه ، ثم ان عمي عبدالله والدة حافظ كانا اولاد عم ومن الطبيعي ان تكون هذه الصفات منتشرة بالعائلة ، نور اتت تشبه والدتها ولكن ورثت اكثر صفات جدها جمالا ، لتاتي متفردة الجمال
قال هامسا : وانا اشهد امي انها جنيتي الحبيبة متفردة الجمال
ابتسمت : اذهب لعمر واطمئن عليه وتكلم مع زوجتك ياسين
سمعا صوت جلبه لينتفض ياسين واقفا وتساله بدهشة : ما هذا؟ هل هذا صوت يوسف ؟
خرج ياسين من المكتب لتتبعه سريعا : نعم امي
تناهي الي مسامعهما صوت يوسف وهو يصيح بصوت عال
لتقول امه : اذهب ياسين وانظر ماذا يحدث
__ انتظري امي ، فانا لا احبذ التدخل بينه وبين زوجته
سمعا صوت خطوات نازلة لينظر ياسين
__ انتظري

دخلت الي جناحهم وهي تشعر بالترقب فإغلاقه الهاتف بوجهها انبئها بحدوث شيء كبير
ابتسمت عند رؤيته ليصيح بقوة : اين كنت يا هانم ؟
قالت بتوتر: كنت عند مريم
__لماذا لم تخبريني ؟ التفت اليها بحدة : ولماذا كذبت عندما تكلمت معك
ابتلعت ريقها بصعوبة ليصيح بها قويا : تكلمي
__ اردت رؤية معتز واذا اخبرتك برغبتي كنت سترفض
اقترب منها وصاح بحدة : فقلت لماذا لا اخدع هذا المغفل
ذهبتي لتري اخاك ، اليس كذلك اشتقت لهذا الحقير الذي كدت ان اموت بسببه وكاد ان يقتل ياسين مرتين من قبل
اشتقت لرؤية اخاك الذي سرقنا انا واخي دون ان يراعي انه سيصبح خالا لولدك القادم
عصيتني وذهبت اليه رغما عني و دون علمي
اذا اشتقت الي اخاك انجي ، اذهبي اليه فانا لا اريدك الي جواري بعد الان
نظرت اليه وهي تشعر بان الالم يزداد عليها ، دموعها تنهمر بصمت وحين نطق بجملته الأخيرة شعرت بألم شديد يجتاحها صاح بقوة : اذهبي
مسكت بطنها بقوة ورفعت راسها لتخرج من الغرفة وهي مصممة على مغادرة القصر ، اذا لم يستمع اليها الان ، ليس له الحق في الاستماع لها بعد الان
نزلت السلم ببطء شديد فهي تشعر بثقل شديد في ارجلها وهمت بالخروج من القصر لتسمع ياسين : انتظري
ذهب اليها سريعا ومسكها من ذراعها : انجي ، ما بك ؟
هاله مظهرها التعب ودموعها المنهمرة : ماذا حدث انجي ؟
نظرت اليه وقالت بصوت يكاد يسمع : ياسين اريد ان اذهب الي مريم ، هلا تأخذني اليها
صاحت نوارة هانم من وراءه : لا طبعا ، لن تخرجي من هنا
قالت بهمس : اشعر بالم فظيع امي
نظرت نواره هانم اليها لتراها ممسكة ببطنها لتقول امره
__ احملها سريعا ياسين الي غرفتي وانا سأتكلم مع الطبيب

بعد خروجها شعرت بالذنب يجتاحني كنت قاسيا معها
على الرغم من انها اخبرتني بسبب زيارتها لمريم ولكنها كذبت عليك يوسف ، كذبت ولكنها لا تستحق ان تطردها من بيتها ، الا يكفي ما اسمعتها اياه ، الا يكفي انك لم تراعي شعورها واخبرتها بما يفعله معتز ، الم تطلب من ياسين البارحة بان لا يتكلم عن امر الشركة وما يفعله معتز معكما امامها حتى لا تجرح شعورها ، لتاتي انت وتألمها بهذا الشكل ، الم تنصحك الطبيبة اكثر من مرة ان مع الانفعال
ستفقد الطفل بسهولة
انتفض فجأة وهو يعي ما فعله ليركض خارجا من الجناح ليذهب ويبحث عنها ليجد ياسين حاملا اياها امامه
نظر اليه ياسين بقوة ليتحرك من امام الباب ويفسح له مجال ان يدخل بها
وضعها ياسين على الفراش لينظر اليه بوعيد : الطبيب سياتي حالا
انصرف من امامه ليهرع يوسف ويجلس بجانبها
مسح دموعها وامسك يدها ليقبلها بلطف : اسف حبيبتي
لم اقصد ولكني غضبت لأنك كذبتي علي
اسف ، كدت ان اجن من قلقي وخوفي عليك
نثر قبلاته على يدها لتقع يدها من يده لينتفض بخوف
هزها بلطف : انجي ، انجي
صاح بقوة : انجي
انتفض ياسين من صرخته ليهرع الي الداخل وتتبعه امه
__ لا ترد امي ، انها لا تتكلم معي
__ اهدئ بني ، الطبيب قادم الان
جلست بجوارها الام : اتي لي بعطر قوي
ركض لامه بالعطر لتشممها اياه تمتمت : جوي
قفز الي الفراش وجلس بجوارها : عيونه وقلبه وعقله ، تدللي حبيبتي
نظرت اليه امه بدهشه ليكتم ياسين ضحكته ويشير الي امه براسه ان تأتي معه
خرج وتبعته امه لتغلق الباب خلفها : هل جن يوسف الي هذه الدرجة ؟
انفجر ياسين ضاحكا : الم تلاحظي جنونه من قبل امي ؟
__ كان بعقله لوقت قريب لوكن زوجته ازادت عنده الجنون الم يكن يتشاجر معها منذ قليل
__ يوسف متقلب امي دقيقة يضحك ودقيقة يغضب ،لا تشغلي راسك بهما امي انهما مجنونان هما الاثنين
امسك يدها وقبلها : ادعي لي امي
رتبت على خده : هل ستذهب الي عمر ؟
ابتسم : سأذهب الي نور امي ، وسآتي بها بإذن الله
__ يوفقك الله بني

****************


اقتربت منه بهدوء لتجلس بحضنه نظر اليها بدهشة
لتهمس : هل ما زلت غاضبا ؟
نظر لها بهيام : وهل استطيع ان اغضب منك ؟
ابتسمت بدلال يعشقه وهمت بان تنهض ليطبق يده على خصرها : الي اين ؟
ابتسمت : ساعد لك الطعام حبيبي
نظر والشوق يلمع بعينيه : لا اريد الطعام ، فاكهتي الحبيبة بين يدي ولن افرط بها
ابتسمت بخجل وقالت بدلال : عمر
ضمها الي صدره ليقبلها برقه حانية : نعم يا اميرتي
نظرت اليه لتذوب بلمعة عيناه الخضراء حثه الشوق لوصالها فهم بتقبيل ثغرها الباسم ليدق جرس الباب ويذهب رونق اللحظة
تأفف بضيق : من الغبي الذي يأتي الان ؟
ضحكت بخفه ليكمل : تضحكين ، حسنا سأصرف هذا الاحمق الذي افسد علي لحظتي واتي لك
قالت بسعادة : اكيد نور، ستتخلص من نور ايضا
ابتسم : لا طبعا ، ولكنها ستشعر بي وتنصرف من حالها
ضحكت برقة ليتنهد : لو نور سأنادي عليك ، لتنزلي الي الاسفل
تركها وهو متأفف من الشخص الذي اتي اليهم الان
فتح الباب ليجد ياسين امامه ابتسم باتساع ورحب به
__ تفضل ياسين ، مرحبا بك
دخل ياسين لينظر عمر اليه وينظر الي الخارج : اين نور ؟
امتقع وجه ياسين وشحب ليردد بدهشة : نور
الم تأتي اليك ؟
صاح عمر : نعم ، لا لم تأتي ، من يوم خروجي من المشفى
لم ارها ، اين هي ياسين ؟
ارتبك ياسين وتصاعدت ضربات قلبه قلقا : لا اعلم
ردد عمر صارخا : لا تعلم ، كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟
تزايد ارتباكه : لقد تشاجرنا و تركت لي ورقة تخبرني بانها ستاتي اليك ،وها انا جئت لأراها واتفاهم معها
صاح عمر بقوة : متى تركت البيت ؟
__ البارحة ،
نظر له بتأنيب ولوم : وماذا فعلت لها يا بابن الاصول لتترك بهذه الطريقة ؟
زم ياسين شفتيه : ليس هذا وقته عمر ، نريد ان نعلم اين هي؟
__ سأعلم اين هي واتي بها ولكنك لن تراها مرة اخرى ، فانت لم تصن الامانة التي ائتمنتك عليها
اسرع ليتصل بها لينطق ياسين : هاتفها مغلق ، سأتصل بصديق لي بالشرطة ليبحث عنها
رن هاتف عمر فجاة لينتفضا الاثنان : مرحبا عمتي
تناهى لياسين صوت عمة عمر وهي تصرخ : انجدني عمر
انا مع نور ذهبت بها الي المشفى
تعال سريعا فأختك بحالة انهيار تامة



اعذروني على التاخير والتقصير يا صبايا
وان شاء الله نلتقي يوم السبت
على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 18-09-11, 01:42 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير على احلى صبايا
كيفكم عاملين اية
اخباركم
اتمنى تكونوا بخير يا حبيباتي
سوري على التاخير
بس واللهي ظروفي ملخبطة اليومين دول
البرت حيبقى حالا بين ايديكم
اتمنى ان يحوز على اعجابكم


قبل البارت عندي نجمات وصقفة لكا من توقع التوقع صح
رباب فؤاد رغم انها لم تصرح به في تعليقها ولكنها كانت عارفاه
ام رنا الغالية جابت التوقع صحيح ومية مية
وطبعا ايمو الحبيبة توقعاتها من الكنترول


كونوا بالقرب دائما ولا تحرموني من تفاعلكم


الفصل الخامس والثلاثون


الجزء الاول

فتح الباب ليجد ياسين امامه ابتسم باتساع ورحب به
__ تفضل ياسين ، مرحبا بك
دخل ياسين لينظر عمر اليه وينظر الي الخارج : اين نور ؟
امتقع وجه ياسين وشحب ليردد بدهشة : نور
الم تأتي اليك ؟
صاح عمر : نعم ، لا لم تأتي ، من يوم خروجي من المشفى
لم ارها ، اين هي ياسين ؟
ارتبك ياسين وتصاعدت ضربات قلبه قلقا : لا اعلم
ردد عمر صارخا : لا تعلم ، كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟
تزايد ارتباكه : لقد تشاجرنا و تركت لي ورقة تخبرني بانها ستاتي اليك ،وها انا جئت لأراها واتفاهم معها
صاح عمر بقوة : متى تركت البيت ؟
__ البارحة ،
نظر له بتأنيب ولوم : وماذا فعلت لها يا بابن الاصول لتتركك بهذه الطريقة ؟
زم ياسين شفتيه : ليس هذا وقته عمر ، نريد ان نعلم اين هي؟
__ سأعلم اين هي واتي بها ولكنك لن تراها مرة اخرى ، فانت لم تصن الامانة التي ائتمنتك عليها
اسرع ليتصل بها لينطق ياسين : هاتفها مغلق ، سأتصل بصديق لي بالشرطة ليبحث عنها
رن هاتف عمر فجأة لينتفض الاثنان : مرحبا عمتي
تناهى لياسين صوت عمة عمر وهي تصرخ : انجدني عمر
انا مع نور ذهبت بها الي المشفى
تعال سريعا فأختك بحالة انهيار تامة

اتسعت عينا ياسين رعبا ، لتضييق عينا عمر بغضب شديد
اغلق الهاتف من عمته ليندفع ناحية ياسين بشراسة
وامسكه بقوة من ملابسه وهو يصيح : ماذا فعلت بها ؟
ها اخبرني كيف وصلت الي هناك ، ما الذي جعلها تذهب وتحتمي به وهو الوحيد القدر على ايذائها ، لماذا لم تصن الأمانة
دفعه بقوة : كنت اظن انك اهلا للثقة
خفض ياسين بصره لا يعلم بماذا يجيبه
نطق بألم : تشاجرنا عمر ، لم اطلب منها ان تغادر فانا لا اقوى على الابتعاد عنها ولم يتبادر الي ذهني انها ستذهب الي هناك ، لقد كتبت في رسالتها انها ستاتي اليك
نظر له بغضب وهم بالصياح مرة اخرى لتنزل عليا بسرعة
وهي تهتف بقلق : ماذا حدث ؟ لماذا تصيح هكذا ؟
اشاح بوجهه بعيدا لتلتفت الي ياسين : مرحبا يا باش مهندس
اين نور ؟
تبادلا النظرات عينان تلمعان بالغضب والعينان الاخران ترجوان التفهم
ليقول ياسين ببطء وبصره معلق بعمر : سنذهب لنأتي بها
وقف بجانب الباب ونظر الي عمر : هلا اتيت معي ؟
نظر له عمر : سأبدل ملابسي
__ سأنتظرك بالسيارة ، لا تتأخر
اندفع خارجا من الباب ليصعد الاخر السلم سريعا وتتبعه علياء وهي بحالة من الدهشة العارمة
دخلت الي الجناح : ماذا يحدث عمر ؟ لماذا كنت تتشاجر مع ياسين ؟
جز على اسنانه غضبا : ليس الان علياء ، اغلقي على نفسك الباب جيدا ، احتمال كبير ان أتأخر
هم بالخروج لتتعلق بذراعه : لا تتركني هكذا ، افهمني ما يحدث
نظر اليها و قبلها قبلة خاطفة: لا تخافي ، سأعود لا تخافي
تركها وانصرف وهي بحيرة من امرها ماذا حدث ليتشاجر مع ياسين بهذه الطريقة والاغرب ان ياسين المعتد بنفسه ذو الشخصية القوية يصمت امامه دون ان ينبس بحرف واحد بل كان يرجوه بنظراته ان يتفهم موقفه
اذا المشاجرة خاصة بنور ، ما بها نور ، ومن اين سيأتيا بها؟
وضعت يدها على قلبها وهي تتمتم : سترك يا رب


***********************


سمع طرقات على الباب ليرفع راسه وينظر من القادم ليجدها واقفه امامه بمظهرها الانيق وزينتها الكاملة كأنها ذاهبة الي حفلة ما
ابتسم بمهنية : تفضلي دكتورة
ابتسمت بدلال مفرط : جئت اسال عن احوالك
جمد وجهه وقال بعملية : انا مشغول الان ، والمشفى مكان عملنا لا مكان للسؤال عن الاحوال الشخصية
تنهدت بعتب وهي تجلس على حافة المكتب : لماذا اصبحت جافا هكذا ياسر ؟ اشتقت الي احاديثنا معا
عقد حاجبيه من طريقتها المبالغ فيها ، مالت عليه بغنج واضح وهي تنظر اليه وتعض شفتيها بعتب : الم تشتاق انت لاحاديثنا ؟
هم بالرد عليها ليرفع نظره الي من تقف على باب المكتب وتنظر اليهما بجمود وتساؤل
انتفض واقفا ووجهه محمر والارتباك مسيطر عليه
تقدم ناحيتها وانحنى يقبل وجنتيها : اهلا حبيبتي ، تعالي
ابتسمت : اهلا حبيبي ، مرحبا دكتورة سلمى
تقدمت ناحيتها ومدت يدها لتصافحها ، امتقع وجه الاخرى وردت بارتباك : مرحبا دكتورة
نظرت لها مريم بتفحص لتقول الاخرى سريعا: اراك لاحقا يا دكتور
انصرفت من بينهما لترفع بصرها اليه هم ان يبرر ما راته لتقول بهدوء : سنتكلم في البيت ياسر ، هل ستنصرف الان ؟ ام لديك عمل ستقوم به
تنهد : سآتي معك
__ حسنا سأنتظرك بالسيارة
تركته وخرجت وهي تبحث عنها بعينيها وجدتها واقفة بجوار طبيب شاب وتضحك معه بدلال لتبتسم ذهبت اليها
ونظرت اليها لتتوقف الاخرى عن الضحك وتتجه نحوها
__ هل تريدين شيء يا دكتورة مريم ؟
ابتسمت مريم بهدوء : نعم ، ابتعدي عن ياسر ومن الافضل لك ان تذهبي الي بعثتك وتفكري بمستقبلك المهني
ياسر لا يخفي عني شيء ، واعجابك به مفضوح ، ولكنه لن يراك ابدا ، انت تعلمي ذلك جيدا
لا تتسببي لنفسك بفضيحة تذهب بمستقبلك المهني
اراك على خير
تركتها وهي مصدومة من كلماتها الاخيرة ، هل بالفعل ياسر اخبرها انها تحوم حوله ، ثم ما قصدها انها ستتسبب في فضيحة تذهب بمستقبلها المهني ، كانت تهددها ام ماذا
لماذا تزجي بنفسك في كل هذا سلمى ، ما أردته منه فعله دون ان اطلبه ، اذهبي الي بعثتك دون افتعال للمشاكل



ركب السيارة وجلس الي جوارها
نظرت اليه بطرف عينها وهي تدير السيارة
__ هل تفضل ان تقود انت ؟
هز راسه نافيا : لا انا متعب ، واريد ان استرخى قليلا
لقد جئت الي المشفى بسيارة اجرة حتى ارتاح من القيادة قليلا
هزت راسها متفهمه ، ليعم الصمت السيارة لم يستطع ان يسترخى كما اخبرها فعلى الرغم من اغماضه لعينيه يشعر بكل عصب في جسده مشدود يفكر ويسال نفسه هل هذا الهدوء ما يسبق العاصفة
فهدوء مريم عجيب وهو لا يعلم ما تخفيه فنظراتها الغامضة تحيره
توقفت السيارة ليفتح عيناه ويجد انهما وصلا الي البيت
ومريم دخلت الي البيت تنهد باسى وهو يخرج من السيارة
ويجهز نفسه للمواجهة مع مريم
فما راته و ما حدث امامها لن تمرره مرور الكرام
دلف الي الفيلا ليجد الجو هادئا ولا اثر للصغار
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل ومن الطبيعي ان يكون الصغار نائمين بمثل هذا الوقت
زفر بتوتر ليصعد السلم وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية
فهو لا يعلم هذه المواجهة ستوصله الي اين مع زوجته وحبيبة قلبه

