لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-11, 01:23 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل التاسع والعشرون



ارتدى ملابسه سريعا ونزل ليقود سيارته بسرعه جنونية لم يعتدها وهو يدعو ان يكون الخبر خاطئ
قابله احد العاملين بالموقع وهو يجهش بالبكاء ليساله
__ ماذا حدث ؟
بكى العامل بقوة : البقاء لله الباش مهندس مات

هوى جالسا على اقرب كرسي وهو يشعر بضيق ثقيل وحزن جاثم على صدره ، لا يفكر بشيء غير نور
كيف ستتقبل الخبر وكيف سيبلغها ، عقله الي الان لا يصدق ان عمر مات ، هذا الصديق الرائع والاخ المتفاني
سيذهب ويترك اخته الوحيدة خلفه ، تخيل واقع الصدمة عليها وانها ستتحول الي مخلوقه اخرى غير نور حبيبته فارتباطها بأخيها مختلف عن باقي الناس
فعمر لها الاخ والاب والسند والعزوة هو من تبقى لها من عائلتها اغمض عينيه بألم لحالها وهو يشعر بالغصة تسيطر عليه فبرغم معرفته القصيرة بعمر الا انه كن له حبا وتقديرا واحتراما كبيرا ، هو الاخر لا يتخيل ان سياتي يوم لا يرى به عمر وابتسامته الحنون مزينة وجهه
في ظل المه انتبه ليد توضع على كتفه : لماذا اتيت ؟
انتفض من الصوت لينظر اليه بدهشة وعندما تأكد ان عمر الذي امامه قفز واقفا ليحتضنه بحب اخوي وسعادة شديدة
وهو يقول : حمدا لله على سلامتك
ابعده عن جسده ليساله : انت بخير ، لم يحدث لك شئ ؟
دهش عمر من ردة فعله ليبتسم : الحمد لله ، لماذا اتيت ؟
انا هنا بدلا منك ، اذهب الي عروسك ولا تقلق
تنهد براحة : اقلق ، لقد مت قلقا عليك ، ماذا حدث ؟
وهذا العامل يتكلم عن مهندس توفاه الله، من هو؟
تغضن وجه عمر بحزن شديد : انه المهندس كريم ، شاب بمقتبل حياته ، عمل معي منذ شهرين وتوفى اليوم
شد ياسين على كتفه : البقاء لله ، ماذا حدث عمر ؟
__ لا اعلم ، ولكن حصل انهيار للدور الارضي جعل البناية تهوى بشكل مرعب
عقد ياسين حاجبيه : الدور الارضي ولكن المفروض انك ستكمل الدور الاخير وتنهي التشطيب
__ لا اعلم ياسين ، ولكن ما حدث كارثة حقيقة
__ كم عدد المصابين ؟
__ الحمد لله ليس كثيرا ، ثلاثة من العمال واصابتهم طفيفة
الوحيد الذي توفى هو كريم
__ اذا كان انهيار البناية من الاسفل ، فالخطأ من تنفيذ شركتي انا ، سأحقق بالموضوع ، واعلم من المتسبب به ،وحينها لن ارحمه
__ لا تشغل راسك ، اذهب وانا سأتكفل بالأمر
__ ولكن السيد عبد العزيز اخبرني انك كنت بالداخل
ابتسم : نعم كنت بالداخل ، ولكني خرجت لأكلم علياء
مكالمتها انقذتني ،
خبط جبهته بيده : نسيتها ، لابد انها ستجن من قلقها علي سأذهب لأكلمها واطمئنها
__ انا الاخر سأذهب الي نور ، فانا خرجت بدون ان ابلغها
الي اين سأذهب كنت خائف عليك ولم ارد ابلاغها الا ان أتأكد انك بخير
__ ابلغها سلامي ، ولا تقلق فانا هنا مكانك بالضبط
اشار له ياسين بيده مودعا وانصرف وهو يشعر براحة انه بخير ولكنه قلق عليه ، من الواضح ان عمه لن يتركه سليما
**********************


خرجت من دورة المياه لتجد الغرفة فارغة
تعجبت من عدم وجوده وفكرت انه نزل الي الاسفل او مر على غرفة والدته
ارتدت ملابسها وهي تشعر بالتعجب منه ومن تصرفه فهي لا تفهم لماذا تركها ونزل بمفرده
نزلت الي الاسفل لتجد الصالة الواسعة فارغة هزت كفتيها بتعجب التفت لتجد احمد بوجهها مبتسما بسعادة
__ مرحبا بك نور
ابتسمت بدورها وهزت راسها محيه اياه : مرحبا استاذ احمد
ضحك بقوة : لا لم اناديك بالأستاذة نور لتناديني بالأستاذ احمد ، من فضلك ارفعي الالقاب فانت زوجة اخي الا لو تردين وضع للحدود بيننا
ابتسمت : حاضر ، اين الاولاد ؟
تنهد بتعب : ذهبوا الي النادي ،ارسلتهم مع السائق لأتخلص منهم فهم اصبحوا مزعجين للغاية
__ ربنا يحميهم ويحفظهم
ردد بصدق : امين ان شاء الله
اشار لها الي الحديقة : تعالي نجلس قليلا بالحديقة فالجو رائع اليوم
شعرت بالحرج من رفض دعوته فأسلوبه الرقيق المهذب اجبرها لتوافق ،تعجبت كيف يتحمل برودة زوجته وهو الحيوية تشع منه
تقدمت بداخل الحديقة لتساله : الم ترى ياسين ؟
__ خرج منذ قليل ، وكان مسرعا
عقدت حاجبيها وهي تفكر خرج بمفرده واليوم سفرهم
من الممكن ان يكون ذهب الي الشركة
جلست معه لتنضم اليهم بعد قليل انجي ورحب بها احمد بحفاوة سالتها : كيف حال يوسف الان ؟
__ انه بخير الحمد لله ولكن المسكنات تجعله ينام اوقات طويلة
تجاذبوا اطراف الحديث لتعالوا ضحكاتهم بسبب مرح احمد الزائد واسلوبه المبهج في الحديث مع اسلوب انجي المرح
تفاجئوا بوجودها بينهم لتنظر اليهم وهي تجز على اسنانها غضبا : ارى انكما تستمتعان برفقة زوجي المرح دائما
نظر اليها ليبتسم : اهلا عزيزتي ، تفضلي اجلسي معنا
توتر الجو بسبب نظرتها الباردة وغضبها الواضح لتقول انجي بمرح : سأذهب لأرى يوسف ، اكيد استيقظ
نظرت اليها بكره واضح : الان تذكرتي زوجك
ردت نور : خديني معك ، بعد اذنكم
انصرفتا من امامها لتهمس انجي : انها مجنونة
ابتسمت نور باتساع : بل غيورة
نظرت لها انجي بتعجب : غيورة ، هل تشعر اصلا لتغير انها باردة المشاعر
__بالعكس ، انها تخفي مشاعرها ، انا متأكدة انها تحب احمد جدا ، ولكن يوجد شيء غير طبيعي بينهم ، ولكنها شعرت بالغيرة من جلوسنا معه لذلك اتت لتكدر الجلسة علينا وتجعلنا نبتعد عن زوجها
ابتعدت نور عنها متجه ناحية المطبخ
ضحكت انجي : الي اين تذهبين ؟ السلم من هنا
__ سأذهب الي المطبخ ، اريد ان اصنع شيء لياسين
__ أمسموح لنا بتذوقه ؟ ام انه خاص بياسين باشا
ضحكت برقة : انه خاص بياسين باشا ، ولكني سأجعلك تتذوقين منه
*********************
واقفة تنظر له بغضب ليبتسم هو باستفزاز
__ اجلسي ، لم يتبق غيرك اليس هذا ما تريدينه ؟
نظرت له بغضب وقالت من بين اسنانها : لا اريد شيئا ولا يهمني مع من تجلس ولا مع من تتكلم
اتسعت ابتسامته وهو يقول بنبرة واثقة : نعم انا اعلم ذلك جيدا ، فلطالما أسمعتني اياه ، ولكني اعلم جيدا انك كاذبة
ارتبكت وتغيرت ملامحها للتساؤل : ماذا تقصد ؟
وقف ليقترب منها وهمس بأذنها : اعلم جيدا انك تحبيني اليس كذلك ندي ؟
احمر وجهها وحاولت السيطرة على خفقات قلبها المتمردة __ انت زوجي ، طبيعي ان احبك
نظر لها واجبرها على النظر اليه : بل تحبينني من قبل ان نتزوج ، وانا اعلم ذلك جيدا ، لا تنكري
بلعت ريقها بصعوبة ليكمل هو بصوت عاشق : أتظنين اني صبرت كل هذا الوقت وانا غير متأكد انك تحبيني
صبرت على معاملتك الباردة معي وعلى لا مبالاتك
وانا غير متأكد من حبك لي ، كانت تصبرني نظراتك الغيورة ومراقبتك لتصرفاتي وتأملك لي وانا جالس
اعلم حبيبتي انك تهيمين بي حبا من صغرنا ، كما اعشقك يا شمسي المشرقة
ازاحت عينيها وخفضت راسها واجبرت نفسها على ان تقول __ انت توهم نفسك بأشياء غير حقيقية تتخيل اشياء غير واقعية
جز على اسنانه غضبا ليمسكها من ذقنها بقوة ويجبرها على النظر الي عيناه : انظري الي و اخبريني انك لا تحبيني
نظرت له بقوة وقالت بنبرة غاضبة : اتركني
شع من عيناه التصميم وضغط على ذقنها : اخبريني تحبيني ام لا ؟
شعرت بألم في فكها والغل يتزايد في نفسها لتنظر الي عينيه وتقول ببرود : لا احبك
سقطت يده بألم وقال بهدوء وهو يتمزق داخليا : لا استطيع ان استمر في هذه الزيجة بعد الان ، ورقة طلاقك ستصلك في اقرب وقت
انصرف من امامها لتتسع عينيها رعبا وهوت جالسه على اقرب كرسي لها


**************************


دخل الي حديقة القصر وهو يشعر بان الثقل الذي كان يحمله تبخر ولكن القلق يحاوط عقله يفكر كثيرا بالحادثة ويشعر انها غير طبيعية ، اكيد مدبرة ولكنها هذه المرة تقصده هو او يوسف
فالمشروع يخص شركته ، هل من المعقول الحادث مدبر لعمر وعمه من وراء حدوثه ، يشعر بقلق فعلي على كل من حوله ، زفر بتعب ليبتسم وهو يتذكر ليلة البارحة ليشعر بان التعب والقلق انزاح عن كاهله وان السعادة تتوغل بجسده وتحمله ليطير اليها
اسرع خطاه ليتناهى الي مسامعه صوت بكاء مكتوم
تعجب وعقد حاجبيه ليتبع الصوت بهدوء ليجد نادين جالسة بأحد كراسي الحديقة وتبكي
راعه مظهرها اليائس وانخلع قلبه من صوت بكائها ووجهها الحزين ليتقدم منها مسرعا : نادين ، ما بك ؟ لماذا تبكين ؟
رفعت راسها اليه ونظرت بعينين حزينتين اليه وقالت بصوت مخنوق : احمد سيطلقني
صاح بحده : نعم
مسكها من معصمها بقوة ليوقفها امامه : ماذا تقولي ؟
هل جننت ، ماذا حدث ؟ هل تطاولت عليه ولذلك سيطلقك
تشاجرتما ، اخبريني ، ماذا حدث ؟
بكت بنحيب حاد لترتمي على صدره وتبكي زفر بضيق وغضب مكتوم ليربت على راسها : تعالي الي الداخل وقصي لي ما حدث
دخل بها الي القصر واجلسها على اقرب اريكه له واحاطها بذراعه وحنان بالغ ،وجد يوسف نازل امامه ليساله
بدهشه : ماذا تفعل ايها المجنون ؟ الطبيب حذرك من الحركة
__ مللت ياسين من الجلوس بالغرفة ، وانا استعمل العصا واحمل على رجلي الثانية
نظر الي نادين بتفحص وقال بحزم : لماذا تبكين ، هل حدث شيء ؟
ارتعش جسدها وزاد نحيبها ليقول ياسين بغضب : تقول ان احمد سيطلقها
اتسعت عيناها من صدمة الخبر ليهرول الي اخته متناسيا
اصابة رجله امسكها من ذراعها وقال بقوة : انظري الي
نظرت اليه : هل هذا صحيح ام مزحة ؟
قال ياسين بضيق : يوسف ، هذه الامور لا مزاح بها
قال بنبرة جليدية وهو ينظر لها : سأقتله ان اردت ندى
ليكمل صائحا :هل وصلت ان يطلقك ونحن الاثنان موجودان دون ان يعلمنا بالأمر او يخبرنا ، لماذا هل اخذك من الشارع
قال ياسين : اهدئ قليلا يوسف
صاح بغضب وصوت قوي : لا لن اهدئ ، ولن اراعي انه ابن عمي ، فهو لم يراعي أي شيء ،لم يراعي اولاده، لم يراعي هذا البيت الذي اكتنفه ، ولا امي التي ربته كواحد منا ، لم يراعي اخوتي له ولا صداقتك له ، لم يراعي شيء ياسين ، وانا الاخر لن اراعي شيء
قال ياسين بصرامة : اصبر لنفهم ماذا حدث ؟ احمد ليس متهورا ليفعل شيء كهذا دون اسباب
قال يوسف بغضب : يا سلام ، حتى ان وجدت الاسباب
نحن الاثنان موجودان ، واذا اخطأت نادين بحقه يتكلم معنا ويرد الينا الامر ، لا يطلقها هكذا
هز ياسين راسه بمرارة فأخاه محقا واحمد تجاوز كل الخطوط بفعلته هذه التي لن يسامحه عليها
ربت على راسها الموضوعة على كتفه : اخبريني ، ماذا حدث ندى ؟
ردت بنبرة متألمة : انا مخطئة ، مخطئة
اجهشت بالبكاء ليسحبها يوسف الي حضنه ويضمها الي صدره بيده السليمة : حتى حبيبتي لو اخطأت ، ليس من حقه ان يفعل امرا كهذا
مسح دموعها بيده : لا تبكي ، هذا الاحمق لا يستحق دموعك
ولكن تماسكي ، حتى لا يشعرون اولادك بشيء
هزت راسها ايجابا ليكمل ياسين : ندى لا تخبري احدا حتى نفهم ما يحدث من حولنا
نظر له يوسف غاضبا ليرمقه ياسين بنظره قوية جعلت الاخر يشيح بوجهه عنه سألها بهدوء : اذا لم يطلقك ، هل ستستمرين معه ؟
صمتت قليلا : نعم ياسين ، ولكن
قاطعها بحزم : اذا تريدين العودة اليه لا يوجد لكن تذكري اولادكم ندى ، انهم يستحقون تضحيتك
هزت راسها لتنصرف من بينهم
لينظر له يوسف بقوة : هل ستجبرها على الاستمرار معه ياسين ؟
ابتسم بوجه اخيه ليقول بفخر : كل يوم اكتشف بك صفه جديدة يوسف ، وسبحان الله كلها صفات جيدة ، اصبحت رجلا كبيرا مسئولا ويعتمد عليك حقا
نظر له بغضب : لا تغير الموضوع ياسين ، اجبني من فضلك
اتسعت ابتسامته : لا تتهور يوسف فهذا احد عيوبك ، ولكنه ليس عيب ، بل هو اندفاع الشباب ، ولا الومك عليه ، كلنا مررنا به
جز على اسنانه غضبا ليقول ياسين بهدوء : لا يوسف ، بل هو لن يطلقها ، انا متأكد من ذلك احمد يعشقها ، ولكن انا متعجب مما قالته، واريد ان اعرف الاسباب لتكتمل لدي الرؤية ليس الا
اكمل بهدوء : وحتى لو ندى مخطئة كما قالت سأعلمه يفكر مائة مرة قبل ان يقول لها شيء كهذا او ان يفكر مجرد التفكير به ، ومائة مرة اخرى حتى يراعي كل ما عددته انت سابقا ، ولكن بهدوء وروية
فلا تنسى ان ابناؤه هنا بالقصر ، ولا اريد أي شيء يؤثر عليهم
ابتسم يوسف بإعجاب ، كان يظن انه سيترك حق نادين ولكن من الواضح ان احمد وضع نفسه بمأزق لن يستطيع الخروج منه
سال : اذن ستأخذ حق نادين منه ؟
__طبعا ، ولكن سأخذ حقه ايضا ، فمن المؤكد ان اختك المصون ساعدته ليصل الي هذه النقطة ، كل ما اريده الان ان اعرف ماذا حدث بينهما
ادار بصره الي ما وراء اخاه لتتسع ابتسامته فهي قادمه نحوهم سال يوسف بتعجب : ما الذي يجعلك تبتسم هكذا ؟
لم يعيره انتباهه فعيناه متعلقتان بجنيته الحبيبة ليلتفت يوسف وينظر وراءه ليضحك بقوة ، انتبه ياسين على ضحكته لينظر له نظرة قوية ،ابتلع يوسف ضحكته : سأنصرف قبل ان تضربني او تطردني او تقذف بي من الشرفة
قال مازحا : نحن بالدور السفلي، لن يحدث لك شيء ، ثم انك مكسر من الاساس ، لا تحتمل اكثر من ذلك
قهقه يوسف ضاحكا لتقول برقة : اسعد الله ايامك يا جو ، اضحكني معك
قال بمزاح : زوجك السبب ، اجعليه يخبرك بما كان يقوله لي ، سأذهب الي زوجتي الحبيبة قبل ان يقتلني بعيونه
ابتسمت : ابلغها اني انتظرها لتتذوق حلي الباشا
التفت اليها وقال بحيرة : ماذا؟
__ هي ستفهم ، ابلغها فقط ، واني سأنتظرها بالأعلى ، حتى لا تتعب انت من النزول الي هنا
هز كتفيه بعدم فهم : حاضر كما تريدين
انصرف يوسف من امامها لتشعر بيده القوية تجذبها من خصرها وتجلسها بحضنه قبلها بعمق على رقبتها
__ اشتقت اليك
مطت شفتيها غاضبة ليسال هامسا : جنيتي الحبيبة غاضبة
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليبتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلبها يرفرف عشقا له وهو يردف : انت غاضبة بالفعل
قالت بدلال اسر : نعم ، لماذا تخرج دون ان تخبرني الي اين انت ذاهب ، ثم لا ترد على هاتفك ، قلقت عليك ياسين
اتسعت ابتسامته : المعذرة حبيبتي ، ولكن يوجد خبر سيء هو ما جعلني اخرج سريعا ، ولم ارد ان تقلقي بسببه
سالت باستفهام : ماذا حدث ؟
__ لا شيء ، امور تخص العمل ، لا تشغلي راسك
اخبريني ، ما حلي الباشا هذا ؟
ضحكت برقة طبيعية : انه سر بيني وبين انجي ،ستعرفه بعد قليل
__ سر ، تخفي عني نور ، سأغضب منك ، هيا اخبريني
قالت وهي تمرر ظهر اصابعها الرقيقة على ذقنه : هل تستطيع ان تغضب مني ؟
نظر لها بهيام : لا ، ولكن اريد ان اعرف
__ الليلة ستعرف
بوز بضيق : اريد ان اعلم قبل البقيه ، ان لم تخبريني سأغضب بحق
قبلة وجنته برقه : وانا سأرضيك
قبل ان يحكم ذراعيه عليها قفزت واقفه لتسرع خطواتها وتصعد الي الاعلى
اتبعها بعينيه ليتنهد بحب كبير هم بان يتبعها ليجده يدلف من باب القصر ،تقدم احمد نحوه وهو يبتسم
ليرمقه ياسين بنظره غاضبة قوية ، تعجب احمد منها
ليساله : ما بك يا عريسنا ؟ هل انت متضايق من شيء ؟
رد بنبرة هادئة قوية : هل اغضبت نادين ؟ لقد وجدتها تبكي
عقد احمد حاجبية : تعال ياسين ، اريد ان اتكلم معك
تقدم معه الي غرفة المكتب ليدخلا سويا
جلس على مكتب والده ليقص عليه احمد ما حدث بهدوء
وختم كلامه : كنت اهددها فقط ياسين ، انا لا استطيع ان ابتعد عنها ، انت تعلم جيدا اني اعشقها ولكنها قهرتني بردها البارد الكاذب ، اعلم جيدا انها تحبني ولكني لا اعلم لماذا تنكر ذلك ، كانه اجرمت يوم ان احبها قلبي
تنفس ياسين ليتخذ قراره : حنان اخبرتها انك تحبها وتريد الزواج منها
ارتسمت ملامح الصدمة على وجه احمد : نعم ، لا افهم
اعد من فضلك ثانية
__ امي سمعتها وهي تخبرها انك تحبها وتريد ان تتزوجها
وانك لن تلتفت اليها ابدا ، ومن الافضل لها ان تنساك او تظل تحلم بك لأنك لن تحبها ابدا
قال احمد غاضبا : ولماذا صدقت ما قالته هذه
ضغط شفتيه بشده حتى لا يتفوه بشيء غير لائق
ليرد ياسين : لا اعلم هذه هي الحلقة المفقودة ولكن عندما ابلغتني امي انها ترفض الزواج منك ، ربطت بين الحدثين
ولذلك ضغطت عليها لقبول الزواج ، فانا اعلم انها تحبك
منذ صغرها
اقترب منه ليربت على كتفه : تعامل مع الامر بحكمة احمد
فهي منهارة من البكاء ، ولأول مرة بحياتي اراها تبكي بهذه الطريقة ، اليس هذا دليلا على حبها لك؟
وقف احمد وهز راسه موافقا ليكمل ياسين : ولا تصطدم بيوسف حتى اتكلم معه فهو غاضب منك جدا
__ ان شاء الله
صعدا سويا الي الاعلى ليقابلا يوسف متجه ناحية غرفة المعيشة بمساعدة زوجته ليقف منتصبا وينظر له بغضب
__ ماذا تفعل هنا ؟
نظر له احمد مبتسما ليتكلم ياسين سريعا : اذهب احمد لتفعل ما تريد ،انصرف احمد بسرعه ليتجه هو لآخاه ومسكه من ذراعه :انت تعال معي لنرى ما هو حلي الباشا هذا
ضحكت انجي : الا تعلم ما هو ؟
ابتسم وهو يساعد اخاه على الجلوس : لا نور تقول انه سر بينك وبينها
ضحكت مرة اخرى لتدخل نور الي الغرفة وهي مبتسمة لالتقاطها جزء من الحديث : انجي من فضلك اصمتي قليلا
ولا تخبريهم
نظرا الي بعضهما بحيرة ليهمس يوسف : ماذا يحدث ؟
رد الاخر هامسا : لا اعلم شيء ، من الواضح انهما تتامران علينا
ضحك يوسف لينظر الي نور : ماذا ننتظر ؟
__ ننتظر باقي الاسرة الكريمة
قالت جملتها وهي مبتسمة ليزداد ياسين تعجبا من امرها
يشعر انها تخفي شيئا عنه ، نظر اليها لتتصل عيناهما ويشعر انهما بالغرفة لوحدهما حاول ان يبث لها ما يعتمل بصدره لتبتسم له فسعادتها لا توصف اليوم اخيرا بدأت تفهم ما يبثه اليها بعينيه بدأت طلاسم لغة عيناه تنكشف وتستوعب ما يقوله لها
قطع نظراتهما دخول اولاد نادين العاصف للغرفة واتبعهم نهى وزوجها وابنتهم ليكتمل الجمع بوصول نوارة هانم
ابتسم بهدوء ووقف ليرحب بأخته وزوجها
قالت نور لنهى : ابلغي نادين اننا ننتظرها
هزت نهى راسها بالإيجاب لتذهب الي جناح اختها

************************
وصل الي الفيلا بعد العصر ، دخل وبحث عنها بعينيه
سريعا فلم يجدها ليتجه الي الدور العلوي وجدها مرتدية ملابسها : السلام عليكم
__ وعليكم السلام
__ الي اين انت ذاهبة ؟ ارى انك مرتدية ملابسك
__ نعم ولكني انتظرك الي ان تأتي ، بسنت ابلغتني ان علي مريض منذ يومان ، فارتديت ملابسي لأذهب اليه وكنت انتظر وصولك
__ سأبدل ملابسي واذهب معك
__ لا استرح انت وتعال لتأخذني ليلا ن انه ببيتنا
__ لماذا ليس ببيته ؟
__ لا اعلم
__ حسنا انتظري
__ عمر استمع الي انت متعب استرح قليلا ، وتعال الي ليلا وانا سأستقل تاكسي
نظر اليها بقوة :علياء انتهينا ، سأوصلك ، انتظري قليلا
وصلا الي بيتها ليصعدا الي الاعلى ليجدوهم جميعا موجودين دخلت بسرعة سالت عن اخيها: بسنت اين علي؟
__ بغرفته ، انه مريض للغاية ، تفضل عمر ، ادخل
دلفت الي الداخل بسرعة ليتبعها عمر بهدوء
تقدمت منه لتحتضنه : ما بك حبيبي ؟ بماذا تشعر ؟
نظر لها بألم : لا شيء ، اصبت بالبرد ، لا تقلقي
رتب على راسها ليشعر بضيق في تنفسه والم بقلبه سببه رؤية صديقه الوحيد اقترب عمر مبتسما : كيف حالك يا صديقي ؟ الف سلامة عليك
اغتصب ابتسامته : الله يسلمك ، انه دور برد عادي ،ولكن علياء مشاعرها رقيقة
شعر بتوتر يشوب علاقته بصديقه ليقول لعلياء
__ أخاك بخير والحمد لله اصنعي لي كوب من الشاي بدل الغداء الذي لم اتناوله
نظر لها علي : هل اتيت به قبل ان يتناول غداؤه
همت لترد ليقول هو : اذهبي علياء ، واصنعي لنا كوبين من الشاي
انصرفت وهي تشعر ان عمر يريد الاختلاء بأخيها
خرجت واغلقت الباب خلفها ليستدير هو وينظر الي علي
__ ماذا بك صديقي ؟ ولماذا انت هنا ليس ببيتك ؟
تنهد بقهر وهو يفكر كيف سأخبرك عن وجعي هذه المرة وانت السبب به ، لا تكذب على نفسك علي هو لم يخنك ابدا بل هي من خانتك فكرت به وهي زوجتك وهو لم يرفع عينه لها ابدا حتى من قبل ان تخبره بحبك لها
ولكني لا استطيع اخباره ايضا
ابتسم بألم : لا شيء ، تشاجرت مع
لم يستطع نطق اسمها لتدمع عيناه ويشيح بوجهه بعيدا عنه
اتسعت عينا عمر صدمته من مظهر صديقه والمه الذي تجسد بوجهه قفز ليجلس بجانبه : ماذا حدث علي ؟ اخبرني بالله عليك ، مظهرك لا يبشر بالخير
تكلم بقهر وحزن : طلقتها عمر
هتف : لماذا ؟ ماذا حدث ؟ المشاكل تحدث دائما علي
وانت عاقل ورزين طوال عمرك ، وتستطيع تخطي الازمات بينكما
__ الا هذه الازمة عمر ، انها فوق طاقتي
__ اهدئ الان ، وكل شيء سيحل ، واذا تريد تأديبها على ما فعلته ، لا باس اهجرها ، انفصل عنها لا تطلقها ، تذكر ابنتك علي ، فهي من ستظلم بينكما
ادار وجهه بعيدا عنه وهو يتذكر ما سمعه منها فهي اتصلت به مرارا وتكرار ولم يرد عليها باليوميين الماضيين الي ان ارسلت له ان يكلم جنى اتصلت ثانية ليرد على ابنته وبعد ان اطمئن عليها تكلمت معه وترجته واستحلفته بالله ان يسمعها حلفت أغلظ الايمان انها لم تخنه وانها تكره عمر اصلا بل لم تحب احدا غيره ولكنها كانت تبحث عن كرامتها بسبب امنية امه لزواجه من نور اغلق بوجهها الهاتف فهو يعلم جيدا طريقة تفكيرها وان غرورها هو من اهانه عمر بعدم الالتفات اليها ، ولكنه يعلم ايضا انها لم تقترب من عمر قبل زواجهم او بعده فهي بالكاد كانت تصافحه عندما تراه ، فعمر نفسه شعر انها لا تطيق وجوده عندما يزورهم بالبيت ففضل عدم زيارته بمنزله وكانا يتقابلان بالمقاهي وببيت عائلته ، ولكن ما يمزقه فعلا انها لم تكن كما تخيلها ، اكتشف بعد سنوات من معاشرته لها انها انسانة اخرى مختلفة عن حبيبته ، غارت من نور ومن امنية امه ان يتزوج بها ، لتحاول ان توقع بين نور وعلياء ، حاولت مرارا ان تمتلكه وتبعده عن عائلته ولم يستجيب لها ابدا كان يلاحظ كل هذا ولا يفكر به بل كان يبرره بحبها الجنوني له
ليكتشف اخيرا ان عقلها مشغول بعمر وبكيفية رد كرامتها المبعثرة لان عمر لم يلتفت الي حسنها وجمالها الفتان
زفر بضيق ليرتب عمر على رجله : الن تخبرني يا صديقي
بما يعتمل بصدرك ؟ اشعر بانك مهموم وحزين
فضفض لي قليلا حتى تسترح
قال بألم : ليس الان عمر ، جرحي لم يبرأ بعد والبوح الان كالكي سيزيد ألآمي
تألم لمشاعر صديقه الحزينة ليكمل علي : اشعر بالتعب عمر
بل اشعر بالسقم ، ولا اعلم ما الدوى
تنهد عمر : كلما كان الالم اقوى ، كلما شفيت اسرع علي
ستنهض واقفا كالجبال ثانية علي ، صدقني
__ لم اخبر احدا بطلاقي لأية
نطق اسمها بصعوبة شديدة لينفطر قلب عمر عليه
ليكمل : ساردها ثانية ،من اجل ابنتي كما قلت
__ جيد علي ، ابنتك اغلى من أي شيء اخر ، تذكر ذلك دائما