دخل الي جناحهم ليرمش بعينيه غير مصدقا لما يراه
فضوء الشموع ينير المكان والورود الحمراء متناثرة هنا وهناك ، ادار عينيه بالمكان ليجدها تمر من امامه وهي تحضر له ملابسه ، رمش بعينيه مرة اخرى ليتأكد مما يراه فمظهرها وهي ترتدي قميصها الابيض الساتاني ليظهر جسدها من تحت قماشه الشفاف بشكل مغري وفتان ، تنفس بقوة وهو لا يفهم ما يجري من حوله
تقدم اليها في هدوء وهو مبهور من جمالها الذي يعشقه
ابتسم ونظر الي عينيها : مريم ، لا تفهمي ما رايته بشكل خاطئ
ابتسمت بغموض : ماذا رأيت ؟
نظر لها بعتب : مريم ، انت تعلمي جيدا عما اتحدث
ابتسمت ابتسامة جانبية وناولته ملابسه : لا اعلم
ابتسم باتساع وامسكها من رسغها وشدها الي حضنه
ليضمها بين ذراعيه ويقول بجديه : بل تعلمي اني اقصد ما رايتي سلمى تفعله
جمد وجهها عن الابتسام وخفضت بصرها عنه وسالته بجديه بنبرة لم تستطع ان تخفي منها الالم ولا العتب
__ هل شجعتها على ما فعلته اليوم ياسر ؟
نطق سريعا : لا والله ، بل وجدتها امامي كاللهو الخفي
ضحكت بشده على تعبيره لتسال من جديد : ولا من قبل
دارت مقلتيه وصمت قليلا وزفر بهدوء : هل ستصدقينني اذا اخبرتك ان قلبي لم ينبض الي احدا غيرك ابدا
لن انكر انها لفتت نظري قليلا
امسك يدها ووضعها على قلبه : لكن هذا لم يراها اطلاقا
بل ظل يراك انت فقط حتى وانت مشغولة بأشياء اخرى غيره
ابتسمت : يكفيني هذا ياسر ،يكفيني انك لم ولن تحب احدا غيري
اقترب منها اكثر : ولن ارى احدا غيرك مريم

****************
جلس امام قبرها وهو يبكي ، دموعه تنهمر كالأنهار ، لا يستطيع ان يتوقف عن البكاء الندم يمزقه ، لا يصدق ما سمعه اليوم ، وليهدئ من نفسه التي استمرت تلومه منذ انصرافه من عند ياسر نزل سريعا الي اقرب طبيب واجرى لديه التحاليل الازمة
كانت صدمته كبيرة عندما اخبره الطبيب ان لا يوجد لديه أي سبب يمنعه من الانجاب اخبر الطبيب انه اجرى تحليل من قبل اثبت انه عقيم ليبتسم الطبيب بهدوء : لم تكن عقيما اطلاقا يا استاذ
بهت بشده وسأله بتردد : كيف ؟ اخبرني الطبيب من قبل اني عقيم ولا استطيع الانجاب
قال الطبيب ببساطة : لا بد انه خطا ما بنتائج التحاليل
وهذا امر وارد الحدوث
صاح بانهيار : وارد الحدوث ، وارد الحدوث
هذا الخطأ الوارد الحدوث كلفني اسرتي كلها
خسرني حبيبتي وزوجتي وطفلي
طفلي الذي كنت انتظره بفارغ الصبر
وحبيبتي الذي فعلت كل شيء لأفوز بها
اندفع خارجا من عيادة الطبيب ليركب سيارته ويوقد سريعا متمنيا ان يموت الان حتى يتوقف شعور الالم المميت الذي يشعر به
الي ان وصل الي قبرها ويبكي بنشيج مكتوم
__ سامحيني حنان ، اغفري لي ، غبائي وغيرتي تحكما بي
فنسيت كل شيء ، ولأني كنت اخونك كل يوم ، خيلي الي انكي ستفعلين مثلي ، لم استطع ان افهمك طوال عمري
احببتك واردتك بجنون ففعلت كل شيء لأنالك
وعندما اصبحني بين يدي عاملتك كما يعامل الصغار لعبهم
تسليت معك لأتركك وانا اعلم انكي ستنتظرينني حينما اعود
ولكن جن جنوني عندما تهيا لي انكي ستتركينني من اجل ياسين ، ياسين الذي حملته كل اخطائي ، رميت كل ما فعلته من على اكتافي وعلقته برقبته لأتخلص من شعوري بالذنب
ياسين اخي وصديقي الذي دبرت لأتخلص منه مرتين
ياسين الذي قضيت كل السنوات الماضية لاهد شركة اباه
واعذبه عن ذنب لم يرتكبه
مسح دموعه ليقول باسى : اذا كنت لن استطع ان انقذك انت
سأنقذ صديقي مما فعلته معه
لمس القبر بأنامله : سامحيني حبيبتي وادعو لي لان يسامحني ياسين ايضا
سآتي مرة ثانية حبيبتي لن انقطع عنك ابدا
ساترك كل الذنوب التي افعلها وسأغدو معتز جديد لتسامحيني وتغفري لي


**********************


جالس بجانبها على الفراش بعد ان طمئنه الطبيب عن استقرار وضعها الصحي وانصرف الطبيب وياسين ايضا
لا يعلم ماذا كان سيفعل بدون ياسين ، فبعد ان فاقت انجي اشتدت الالام عليها ليهرع يا سين وهو يأمره ان يظل بجانب زوجته ويأتي بالطبيب بدلا عنه وبعد ان اطمأنوا على وضعها الصحي وانصرف الطبيب نظر له بقوة واقترب منه وقال له بخفوت احترم نفسك وحافظ على زوجتك وولدك القادم ولا اريد ان اسمع صوتك يصدح في الافق هكذا فانت لا تعيش بمفردك معها ، اعتني بها ولا تهدر كرامتها امامنا
فان اغضبتها بينك وبينها شيء وان تغضبها على مرأى ومسمع منا شيء اخر
التفت الي انجي وابتسم بهدوء : الف سلامة عليك يا زوجة اخي ، اذا ضايقك هذا المغفل لا تتركيه وتذهبي الي أي شخص اخر غيري ، فانا استطيع ان اعلقه من اذنيه اذا اردت واتي لك بحقك منه ، واطرده من البيت اذا لزم الامر
ابتسمت انجي ليردف : ولكنك لن ترضي بان افعل به ذلك ، اليس كذلك ؟
ضحكت انجي : نعم ، لن ارضى له بهذا العقاب القاسي
ابتسم ليهز راسه بتفهم ويخرج من الغرفة : سأذهب فانا تأخرت
قال يوسف : الي اين انت ذاهب الان ؟
انها الثانية عشر
ابتسم بتوتر ليكح بإحراج وتحمر اذنيه ، ابتسم يوسف باتساع
ولمعت عينيه بالمكر : انت ذاهب الي رؤية نور
نظر اليه بحده ليضحك الاخر وهو يرتب على كتفه
بقوة : نعم يا رجل ، اذهب وعود بها راضيها فهي لا تستحق ان تغضبها ياسين ، انها تحبك ، بل تذوب بهواك
عقد حاجبيه وقال بابتسامه والغرور يلمع بعينيه : اعلم ذلك
ضحك يوسف بمرح ودفعه بلطف : ما هذا الغرور يا اخي ؟
الثقل صنعه نعم و لكن ليس لهذا الحد ، هيا اذهب الي زوجتك
فرك كفيه ببعضهما وهو يبتسم بشقاوة : ودعني اصالح زوجتي
ضحك ياسين ليتركه وينصرف ليدخل هو الي غرفة نومهم
وينظر اليها بعينيه العسليتين والحب يقفز منهما

تقدم منها وأمسك بيدها وقبلها بعمق : اعذريني جيجي ، انا اسف بحق
على ما قلته ، ولا اعلم كيف اعوضك عن حماقتي
ابتسمت : لا تعتذر يوسف ، فانا مقدره لشعورك وقلقك علي
ولكني اردت ان اقابل معتز لأتكلم معه ليتوقف عما يفعله معك انت وياسين ، كان لابد ان افهم ما يحدث من حولي
نظر لها مستفهما لتكمل : لقد علمت عن طريق الصدفة بان حادثتك مدبرة وعلمت ان معتز من كان ورائها
فقررت ان افهم سر العداوة المشتعلة بينمها
وعندما سالت مريم اجابتني بانها لا تعلم واتفقنا انا وهي على ان نعلم ما السبب وراء انقلاب معتز بهذا الشكل على ياسين
__ وهل علمتي السر المجهول الينا ؟
ابتسمت : نعم ، وسأخبرك الان


*****************

وصلا الي الاسكندرية في وقت قياسي فتقريبا ياسين كان يقود السيارة بسرعة فائقة ، فاقت كل الحدود لم يحترم قواعد المرور كعادته ولم يهتم لشيء اخر كل ما يشغل عقله
هو الوصول الي نور والاطمئنان عليها والاهم ان يعلم ماذا حدث لها
لم يتبادل الحديث مع عمر اطلاقا الا عندما بدا عمر يصف له طريق المشفى وكان الاخر لا ينطق الا بالاتجاهات
من هنا ، اتجه يمين ، يسار
الي ان وصلا ، لا يعلم الي الان كيف ركن سيارته وكيف انطلق سريعا الي الاستقبال ليسال عن نور
وصلا الي الطابق الراقدة به حبيبة قلبه ليسمع صوت صرخه حادة تحمل بطياتها الالم والرعب
اندفعا الاثنان الي اتجاه الصوت فكلا منهما ميز صوتها بسهولة ليمنعهم الممرضين من الدخول
صاح ياسين وهو يدفع الرجل من امامه : ابتعد عني ، اريد ان اقابل الطبيب وافهم ما يحدث
__ المعذرة سيدي ولكن لا يسمح لك بالدخول الان
ازداد صراخها لينفطر قلبه عليها ولكنه فوجئ بمن يدفعه الي الحائط بقوة ويطبق يديه على عنقه
تفاجا مما يحدث معه ليجد عينا عمر الخضراء تشتعل بمزيج احمر غاضب ويقول بصوت هادر : ماذا فعلت بها ؟
اخبرني ماذا فعلت بها ؟ لماذا لم تصن الامانة ؟
قبض كفيه بقوة حتى لا يفعل أي شيء يهد ما تبقى بينه وبين عمر وقال بصوت مخنوق من اثر ضغط عمر على رقبته
__ اتركني عمر ، ولنتحدث فيما بعد ، دعني اطمئن عليها
ضغط عمر على رقبته بقوة اكبر : اخبرني اولا ماذا فعلت بها
شعر بالخنقة تسيطر عليه وانه لا يستطيع التنفس ليسمع صوت عمة عمر وهي تجذب يد الاخير بقوة : اتركه عمر
اتركه
نفض عمر يديه عنه لينظر اليه بشراسه تنحنح ياسين
لتربت العمة على كتفه : المعذرة يا ولدي ، فهو لا يعلم شيء
صاح عمر وهو يضرب بقبضته الحائط : ما الذي لا اعلمه
قالت العمة وهي تسيطر على دموعها بقدر المستطاع
__ ياسين لا دخل له بحالة نور الان
سال ياسين بقلق : ماذا حدث سيدتي ؟
نظرت لهما بخوف ليحثها عمر : تكلمي عمتي ، ارجوك
ابتلعت ريقها بصعوبة : نور اتت الي البارحة وكانت تبكي بشده وسألتني هل لحافظ أي دخل بموت محمود بك
نظر لها عمر : من محمود بك هذا ؟
قال ياسين بجمود : ابي ، اذن هي استمعت الي حديثي مع امي
صاح عمر : اذن انت السبب في حالة الانهيار يا ابن الاصول ، عاملتها سيئا بسبب ان حافظ كان السبب في موت اباك ، الم اخبرك بان حافظ سبب شقاءنا وتعاستنا في هذه الدنيا ، التفت الي عمته وقال بتوتر : هل قابلت عمي ؟
زفر ياسين لتتكلم صفيه : اصبر عمر ، ولثاني مرة اخبرك بان ياسين لا دخل له بحالة الانهيار التي اصابت نور
صاح بقوة : اذن اخبريني من السبب ؟
قالت بتوتر: عدني اولا انك ستكون حكيما و لن تندفع فيما ستفعله
صاح بقلة تهذيب ك عمتي انا على وشك الانفجار وانت تطلبين وعدي على امر لا افهمه
قالت بإصرار : عدني اولا
قال بنفاذ صبر : اعدك
نظرت اليه والخوف يلمع بعينيها : قضت لدي الليلة وكانت تريد ان تعود اليك عمر ، ولكني صممت على بقائها معي عدة ايام وكنت سأتصل بك واخبرك في الصباح وخاصة ان حافظ مسافر ولن يعود هذه الايام
سال ياسين ليحثها على المواصلة : وبعد سيدتي ماذا حدث ؟
نقلت نظرها بينهما الاثنان وانفرجت شفتاها ببطء


*********************

تاوه وهو يرفع راسه من على ارضية الغرفة الرخام
يشعر بالبلل يغطي ملابسه ورقبته
لمس طرف عنقه لينظر الي يديه فيجد سائلا احمرا يلون يديه
تمتم وهو لا يقوى على النهوض : ماذا حدث ؟
تذكر انه ذهب الي القاهرة ليعلم اخبار هذا الاحمق
ابن اخيه الاحمق الذي ينجو من الموت ببراعة
ثم اجل سفره من اجل ان يفكر له بشيء اخر ، يخلصه منه
قضى يومه وهو يعد له الحفرة القادمة ، لم تكن حفرة بل كانت تربه يدفنه بها ويتخلص منه
ولكن ما ازعجه حقا انه قبل ان يركب الطائرة اتصل به
الفرد المسئول عن مشروع الشاليهات ليخبره انهم لم يتمكنوا من الاقتراب منه ، فياسين بك استاجر افرادا لحماية المشروع
استشاط غضبا ليعود الي الاسكندرية ليرى ماذا يستطيع فعله ليهدم هذا المشروع ويدق اخر مسمار في نعش عمر
ليكون جاهزا على الدفن
عاد الي القصر وهو يغلي من الغيظ فهو لم يكن ينقصه الا هذا الياسين ، لماذا يساعد عمر الي الان
الم يخبره ان نور ابنته ، كان من المفترض ان يتركها بعد هذه الحقيقة المؤسفة من وجهة نظر هذا الياسين
اعد له كاسا من الشراب وهو يخطط كيف يقوم بإبعاد هذا الياسين عن الطريق فوجوده مع عمر يقوي جبهة عمر
وهذا لا يريده ، انتبه بعد قليل من الوقت ان زجاجة الشراب فرغت ليقوم وهو يترنح ويأخذ زجاجة اخرى ويصعد الي الاعلى ، وكروتين يومي مر بغرفتها اولا
الابتسامة تداعب شفتاه والذكريات تندفع الي عقله
كم كانت رائعة ، اسكرته النشوى التي تملكته وهو يتذكرها
على الرغم من جبروته وقوته معها الا انه استمتع بكل لحظة قضها معها هذه الليلة
دلف الي غرفتها بهدوء وهو يحاول ان يتخيلها ملامحها الجميلة ، ضحكتها المغرية
اتسعت عيناه بدهشة وهو يهمس : نور
حدث نفسه : عادت من اجلك حافظ
وضع اصبعه على شفتيه وهمس : هششششش ، حتى لا تستيقظ
بحث بعينه عن مصدر للضوء خفيف فهو يريد رؤيتها ولا يريد ان يوقظها نظر هنا وهناك
ليجد شمعدان الشموع اسرع اليه وسارع الي اشعال الشموع
بهذه الشمعدانات المتناثرة بالغرفة
امسك احدهم وهو يقترب منها ووضعه على طاولة صغيرة قريبه من الفراش لينظر اليها والحب والرغبة تقفز من عينيه
__ اشتقت اليك حبيبتي ، مر وقت طويل على اخر مرة كنا معا ، قرب وجهه منها ليهمس ك هل اشتقت الي انت الاخرى
ابتسم بجزل ونفخ بهدوء في خصلات شعرها لتتطاير من على وجهها لينحني ويطبع قبله خفيفة على وجنتها
مرر اطراف انامله على جسدها وهو يتحسسه برغبه قوية ليطبع قبلة اخرى عميقة على شفتيها
انتفضت على اثرها وقامت مفزوعة من نومها
نظر اليها بحب : حبيبتي ، اشتقت اليك
صاحت بوجهه وعينيها متسعتان خوفا ورعبا : ابتعد عني
امسك يديها بقوة : لماذا ، الم تشتاقي الي نور ؟
تنفست بقوة وصاحت باكيه : انه انت ، انت من اراه بأحلامي ، انت من
لتنفجر باكية صاح بقلة صبر : ليس كل مرة نور
البكاء معي لا يفيد ، سأحصل على ما اريد ولو بالقوة
وانت جربتي من قبل قوتي
استكيني الي هذه المرة ، فانا لا اريد ان استخدم معك قوتي
كان ردها صفعة قوية على وجهه ليحمر وجهه بغضب اعمى ويشدها اليه بقوة : مجبرا اياها على ما يريد
ازداد صراخها وبكائها وصياحها بان يبتعد عنها ويتركها
ليقول بقوة وجبروت : لقد قلت لكي نور ، لن اهدئ الي ان احصل على ما اريده
اظلمت الدنيا بعينه ولا يعلم ماذا حدث بعدها الي ان استيقظ الان ، لا يعلم ما مصدر هذا الدم ولا يعلم ما هذا السائل الذي يبلل ملابسه
نفض راسه ورفعها مرة واحده لتصطدم بشدة بالطاولة فيصرخ بشتيمة غير لائقة ولكن المفاجأة هو وقوع شمعدان الشموع بجانبه ، انتفض واقفا وهو يرى النيران تشتعل من حوله ولكن انها ليست من حوله انها مشتعلة بملابسة
جرى سريعا ليطفا النيران الممسكة به ليصطدم بطاولة اخرى فيقع شمعدان اخر على الارض ويمسك بالسجادة الحريرية التفت يمينا ويسارا وهو يركز نظره على مخرج من هذا الجحيم المشتعل ركض باتجاه اخر ليترنح ويسقط طاولة اخرى وتقع الشموع وتزيد النيران ترنح ولم يستطع التنفس ليركض باتجاه النافذة وهو يصرخ من النيران المشتعلة من حوله لتمسك النيران بالستائر الحريرية
سقط ارضا وسط النيران فلم يعد يستطيع المقاومة
صرخاته تزداد ليراها كأخر مرة راها بها وهي مرتديه قميصها الحريري الابيض متمسكة بذراع اخيه
همست بنبرتها القوية : احترق حافظ ، احترق هذا هو عقابك
على ما فعلته بنا
صرخ صرخة مدوية ليسقط اكثر بين النيران التي تلتهم كل شيء من حوله


********************

__ استيقظت على صوت صراخها الذي يدوي بالقصر
كانت تقوم من نومها مفزوعة ولكنها لم تكن تصرخ بهذا الشكل كانت تصرخ برعب وهي تقول اتركني ابتعد عني قال ياسين على الفور : هل عاد اليها هذا الحلم ؟
نظرت اليه لتكمل بتوتر وهي تتمسك بذراع عمر باستماته
__ ذهبت اليها لأوقظها من النوم ، لأجد حافظ هناك ويحاول
صاح عمر بنفاذ صبر : ها عمتي ، اكملي
نظرت اليه وزمت شفتيها ليسالها ياسين وعيناه تضيق من الغضب :هل حاول ان يعتدي عليها ؟
انهمرت الدموع من عينيها ليقفز الشر من عينيه ليعقد عمر حاجبيه ونظر الي عمته : تكلمي عمتي
هل حاول عمي ان يعتدي على صغيرتي ؟
صاحت بسرعة : ولكني انقذتها منه ضربته على راسه بقوة بزجاجة وجدتها هناك
هزت راسها ايجابا لينطق ياسين بفحيح : الحقير القذر ، لقد خيل اليه انها والدتها
لف له عمر بحده : نعم ، لا افهم ، ما العلاقة بين ذاك وتلك
لا افهم لماذا يحاول ان يعتدي عليها ، انها ابنته
ثم ما العلاقة بين اعتداؤه على نور وامي
اتسعت عيناه وكانه استنتج العلاقة فجأة ليركض من امامهم
صاحت العمة : الحق به ياسين ، ولا تدعه يفعل شيء متهورا
نظر لها بجود : مثل ان يقتل اخاك العزيز مثلا
لمع التصميم بعينيه وهو يندفع وراء عمر : اذا لم يفعل سأفعل انا


**********************


__ اخاك هذا مجنون
ما الذي جعله يفكر بمثل هذه الافكار الحمقاء
تنهدت : لا اعلم يوسف ، لا اعلم ما السر وراء افكاره ولكن سببه قوي للعداوة
تخيل انت تعلم عن علاقاتي بشخص اخر الن تقتلني وتقتله ايضا
انتفض واقفا من مقولتها : ما هذا التشبيه الاحمق النجي ؟
هل انت غبية الي هذه الدرجة ؟
صاحت باستنكار : يوسف
اشاح بيده في وجهها : لا تصيحي مستنكرة هكذا ، هل سمعت من قبل عن زوجة تقول الي زوجها ان يتخيل انها على علاقة مع شخص اخر
انفجرت ضاحكة بقوة : انه مثل حبيبي ، اعطي لك مثالا
لتفهم ما اقصده
__ ليس بمثل هذه الطريقة ، انتقي امثلتك
ابتسمت : حاضر ولكن هل فهمت ما اقصده؟
نظر لها غاضبا : نعم ، طبعا سأتخذ منه موقفا عدائيا
نظرت اليه : اذن معتز لم يكن مخطئا فيما فعله
__ لست انا من يقرر هل هو مخطئ ام لا
واذا تخافين من علاقاتي بأخيك ، اقترب وجلس بجانبها
وحاوطها بذراعه : لا تقلقي من اجلك سأفعل أي شيء


*********************

وصلا الي القصر ليجدا جمهور من الناس حوله
نزلا من السيارة لينظرا ماذا يحدث ولماذا الناس مجتمعه حول القصر
ليجدا سيارة اسعاف متواجدة بالمكان
التفت ياسين الي احد الحاضرين : ماذا هناك ؟
__ لقد اشتعل الجزء الشرقي من القصر
سال عمر : هل توفى احد من ساكني القصر ؟
هز الرجل راسه باسى : نعم سيد القصر اصاباته خطيرة ونقلوه الي المشفى
سال ياسين سريعا : اين هو ؟
__ لقد غادر في سيارة الاسعاف للتو
نظرا الي بعضهما ليتنهد ياسين : تعال عمر ، لنعود الي نور
وبالطريق سأخبرك بكل ما لدي وما حدث بيني وبين نور ؟



*******************

وصلا امام المشفى وصمت عمر يمزقه ، مضت نصف ساعو وهما واقفان امام المشفى ابلغه ياسين بكل شئ ما عاد الليلة العنيفة التي حدثت بينهما ، ومن حينها وهو يلتزم الصمت تنحنح اخيرا ليلتفت اليه ياسين
__ انت لست مخطئا ياسين ، بل انا المخطئ
ظننت بان زواجك من شقيقتي سيحميها من حافظ
ولكني لم افكر مطلقا بماذا سيفعله زوجها اذا علم بكذبة حافظ
انتهى الامر ياسين ، وشكرا لك لقد ازعجتك معي حقا
اتسعت عينا ياسين : هل جننت عمر ؟ نور زوجتي
نظر اليه عمر والتصميم يلمع بعينيه : لذا اطلب منك ان تطلقها
صاح بقوة : نعم ، لا لن يحدث ، ثم لست انت من يقرر ذلك
انا ونور فقط من لنا الحق بذلك ، والي ان تطلب مني نور ذلك واقرره معها ، ليس لك الحق ان تكلمني بهذا الامر ثانية
نظر له عمر والغضب يلمع بعينيه : اذن لن تطلقها
نظر الاخر متحديا : نعم
لمع التحدي بعيون عمر : لن تراها اذن
__ ساراها وقتما احب عمر ، لن تستطيع ان تمنعني عن رؤيتها
نزلا الاثنين من السيارة ليدلفا الي الداخل كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليس معا


وصلا الي غرفة نور ليقف عمر بوجهه وينظر اليه غاضبا
صاح بقوة : ابتعد عني ، ساراها
قال صوت هادئ بجانبهما : لا انت ولا هو
نظرا الاثنين الي مصدر الصوت ليجدا فتاه رقيقة الملامح صغيرة الحجم لتكمل الطبيبة هي لن تقابل احدا الفترة القادمة ، الصدمة عنيفة عليها وامامنا فترة طويلة الي ان تصبح بخير
من فضلكما اذهبا الي بيوتكما ، فالسيدة صفيه ستقيم معها الفترة القادمة
سال ياسين بتهكم : ومن انت ؟
ابتسمت بهدوء : انا الطبيبة المسئولة عن حالة السيدة نور
سالت بجدية : من منكما ياسين ؟
__ انا ، من اين علمتي باسمي ؟
__ ان المريضة تهذي به كثيرا
نظر الي عمر بقوة لتكمل الطبيبة : وتأتي بسيرة عمر ايضا وانها تريد رؤيته
نظر له عمر بقوة ليقول بهدوء : انه انا
__ ولكن غير مسموح لكما برؤيتها الا عندما تستقر حالتها
هيا عودا الي بيوتكم
نظر الاثنين الي بعضهما لينصرفا
وصلا الي الاسفل ليقف ياسين امام سيارته : هل ستاتي ؟
نظر له عمر بغضب : تعال عمر سنعود غدا
طمئن زوجتك وانا سأرتب امور الشركة ونعود غدا ثانية
اشاح عمر بوجهه ليكمل ياسين : لا تصبح عنيدا هكذا
هيا
ركب عمر السيارة على مضض وعادا الاثنين
كما اتيا لا يتبادلان الحديث
كل منهما يسير بمحاذاة الاخر ولكنهما ليسا معا


************************

دخلت الي مكتبها في الصباح لتفاجئ بوجوده امامها
ابتسمت : اهلا سيدي
__ هل اتيت اخيرا ؟ هل كنتي تحضرين اوراقك للسفر ؟
ابتسمت بتوتر ليردف : ستذهبين اليه اذن
ضحك ساخرا : هل تظني انه سيلتفت اليك وهو يرى الشقراوات حوله من كل جانب
انت مخطئه اذن ، خيانتك لهذه الشركة ذهبت سدى
ومن بعت مصدر رزقك من اجله ارخص من أرخص رخيص





اتمنى ان يحوز على اعجابكم
موعدنا الاربعاء القادم
باذن الله
القاكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 23-09-11, 03:06 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخيرات على احلى بنات
سوري سوري سوري
على التاخير
بجد اسفة جدا
طلعلي مشوار من تحت الارض ولسة داخلة حالا من بره
البارت حينزل حالا
اتمنى يعجبكم
ويكون يستحق انتظاركم


شكر خاص لاحلام 2 و همسة حزينة
لقد قرات ردودكم بس للاسف اتحزفت
نورتوا روايتي بردودكم الحلوة

اسيبكم مع البارت



الفصل الخامس والثلاثون


الجزء الثاني


دخلت الي مكتبها في الصباح لتفاجئ بوجوده امامها
ابتسمت : اهلا سيدي
__ هل اتيت اخيرا ؟ هل كنتي تحضرين اوراقك للسفر ؟
ابتسمت بتوتر ليردف : ستذهبين اليه اذن
ضحك ساخرا : هل تظني انه سيلتفت اليك وهو يرى الشقراوات حوله من كل جانب ؟
انت مخطئه اذن ، خيانتك لهذه الشركة ذهبت سدى
ومن بعت مصدر رزقك من اجله ارخص من أرخص رخيص
توترت وجلست متمسكة بمكتبها: لا اعلم عما تتحدث، سيدي
__بلي تعلمين ، ولكن ما لا افهمه ، كيف استطاع اقناعك بالا تخبريني ، وان تسلميه مفتاح المخزن
اصفر وجهها بشده وتكلمت لتخرج الكلمات بصوت مهزوز خائف : لا اعلم عما تتحدث سيدي
نظر لها بقوة : بلى تعلمين ، فالمخزن فتح بواسطة المفتاح الاصلي الذي تركته معك واوصيتك ان تحافظي عليه حتى تعطيه لياسين باليوم التالي
لم اشك بك للحظة واحدة ، ولكن طارق كان له مفعول السحر
اجهشت بالبكاء واخفت وجهها بيديها : لم استطع ان ارفض
ولكني لم اعلم بانه سيسرق الادوات
لقد اخبرني ان الموقع يحتاج معدات وادوات للبناء ولا فائدة من الانتظار بم اني املك المفتاح
نظرت اليه والندم يملئ عينيها : لم يخطر ببالي انه سيسرق المخزن
سال بقوة : هل تعرفين مكانه ؟
هزت راسها نافية : لا ، صدقني سيدي ، لم اكن اعلم ما يخطط له
نظر لها باشمئزاز ليأتيه صوت من الخلف : انها صادقة استاذي
جمد وجهه عند رؤيته وتنهد بضيق : مرحبا معتز
ابتسم معتز : مرحبا استاذي ، هل وصل ياسين ؟
زم السيد عبد العزيز شفتيه : لا لم يأتي بعد، ماذا تريد معتز؟
__اريد ان اتكلم معه
صاح بضيق : معتز ياسين لديه ما يكفيه ، لا تأتي اليوم وتكمل عليه بسبب غبائك الذي لا تريد الاعتراف به
خفض معتز بصره : بل اعترف اني كنت غبيا لوقت طويل
والان جئت لأصحح ما فعلته السنوات الماضية
التفت اليه السيد عبد العزيز والحذر يطل من عينيه
ليبتسم معتز له مطمئنا : لا تقلق استاذي ، انا صادق
نظر له مطولا وزفر بقوة: تعال معتز ، لنتحدث قليلا


************************

وصل الي القصر عند بزوغ ضوء الشمس ليتنهد بحرقة الغصة تسيطر عليه والهموم تثقل كاهله
كان يريد ان يطل عليها ، ينظر لها نظرة واحده تهدئ من نفسه وتسكت دقات قلبه المجنونة
دخل الي الجناح ليشعر بان قلبه مقبوض وانه لا يستطيع التنفس ، كأن الهواء انتهى برحيلها عنه
استحم وبدل ملابسه وذهب ليدق الباب على يوسف فهو يحتاجه اليوم كثيرا
فتح يوسف الباب واثار النوم تطل من عينيه
__ صباح الخير يوسف
عقد يوسف حاجبيه : صباح النور ياسين ،ماذا هناك ؟
__ ارتدي ملابسك وهيا اريدك ان تأتي معي
نظر الي ساعته : الان
تنهد : نعم
هز يوسف راسه موافقا : سأنتظرك بالمكتب
__ حاضر
نزل الي الاسفل لينتظر شقيقه ، وبدلا من ان يدخل الي المكتب ذهب الي الحديقة ونظر الي مكان جلوسها عندما راها وهي تضحك مع يوسف ابتسم ووضع يده اعلى ظهر الكرسي وكانه سيشعر بجسدها موجود تحت كف يده
تنهد بألم سيذهب ليراها مهما حدث
هب الهواء ليضرب وجنتيه بالنسمات الصباحية الباردة
استنشق الهواء وهو يشعر برائحتها محمولة اليه في نسمات الهواء الباردة
انتفض عندما وضع يوسف يده على كتفه ليساله الاخر بقلق
__ ما بك ياسين ؟ اشعر انك متعب
هز راسه ايجابا وقال بدون تفكير : بل اكاد اموت من التعب
اتسعت عينا يوسف ليقترب منه وهو ينظر اليه : بعد الشر عليك ياسين ، ماذا حدث ؟ اخبرني
تردد قليلا : هل رفضت نور ان تعود معك ؟ ولذلك انت بهذه الحالة السيئة
هز راسه برفض : لا انها بالمشفى
صاح يوسف : ماذا ، ماذا اصابها ؟
اغمض عينيه بألم : ليس الان يوسف فانا لا اريد ان اتحدث
تنفس ببطء ليردف : انا احتاج وجودك بالشركة هذه الايام فانا سأكون بجانب نور الايام القادمة
واحتمال كبير ان لا اتي الي الشركة بالأيام ، خذ حذرك وحاول ان يتم بناء المجمع بمواعيده يوسف
__ ان شاء الله ياسين
__ اسمع باقي المعدات ستاتي بعد غد وادوات البناء ستصل اليوم ، بسام فعل معي ما لا يفعله الاشقاء مع بعضهما البعض
__ نعم ، ان يعطي لك مواد البناء دون ان يحصل على دفعه مقدمة ويقسط باقي حقها على اشهر ، صراحتا لم اتوقع ان يفعل شيء كهذا
ولكن ياسين ادوات البناء هذه لن تكفي البناء
__ اعلم يوسف ولكنها ستنهي المرحلة الاولى ، حينها استطيع ان اطلب دفعة جديدة من مستحقاتنا لاتي بأدوات بناء نكمل بها البقية
__ هذا المشروع سيقضي على السيولة التي لدينا
__ تفاءل يوسف ستكون الامور جيدة ، هيا بنا لنذهب الي الشركة وبعد ذلك سأذهب الي المطار
عقد يوسف حاجبيه : المطار ، لماذا الم تقل انك ستكون بجانب نور
__ نعم انها بالإسكندرية وانا لن استطيع قيادة السيارة وانا لم انم من البارحة
هم بالسؤال ليشير اليه بيده : لا مزيد من الاسئلة يوسف ، ارجوك
هز يوسف راسه موافقا لينتبه انهما سيركبان مع السائق
رتب على كتف ياسين : لا تبتئس ستكون على ما يرام
تمتم : اتمنى ذلك ادعو الله ان تمر هذه الازمة على خير


**********************
تنظر اليه وهي تعد الحقائب تشعر بالقلق والخوف يحاوطها
فهو منذ ان اتي في الفجر لم ينم ، والغضب يقفز من عينيه
فعيناه الخضراء تحول بياضهما الي اللون الاحمر ليصبح شكلها مرعبا ، ثم انها تشعر بانه يؤنب نفسه على شيء هي لا تفهمه ولا تعلم ماهيته
تنحنحت : عمر ، لقد جهزت كل شيء ، ولكن هل نحن ننتقل من الفيلا ام ماذا ؟
قال بدون ان ينظر اليها : لا عليا ولكني اريد ان اكون بالقرب من المشروع ولن استطيع ان اباشره وانا هنا بالقاهرة
نظرت اليه وقالت بتردد : هل تخفي عني شيء ؟
التفت اليها : تعالي عليا ، اريد ان اتكلم معك
نظرت له بتوجس لتذهب وتجلس بجانبه