*********************
انصرف سريعا من امام يوسف حتى لا تحدث مشكلة بينهما هو بغنى غنها ، هو كان يهددها فقط لم يفكر قط ان كلمته ستترك اثر بنفسها وتجعلها تبكي وتخبر اخويها بما قاله لها
دخل الي الجناح وهو يقرر انه سيتعامل مع الامر بحكمة ولكنها تستحق التأديب قليلا فبرودها وهي تخبره انها لا تحبه جعله يشعر بغيظ فعلي منها ومن كذبها ، فهو متأكد من حبها له
فتح غرفة النوم ليجدها جالسة بوسط الفراش وتبكي
نظرت اليه لتقول بغضب : لماذا اتيت ؟
نظر لها غاضبا وهو يفكر انها لن تتغير ابدا اتجه ناحية دولاب الملابس واتى بإحدى حقائب سفرهم وفتح الدولاب
ليخرج منه ملابسه ، قفزت من الفراش لتتجه خلفه
مسكته من ذراعه: اجبني ، لماذا اتيت ؟
نظر لها : سأخذ ملابسي وانصرف
هطلت الدموع من عينيها :اذن انت مصر على ما قلته لي من قبل
__انت ايضا مصرة على ما قلتيه لي من قبل
نظرت اليه بحيرة ليسال بهدوء: لم تحبيني قط نادين ، اليس كذلك؟
انفجرت بوجه تصيح : بل احببتك طوال عمري ولكنك فضلت علي امراه اخرى كانت تختار بينكم انتم الثلاثة كما تختار بين احذيتها
انتفض من تشبيهها السيئ ليمسكها من ذراعها ويقول بقوة
__ اخفضي صوتك وتكلمي بأدب
ازاحت يديه بقوة من عليها : لن اخفض صوتي وسأتكلم كما يحلو لي ، ولعلمك لم تحبك قط ولم تكن مفضل لديها ، لم تكن تراك من الاصل لأنك كنت اقل من مستوى احلامها
ضغط يديه بقوة حتى لا يفعل ما يجعله يندم بعد ذلك
ليتركها ويتجه الي ملابسه مرة اخرى لتصيح ساخرة وتشيح بيدها : اذهب ، لن اتمسك بك بعد الان ، فانت لا تستحق حبي لك
توقف ليتنفس ويسيطر على اعصابه
ليتجه اليها بحركة سريعة ويمسكها بقوة من ذراعيها
__ بل لم التفت اليها ابدا نادين ، انت من ملئت عقلي وقلبي من صغري ، ولم تكن تعني لي شيء ابدا
انت من احببتها وسأظل احبك طوال عمري
قالت بصوت مهزوز : كاذب
زفر بضيق : لماذا تصدقينها الي الان ؟ لماذا لا تصدقي ما اقوله انا لك
__ انا لا اصدقها اصدق ما شاهدته بعيني
نظر لها بحيرة لتكمل : انا رايتك احمد وانت تتقرب منها كل يوم ، واوقات اجدكما تتهامسان ، وما جعلني أتأكد مما قالته لي اني وجدتك ذات يوم تحتضنها بين ذراعيك
فكر قليلا ليتذكر ما تتكلم عنه: لا ندى كل هذه ليست دلائل على ما تقوليه
انا كنت اتعامل معها بطبيعية كنت اشفق عليها بسبب ظروفها واليوم الذي تتذكرينه و اتخذته دليلا على حبي لها
يوم رسوبها بسنتكما الأخيرة وكنت اخفف عنها لا اكثر
رفع ذقنها لينظر الي عينيها : الم تستطيعي التفرقة بين احتضاني لها ، والشوق والحب الذي احتضنك بهما ؟
احبك ندى ، الا تستطيعي الشعور بي ولو قليلا
انهمرت دموعها ثانية ليحتضنها برفق : ارجوك ندى توقفي عن البكاء ، احبك ندى ، بل اعشقك وما يوجد براسك هذا
اوهام لا اساس لها
لفت يديها حول خصره ليبتسم بسعادة وتغمره الراحة التي ينتظرها من بدء زواجهم : الن تسمعيني ما انتظره من اول زواجنا ندى ؟
دفنت راسها بقوة اكبر بحنايا صدره ليبتسم بسعادة اكبر
دق الباب لتبتعد عنه امسكها من ذراعيها لينظر الي عينيها ويقول بحنان : انتظري سأفتح انا
اتجه ناحية الباب ليفتحه ويجد نهى امامه ابتسمت
ليرد عليها : مرحبا نهى ، تفضلي
__ لا نحن ننتظركم بغرفة المعيشة لا تتأخرا فجميعنا مجتمعون اليوم
نظر لها : حالا ، سناتي حالا
عاد اليها لتنظر اليه من خلال المرآه : انها نهى تقول انهم ينتظروننا اقترب ليضع يديه على اكتافها ويقبل راسها بعمق
لتبتسم له لتقول بتردد : لماذا كانت تكذب علي اذن ؟
تنهد بحيرة : لا اعلم ندى : فهي كانت غير طبيعية ولذلك ياسين كان يتعامل معها بحنان فائق ، ولكني لا اعلم لماذا كانت تفعل هذه الاشياء
سألها بألم : الي الان لا تصدقيني ندى
ردت سريعا : لا ابدا ، اصدقك ولكن عقلي لم يتوقف عن التفكير بها
اوقفها من ذراعيها ليضمها الي صدره ويضع ذقنه على راسها وينظر اليها بالمرآه : انسي ندى ، انسيها تماما
هزت راسها موافقة لتقول بابتسامة : انا جاهزة ، هل تعلم لماذا مجتمعون اليوم ؟
__ لا ، تعالي لنرى

وصلا ليكتمل جمعهم لم يفته نظرة يوسف القوية ، ولكنه تغاضى عنها ، يكفيه ابتسامة ياسين المطمئنة
جلسوا جميعا لتبتسم نور بمرح ليدخل احد الخدم وهو يحمل كعكة عيد ميلاد كبيرة لتجلس بجانبه وتضع بيده علبة متوسطة الحجم وتقول : كل عام وانت بخير حبيبي
همست باخر كلمة حتى لا يسمعها احد
ليشعر بدهشة ممزوجة بسعادة كبيرة منها
هتف احمد : انه عيد مولدك يا صديقي
قال يوسف بحرج :لقد نسيناه تماما
تكمل نهى : لا تغضب ياسين ، ولكنك لم تحتفل به منذ موت والدنا رحمة الله علية
اقتربت منه نادين لتقبل وجنتاه : كل سنة وانت طيب ياسين
قالت نور بمرح : ولكن امي تذكرته
ابتسمت نوراه هانم : لن انسى ابدا ، انا اتذكر مواعيد ميلادهم كلهم ، ولكن نور من صنعت الكعكة بنفسها وبمفردها
شهقت نهى : حقا ، اريد تذوقها
ابتسمت نادين : من الواضح انها شهية
تعجب يوسف من ابتسامة نادين النادرة ليسال نور : هذا هو حلي الباشا
ضحكت هي وانجي لترد الاخيرة : نعم ، ولكنها لم تخبرني بسبب صنعها لحلي الباشا
نظر لها لتتصل عيناهما ثانية اخبرها بحبه وهيامه بها
لتحمر وجنتيها بخجل ارادت ان تحول نظرها بعيدا عنه
ولكنها لم تستطيع ليفيقا على صوت يوسف المرح
__ يا بشر ، نحن هنا ، افتتح الكعكة يا باشا ، حتى نستطيع تذوقها
سالت بصوت يكاد يسمع : هل تريد ان اضع لك شموع بها ؟
ليضحك ضحكة سعيدة قوية : لا ، يكفيني انك صنعتها من اجلي
بعد ان تناولوا الكعك اقترب ياسين من عمرو : عمرو اريدكم ان تاتوا وتجلسوا معنا الفترة القادمة
__ لماذا ؟
__ لنجتمع كلنا ، انها رغبة امي ورغبتي انا ايضا
لفترة من الوقت ، ولأطمئن عليكم
هز راسه بعدم اقتناع : حاضر ياسين ، كما تريد
جلس يوسف بجوار اخته : نادين هل حلت المشكلة بينك وبين احمد
ابتسمت بوجهه : نعم ، انا اخطأت بحقه يوسف وهو اتي وتفاهمنا ، لا تشغل راسك
__ اذن انت راضية ، وستستمرين معه
__ طبعا يوسف ، وليس لأجل الاولاد بل لأني احب
قضمت كلمتها ليتلون وجهها بحمرة الخجل لتقول بارتباك : هو زوجي ومن الطبيعي ان استمر معه
ضحك يوسف : لماذا ابتلعت مشاعرك ندى ، هل تتوقعي اني سأثور مثلا لو أخبرتني انك تحبين زوجك والد اطفالك
لا انا مختلف ، ولن اشعر بالضيق بل سأشعر بالسعادة من اجلك ومن اجله هو ايضا ، واذا احتاجتني باي وقت انا موجود لا تترددي ، نحن الاثنان بدلا عن والدنا ولا تفكري مجرد التفكير اننا سنبدي احمد عنك ، انت اختنا الغالية ومكانتك لا يضاهيها احد
قالت نهى بعد قليل : يويو ، نريد معرفة ما اهدتك به نور
لم يجبها ليضحك يوسف عليها وهي تعيد : ياسين ، افتح الهدية لنعرف ما هي ؟
قام واقفا ليقول بهدوء : لا ، وسأذهب لأنام ، لا تنسى عمرو
تصبحون على خير
قال يوسف : ياسين صحيح غدا موعد استلام الشحنة الاتية من الجمارك ، ولابد ان يذهب احدنا لاستلامها ، وانا لا استطيع كما تعرف
نظر له : لا اعلم يوسف ماذا افعل بك ، فانت تهدم سعادتي دائما
سالغي سفري مرة ثانية لأجلك
سال يوسف : لماذا تلغيه ؟ بدلا ان تذهب الي الجونة ، اذهب الي الساحل الشمالي ، مر على الاسكندرية بطريقك واستلم الشحنة صباحا واذهب الي مارينا ليلا
تهلل وجهها فرحا ليتنهد ياسين : حسنا ، تصبح على خير
نظر لها لتومئ براسها ايجابا لتتكلم الام بهدوء :اذهبي بنيتي ، لتأخذي قسطا من النوم انت الاخرى ، فأمامكما طريق طويل غدا
تمتمت : تصبحون على خير

اتبعته بهدوء لتدخل الي الجناح فلا تجده نظرت حولها
وهي تشعر بتعجب من عدم وجوده سالت نفسها اين ذهب
لتتجه الي غرفة النوم وتشهق بفزع من حمله لها
همس بأذنها : احبك نور ، احبك يا جنيتي الحبيبة
لا استطيع ان اصف مدى سعادتي اليوم ، مفاجأتك لي هي الهدية الحقيقة
ابتسمت لتقبله برقة على خده : كل عام و انت بخير حبيبي
قال بهيام : كل عام وانت معي حبيبتي

**********************

وصلا الي الإسكندرية لتقول بفرح : اخيرا عدت لمسقط راسي
ابتسم لسعادتها : متى انتقلتما نور الي القاهرة ؟
__ كان عمري بالخامسة ، او اوشك على اتمام السادسة
لا اذكر عمري بالضبط ، ولا اذكر ذكرياتي هنا ايضا
بل شاهدت الصور فقط ، ولكني فرحة لان ابي كان يحبها كثيرا وكان يقص لي عنها كثيرا
ماذا سنفعل الان ؟
__ سنذهب الي احد الفنادق لأحجز لك غرفة ، واذهب انا الي الميناء لاستلم الشحنة ، ثم اعود نتناول الغداء ونكمل طريقنا الي مارينا
بوزت : لماذا تتركني بالفندق وحيده ؟ اريد ان اذهب معك
عقد حاجبيه لينظر اليها بطرف عينه : تريدين مني ان اخذك الي الميناء وانت ترتدين هذا الفستان
نظرت الي فستانها الصيفي بألوانه الصاخبة وذراعيه المكشوفتين وقبعتها البرتقالي الواسعة
وقالت بدلال : ماذا به ؟ انه جميل وطويل
ابتسم : لم اقل انه سيء ، بل يجنن عليك ، ولكن لن تذهبي به ابدا الي الميناء ثم بالنسبة الي ذراعيك العاريتين وصدرك المكشوف ، لم تدريجهم بوصفك للفستان
ضحكت برقة : انت متزمت
__ نعم ، انا معترف بذلك
اقتربت منه ليقول بحزم : لا تحاولي راي لن اغيره
ضربت بقدميها ارض السيارة : لا اريد الجلوس بمفردي
لنذهب الي الفندق واستبدل ملابسي واذهب معك
قال بهدوء : لا نور ، انتهينا ، ولن أتأخر عليك
لمعت عينيها : اذن اوصلني الي قصرنا اجلس مع عمتي واسلم عليها واطمئن على حالتها الصحية فهي مرضت ولذلك لم تحضر عرسنا ، وانت انهي عملك وتعال لتأخذني بعد ذلك
فكر قليلا لا يعلم لماذا لا يطمئن لتلك الزيارة ولكنه لن يستطيع الرفض : أتعرفين العنوان ؟
تهلل وجهها فرحا : نعم ، فانا حفظته من الورود التي ارسلتها عمتي في يوم عرسنا
املته العنوان ليذهب بها راسا الي هناك
عندما اقترب من القصر نظر اليه بتعجب : عائلة والدك ثرية
ابتسمت : نعم ، الن تأتي معي ؟
__ لا عندما اتي بعد الظهر سأدخل لأسلم على عمك وعمتك
توقف عند البوابة وقرا (قصر عبدالله المصري) كلم الحارس : هل السيدة صفية موجودة
وقف حارس القصر : نعم سيدي
قالت بمرح : ابلغها ان الانسة نور هنا
ذهب الحارس من امامهم
نظر لها وقال مازحا : اين هي الانسة نور ؟
احمر وجهها بشده واشاحت بوجهها عنه لتقول بارتباك
__ لم اعتد على القابي الجديدة
اقترب منها ليحتضنها : ستعتادين حبيبتي ، يا زوجتي العزيزة
قبلته لتنزل من السيارة : هل ستنتظر لتراني ادخل ايضا والوح لك
__ نعم
جاء الحارس سريعا : السيدة تنتظرك بالداخل ، تفضلي
لوحت له مودعه واسرعت الي الداخل
تبعها بعينيه الي ان انغلق باب القصر عليها ليتنهد وهو يشعر بعدم اطمئنان
تحرك لينجز عمله سريعا ليعود اليها ويهدئ من قلقه قليلا
عندما اقترب من الميناء رن هاتفه ليجده عمر
ابتسم : مرحبا ، كيف حالك يا نسيبي العزيز ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك وحال نور ، هل وصلتم بالسلامة
__ نعم ، وانا اتجهت الي الميناء الان
ردد بتعجب : ميناء ، أي ميناء؟
__ ميناء الاسكندرية
اتسعت عيناه رعبا : الم تسافروا الي الغردقة ؟
__ لا فانا لدي بعض الاعمال بالميناء سانجزها ونذهب فيما بعد الي مارينا
سال والقلق يقفز من صوته : اين نور ياسين ؟
__ نور تركتها عند عمتك ، هي طلبت ان تذهب لتراها
صرخ بحده : نعم ، عود واتي بها ، هل هذه امانتي لك ياسين ؟
تعجب ياسين من ردة فعله : لم افعل شيء عمر ، ان نور من طلبت ان تزو عمتك وانا لم ارى مانع بذلك
شعر بانه تخطى حدوده فياسين لا يعلم عن الامر شيئا
__ المعذرة ياسين ، ولكن استحلفك بالله ، عود واتي بها من هناك ، لا تتركها دقيقة زيادة هناك ، ارجوك ياسين
اندهش ياسين من رجاؤه له ليقول بتعجب ك: حاضر
لف بسيارته ليعود وياتي بها من هناك والاسئلة تقفز براسه عن السر وراء اصرار عمر على ان يعود بها الان
********************
فتحت لها بوابة القصر احد الخادمات لتخطي الي الداخل مبتسمة ، تقدمت الي منتصف الصالة لتدير بعينيها في المكان
لتشعر بقلبها يقبض فجأة عندما وقعت عيناها على صورة كبيرة لشاب بمنتصف الثلاثينات تزين الحائط
انتفضت من نظرة عيناه لتشعر بجسدها كله يجتاحه البرودة
لترتجف بشدة تنبهت الي يد توضع على كتفها لتنتفض مرة اخرى : بسم الله عليك حبيبتي ، ما بك ؟
التفت لتجد عمتها بوجهها ابتسمت بتوتر : اهلا عمتى ، كيف حالك الان ؟
ابتسمت لها بود : بخير ، مبارك زواجك حبيبتي
لم استطع الحضور ارجو ان يكون عمر ابلغك بظروف مرضي
__ نعم وعلمت ايضا من الورود التي ارسلتها هي والجواب لذلك جئت لأطمئن عليك
نظرت اليها مستفهمة وقال بدهشة : ورود
__ نعم استلمت الورود التي أرسلتها الي ، كانت رائعة عمتي ، شكرا لك
تغاضت عمتها عن هذه النقطة لترحب بها ثانية
وتسالها : اين زوجك ؟
__ ذهب الي الميناء ، لينجز بعض الاعمال له هنا
__ حسنا ، ستتناولان الغداء معنا
__ لا اعلم مواعيده عمتي جئت فقط لأطمئن عليك واسال عنك
__ نورتين حبيبتي



وصل الي القصر ليدخل ويركن سيارته بالداخل نزل مسرعا منها ، فعمر نجح وبجداره ان يزيد القلق الذي شعر به عليها
طرق الباب بهدوء : ليفتح اليه بعد وقت قصير مر عليه دهر من الزمن
__ قال بهدوء : اريد مقابلة السيدة صفية
افسحت له الخادمة الطريق : تفضل
دلف الي الداخل ليتنهد براحة فهي تجلس امامه هي وعمتها
ابتسم بهدوء لتنهض السيدة صفية وترحب به بحفاوة
__ اهلا تفضل بني ،نورت وشرفت
ابتسمت له متعجبة من عودته السريعة ليتقدم ويصافح السيدة صفية باحترام وتهذيب و يقترب منها وينحني مقبلا اياها
احمرت لتقول بخجل : عدت سريعا
ابتسم ولا يعلم بماذا يجيبها ن اخذ يدعو على عمر بسره ، فهو لا يعلم لماذا كل هذا الرعب الذي سببه اليه
ليقول بتوتر : لم تصل الشحنة بعد الي الميناء فجئت لأصحبك الي الفندق
نظرت السيدة صفيه له بعتب : فندق والبيت موجود ياسين
لا لن ارضاها
__ المعذرة سيدتي ، ولكننا ذاهبين لمارينا لقضاء بضعة ايام
هناك
__ اذن تقضوا اليوم معنا وتنصرفوا بعد ذلك
ابتسم ياسين بتكلف وهو لا يعلم بماذا يجيبها لينقلب وجه ونظراته الودودة الي كره كبير تصلبت يده التي تحاوط اكتاف نور ليجز على اسنانه غضبا


جالس بشرفة غرفته يتناول افطاره ليسترعي انتباهه وقوف سيارة امام القصر تنبه لها لينخطف قلبه لرؤية من تنزل منها
هتف بحب : نور ، لقد عدت حبيبتي
دخل سريعا الي غرفته ليبدل ملابسه ويحلق ذقنه
ويرش قطرات من عطره القوي الذي طالما اخبرته انها تعشق رائحته
لينزل الي الاسفل بعد وقت ليس بقصير ليجد شاب جميل الطلعة يقبل وجنتاها انتفض من رؤيته
ليسال نفسه : من هذا الشاب ؟ وماذا يقرب لها ؟
ظل يشاهد ما يحدث امامه ليتقدم منهم بهدوء

شعرت بغصة تجتاحها وضيق يجثم على قلبها بقوة فهذه الرائحة قوية وكريهة على نفسها بقدر ما هي قوية
انتبه اليها تتمسك به بقوة ليلتفت اليها : ماذا بك ؟
قالت بارتباك : لا شيء
اعاد نظره الي هذا القدم نحوهم وهو يدعو ان لا يكون هو
ولكن هيهات هو حافظ المصري بشحمه ولحمه
قالت السيدة صفية : اهلا حافظ ، انظر من عندنا انها نور
نظر له بحدة ليساله : ماذا تفعل هنا ؟
قالت بارتباك وتوتر سيطرا عليها : عمي ، كيف حالك ؟
رد ياسين هازئا : جئت اخذ زوجتي
انتفض داخليا من جملته : زوجتك ، اين هي ؟
قالت صفية بتوتر : ما بك حافظ ، نور هنا
اشارت له بيدها لينتبه الي الفتاه التي تشبه حبيبته ولكن بها شيء مختلف ليتذكر انها ابنته ، جاء يقترب منها ليضمها ياسين الي صدره بتملك عجيب نظر اليه غضبا
__ ابتعد عنها
__ نعم ، انها زوجتي
وقفا بوجه بعضهما كلا منهما متحديا للآخر
لتلاحظ نور مدى الشبه بينهما نفس الطول والعرض وتقاسيم الجسد والوجه ايضا ولكن هناك فارق ملحوظ هذا وجه حبيبها الذي يشعرها بالاطمئنان ، وهذا وجه عم لا تعلم عنه شيء وتتعجب من شعور النفور التي يتملكها وهي تنظر اليه
سحبت زوجها من ذراعه لشعورها ببدء صدام بينهما
__ هيا ياسين ، حتى لا نتأخر ، سلام عمتي ، اراك على خير
نظر اليه بتحدي وكره لينظر اليه الاخر بغضب وقسوة
لينصرف ياسين معها ويغلق باب القصر خلفه بعنف

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 30-08-11, 06:38 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثلاثون



هوى جالسا على كرسيه وهو يتوعد عمر داخليا
سأقضي عليك عمر ، سأدمرك واقتلك عمر
الم تجد الا هذا الشخص الكريه لتزوجه ابنتي
يتذكره جيدا فهو من وقف امامه بعد ان توفى اباه اثر ازمة قلبية كان هو السبب فيها بعد ان استولى على مشروع كان سينقذ شركته من الافلاس الذي تسبب به الشاب الطائش الذي كان يدير الشركة في ذلك الوقت
استعمل الاعيبه وعلاقاته ليسرق منه المشروع بطرقه الملتوية
ليخر الاخر ساقطا من هول الصدمة عليه وينقل الي المستشفى وينتقل الي رحمة الله بعد يومين
ابتسم بسخرية وهو يتذكر هذا الشاب الصغير الذي وقف بوجهه وصاح انه لن ينسى ثأره ابدا
لا ينكر اعجابه به فهو انقذ الشركة واحياها من العدم
ثم توالت نجاحته وذاع صيته ولكن لم يقتربا من بعضهما لان هو اصر الا ان يأخذ هذا الشاب أي مشروع له بالإسكندرية و واظب على التصدي له من بعيد حتى مشروع الشاليهات تصدى له به ولم يهتم بمن سيأخذه كان اهتمامه بان لا يأخذه هذا المهندس الصغير ذو الشهرة الواسعة
ليفاجئ ان ابن اخيه الاحمق من رسي عليه المشروع
ولكنه منعه من دخول الارض وسيعرضه لدفع الشرط الجزائي اذا لم يتم التنفيذ بموعده
لقد نسى هذا الامر في خضم انشغاله واصراره على رؤيتها
امسك هاتفه ليجري اتصالا هاتفيا
__ اهلا كيف حالك ؟ اخبرني ماذا حدث بمشروع الشاليهات
صاح والغضب يتأجج بعينيه : نعم، كيف استطاع فعل كل هذا في هذا الوقت القصير
انتم اهملتم الموضوع وسأحملكم النتائج اريد هدم كل ما بني ، اريد ان ارى الارض حطاما غدا
اغلق الهاتف بعنف ليستعيد اقتراب هذا الشاب الوسيم منها لتندلع النيران بعينيه
تذكرها انها ابنته الحبيبة من تبقت له منها ، تشبهها للغاية
لدرجة انه تصور ان نور عادت اليه من العالم الاخر ، عادت اليه هو فقط ، من اجله فقط
ولكن بها شيء مختلف ضاقت عيناه وهو يعقد المقارنة بينهما
لم يحتاج الي وقت كبير ، انه الغرور والقوة التي كانت تتسلح بهما نور حتى وهي بأضعف مواقفها
كانت قوية صلبه مغرورة ومتحررة سرقت قلبه وعقله ، ولكن هذه الفتاه شعر انها هشة داخليا ، مرتبكة
ضعيفة رغم انها تتظاهر بالقوة ، نظراتها كانت زائغة متوترة ، ولكن يشعر ان هناك سببا وراء ذلك
تذكر حبيبة قلبة لترتسم ابتسامة شقية متألقة على شفتيه
كم كان يعشق قوتها قفزت اليه احدى ذكرياته معها ليتنهد بحب
راها تسير بالحديقة هائمة وحزينة لعن نفسه يومها على انه خدعها ليحصل على ما يريد فهو السبب في حزنها وانطوائها ، تبعها بهدوء وحين التفتت قطع طريقها بجسده
لمع الغضب بعيونها وهي تراه ليبتسم لها احدى ابتساماته التي تجعل عقول النساء تطير ، لتجز على اسنانها غضبا وتصيح بوجهه : ماذا تريد ؟
اقترب منها اكثر وقيد يديها بقوة : اشتقت اليك
رفعت رجلها بحركة سريعة وداست بكعب حذائها على قدمه لتجعله يتأوه بشدة ولمع الغضب بعيونه لتقول هي من بين اسنانها بنبرة قوية : اياك ان تقترب مني ثانية
ضحك ساخرا : ماذا ستفعلين نور ؟ اخبرتك من قبل اني سأحصل عليك وقتما اريد فانا لا اقبل برفضك لي
رفعت يدها لتصفعه ليمسكها بقوة لتقول والشرر يتطاير من عينيها : ايها الحقير ،دفعته بعيدا عنها
لتكمل بقوة : سأخبر محمد المرة القادمة اذا اقتربت مني
ضحك ضحكة طويلة ساخرة : ولماذا لم تخبريه من قبل ؟
قالت بنبرة صادقة : اخاف عليه منك
ابتسم وقال هازئا: لما لا تعترفين انه جبان ؟
نظرت له وقالت بنبرة هادئة ونظرة قوية: انت تعلم جيدا انه ابعد ما يكون عن هذه الصفة التي تتمتع انت بها
ولكني اخاف عليه فانت حقير و سافل وقذر لن يردعك ان تفعل له أي شيء ، وهو نقي طاهر لن يستطيع التصدي لألاعيبك القذرة مثلك
انقلب وجهه من تفضيلها العلني لزوجها وتعديدها لمحاسنة
اكملت : ثم اني اعلم انه سيقتلك اذا علم بما فعلته معي ، وانا اريده ان يبقى لجواري وجوار أبنائه
زمجر بغضب : ابنه فقط نور ، انها ابنتي
نظرت اليه : في احلامك حافظ ، لا تتخيل اشياء لم تحدث وتصدقها
اقترب منها ثانية والحب يلمع بعينيه وحاول ان يجعل قلبها يلين اتجاهه : احبك نور ، وانت تعلمي جيدا
__انت كاذب حافظ ، كاذب حقير ،لقد دمرتني لم تحبني قط
رفعت راسها بشموخ :صدقني حافظ ،لم احبك ابدا كنت اظنك صديقي ولكن ما فعلته دمر كل شيء ولن انساه لك ابدا
تركته وانصرفت ،ليتبعها بعينيه شعر بالغضب والغيرة تأكله عندما جلست بالأرجوحة المعلقة بالحديقة ليجلس بجوارها اخاه ويمسك يدها رمت نفسها بين ذراعيه ليضمها محمد الي صدره ويقبل راسها بعمق شعر حينها ان عليه ان يتخلص منه
فهو من يقف بطريقه الي قلبها ، لم تحب محمد هو متأكد سال نفسه من يحب هذا القاسي الذي يتكلم بالقطارة ، ترفضيني انا من تجلس النساء تحت قدميه لأجل ابن المريبة
سنرى نور سأنالك مرة اخرى مهما حدث
زفر بضيق وهو يتذكر مرة اخرى كان نجح بزعزعة موقف اخاه من الشركة والمصنع ويشعر بان الانتصار عليه قريب
تناهى الي مسمعه وهي تخبر صفية انهم سينتقلون الي القاهرة عند والدها ، فهي لن تستطيع العيش هنا بهد الان
وان محمد سيأخذ ورثة من ابية ويفتح شركة خاصة به مقرها بالقاهرة
انتظر ان تركتها صفية التي لم تعجب بقرار محمد وحاولت ان تثنيه عنه اكثر من مرة واظهرت اعتراضها بشده
ليتقدم ويقف امامها : هل ستنتقلون نور ؟
نظرت اليه بحده : نعم
مسك يدها : لن استطيع الابتعاد عنك او عن نور الصغيرة
جذبت يدها منه بعنف : انها مشكلتك ، لا دخل لي بها
__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
قال بغضب : لا تجعليني اؤذيك نور ، انا احبك
اتركي محمد وانا سأتزوجك ونربي الاولاد معا
نظرت اليه وقالت بقوة : لن اترك زوجي ،فانا احبه هل سمعت ، واكرهك من كل قلبي حافظ ، ولا تقترب من ابنائي
حتى لا اؤذيك حقا فانا قادرة على ان احيل حياتك كلها الي جحيم
ابتعدت عنه صفعته بكراهيتها لتجعله يفكر في كسر غرورها وانفها تكرهيني نور، حسنا سأعطيك سببا كافيا لتكرهيني نور ، سأحصل عليك مهما حدث ، انت لي ولن تكوني لغيري بعد الان
قرر يومها على ان ينالها ويجبرها على ما يريد ولكن علنيا هذه المرة ، وانتظر الفرصة لكي يقنصها
لتتحول بعد هذا اليوم الي كائن اخر ، اصيبت بانهيار عصبي
لتدخل الي المشفى وتخرج على بيت والدها لم يستطع رؤيتها ولا مرة بعد ذلك ولكن علم من صفية انها انطوت على نفسها وتتعرض لنوبات اكتئاب حاده ، فمحمد يخبرها بتفاصيل يومه كلها ، واكثر ما يحزنه حالة نور التي تتدهور كل يوم عن اليوم الذي قبله
الي ان ماتت وهو يمني نفسه برؤيتها مرة واحدة يخبرها بصدق مشاعره وحبه لها ويعتذر منها بسبب فعلته الهوجاء التي عرضتها للألم ، نظر الي صورتها المزينة مكتبه
تعالي نور وانا اعوضك عن كل ما سببته لك من الألآم
سأجعلك سعيدة وسأمحو ما يفرقنا عن بعضنا البعض
فقط تعالي ، ولن اخيب ظنك هذه المرة


*******************


نظرت اليه بطرف عينها فهو شارد الذهن من بعد خروجهم من قصر عائلة ابيها ، اجرى اتصال هاتفي بشخص اسمه حسام وتواعد على لقائه غدا
واخذ الطريق السريع ليذهب الي وجهتهم الاساسية لم ينطق معها بحرف ولم يتكلم معها اطلاقا وجهه عابس ،يمسك المقود بقوة معالم وجهه تظهر عليها الضيق والغضب
وهي لا تعلم السبب ، تنهدت لتتذكر لقائه بعمها لا تدري ايضا ما سبب نظرات الكره والضيق التي تطايرت بينهما ، تعجبت من امرهما اسندت راسها على زجاج النافذة وهي تفكر في الاسباب واهم شيء يقفز الي راسها سبب عودته دون انجاز ما اتي لأجله الي الاسكندرية فهي علمت من مكالمته انه سيعود غدا الي الميناء لاستلام الشحنة ، واوصى هذا الحسام ان ينتبه اليها
رمشت بعينيها وهي ترى عمر امامها بابتسامته الهادئة الحنون التي تشعرها بالأمان فاتسعت ابتسامتها لأخيها لترى شخص اخر يتقدم نحوهم
ظنت في اول الامر انه ياسين فهو يتفق معه بالطول والعرض والهيئة ولكن عندما اقترب منها اكثر تأكدت انه ليس ياسين فهذا الشخص الغير معلوم بالنسبة اليها وجهه يعلوه الضباب بشكل غير طبيعي أقترب من عمر وطعنه بظهره
صدمت مما تراه ولم تستطع الصراخ ، ليقترب هذا الشخص منها اكثر ويحملها بين ذراعيه وجدت صوتها اخيرا لتصرخ بشده وهي تبكي وتلكمه بيديها ليبتعد عنها


لا يستطيع ان يكتم الضيق الذي يشعر به ، الم يجد فتاه اخرى يقع بحبها الا ابنة اخ هذا الرجل الكريه ؟
لن ينسى انه تلاعب بصفقة كان اباه يحمل عليها كل اماله في انقاذ الشركة من الافلاس الذي تسبب به معتز ولم يستطيع ان يحصل عليها بسبب هذا البغيض ، الامر الذي ادى لدخول والده الي المشفى ، اباه لم يتحمل فكرة اعلان افلاس شركته ، ليصاب بأزمة قلبية ويتوفى على اثرها بعد يومان
تمسك بمقود السيارة بشدة ليسيطر على المه وضيقة من هذه الذكرى المؤلمة له
لا تخلط الاوراق ياسين ان علاقتها هي واخاها معدومة بهذا الشخص وعمر نفسه مهدد من قبل عمه ، اذن هما ضحيتان لهذا الشخص البغيض
ولكن من الواضح ان نور لا تعلم شيء عن هذا الوضع
ولا التوتر السائد بين اخيها وعمها زفر بضيق وهو يحدث نفسه ، استخذها بذنب شخص اخر لم تعرفه طوال عمرها بل كان سيئ اتجاها هي واخاها فهو علم منها من قبل ان عمها لم يتحمل مسئوليتهم اطلاقا بعد وفاة جديها ومن تحمل مسئوليتها هو عمر
اغمض عيناه فهو يشعر بالتمزق لا يعلم كيف سيتعامل معها وهو يشعر انها تحمل بعضا من دماء من تسبب بموت اباه
انتفض بشده على صراخها الحاد لينظر اليها بدهشة فيجدها تصرخ وهي تلكم بقبضتيها الهواء بكل ما اوتيت من قوة
ركن السيارة بسرعه ليشدها الي حضنه ويربت على وجهها بقوة : نور ، استيقظي
هو تأكد انها تحلم فهذه ليست اول مرة يتعرض لذلك الموقف
انتفضت بشده بين ذراعيه ليشعر بقلق شديد عليها
ضربها بقوة اكبر لتنتفض مرة اخرى وتفتح عينيها وهي تشهق بقوة لتنفجر بالبكاء : عمر ، اريد الاطمئنان عليه
ربت على راسها : اهدئي حبيبتي ، سنتصل به الان وتكلمي معه كما تريدين ولكن اهدئي اولا حتى لا تقلقيه
نطقت من بين شهقاتها : خائفة عليه ياسين ، اتصل به
__ حاضر ولكن توقفي عن البكاء
حاولت السيطرة على دموعها ، ليتناول هو زجاجة مياه
ويناولها اياها : اشربي قليلا من المياه ستساعدك على الهدوء
شربت الماء ليمسك هو هاتفه ويكلم عمر وهو مازال يحاوطها بذراعيه رد عمر سريعا عليه : نور بخير ياسين
عقد حاجبيه تعجبا من رده لينقل عيناه عليها
ويقول بحذر : نعم ، لماذا تسال بهذه الطريقة ؟
تجاهل سؤاله ليساله : هل حدث لها شيء ؟ عمي ضايقها بشيء
قال و تعجبه يزيد : لم يحدث شيء عمر ، فهي لم تجلس معه قابلته وانا موجود لم يسلم عليها حتى
تنهد بارتياح لترتسم على وجه ياسين علامة تعجب كبيرة
من زفرة الارتياح التي وصلته عبر الهاتف نفض راسه
ليقول : نور تريد مهاتفتك ناولها الهاتف لتطمئن على اخاها سالته الاسئلة المعتادة وشددت عليه ان ينتبه الي نفسه وهمت بإغلاق الهاتف ليسحبه ياسين منها : عمر اريد رؤيتك
__ حسنا ، متى ؟
__ ما رايك ان تاتوا الينا انت وعلياء تقضوا معنا بضعة ايام
وانا وانت نرى ما وصل اليه مشروع الشاليهات
__ فكرة جيدة ، كنت سآتي الاسبوع القادم واترك علياء
بمفردها وكنت قلق من هذا الامر ، ولكن سأرتب مواعيدي وارد عليك
__ سننتظركما، سلام

اغلق الهاتف لينظر اليها بحنان : مطمئنة الان على اخاك
هزت براسها ايجابا ليتنهد ويضمها الي صدره بحب
__ نكمل طريقنا الان ، ولا تذهبي للنوم فانا ارتعب عليك من هذه الاحلام التي باتت تزعجني حقا
ابتسمت لتدمع عيناها ليقرصها من خدها بلطف : نور ارجوك لا تقلقيني اكثر من ذلك
اكمل مازحا وهو يدير السيارة : ما رايك ان نذهب راسا الي البحر؟ لتقفزي اليه وتنسين كل شيء حتى انا فهو المكان المفضل بالنسبة اليك وتتخلصي من كل ما يضايقك به
ضحكت لتساله بتعجب : من اين علمت ؟
__ نهى اخبرتني ، واخبرتني ايضا انك تعشقين السباحة ولذلك صممت على شرائك المايوه
__ ولكنك لم تراني وانا اشتري المايوه
ابتسم بخبث : حقا ، هل تظنين ذلك ؟
نظرت اليه وقالت بتعجب : كنت تراني ، ولكنك كنت مشغول بشراء حذائك الرياضي
اقترب منها ليضمها بذراعه الي صدره : لا يوجد شيء يشغلني عنك حبيبتي
ابتسمت بسعادة لتصفق مازحة : حسنا الي البحر
ابتسم بسعادة لأنه استطاع ادخال جو البهجة من جديد ولكن عقله لن يتوقف عن التفكير بالسر وراء خوف عمر من لقاء نور بعمها

*********************


رن جرس الباب ثانية بإلحاح ليتحامل على نفسه ويقف وهو يلعن هذا القادم ، الم يتمكن من القدوم وبسنت موجودة
فهو لا يستطيع الحركة يشعر بتعب فظيع والم بجسده
وصل الي الباب بعد عناء ليستند على الحائط ويفتح الباب بتعب ليتصلب جسده ويجبر نفسه على الوقوف شامخا رفع راسه بكبرياء وغضب : نعم ماذا تريدين ؟
توترت ملامحها فهي كانت ترتجف خوفا ان يغلق الباب بوجهها او يرفض مقابلتها تنحنحت وابتسمت بتوتر
__ مرحبا حبيبي
اتسعت مقلتيه غضبا ليشيح بوجهه بعيدا عنها دلفت الي الداخل سريعا حتى لا يغلق الباب بوجهها وتضيع فرصتها في التفاهم معه
جلست لأنها لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك عضت شفتيها بتوتر ثم بللت شفتيها وهي لا تعلم من اين تبدا كلامها معه
نظر لها باستياء عندما دخلت وجلست ليزفر بضيق ويغلق الباب بعنف شديد جعلها تنتفض
تلعثمت : هل انت بخير ؟
رد بصوت مبحوح من البرد ولكن قوي : نعم ، انا بأحسن حال
ارتبكت زيادة من رده ووقفته فهو لم يجلس مما صعب مهمتها في التحدث : علي اريد ان اتحدث معك
__ انا لا اريد التحدث معك ولا رؤيتك
قالت باستجداء : ارجوك علي انت رسمت صورة من خيالك لم تكن واقعا ابدا
ضيق عيناه ونظر اليها بغضب وصرخ هادرا : صورة من خيالي ، الم تملئي راس علياء ضد عمر ، الم يكن قصدك من البداية ان لا يتزوجا ، الم تكوني قاصدة ان تؤذي عمر من البداية ؟
ارتبكت ليصرخ بها: ردي
انتفضت بشدة من صرخته لتقل بارتباك : ارجوك علي استمع الي
__ لا اريد سماعك ، هل كنت تظنين اني لم الاحظ معاملتك السيئة لأخواتي وامي رحمة الله عليها ، كنت اراك وانت تتعاملين معهم بتعالي وغرور فكنت اظن ان غرورك صفة مرتبطة بجمالك الفتان الذي لا مثيل له ، والذي اكتشفت مؤخرا انني تخيلته و لم يكن متواجد من البداية
صعقت من كلماته ونبرة صوته القاسية، كانت تظن انه عندما يراها سينسى ما حدث ويسامحها على غلطتها الحمقاء التي فعلتها دون تفكير
بعد ان طلقها وغادر المنزل ظلت تبكي الي ان اشرقت الشمس ثم انتظرته ان يعود واتصلت به اكثر من مائة مرة ،ولكنه لم يجيب ولم يعود ، الثلاث الايام الماضية مروا عليها كعمر طويل اكتشفت بهم انها كانت تحبه فعلا ولكنها لم تشعر بذلك من قبل لأنه كان يغدق عليها من مشاعره بدون مقابل لم يسالها يوما ان تعطيه كما تأخذ بل كان هو دائما المعطاء والمتفهم والحنون
افتقدته فعلا وشعرت أن حياتها من دونه لا شيء
فاقت من تفكيرها فهي اتت لتخبره بمدى اشتياقها له وكيف ايامها الماضية مرت عليها لا روح بها تريده يعود لتعود معه الحياة
نظرت اليه والدمع ينهمر من عيونها : ارجوك علي ، لا استطيع ان ابتعد عنك ، انت تعلم عيوبي جيدا وانا اعترف باني اخطأت في حقك ولكن ارجوك سامحني واغفر لي
الا استحق ان تغفر لي اول خطا بحياتنا ، الا تستحق جنى ان تسامحني من اجلها
رد بقوة : لا تدخلي جني في موضوعنا ستظل بنتي مهما حدث وسأرعاها واحبها دائما
قررت ان تخبره بما تعلمه : جنى تمتعت بدلالك وحنانك الا يستحق القادم ان يتمتع بهما ايضا
رمش بعينيه ليفهم ما تقوله لتقول بصوت باكي : انا حامل علي ، علمت من يومان كنت انتظر ان أتأكد لأخبرك
وانت لم تعطيني فرصه بالهاتف فجئت استسمحك واترجاك ان تغفر لي خطئي وتسامحني من اجل جنى ومن اجل طفلنا القادم
جلس من الصدمة فهو منشطر الي نصفين نصف لا تسعه الفرحة بطفله القادم و النصف الاخر لا يصدقها
قال بنبرة حاول ان يخرجها قويه كسابقتها : هل تأكدت ؟
__ نعم اجريت التحليل المنزلي
__ ان التحليل المنزلي مشكوك بصحته ، انتظري سأرتدي ملابسي وانزل معك لتجرين التحليل ، لأتأكد انكي لا تكذبين
صدمتها كلمته ولكنها لم تستطع التنفس ألهذه الدرجة اصبحت الثقة بينهما معدومة رد عقلها سريعا لقد اخطأت اية وتحملي نتيجة اخطائك واصبري حتي يعود الي سابق عهده فهو يحبك ولن يستطيع ان يكرهك ابدا وانت استخدمي ذكائك وجمالك وحبك له لتسترديه ، فهو يستحق ان تبذلي مجهودا كبيرا مضنيا لتعود الامور الي مجرياتها ويعود هو كسابق عهده


************************

جالسه امام المرآه تكمل زينتها وتنظر اليه تأملته كثيرا اليوم
تشعر بسعادة كبيرة تملئها ولكن بقدر ما هي سعيدة بقدر ما هي خائفة ،لا تستوعب الي الان انه يحبها ولا تصدق ان ما اخبرتها به حنان كان كذبا ، فهي لا تجد الي الان سبب يجعل صديقة عمرها تكذب عليها ، ولكن ياسين اكد لها ان احمد يحبها وهو الاخر اعترف بحبه لها اكثر من مرة
تنهدت فهي تشعر بوجود حلقة مفرغة
الن تهدئي وتعيشي كباقي خلق الله ، فانت تنعمين بحب زوجك وحنانه ، لا تفكري بأشياء تفسد عليك حياتك
انتبهت اليه وهو يتحرك من الفراش لتبتسم تلقائيا
ويتزين وجهها بابتسامة تحمل كل ما في قلبها اليه
نطق بسعادة : الله ،ما اجمل هذا الصباح الذي ارى فيه ابتسامتك الجميلة هذه
اتسعت ابتسامتها ، ليقترب منها ويحتضنها بين ذراعيه بحب
ومشاعر فياضه ويقبل راسها بعمق : صباح الخير على ندى قلبي وشمس حياتي المشرقة
ردت بخجل، وخداها موردان: صباح النور
ردد بمزاح مقلدا صوتها : صباح النور ، اين القبلات والاحضان يا زوجتي العزيزة ؟
ابعدت جسدها عنه بخفة :لا يعجبك صباحي ، حسنا لا تتكلم معي ،وقفت لتذهب ليجرها الي حضنه
__ لا ، لا لم اقل ذلك انا امزح معك
لفت يديها حول عنقه ،لتقبله برقة على وجنتيه: صباح النور
اغمض عينيه ليشعر بحلاوة قبلاتها التي طالما اشتاق اليها ويشدد من احتضانه لها
ويهمس : احبك نادين ، بل اذوب بك عشقا
احمر وجهها بشدة ليكمل : ما رايك ان نسافر يومين الي أي مكان تختارينه ؟
__ الم تتعب من السفر ؟
__ لا ، انا اعشق الترحال ، مع انني افكر جديا بالاستقرار هنا ، ولكن لا اعلم شيء ما بداخلي يجبرني على السفر فانا اشعر بالملل عند البقاء لوقت طويل بمكان واحد
__ اذن اختر انت المكان الذي تريد الذهاب اليه
__ لنذهب الي شرم الشيخ ، ونترك الاولاد هنا ، فانا اريد تجديد شهر عسلنا مرة اخرى
نظرت اليه بتعجب : نترك الاولاد
هز راسه : نعم ، نهى هنا ويوسف وانجي وايضا امي
سيقومون برعايتهم جيدا، لا تخافي عليهم
استاءت من ذكره لزوجة يوسف ولكنها لم تشأ الدخول معه بمناقشة هذا الامر الذي تجادلا به كثيرا ، واصلا هي تعاملها الان بشكل جيد من اجل يوسف
تنهدت : حسنا كما تريد
__ اذن جهزي الحقائب وانا سأحجز تذاكر الطيران لنسافر اليوم
__ اليوم احمد انتظر للغد ، ولنبلغ الاولاد
رد بحزم : انهم كبار ومعتادين الامر من قبل ، فكنا نتركهم برفقه المربية عند اقامة الحفلات الخاصة بالسفارة
ثم انهم سيفرحون لمكوثهم برفقة خالهم العزيز الذي يكنون له مكانة اكثر مني انا شخصيا وطبعا لوجود يمنى معهم
ابتسمت لمقولته : انت تغار من يوسف على اولادك
رد سريعا وهو يضحك : لا والله ولكني اتعجب عندما يقفزون اليه حينما يظهر امامهم وعندما تكلمت مع عمرو ضحك بشدة وقال لا اعلم السر وراء هذا الشيء وعلى الرغم من ان يمنى تموت حبا بياسين الا ان يوسف المفضل اليها وعندما نأتي الي هنا تقضي معظم الوقت معه
ضحكت : ان يوسف طفل كبير ويلعب معهم كما يريدون يستمع اليهم ويأمرهم بحب ، سيكون ابا رائعا
ابتسم : نعم ، انه ينتظر مولوده بفارغ الصبر ، يأتي على خير ان شاء الله ، هيا اجهزي وانا سأتكلم مع الاولاد


***********************


وصلا الي الشاطئ لتخرج راسها من النافذة وتستنشق الهواء بسعادة وتنظر الي البحر باستمتاع
اوقف السيارة وهو يشعر بسعادتها العفوية المتدفقة
كم جميلة وهي تتصرف بطبيعتها
نظرت حولها: لماذا توقفت ؟
__ انزلي ، سآخذك بجولة في البحر
نظرت له بعدم فهم ليبتسم لها، تقدم منهم احد العاملين بالمرفأ
هز راسه محيي اياه : اهلا سيدي ، اليخت جاهز وانا بانتظاركم
نقلت عيناها بعدم فهم بين زوجها وبين العامل ليقول ياسين
__ شكرا لك تستطيع ان تذهب، انا سأتولى الامر من هنا
انصرف العامل من امامهما : لا افهم شيء
ابتسم بوجهها وهو يشدها من يدها : ستفهمين الان
اوقفها امامه ليحاوط خصرها بيده و اشار الي احد اليخوت
__ ما رايك ؟
نظرت الي اليخت الصغير بانبهار : رائع ،هل ستستأجره ؟
ضحك : انه ملكي ، ابي اهداني اياه منذ فترة طويلة ولكن يوسف اقترح تجديده وتصليحه منذ سنتين وانا وافقت ليصبح هكذا
__ انه جميل ياسين
__ حسنا بم انه اعجبك ، هيا سنقضي اليوم به


********************

دخل الي المنزل ليفاجئ بها امامه : السلام عليكم
نظرت اليه مطولا وقالت بهدوء : وعليك السلام ، اين كنت؟
صعد السلالم واتجه ناحية غرفة النوم لتتبعه بصمت
راته يبدل ملابسه لتساله بهدوء مرة اخرى : اين كنت ياسر؟
نظر لها ببرود : بالمشفى ، اراح جسده على الفراش واعطى لها ظهره : ليس لي مكان اخر اذهب اليه
نظرت له بتفحص : ولكني سالت عنك بالمشفى لم اجدك
التفت اليها بحده : وانت تبحثين عني كطفل صغير
__ اتصلت بك اكثر من مائة مرة ولم تجيب على الهاتف
فاتصلت بالمشفى ، ثم السؤال الان اين كنت ؟
نظر لها ليشيح بوجهه لتسال بصوت اكثر قوة : اين كنت ياسر ، ولماذا لا تجيب على هاتفك ؟ انت هذه الايام شخص جديد غريب عني لا اعرفه ولا افهمه
تتأخر كثير وتأتي الي البيت لا تجلس معنا ، اولادك نفسهم لا يرونك
قال بنقمة : ولماذا اهتممت الان ؟
انت مشغولة دائما بأولادك وعملك وتلاميذك و مرضاك
الان تذكرتي ان لك زوج تسالي عنه
زفرت بضيق : اجبني اولا عن اسئلتي ياسر ، انا افعل كل ما بوسعي لأوفق وقتي بين البيت والعمل وانت تعلم جيدا بمسئولياتي ، الان تذكرت اني امراه عاملة ولدي كثير من المسئوليات
جز على اسنانه غضبا وانتفض جالسا : كنت بالمشفى ، انتهيت من اجراء اخر عملية لدي الساعة الثانية صباحا وكان لدي موعد هام مع احدى المرضى صباحا الساعة الثامنة ، فقررت ان انام هناك ، ارتحت الان مريم
نظرت اليه بعدم ارتياح لتهز راسها ايجابا جلست على طرف الفراش بعيدا عنه
اراح ظهره على السرير ليسالها : لماذا انت ليس بالعمل اليوم ؟
رفعت راسها ونظرت الي الامام وابتسمت بألم : ليلة البارحة كانت عيد زواجنا ياسر وانا اخذت اجازة لأقضيه معكم بالبيت
شعر بصدمة من نسيانه لعيد زواجهم ليؤنب نفسه كثيرا على قضاؤه هذه الليلة بالمشفى ، صاح ضميره مؤنب انت تغيرت ياسر ،هي السبب لقد اهملتني كثيرا انشغلت بكل شيء الا انا ، لا تنكر انجذابك الي الاخرى ياسر فهو ما يجعلك تشعر بنقمة كبيرة على مريم
اخفض راسه بغضب وخجل من نفسه ليرفع نظره اليها تأملها هي حبيبته كما هي لم تتغير ، بل ان قلبه يخفق بحبها دائما وابدا ، حتى عندما يرى الاخرى عيناه تعقد مقارنة تلقائية بينها وبين مريم لتفوز مريم بكل شيء ، ولكنها تعطيه كل اهتمامها ، وتشعره بانه اهم شيء بحياتها ، الشيء الذي يفتقده بشده مع مريم الان
اقترب منها ليحاوطها بذراعيه وهمس بأسف حقيقي
__ اسف حبيبتي ، اعذريني ، لا تغضبي مني مريم انا اسف بحق ، اطلبي أي شيء ، وانا سأنفذه فورا
ابتسمت وهي تجاهد ان لا تنهمر دمعاتها : لا ياسر ، انا لا اريد شيء ، ثم انك متعب وسأتركك لتنال قسطا من الراحة
ازاحت ذراعيه عن جسدها ليشدها اليه مرة اخرى
__ هل اشتكيت لك ، اجلسي انا اريد ان اتكلم معك قليلا
صدح بكاء عبد الرحمن لينقلب وجهه
تركته لتذهب الي سرير طفلها ، حملته وهدهدته ليتوقف عن البكاء ليقول ياسر بغضب : اعطيه للمربية فهو يحتاج ان يرضع
نظرت له بتعجب : حسنا سأحضر له الحليب ، واعطيه له
صاح بغضب فعلي : اعطيه للمربية وتعالي انا اريدك
ام انا لا اهميه لي
تعجبت من انفعاله لتذهب وتنادي على المربية لتعطيها الولد وتوصيها به
عادت اليه لتقول بغضب : ما بك ياسر؟
قال بانفعال وهو يصيح : ما بي انت دائمة الانشغال عني ، اما بمرضاك او عملك او ابنائك وانا لا اهمية لما اريده منك
ارتبكت من انفعاله الزائد لتكتم ارتباكها وتصرخ هي الاخرى : اهتمامي بأبنائي خطا الان ياسر ، تريدني ان افعل مثلك واترك اولادي ولا اراهم
صاح من بين اسنانه : اخفضي صوتك ، ثم لا اريدك ان تفعلي شيء من اجلي مريم ، اتجه الي دولاب الملابس ليرتدي ملابسه
سالت بتعجب وغضب مكتوم : اين ستذهب ؟
رد وهو لا ينظر اليها : الي أي مكان ، الا هنا فانا لا اطيق البيت الان
انصرف من امامها لتهوى جالسة على الفراش وعيناها متسعتين من الصدمة