******************



تبعه بهدوء ليدخلا الي مكتب ياسين ، جلس السيد عبد العزيز
وقال بهدوء : تعال معتز اجلس
نظر اليه بامتنان وجلس بجانبه
__ معنى كلامك بالخارج انك تأكدت ان الافكار التي كانت بعقلك مجرد اوهام لا اساس لها من الصحة
هز راسه موافقا ليكمل السيد عبد العزيز بألم وعتب
__ والاتهام السخيف الذي اتهمت به صديقك وزوجتك تأكدت من عدم صحته
__ انا اسف استاذي ، اعذرني كنت غبيا و اخترت ان احمل ياسين اخطائي كلها ، دون ان اشعر بالذنب
__اسمع معتز ، انا لا احملك ذنب موت حنان ، فالموت بيد الله ثم انه قدر لا مفر منه
ثم ان حنان كانت تشعر من قبلها ، عندما اتت لتخبرنا بحملها اوصتني بك خيرا وبطفلها ايضا ، لن انكر قلقي وقلق زوجتي عليها ولكن عندما علمت بخبر موتها ، سلمت امري لله
هز راسه بألم واكمل : حنان لم تكن نعم الابنة فهي عاشت طوال عمرها تشعر انها اقل منكم جميعا لم اكن بغافل عما تفعله ولكني لم استطع ان اقسو عليها بسبب ظروف موت والديها وعلى الرغم من اعتناء زوجتي بها ومعاملتها لها كابنتها ، الا انها كانت تعلم دائما اني خالها وانها زوجتي
لم تنادينا قط بابي وامي ، كانت تشعر بالغيرة من نادين وتصر على اخذ ما بيديها ، اعتناء عائلة ياسين بها كانت تزيدها غيرة وحقدا عليهم ، اصرار محمود بك انها تنال نفس النمط التعليمي ، اشعرها بانها اقل منكم فكانت تفرغ هذا الشعور بان تشعر بانجذابكم لها ، ياسين كان يعلم ظروفها جيدا فكان يتعامل معها برعاية وحنان فائق الحد
وياسر ايضا ولكن ياسر لم يكن برقة وحنان ياسين ، اختلاف الشخصية البشرية ومشاعره نحو مريم كانت واضحة وضوح الشمس ، فأخرجته من المنافسة الوهمية التي كانت مشتعلة بعقلها هي فقط ، بقى انت واحمد ، انت تركض وراءها وتلهث ايضا خائف من ان يفوز بها ياسين الذي لم يلتفت الي ما يدور بأذهانكم ، واحمد المرح بطبيعته فهو يتكلم عن كل شيء بمرح وخفه لا يأخذ امرا بطريقة جدية
فكان يسمعها الكلام المعسول باعتياد ، هذه هي طبيعته مجامل ولبق ليس معها هي فقط بل مع كل البشر
ولكنها فهمت جيدا بانه يحب نادين فمعاملته لها تختلف عن معاملته مع سائر الفتيات فهي الوحيدة التي لم يسمعها كلامه المعسول بل كانت عيناه من تنطق بحبه وهيامه
محمود بك انتبه ايضا الي ما يعتمل داخل صدر ابن اخيه ورحب بهذا النسب وقبل موته اوصى ياسين اذا احمد طلب يد نادين للزواج ان يوافق حتى دون ان يسالها عن رايها
وهذا السبب الرئيسي الذي جعل ياسين يجبر نادين على الزواج من احمد
كنت اراقب كل هذا وانا لا اريد تصديق ان تربيتي لابنة اختي جعلتها سيئة هكذا ،بل انها ازدادت سوءا عندما حملت زوجتي واتى محمد اصبحت اكثر بشاعة واكثر حقدا ، عندما كنت ارى نظرة الكره تلمع بعيونها عند رؤيتها لمريم كنت اشعر بالخوف يشلني
فمريم من وجهة نظرها تتمتع بكل شيء ، اهتمامك بها انت وياسين وحب ياسر الذي لم يعيرها اهتمامه وايضا اعجاب احمد بقوة شخصيتها ، ولكنها لم تستطع اذية مريم فقوة شخصية مريم وثقتها بنفسها كانا يقفان لها بالمرصاد فمريم لم تستمع اليها ولم تبتعد عن احدا منكم ، كما فعلت نادين ، مع الاسف نادين كانت ضعيفة الشخصية نشأتها مع اخ كياسين وام قويه كنوارة هانم جعلتها ذات شخصية منطوية ضعيفة وحنان استغلت هذا الامر مع استغلالها ان نادين كانت ذات جمال عادي فأشعرتها بانها ليست لها اهمية وان عائلتها لا تحبها كما يحبونها هي
ولكن عند سفر ياسين الي الدراسة بدأت ان تكون طبيعة قليلا
اقتربت منك اكثر لم اكن استسيغ فكرة اقترابها منك ولكنها لم تكن تبالي براي احدا اخر غيرها ، الي ان تزوجتما هدأت كثيرا وتغيرت بعد فترة الي الافضل ، اصبحت تعامل محمد بطريقة جيدة واصبحت تعدنا عائلتها ، ولكني كنت اشعر انها غير سعيدة وسالتها اكثر من مرة الا انها فضلت ان تكتم عني امورها
الي ان علمت بأمر خيانتك المتكررة لها تكلمت معها لترجوني الا اتكلم معك وانها ستحل مشاكلها الزوجية بمفردها
كم اشعر بالندم اني استمعت اليها اشعر اني لو كنت تكلمت معك لكانت الان بيننا وكنت استمتع بأحفادي ، يمكن هذا عقاب لي اني لم احسن تربيتها
اغرورقت عينا معتز بالدموع ليردف السيد عبد العزيز
__ المهم الان معتز ان تكفر عن اخطائك في حق صديقك ورفيق دربك
__ هذا هو سبب قدومي اليوم
التفتا الي صوت ياسين الغاضب وهو يصيح : نعم اريد ان اعرف سبب قدومك اليوم ، فانت غير مرحب بك هنا



********************


__ لا افهم ما تقوله عمر ، هل نور بالمشفى ؟
هز راسه ايجابا لتكمل : لماذا ذهبت الي الإسكندرية ؟
قال بنفاذ صبر : سمعت ياسين وهو يتحدث مع والدته بان عمي كان السبب بموت والده ، فذهبت لتفهم الامر منه ، ليتها لم تذهب
__ لماذا لم تأتي الي هنا ؟
__ الذي فهمته من حديث ياسين ، انهما تشاجرا مشاجرة قوية قررت ان تتركك البيت بعدها
اكمل بغضب مكتوم : ابن الاصول عاملها سيئا بسبب عمي
لم يفهم ان هذا العم لم يستحق ان نتشارك معه في نفس دماء الاسرة الواحدة
سالت بتوتر : هل هذا السبب الوحيد عمر ؟
تنهد بألم : لا ، عمي اخبره ان نور ابنته ، كما اخبر والدي من قبل
نظرت له لترى الالم والقهر يطل من عينيه اسرعت الي جواره واحتضنت كفه بيدها ليضغط على اصابعها بامتنان
__ اذن هلا اخبرتني بسبب ذهاب نور الي المشفى
زم شفتيه ليضغط عليها بأسنانه بقوة ليشعر بطعم الدماء في فمه ربتت على يده بهدوء لينطق من بين اسنانه بصوت يكاد يسمع : عمي حاول ان
لم يستطع أي يكمل حديثه لتتسع عيناها رعبا لما استنتجته
__لماذا ؟ ما فهمته من حديثك انه متأكد من ابوته لها
__ ما حاول ان يخبرني به ياسين وهو يراعي شعوري ان حافظ اغتصب امي وهذا ما اصابها بالانهيار العصبي ولكني توقعت شيء كهذا من قبل ان يخبرني به ياسين
لم يستطع ان يكبح دموعه اكثر من ذلك لتنهمر بفيضان من عينيه وهو يتمتم : ما رايته ولم استطع حمايتها منه
كنت اظن انها خائنة لاكتشف اني ظلمتها كل هذا الوقت
كانت بريئة من ظني بها ، كان علي ان احميها منه
لكني غبي احمق لم استطع حمايتها ولم استطع حماية نور ايضا ، كم انا ضعيف لا اقوى على شيء
شعرت بانه سينهار لتدفن راسه بحضنها وترتب علي ظهره مهدئة : لا عمر ، لم تكن تفهم ما يحدث من حولك ، اهدئ حبيبي ، نور ستصبح على ما يرام وستكون بخير
اهدئ وحاول ان تنام قليلا ، فلن تستطيع السفر وانت منهار هكذا
مسح دموعه بكفيه : لا استطيع اريد ان اطمئن عليها ،
__ حسنا ، سأتصل بعلي واطلب منه ان يوصلنا ، او لنذهب مع ياسين
نطق بحده : لا ياسين لا ، لن اذهب مع ياسين الي أي مكان
نظرت اليه وقالت بهدوء : اذن كيف سنسافر ؟
__ سأطلب سيارة خاصة ، تذهب بنا وتظل تحت امرنا هناك ، الي ان اشتري سيارة جديدة
__ حسنا ، نل قسطا من النوم
__ لا علياء ، سنذهب حالا ، سأقوم ارتب امر السيارة


*******************


رتبت على كتفه بقوة : محمد استيقظ ، انا اشعر بتعب فظيع
انتفض جالسا : ماذا هناك ؟
تلوت من الالم : ما بك بسنت ؟
__ اشعر بألم فظيع اسفل بطني
__ لماذا ، الم تخبريني البارحة ان دورتك الشهرية انتهت
وعلى هذا الاساس اعدنا المحاولة
ابتسم بخفة وهو يقول جملته الاخيرة
نطقت بنفاذ صبر: محمد هل هذا وقته ؟ انا متعبة وانت تجري معي تحقيق ولا ضباط المباحث
قال بتوتر : لا حبيبتي لم اقصد ، اريد ان افهم ما يحدث معك لا اكثر
تأوهت مرة اخرى ، لينتفض واقفا : هيا سنذهب الي المشفى
فيبدو ان الالم شديد
نطقت بألم : لا استطيع ان أتحرك
ابتسم بحب وذهب ليأتي لها بعباءتها السوداء ليلبسها اياها ويحكم حجابها ليحملها بين يديه : لا تقلقي حبيبتي ، انا معك دائما


******************

__ هذا هو سبب قدومي اليوم
التفتا الي صوت ياسين الغاضب وهو يصيح : نعم اريد ان اعرف سبب قدومك اليوم ، فانت غير مرحب بك هنا
__ اهدئ ياسين قليلا واستمع اليه
نظر له بدهشه : انت ما تقول ذلك استاذي ، بعد ان سرق الشركة كما فعل المرة الماضية
صاح معتز : لم اسرق الشركة المرة الماضية ياسين
لقد خسرت الشركة اموالها في البورصة ، وهذا امر وارد
ضحك ساخرا : ومن طلب منك ان تزج بأموال الشركة في البورصة معتز
ومن اين لك الخبرة لتغامر بالشركة وأصولها في البورصة
ها ، ثم باقي الاموال التي اخذتها من الخزانة لتسديد ديونك يا استاذ ، كانت تحت أي بند
قال الاخر بضيق : لقد اعطيتك بدلا منها اسهم وتنازلت عن حق الادارة
اصاح ساخرا : لا والله ، الشركة حينها كانت تحتاج اموالا يا سيد لا تحتاج حق الادارة واسهمك التي تنازلت عنها
قال يوسف بهدوء : اهدئ ياسين ودعنا نستمع اليه
التفت الي اخيه بحدة ونظر له بقوة : انت يوسف من تقول هذا
رتب على كتف اخيه : اهدئ واستمع اليه
نظر الي معتز بنقمة ليذهب ويجلس على كرسي مكتبه
__ لا اريد ان استمع اليه
نظر اليه معتز ليلتفت الي يوسف : المعدات التي اخذها طارق من الموقع وباعها هذا هو حقها
مد الي يوسف بشيك ليردف : وادوات البناء موجودة بمخزن في طريق سقارة هذا هو مفتاحه ابعث عمالك ان يأخذوها
لف الي ياسين المرسوم على وجهه علامات الدهشة
__ المعذرة ياسين على ما فعلته معك الفترة الماضية ، اعلم جيدا ان من حقك الا تسامحني ، ولكني ارجو ان تستمع الي بأحد الايام لتفهم ما كنت أعانيه وتسامحني على ما فعلته معك
صافح السيد عبد العزيز : سأنصرف استاذي
لف الي يوسف : المعذرة يوسف على غضبي الذي امتد اليك انت الاخر ، اطلب منك وبرجاء شخصي ان تسمح لي بزيارة انجي لأراها واعتذر منها على ما بدر مني ثم اني اريد ان ارى نوارة هانم ايضا
__ تعال باي وقت معتز ، انها شقيقتك ولن امنعك عنها
هز راسه ليرمي ياسين بنظرة سريعة لينظر اليه الاخر بغضب ،هز راسه بتفهم وغادرهم سريعا


نطق السيد عبد العزيز بهدوء : لماذا ياسين ؟ لم اعهدك قاسي من قبل
نظر اليه بتعجب : انت الاخر استاذي ، هل نسيتما ما فعله بنا ؟
__ لقد اتى ليصحح غلطته ياسين ويعتذر عما فعله ،لماذا لم تستمع اليه
__ هل تريديني ان استمع اليه بعد كل ما فعله يوسف ؟
تنهد يوسف : عندما تستمع اليه ستفهم ما اقوله لك ياسين
هيا اذهب لتلحق بطائرتك وانا هنا مكانك لا تقلق
نظر له السيد عبد العزيز مستفهما ليهمس يوسف : سأخبرك فيما بعد استاذي
همس السيد عبد العزيز : وماذا سنفعل بعبير ؟
__سأتصرف معها ، ياسين لن يحتمل فكرة انها خانته
هز السيد عبد العزيز راسه بتفهم : حسنا
قام ياسين من مكتبه وناول السيد عبد العزيز ورقة مكتوبة بخط يده : انها تفويض مؤقت ليوسف بإدارة الشركة استاذي
لان الفترة القادمة لن استطيع ان اباشر عملي جيدا ولا اريد ان تتعطل امور الشركة
عقد السيد عبد العزيز حاجبيه ليهز راسه بتفهم
ليصافحه وشد على يد يوسف : انها امانة برقبتك يوسف
اذا احتجت أي شيء ، اتصل بي
ابتسم يوسف : لا تقلق ، ستلعنني من كثرة الاتصالات
صافح السيد عبد العزيز : ابق بجانبه استاذي وعلمه كما علمتني ، وانا سامر كل يومين لأرى سير العمل
بعد اذنكما
غادرهم سريعا وهو يدعو ان لا يمنعوه من رؤيتها هذه المرة


*************************


ابتسم باتساع والفرحة تقفز من عينيه واقترب ليجلس بجانبها
على فراشهم قبل راسها واستنشق خصلا شعرها
ليرفع راسها بأصابعه بحنان وينظر الي عينيها
ويقول بنظرة عتب : هل من الممكن ان تخبريني سبب بكاءك ؟
اجهشت بالبكاء فأحتضنها بين ذراعيه : توقفي بسنت ارجوك
واخبريني لماذا تبكين ؟
المفروض ان تكوني فرحة حبيبتي ، اليس هذا حلمنا الجميل الذي سعينا السنوات الماضية لتحقيقه ؟
هزت راسها ايجابا ليمسح دموعها : اذن لماذا تبكين ؟
قالت من بين شهقاتها : لا اعلم ولكن عندما اكدت لي الطبيبة اني حامل شعرت ان لا اتحكم بدموعي
احتضنها مطمئنا : مبروك حبيبتي ، نعم انا غير قادر على استيعاب ان تكوني حاملا والايام الماضية كنت
صاحت مزمجره ووجها احمر : محمد
ليضحك بصوت عال ويكمل : ولكن لولا اننا كنا بالمشفى لكنت رقصت فرحا بهذا الخبر
ضحكت بقوة : على اساس انك تستطيع الرقص ، لن انسى يوم زواجنا وانت واقف كالمسمار ولا تستطيع الحركة وضائق انك لا تستطيع الرقص
ضحك : لا تذكريني ، ضاع الفرح هباء بسبب اني لا استطيع الحركة حتى ، وكلما تذكرت علي وهو يرقص معك يراودني شعور بان اتخلص منه لأتخلص من شعور القهر الذي ينتابني
تعالت ضحكاتها لتصمت فجأة نظرت اليه : هل هذا حقيقا محمد ، ام انا اتخيل ؟
ابتسم ابتسامة مطمئنة : لا حبيبتي ، انه حقيقيا ، اتركي عنك القلق واتركيني اعد لك الطعام لتتمكني من اخذ الحبوب التي كتبتها لك الطبيبة ولن تتحركي اليوم من مكانك الي ان نذهب الي طبيبتك الخاصة في الليل ، وانا بجانبك اليوم لن اذهب الي عملي
ابتسمت : لن تستطيع تدبر امورك
__ بلى سأستطيع، ارتاحي بسنت من فضلك
خرج من امامها لتبتسم بهدوء وتضع يدها على بطنها وتحسسه ببطء حدثت نفسها هل بالفعل تحمل طفل بأحشائها
غمرتها السعادة لهذه الحقيقة لتغرورق عيناها بالدموع
فكرت ان تبلغ اخواتها بالأمر فنظرت الي هاتفها لترى انها بساعات الصباح الاولى ستنتظر الي ان تتأكد من طبيبتها في الليل فهي الي الان لم تقتنع ان حلمها سيصبح حقيقة اخيرا



*********************



وقفت ترتجف امامه فمن الواضح ان غضبه اعتى من غضب ياسين
قال بقوة : ها سيدة عبير هل ستخبريننا بمكان طارق ام نستدعي البوليس ؟
ارتعدت بشدة : لم افعل شيء ، ولا اعلم اين هو
ابتسم بسخرية : ولكنك شريكة بجريمة السرقة عبير
فانت اعطيته المفتاح ، اذن تعتبري شريكة في الجريمة
و من الطبيعي ان نأخذ حقنا منك
فانت خنت الامانة بل وساعدتي في سرقة الشركة
بكت بنشيج حاد وغطت وجهها بكفيها : لم استطع الرفض ولم اكن اعلم بانه سيسرق الشركة
صاح بقوة : كيف لم تستطيعي الرفض ؟
اخبريني كيف اقنعك ان تخوني ياسين وتخوني الشركة مصدر رزقك ، هل أعطاك اموالا
نظرت اليه : لا بل لم يخبرني انه سيسرق المخزن
ولكن طلب مني المفتاح لان الموقع محتاج المعدات وانا صدقته
ضحك هازئا : صدقتيه ، ما السبب القوي ان تفعلي شيء دون ان تستشيري احدا منا
__ كيف لا اصدق زوجي ؟
اعتلت الدهشة ملامحة لينظر الي السيد عبد العزيز الذي احاط به الوجوم ليسالها : هل انت زوجة طارق ؟
كيف ؟ ومتى؟ ولماذا لم تخبرينا ؟
انهمرت دموعها : نعم تزوجنا بعد خطبة ياسين بك ، لا انكر ان خطبة اخاك هي السبب في موافقتي على عرض طارق الذي عرضه على اكثر من مرة
جلس على كرسي اباه ونظر اليها : لا افهم ما علاقة خطبة ياسين بزواجك من طارق ؟
ابتسمت باستهزاء والالم ينطلق من عينيها : بل اخاك هو السبب بكل شيء
نظر اليها باستهجان لتصيح بألم : لم يلتفت لي ولا مرة
لم يشعر بي ولا مرة ، تعامل معي كأني قطعة اثاث
كنت اهيم به حبا ، اعشق جديته وكبرياؤه كنت اعلم جيدا انه لا يلتفت الي أي انثى فكنت صابرة واحيى على امل انه سيلتفت الي يوما ما
اكملت والحقد يقطر من صوتها : الي ان ظهرت هذه الصغيرة التي لا تليق به سنا ولا مقاما لتقلب حاله
يصبح ضائقا عندما لا يراها ويحيل حياتي جحيما
وعندما يراها او تبتسم له ارى انه يخر ساجدا تحت قدميها
لم اتخيل يوما اني سأرى ياسين العظيم ملهوف ومشتاق
او منتظر ، كنت اراه دائما سيد ، ملك متوج من حق التي تحبه ان تهرع اليه دونما ان يتكلم او يطلب لكن نور قلبت كل شيء
ارتني الجانب الذي لم اراه طوال خدمتي معه
ارتني ياسين العاشق الملهوف الذي ينتظرها تطل من باب مكتبي لتشق الابتسامة وجهه الي نصفين
لا انكر ان كرهت هذا الجانب من شخصيته
وكرهت ان هذا الجانب طغى علي باقي شخصيته وكرهتها لأنها كانت السبب بتغيره
ولأنسى كل شيء وافقت على عرض طارق الذي اتى بوقته
كنت اعلم انها سعادة مؤقته فطارق لا قلب لديه انه يعشق جميع النساء ، وانا قلبي مرهون بإشارة من طرف عين ياسين ، وبالفعل طارق تركني وذهب بعد ان اخذ ما كان يسعى اليه وانا الي الان اعشق ياسين واتمنى ان يعود كما كان الرجل القوي الذي يرتعد قلبي عندما اراه
نظر لها يوسف : اذن كنت ستوافقين طارق على الانتقام
صاحت بقوة : لا طبعا ، وطارق نفسه كان يعلم ذلك
ولذلك لم يخبرني فانا لن استطع خيانة ياسين ابدا
زفر بقوة : بم ان معتز اعاد الاشياء المسروقة لن اسلمك للشرطة ولكن عملك هنا انتهى عبير ، تستطيعي ان تمري على قسم الحسابات لتستلمي جميع مستحقاتك
ولكن لا تطلبي شيء اخر ، تفضلي
اشار لها بيده لتنصرف من امامه



بعد مغادرتها المكتب نظر الي السيد عبد العزيز : ما رايك استاذي ؟
تنهد عبد العزيز : انها صادقة ، فانا كنت الاحظ انها تكن لياسين بعض التقدير ولكن لم اتصور انها تحبه
ولن انكر تعجبي عندما رايتها ذات مرة تعامل نور بطريقة غير لائقة فهي رحبت بها اول مرة راتها به ترحيبا جيدا
وقف وهو يرتب على كتف يوسف : ولكنك عالجت الامر جيدا يوسف ، هنيئا لنا بك
ابتسم وهو يكمل : كم ذكرتني باباك عندما جلست على كرسيه
ضحك يوسف : لا انه مكتب ياسين سأستعمل مكتبي
فانا لن اخذ مكان اخي ابدا ، فمكانته لن يستطع احد الوصول اليها
__ بارك الله فيك بني ، سأذهب انا وليكن الله بعونك



*********************


وصل الي المشفى وهو يسرع بخطواته فهو يريد رؤيتها والاطمئنان عليها
دع الله كثيرا ان لا يمنعوه من رؤيتها فانه يكاد ان يفقد عقله بسبب قلقه عليها
و دع ايضا الا يكون عمر هناك حتى لا يقابله و يتشاجر معه ، فمهما حدث هو لا يريد ان يتشاجر مع عمر
يتفهم موقفه العدائي ولكنه مستاء من اصرار عمر على ان يطلق نور ، فهذا لن يحدث ابدا حتى لو طلبت منه نور ذلك
لا بد ان يتكلما اولا ليتفاهما
اسرع خطواته عندما اصبح بالطابق التي تقع به غرفتها
نظر حوله ليجد ان الطابق هادئ وخالي من الناس نظر الي ساعته ليتنهد وهو يتذكر هذه الليلة الخالدة في ذاكرته
نفض راسه من الذكريات وهو يحمد الله ان اتى بوقت مبكر
ليستطيع رؤيتها
دلف الي غرفتها بهدوء وجدها بمفردها ، عقد حاجبية
وهو يتساءل اين السيدة صفية ، اليس من المفترض ان تكون معها وبجوارها
نظر اليها وقلبه يقفز من ضلوعه اسرع ليجلس على ركبتيه بجانب فراشها ويملئ عينيه من ملامحها
مد يده ببطء ورقة ليلامس خصلات شعرها المتموجة
اقترب من وجهها ليستنشق زفير صدرها ليؤكد لنفسه انه بقربها يتنفس هواها ونظر اليها ليذوب قلبه عشقا بملامحها
طبع قبله رقيقة اعلى جبينها ليمسك يدها ويطبع قبلة عميقة في باطن يدها ويهمس بجانب اذنها : اسف حبيبتي
سامحيني ، اغفر لي ، غبائي وغيرتي تحكما بي
واعلم جيدا اني مهما فعلت لن استطيع تعويضك عما فعلته بك ، ولكني سأحاول ان اعوضك ، فقط عودي الي
نظر اليها ليزيح جسدها بلطف ويمد جسده بجانبها ويضمها الي صدره ، شعر انها ليست بوعيها واستنتج ان المهدئ هو ما جعلها بهذا الخمول تدحرجت راسها لتستقر على كتفه
ابتسم بحب وانحنى ليقبل راسها ويسند ذقنه على راسها ويحيط خصرها بذراعه
ولم يستطع مقاومة النوم اكثر من ذلك ، غفت عينيه وهو يشعر انه بالجنة

دلفت الي حجرة ابنة اخيها بعد وقت قليل لترى ياسين جالس على ركبتيه بجانبها ويهمس لها ، اشفقت عليه وشعرت بمدى حب هذا الرجل لنور ، فضلت الا تحرجه فابتعدت وخرجت من الغرفة ، بل وبعد قليل منعت الممرضة ان تطرده من الغرفة وخاصة بعدما راته نائما بجوارها
زمت الممرضة شفتيها وقالت لها بحدة : هذا الامر سيؤذيني سيدتي ، اذا علمت الطبيبة بانه هنا ستحيل يومي الي الجحيم فالمريضة ممنوعة من الزيارة
ونبهت بشدة ان لا يدخل اليها زوجها
رفعت حاجبيها استهجانا : لماذا ؟ خصت زوجها
هزت الممرضة كتفيها : لا اعلم ولكن الطبيبة ادرى بحالة المريضة
__ لا ارى فائدة من ان نطرده من الغرفة فنور لا زالت نائمة ، وهو لن يؤذيها
سخرت الممرضة هازئة وهي تنصرف : اذا كان يحبها هكذا ، ما السبب اذن في دخولها الي المشفى اثر الانهيار العصبي
تنهدت السيدة صفية و حدثت نفسها : ليس هو السبب بما هي فيه ولكني لا اعلم لماذا الجميع يصر على ان وجوده بجانب نور مضر
انا اراه محبا عاشقا كل ما يتمناه ان تعود حبيبته اليه


شعرت بأنفاس قوية تضرب وجنتيها فحركت راسها متململة من قوة هذه الانفاس
عادت تشعر بالهواء الساخن يضرب وجنتيها بقوة لتفكر هل عاد ليكمل ما بداه راته يقترب منها والابتسامة الساخرة الكريهة على نفسها تلمع على شفتيه : اريدك ان تستكيني بين ذراعي لتتعلمي فنون الحب واصوله ، لا تجبريني على القوة نور ، فانا لن امانع في استخدامها
صراخ امها يعلو : ابتعد عني ، اتركني
مزق قميصها بقوة لتنتفض صارخة وهو يهزا : ساريك ان لا محمد ولا حبك له سيمنعانني مما اريد
رات نفسها وهي تركض مسرعة تريد ان تختفي مما يحدث امامها تريد ان تختفي ولا تستمع الي هذه الصرخات الملتاعة
صرخات قوية تنادي على اباها تنادي بالإنقاذ والحماية
ركضت واختبأت بأبعد مكان عما يحدث بالغرفة ووضعت كفوفها الصغيرة على اذنيها لتمنع وصول هذه الاصوات الكريهة الي مسامعها
انتفضت وهي تشعر بأنفاسه ونظراته الكريهة تحاوطها
سمعت صوته وهو يهمس : اشتقت اليك نور
استكيني الي حبيبتي ، فانا اريدك بشده
لتنتفض ويرتفع صوت صراخها حاد يشق الافق


انتفض مستيقظا على صوت صراختها التي شقت الافق
ومن شدة المفاجأة وقع من الفراش ارضا
هز راسه بتعجب ونفض النوم من عينيه وهو ينظر اليها ليجدها تصرخ بشده وتشيح بيدها بعنف
اقترب منها سريعا ليهدئها لتنتفض وتزداد صرخاتها
اقتحم الغرفة عدد من الممرضات وخلفهم الطبيبة التي صاحت بوجهه : الم اقل لك ان الزيارة ممنوعة وخاصة انت
من الافضل لها ان لا تراك هذه الايام
امرته بقوة : اخرج من فضلك
اتسعت عيناه وظهر تصميمة على عدم الخروج بوجهه
لتصيح بأحد الممرضين : اخرجوه من هنا
جز على اسنانه لينفض ذراعه من الممرض وقال بخشونة
__ ابتعد عني ، سأخرج بمفردي
تحرك ليخرج من الغرفة وصرخاتها تدوي بأذنيه
ليجد عمر امامه ينظر اليه والغضب يتطاير من عينيه
تجاهل نظرات عمر واتجه الي زجاج الغرفة لينظر اليها وهو يشعر بقلبه يتمزق عليها الي ان هدأت بسبب الحقنة المخدرة التي اعطتها اليها الممرضة
وقفت الدموع بعينيه وجاهد نفسه المكسورة وقلبه المتمزق
على الا يبكي عليها
خرجت الطبيبة وهي تدق الارض بقدميها ونظرت اليه
وصاحت بوجهه : هل اعجبك ما فعلته بها ؟ هل تريد ان تزيد من تحطمها ، استمع الي جيدا من فضلك
من الافضل لها ان لا تراك هذه اليام وانت خاصة
رؤيتك ستزيد من الآمها
انصرفت الطبيبة من امامه وهو يشعر بالكرة ناحية هذه المخلوقة ليجد عمر يقف امامه مباشرا ويقول بجمود
__ اظن انك ستستمع الي اوامر الطبيبة ولن تأتي الي هنا مرة اخرى
نصيحتي لك ان تعتاد على عدم وجودها بحياتك
من فضلك لا اريد ان اراك امامي ثانية
جز على اسنانه غضبا وقبض كفيه ليتحكم بانفعاله ويكتمه بصدره
التفت الي الزجاج مرة اخرى ونظر اليها نظرة اخيرة
لتنساب دمعه وحيدة من عينه وتقف برموشه وهي تأبى
ان تسقط وتهدر كرامته معها
استنشق الهواء بقوة وهو ينظر اليها كانه يشتم رائحتها
ومسح الدمعة الحزينة المثبتة برموشه بظهر سبابته
ويغادر المكان مسرعا




القاكم الاربع القادم
باذن الله
سوري ان المواعيد بقت بعيدة
بس بجد عاوزة اوفي البارتات الاخيرة حقها
كونوا بالقرب
ولا تحرموني تفاعلكم
دمتم في حفظ الرحمن حبيباتي

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 28-09-11, 11:38 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير عليكم يا صابيا
عاملين اية اتمنى تكونوا بخير
واتمنى ان البارت يلاقي استحسانكم
و يحوز على اعجابكم


البارت اهداء خاص لحبيبة قلبي
رباب فؤاد التي لولا تواجدها بجانبي الايام الماضية
لما استطعت ان انجز البارت ولا صعد الي النور اليوم
مشكورة يا قلبي على مساندتك ليا


اترككم مع البارت



الفصل السادس والثلاثون


الجزء الاول


قام من نومه على صوت مريم وهي توقظه
__ ياسر استيقظ ، استيقظ ياسين هنا
فتح عينيه ورمش بها مرتين : ها
كررت: ياسين هنا، هيا استيقظ
تثاءب ونظر الي ساعته لينتفض واقفا فوجود ياسين في مثل هذه الساعة المبكرة يخبره بوقوع امر جلل
غسل وجهه وارتدى ملابسه سريعا ليركض نازلا الي صديقه
تسمر عند باب الصالون ليرى صديقه وهو يضع راسه بين يديه المرتكزة على ركبتيه وهاله ملامح ياسين المعذبة
دخل بهدوء وهو خائف ان يتنفس فيؤلم صديقه
فيكفيه الالام التي ترتسم على وجهه
لمس كتفه بخفه ليرفع ياسين راسه له اتسعت عيناه بهلع
وهو يرى الدموع تملأ هاتين العينين الرماديتين
ولكنها تأبى السقوط سال بنبرة لم يستطع ان يخفي منها الخوف والقلق : ماذا حدث ؟
قال بصوت مخنوق : اجلس ياسر انا احتاجك بشده


*********************


جالسة بأحد المقاعد الموضوعة بردهة المشفى فالطبيبة منعتها هي وعمر بان يدخلا الي نور
استأذنت عمة عمر وانصرفت بعد وصولهم بوقت قليل
وهي جلست لتفكر فيما راته لم تكن تتخيل ان ياسين يحب نور بهذه الطريقة استاءت من موقف عمر الذي اتخذه ضد ياسين وشعرت بالغضب من تهديده له بانه لا يريد رؤيته مرة ثانية ولكن ما اشعرها بان قلبها يعتصر بشده
هو رؤية دمعة ياسين الحزينة التي تعلقت برموشه
لم تكن تتخيل ان هذا القوي سيتأثر هكذا بسبب حالة نور
وعمر ازادها عليه بكلماته المسمومة التي اخترقت قلبها هي كطلقات نارية فما بال ياسين
تنهدت بحزن على حال صديقتها المؤلم وحال ياسين المؤسف
وقفت لتنظر من زجاج غرفة نور لتراها نائمة من اثر المخدر خصلات شعرها الامامية متهدله على وجهها
وضعت يدها على الزجاج كأنها تلمس هذه الخصلات التي طالما كانت متطايرة حول وجه نور الجميل
دمعت عيناها لتنتبه على يده توضع بنصف ظهرها
التفت اليه لترمي نفسها بين ذراعيه وتنهمر دموعها
رتب على ظهرها بحنية فائقة : كفي عن البكاء عليا
ستكون بخير ، هيا سننصرف
ابتعدت عنه بحده : ننصرف ونترك نور
__ الطبيبة منعتني انا الاخر من الزيارة وقالت ان من الافضل لنا ان ننصرف فجلوسنا لا فائدة منه
ثم اننا لابد ان نذهب لنبحث عن شقة نمكث بها هذه الفترة
هزت راسها ايجابا لتنظر الي صديقتها وقالت بداخلها
سآتي لك مرة اخرى نور



***********************


__اريد ان اسال عن حالة حافظ المصري
نظرا الطبيبان الشابان الي بعضهما وهمس الاكبر سنا
__ تعالي معي سيدتي
اتبعته بهدوء لم تكن تريد الذهاب لرؤيته بل كانت تطمئن عليه من جانب الواجب والاصول ثم ان راعها مظهر القصر المحترق فشعرت ان قلبها يرتجف وقررت ان تذهب لتراه
دخلت وراءه الي مكتب صغير ليبتسم لها الطبيب
بهدوء : اجلسي سيدتي ، هل انت قريبته ؟
ردت : نعم ، انا اخته
هز راسه متفهما : اين زوجته وابناؤه ؟
__ انه غير متزوج وليس لديه ابناء
قالتها مقتنعة مائة بالمائة ومتأكدة ان نور لم تكن ابنته في يوم من الايام
زفر الطبيب بارتياح : حسنا سيدتي ، ان الحالة صعبة للغاية
فالحروق تمكنت من الجسم كله ولا اعلم الي الان كيف له ان يعيش بمثل هذه الحروق والالام ، نحن فعلنا ما نستطيع فعله
والايام القادمة ستحدد اذا كان سيستمر ويتناول المسكنات التي ليس لها أي فائدة فالآلام تتمكن منه
ام سينتقل الي رحمة الله ، انصحك بان لا تريه مظهره سيؤلمك بشده ، او على الاقل انتظري قليلا حتى يتحسن وضعه
هزت راسها وهي تشعر بان الله رد لها ولأخيها بعضا من حقهما فها هو حافظ يتعذب بعذابهما في الدنيا وهي متأكدة
ان عذاب الله في الاخرة لشديد
همت بالخروج من الغرفة ، ليتنحنح الطبيب الشاب بقوة
جعلتها تلتفت اليه متسائلة عما يريد
ابتسم الطبيب بتوتر: هل اسم سيادتك نور؟
نظرت اليه باستفهام ليكمل : انه يهذي بهذا الاسم كثيرا
فتوقعت انه يكون اسمك بم ان ليس لديه زوجة
هزت راسها بتفهم لتقول بجمود : لا انه اسم حبيبته
اردفت : سأعود له بعد غدا لأطمئن عليه وسأدرج مبلغا ماليا تحت حساب العلاج
خرجت من المشفى دون ان تذهب اليه بناء على نصيحة الطبيب
اتصلت بعمر لتتطلب منه ان يوافيها بالقصر