**************************



عاد الي البيت وهو مصدوم بشدة فالطبيبة اكدت له ان اية حامل بشهرها الثاني ومنها لا يستطيع اتخاذ أي قرار
كان ينوي ردها ويبقى بعيدا عنها ،ولكن خبر حملها هذا شتت ذهنه وتفكيره تركها وذهب دون ان ينطق اوصلها الي المنزل ليذهب بسرعة
فهو يشعر بان كل الاشياء حوله مبعثرة ، لا يستطيع مسامحتها على ما فعلته ولن يستطيع ان يتركها وهي حامل بطفله ، هل هذه علامة من الله ان لا يتركها ام امتحان صعب
على نفسه وقلبه ، لا ينكر خفقات قلبه الصارخة عندما راها ولكن تلاشى تأثيرها وتراجع امام صرخات الغضب التي صرخ بها عقله وصوت كرامته التي يشعر بانها انتهاكاتها بفعلتها الحمقاء
ارتمى على فراشه بتعب فهو يشعر بتعبه يزيد، جسده منهك وروحة ازدادت سقما وعلة
تنفس بعمق وردد: ربي أعني على ما بلاني


***********************


وصلا الي شرم الشيخ ليبتسم لها
__ ان شاء الله ستكون اسعد ايام حياتنا
ابتسمت بتوتر : ان شاء الله
__ هيا سنضع الحقائب ونخرج على الفور ، لا اريد ان يذهب الوقت منا في لا شيء
__ اين سنذهب ؟
__ نذهب الي خليج نعمة نسير قليلا ونتناول طعام الغداء
هل تريدين الذهاب الي البحر الان ؟
__ لا ، انت تعلم اني لا افضل السباحة كثيرا
احتضنها بين ذراعيه : اعلم حبيبتي ، هيا



**********************

واقفة على سياج اليخت وتنظر الي البحر وهي تشعر بحاله شديدة من الحبور والسعادة ليأتي ويقف خلفها ويحيطها بذراعيه : سعيدة ؟
__ بل بقمة سعادتي
__ نحن الان بعرض البحر وانا اوقفت اليخت ، تستطيعي ان تسبحي كما تريدين
لفها اليه وقال بهدوء وعيناه تدوران على وجهها : ارتدي المايوه وتعالي لنسبح سويا
تعجبت : ستتركني اسبح بالمايوه ياسين
__ نعم ، لا احد حولنا ولن يستطيع احد غيري رؤيتك
هيا ، اريد ان اراك مرة اخرى وانت ترتدينه
احمر وجهها بشده من جراء تذكرها لما حدث المرة الماضية
ليبتسم من حيائها رفع ذقنها بيده لينحني براسه مقتربا منها
ظنت انه سيقبلها لتجده يقبل ذقنها برقة شديدة جعلتها تنتفض بحب له شعرت بالسخونة تجري بأطرافها لفت ذراعيها حول عنقه واسندت راسها على صدره ،ضمها اليه اكثر ليخرج الهواء من صدره بهدوء و يبعد نفسه عنها مرغما فهو يريدها ان تسبح كما تحب قال بصوت اجش : هيا نور ، حتى لا ارجع بكلامي
ابتسمت لتنصرف من امامه
بعد وقت قليل وجدها امامه مرتديه فستان قطني واسع بشرائط من الكتفين مزموم بحزام من عند الخصر ابيض اللون
تعجب منها : الن تسبحي ؟
ابتسمت بارتباك : لا سأسبح
لم تستطع اخباره انها لن تنزل الي البحر بالمايوه فقط فهي لم تعتد على ذلك ابدا
اقترب منها : لماذا لم تستعدي ؟
__ سأسبح هكذا
نظر لها : لماذا ، الا زلت تخجلين مني نور ؟ ام لا تريدين ان اراك به مرة اخرى
__ لا ياسين ، بل انا لم اعتد على السباحة بالمايوه
__ نعم ، لا افهمك
جلست على احدي الارائك المنتشرة على سطح اليخت
__ جدي رحمة الله كان يمنعني من النزول الي البحر بالمايوه فقط ، حتى وانا صغيرة
جلس بجوارها واحاطها بذراعه لتكمل : كنت اتعجب من قسوته الدائمة وصرامته معي ، ولكن كان عمر يخفف عني بحنانه الذي يغدقه علي
ابتسمت لتنظر اليه : اتعلم ياسين اني عندما دخلت الجامعة وشاهدت صور والدتي تعجبت منه بشدة ، وجدت صور لأمي وهي ترتدي المايوه والعجيب انه كان في معظم الاوقات قطعتين
انفجرت ضاحكة ليشعر هو بتعجب فعلي من جدها وافعاله معها ليقول بهدوء : من المؤكد انه كان يخاف عليك نور
الا تعلمي ان الاباء يحبون ويخافون على احفادهم اكثر من ابنائهم
هزت راسها وابتسمت ليكمل : الان انا اريد ان اراكي كما اريد ، ولا تجعليني اطلب ما اريده اكثر من مرة
احمر وجهها بشده ليفك هو شرائط الفستان المربوطة عند الكتفين والحزام المربوط بظهر الفستان اوقفها ليسقط الفستان
ابتعدت عنه بتلقائية وهي تخفض راسها
أبتسم وخلع قميصه : هيا ، انا ايضا اريد ان اسبح قليلا
قفز الى الماء ليشير اليها ابتسمت لتقفز بمهارة ليقول بتعجب
__ انت تقفزين جيدا
ردت بغرور : نعم انا سباحة ماهرة
ضحك : اذن نتسابق ايتها السابحة الماهرة
ابتسمت لتسبح بسرعة ليصيح : هذا ليس سباق انت تهربين مني
توقفت عن السابحة لتنظر اليه : لك ما تريد اذا استطعت الامساك بي
سبحت سريعا مرة اخرى ليبتسم بخبث اذا كنت سباحة ماهرة فانا بطل بالسباحة ولكن لنمرح قليلا



************************



وقف ينظر لها وهي تعيد ترتيب الملابس بالدواليب
ليبتسم : انت مريضة بالترتيب اليس كذلك ؟
شهقت فزعا : اخبرتك من قبل ان تنبهني بوجودك عمر
اقترب منها ليقبل وجنتيها : حمدا لله على سلامتك
__ الله يسلمك حبيبتي
__ تأخرت اليوم ، فقلت اشغل نفسي وعقلي بعيدا عن الافكار السوداء
__ اسف حبيبتي ، ولكن العمل كان على اشده اليوم فبعد انهيار البناية بدانا نبنيها من جديد حتى لا نتأخر عن موعد التسليم
ابتسمت بتفاؤل : الله معك حبيبي
__ انا جائع جدا
__ بدل ملابسك وانزل ستجد الطعام على المائدة

نزل بعد قليل ليجد الطعام مرتب هتف : الله رائحته شهية جميلة
ابتسمت باتساع : تفضل حبيبي
جلست معه ليقول بعد قليل : لماذا لا تؤكلي؟ انا لاحظت هذه الايام انك لا تتناولين الطعام جيدا
__لا اعلم عمر ولكن معدتي تؤلمني عندما اتناول الطعام كثيرا ، فقللت كمية الطعام التي اتناولها
__ لماذا لم تخبريني ، لنذهب الي الطبيب
__ لا يوجد داع اعتقد انه برد بسيط ، وسيزول ان شاء الله
نظر لها بعتب لترجوه : عمر اذا شعرت بان التعب يزيد سأخبرك ونذهب الي الطبيب
__ نور تسلم عليك ، كلمتني اليوم وياسين دعانا لقضاء يومين معهما ، وايضا لأباشر مشروع الشاليهات
ولكن لن استطيع التغيب ليومين فسنذهب غدا ونعود بنفس اليوم
ابتسمت : حاضر سأجهز الحقائب
__ سنغادر مبكرا علياء ، لا تتأخري ارجوك
__ لا تقلق





********************************



دخل الي المنزل المقام بمزرعته ليتنفس بضيق
لم يكن يريد ان يعلن عن غضبه منها علنيا ولكنه لا يستطيع ان يكتم بداخله اكثر من ذلك ، يعلم ان مسئولياتها كثيرة
وانها لم تستطع ان تأخذ اجازة من عملها هذا الفصل الصيفي ليصبح ضغط العمل والاولاد كثيرا عليها وخاصة انها تجنبه أي شيء خاص بأولادهم ، فهي تفرغه للاهتمام بعمله فقط
لف بعينيه في المنزل وابتسم لذكرياتهم معا هنا ، اندفعت الذكريات بعقله مرة واحدة
ليتذكر عندما اتيا من امريكا ليتمما زواجهما قضيا شهر عسلهما هنا
كانا اسبوعان من اسعد ايام حياتهما
وعندما عادا بعد اكمال دراستهم اول مكان طلبت ان تذهب اليه هو هنا ، كان بمثابة الجنة لهما يتركان كل شيء خلفهم
ويستجمان معا
ادار عينيه بالمكان ليبتسم عندما وقعت عيناه على البوم للصور من الواضح انها كانت تنظر به اخر مرة كانا هنا
جلس امام الالبوم ليبتسم باتساع عندما وقعت عيناه على صورتها وهي حامل بياسين كانت تشبه عليه كرة القدم حينها
قلب بالصور ليجد صورة اخرى لهما وهما بأمريكا وكان في ذلك الوقت اعترف لها بحبه وتكلم مع ياسين بانه يريد ان يتزوجها الصورة تضمهما هما الاثنان فقط وواحده من صديقاتها الامريكيات من صورتهم كان يجلس بجوارها في حديقة الجامعة ويتكلم معها و يضع راسه براسها ، طبعا ياسين عندما رأى الصورة لم يقصر وانبه كثيرا عليها وعمل بينهما حائط بشري ليجبره على اتمام الزواج بأسرع وقت ،
وجد صورة اخرى كانت بهذا الوقت مازالت حبيبته الذي يخفي حبها بقلبه الصورة تضمهم جميعا
هي جالسة بارض حديقة عمها بين ياسين ومعتز وهو واقف مستند على الشجرة وينظر اليها بغيرة من جلستها بينهما
وبجانبه احمد وحنان التي تنظر الي مريم نظرة مرعبة
انتفض من رؤيته للصورة ، لأول مرة يلاحظ نظرة حنان هذه ، كانت دائما تتعامل بلباقة ودماثة اخلاق معهما
سال نفسه من صور هذه الصورة اكيد نادين ، فهي التي لا تظهر بالصورة
صورة اخرى في صورة اخرى ليشعر بالحزن يجثم على قلبه مما وصلا اليه ، يحبها بل يعشقها بجنون
ولكنها لا تهتم بي ،انبه ضميره مرة اخرى انت ايضا لا تزيح عن كاهلها بعضا من مسئولياتها بل تتعامل معها كطفل صغير ، فياسين نفسه يرتب اشياؤه وانت لا تفعل ذلك بل تسالها كطفل في الرابعة عن اشيائك وأوراقك وملابسك
واليوم كان كارثة بحق الله ، ماذا فعلت كيف سمحت لنفسك ان تجرحها هكذا ، وكيف سمحت لنفسك بخيانتها وانجذابك لمرأة اخرى لا تقارن بمحبوبتك ، انت ايضا مخطئ ياسر لا تنكر ، ولا تنسى انك من صممت على طفلكما الاخير ، فهي كانت لا تحبذ هذه الفكرة ، الم توعدها بانك ستتحمل مسئوليته معها الم تخبرها انك ستقسم وقتك بين عملك وبين اولادك
وعلى الرغم من وعودك الفارغة تركت كل شيء على عاتقها
وذهبت لتنشغل بامرأة اخرى غيرها تشعرك باهتمامها وتغدق عليك من مشاعرها بأسلوب رخيص ، لم تعتده انت لدرجة ان العاملين بالمشفى يتهامسون عليكما ، ماذا ستفعل ان علمت مريم والاهم ماذا ستفعل هي ؟
انتفض من فكرة ان يصل لمريم أي من هذه الاحاديث
ولكني لم افعل شيء ، لم اصرح حتى بإعجابي لها ، لم اخنك قط مريم
تخيل مظهر مريم وهي تتكلم معه بهدوئها في مثل هذه المواقف : لم تخني ماذا تسميه اذن يا دكتور اتفاقك معها على مواعيد المناوبات ،ماذا تسمي جلوسك معها بالساعات وعدم رجوعك الي المنزل لتطمئن علي وعلى اولادك
اخبرني ياسر ، ما هذا ؟ ما اسمه ؟
نظر حوله ليتأكد من عدم وجودها حوله فان صوتها اخترق اذنيه
رسم عقله الصورة سريعا ليتأكد من نتيجة واحده لهذا الوضع ستتركه اذا علمت ، لن تصرخ به ولن تتشاجر معه ، بل ستتركه ولن تعود اليه ابدا
ردد بصوت مسموع مفجوعا من الفكرة : لن تعود ، لن تعود
قفز واقفا وهو ينوي ان يعيد كل شيء كما كان ، سيفعل ما بوسعه ليرضيها و يبقيها الي جواره ، فهو لن يحتمل بعدها عنه ، لن يحتمل

*********************


صعدت الي المنزل وهي تشعر بالضياع ، كانت تتوقع ان يغير موقفه ويعود معها بعد ان اكدت لهما الطبيبة انها حامل بشهرها الثاني ، لكنه فاجئها بعدم النطق معها بحرف واحد حتى عندما اوصلها الي باب المنزل ، كلمته بهمس ان يصعد
ليرى جنى فهي اشتاقت اليه بشده لم يجاوبها بل هي متأكدة انه لم يستمع اليها اصلا
رمت نفسها على الاريكة وهي تشعر بانها على وشك الانهيار تريده ان يعود الي حياتها ، بل تريد ان يعيدها الي عالمة الدافئ المليء بالمشاعر والعواطف التي تشتاق اليها بشده


*************************


__ نادين الم تشعري بالجوع ؟
ابتسمت : لا ولكن اذا تريد ان نتناول الطعام ، هيا بنا
ضحك : علمت الان سر رشاقتك ، فانت لا تتناولين الطعام اطلاقا ، اكمل وهو يومئ لها براسه تعملي بالطاقة الشمسية
ضحكت : الم تنسى احمد ؟
__ لا بالطبع ، انسى نفسي ولا انسى أي شيء رددته على مسامعي
ابتسمت: كنت امزح معك
__ اعلم حبيبتي ، لم اغضب منها اطلاقا ، حتى عندما كان يشاغبني بها ياسين او ياسر او حتى معتز ، كنت افرح بها جدا لأنها كانت تتردد باذني بصوتك انت
ابتسمت ليكمل : سأذهب لاتي من المتجر بشيء يصبرني على الجوع ، الي ان ناكل سويا ، ستاتي معي
__ سأنظر الي متجر الهدايا لنأخذ الي اصدقائنا بعض الهدايا التذكارية
__ حسنا ، لا تذهبي الي مكان اخر ، انتظريني هناك ، لن أتأخر
دخلت الي المتجر واخذت تبحث عن الهدايا بعينيها
لتظهر معالم الازدراء على وجهها عندما راته واقف بركن من المتجر ويلف ذراعه حول عنق فتاه اجنبيه ويحدثها بمرح والاخرى تضحك بغنج
حاولت الاختفاء قبل ان يراها فهي لا تريد رؤيته او محادثته
تحركت من مكانها لتجده امامها وهو يبتسم
__ ندى لم اصدق عيناي ، اشتقت اليك جدا
اقترب منها ليحضنها كما كان يفعل سابقا
لتبتعد عنه وتدفعه بقوة بعيدا : انت مجنون ، ماذا تفعل ؟
نظر لها بتعجب : ما بك ندى ؟ انت لست سعيدة برؤيتي
نظرت له بكره واضح : هل المفترض ان اكون سعيدة برؤيتك ، انت بالفعل مجنون
لفت لتنصرف ليقف امامها مرة اخرى : انتظري ندى ، لماذا تتعاملي معي بهذه الطريقة ؟
نظرت اليه بغضب واضح : ماذا تريدني ان افعل معتز ؟ بعد ان حاولت قتل ياسين مرتين ومن ايام تسببت بتكسير يوسف وكان سيلاقي حتفه لولا ان اجله لم يأتي بعد
وتريدني ان اخذك بالأحضان عندما اراك واسال عن صحتك ايضا
جمد وجهه : لم اعاملك ابدا على انك اخت لياسين ، انت صديقتي ندى ، وانت ايضا تعلمين مدى جرحي من ياسين
ويوسف هو من بدأ
نظرت له وقالت من بين اسنانها : ياسين لم يفعل لك شيء ايها الاحمق ، انت من تخيلت كل شيء ،انا كنت اتكلم معك بحسن نية ولم اقصد ما فهمته
اشاح بوجهه بعيدا وهو يجز على اسنانه : بل فعل نادين وانا متأكد
نظرت له باستياء واضح : اذا كانت حنان اخبرتك بشيء معتز فلا تصدقها فهي كانت تكذب علينا طوال الوقت
نظر لها بتفحص : انت من تقولين هذا
قالت بمرارة : للأسف معتز ، انا اكتشفت ان حنان كانت غير اهل لثقتنا ، خدعتنا جميعا وانا وانت كان لنا نصيب الاسد من الخداع
تحركت مقلتيه سريعا لتظهر لها عدم تصديقه لما تقوله
__ اسال مريم معتز ، فهي كانت تعلم ما تفعله حنان جيدا
وحذرتني منها اكثر من مرة وانا لم استمع اليها
همت بالانصراف ليسالها بحزن : هل ساراك مرة اخرى ؟
قالت بهدوء : لا اظن ، وافضل الا يحدث ، فانا بجانب اخوتي معتز ، ولن اسامحك على ما فعلته بهما


*********************



ابتسمت وهي تنظر اليه وتشعر بانها تحلق بسماء الحب
ترى كل شيء حولها باللون الوردي والقلوب تتناثر حولها بل تقفز من عينيها ، وهي كبطلة افلام الرسوم المتحركة نائمة بجوار اميرها الجميل وستصعد الان جملة وعاشا بسعادة وهناء دائمة
ابتسمت على خيالها الذي اكتشفت للتو انه موجود
حاولت ان تتحرك ولم تستطيع فهو يحكم يديه عليها ولا يعطيها فرصة للتحرك
حاولت مرة اخرى ولكنها لم تستطيع تريد ان تنهض من جواره دون ان توقظه ولكن من الواضح ان لا سبيل لهذا الامر
نظرت اليه مرة اخرى لتعض شفتيها بخجل مما فعله بها في المياه ، احمرت وجنتيها تلقائيا عندما تذكرته وهو يسبح خلفها بمهارة ، ففي اول الامر كان يمرح معها تسبح هي وهو يحاول اللحاق بها وفجأة وجدته بجانبها ويحاوطها بذراعيه بل و يحملها ايضا ، حاولت الافلات منه ولكنها لم تستطع، تصاعدت ضحكاتها بشكل هستيري لتصدح بالجو
احتضنها بحب ليهمس بأذنها : امسكت بك حبيبتي
ابتسمت : انت تسبح جيدا
ردد بغرور مقلدا اياها : نعم ، انا سباح ماهر
ضحكت بقوة ليسالها بخبث : ما جائزتي ؟
ردت هامسة : لك ما تريد ، فانا افي بكلمتي دائما
ضمها اليه : اريدك حبيبتي ، فانت كل حياتي
احمرت وجنتيها بقوة لتتنهد بحب وهي تغرس نفسها بين ذراعيه و تهمس : وانا ايضا حبيبي ، لا اريد شيء اخر طالما انت بجانبي ، فانت حياتي كلها
همس بصوت دافئ لذيذ : حقا ؟
رمشت بعينيها من المفاجأة، ليبتسم وهو مغمض العينين
__ انت جني ام ماذا ؟ الا استطيع ان افعل شيء او اقول شيء دون ان تعلمه او تسمعه
ضمها اكثر الي صدره وهو ينظر بعينيها : انا اشعر بك ، وعندما استيقظتي استيقظت انا الاخر ، وسمعتك ، هيا أجبيني انا بالفعل حياتك كلها
نظرت له بحب : الا تشعر ياسين بمقدار حبي لك
__ اريد ان اسمعها نور ، كما اشعر بها
خفضت بصرها لتهمس بهيام : احبك ياسين
اغمض عينيه وضمها الي حضنة بقوة : وانا اذوب بهواك نور

***********************


نظر اليها في الصباح مبهورا بها وبجمال وجهها الذي ازاده الحجاب اشراقا ونورا
__ هل ستخرجين هكذا ، ام تجربين ارتداءه ؟
ابتسمت بمرح : مفاجأة
ابتسم بسعادة : حقا عليا
لوت شفتيها وقالت بخيبة امل : مظهري سيئا
اتسعت عيناه دهشتا : سيئا ، بل جميلة كالبدر بليلة اكتماله
ابتسمت ليكمل : كنت اظن انك نسيت ، او تناسيت ولم اريد ان الح عليك
__ لا حبيبي ، طلباتك اوامر لي ، ولكني كنت انتظر الوقت المناسب
اقترب ليقبل جبينها : مبروك حبيبتي ، هيا حتى لا نتأخر

ركبا السيارة لتصيح بمرح : الي الاسكندرية
نظر اليها ضاحكا : اشتقت الي نور ، اليس كذلك ؟
__ هل ستغضب ان قلت لك طبعا ، اشتقت اليها كثيرا
ضحك : لا طبعا ، انا ايضا اشتقت اليها كثيرا


**********************


استيقظت وهي تشعر برعب يجتاحها فهي رات نفس الحلم المزعج الذي اتاها بالسيارة
تنفست بسرعة وهي تضع يدها على قلبها الذي يدق بعنف
تمتمت : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت حولها فلم تجده فحمدت الله على عدم وجوده ، لأنه يقلق بشده من احلامها ويسالها عن فحواها دائما وهي لا تعلم بماذا تجيبه ، زفرت بقوة وهي تدعو الله ان يكون عمر بخير
امسكت هاتفها لتتصل به ليطل بوجهه من الباب وهو يدفع عربة الفطور اتجاهها ويقول بسعادة : صباح النور يا نور حياتي ،كنت اتي لأوقظك ، الفطور جاهز
ابتسمت بتوتر لم تستطع اخفاؤه ليسالها : ما بك ؟
قالت بنبرة مهزوزة : قلقت لأني لم اجدك بجواري
اقترب وجلس جوارها على طرف الفراش وقبل وجنتيها : انا هنا حبيبتي
__ لماذا لم توقظني ، ومن اين اتيت بالفطور ؟
عدل من وضع الوسادات خلف ظهرها ليدفع جسدها برقة
الي الوراء ويناولها احد الشطائر : انا من اعددته
تذوقي شطائري السرية ، واخبريني برايك
نظرت اليه بتعجب لتقضم الشطيرة بترقب
ابتسمت : انها رائعة ، ما مكوناتها ؟
اتسعت ابتسامته : سرية حبيبتي ، هل اعجبتك ؟
__ جميلة ، سلمت يداك
وضعتها بالطبق مرة اخرى : ولكن لماذا لم توقظني لأحضر لك الفطور ؟
ناولها اياها مرة اخرى : الا استطيع تدليلك حبيبتي ؟
ابتسمت بحب لتساله : لم اتخيل انك تستطيع ان تسلق بيضة
انفجر ضاحكا : انسيتي اني عشت فترة لوحدي وانا ادرس
بالخارج ، تعلمت بعض الوصفات
اعتدلت بجلستها: لم تقص لي شيء عن هذه الفترة من حياتك
قفز وجلس بجانبها : لأنها ببساطة لا تحتوي على شيء
كنت ادرس واعمل بوقت فراغي ولا شيء اخر
سالت وهي تتعمد ان لا تنظر اليه : وحياتك العاطفية
ضحك ليشدها الي حضنه : لم يدخل الي قلبي احدا قبلك
نظرت اليه بتفحص : عشت سبع سنوات بأمريكا ولم تصادق أي من الفتيات ولم تكن لك حبيبة
ابتسم : الفتيات كانوا يكرهونني ، يلقبوني بالمغرور احيانا المتعجرف ودائما الجلف
قهقهت ضاحكة فنظر لها سائلا، قالت من بين
ضحكاتها: لأني اطلقت عليك هذا اللقب بعد اول مقابلة لنا بالشركة
ضحك: لنفس السبب الذي جعلك تطلقين علي هذا المسمى كانوا هن يبتعدن عن طريقي
نظرت اليه ليكمل : اطمئن قلبك الان
هزت راسها ايجابا : كنت أتساءل فقط
__ هيا تناولي فطورك لنستعد لاستقبال اخاك العزيز و زوجته
نظر الي ساعته الجديدة هدية عيد مولده : المفترض ان يصلا قريبا
ابتسمت : هل اعجبتك ؟
__ طبعا ، أتعلمين انها اول هدية احصل عليها وانا شاب
__ حقا
__ نعم ، فانا توقفت عن اقامة حفلات لعيد مولدي بعد ان كبرت واخر احتفال لي كنت بالثانية عشر ومنها لا احصل على أي من الهدايا ودائما انسى يوم مولدي
__ سعيدة انها اعجبتك
نظر لها : من اين علمتي بتاريخ ميلادي ؟ وكيف اشتريت الهدية وانت لم تخرجي بمفردك من يوم زواجنا ؟
ضحكت لتقول بعتب : من وثيقة عقد القران يا باش مهندس
وبحثت عن هدية تليق بفخامتك وانا اشتري جهازي
الي ان وجدت الساعة
هز راسه بفهم : آها ، تعالي نتصل بعمر ونرى اين هو ؟
ابتسمت له بحب واقتربت منه ، لتتصل بأخيها
شعرت بضيق يجثم على روحها فجأة ، لتتوتر ملامحها بطريقة لا ارادية راعه تغير وجهها المفاجئ
ليقترب منها : ما بك نور ؟
هل انت متعبة ؟
__ لا ، ولكني لا اعلم اشعر بالضيق
__ اجلسي واشربي قليلا من الماء حتى اكلم انا عمر
رن الهاتف الي ان انقطع الرنين ، ليتصل ثانية وهو يبتسم لها لتساله : الم يجيب ؟
هز راسه نافيا لتاتي هي بهاتفها وتتصل بعلياء

*********************

__ هل اقتربنا عمر ؟
فتحت عينيها ليقول ضاحكا : استيقظت اخيرا
نعم اقتربنا يا اميرتي النائمة
تثاءبت : انا اخبرتك اني انام دائما على حركة السيارة
ولا يوجد أي نوع من الترفيه لأظل مستيقظة
ضحك وقال مازحا : تريدني ان ارقص لك مثلا لأرفه عنك
ضحكت وقالت بمرح : فكرة عبقرية
نظر لها : يا سلام
قبلت خده : امزح حبيبي فكرت قليلا : لندير الراديو ليذهب بالملل قليلا
قال بهدوء : أديري مشغل الاسطوانات هذا به اغنية اعشقها منذ الصغر
نظرت له وهي تدير مشغل الاسطوانات : حقا ، ما هي ؟
ابتسم بغموض ليصدح صوت فيروز

موعود بعيونك أنا موعود
وشو قطعت كرمالن ضيع وجرود
فأنت عيونك سود
مانك عارفة مانك عارفة
شو بيعملوا فيا عيونك السود
موعود

عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين

عهدير البوسطة اللي كانت ناقلتنا
في ضيعة حملايا على ضيعة تنّورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين



ابتسمت بخجل لسماعها الاغنية ليردد هو معها بصوته الجميل وينظر لها : يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين
ضحكت بسعادة ليقول : طالما سمعتها وانا وحيد
وكنت ارتجف خوفا عندما يركب علي معي وادعو ان لا يدير المشغل حتى لا يسمعها ويغضب
نظرت اليه بتعجب ليقول بابتسامة كبيرة : لا اسمع غيرها ، هي الاغنية الرسمية للسيارة
ابتسمت وادارت عيناها بعيدا : لذلك تناديني بعليا عندما تكون سعيدا
شدها من يدها الي حضنه ليضمها : احبك عليا ، اهتمي بنفسك جيدا من اجلي
ارتعبت من جملته لتبتعد عنه وتنظر اليه بخوف : لماذا عمر تقول هذا الكلام ؟
ابتسم : لا شيء ، انا قلق من تعب معدتك لا اكثر
شعرت بقلبها يقبض من كلماته فهي اصبحت حذرة من النصائح بعد وفاة والدتها شعرت بانها توصيها لأنها ستتركها ولكنها لم تهتم وطردت هذه الفكرة السوداء من خيالها وعمر بوصيته هذه اعاد اليها هذه الذكرى المؤلمة
سالت بقلق فعلي : عمر انت بخير ، اليس كذلك ؟
ابتسم وادار راسه لها : نعم حبيبتي ، لا تقلقي
نظر لها بحب وبث اليها بعينيه مشاعره الرقيقة
وابتسم وهو يصفر بطريقة ذات مغزى، لتضحك برقة وتحمر وجنتاها وتشيح بوجهها بعيدا عنه انقلب وجهها فجأة واتسعت عيناها رعبا وهي تصرخ : احذر عمر
نظر امامه سريعا ليرى شاحنة ضخمة تقطع الطريق امامه
حاول ان يتفادها فكبح فرامل السيارة ولكنها لم تستجب اليه
ضغط بقدمه بقوة اكبر فلم يجد استجابة ادار السيارة حتى لا تصطدم بالشاحنة ولكنه لم يسعه الوقت لتصطدم السيارة بمؤخرة الشاحنة بقوة كبيرة فتطير بالهواء وتنقلب لتسقط بوسط الطريق

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 30-08-11, 06:47 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الواحد والثلاثون


نظرت له وجسدها يهتز من التوتر
__ علياء لا تجيب على الهاتف
عبثت بأزرار الهاتف مرة اخرى لتضعه على اذنها وتقول بصوت مرتعب : ولا عمر ، ياسين انا قلقة بالفعل
حاول ان يسيطر على أعصابه التي بدأت تتلف قلقا على عمر وعلياء فهو عندما اتصل بعمر مما يقارب الساعتين اخبره الاخر انه تجاوز الاسكندرية و بطريق مارينا كان من المفترض ان يصل بعدها بساعة على الاكثر
قال مهدئا لها : اهدئي نور ، سيصل الان او يرد على الهاتف ، ممكن ان يكون نسيا الهواتف بالسيارة وذهبا الي أي مكان
نظرت له بتعجب : الي اين سيذهبان ياسين ، عمر يعلم اننا ننتظرهم
هم بالرد عليها ليقاطعه رنين هاتفها هتفت : انه عمر
سحب التليفون منها بحركة سريعة ليرد عليه وهو يشعر ان عمر سينقل له اخبار غير سارة : مرحبا عمر
__ السلام عليكم ، انت تعرف صاحب هذا الهاتف
__ انا شخص رأى الحادثة الذي تعرض لها صاحب هذا الهاتف وذهبت معه الي المشفى
ارتعشت يده بشده : اين هو صاحب الهاتف ؟
__ نقل الي المشفى هو و زوجته الناس انقذوه قبل ان تنفجر السيارة
اتسعت عيناه رعبا وقبض كفيه ليسيطر على اعصابه
ليبتعد عن نور قليلا : اعطني العنوان من فضلك ؟
املى عليه اسم وعنوان المشفى ليشكره ياسين ويغلق الهاتف وينظر لها ليجد الدموع تنهمر من عينيها

عندما سحب الهاتف من يدها شعرت بغضب فعلي منه ولكن عندما شعرت انه يتكلم مع شخص اخر غير عمر
غلب خوفها على غضبها لترهف سمعها وتراقبه بصمت شديد اطبق عليها عندما ارتعشت يده شعرت بان عمر بخطر حقيقي وعندما اتسعت عيناه خوفا تأكدت ان اخاها اصابه مكروه لتنهمر الدموع من عينيها
اقترب منها وقال بصوت منخفض : هيا نور ، لنذهب و نطمئن على عمر ، ان شاء الله سيكون بخير
اهتز جسدها بقوة وكادت ان تقع فرجليها لا تشعر بهما
ليمسكها بقوة من ذراعيها ويساعدها على الوقوف
__ اهدئي نور ، ان شاء الله سيكون بخير
لم تجرؤ على سؤاله عما حدث لأنها تأكدت من ملامح وجهه
ان الامر ليس على ما يرام ولا يبعث عن الاطمئنان
هزت راسها وهي تمسح دموعها ليهمس بإذنيها : كوني قوية حبيبتي ، و لا تقلقي سأكون بجانبك دائما



************************


استيقظت من النوم لتنظر اليه بهدوء ، تشعر بالغضب يعصف بها و الحب يملئها ، قلبها منشطر الي نصفين بين الحب وبين الغضب، عندما عاد البارحة تعاملت مع الامر كان لم يكن وكأنها لا تعلم شيء عن علاقته بالأخرى ، اندفعت الذكرى براسها لتشعر بان قلبها يئن الما
بعد ان هوت جالسة على الفراش مصدومة مما قاله ومن افعاله التي تشعر انها غير طبيعية ، فمنذ فترة تشعر بانه تغير بكل شيء ، وخاصة معها هي ، في بادئ الامر انكرت شعورها ولكن غريزة المرأة لا تخطئ ابدا ، الي ان تأكدت البارحة
فعندما خرج نسي هاتفه رن الهاتف كثيرا
فتجاهلته اكثر من مرة ولكن لم ينقطع الرنين الملح
مسكته بيدها وعندما ضغطت على زر الايجاب سمعت صوت انثوي غنج : مرحبا حبيبي ، هل انت نائم ام ماذا ؟
الجمتها الصدمة فتوقفت عن التنفس ليعلو الصوت مرة اخرى : ياسر ، لماذا لا تجيبني ، مرحبا
اغلقت الهاتف بقوة لتزفر نفس طويل يحمل كل ما تشعر به من الم وضيق ، الصدمة شملت حواسها فلم تفعل شيء غير الجلوس والانتظار والتفكير
لا تصدق انه يخونها ،ضرب السؤال عقلها لماذا ، ماذا حدث ، ماذا فعلت لكي يذهب الي اخرى غيري
أتحاسبين نفسك ، اساليه هو ، لا توجد امرأة اخرى بجمالك
لا توجد امراه فعلت لرجل ما فعلتيه انت له ، نكر كل شيء فعلتيه من اجله وباع حبك لأجل اخرى
لا ، ياسر لن يخونني قط ، واذا كان اتجه بمشاعره لمرأة اخرى فانا السبب ، كم مرة طلبني ان اهتم به قليلا
كم مرة طلب مني ان اخذ اجازة لنذهب الي المصيف
كم مرة طلب مني ان اخرج معه ليلا وكنت ارفض بسبب
الاولاد او عملي بالصباح الباكر
انت تدافعين عنه بعد ان خانك
لا اعلم الي الان اذا كان يخونني ام لا
واذا كانت هناك اخرى لن اتركه لها ابدا ، فهو زوجي ووالد اطفالي ، ولكن لن يضر ان اخذ حقي منه ايضا
انهت حربها الداخلية بقرار انها ستدافع عن بيتها ليس من اجله هو بل من اجل اطفالها فهم يستحقوا وجوده بحياتهم
دخل ليلا وهو يحمل هدية ضخمة ابتسم لها لتنظر اليه ولم تستطع رسم الابتسامة على شفتيها
اقترب منها وهي جالسة بغرفة المعيشة وتطعم عبد الرحمن ليقبل راسها وهو يهمس : اسف حبيبتي ، ارجوك سامحيني لم اقصد اغضابك ، كنت متعب ومتوتر من قلة النوم وانت ادرى بي
قالت بصوت هادئ نسبيا : طبعا انا ادرى بك من الناس كلها
نظر لها وتعجب من نبرتها ومن كلامها الذي حمل اليه معنى خفيا أبتسم مرة اخرى وقبل خديها : كل عام وانت معي و بجانبي دائما
انا بدونك لا اسوى شيء مريم
ابتسمت واجابت بغموض : وانت بخير
اذن انت تعاني من عقدة الذنب ياسر ، او عاد الي رشده ويريد ان يصلح ما اخطئ به او لم يفعل شيء وانا اظلمه بدون سبب
تنبهت على ضحكة عبد الرحمن العالية التي تنفرج من بين شفتيه مع ياسر فقط ، فهو الوحيد القادر على اضحاكه هكذا
ومهما حاولت هي او احد اخوته ان يضحكه يحن عليهم بابتسامة صامته فقط هذا اذا ابتسم
نطق ياسين بقهر : لماذا لا يضحك الي هكذا ؟
قال ياسر بمرح : انت يا مفعوص تريد مقارنة نفسك بي
__ ولما لا امي تقول اني اجمل منك ، واني عندما اكبر ستركض الفتيات خلفي
نظر لها ورفع حاجبيه ليستدير اليه : والدتك تعمل على رفع معنوياتك فقط
ردت سريعا : لا انا محقه ، فانت بعمره لم تكن جميلا هكذا
انفجرت ضحكة ياسين لتكمل هي بنبرة حيادية : انت جميل حبيبي ، كمن تسميت على اسمه
رفع لها راسه بحده ليقول بقوة : ياسين خذ اخاك واذهب به الي غرفتك ، انتبه اليه انت الان اصبحت رجلا وانا اعتمد عليك
انكمش من لهجة اباه ليسرع بفعل ما امره به
انصرف ليغلق الباب من خلفه وينظر اليها مطولا
قال بهدوء : ما بك ؟
نظرت اليه بغموض : لا شيء
جز على اسنانه ليسال بغضب مخفي : هل انت غاضبة مما فعلته ، انا اعتذرت لك
ابتسمت ابتسامة باهته : لا لست غاضبة
نطق ونبرة الغضب تعلو بداخل صوته : اذن ما هذه الخرفات التي تتفوهين بها ؟ المرة الاولى ظننت انك تجاملين ولدك فلم اهتم بمؤازرتك له امامي ، ولكن ان تتغزلين برجل اخر غيري لن اسمح بذلك ابدا
وقفت بهدوء امامه لتنظر بعينيه : لم اتغزل بأحد ياسر ، ثم الرجل الاخر هذا صديقك واخاك واخي وابن عمي وانت نفسك تقول لياسين انه جميل كياسين الكبير ، هل توجد مشكلة اني اردد ما قلته انت مسبقا
صرخ بها : نعم ، انا لا اسمح لك ان تصفي شخص اخر غيري
ابتسمت بدلال مقصود : المعذرة لم اكن اقصد اغضابك
لا تغضب حبيبي
قالت جملتها بخفة مقصودة لتخرج من الغرفة وتتركه يشعر بحيرة كبيرة من تصرفاتها الجديدة والعجيبة عليه
تبعها وهو يشعر بغضب فعلي من استخفافها به الواضح من صوتها ودخل الي غرفة نومهم بعاصفة اسكتته بإشارة من يدها حازمة نظر لها بغضب ليرى انها تنوم الصغير سيطر على اعصابه وقال بصوت منخفض
__ اعطيه للمربية ، لينام بالغرفة المؤثثة له خصيصا ولا اراه ينام بها ابدا
نظرت له بتعجب وهزت راسها رافضه لتتسع عيناه غضبا
قال بحزم وهو يحافظ على صوته منخفضا : اريد ان اخرج من دورة المياه ولا اجده هنا ، ولا تجعليني اردد كلامي ثانية
تركها لتبتسم هي ابتسامة متسعة تعلم جيدا كيف تستفزه وكيف تهدئه واذا كانت اهملته الايام الماضية دون قصد منها
ستريه الان انها تهتم به فعلا ، وستنسيه الاخرى تماما اذا كانت موجودة
فعلت ما يريده ولكنها تأخرت عمدا عليه اطمأنت على ابنائها والصغير خاصة واوصت به المربية
لتدخل الي غرفة نومهم فتجده جالس يشاهد التلفزيون
لم تقترب منه اطلاقا بل تعاملت كانه غير موجود بالغرفة
دخلت تأخذ حماما باردا لتنعش المياه عقلها وتهدئ اعصابها
فهي لا تريد ان تتصرف معه بطريقة خاطئة
فصوت الاخرى اعطها شعور بانها امرأة غير ملتزمة
ومن الواضح ان ياسر بالنسبة اليها صيد ثمين
انا مخطئة انا من اهملته ، ابتعدت عنه وانشغلت بأمور اخرى لا اهميه لها
انتبهت من دوامة افكارها على يديه القويتين تحيط بخصرها ليلصق صدره العريض بظهرها ويهمس بإذنها : اشتقت اليك حبيبتي
احمرت وجنتاها عندما وصلت بذكرياتها الي هذا الحد
لتبتسم له بحب وهو نائم وضعت اناملها على خصلات شعره المموجة وتنهدت مشاعره البارحة كانت صادقة لا يشوبها شيء ، شعرت كم هو مشتاق اليها وكم هي مخطئة ، لم تستوعب الي الان انه خانها مع امراه اخرى ، فكرت هل هي من تتقرب منه ، لمعت عيناها بتصميم سأذهب لأرى من هي واعرف الي أي مدى وصلت علاقتهم
ابتسم : اتركي شعري سيخرج بيدك
تنبهت انها ممسكة بشعره وتشد عليه بقوة ارتبكت : اسفه
رفع راسه وشدها اليه برفق وقبلها : صباح الخير حبيبتي
__ صباح النور
همت بان تنهض من جانبه ليمسك يدها : الي اين ؟
__ سأحضر لك الفطور
__ لا تذهبي الي أي مكان ، انا لا اريد ان افطر الان
__ ستذهب الي المشفى دون ان تتناول الفطور
ابتسم واراح ظهره على الفراش : لن اذهب الي المشفى اليوم
سأخذ اجازة واتمنى ان تستطيعي ان تستأذني اليوم من عملك
لنخرج جميعا وننزه الاولاد
ابتسمت باتساع : الفصل الصيفي انتهى ياسر وانا انهيت عملي وقدمت على اجازة الفصل القادم لانتبه اليك والي الاولاد
__ حقا ؟
هزت راسها بإيجاب لتتسع ابتسامته : حسنا سأرتب مواعيدي لنسافر الي أي مكان تختارونه وخاصة ان لا يوجد لدي عمليات جراحية الفترة القادمة
قام منتفض من الفراش : سأجري بعض الاتصالات واتخلص من مواعيد العمل عدي الحقائب
__ هكذا سريعا
اقترب منها ليحاوط خصرها بيديه : نعم لا اريد ان اضيع دقيقة واحدة دون ان نستمتع بها
ابتسمت وهي تتبعه بعينيها وهو يخرج من الغرفة
هذا هو ياسر من احبته وتزوجته ليس الاخر ، ولكني عند قراري سأعلم من هي ومدى علاقتها به

************************

اندفعت مهرولة بأروقة المشفى وياسين يتبعها
ذهب ليسال عن مكان عمر بالاستقبال ليجدها تندفع راكضة نحو سرير متحرك يدفعونه الممرضين
ذهب خلفها ليجد عمر راقد على السرير انقبض قلبه من رؤية عمر فهو بحالة يرثى لها


تبكي بانتحاب وهي تشاهد اخاها والدماء تغطي وجهه وجسده
ركضت بجانبه وقالت من بين دموعها : عمر هل تراني ، هل تسمعني ؟
رفع يده لتلامس اطراف اصابعه ذقنها لتهوى يده ساقطة
وتصرخ هي بقوة : عمر ، عمر
دخلوا به الي منطقة العمليات ومنعوهم من اللحاق بهم
امسكها ياسين من كتفيها وهو يحاول ان يبقى قويا من اجلها
رمت نفسها بين ذراعيه لتبكي بنشيج حاد ، شعر انها لا تستطيع الوقوف ليسندها الي الكراسي الموضوعة ويجلسها ويجلس بجانبها
نطقت بألم وحزن يقطر من صوتها : سيذهب ويتركني ، سيذهب هو الاخر ، اريده ان يبقى بجواري هو اخي وابي وكل ما لدي هنا ، اذا ذهب اريد ان يؤخذني معه
تصلب من كلماتها وجمدت يداه ، وشعر بألم من كلماتها القليلة ، فكر انها ليس بوعيها ياسين هل ستحاسبها على صدمتها ، ولا تنسى انها تعرضت لصدمات كثيرة من قبل ولا تقوى على تحمل المزيد
احتضنها مهدئا : انا بجانبك نور ، لا تحزني ، انا معك
دفنت نفسها بين ذراعيه لتشعر بالأمان الذي ستفقده اذا رحل عمر
رأى طبيب صغير السن خارج امامه ليبعدها عن حضنه ويقف متجها اليه لتنتبه وتتبعه راكضة
__ انتم اهل المريض ؟
__ نعم ، كيف حاله ؟
زفر الطبيب بياس : لقد سيطرنا على النزيف واذا مرت الاربع وعشرون ساعة القادمة على خير ،سينجو ان شاء الله
شحب وجه ياسين وهز راسه بألم وتمتم : اشكرك
هم بالانصراف لتساله بصوت مبحوح : الفتاه التي اتت معه
كيف حالها ؟ واين هي ؟
__ انها بالدور السابع ، هي الان بغيبوبة منتظر ان تفيق منها خلال اربع او خمس ساعات تقريبا
هي بخير مجرد بعض من الكسور
تنحنح : ولكنها تعرضت للإجهاض ، الجنين لم يكمل شهره الاول ،ولذلك فقدته بسهوله ، استأذنكما واي اخبار جديدة سأبلغكما بها
انهمرت الدموع من عينيها لتنظر الي ياسين وعيناها متسعتين من الصدمة ليضمها الي صدره
يشعر بالتمزق فالمصيبة كبيرة هذه المرة ، ويشعر بانه مقيد ولا يستطيع فعل شيء سوى الانتظار
وكم هذا الانتظار قاتل له ولها
قال بنبرة حزينة : تعالي نور ، لنطمئن على علياء
ذهبت معه بصمت وهي تشعر انها سائرة بفراغ كبير لا ترى ما حولها ولا تسمع ما يحدث ، الوجود حولها معتم
اسود اللون يبعث على الكأبة وتريد ان تهرب من هذا الشعور المؤلم الفظيع الذي يجثم على صدرها
تراه هو فقط ممسك بيدها ويشدها ، النور يأتي من جسده و كانه مصدر الاضاءة تريد لهذا النور القوي ان يختفي تريد ان تشعر بالظلام والراحة تكتنفها فالنور مصدر ازعاج لها مدت يدها تلمس كتفه لينطفئ النور وتشعر انها بسبات عميق

شدها من يدها لتسير معه ليشعر بانها تلمس كتفه التفت اليها ليفاجئ بسقوطها بين يديه صرخ بقوة : نور


**************************


رن جرس الباب لتركض اليه فاتحة وتهلل بصوت عال
__ بابا ، اشتقت اليك
اتبعت جملتها بان قفزت الي حضنه ولفت ذراعيها حول عنقه ، وضمته بقوة

ضمها الي صدرة بقوة كبيرة وهو يستنشق خصلات شعرها الحريرية البنية ويشعر انه بالجنة
تنهد داخليا وهو يروي شوقه الي ابنته حبيبة قلبه ونور عيونه يكفيني هذا الدفء الذي يغمرني بقربك جنى
قبل راسها ووجنتيها ليدلف الي داخل الشقة فيشعر بغصة تجتاحه عندما وقع بصره عليها

رن جرس الباب لتنتفض جنى وتركض لتفتحه كعادتها
قالت بصوت منخفض : انتظري جنى لنرى من القادم
وضعت طرحتها على عجل وذهبت خلف ابنتها لتشعر بان قواها خارت عندما علمت ان علي هو القادم ابتلعت ريقها بصعوبة واستندت بجسدها على جانب الاريكة وهي تنظر اليه
شعرت بالشوق يغمرها اليه ولكنها لن تستطيع الاقتراب منه
فهي لا تقوى على تحمل ان ينبذها بعيدا عنه او يصدها
فآثرت ان تبقى كما هي حتى تعلم ماذا سيفعل

نظر اليها بغضب معلن واشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يسال نفسه ما بها وجهها متعب وشاحب هل هي مريضة ام متعبة
فلتذهب الي الجحيم لا علاقة لك بها انت عائد من اجل اطفالك ، لابد ان تطمئن عليها من اجل صحة طفلك الذي تحمله ، لا لن اطمئن عليها وبم انها تستطيع الوقوف فهي بخير من فضلك اصمت قليلا ولا تنتهز الفرص لتقنعني بأشياء لا اريدها ، انت تضحك على نفسك علي لا تريدها انها انفاسك التي لا تستطيع ان تحيى بدونها
لا تنكر انك مرضت عندما تركتها وذهبت ، لا انا لم امرض بسببها و اخرس من فضلك
هز راسه بضيق وزفر بغضب وذهب الي غرفة النوم



واقفة تنتظر ماذا سيفعل ، لترى ملامح وجهه وهي تتغير بانفعال واضح لتفاجئ بالغضب يحل على وجهه و هو يهز راسه بضيق ويزفر بغضب
تفاجأت بذهابه الي غرفة النوم دون ان يسلم عليها
ماذا تنتظري بعدما فعلتيه اية ؟ اذهبي انت اليه وتكلمي معه
و تجنبي المشاجرة معه حتى لا تتوتر ابنتك او تسمع ما يحدث بينكما

دخلت الي الغرفة ، لتراه جالس على الفراش ويضم يديه بقوة
همست : حمدا لله على سلامتك
جز على اسنانه واغمض عينيه بألم وهو يلوم نفسه على عودته ويلوم نفسه اكثر على قلبه الذي ينبض بها
ما زال نبرات صوتها تثير مشاعره ، انت تحبها علي
لا تنكر بل تعشقها ضم يديه وهو يشعر بالغضب يتصاعد الي راسه وعقله يهتف خانتك علي لا تجعلها تؤثر عليك
وقف منتفضا وهو يقول بصوت غاضب لكن منخفض
__ اسمعيني جيدا ، انا عدت من اجل اطفالي انت لا تعني الي شيء ولا اريدك انت تقتربي مني ولا تتكلمي معي
سأنقل اشيائي الي غرفة المعيشة وسأنام هناك
شعرت بغصة كبيرة من كلماته وترقرقت الدموع بعيونها
لتقول بألم : لا علي ، امكث بغرفتك وانا سأمكث مع جنى
وانام بجانبها
هم بالرد عليها ليرن هاتفه نظر اليه : اهلا عمرو كيف حالك؟
__ اهلا علي ، انا بخير الحمد لله كيف حالك وحال اسرتك؟
__ بخير ، اين انت ؟ لم اجد سيارتك بالأسفل
تنحنح : انا عند ياسين ، اسمعني علي ولا تقلق من فضلك
توتر من طريقة عمرو الجدية : ماذا حدث عمرو ؟
__ ياسين اتصل وابلغنا ان عمر تعرض لحادث و تم نقله هو الي المشفى
شعر بقلبه يهوي بين قدميه : هل اصابه مكروه ؟
__ لا اعلم علي ولكني سأذهب الي ياسين فيوسف لن يستطيع كما تعلم ، وسامر عليك لنذهب سويا
__ سأنتظرك
راعها ملامح وجهه القلقة لتساله عندما اغلق الهاتف
__ ماذا حدث علي ؟
نظر اليها بصدمة وهو يجلس على الفراش : عمر تعرض الي حادث ونقل الي المشفى ، عمرو لم يفسر لي ماذا حدث ؟ ولا اعلم اذا كان علياء اصابها مكروه ام لم تكن معه من الاصل
شهقت بفزع ووضعت يدها على فمها ، اقتربت منه تلقائيا وجلست بجانبه رتبت على كتفه بحنان : اهدئ علي ، لا تقلق
ستجدهم بخير وصحة وعافية
للحظه كان سيرمي نفسه بأحضانها لتخفف عنه وينسى همه عندها كما كان يفعل دائما وتطمئنه ان الامور ستكون بخير
ولكنه نظر لها وسال باستهزاء : هل تتمنين ذلك من قبلك اية؟
ام تبرعين في تمثيلك علي كما كنت تفعلين دائما
نظرت له بصدمة : لا علي لم امثل عليك بشعوري يوما
وانت تعلم ذلك جيدا ، ولم اتمنى يوما ان يصيبهم مكروه
ان شاء الله ستطمئن عليهما
اشاح بوجهه بعيدا عنها لتتنهد بألم ، وقفت وهي تفكر انه لن يغفر لها بسهولة ولابد انها تنتظر وتصبر حتى يعود كما كان
اقتربت منه بهدوء وقبلت راسه لتنصرف سريعا من جانبه حتى لا يؤذيها اكثر بكلماته الجارحة

لم يتخيل انها ستقدم على فعل شيء كهذا بعد كلماته الجارحة لها ، فكبرياءها لا حدود له اغمض عينيه وهو يزفر بضيق
يشعر بقلق كبير على علياء وعمر ، ولا يتخيل ان يصيب احدهم مكروها ، لا يتخيل ان يفقد اخاه وصديق عمره ولا يتخيل ان يفقد شقيقته و بكريته التي راها تكبر كل يوم امام عيناه
لا علي لن تصل الي هذا الحد ان شاء الله لن يحدث لهما شيء