**********************


__هل انتهيت ؟
رفع راسه من بين يديه ونظر الي وجه ياسر الذي يظهر غضبه بشده تفاجا من تعبيرات ياسر الصارمة فوجهه دائما ضاحك باسم ولكن الان ينم عن غضب شديد لم يسبق له رؤيته
اعاد ياسر سؤاله : هل انتهيت من سرد ما تخبرني به ام باقي لديك انواع من العذاب لم تجربها على المسكينة الراقدة الان بالمشفى ؟
تراجع الي الخلف من هجوم صديق عمره الغير متوقع
وتمتم : ماذا تقصد ؟
جز ياسر على اسنانه بشده ليرفع ياسين حاجبية بدهشه
__ ماذا اقصد ؟ هل يوجد بشر يفعل ما فعلته مع زوجتك
هل انت احمق لهذه الدرجة ؟
ما ذنبها هي اذا كان عمها هو حافظ المصري او حتى لو كان والدها هل يختار الانسان ابويه ؟
انه قدرنا ، ثم اباك توفى اثر ازمة قلبيه وكان يعلم جيدا ان تعرضه لإرهاق العمل سيعرضه لهذه الازمات التي حذرته منها ولكنه لم يستمع لي ولا الي والدتك
وقت الوفاة يحدده الله ياسين ليس بيد مخلوق حتى لو لم يفعل حافظ المصري ما فعله وكتب الله موته بهذه الساعة لنفذ امر الله
ولكن صدمتي الحقيقة بك انت ، كيف استطعت يا ابن العائلات الراقية يا من حصلت على ارقى مستوى تعليمي و تربيت بالقصور
وسافرت الي امريكا لتحصل على دكتوراه في الهندسة المعمارية تفكر بمثل هذه الطريقة ،
ميكانيكي السيارات وحارس العقار يفكران بطريقة افضل منك .
تعامل الفتاه بطريقة سيئة وتقسو عليها بأدق علاقتكما لان عمها اخبرك انه والدها .
هتف ساخرا : يا لك من احمق ، ثم تشغر بالغيرة تمزقك من علاقتها بأخيك وابن عمك فتشتد قسوتك عليها ولما لا ،
الم تفكر بالمثل الشهير الذي يأخذ البنت بأخلاق والدتها
نسيت ان هذه الفتاه من استطاعت اختراق قلبك الحديدي نسيت انها حبيبتك التي تأكدت من اخلاقها وتربيتها
نسيت عندما اتيت تخبرني بانك تحبها وقلت لي لا تسالني كيف ولا متى فانا احبها ،
اتذكر ما اخبرتك به حينها قلت لك انها فرصتك ياسين لا تضيعها من بين يديك فتعض اناملك حسرة على ما فاتك
وها انت تخسرها بعد ان تكون اقرب شخص اليك .

الذهول هو ما ارتسم على وجهه من كلمات صديقه الغاضبة
لينظر اليه بعتب اردف ياسر : ماذا كنت تريد ياسين ؟ ان اخفف عنك واقول لك لا انت لست بمخطئ وعمر لم يكن معه الحق فيما فعله ،
بل معه كل الحق ياسين واذا كنت انا بمكانه لكنت ضربتك وشوهت وجهك الجميل هذا .
ولو كنت انت بمكانه لكنت قتلت احمد او عمرو اذا اساءا الي ندى او نهى .
خفض راسه وهو يشعر بالذنب يتفاقم بداخله
همس : ماذا افعل الان ؟ لن استطيع العيش بدونها
تنهد ياسر وجلس بجانبه ورتب على ركبته : ليس بيدك شيء الا الانتظار ، انتظر حتى تصبح حالتها جيدة واذهب اليها وتكلم معها اعتذر واشرح موقفك وهي ستسامحك فهي تحبك ياسين بل تهيم بحبك ، فالمرات القليلة التي التقيت بها قبل وبعد زواجكما كنت تقفز من عينيها كلما نظرت اليها
ابتسم ياسين بألم : لن استطيع مسامحة نفسي فانا الذي دفعتها ان تذهب الي هناك وتراه
رتب ياسر على ظهره : هون عليك يا رجل ستصبح الامور بخير ولكن ارمي عنك هذا القناع ياسين
نظر اليه باستفهام ليبتسم ياسر : قناع الجمود يا صديقي
لقد نشانا وتربينا معا ياسين وانا افهمك جيدا فانت اخي وصديقي ورفيق عمري كله
انت بداخلك حنون جدا ، كنت تراعي ظروف حنان دون ان تشفق عليها بل الحنان الذي بداخلك جعلك تعاملها بطريقة افضل من طريقة معاملتك لندى مما جعل الامور تتأزم بينك وبين شقيقتك التي تغار من خيالها
ولكن بفضل جدك واباك الصارمين وضعت حدا لهذا الحنان
فكبرت يوما بعد يوم وانت تبني حول قلبك جدارا حتى لا يتدفق الحنان منه بنيت جدار الصرامة وفي بعض الاحيان تنقلب هذه الصرامة الي قسوة مفرطه
ومن تشعر اتجاهه بالحنان يصبح هو المخطئ وتحمله مشاعر الحنان الذي بداخلك فتقسو عليه
ثم عندما كبرنا واصبحنا شباب كنت تخجل بشده من اقتراب أيا من الفتيات منك كانوا يقتربون منك لوسامتك المفرطة لم تفهم حينها مشاعرك ولكنك كرهت شعورك بالخجل وعدم الامان بقربهم فابتعدت ونفرت منهن جميعا رسخت بعقلك انهن جميعا تافهات ولا عقول لديهن وعاملتهم معاملة جافة ليهربن من امامك عندما يرونك وطبعا استثنيت بعضا منهن مثل والدتك ومريم ونهى حتى نادين لم تدرجها بداخل القائمة لم ترى الجانب الحسن بشخصية شقيقتك لأنك تتشاجر معها دائما ولم تفكر يوما انها تتشاجر معك لأنها تريد ان تشعر بوجودك بحياتها ،ابتعدت عنهن وخاصة انك لم تجد احداهن تقترب منك او تفهم ما بداخلك
ولكن الي الان تحمر اذنيك بشده عندما تتكلم عن مشاعرك او عندما تتكلم عن نور
فز قلبه لاسمها لتحمر اذنيه ليضحك ياسر بشده
زمجر ياسين : ياسر احترم نفسك
كتم ضحكته : المعذرة صديقي لم استطع منع نفسي وانا ارى ما اتحدث عنه يحدث امامي
اكمل وهو ينظر الي امامه : هربت من مشاعرك و قلبك ياسين وغلفت نفسك بقناع الجمود والصرامة والتسلط فهذه صفات رجل الاعمال الناجح ، هذه صفات اباك التي طالما تمنيت انك تشبهه قلبا وقالبا ، ولكن القدر جعلك لم تشبهه قالبا فتمسكت بان تشبهه قلبا ، تمسكت بعاداته وتصرفاته
لتصبح المهندس ياسين العظيم كما يلقبونك في عالم الاعمال
الي ان اتت نور ، اشرقت قلبك وحياتك
ولكن قناعك تحكم بك ، وكانه كان ينتظر فرصه سانحة ليعود كما كان فتغيير شخصيتك كان لا يروقه
واول من تحمل قسوتك وغضبك كانت هي
فهي السبب الوحيد وراء خلعك لقناعك المفضل
مرر ياسين يده بعصبية في خصلات شعره السوداء
__ ماذا افعل الان ؟ اريدك ان تعطيني حلا
هز ياسر راسه بعدم معرفة : ليس امامك الان سوى الانتظار
نفخ ياسين بضيق : اريد ان اراها ياسر ، اريد ان اكون الي جوارها ولا استسيغ هذه الطبيبة التي تمنعني من زيارتها
انقلب وجهه الي الاستياء وهو يذكر طبيبة نور
ليضحك ياسر : هل مستاء منها لأنها منعتك عن رؤية نور ام لأنها أمراءه وانت ترفض ان تأخذ امر من أي شيء يتعلق بالجنس الانثوي
رد بدون تفكير : الاثنين
قهقه ياسر ضاحكا : لا فائدة منك ياسين ، ستظل كما انت
تنهد واردف: اعتقد السبب وراء منعاها لك من رؤية نور هو ما فعلته مع زوجتك يا باش مهندس
نظر له ليكح ياسر بإحراج : لا افهم في علم النفس ولكني قرات قليلا من الابحاث بحكم مهنة مريم وعملها
اعتقد ان عنفك معها سيعيد اليها ما حدث اساسا وادى الي اصابتها بالانهيار العصبي
تستطيع ان تستشير مريم
هز راسه بعنف : لا ، لا تخبر مريم عن شيء
ابتسم ياسر واقترب ليهمس له : جبان ياسين ،
ليضحك على جمود وجهه ويكرر : انت جبان فلن تستطيع ان تواجه نظرة مريم المستنكرة او تصيح بوجهك كما كانت تفعل في الماضي عندما تتصرف تصرفا احمق مع احد صديقاتها الفتيات
ضحك ياسين : نعم زوجتك مخيفة ياسر ولا اعلم كيف تتحملها
قهقه ياسر : اه لو استمعت اليك الان لكانت اذقتنا الجحيم
رفع حاجبه الايمن وابتسم بخبث وهو يدير وجهه الاتجاه الاخر حتى لا يرى ياسر ابتسامته : اتعلم ان امي عرضت علي ان اتزوجها قبل ان نسافر الي الخارج
جمد وجه ياسر فجأة ليكمل ياسين بلا مبالاة وهو يهز راسه
__ من باب الاصول وانها ابنة عمي وانا اولى من الغريب ثم انها جميلة وذكية وقريبة مني في السن ، امي كانت ترانا متفاهمين معا
ابتسم : ولكني رفضت من اجل عدة اسباب
اتسعت عينا ياسر ونظر اليه بحده ليكمل ياسين
رفع سبابته : اولا انها تشبه امي في شخصيتها فيكفيني نوارة هانم واحدة بحياتي
رفع وسطته : ثانيا نظرتك الهائمة التي ترمقها بها
رفع بنصره المزين بدبلته الحبيبة : ثالثا انها اخبرتني انها تحبك يا مغفل
انفجر ضاحكا على وجه ياسر الذي ينظر اليه بعصبية
ليضحك ياسر بقوة عندما تبين له ان ياسين تعمد اغاظته : لم تخبرني بهذا الامر من قبل
اذن كنت تعلم عن حبي لها وحبها لي من قبل ان نسافر الي الخارج
هز راسه بالإيجاب ليدفعه ياسر بقوة : لماذا كنت تغيظني باستمرار وتذهب معنا الي كل مكان ؟
نظر له بحده : كنت احمي ابنة عمي يا دكتور ، فانت لم تنطق بحرف واحد لي ، لم تكن شجاعا كزوجتك وتخبرني عن مشاعرك
ابتسم ياسر : نعم كنت خائفا بشده ان ترفضني او ان تكون متعلقة بك ، وكان خوفي اشد منك فردود افعالك لا تؤتمن
هز راسه بتفهم ليردف ياسر : لكنك وقفت الي جانبي كثيرا وساعدتني للحصول عليها وهذا لن انكره ابدا ،فبفضلك تزوجت منها فانت من اقنعت والدها بان يزوجها الي ويرتضي بهذا اليتيم الذي لا عائلة له
نظر له معاتبا : لا تقل هذا ياسر ، من انا اذن اذا كنت انت بدون عائلة ، اليس انا اخاك كما تقول
ابتسم ياسر ممتنا : ونعم الاخ ياسين
قام واقفا وقال بإحراج : لا اعلم كيف تكلمت معك ياسر هكذا ولكني كنت اشعر باني سأنفجر ان كتمت ما بداخلي اكثر من ذلك
ربت ياسر على كتفه وهو يبتسم مطمئنا : لا تقل ذلك ياسين
نظر له ليبتسم ياسر ويساله : ثم ما الذي اخبرتني به اساسا
لا اتذكره هل كنت تتكلم معي عن فوز الاهلي البارحة ؟
ضحك ياسين ليشترك معه ياسر بالضحك
__ سأنصرف يكفي اني ايقظتك من نومك الذي تجاهد لتحصل عليه
امسكه ياسر من كتفه : انتظر تناول معي الافطار وننصرف سويا
هم بان يعترض ليشير اليه ياسر بيده وراسه : لن اقبل بالرفض واذا رفضت سأخبر مريم انك تريد الانصراف
تنهد ياسين :لا لن استطيع مناقشة مريم فانا منهك القوى
ابتسم ياسر : اذن انتظر قليلا يا صديقي


*********************


وصل الي القصر وهو مستاء من وجوده هنا
يشعر بهم ثقيل يجثم على انفاسه ولكنه لم يستطع ان يرفض طلب عمته
دخل الي حديقة القصر بخطوات ثقيلة بطيئة وهو يتنفس بصعوبة شديدة ، لا يستطيع منع صورة نور المنهارة وصراخها الذي يصم اذنيه من القفز الي مخيلته و الذكريات السوداء تطارده
طفولته كلها قضاها هنا ، ولكن كل ما فرح به في صغره تبخر وبقيت الذكريات المؤلمة والكريهة الي نفسه ،لتجثم على صدره
نظر الي القصر المحترق ليكتشف ان النيران التهمت الجزء الشرقي كله ،تبخرت كل طفولته مع الغرف التي التهمتها النيران فالنيران لم تبقي على شيء من جناح والدية ولا غرفته هو ولا غرفة نور
بل امتدت الي الجزء السفلي والتهمت غرفة المعيشة وغرفة الموسيقى والغرفة التي كان يستذكر بها دروسه والصالة الواسعة التي تتواجد بها المدفأة الحجرية والكرسي الوثير
الذي كان يجلس عليه عمه لاحتساء الخمر ودولاب الخمور ايضا
زفر بضيق وهو يتذكر هذا العم البغيض ولكنه هدئ نفسه فلا يمكن ان يحيي اكثر من ذلك ، فاذا كان القصر لم يحتمل النيران فهو اكيد مات متأثرا بحروقه
انتبه على وقوفها الي جواره وهي تهتف : لا اله الا الله
نظرت اليه : انه حريق مروع عمر
تنهد بقوة ونظر امامه ليجد عمته اتيه باتجاههم
ابتسمت العمة وهي تقترب منه وتحتضنه بين ذراعيها
وتبكي : مرحبا حبيبي ، كيف حال شقيقتك ؟
تنهد : بخير انها بخير ولكن الطبيبة منعتني من زيارتها احتضنته مرة اخرى : اخيرا عدت لمنزل والدك ومنزلك
انتفض بحده وابتعد عنها وهو ينظر اليها وقال بشك
__ لا تقولين عمتي انك طلبتي مني المجيئ الي هنا لاسكن بالقصر
هزت راسها ايجابا وهي تبتسم ليضحك ساخرا
__ هل تتوقعين عمتي اني سأسكن هذا القصر بعد كل ما حدث ؟
نظرت اليه بنظرة مليئة بالأمل ليهز راسه بعنف : لا طبعا لن يحدث هذا ابدا
لن استطيع عمتي ، قلبي ينزف الما وعقلي يحترق غضبا مما حمل الينا هذا القصر من عذاب
ولن استطيع ان اتعايش هنا باي شكل من الاشكال
ثم ان القصر خطر على من سيمكث به الان فالجزء الذي لم تصل اليه النيران تصدع ومن الممكن ان ينهار باي لحظة
اتسعت عيناها رعبا وتمتمت : من اين عرفت ؟
ابتسم بألم : انسيت عمتي انا مهندس
تنهد : هل اصاب احد العاملين مكروه ؟
هزت راسها نافية ليهتف بارتياح : الحمد لله
ابلغيهم ان ينصرفوا عمتي ادفعي لهم مستحقاتهم المالية وسريحهم من عملهم واتي معك بخادم او اثنين ، احزمي امتعتك وستاتين معي فانا لن اتركك هنا وحيدة
فقط اجمعي ما هو ثمين من القصر وضعيه بخزانة جدي
فغرفة جدي لم تتأثر بالحريق واعتقد ان غرفتك ايضا
هزت راسها بالإيجاب
ليلتفت الي علياء : امكثي مع عمتي الي ان تنتهي مما تفعله الي ان اذهب واجد لنا شقة نستطيع ان نمكث بها هذه الفترة
وانظر الآم وصل مشروع الشاليهات
هزت راسها موافقتا : حاضر عمر
نظر مرة اخرى للقصر وزفر زفرة عميقة : سانصرف ولن اتاخر ، سلام
غادرهم لتربت العمة على كتف علياء : تعالي بنيتي ، تفضلي انه بيتك
ابتسمت علياء بتوتر ودلفت الي جوارها ولكن قلبها معلق بحبيبها الذي تشعر ان بداخله معارك طاحنه حدثت نفسها
اه منك عمر ، ستظل كما انت جبل يتحمل الشدائد بل يبتلعها
ويكتمها بداخله ليظهر امام الناس هادئ وعاقل ويتصرف مع الامور بحكمة
ساعات سفرهم لم يتبادل معها الحديث اطلاقا بل شعرت به مهموما حزينا وعندما حاولت ان تتكلم معه ، تحدث معها بامور عادية بل قص لها قصة مضحكة حدثت له هو وعلي
انفجرت ضاحكة عليها وعلى الرغم من انه شاركها الضحك الا ان ضحكته كانت خاوية حزينة عيناه الخضراوين كانا يلمع بهما الحزن والالم
لا تعلم ماذا تفعل ولكنها تدعو ان الامور تمر بسلام و تدعو ان تشفى صديقتها وتعود اليهم


******************

جالس ليتناول غداؤه لتلف من وراءه حول المائدة ،شم رائحة عطرها الذي يعشقه فنظر لها بطرف عينه ليتأمل فستانها القطني الخفيف عاري الكتفين وهي تضع باقي اصناف الطعام التي يشتهيها كلها
رفع حاجبه الايمن تعجبا فكأنها انتقت ان تعد له جميع الاصناف التي يحبها
ضحك ساخرا : هل لدينا ضيوفا مدعوين اليوم على الغداء
ابتسمت برقه : لا ، ولكني فضلت ان اعد لك الاصناف التي تحبها
وضعت امامه طاجن صغير وهي تبتسم : طاجن البامية باللحم الضأن الذي تحبه
رفع حاجبيه تعجبا وهو مندهش من تصرفها فهي كانت ترفض ان تعده من قبل لأنها لا تحب هذا النوع من اللحم وكان دائما يطلبه من والدته او وفاء لتعده احداهما اليه
وضعت اناملها الرقيقة علي يده المستكينة على المائدة
__ ماذا هناك علي ؟ الا يعجبك الطعام
نظر لها والاسئلة تقفز بداخله : لا لم أتذوق بعد
اين جنى ؟ سألها بهدوء قبل ان يبدا بتناول الطعام
ابتسمت : انسيت اليوم تدريب الجمباز ونهى اقترحت علي ان تذهب برفقة يمنى ، وانا وافقت
هز راسه موافقا لتساله مرة اخرى : هل اعجبك الطعام ؟
ابتسم: نعم، انه لذيذ، سلمت يداك
__ لقد تكلمت مع بسنت اليوم ، كنت أسال عن احوالها
وابلغتني بخبر رائع سيسعدك وانا صممت ان اخبرك بها بنفسي
نظر لها متسائلا لتكمل بفرحة حقيقية نابعة من داخلها
__ بسنت حامل
اتسعت عيناه : حقا ؟
هزت راسها بسعادة ايجابا ليهتف : الحمد لله ، اخيرا
لماذا لم تخبرني اذا ؟
ابتسمت : ستذهب للطبيبة في الليل وبعدها ستبلغنا
ما رايك ان نذهب لشراء احتياجات جنى للعام الدراسي الجديد ونمر عليها لنطمئن
رفع حاجبه الايمن ونظر لها بشك : عجيبة انكي تريدين الذهاب لبسنت
هزت كتفيها : اذا كنت لا تريد الذهاب على راحتك
__لا طبعا سأذهب لأبارك لشقيقتي
لوت راسها بدلال : اين حلاوتي عن هذه البشارة التي بشرتك بها
ابتسم بسعادة : لكي ما تطلبيه
قامت وانحنت لتضع عينيها بعينيه وهمست : اريد رضاك علي
ارتبك بشده ودهش من جملتها ، لتتركه وتذهب لتاتي بزجاجة مياه ، اتت لتقف بجانبه ولصقت جسدها بكتفه وهي تهمس : معذرة حبيبي ، نسيت ان اتي به
تفضل
اتبعت جملتها بان سكبت له الماء بالكوب
لينتفض من على المائدة وهو لم يكمل طعامه
رسمت الابتسامة على شفتيها : اتريد ان تتناول الحلوى الان
هز براسه رافضا وهو يدخل الي غرفة نومهم : سأنام قليلا لأذهب لاتي بجنى من تدريبها
ابتسمت : اذن ستاتي معي للطبيبة
استلقى على الفراش وهو يتثاءب : نعم سآتي ، اتركيني لأنام قليلا
بدا لها انه استغرق في النوم ، لتتنهد بخيبة امل وهي تفكر بان من الواضح ان الحال سيستمر على ما هو عليه فترة اطول مما توقعت
خلعت فستانها الصباحي وارتدت قميصا حريريا لتستلقي الي جواره وتنظر اليه بحب عميق نفخت بعينيه برقه
لتهمس : علي ، هل انت نائم

فكر قليلا وهو يغمض عينيه ، انه لن يستطيع ان يقاوم سحرها اكثر ، يدعو الله ان يقويه على نفسه وقلبه
شعر بتنهدها الذي اشعل النيران بصدره لتتحرك من جانبه فيفتح عيناه بهدوء ويراها وهي تبدل ملابسها ، توتر اكثر وشعر بالسخونة تجرى بعروقه وتنتشر بجسده كله
جاءت لتنام بجانبه ليشعر بأنفاسها على وجهه وتفعل اكثر فعل محبب الي قلبه فهي كانت توقظه هكذا دائما ، بان تنفخ بعينيه ، دائما تفعل شيء مختلف عن باقي النساء فهي لا تقبله ولكنها تنفخ بعينيه من مسافه قريبه ليأتي هوائها ويلامس جفونه برقة ودلال فيوقظه على الفور
تناهى اليه وهو بعالم الاحلام وهي تسأله : علي ، هل انت نائم ؟
فتح عيناه وابتسم لها : لا
ابتسمت بغنج ودلال : اذن ابقى معي قليلا تكلم معي فانا لا اريد ان انام الان واشعر بالملل
ابتسم بخبث : نعم اعرف انكي لا تريدين النوم ولا تريدين الكلام ايضا
اقترب منها ليشدها الي صدره وهمس لها : اعرف ما تريدينه جيدا وسأنفذه دون ان تطلبيه ، ورضاي فزت به وتستحقينه بجداره


*********************


اقتربت لتجلس بجانبه وقالت بمرح
__ ما بك عمور ؟ اشعر انك ضائق هذه الايام
نظر لها بطرف عينه : ألا تعلمين سبب ضيقي فعلا ؟
ابتسمت واقتربت منه اكثر : اعلم حبيبي ، ولكن ما بيدي ان افعله
تنهد : لا شيء ، ولكني اريد ان نعود الي منزلنا نهى
فانا ضقت بالمكوث هنا ، ولا اعلم سبب اصرار ياسين على ان نظل برفقتهم
قالت بتوتر : انا اعلم ، انه يقوم بحمايتنا ، فبعد حادث يوسف يريد ان يطمئن علينا جميعا
عقد حاجبيه : لماذا ؟ هل الحادث بفعل فاعل ؟
هزت راسها بالإيجاب : نعم واعتقد ان السبب وراءها هو شقيق انجي
اتسعت عيناه : حسنا وما دخلنا نحن ؟ من الممكن انه فعل ذلك لان يوسف تخطاه وتزوج اخته من وراء ظهره
__ نعم ، ولكن معتز هدد ياسين انه سينتقم من العائلة كلها
ولذلك ياسين اصر على ان نمكث معهم
الا تلاحظ انه يصر ان اخرج برفقة السائق وهذا الضخم معنا
ويطلب منك كل مرة تتحرك بها خارج القصر ان تتبعك العربة الاخرى كحراسة ، واذا علم انك اليوم ذهبت بيمنى الي النادي بفردكما سيغضب بشده
انقلب وجهه ونظر لها بعتب : لا اقصد عمرو ولكني افهمك ما يحدث
اشاح بوجهه بعيدا عنها لتساله مغيرة لمجرى الحديث
__ اخبرني هل استمتعت الفتاتين اليوم ؟
ابتسم تلقائيا : نعم ، ويمنى كانت سعيدة جدا برفقة جنى
وانا الاخر قابلت علي وجلست معه قليلا ولكن لم اشأ ان اخذ من وقته كثيرا فزوجته كانت برفقته ولكنها توجهت الي الفتاتين ولعبت معهم قليلا ، ولكني شعرت بان بها تغييرا ما
ضحكت نهى : نعم هي حامل
اتسعت عيناه : حقا ، لماذا لم تخبريني ؟ كنت هنأت علي على ما سيأتيه
__ هنئه عندما تراه المرة القادمة
هز راسه : نعم معك حق
ابتسمت وقالت بخفة : انا ايضا اريد ان يبارك لي الناس
نظر اليها : يباركوا لكي ، علام يباركوا لكي
نظرت الي الجانب الاخر واعطت له ظهرها : على طفلي الجديد
رفع حاجبيه ولفها اليه : هل انت حامل نهى ؟
ضحكت : لا بل اشتقت الي طفل صغير بدلا من الذي ذهب
خفض راسه واطرق قليلا ، لينظر اليها ويبتسم : اذا كنت مستعدة نهى ، فانا لن امانع طبعا ، اشتقت انا ايضا لطفل ثاني ولكني لم اشئ ان اطلب منك و تكوني رافضة للفكرة بعد ما حدث
دمعت عيناها وتذكرت طفلها الصغير الذي رزقها الله به بعد مولد جنى بثلاث سنوات ليكتشفوا بعد عشرة اشهر من ولادته
انه مصاب بسرطان الدم عانت كثيرا هي وعمرو في رحلة علاج لطفلها الرضيع الذي كان يعاني بسبب الام لا تحتمل
وبعد سنة توفاه الله لتخرج من هذه الازمة محطمة كليا
ولكنها تحملت ان تخفي كل احزانها من اجل يمنى ومن اجل عمرو ايضا ، لم يطلب منها عمرو ان تحمل بطفل جديد
ولم تفكر هي بشيء كهذا اطلاقا ، ولكن ما حرك بها مشاعر الامومة وجعلها تتلهف على طفل جديد مظهر انجي وهي تمشى ببطء وفرحة يوسف بطفله الذي سياتي ،واخيرا خبر حمل اية
طردت الذكريات الاليمة من عقلها وابتسمت : اشتقت بالفعل لطفل اخر عمرو
احتضنها بين ذراعيه :وانا ايضا حبيبتي
ولكننا سنعود الي منزلنا ، فانا اشتقت الي بيتي
__ وانا ايضا ، انتظر سأتكلم مع ياسين
__ لا نهى ، سأبلغه باننا سنعود الي شقتنا ، وانه لا يخف عليكما فانا جدير بحمايتكم
هزت راسها بقلة حيلة فمن الواضح ان عمرو ضائق بالفعل وياسين خائف عليهم وهي لا تريد ان يصطدما الاثنان ببعض ، اشرقت راسها بفكرة : حسنا انتظر الي ان تنتهي مشكلته مع نور ، فهو ضائق من الاساس
هز راسه موافقا لتتنهد بارتياح وتدعو الله ان لا يصطدم عمرو بياسين فهي لا تريد ان يحدث مشادة تعكر العلاقة بينهما


*********************

__ سيدتي ، الاستاذ معتز يطلب مقابلتك
عقدت حاجبياها وقالت باقتضاب : ادخليه الي التراس
دخل بهدوء الي التراس الذي قضى اغلبية عمرة بها
وادار عينيه وهو يتذكر كيف قضى طفولته هنا يلعب برفقة ياسين ، وشبابه جالسا برفقة جميع اصدقائه كيف تعرف على حنان وهام بها حبا ، هذه الحديقة التي ضمت احلامهم ورغباتهم ، هنا شعر بالغيرة تمزقه من رنين ضحكاتها على كلام احمد المعسول وهنا شعر بالغضب يعصف راسه عندما احتضنت ياسين وهنا قبلها لأول مرة واعترف لها بحبه
هنا بكت بين ذراعيه وهنا ضحكت من مغازلته لها
فهذه الحديقة شهدت تطور علاقتهم واحتضنتهما في كنفها
حتى طلب الزواج طلبه هنا واستأذن من نوارة هانم ان تتكلم مع والدتها او بالأحرى مع زوجة خالها
تنهد وهو يتذكر انه امام اصعب اختبار بحياته نوارة هانم
فاذا استمعت اليه سيستمع ياسين واذا غفرت له
سيسامحه ياسين ، لا يعلم الان اين كان عقله عندما فكر بأذية اخاه وصديقه ولا يعلم كيف نسى نوارة هانم في غمر انفعاله
و انتقامه من ياسين ، كيف نسى ان كل اذيه يوجهها لياسين موجهه لها ايضا ، كيف نسى هذه السيدة الفاضلة التي ربته فعليا وفرقت له بين الصواب والخطأ ، فامه بأصلها الانجليزي كانت باردة المشاعر نحوه سواء هو او شقيقته
لكن نواره هانم كانت عيناها تشع له بالحب دائما كانت تحتضنه لتذهب كل احزانه وكانت تؤنبه كثيرا على علاقاته المتعددة ،كان يكفي منها نظرة واحدة ليشعر انه عاد طفل صغير يحتاج الي حنانها الامومي الفياض
ابتسم وهو يتذكر ياسين عندما كان يغضب عندما يراه جالس بجانبها او واضع راسه على رجلها وتمسد له شعره كان دائما يشكي لها من حنان او من والدته او من أي شيء يكدر خاطره وكانت هي نعم الام تستمع اليه وتهدئه ليصبح خالي الوفاض بعد كل مرة ، تملئه بالأمل والسعادة ويخرج من هنا
وهو يشعر انه يحلق بالسماء
لف ليجدها امامه بهيبتها واحترامها ابتسم وهو يشعر بقلبه يرتجف خوفا وحبا بأمه التي لم تلده
ابتسم باتساع وتقدم منها وهو يقول بصوت مرتبك
__ مرحبا ، اشتقت اليك ام...
صمت قليلا ليكمل : اشتقت اليك سيدتي
نظرت اليه مطولا وقال بصوت جامد وهي تجلس: ماذا تريد؟
انتفض قلبه من لهجتها الجامدة ليقول والالم يعتصره : لاشئ جئت للاعتذار ، جئت اعتذر منك ومن ياسين ،
اطرق راسه ارضا : جئت نادما امي ، جئت معتذرا واسفا وكل ما اطلبه ان تغفري لي وتسامحيني
كنت طائشا واحمقا غبيا ، لا افهم ما يحدث من حولي
تملكني غبائي لأسعى وراء انتقام لم يكن له اساس
بل خيل الي انني هكذا استرد كرامتي ، وانا اخسر كل شيء
خسرت زوجتي وحبيبتي وطفلي الذي كنت اتمناه
وكدت ان افقد اخي وشقيقتي وانت
نظر اليها وهو يقول جملته الأخيرة لتشيح بوجهها بعيدا عنه
ليسرع ويجلس على ركبتيه امامها : سامحيني امي
استمعي الي وانا متأكد انك ستعذرينني ، فقط استمعي الي
نظرت اليه وامسكت يده : اجلس بني ، فمهما حدث لا اريد ان اراك هكذا
نظر لها والدموع تتألق بعينيه : اشتقت اليك امي ، اغفر لي غبائي
قالت بهدوء : قل ما لديك معتز

************************

وصلا عند بسنت ليرحب بهما محمد والسعادة تقفز من عينيه
احتضنه علي بحب اخوي : مبارك محمد الف مبروك ان شاء الله تكون ذرية صالحة
ابتسم محمد بسعادة : الله يبارك فيك علي ، لا تعلم مدى سعادتي عندما اكدت الطبيبة ان بسنت حامل
ضحك بمرح وهو يربت على كتفه : مبروك يا اخي
ربي عوضكما عن الانتظار كل هذه المدة
هتف محمد بصدق : الحمد لله ، ولكن الطبيبة اكدت على بسنت ان تستريح وان لا تقوم باي مجهود الي ان ينتهي الشهر الثالث ستأخذ اجازة من عملها الي اشعار اخر
ابتسم وسأله : اين هي ؟
__ بالداخل ، تفضل علي
هم بان يغلق الباب ليمسكه علي : انتظر ايه وجنى معي
ولكن ايه تصعد ببطء من اثر الحمل وجنى معها
ابتسم محمد وهو يخفي تعجبه من زيارة ايه لهم
فتقريبا من اول زواجه ببسنت لم تأتي ايه الا مرة واحدة يوم ان اتى علي ليبارك لهم الزواج
__ طبعا ، البيت نور بقدومها
دخلت بعدها بقليل ليبتسم لها محمد : تفضلي ايه
ابتسمت في سعادة : مبروك محمد أتم الله عليكما بالخير وتقوم بسنت بالسلامة ان شاء الله
ارتفع حاجبيه بدهشه من ابتسامتها الصادقة : الله يبارك فيكي ويتم لكي على الخير
نظرت اليه وابتسمت ليشير اليها : بسنت بالداخل فالطبيبة منعتها من الحركة
دخلت الي الغرفة لتجد بسنت تبكي في حضن علي وعلي يربت على ظهرها بحنيته الفائقة : توقفي حبيبتي ، الحمد لله ان رزقك ، واعطاك من فضله
ابتسمت : الحمد لله
تقدمت ايه منها وهي تبارك لها وجلست الي جوارها
طل محمد من الباب وهو يحمل صينيه بها اكواب من العصير وسال علي : هل ستشاهد مباراة كرة القدم ؟
__ متى ؟
__ ستبدأ الان
__ حقا ، سآتي معك
خرجا الاثنين لتتنحنح ايه بهدوء : بسنت ، انا اسفة على كل ما بدر مني من قبل وارجو ان نبدأ صفحة جديدة
ابتسمت بسنت : اكيد ايه سنبدأ صفحة جديدة ، فلأول مرة اشعر ان علي مرتاح هكذا ، ثم انا اشتقت لصديقتي
ابتسمت ايه : وانا الاخرى ، اشتقت اليك ثم اني سعيدة ان الطفلين سيأتيان بنفس التوقيت
ابتسمت بسنت لتكمل ايه : يتمم الله لكي على خير ، متى ستلدين ؟
__ انا الان اكملت الاول وبأول الثاني ، بعد سبعة اشهر ان شاء الله
__سياتي طفلي اولا ، جيد حتى يتزوج ابنة عمته
ضحكت بسنت : تخيلي اية دورتي اتت كعادتها وانا اشعر بالقهر من تأخر الحمل ، ثم شعرت بألم فظيع وذهبت الي المشفى لتخبرني الطبيبة اني حامل لم اصدق الي ان اكدت لي طبيبتي الليلة اني حامل وعندما سالتها بتعجب عما كان لدي ، ضحكت واخبرتني انه امر طبيعي ووارد الحدوث
احتضنتها ايه بحب : مبروك حبيبتي ، الف مبروك انسي كل ما حدث سابقا ، وافرحي الان بهذا الخبر