************************

جالس بجانب سريرها بالمشفى وهو يشعر بثقب كبير في قلبه
الي هذا الحد هي مرتبطة بأخيها ، لم يتخيل انها ستفقد وعيها من صدمتها على عمر ، الطبيب اخبره انها بخير وستفيق بعد قليل وانها اصيبت بصدمة عصبية فقدت على اثرها الوعي
ولكنه يشعر انها فضلت الذهاب الي الغيبوبة على ان تظل بجانبه اذا فقدت عمر ، تنهد بألم
ونظر اليها بعشق امسك يدها وقبلها بحنان فائق
شعر بها تشد على يده بأصابعها : نور ، حبيبتي جاوبيني
تأوهت ليقترب منها اكثر ويحسس على شعرها : نور


الظلام يحيطها وتشعر ببرودة في اطرافها
الخوف يملئ قلبها وتشعر برجفة داخلية تجتاح قلبها
فجأة شعرت بالدفء يغلف يدها وانفاس حارة تصطدم بالبرودة المحيطة بها لتطردها بعيدا عنها وتهدئ من رجفة قلبها ، تمسكت بهذا الدفء الذي احاط بها لتسمع صوته الدافئ الحنون وهو ينادي عليها ، حاولت ان تفتح عينيها
ولكن الضوء المها بشدة فتأوهت شعرت به وهو يقترب منها ويحسس على راسها بحنانه المتدفق وينادي مرة اخرى
__ نور
قالت بوهن وهي تحاول النظر اليه : ياسين ، عمر كيف حاله؟
اقترب اكثر منها واحاطها بذراعه : انه بخير الي الان ، كيف حالك حبيبتي ؟
اقتربت منه : انا متعبة ياسين ، اشعر ان قلبي سيتوقف من شدة الالم الذي اشعر به
قال بنبرة لم يستطع ان يخفي منها الالم : تريدين ان تتركيني نور ؟
نظرت له وهي تشعر بالألم يزداد عليها : لا خائفة ان تتركني انت الاخر
بكت بكاء حاد ليضمها الي صدره بقوة : حبيبتي توقفي عن البكاء ، لن نتركك عمر سيكون بخير وانا سأظل بجانبك دائما ، اضاف مازحا : الي اين سأذهب انت قدري
ابتسمت من بين دموعها : انت تتذمر مني
ابتسم بحب : لا حبيبتي اعترف بالواقع فانت اجمل قدر
خيم الحزن عليها مرة اخرى : اريد ان اطمئن على علياء
تنهد بألم : سالت الممرضة المختصة بحالتها منذ قليل لم تفق الي الان ، استريحي قليلا ولنذهب عندما تشعري بتحسن
استندت عليه لترفع جسدها : لا سأذهب اليها الان ، اريدها ان تشعر اننا بقربها
هز راسه بتفهم : حسنا سآتي لك بكرسي متحرك لتذهبي اليها
فجسدك لا يقوى على الحركة
هزت راسها بالموافقة ليأتي لها بالكرسي ويحملها ليجلسها به
لم تقوى على الاعتراض فهي تشعر بألم شديد في جسدها كله

دفعها ياسين الي ان وصلا الي غرفة علياء ليدلفا الي الداخل بهدوء ، انهمرت دموعها وهي ترى علياء ممده على السرير امامها ، نصف وجهها الايمن متورم على اثر كدمة كبيرة تغطي عينها وخدها ، توجد خدوش كثيرة تملئ وجهها ورقبتها ، ويدها اليمنى مجبسة
اشاحت بوجهها الما من مظهر صديقتها ،وهي دموعها تنهمر بغزارة وتفكر كيف ستتقبل الصدمة عندما تفيق وتعلم انها فقدت طفلها من عمر ، عمر الذي لا تعلم اذا كان سينجو ام سينتقل الي رحمة الله
ازداد بكائها ليتحول الي انتفاضات و تشنجات ليخرج بها ياسين من الغرفة سريعا ، اخذ صوت بكائها يعلو وانتفاضاتها تزيد جلس امامها واخذها بين ذراعيه وضمها بقوة : اهدئي نور ، ستكون بخير الطبيب اخبرنا انها ستكون بخير
في ظل تهدئته لها رأى علي وعمرو مقبلين عليه ومعهم نهى
تنفس براحة فوجود نهى بجوار نور هذه الايام سيخفف عنها قليلا

تقدم الي ياسين في حركة سريعة وهو لا يستطيع السيطرة على القلق الذي يشعر به
__ اين هما ياسين ؟
ردت هي من بين دموعها : عمر سيذهب ويتركني علي
لن اراه بعد الان
قال بقوة وهو ضائقا منها لمخاطبتها لعلي : اهدئي نور ، انه بخير
نظر لهم واردف: حمد لله على سلامتكم ،
اقترب من نهى : من الجيد انك اتيتي ، ابقي بجوارها نهى وحاولي ان تخففي عنها
__حاضر ياسين ، لا تقلق
__ تعال علي انا اريدك ان تقابل الطبيب لتطمئن بنفسك عليهما
ابتعدا عنهم ليمسك علي يده ويساله
__ ما الذي اخبرك به الطبيب و لا تريد ان تبلغني به وتفضل ان اسمعه من الطبيب
تنهد ياسين بقوة : اسمعني جيدا علي ، علياء الان تحتاج من تستند عليه وخصوصا في وضع عمر الراهن
ارتجفت يده الممسكة بيد ياسين بقوة ليضع ياسين يده الثانية على يده ويشد مؤازرا : ان عمر حالته خطيرة وهو الان بالعناية المركزة والطبيب اخبرني اذا مرت الاربع وعشرون ساعة القادمة ولم يحدث له شيء سينجو ان شاء الله
قال بصوت يكاد ان يسمع : وعلياء
__ انها بخير الحمد لله ،مجرد كسور بسيطة
كح بقوة ليكمل : ولكنها تعرضت للإجهاض
اتسعت عينا علي وترقرقت الدموع بهما : هل كانت حامل ؟
قال ياسين بأسف : الطبيب اخبرنا بانها كانت في الشهر الاول ولذلك فقدت الطفل بسهولة
شعر علي بصداع قوي يصيب راسه : هل هناك شيء اخر اخبرك به الطبيب ياسين ؟
تنهد ياسين وهو يربت على كتفه : لا علي
نظر له ليذهب الي غرفة اخته سريعا وينظر اليها بألم وحسرة على ما اصابها تبعه ياسين بهدوء ليقف بعيدا
ابتلع غصته ونظر وراءه ليقول بنبرة حزينة : اريد ان ارى عمر
__ تعال معي


ذهبا معا ليقفا خلف الزجاج ينظرون الي عمر
اسند علي راسه على الزجاج ، يشعر بألم شديد وهو يرى اخاه وصديق عمره مقيد الي الاسلاك والاجهزة
نظر اليه وناجاه بعينيه من الذي سيقف الي جواري الان عمر ، كنت الي جواري بكل مصيبة تصيبني
كنت صخرتي التي ارمي عليها كل همومي
كنت تشد من ازري وتدفعني الي عمل الصواب
اندفعت الذكريات الي عقله يوم وفاة والده ويوم ان اصاب جنى التهاب الشعب الهوائية وكاد ان يفقدها ، ويوم وفاة والدته ومنذ يومان وهو يخفف عنه دونما يدري ما به وما سبب المه وتعبه
الان ماذا سأفعل ؟ من سيؤازرني ويشير علي بالصواب
كيف سأبلغ علياء بأمرك وكيف سأبلغها بفقدانها لطفلكما
كيف سأنظر اليها واطمئنها عليك
تنبه من افكاره على قطرات من الماء تسقط على يديه
ليفاجئ بان دموعه تتدحرج على وجنتيه
تنفس بعمق و مسح دموعه بكفيه وهو يفكر بطريقة يخبر علياء بما اصابها واصاب عمر


ينظر اليه بألم وهو يفكر بان نور ستفقد عقلها اذا ما حدث له أي شيء ، فهي منهارة الان واذا تطور وضع عمر الي الأسوأ ستصاب بانهيار عصبي حاد
نظر الي علي ليرى دموعه التي تسقط من عينيه
شعر بالألم يجتاحه اكثر وفضل ان يترك علي بمفرده
ابتعد قليلا عن علي ليرن هاتفه نظر ليجده حسام
ضرب راسه بقبضته فهو نسى تماما امر الشحنة
__ مرحبا حسام ، انا مشغول اليوم ولن استطيع ان اتي الي الميناء
__ لا سيدي ، انا استلمت الشحنة البارحة وارسلتها الي الاماكن المتفق عليها
سال بتعجب: كيف ؟ الا تحتاج الي توقيعي ؟
__ لا سيدي كنت اظن ذلك ولكن الشحنة اتية باسم مكتب الاسكندرية وانا مدير المكتب ولذلك استلمتها بتوقيعي انا
تنهد بارتياح: ممتاز حسام، شكرا جزيلا لك
تنحنح حسام : انا اتصل بسيادتك لان لدي خبر سيء للغاية
قال ياسين بترقب: تكلم حسام سريعا ، فاليوم يوم الصدمات
__ مشروع الشاليهات اخبرني المهندس المسئول عنه اليوم ان الوحدة الاولى هدت بالكامل
صاح ياسين بقوة : نعم
__ مع الاسف لقد ذهبت الي هناك وتأكدت بنفسي الشاليهات التي بنيت غير موجودة والاساسات عبث بها بحيث اننا لن نستطيع ان نعتمد عليها بعد الان
ارتكن بجسده على الحائط وعيناه تتسع بغضب فهو الان متأكد من هوية من فعل كل هذا
قال امرا : حسنا حسام ، ابلغ الشرطة وانا سأتصل بمعارفي لأجعلهم يهتموا بالأمر ، واخبر المهندس ان يعمل في الارض بشكل سريع بحيث الا يتوقف العمل بالأرض اطلاقا حتى يصلوا الي ما كان عليه المشروع
اغلق الهاتف وهو يشعر بانه يرتجف من الغضب
لم ينسى ابدا ثأره من هذا الشخص الكرية ولكن من الواضح ان اسلوب التعامل الشريف لن يجدي نفعا معه
لا يعلم كيف ان يكون هذا بشر انه لا ينتمي الي الجنس البشري اطلاقا كيف يفعل هذا بابن اخيه
زفر بقوة وهو يشعر ان المصائب لن تتوقف عند هذا الحد


********************

__ ما بك حبيبتي ، هذه المرة الرابعة التي تدورين بها حولي ؟
نظرت له بقلق وجلست وهي تفرك اصابعها ببعضها بتوتر
ابتسم لها وامسك يديها وقال بهدوء : بسنت ماذا حدث جعلك متوترة هكذا ؟
ردت ببطء : انه علي مررت به وانا عائدة من عملي لم اجده بالمنزل واتصل به على هاتفه لا يجيب ، وانا قلقة عليه بالفعل
ابتسم لها بمرح : ممكن انه عاد الي منزله ، هل اتصلت به هناك ؟
نظرت له بضيق : لا لم اتصل ثم انه غاضب من اية لن يعود اليها بسرعه هكذا
اتسعت ابتسامته : هل هو اخبرك ، ام انه استنتاج فخامتك
مطت شفتيها بضيق : لا لم يخبرني ولكني شعرت به
ضحك لتشيح بوجهها عنه ابتلع ضحكته وأقترب منها
__ لماذا الغضب حبيبتي ؟ انت تعلمي جيدا ان علي يعشق اية بجنون ثم ان السبب الرئيسي في مرضه هو المشاجرة التي حدثت بينهما والتي لم يخبر احدا عنها
ومن الافضل لهما ولجنى ان يتصالحا ويعود الي المنزل
اليس هذا كلامك بسنت ؟
نظرت اليه وتنهدت : نعم ، وانا متمسكة برايي التصالح بينهما من اجل صالح جنى ، ولكني كنت اتمنى ان يؤدبها قليلا لتشعر بقيمته ووجوده في حياتها
__ يستطيع تأديبها وهو موجود بالبيت بسنت ، ثم لم اسمع من قبل عن رجل يتشاجر مع زوجته فيترك البيت ، ان المرآه هي من تفعل ذلك دائما
نظرت له بغضب والشرر يتطاير من عينيها وقالت بنبرة قوية: ماذا تقصد محمد؟
تنبه الي ما قاله بحسن نية : لا لم اقصد شيء ، انا متعجب من موقفه لماذا لم يرسلها لبيت اخاها ،بدلا ان يترك لها البيت ويذهب
تنفست بقوة : ان علي مختلف في انفعالاته ، كان دائما عندما يغضب يتركنا ويذهب الي أي مكان ، الي ان يهدئ
__ كفي عن قلقك ، واتصلي به في منزله لتطمئني عليه
او انتظري الي الغد اتركيهم يحتفلوا بالمصالحة بينهما
غمز بعينه لتضربه بخفة على كتفه : تهذب
ضحك بحب لها لتقول بقلق : محمد اريد ان اطلب منك شيء
اقترب منها واحاطها بذراعه : امري حبيبتي ، انا كلي تحت امرك
__ اريد ان اذهب الي الطبيبة غدا لنتفق معها على اجراءات العملية
نظر لها بهدوء : لماذا بسنت ، لماذا ستجرين العملية الان ؟
قالت وهي تحكم السيطرة على دموعها : تعبت من الانتظار
لن استطيع الانتظار اكثر من ذلك
__ ولكن الطبيبة اخبرتنا انك ستحملين طبيعيا اذا استخدمت الدواء كالمرة الماضية ولكننا نحتاج الي الوقت
__ تعبت محمد واشعر باني فقدت الامل في هذا الدواء
تعبت وانا كل يوم الاعب اطفال ليسوا اطفالي ، وافكر بان كم هو ممتع ان تلعب مع طفلك انت وتراه يكبر امامك ويقلد تصرفاتك انت اريد طفلا لي يحمل ملامحي وعيناك التي تشع منها الطيبة والحنان
سقطت الدموع من عينيها : تعبت وانا ارى الاطفال يهرعون الي امهاتهم ويتركوني خلفهم كل يوم ، وكل يوم ادعي القوة والتحمل والصبر واتمنى ان غدا سياتي طفلي الذي يهرول الي انا دون عن كل الناس الاخرين ، تعبت محمد تعبت
اجهشت بالبكاء ليحتضنها بين ذراعيه ويغمض عينيه الما
فكل ما تشعر به يشعر به هو الاخر كم شاهد الاباء وهم يلعبون مع ابنائهم وتمنى ان يكون بمكان واحد منهم ، كم يشعر بالغيرة عندما يتكلم زملائه عن ابناؤهم ويشتكون من شقاوتهم التي لا حدود لها وكم دع الله ان يرزقه بطفل طفل واحد وليكن كما يكون سيتحمله كما هو ، يشعر بالمها فهو نفس الالم الذي يحاول دفنه بأعماقه من اجلها حتى لا يفقدها فكل ما يشعر به لا يوازي شيء امام شعوره بألم ان يفقدها
فهي حياته كلها واذا يريد طفلا يريده منها هي
قال مازحا ليخفف عنها : ولكني لا اريده ان يحمل عيناي الضيقة ، اريده يشبه امه الحسناء التي فتنتي من اول مرة اراها بها
رفع راسها ومسح دموعها ونظر اليها بهيام : أتتذكرين بسنت؟
ابتسمت وقالت بصوت محشرج : طبعا ، هل استطيع ان انسى ، كم كنت ثقيل الدم معي ؟
قهقه ضاحكا : صراحة شعرت بالغيرة من هذا العلي فحظه هذا اليوم ان جميع عملائه من السيدات الحسناوات وانا كل عملائي من الرجال كبار السن ، وعندما رايتك اول مرة شعرت بشعور غريب لم اشعر به من قبل وعندما سالتي عن علي بالاسم شعرت بغيرة شديدة تجتاحني
اكملت : ولذلك تكلمت معي بعصبية شديدة
اطرق راسه حرجا : كنت اظن انكي صديقته فانا رأيت زوجته من قبل وغضبت منه بشده ، فمن يتزوج امرأة جميلة بهذا الشكل المرعب ماذا يريد ليصادق امراه اخرى ؟
ضاقت عينها وقالت بغيرة لم تستطع اخفائها : اذن انت ترى ان ايه جميلة ؟
ابتسم : نعم ، لا احد ينكر انها فائقة الجمال ولكنها لا تروق لي
ابتسمت ليكمل : وعندما علمت منه اليوم التالي انك اخته لم استطع ان امنع نفسي من طلب الزواج منك
ابتسمت ونظرت امامها وكأنها تتذكر : عندما اخبرني علي ان احد زملائه يطلبني للزواج رفضت بحجة اني لا اعلم عنه شيء ولكن علي قال لي يومها تعرفي عليه ، سأرتب موعدا معه لتريه وتتكلمي معه واذا شعرت بالقبول نتمم الخطبة لتتعرفي عليه اكثر الي ان تقرري الزواج منه
عندما رايتك شعرت بصدمة عمري ، وكنت اريد العودة الي المنزل بدلا من تضييع وقتي معك
ولكن نظرة من عيني علي جعلتني ابتلع اعتراضي واجلس مرغمة
__ جلست ولم تنطقي بحرف وكدت ان اموت رعبا فرفضك لي واضح كوضوح الشمس الي ان تركنا علي وهو يستأذن بالذهاب الي دورة المياه
شعرت بانها فرصتي الوحيدة واذا لم اغتنمها سأفقدك والي الابد
ابتسمت: كنت سأقتله عندما تركنا وذهب ولأول مرة بحياتي لا اعرف ما المفترض علي فعله
احمرت خجلا وهي تكمل : وعندما جلست بالكرسي المجاور وهمست لي بان اتعامل معك من الان ولا اضع الموقف السخيف الذي حدث بيننا من قبل في حساباتي شعرت انك صادق و شعور عجيب بالألفة احتواني لدرجة اني نظرت اليك دون خجل لأرى اطيب عينان بالوجود
اسرتني نظرة عيناك التي تشع منها الطيبة والحنان
همس : اذا كانت اسرتك عيناي فانت امتلكتني من اول نظرة من عيناك الشقية الضاحكة
ابتعدت عنه قليلا : هل ستذهب بي الي الطبيبة غدا ؟
هز راسه بالإيجاب : وهل استطيع الرفض يا قلبي ؟ انا قلت لك من قبل انا تحت امرك



*******************


__ ياسر هاتفك يرن
طل براسه من دورة المياه : تجاهليه
__ انها رابع مرة يرن بتواصل
خرج وهو يلف المنشفة حول خصره ويجفف شعره بمنشفة اخرى
قال ضائقا : من هذا الغلس الذي يتصل دون انقطاع ؟
نظرت الي الهاتف : انه رقم غريب غير مسجل
مسك الهاتف لينظر له ويعقد حاجبيه : مرحبا
صدح صوتها العال : اين انت ياسر ؟ لماذا لا ترد على اتصالاتي ، ثم اتيت اليوم لأجد انك رتبت اجازتك دون ان تخبرني بها
دارت مقلتيه البنيتين بتوتر لينظر بطرف عينه الي مريم القريبة منه وهي تدور بالغرفة وتفرغ الحقائب فهما وصلا الي شقتهم الواقعة بالغردقة منذ قليل قال بجدية : مرحبا بك دكتورة سلمى ، الدكتور مصطفى سينوب عني بالحالات التي اتابعها وتستطيعين ان تتمرني معه
__ ماذا يحدث ياسر ولماذا تتكلم معي بجديه لم اعتدها منك من قبل ؟
زفر بضيق وهو يشعر بمدى الخطء الذي تورط به في غفلة من عقلة : من فضلك يا دكتورة انا مشغول هذه الايام فأرجوك توقفي عن الاتصال بي لتتكلمي معي بالحالات الطيبة المسئول عنها واستشيري الدكتور مصطفى فيما تريدينه وعندما اعود لنا حديث مطول معا
اغلق الهاتف بحدة ولم ينتظر سماع ردها ونظر الي مريم الذي لم تلتفت له حتى ولم تهتم بالمكالمة من الاساس
كح وهو يشعر بتوتر من ان تكون تناهى الي مسامعها صوت سلمى العال وكلماتها التي تنوه عن علاقة غير طبيعية بينه وبينها اقترب منها وهو يتفحص ملامح وجهها ابتسم بتوتر لتسال هي بهدوء : من ياسر ؟
نظر لها وهو يتنهد داخليا فهي من الواضح انها لم تسمع أي شيء مما دار في مكالمته الهاتفية : لا شيء ، انها الطبيبة التي تعمل و تتدرب معي
__ هل هي من تلامذتك ؟
__ كانت السنة الماضية ، ولكنها اصبحت طبيبة الان ، ولكنها تعمل تحت اشرافي فهي مهتمة بجراحة القلب
نظرت له وابتسمت بنعومة وسالت بابتسامة مراوغة
__ مهتمة بجراحة القلب ام مهتمة بك ؟
صعق بشده من السؤال واصفر وجهه ليقول بارتباك
ملحوظ : ما الذي تقولينه مريم ، كيف تفكري بهذه الطريقة ؟
ابتسمت وهي عيناها تشع غموضا : ما بك ياسر انا امزح معك ، انها مزحة ، ما الذي اربكك هكذا ؟
لفت ذراعيها حول عنقه : هل هذه الطبيبة الصغيرة معجبة بك حقا وهذا ما ازعجك من كلامي ؟
انتفض : لا طبعا ، انا تعجبت من تفكيرك
ابتسمت وقبلت خده بلطف : كانت مزحة حبيبي ، انا اشك بنفسي ولا اشك بك ياسر
احمر وجهه بشده و ابتلع ريقه بصعوبة ، ليبتسم بتوتر : سأرتدي ملابسي ونخرج جميعا لتناول الطعام ، هيا ابلغي الاولاد واجهزي
ابتسمت : حاضر حبيبي
تركته وانصرفت وهي تجاهد الا تضحك بصوت مسموع على مظهره المرعوب مما قالته ، تشعر بسعادة فهي تأكدت ان علاقته بهذه الطبيبة اللعوب لا تتعدى عن تبادل بعضا من الاحاديث اكيد مال اليها ياسر في خضم انشغالها هي عنه ولكنها ستستعيد الامور كما كانت
وها هو عاد كما كان لم يبلغها بسفره ولا اجازته اذن هو لم يهتم بها بالدرجة الكافية ليخبرها بأموره الشخصية ،ثم انه نسى امرها تماما عندما ابلغته بإجازتها ورتب امور عمله ليسافروا كما يفعلون دائما اذن سنعود الي القاهرة ياسر وانت لا تذكر عن هذه الطبيبة أي شيء


تنفس بتوتر وهو يفكر هل هي مزحة بالفعل من مريم
ام انها تشعر بشيء جعلها تتفوه بهذه الكلمات
ولكنها اذا شعرت بشيء لن تصمت وتتعامل معه بطبيعية
فهي لم تتغير اطلاقا في معاملتها معه ، فهي كعادتها
لا تفكر ياسر انت تفهم مريم اكثر من نفسك اذا تشك بك ستتغير ولو قليلا ، لا تتوتر بدون سبب واكمل اجازتك
كما خططت لها ، وعندما تعود الي عملك اعد الامور بينك وبين سلمى الي نصابها القديم ، وتعلم جيدا من هذا الدرس فليس كل مرة ستسلم الجرة


************************

ارتعبت من شكل الشاحنة الضخمة وهي ترى انهما متجهين اليها لتصرخ : احذر عمر
شعرت به وهو يحاول ان يتفادى الشاحنة بكل قوته
ولكنه لم يستطيع وسيارته خانته صرخ بها : اخفضي راسك
لم تستطع الحركة وصدح صوت الاصطدام عاليا لتشعر بالسيارة وهي تطير عاليا لترى صفحة السماء الزرقاء
لتنقلب وتسقط بقوة صرخت وهي تغمض عينها من قوة الالم الذي شعرت به بذراعها فتحت عيناها لتنظر اليه لتصرخ مرة اخرى وهي ترى سيارة اخرى تصطدم بهما من ناحية عمر اتسعت عيناها رعبا وشعرت بألم فظيع يجتاحها لتغلق عيناها وتذهب في سبات عميق وهي يتناهى الي مسامعها صوته الحنون : اهتمي بنفسك عليا ، احبك
فتحت عيناها وصرخت برعب : عمر
اذاها النور القوي فغلقتهما مرة اخرى وهي تشعر بالألم شديدة اسفل بطنها تأوهت بشدة عندما حاولت تحريك ذراعها
لتنتبه الي ثقل قوي به
فتحت عيناها تدريجيا هذه المرة لترى الكون ابيض امامها والضباب يغطي عيونها
سمعت صوت نور المبحوح : علياء ، هل تسمعيني ؟
هزت راسها بقوة وهي تقول : نعم
تهلهل وجه نور بسعادة واقتربت منها : حمد لله على سلامتك
هزت راسها وهي تبكي بصمت ليقترب علي منها
ويمسك يدها : هل انت بخير علياء
هزت راسها نافية لتسال : اين عمر ، علي اريد ان اراه
__اهدئي حبيبتي ، وسآخذك لتريه بعد قليل
صرخت بقوة اكبر : لا اريد ان اراه الان
خذني اليه الان ، اريد ان ارى عمر
اندفعت الممرضات الي داخل الغرفة اثر سماعهم لصراخها
بدأت تنتفض وتبكي بنحيب اكبر حاولت ان تنزع انبوب المغذي من يدها لتهرع الممرضة وتعطي اليها حقنة مسكنة تذهب على اثرها الي النوم مرة اخرى

تصلب جسدها وهي ترى صديقة عمرها واقرب من لها تنتفض بهذه الطريقة وتشيح بيدها بعنف ودموعها تنهمر بغزارة من عينيها وتصرخ منهارة مناديه على عمر
لتصمت فجأة نتيجة المسكن القوي الذي اعطته لها الممرضة


يشعر بألم كبير بصدره وهو يراها منهارة بهذا الشكل لا يستطيع ان يفعل لها أي شيء ، لا ان يعيد اليها زوجها ولا يعيد اليها طفلها الذي فقدته ، عاجز هي الكلمة التي ترددت بأذنيه وهي ابلغ كلمة تصف موقفه ، سيطر على دموعه حتى لا تنهمر منه وهو يشاهدها تذهب الي غيبوبة مرة اخرى على اثر المهدئ الذي اخذته
شد ياسين على كتفه مؤازرا له ليهز راسه بتعب
التفت ياسين الي نور واخذها بين ذراعيه ليهدئ من روعها
ويطلب منها ان تكف عن البكاء
جلس علي بجانب فراش اخته الصغيرة و أحتضن يدها بكفيه ويقبلها بحنان ثم سند جبهته علي يديه


اشار ياسين اليها لتتبعه بصمت فهي الاخرى آثرت ان تترك علي بمفرده وتعطيه بعضا من الخصوصية مع اخته الغالية كما كان يلقبها دائما
خرجت وراؤه لتجده منتظرها ونظرة الحنان تشع من عينيه
__ نور انت لم تتناولين الطعام من الصباح هيا تعالي لنتناول الطعام ونأتي لعلي بالطعام
همت بالرد عليه ليأتيها صوت علي من خلفها : اذهبي لترتاحي نور ، ولا تقلقي انا موجود هنا وسأطمئنك
نظرت اليه : لا علي ، لن اتحرك من هنا الا عندما اطمئن على علياء وعلى عمر
تنهد ليبتسم لها : عمر بخير وعلياء ايضا ، اذهبي لترتاحي قليلا ، وتعالي بالليل لتجلسي معهما

جز على اسنانه غضبا وهو يراها تتكلم مع علي ليبتسم الاخر لها ، يعلم بقرارة نفسه ان علي يتعامل معها كعلياء وهي ايضا تعتبره بمنزلة عمر ولكنه لا يستطيع ان يسيطر على غيرته المشتعلة وخصوصا ان علي اقنعها بابتسامته وكلماته القليلة ان تذهب معه ، وهو يعلم انه كان سيستغرق وقت طويل لإقناعها
انتبه على صوت علي : اشكرك ياسين ، ارهقناك اليوم
نظر اليه بعتب : لا تغضبني علي ، عمر صديق واخ ثم انسيت انه نسيبي
__ لا ياسين ، انا اعلم جيدا مكانة عمر عندك ، ولكني مشفق عليك بسبب شهر عسلك الذي لا تستطيع ان تظفر به الي الان
ابتسم ياسين بتعب : انه قدر علي ، والانسان لا يستطيع الهروب من القدر
__ اذهب انت الاخر لترتاح قليلا ، ولا تشغل راسك بموضوع الطعام هذا ، سأتناول شيء من الكافيتريا اذا شعرت بالجوع ، اذهب
تنهد ياسين ليحتضنه بقوة : اجمد علي ، ستحتاج الي قوتك كلها الايام القادمة
هز راسه موافقا على كلامه لينصرف ياسين


انهى حديثه مع علي ليبحث عنها حوله فلم يجدها
نظر مرة اخرى ليجد علي يدخل الي غرفة علياء ،توجه الي هناك ظنا منه انها بالداخل ، طرق الباب بهدوء لينظر الي الغرفة سأله علي : لماذا لم تنصرف ؟
ابتسم بتوتر : لم اجد نور بجانبي فتوقعت انها هنا
__ لا ، ممكن تكون مع عمرو ونهى
هز راسه لينصرف سريعا ، اتصل بنهى ليسالها عن نور فتجيبه بانها لم تراها منذ كان معا اخر مرة
شعر بالقلق عليها والغضب منها ليضيء عقله فجأة وتسرع خطواته وهو يتجه الي الواجهة الذي يتأكد من وجودها بها


*******************

نظر لها وهو خارج من دورة المياه ليجدها تدور بالغرفة بعصبية شديدة وتفرقع اصابعها
__ ماذا حدث ندى ؟
نظرت اليه وهي تقول بعصبية : نهى وعمرو سافرا الي الاسكندرية لياسين فاخو زوجته تعرض الي حادثة
اريد ان نعود احمد انا اشعر بعدم اطمئنان
__لا حول ولا قوة الا بالله ، اجهزي سنعود الان امي لن تستطيع ان تعتني بالأطفال بمفردها ، وخاصة ان يوسف لا يستطيع الحركة
هزت راسها ايجابا وهي تسرع بإلمام اشيائها لتعود الي القصر فهي تشعر بقلق كبير مسيطر على فكرها ولا تعلم سببه


**********************


دوت ضحكته مجلجلة يشعر بسعادة كبيرة وهو يستمع الي هذه الاخبار التي تطربه وتشعره انه يستمع الي سمفونية جميلة ، معزوفة خيالية لم يسمعها من قبل
اغلق الهاتف ليقف ويلف بخفة لا تتناسب مع سنه الكبير
ولكن تتناسب مع رشاقته الذي لا يزال يحتفظ بها كشاب في الثلاثين
وقف الي المرآه لينظر الي نفسه بفخر واعتزاز ويبتسم الي نفسه بإعجاب ، رفع اصابعه الي جبهته محيي نفسه بخفه
اقترب اكثر من المرآه وحدث نفسه بصوت عال وهو يصفق بيديه عدة مرات : رائع حافظ كعادتك دائما ، تستحق تصفيق حاد
اخيرا انتهيت من هذا الكابوس المسمى عمر
لمع الكره بعينيه وهو يكمل : كم ابغض هذا العمر الذي استطاع ان يحرمني من ابنتي الغالية
لتتسع ابتسامته وهو يزفر بارتياح : ولكننا انتهينا منه خلاص
انتهينا نور ، ستعودين الي حبيبتي ، ولن يستطيع لا محمد او هذا العمر ان يقفا بوجهي و يحولون بيننا
الدور هذه المرة على زوجك الكريه ، هذا المعتد بنفسه ولكني سأتخلص منه بطريقة جديده تجعله هو من يبتعد عنك
لتجدي نفسك بين ذراعي انا ، فانا من سيتبقى اليك نور
انا الوحيد الذي سيبقى ليحميك ويحبك نور

*********************

انطلق نحوها وهي تقف تنظر الي جسد اخيها الممد على الفراش وطنين الاجهزة يتعالى بجانبه وهو لا يشعر بما يحدث حوله
تنظر الي اخيها بحسرة وهي تشعر ان العالم كئيبا اسودا بعينيها ، لماذا لا يفهمون انها لن تستطيع الانصراف وهو ممد هكذا ، كيف تستطيع ان تحيى بدونه ، هو من تبقى لها
هو الذي رباها و فرق لها بين الصواب والخطأ هو من اغدق عليها بحنانه وبث بالقوة لروحها ، هو امانها وسندها اخيها وابيها وصديقها
انهمرت الدموع من عيونها لتشعر بقبضته الدافئة وهي تسمك كتفها مؤازرة لها
__ لن استطيع الانصراف ياسين ، لن استطيع
تنهد بحنان ليضم ظهرها الي صدره ويهمس : سيكون بخير
ظلا فترة قليلة من الوقت يقفان بنفس الطريقة لتخف دموعها ويتوقف نشيجها المكتوم
همس مرة اخرى : يجب ان نذهب نور ، انا وانت نحتاج الي قليل من الراحة ، لنستطيع ان نواصل فالأيام القادمة ستكون مرهقة وصعبة الاحتمال
هزت راسها موافقة ليرتفع طنين الاجهزة بشكل هستيري من
العناية المركزة لدرجة ان سببت الانزعاج لهما
توتر ياسين لترتعب وهي تشاهد اندفاع الممرضات والاطباء الي الداخل مسرعين
انتبها هما الاثنان ان الاطباء يلتفوا حول سرير عمر ويحاولون اسعافه
صرخت نور برعب ليحتويها هو بين ذراعيه ويلفها اليه حتى يكون ظهرها الي الغرفة ولا ترى ما يحدث
في ثواني كانوا يندفعون بعمر الي الخارج
جمد ياسين ليستوعب الامر بعد لحظات ليندفع خلفهم صائحا
__ ماذا حدث ؟
توقف احد الاطباء ليجبه : لقد فقدنا السيطرة على النزيف
انه ينزف مجددا ، ادعو له فان لم نستطع السيطرة على النزيف قضم جملته
ليتخيل ياسين ما يقصده الطبيب ليفاجئ بها تتمسك به بشده
لتسقط مرة اخرى بين ذراعيه



***********************

يلف في غرفته بعصبية سالته ونظرها لم يغفل عنه منذ مده وهي تراقب ضيقه الشديد لدرجة انه يجهد رجله المصابة
سالت باهتمام وهي تقترب منه : ماذا بك جوي ؟
ابتسم لسماع مناداتها له بكنيته المحببة من شفتيها ليقول بضيق : اشعر بالضيق
ابتسمت وهي ترغمه على الجلوس لتجلس بجانبه : نعم لاحظت ذلك ، لماذا تشعر بالضيق ؟ اخبرني
زفر بألم : لأني عاجز ان اقف بجانب اخي في وقت هو بأمسّ الحاجة الي
نظرت اليه بإعجاب لتساله بحب : هل تريد الذهاب اليه ؟
لمعت عيناه للفكرة : طبعا ، ولكن كيف ؟ انا لا استطيع قيادة السيارة
ابتسمت بخبث : انا استطيع
اتسعت عيناه : ولكن انت حامل ولن تستطيعي القيادة كل هذه المسافة
اتسعت ابتسامتها : انها مسافة قريبة يوسف ، لا تقلق
صمت قليلا وهو يفكر بما اقترحته يريد الذهاب لأخيه ولم يستطع مرافقة عمرو حتى لا يترك امه بمفردها ولكن الان بعد وصول احمد ونادين استتب الوضع وهم من سيعتنون بالأطفال
نطق وهو يفكر بصوت عال : سيارتي بالتوكيل ولم يذهب احد لاستخراجها منه
ردت بهدوء : سيارتي موجوده فانت اتيت بها في اليوم السابق لحادثتك
نظر لها : امي ماذا سنفعل معها فهي لن توافق على ذهابنا
ضحكت برقة : شعرت الان باننا تلاميذ نخطط للهروب معا يوسف
ابتسم : امام امي ياسين نفسه يعود الي المدرسة
الم تري كيف منعته من الذهاب الي الشركة منذ ايام قليلة ؟
ضحكت بقوة هذه المرة وهي تجلس على ركبتيها امامه وتساعده على ان يريح رجله المصابة: نعم لم اصدق انه سيمتثل اليها
تنهد بحب : امام امي لا يستطع ان يعترض احدنا
ردت بصوت منخفض : لن نبلغها
نظر لها لتلمع عيناه بخبث : نتسلل ليلا دون ان نخبرها بذهابنا و عندما نصل الي هناك نطمئنها علينا
ضحكت بشقاوة له ليكمل : جهزي الحقائب وبالصباح الباكر سنغادر قبل ان يستيقظ احد منهم
صفقت بيديها فرحا وهي تنتفض واقفة : هذا هو جوي حبيبي
شدها من خصرها بيده السليمة ليجلسها بحضنه : كم احب سماعها منك جيجي
نظرت له بهيام : ما هي ؟
__ كنيتي الحبيبة
قالت بنبرة مغرية : جوي
احكم قبضته عليها ليقبلها بنهم شديد وقال بصوت
اجش : عيديها
ابتعدت عنه لتقول : لا اذا تماديت معك لن نفعل شيء ، ولن نذهب الي ياسين
تركها تقف ليسال باهتمام : لماذا مهتمة للذهاب ؟
قالت بصدق : اريد ان اكون بجوار نور ، فهي وقفت بجانبي خلال قلقي عليك وكانت نعم السند لي ، ثم اني احبها واعتبرها كأخت لي و هي تحتاج مساندتي الان
ابتسم الي حبيبته الجميلة التي ظاهرها لا يعلن عن جمال روحها ومشاعرها ، فمن يرى انجي بمظهرها المتحرر وطريقتها المندفعة في التعبير عن مشاعرها وآرائها يقول انها مجنونة وسطحية وتافه وعقلها لا يشغله الا اخر صيحة في الازياء ، ولكن هو يعرفها جيدا وجوهرها ما يأسره بالفعل
فهي انسانة رقيقة حساسة تشعر بالأخرين ولا تتردد في مساعدتهم
تنهد وهو يبتسم ابتسامة شفافة صاعدة من داخله
نادها برقة لا مثيل لها : انجي
نظرت له مستفهمة ليمد لها يده ويشير لها بالاقتراب
نظرت الي عيناه لترى نظرته العاشقة التي تجعلها تهرع الي احضانه ، فلم تتردد لحظة واحدة لتهرول اليه رامية نفسها بين ذراعيه

************************

صرخ بالسائق : اسرع قليلا
يشعر بالغضب منذ ان ابلغه الرجل الذي وضعه ليراقب عمر بان نور فقدت وعيها وبغيبوبة ، لم يستطع ان يكبح جماح نفسه وهو ينزل مسرعا للذهاب اليه
وهو يشعر بالضيق منها : لماذا هي ضعيفة هكذا ؟ لماذا ترتبط بهذا اللعين ؟ ماذا سيحدث اذا تركها فهو يرى ان من الافضل ان يتركها هذا الاحمق ، فهو سيعمل على رعايتها كما لم يفعل هذا العمر
دخل الي المشفى وهو يسرع بمشيته فهو على علم برقم غرفتها
شعر بالسعادة وهو يجدها بمفردها ليدلف الي الغرفة بهدوء شديد وهو يمعن النظر بها
خفق قلبه بشده وهو يجلس بقربها وينظر لها بحنان ابوي
امسك يدها الباردة بقبضتيه محتضنا اياها وهمس :اخيرا نور
اخيرا استطعت الاقتراب منك ،كم افتقدك حبيبتي ، كم اريدك الي جواري ، كم اشعر بالألم لأنك بعيدة عني ، اشتقت اليك واليها ، انت من بقيت لي
نظر اليها متمعنا بملامحها ليشعر بحب كبير لها ويبتسم لرؤية لون شعرها الذي يعلن عن انتمائها له ، مد يده ليمسك خصلات شعرها بهدوء شديد والحنان يتدفق من عينيه
ليقترب مقبلا لجبينها برقة شديدة : سامحيني اذا كنت اخطأت معك يا ابنتي الغالية
انتبه على باب الغرفة وهو يفتح ليرفع بصره ويرى هذا الشاب الثقيل على قلبه ينظر اليه بكره شديد


جلس بجانبها وهو يتألم ، قلبه لا يتحمل ان يراها بهذا الضعف ، لا تحتمل فكرة فقدان اخيها ، وهو ايضا لا يحتمل فكرة ان عمر سيتركهم الي الابد
تنبه لعلي وهو يشير اليه من الخارج ليخرج مسرعا اليه
توجه علي الي الطبيب ليتبعه ياسين : كيف حاله ؟
ابتسم الطبيب بتوتر : انه بخير ، النزيف توقف
زم الطبيب شفتيه ليكمل : قلبه متضررا بشدة ويحتاج الي عملية سريعة ، ويحبذا ان نجريها الان ، ولكننا نريد احدا يوقع لندخله الي غرفة العمليات
نظر الاثنان الي بعضهما بقلق ليسال ياسين :لماذا الان تحتاجون الي توقيع احد منا
__ العملية خطيرة و نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
اتسعت عينا ياسين ليمسك هاتفه سريعا وكأن عقله بدأ يعمل الان ،بحث عن اسم ياسر ليتصل به

جالس يتناول الطعام مع ابناؤه ليرن الهاتف فيبتسم
__ اهلا بعريسنا الغالي ، لا تقل انك اشتقت الي
__ مرحبا ياسر ، كيف حالك ؟
عقد حاجبيه لصوت ياسين الجدي : انا بخير ، هل حدث شيء ما ؟
__ احتاجك بشدة ياسر ، عمر اصيب بحادث سيارة وحالة قلبه خطيرة ولابد من اجراء عملية له وانا غير مطمئن ، الطبيب هنا يقول ان نسبة نجاحها خمسين بالمائة فقط
شحب وجه ياسر لاندفاع المعلومات التي يقولها ياسين وهو يحاول استيعابها كاملة ليقول بحزم : سآتي لك حالا على اول طائرة
اغلق الهاتف لينظر الي الطبيب : سننتظر ان يصل الدكتور ياسر منصور ، هل تعرفه ؟
اتسعت عينا الطبيب الصغير : طبعا فهو من الجراحين المشهورين
هز راسه : نستطيع الانتظار ، اليس كذلك ؟
__ نعم ولكن لوقت قصير
__ سياتي في خلال ساعة على الاكثر
__ نستطيع السيطرة على الحالة الي هذا الوقت
زفر براحة ليساله علي : كيف حال نور الان ؟
ارتعش فكة السفلي لسؤال علي الغير متوقع سيطر على غيرته ليقول بهدوء : بخير ، ستفيق بعد قليل
ابتسم لعلي ابتسامة متوترة : سأذهب حتى تجدني بجانبها عندما تستيقظ
انصرف سريعا ليذهب اليها ، فهو يعلم انها ستفيق بعد قليل
كالمرة الماضية ، ليتسمر عند رؤيته لهذا الشخص الكريه جالس بجانبها ويمسد على شعرها ، تصلب جسده ونفرت عروقه بدماء الغضب وهو يرى قربه من نور بهذه الطريقة
اتجه في عاصفة غاضبة وفتح الباب بقوة ليقف موجها نظرة كره اليه
جز على اسنانه وهو يرى ابتسامته الكريهة تلمع على شفتيه


ابتسم بسخرية شديدة وهو يرى نظرة الكره المطلة من عيني ياسين ليسخر من نفسه ، ابنتك تزوجت من هذا الشاب الذي لا تطيق وجوده ، هتف صوت داخله لنتخلص منه حافظ
قام من مكانه ليقف امام ياسين والابتسامة الخبيثة تلمع على شفتيه : ابتعد حتى اذهب فانا لا احبذ رؤيتك واكرهك كما تكرهني ولكني جئت لا طمئن عليها
ابتسم ياسين بتهكم وهو يبتعد عن طريقة ليخرجا الاثنان من الغرفة ويغلق ياسين الباب ، حتى لا تسمع نور حديثهما اذا استيقظت : ولماذا لم تطمئن على المسكين الذي سيموت بسببك ، ام انك لا تبالي به
اتسعت ابتسامة حافظ : اذن لقد اخبرك بالعداوة بيننا
نظر له ياسين متفحصا ليكمل: عجيب عمر، استأمنك على سر من أسراره الكثيرة التي لا يخبر بها احد
ألهذا الحد يثق بك ؟
ظهر الغضب جليا على وجه ياسين : اذن انت من وراء الحادثة بالفعل
نظر له وابتسم ليكمل وكانه لم يستمع الي ياسين : وهل اخبرك بباقي الاسرار ، ام اكتفى بالعداوة القائمة بيننا
نظر له ياسين بكره ليقول بحزم : لا تأتي الي هنا ثانية وانسى ان لك ابنة اخ ، هي الان زوجتي ولا اريدك ان تقترب منها ، واعلم جيدا انني لن انسى ثأري ابدا ولن انسى ثأر عمر ايضا
ضحك بتهكم : اذن لم يخبرك عمر بشأنها
ضاقت عينا ياسين ليكمل الاخر: نصيحتي ان تنسى موضوع ثأرك هذا لان لن تستطيع ان تثار من والد حبيبتك وزوجتك
نظر له ياسين وعيناه تقفز منها الاسئلة ليتبع بسخرية
شديدة :انها ليست ابنة اخي
اقترب منه بأسلوب مستفز وهمس بصوت سعيد تشوبه السخرية : انها ابنتي انا




اتمنى المفاجاة تعجبكم
والبارتين يحوزوا على اعجابكم
البارت الاول عيديتي
والبارت التاني هديتي ليكم
كل سنة وانتم طيبين
لا تحرموني من تفاعلكم و ردودكم
موعدنا السبت القادم باذن الله
القاكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 03-09-11, 09:29 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير على عيونكم يا صبايا
كيفكم واخباركم ؟
اتمنى تكونوا بخير
والعيد كان سعيد عليكم
اترككم مع البارت اتمنى يحوز على اعجابكم




الفصل الثاني و الثلاثون


انصرف سريعا ليذهب اليها ، فهو يعلم انها ستفيق بعد قليل
كالمرة الماضية ، ليتسمر عند رؤيته لهذا الشخص الكريه جالس بجانبها ويمسد على شعرها ، تصلب جسده ونفرت عروقه بدماء الغضب وهو يرى قربه من نور بهذه الطريقة
اتجه في عاصفة غاضبة وفتح الباب بقوة ليقف موجها نظرة كره اليه
جز على اسنانه وهو يرى ابتسامته الكريهة تلمع على شفتيه


ابتسم بسخرية شديدة وهو يرى نظرة الكره المطلة من عيني ياسين ليسخر من نفسه ، ابنتك تزوجت من هذا الشاب الذي لا تطيق وجوده ، هتف صوت داخله لنتخلص منه حافظ
قام من مكانه ليقف امام ياسين والابتسامة الخبيثة تلمع على شفتيه : ابتعد حتى اذهب فانا لا احبذ رؤيتك واكرهك كما تكرهني ولكني جئت لأطمئن عليها
ابتسم ياسين بتهكم وهو يبتعد عن طريقة ليخرجا الاثنان من الغرفة ويغلق ياسين الباب ، حتى لا تسمع نور حديثهما اذا استيقظت : ولماذا لم تطمئن على المسكين الذي سيموت بسببك ، ام انك لا تبالي به
اتسعت ابتسامة حافظ : اذن لقد اخبرك بالعداوة بيننا
نظر له ياسين متفحصا ليكمل : عجيب عمر ، استأمنك على سر من أسراره الكثيرة التي لا يخبر بها احد
ألهذا الحد يثق بك ؟
ظهر الغضب جليا على وجه ياسين : اذن انت من وراء الحادثة بالفعل
نظر له وابتسم ليكمل وكانه لم يستمع الي ياسين : وهل اخبرك بباقي الاسرار ، ام اكتفى بهذه العداوة القائمة بيننا
نظر له ياسين بكره ليقول بحزم : لا تأتي الي هنا ثانية وانسى ان لك ابنة اخ ، هي الان زوجتي ولا اريدك ان تقترب منها ، واعلم جيدا انني لن انسى ثأري ابدا ولن انسى ثأر عمر ايضا
ضحك بتهكم : اذن لم يخبرك عمر بشأنها
ضاقت عينا ياسين ليكمل الاخر : نصيحتي ان تنسى موضوع ثأرك هذا لان لن تستطيع ان تثار من والد حبيبتك وزوجتك
نظر له ياسين وعيناه تقفز منها الاسئلة ليتبع بسخرية
شديدة :انها ليست ابنة اخي
اقترب منه بأسلوب مستفز وهمس بصوت سعيد تشوبه السخرية : انها ابنتي انا

انتفض ياسين ليتبع الاخر بفحيح مؤكدا له مقولته : نعم انها ابنتي ، واذا لا تصدقني انظر لها انها تشبهني الي حد كبير
، ومن الان عندما تنظر اليها ستراني اطل من عينيها



انصرف من امامه وابتسامته تتسع وشعور الانتصار يجعله بحالة نشوى ، لم يكن يتخيل انه سيتخلص من هذا الياسين بسهوله هكذا ، فهذا الشاب المعتد بنفسه لن يستمر مع نور وهو يعلم انها ابنته ، واذا شك بكلامه سيراه بالفعل مطلا من عينيها فهي تشبه كما تشبه والدتها
ضحك بسخرية : ستاتين قريبا نور ،ستاتين ، لن تجدي احد سواي لتهرعي اليه




جمد ياسين عن الحركة و ووقف عقله عن التفكير لتتردد جملته بأذنيه ومن الان عندما تنظر اليها ستراني اطل من عينيها
هز راسه بقوة وعقله يردد : كاذب ، كاذب انه كاذب
مستحيل ، كيف تكون ابنته ، لا هذا غير حقيقي انها ابنة اخيه ، لف راسه لينظر اليها من زجاج باب الغرفة لتتسع عيناه من الصدمة ، انها تتفق معه بشبه كبير ، نعم تشبه والدتها مجملا لكن لون الشعر الفريد وطابع الحسن الذي لم يكن عند والديها ولون عينيها الفريد كمزيج بين لون عيناه مع لون عيني والدتها
ولكن كيف حدث ذلك ؟ كيف تكون ابنته ؟ضرب السؤال عقله
لتتجلى الحقيقة امام عيناه ، اذن امها خانت اباها مع هذا الحقير
ظهر الاشمئزازعلى وجهه وهو يستوعب الان انه تزوج من امرأة امها ***** خائنة واباها حقير ،لتاتي هي نتيجة خيانة وحقارة
شعر بالغثيان ليسرع الي دورة المياه ويفرغ كل ما في معدته


*************************


فاقت منذ قليل فلم تجد احدا بجوارها ، مما اقلقها بشدة فاختفاء ياسين من جوارها ينم عن حالة عمر الخطيرة
نظرت الي ساعتها لتجدها تشير الي التاسعة مساءا
شهقت رعبا فلقد نامت لوقت طويل ، اول ما جال بذهنها عمر لم تطمئن عليه لتقفز واقفة على قدميها لتشعر بدوخة خفيفة سيطرت عليها لتهرع الي الخارج وكل تفكيرها ينحسر بعمر


*************************


واقف منتظر خروج ياسر من غرفة العمليات وهو يذرع الممر بضيق وغضب شديد ، لا يستطيع السيطرة على الغضب الذي يملأه فعمر الوحيد الذي يستطيع نفي او اثبات ما اخبره به هذا اللعين
تذكر حالته المزرية وهو بدورة المياه و وكم قضى بعضا من الوقت لا يستطيع الحركة ويفرغ ما في جوفه كلما تذكر كلام حافظ اليه كره نفسه وقلبه الذي يحثه ان يذهب ليطمئن عليها ،و عقله يزأر بانها ابنة الرجل الذي تسبب في موت اباه ، وانها ابنة غير شرعية لا تليق به كزوجة ولا تليق بان تصبح ام اولاده
اومضت كلماتها عن جدها ومعاملته لها امام عينية ليقفز عقله للاستنتاج خطير ، كان يتعجب دائما عندما تذكر ان جدها كان يعاملها سيئا ،اذن هذا السبب الذي جعل جدها يقسو عليها ويتعامل معها بهذه الطريقة ، هذا هو سبب اصرار عمر على عدم لقائها بعمها ، اذن هو يعلم بذلك وهذا الكلام حقيقة لا مفر منها
تقيئ مرة اخرى وهو يسمع كلمات حافظ الكريهة تتردد في اذنيه ، انها ابنتي انا
كاد ان يبكي من شعور القهر الذي يسيطر عليه ولكنه تماسك اراد ان يذهب بعيدا عنها ولكنه لن يستطيع الانصراف الان ليس من اجلها بل من اجل عمر

تنبه على صوت هاتفه يرن ليجده ياسر ، وضع راسه تحت الماء البارد ليهدئ من أعصابه ويحكم السيطرة على انفعالاته ليخرج اليه فهو يأمل به ان يستطيع انقاذ عمر


خرج ياسر من غرفة العمليات ليسرع اليه : طمئني ، كيف حاله ؟
ابتسم ياسر مطمئنا : بخير الحمد لله ، اطمئن ، ولكنه يحتاج الي اجراء عملية اخرى ولكن لابد من ان ينقل الي المشفى الذي اعمل بها في القاهرة لان الامكانيات هنا ضعيفة ولن اغامر ان اجريها له هنا
نظر له متسائلا: هل سيحتمل الطريق ؟
أومأ براسه : نعم ، سيرسلون سيارة اسعاف مجهزة لنقله وسأكون الي جواره طوال الطريق لا تقلق
نظر ياسر الي ما وراءه لينظر اليه مستفسرا : زوجتك انها قادمة
عقد حاجبية ليظهر على وجهه الغضب والاستياء ليتأمله ياسر بتعجب من ردة فعله غير المتوقعة

وصلت الي طابق العمليات لتلمحه واقف والي جواره ياسر
تعجبت من رؤية ياسر ولكن نفضت التعجب عن راسها لتركض اليه لتساله عن عمر
وقفت الي جواره و شدته من ذراعه بلطف : كيف حال عمر؟ هل هو بخير ؟ هل حدث له شيء؟
نفض كوعه منها بشدة جعلتها تجفل ، ليرفع ياسر حاجبيه تعجبا من موقف صديقة الغير مهذب ليتظاهر انه لم يلاحظ ما حدث واجاب نور : لا تقلقي انه بخير ، وسننقله الي القاهرة الليلة ، وغدا بإذن الله سيكون في احسن حال
التفت الي ياسين ونظر له بقوة : سأذهب لاتصل بالمشفى ليستعدوا الي استقبالنا
انصرف من امامهما لتنظر اليه بتعجب وهي لا تفهم ما سر غضبة ولا سر نفضته ليدها وكأنها جمرة اشعلت النيران بذراعه سالت بتردد : ما الامر ياسين ؟
رفع راسه عاليا ودون ان ينظر لها قال بجمود : لا شيء
ابتعلت ريقها بصعوبة اثر البرودة التي لفحتها من صوته الجامد انتبهت على علي قادم نحوهم فآثرت الصمت
اقترب علي ليربت على كتفها بأخوة : كيف حالك يا صغيرتي ؟
التفت بحده لعلي وهو يسمع نبرته الحنون الموجهة اليها
لينقل نظرته الغاضبة الحادة بينهما ليبتعد علي بسرعة عنها ويحافظ على مسافة فاصلة بينهما اجابت هي بتوتر وخجل مما فعله ياسين ونظرته الغاضبة التي جعلت علي يبتعد عنها
__ بخير علي ، انا بخير الحمد لله ، ما احوال علياء الان ؟
رد بألم : لم تستيقظ الي الان
ابتسمت له مطمئنة : من الافضل لها ان تظل نائمة الي ان يصبح عمر بخير ، حتى لا تتعرض الي صدمة مرة اخرى
__ نعم معك حق ، والدكتور ياسر طمئنني على عمر وابلغني انه سينقل الي القاهرة وانا اريد لعلياء ان تستيقظ لنعود الي القاهرة ايضا ، حتى تكون بجانب عمر
__ ان شاء الله ستستيقظ وستكون على خير وما يرام
ابتسم : بعد اذنكم



انصرف وهو متعجب من ياسين لأول مرة يتعامل معه بقلة تهذيب ، فهو دائما مهذبا ودمث الاخلاق ، ثم الغضب الذي يقفز من وجهه لا يعلم سببه ، يا لغبائك علي من الواضح انه تضايق من اقترابك من نور وترتيبك على كتفها
انه غيور ولا يعلم علاقة الاخوة والصداقة التي تربطك بها
ثم انها الان زوجته ، وانت بالنسبة اليه غريب عنها ومن حقه ان يغير عليها ويمنع أي شخص يحاول الاقتراب منها


واقفة امامه وهي تشعر بالصدمة والدهشة تغلفها فالطريقة التي تعامل بها مع علي كانت في قمة عدم التهذيب وكانه عاد الجلف الذي تعاملت معه لأول مرة
تنحنحت : هل سنعود الي المنزل ام سنبقى هنا ؟
رد بجمود : سنعود الي القاهرة ، لقد طلبت من نهى ان تجمع اشيائنا لنعود جميعا ، فلا ارى فائدة من جلوسنا هنا وعمر سينقل الي القاهرة
هزت راسها موافقة ليكمل امرا بتسلط : هيا سأدفع حساب المشفى لنعود
تركها مسرعا لترفع حاجبيها بتعجب وتشعر ان قلبها يئن من معاملته الجافة لها اهدئي نور اكيد متعب او متضايق من حركة علي العفوية ، انت تعلمين انه غيور جدا تحمليه الي ان يهدئ ثم تكلمي معه
تبعته في صمت وعندما انتهى مما كان يفعله همست : ياسين
__ اممممم
__ اريد ان اذهب لأرى علياء قبل انصرافنا
هز براسه موافقا دون ان ينظر اليها لتسرع في الذهاب الي صديقتها وهي تفكر من الجيد انه وافق قبل ان ينقلب حاله ويتذكر علي فيمنعها من الذهاب

انصرفت من جانبه ليغمض عينيه مرغما نفسه الا ينظر اليها ولكن هيهات فتح عينيه سريعا لينظر الي اثرها وهو يشعر بقلبه يتمزق ، كم يريد ان يركض خلفها ويضمها بين ذراعيه
وكم يشعر بالنفور منها كلما تتردد كلمات هذا البغيض بأذنيه لتذكره بمنبتها الحقير ، تصلب جسده واقشعر بدنه لهذه الافكار ، ليغمض عينيه الما ويذهب بخطى بطيئة لينتظرها بالسيارة


اسرعت بخطاها لترى صديقتها وتطمئن على حالها
وجدت علي بالغرفة ليبتسم لها مرحبا دلفت الي الغرفة واقتربت من فراش صديقتها ، وجلست بجوارها
احتضنت يدها بكفيها لتسقط دموعها بألم على الحال الذي آل اليه اقرب الناس اليها ، لا تعلم ماذا ينتظرها بعد ذلك
بدون هما ستصبح وحيدة لا عائلة لها ، لطالما كانت علياء اختها وصديقتها وكاتمة اسرارها
اقتربت اكثر منها لتقبل جبينها وتهمس لها : لا تقلقي علياء عمر بخير الطبيب طمئنني عليه ، هيا كوني قوية لتطمئني عليه انت الاخرى وتكوني بجانبه الايام القادمة سيكون بأشد الحاجة اليك
انهمرت دموعها بغزارة وهي تبتعد عن صديقتها ، لا تريد فراقها وتريد ان تظل بجانبها ولكنها تريد الاطمئنان على عمر ايضا
دموعها الغزيرة جعلت الرؤية عندها معدومة لتتعثر رجليها ببعضهما فتسقط واقعة


شعر علي بالإحراج من تواجده معها بالغرفة ليخرج بهدوء ويتركها بمفردها قليلا الي ان تنتهي من الاطمئنان على علياء
وقف بجانب الغرفة وهو ينظر اليهما من الزجاج يشعر بقلبه ينفطر على رؤية نور وهي حزينة بهذا الشكل ويتمزق الما على مظهر اخته اليائس
انتبه على نور وشعر انها تبكي ليراها وهي تتعثر لتسقط ارضا
اندفع الي الحجرة راكضا ليصل اليها ويجثو على ركبتيه بجوارها : نور ، انت بخير
نظرت اليه بعينيها الدامعتين : نعم علي تعثرت فقط فوقعت
امسكها من ذراعيها ليوقفها : هل تستطيعي المشي ام اوصلك الي الخارج
هزت راسها نافية : انا بخير ، لا تقلق


جلس قليلا بالسيارة وهو يشعر انه يجلس على حقل من الشوك ، يلعن نفسه على موافقته بان تذهب بمفردها لتطمئن على علياء ، تذكر المرة الماضية وانها تنهار عندما ترى صديقتها بهذا الشكل ليخرج من السيارة مسرعا ويدفع الباب بعنف خلفه مفرغا شعور الضيق والغضب من نفسه بإغلاقه لباب السيارة
اسرع ليذهب الي غرفة علياء ليرى علي وهو يمسك بها من ذراعيها ويقترب محدثا لها ليشعر بالدماء تندفع الي راسه الذي يفور مما يراه امامه ليندفع سريعا الي الداخل

انتفضت نور من دخوله المفاجئ الي الغرفة ليجفل علي منه ويتعجب من التعبير الغاضب المرسوم على وجهه
تكلم علي بهدوء وهو يشعر بان علية تبرير ما جعله ممسكا لنور بهذه الطريقة: من الجيد انك اتيت فنور تعثرت لتسقط على الارض وانا اظن ان كاحلها تأذى وكنت اعرض عليها المساعدة وان اوصلها الي الخارج ولكنها رفضت ، كنت سآتي اليك لأخبرك ان تأتي لتسندها الي الخارج
نظر اليها غاضبا ليقول بجمود : شكرا علي ، اراك على خير
تقدم ليمسكها من رسغها ويشدها بقوة ليسالها دون النظر اليها
__ هل تستطيعين المشي ؟
همست : نعم
__ حسنا هيا
سحبها من ذراعها وراءه بقوة دون مراعاة لحالة قدمها ، تأوهت اكثر من مرة وحاولت ان تخلص ذراعها من قبضته القوية ولكن كلما حاولت الخلاص شد قبضته عليها اكثر زاد الالم عليها لتصرخ بشكل مسموع : اتركني

التفت اليها بحده وهزها من ذراعها بعنف : هل جننت؟ لماذا تصرخين ؟
نفضت ذراعها من قبضته بقوة ، ليؤلمها ذراعها بشده اكثر من ذي قبل وتقول من بين دموعها : رجلي تؤلمني وانت تسرع بخطواتك ، وانا لا استطيع ان اجاري خطواتك السريعة

انفطر قلبه وهي تتحدث ليستشف الالم من نبرتها رفعت راسها اليه ونظرت من بين دموعها لتخبره انها غاضبة من معاملته الجافة لها
ابحر في نهر دموعها قليلا لينسى غضبه واقترب منها ليهدئها ويطمئن عليها هم بان يضمها الي صدره ليتردد صوت كريه بأذنيه انها ابنتي انا ليبتعد مندفعا ويتنفس بقوة
وهو يضم يديه حتى يستطيع السيطرة على اعصابه قليلا
ليقول بجمود وهو يسبقها بخطواته : تعالي لنذهب ونطمئن على كاحلك بم اننا هنا

نظرت له بتعجب عندما انتفض مبتعدا عنها لترتسم اكبر علامة تعجب على وجهها وهي ترى صدره يعلو وينخفض بقوة وهو يتنفس كانه يدير معركة حربية
لتصدم من نبرته الجافة الجامدة وهي تراه ينصرف من جانبها وكأنها لا تعنيه
تبعته بهدوء وهي مصدومة منه وتفكر فيما حدث ليجعله يتعامل بهذه الطريقة الغريبة عليها



خرجا من المشفى بعد ان اطمأنت على كاحلها وانها تستطيع المشي عليه وامرها الطبيب بعدم اجهاده والحركة القليلة الضرورية اليومين القادمين
وجدت ياسر امامهم مبتسما : عربتي الاسعاف وصلت
نظرت اليه مستفهمة ليكمل : سننقل عمر وزوجته الليلة الي القاهرة وغدا بإذن الله ستستطيعين التحدث الي عمر
تهلل وجهها بسعادة : حقا
__ نعم ، سيفيق غدا ثم ننتظر يوما اخر لإجراء العملية المتبقية ، لابد لنا من الانتظار لنتأكد ان هذه العملية نجحت على اكمل وجه
ابتسمت : شكرا جزيلا ياسر ، انا ممتنة لك بشدة
__ لا تشكريني نور ، انا طبيب ومارست عملي لا اكثر
رفع نظره الي صديقه ليجد عيناه قاتمه جامده كالصخر
نظر له بهدوء محاولا الفهم لما به ليشيح الاخر بوجهه بعيدا عنه وهو يتمتم : شكرا ياسر ، سنذهب نحن وطمئني عند وصول عمر واستقرار حالته

تركه وانصرف لينظر اليه ياسر مدهوشا منه يشعر بحدوث امر جلل ، فياسين متقوقع على نفسه كما كان بعد وفاة والده
سيعلم ما به عندما تتيح له الفرصة

وصلا الي القصر بعد طريق طويل قضت معظمه نائمة فياسين لا ينطق معها بحرف ، حاولت اكثر من مرة ان تتكلم معه وان تفهم منه سبب غضبه منها ولكنه كان يتجاهل كلامها عمدا ولا يجيب عليها
شعرت ان لا فائدة من التحدث معه فآثرت النوم على ان تظل تترجاه ليتكلم معها


تنهد براحة عندما وضع قدميه بالقصر ، يشعر بالسكون يخيم عليه فها هو وصل الي ملاذه وملجاه بعيدا عن كل شيء
يريد ان يجلس بمفرده ليفكر ويقرر ماذا سيفعل بشأنها
لا يستطيع ان يقضي بقية حياته مع ابنة عدوه وقاتل اباه
ولا يستطيع الابتعاد عن ملكة قلبة و حبيبته
يشعر بانه مبعثر ومتمزق بين قلبه وعقله
ذراعيه تريد ان تضمها اليه وعيناه تريدها ان تختفي من امامه
نظر اليها وهي صاعدة الي الاعلى ليخفق قلبه بجنون اسرع بخطواته وهو لا يفكر بشيء اخر غير ان يضمها بين ذراعيه
ليتوقف مرة واحدة عند اول السلم ويضغط قضبته بقوة متمسكا بجدار السلم حتى لا يتقدم اكثر من ذلك

شعرت بخطواته السريعة لتلفت اليه وتنظر بدهشة من توقفه المفاجئ وقبضته المتمسكة بجدار السلم كانه على وشك فعل شيء لا يريد فعله لتقول بهدوء : الن تأتي ؟

نظر اليها بعينين قاتمتين وهم بالرد عليها ليفاجئ بنزول انجي من اعلى السلم وهي حاملة حقيبة سفر وتنزل متسللة
ضيق عيناه ليفهم ما يحدث امامه ليرى اخاه يتبعها ببطيء
قال بقوة : اين انت ذاهب يوسف ؟
صدما الاثنين من وجوده لتضع انجي حقيبة السفر من يدها
وتندفع الي نور وتحتضنها بين ذراعيها : كيف حالك نور ؟
ابتسمت نور بامتنان : انا بخير انجي
نزل يوسف بسرعة اكبر من مقدرته ليقترب منها : كيف حال عمر ؟ هل هو بخير ؟
نظرت اليه : بخير يوسف ، الحمد لله
__ اصعدي معها انجي لتستريح
صعدا الاثنتين ليلتفت الي اخاه ليسال ياسين : الي اين ذاهب يوسف ؟
تنفس بقوة : كنت سآتي اليك ، لم استطيع الانتظار وانت هناك بمفردك
ابتسم ياسين ممتنا: ولماذا تنزل متسللا هكذا ؟
ابتسم يوسف بشقاوة : لم اخبر امي ، لأني اعلم جيدا انها سترفض سفري وانا بهذا الشكل
نظر له معاتبا: طبعا، كيف ستقود السيارة يوسف ؟
__ انجي تستطيع القيادة، هيا ياسين اصعد لتستريح من هذا اليوم الشاق
__هيا بنا
حمل ياسين الحقيبة واتبع اخاه بصمت وهو لا يريد الصعود
للأعلى ، فهو الي الان لا يعلم ما سيفعل معها


دلفت هي وانجي الي جناحها لترتب انجي علي كتفها
__ ان شاء الله ستطمئنين على عمر وستصبح الامور بخير
__ ان شاء الله
__ هيا نور ادخلي لتأخذي حماما يريح اعصابك وتتخلصي من هذا اليوم الشاق ، ساعد لكي ملابسك وانت اذهبي
دفعتها بلطف الي داخل دورة المياه لتفتح دولاب ملابس نور
فهي ساعدت نهى في ترتيب ملابس نور
صدمت عندما وجدت القمصان الحريرية بترتيبها هي ونهى كما ان نور لم تلمسها
اعدت لها ملابسها لتنصرف من الجناح بهدوء وهي تفكر بهذه الانسانة الخجولة لأقصى درجة
وجدت ياسين امامها لتبتسم له : حمد لله على سلامتك ياسين
__ الله يسلمك انجي ، تصبحين على خير



دخل الي غرفة النوم وهو يشعر بالترقب يتملكه فمشاعره مضطربة
لم يشأ ان يذهب الي امه حتى لا تشعر به وتصر ان تفهم ما السبب وراء ضيقه ، فهو امام والدته لا يستطيع ان يخفي ما به
ذهب الي دورة المياه الاخرى ليستحم ويبدل ملابسه
خرج ليجدها مرتدية بيجاما حريرية كحلية اللون مكونة من توب بحملات رفيعة وبنطلون قصير ضيق يصل الي ركبتيها تظهر بشرتها البيضاء بلونها الجميل
رمش بعينيه ليتخلص من تأثير جمالها عليه ولكنه لم يستطع ان يحول بصره من عليها وهي جالسة و تضع الدواء الذي كتبه لها الطبيب ، نظر الي ساقها المصقولة ليذهب ويجلس بجانبها ليشد انبوب الدواء من يدها ويدلك كاحلها ببطء وحنان
نظرت اليه بهيام لتساله : ما بك ياسين ؟ اشعر انك متضايق من امر ما
زفر بضيق ليقول دون ان ينظر اليها : لا شيء نور
لا اريد ان اتحدث ، اريد ان استريح
قالت هامسه : اشكرك ياسين على ما تفعله من اجلي
امسك يديها وادار بصره عليها لتلمع الرغبة بعينيه ليشدها اليه بقوة وهو يقبلها بتطلب غير معتادة عليه : اريدك نور


*********************

واقف ينظر الي عمر من خارج الغرفة وهو يلعن نفسه على ما فعله البارحة ، كان عنيفا معها ، لم يستطع السيطرة على شعور الرغبة الذي امتلكه ولكن عندما نظر الي عيناها ترددت كلمات حافظ بأذنيه ليشعر بالكره يعلو داخل صدره ليصبح عنيفا معها دون ان يستطيع ان يسيطر على اعصابه
ضرب راسه بالزجاج نادما على الرعب الذي سببه لها
ونادما على اقترابه منها
انتبه على يد تربت على كتفه ليلتفت ويجده ياسر
__ ما بك ياسين ؟ ولا تقل لا شيء ، انك متعب وضايق من شيء هام ، اخبرني لتستريح
نظر الي صديقة : لا اريد ان اتحدث ياسر ، جئت لأطمئن على عمر
__ جئت فجرا لتطمئن على عمر ، مظهرك لا يدل على انك ذقت طعم النوم
هز راسه موافقا : نعم لم استطع النوم
صرخ ضميره كيف تستطيع النوم بعد ما فعلته بها
زفر بألم ليرتب ياسر على كتفه : ادخل اجلس بجانب عمر احتمال كبير ان يفيق بعد قليل
هز راسه ليدلف الي غرفة عمر لينصرف ياسر وهو يعبث بهاتفه ليتصل بمريم ليطمئنها على احداث الليلة الماضية
__ اهلا حبيبتي ، كيف حالك ؟
__ بخير ، كيف حالك انت ؟ وما اخبار عمر ونور وياسين
ابتسم : جميعهم بخير حبيبتي ، اسمعي سأعود بعد يومين واذا تريدي ان تأتي حتى انتهي مما افعله هنا لنعود معا ، كيفما تشائي
__ لا اعلم ياسر ، الاولاد مسرورين بالبحر و ياسين يعتمد عليه بالفعل ، اصبح رجلا ياسر ، وانا فخورة به فعلا
ابتسم لسماعه ان هناك رجلا يحل محله ويستطيع الاعتماد عليه وهو بعيد ، لينقلب وجهه الي الاستياء لرؤيتها وهي اتية بمشيتها الغنجة وزينتها المبهرجة التي لا تلائم التوقيت ولا وجودها بالمشفى ، تقدمت بخطوة سريعة في اتجاهه وهي تبتسم باتساع ليتوتر وتدور مقلتيه فهو لا يريد ان تسمعها مريم وخطواتها ناحيته تنبئه انها اتية من اجله
قال بتوتر : حسنا مريم سأغلق الان وسأتصل بك لاحقا
انزل الهاتف من على اذنه لتقترب منه : اهلا حبيبي
عدت سريعا ، الم تقوى عن الابتعاد عني ، اليس كذلك ؟
مدت شفتيها بلونهما الاحمر المصبوغ ممثلة الزعل : مع اني غاضبة منك لمعاملتك الجافة لي بالهاتف
نظر اليها بازدراء وهو يلوم نفسه على انجذابه اليها
دارت نظراته عليها ليكتشف ان كل شيء بها صناعي من عينيها الملونة بفضل العدسات اللاصقة الي لون اظافرها المصبوغة باللون الاحمر القاني
كم يشعر بالاستياء من نفسه لأنه فكر بها ولو ثواني
فهي لا تقارن بمريم في شيء ، فحبيبته وزوجته درة رزقه بها الله ولكنه لم يكن على علم بمدى قيمتها بحياته
انتبه على صوتها الغنج : ياسر لم لا تجيبيني
نظر لها بحزم : دكتور ياسر لو سمحتي ، نعم دكتورة سلمى ماذا تريدين ؟
اصفر وجهها من جديته ونظرته الحازمة : ما بك ياسر ؟
نهرها بعنف وصوت منخفض : من سمح لك ان تناديني بدون القاب ، هل تريدين شيء خاص بالحالات ام ماذا ؟
تلعثمت لتقول بصوت يكاد ان يسمع : المعذرة ظننت ان مسموح لي بمناداتك باسمك الاول
__ لم اذن لك ابدا بذلك ، هل تريدين شيئا ؟
نظرت اليه بنظرة مغوية : كنت اريد ان اطمئن عليك ، واعلم هل عدت من اجلي ؟
عقد حاجبيه : لماذا اعود من اجلك يا دكتورة ؟
اكمل وهو يقاطعها بإشارة حازمة من يده : من الواضح ان يوجد فكرة لديك غير حقيقية ، او حدث لك التباس انا السبب فيه ، علاقتنا نحن الاثنان كما قلت لك سابقا ،لن تتعدى الطبيب وتلميذته ، فانا بمنزلة اخاك الكبير ليس الا ، ومعاملتي الحسنة لك ما هي الا ثناء على مهاراتك و تفوقك فانت طالبه نجيبة تستحقي ان نعتني بك وندفعك لان تتميزي
وانت طلبتي مني من قبل رائي في ترشيحك للبعثة وانا قدمت طلبك اليوم للدكتور عبد العزيز مدير المشفى ومعه جواب توصية مني انك تستحقين البعثة
نصيحتي اليك ان تبحثي عن مستقبلك فستصبحين جراحة قلب مشهورة ، بعد اذنك
تنهد براحة وهو ينصرف من امامها ، يشعر بانه تخلص من الثقل الذي كان يخيم على صدره



تركها وانصرف وهي في حالة صدمة لما قاله ، كانت تتوقع ان بمطاردتها اليه سيستجيب اليها ، وعندما بدا في تبادل الاحاديث معها بشكل غير رسمي قليلا ظنت انه انجذب اليها
لكنه الان بعثر لها جميع اوراقها ، ما بك سلمى ما تريدينه منه فعله ، انت تريدين ان يعلمك جيدا ويعطيك خبرته وهذا لم يقصر به يوما ، تريدين الذهاب الي البعثة وكل هذا الاهتمام به كان من اجل هذا السبب حتى لا يرشح احدا غيرك ، رغم انكي تعلمين جيدا انه كان سيرشحك انت دونا عن الاخرين من اجل تفوقك و مهارتك العالية
ولكن ليس له أي حق في ان يعاملني بهذه الطريقة
ابتعدي عنه سلمى ، فهو متزوج ولدية اطفال ثم انت تعلمين جيدا انه يحب زوجته ، فهو لم ينفك ان يتحدث عنها عندما كان يتحدث معك ، لا لن اتركه ليس لديه الحق ان يعاملني كأني حشرة لا اهمية لها





بعد ان طلب منها بتوتر ان تغلق الهاتف لم تستجب له بل ظلت واضعة الهاتف على اذنها وهي تشعر بترقب
لا تعلم ما سره ، صعقت عندما سمعت صوتها الغنج لتحبس انفاسها توقعت ان يغلق ياسر الهاتف ولكنها وجدت ان الاتصال لازال موجود لم يقطع
وضعت الهاتف على اذنها وهي ترهف سمعها لتعلم ماذا يحدث بينهما
شعرت بالسعادة تغمرها وهي تسمع حديث زوجها الحبيب
لهذه الطبيبة الصغيرة ليطمئن قلبها وتقرر انها ستعود اليه
لن تجلس هنا دقيقة واحدة زيادة وهو يجلس بمفرده في القاهرة
اغلقت الهاتف بعدما انتهى حديثهم لتتجه الي غرفة ياسين
لتوقظه وتخبره بان عليهم العودة من اجل والده



******************


رن الهاتف بجانبه ليجبر نفسه على الاستيقاظ وينظر الي الساعة ليجد انها الخامسة صباحا ،مد يده ليرد عليه وهو يلعن من يتصل في هذا الوقت
__ السلام عليكم
انتصب جسده واستيقظت حواسه كلها وهو يسمع صوت علي لينظر بجانب عينه اليها ويتأكد انها نائمة ليتحرك بهدوء من جانبها ، فمن المؤكد ان علي يحمل اخبار غاية في السوء والا لم يكن ليتصل بهذا الوقت
همس : وعليك السلام علي ، ما الامر ؟
تنحنح علي : المعذرة لأني ايقظتك الان ، ولكن عمر تعرض الي حادث سيارة وهو يرقد في المشفى وانا اريدك ان تأتي ببسنت صباحا لترافق علياء
__ لا حول ولا قوة الا بالله ، حاضر علي ، لا تقلق
عندما تستيقظ سآتي بها اليك ، باي مستشفى هو ؟
ابلغه باسم المشفى ليغلق الهاتف وهو ينظر اليها ، لم تستيقظ الي الان مما يقلقه بشدة ، ولكنه سال الطبيب منذ قليل وطمئنه انها في الصباح ستكون بأحسن حال ولذلك يريد ان تكون بسنت ووفاء الي جوارها فهو اتصل بجمال ( زوج وفاء )وابلغه ايضا ولكنه فضل الا يبلغهما بان علياء كانت مع عمر ، حتى لا يضطربا ، وعندما تأتيان ستقدران حالة علياء ويتماسكا من اجلها




********************



بعد دخوله الي غرفة عمر جلس على الاريكة المتواجدة بالغرفة واسند راسه وهو يلوم نفسه مائة مرة على ما فعله
نظر اليه وهو يؤنب نفسه بعنف على انه لم يصن الامانة التي امنه بها عمر ، استمع الي هذا الحقير ولم يأت الي ذهنه انه قصد ان يفعل به ذلك حتى يقلب حياة ابنة اخيه
مرر يده في خصلات شعره بضيق وشده بعنف اوضح ضيقه من نفسه اقترب من عمر وجلس بجانبه ليمسك يده ويهمس : انا اسف عمر ، لم اعتني بها جيدا ، جرحتها وانا متعمد حتى تبتعد عني ، لن اقوى على العيش معها وانا اراه يطل من عينيها كل يوم
اغمض عينيه الما ليكمل : ولا اريدها ان تبتعد عني ، لا اريدها ان تبتعد عني
اتكأ على ظهر الكرسي وسند راسه عليه وهو يتنفس بضيق ليسمع همس صادر من عمر ليقترب منه سريعا
__ عمر هل تتكلم معي ؟
سمع همهمة من عمر ليحثه قائلا : انا اسمعك ، هل تريد شيئا؟
همس عمر : لا تجعلها ترى عمي ، احمها ياسين منه ، لن تستطيع ان تحتمل الصدمة ، وهو سيصر على ان يخبرها
لا تدعها تقابله ياسين
صعق من كلمات عمر ليساله : هل هي ابنته فعلا ؟
لم يجبه عمر ، ليهزه ياسين بلطف : عمر ، هل هي ابنته ؟
لم يصدر من عمر أي صوت ليزفر بضيق ويرن جرس الممرضة
لتاتي مسرعة اشار اليها في قلق : انه لا يجيبني ، توقف عن الكلام فجأة
اقتربت الممرضة من عمر وفحصته لتبتسم له مطمئنة
__ اطمئن سيدي انه لا زال نائما لم يفيق بعد
نظر لها ياسين غاضبا : كان يتكلم معي ، ثم توقف فجأة عن الكلام
ابتسمت مرة اخرى : من المؤكد انها تخاريف البنج
ردد بصدمة : تخاريف البنج
ردت وهي تنصرف : نعم ، لا يستطيع الاستيقاظ الان ، فتأثير العملية قوي ، من المحتمل ان يستيقظ بعد اربع ساعات ، واذا تحدث باي شيء الان تكون تخاريف من اثر البنج
نظر اليه بدهشة وهو يردد : تخاريف البنج
وهل هذه التخاريف حقيقية ام خيال ؟
الن تستطع ان تريحني عمر ؟ الن تستطيع ان تخبرني بالحقيقة ؟
تنهد لينصرف من امامه وهو يعلم جيدا ان ما ردده