*********************

بكي من قلبه وهو يخبرها بم كان يظن وانه شك بأخلاقيات صديقه وزوجته وان الشيطان تملكه بسبب خطا وارد في التحاليل ن ولذلك فعل ما فعله ما ياسين
شعرت بالشفقة عليه فمهما حدث هو كبر امام عينيها مثل ياسين وربته كواحد من ابنائها ولولا انها مغتاظة من تشكيكه بأخلاقيات ولدها الا انها وضعت ياسين بمكانه ووصلت ان ياسين حينها سيرتكب جريمة دون تفكير
احتضنت راسه بين ذراعيها وربتت عليها بهدوء : اهدئ معتز ، اهدئ
نظر اليها : هل غفرت لي امي ؟
ابتسمت بهدوء : هل تملك الام شيء اخر غير ان تغفر لأبنائها ؟
ابتسم بسعادة ليرتبك عندما سمع صوته الجهوري وهو يصرخ به : ماذا تفعل هنا ؟
انتفض واقفا لتقول نواره هانم بهدوء : اهدئ ياسين
صرخ بقوة : لا اريد ان اهدئ اريده ان يخرج حالا من هنا
نزل يوسف سريعا ومن وراءه عمرو على صوت صراخه
تسمر يوسف عند رؤيته لمعتز وهتف عمرو : ماذا يحدث ؟
نظرت له امه بقوة وقالت بأمر : اهدئ ياسين وتعال لنتكلم قليلا نظر لامه بغضب لتامره بعينيها والتفت الي يوسف
__ ابلغ زوجتك ان شقيقها هنا ويريد رؤيتها
ربتت على كتف معتز : تصالح مع شقيقتك معتز وانا سأهتم بأمر ياسين
نظرت الي بكرها : تعال ياسين
نظر الي بغضب وهو يجز على اسنانه ليتبع امه وهو يشعر بالقهر
تبعها الي غرفة مكتبه ليصفق الباب بقوة من خلفه
نظرت اليه وقالت بتأنيب : ياسين
زفر بضيق لتبتسم له : اسمع لن تستطيع ان تقنعني ان سبب ثورتك بالخارج هو معتز ، فانت لن تطرد ضيفك ابدا مهما حدث
تنفس بقوة لتساله مباشرة : ماذا فعلت مع نور ؟
زم شفتيه بقوة : اذن هذا السبب بالفعل ، اعطي لها بعضا من الوقت حتى تهدا وتتقبل اعتذارك
هز راسه موافقا لتكمل : دعني اخبرك ما اخبرني به معتز
ثم القرار بالأخير يعود لك
هز راسه ايجابا ليرى ما السر الذي معتز اخبر به والدته لتدافع عنه هكذا



*****************


انتفض غاضبا : هل تريديني ان أسامحه على انه شك بأخلاقي امي ، هل وصل تفكيره الحقير الي ان يشك باني اخونه مع زوجته ، والان المفترض علي ان استمع اليه واسامحه
نظرت اليه : لا حبيبي ، لا تسامحه ولا تغفر له اعذره
وتوقف عن اشعال العداوة بينكما اتركه يزور شقيقته
الي ان تهدئ وتزن الامور بعقلك ليس بقلبك
تركته وانصرفت ليزفر بضيق لا يريد ان يقابل معتز اطلاقا الان ، فالهموم تثقل كاهله بما فيه الكفاية

خرج من المكتب باتجاه الحديقة وهو يستنشق الهواء
و يفكر فيما سيفعله معها ، لا يستطيع ان يقف هكذا مكتوف الايدي يريد ان يظل الي جوارها
تنهد ليسمع صوته : ياسين
زفر بضيق ولف اليه وقال بحنق : نعم
__ اريدك ان تسامحني
قال بجمود : معتز من فضلك ابتعد عني حتى لا يحدث امر يزيد الامور سوءا بيننا ، شقيقتك عندك قابلها كما تريد وتعال لها في أي وقت تريده ولكن ارجوك ابتعد عني ، فانا لا اطيق رؤيتك الان
تركه وغادر الحديقة وهو يشعر بالضيق يجثم على صدره اكثر


**********************


__ صباح مشرق فنحن لم نرى هذه الابتسامة اطلاقا
طبعا من حقك ان تبتسمي فانت ستغادريننا اليوم
التفت الي الطبيبة وهي تبتسم لتاتي الطبيبة وتجلس امامها
__ كيف حالك اليوم ؟
بخير انا بخير الحمد لله ومستعده للخروج بإذن الله
اتسعت ابتسامة الطبيبة : الحمد لله من الواضح ان نفسيتك مختلفة الحمد لله عن البارحة
اكملت : هل لي ان اسالك عن سبب الضيق الذي انتابك البارحة ؟
نظرت نور الي النافذة وقالت بتلقائية : ياسين لم يأتي البارحة كعادته ، هذه ثالث مرة يخلف موعد قدومه فهو يمر كل يومين ليطمئن علي
اخفت الطبيبة ابتسامتها وعقدت حاجبيها : اعتقد انكي ترفضين مقابلته في كل مرة يأتي بها
تنهدت بألم : نعم ولكنه يأتي كل يوم ويقف تحت الشرفة وانا استطيع رؤيته ببساطة ، كل يوم املي عيني به واراه
سالت الطبيبة : واذا كنت تريدين رؤيته وتشتاقين اليه هكذا
لماذا ترفضين مقابلته
نظرت الي الطبيبة وصمتت لتقول الطبيبة بجديه
__ نور ، اريد ان اسالك عن شيء ولابد ان تجيبيني عليه
نظرت اليها لتسالها بجدية : هل كانت لليلتك الاولى سيئة؟
نظرت اليها باستفهام لتقول الطبيبة : هل كان اول لقاء لكي مع زوجك سيئا ؟
هزت راسها نافيه : لا ، بل ياسين كان رقيق جدا معي
__ اذن لماذا وانت منهارة كنت تطلبي منه الابتعاد عنك وتصرخي بانك لن تسامحيه ، صارحيني من فضلك
نظرت لها وقالت بارتباك : اخر لقاء لنا معا كان عنيفا بشكل مرعب
رددت الطبيبة : عنيفا ، هل اعتدى عليك ؟
هزت راسها بعنف : لا ، لا اطلاقا بل كان عنيفا فقط
لم يكن عنيفا في اول الامر ولكن بعد قليل اصبحت لمساته وقبلاته متطلبه واكثر قوة وعنفا
__ لهذا تخافين من رؤيته ، وترفضين مقابلته
__ اشتاق اليه جدا ولكني خائفة اني عندما اراه تسري الرجفة بعروقي كما كان يحدث بعد هذه المرة
تنهدت الطبيبة وسالتها : ولماذا كنت ترفضين مقابلة شقيقك ؟
__ كنت افكر ان اتجنب ان اؤلمه عندما يراني بهذا الضعف
وكنت اريد ان استرد بعضا من قوتي لأتكلم معه فيما كان يشغل تفكيري
__ وهل اخبرك بما تريدين معرفته؟
__ نعم وهذا ما كان يضايقني الفترة الماضية
__ هل تريدين الحديث في ما اخبرك به عمر ؟
__ انت تعلمين بما اخبرني به
__ اذن اكد لك ما رايتيه بالفعل
هزت راسها موافقتا وهي تتنهد بألم لتسال الطبيبة : ماذا ستفعلين مع زوجك ؟
__ لا اعلم ولكني سأنتظر قليلا الي ان اشعر باني قوية بما فيه الكفاية لمواجهته ففي بعض الامور لابد ان نتكلم بها والان لن استطيع الوقوف امامه
ناولتها بطاقه صغيرة : هذا رقم طبيب نفسي بالقاهرة اذا شعرت بانك تريدين التكلم مع احدهم
ومبروك على خروجك
ابتسمت نور : الله يبارك فيك
طل عمر من الباب وهو يبتسم باتساع : صباح الخير
ابتسمت نور : صباح الفل
نهضت الطبيبة وهي تبتسم لها : سأترككما ولا اريد ان اراك مرة اخرى
ابتسمت لها نور لتنظر الي عمر الذي صافح الطبيبة وشكرها على ما فعلته مع نور فهي بالنسبة اليه من اعادت له نور صغيرته
اقترب منها وهو يشعر بانه سيقفز من السعادة احتضنها برقه
__ اين علياء ؟
__ تنتظرك بالبيت فهي متوعكة قليلا
قالت بقلق : ماذا بها ؟
ابتسم بسعادة : لا شيء ،ولكني اعتقد انك ستصبحين عمة
شهقت بفرح : حقا عمر ، مبروك حبيبي
قال بتلقائية : عقبالك صغيرتي
توقفت عن الابتسامة ليعتذر عمر : اسف لم اقصد
قالت بتوتر : لماذا تعتذر ؟ ان شاء الله ستتحسن الامور بيننا
تنهد : اذا كنت لا تريدين العودة اليه ، لن يستطيع اجبارك نور
انا سأتصدى له
نظرت اليه : لا اريد التحدث عمر ، ممكن
هز راسه ايجابا ك هل انت جاهزة ؟
__ نعم ، سأبدل ملابسي فقط
تركته ودخلت الي دورة المياه ليصيح من الخارج
__ لا تخبري علياء باني ابلغتك بخبر حملها ، حتى لا تغضب مني ، فهي تريد ان تبلغك بنفسها
ضحكت : اصبحت تخاف عمر
ضحك بشده : نعم ، فهي اصبحت اكثر حساسية من ذي قبل وتغضب بسرعة ثم تبكي بدون سبب وانا لا اتحمل دموعها
تناهى اليه صوت ضحكتها تصدح من الداخل ، ليتنهد بارتياح ويبتسم وهو يحمد الله ان صغيرته عادت افضل من ذي قبل
جمدت الابتسامة على وجهه وهو يراه امامه لينتفض واقفا ويخرج اليه قبل ان يخطو هو داخل الغرفة



وصل الي المشفى على موعد خروجها الذي اكدته لها الطبيبة ، كاد ان يجن الفترة الماضية لا يعلم كيف تحمل ان تمر ثلاثة من الاشهر عليه دون ان يكون بجوارها ، يأتي متسللا في الليل كل يومين وينظر اليها وهي نائمة من خلف الزجاج ، ولكن ما صبره قليلا انها كانت ترفض مقابلة الاخرين ايضا ، عمر وزوجته وعمتها وحتى يوسف وزوجته فهما الوحيدين اللذان علما بالأمر
لا ينسى الشهر الاسود الذي مر وهي بالغيبوبة الاجبارية بفعل المهدئات تقوم منها لتصرخ بانهيار ثم تنام مرة اخرى وعندما استقرت حالتها ذهب الي الطبيبة الكريهة على نفسه ليقول لها
__ اريد ان ارى زوجتي ، ولا تمنعيني فانا اريد رؤيتها حقا
ابتسمت بمهنية : اجلس استاذ ياسين
رد بتعالي : انا مهندس
ضحكت واشارت اليه : تفضل يا باش مهندس
جلس امامها وهو يزفر بضيق لتبتسم : اعلم يا باش مهندس ان منعي الزيارة عن زوجتك كانت لمصالحتها فانهيارها العصبي كان قوي ثم انها كانت تصرخ باسمك وتقول انها لن تسامحك فالطبيعي ان امنعك من زيارتها فاذا لم تراك لأنها نائمة تستطيع ان تشعر بك وتشم رائحتك
الان هي بحالة الاكتئاب والصمت ولن تستطيع رؤيتها ايضا الا اذا بدأت بالحديث معي ، عندما تتحسن سأسمح لكما بزيارتها
نظر لها : هل يأتي شخص اخر ويسال عنها
ابتسمت وهي تشعر بغيرته : نعم اخاها
نظر لها وقال بابتسامة : هل تمنعيه هو الاخر من الزيارة ؟
ضحكت : من الواضح ان خبر كهذا سيفرحك
خجل من نفسه وجمد وجهه لتقول : نعم الزيارة ممنوعة عنها ، وعندما تتحسن سأسمح لكم بزيارتها
ثم اعتقد انك تراها كل يومين يا باش مهندس فانت تخالف الاوامر وتأتي ليلا وتقف تنظر اليها الي ان يشرق نور الصباح
نظر لها بقوة وانتفض واقفا وقال بتعالي : انا لا اخالف التعليمات ، انت منعت عنها الزيارة وانا التزمت بهذا الامر من اجلها هي ليس امتثالا لأوامرك ولكن من حقي ان ارى زوجتي
تركها وانصرف وهو يشعر بالغل يتفاقم بداخله اتجاه هذه الطبيبة المستبدة
وتحسنت نور بعد ذلك لترفض هي مقابلته صفعته بها الطبيبة وهي تعتذر بأسف حقيقي : اسفة يا باش مهندس ، انها لا تريد رؤيتك
اندفع الغضب بأوردته وصاح : كيف لا تريد مقابلتي ؟
اندفع من امامها ليسرع باتجاه غرفة نور لتقف الطبيبة بوجهه وتقول بقوة : من فضلك التزم الهدوء واستمع الي
نظر لها وهو يضيق عيناه لتردف بما شعرت انه سيهدئه
__ انها ترفض مقابله شقيقها ايضا
ظهرت الدهشة على ملامحه : لماذا ؟
__ لا اعلم الي الان ، فهي بالكاد تتحدث معي وانا لا اريد ان نجبرها على شيء ما فتعود الي الاكتئاب ثانية من فضلك اهدئ
تنهد بتعب لتكمل : ولكن من احاديثها البسيطة معي تبينت من تواجد مشكلة بينكما ثم بكت عندما اتيت بسيرتك
وهذت بانها تلومك على شيء حدث بينكما
اطرق راسه خجلا وهو يشعر بالذنب يغتاله : نعم تشاجرت معها قبل ان تأتي الي هنا
__ استمع الي ، نور الان تحاوط نفسها بشرنقة تشعر انها ستحميها من العالم المقيت الذي تراه ومن لا يقتحم هذه الشرنقة لن يدخل الي حياتها
نظر لها بعدم فهم وقال باستياء : لا افهم انت تمنعيني من رؤيتها ثم تخبريني اني لابد ان اقتحم شرنقتها والا ستطردني من حياتها
__ عندما اخبرت زوجتك انك تريد رؤيتها قالت انك طلبت منها ان تبتعد عنك ولذلك هي لا تريد رؤيتك
من وجهة نظرها هي تحقق لك رغبتك ولكن اذا تريد ان تستعيد وجودك بحياتها اثبت لها انك تريدها فعلا بحياتك
__ اذن ماذا افعل ؟
__ لابد ان ترى انك تريدها بحياتها حتى لو هي لا تريد رؤيتك ، بدلا من ان تأتي بالليل وهي نائمة تعال مبكرا قليلا وهي تستعد للنوم لتراك ، لترى انك تأتي لتراها حتى لو لم تسمح هي لك برؤيتها
وبالفعل سمع نصيحة الطبيبة وبدا يأتي ليراها وهي مستيقظة الي ان تذكر انه كان يقف تحت شرفة غرفتها بالفيلا وهما مخطوبين ليتأكد من سلامتها ، وفي هذا اليوم بعث لها بورقه مع الممرضة كتب بها لاقيني بالشرفة
العجيب انها استجابت له ليشير اليها من الاسفل
هذه المرة دخلت سريعا عندما راته بالأسفل ولكن الايام التالية كانت تقف تنظر اليه من وراء النافذة يرى خيالها الواقف ولا يراها وينتظرها الي ان تنام ويصعد ليراها من وراء الزجاج كما يفعل
اخبرته الطبيبة انها تستجيب للعلاج وانها اصبحت افضل من الوقت الماضي ومن اسبوع فقط سمحت بان تقابل عمر
لتقول له الطبيبة انها ستخرج اخر الاسبوع مع اخيها
عضب بشده من حبيبته العنيدة وتوقف عن المجيئ بقية الاسبوع ليقرر انه سياتي اليوم ليصحبها الي منزلهم ويتفاهمان فهو لن يستطيع ان ينتظر اكثر من ذلك
عند وصوله الي باب الغرفة وجد عمر بوجهه وهو ينظر اليه بتحدي
زفر الهواء من صدره وقال بهدوء : ابتعد عن طريقي عمر
انا اريد ان ارى نور واتكلم معها
قال بإصرار : لا ياسين لن ابتعد وارجوك لا تثير جلبه هنا بالمشفى ، انتظر الي ان اطمئن على شقيقتي وعندما تطلب هي ان تراك سأتصل بك ، ياسين صدقني انا لا اريد الا مصلحة نور
زفر بضيق وجز على اسنانه غضبا ليردد عمر : من فضلك ياسين انصرف ولا تفسد فرحتي بخروجها
قبض كفيه بشده وغادر المكان سريعا

خرجت من دورة المياه لتبحث عن عمر وجدته بالخارج لتخرج من الغرفة بهدوء : انا جاهزة عمر
زفر بارتياح لأنها خرجت بعد ان انصرف ياسين
__ هيا بنا حبيبتي
حمل الحقيبة الصغيرة وامسك بيدها وهو يقول : اتمنى ان تعجبك السيارة الجديدة
ابتسمت : اكيد
لا تعلم تشعر بالارتجاف يهز اوصالها تشعر بالجو يحمل رائحته ، تشعر به موجود بالمكان متواجد بقربها
وصلت الي سيارة شقيقها لتشعر به حولها التفت نص التفاته
لتراه واقف بجوار سيارته مستندا بكوعه على سقف السيارة
وينظر اليها
شعرت بان نظراته تخترقها لتصل الي قلبها الذي انتفض بشده من نظرات المقلتين الرمادتين وعلى الرغم من انه بعيد عنها شعرت انه راها وهي تنظر اليه
ارتبكت لترتجف وتدخل الي سيارة عمر سريعا







لا تحرموني من تفاعلكم
ولا تبخلوا عليا من ردودكم وتعليقاتكم
ان شاء الله موعدنا السبت القادم
القاكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية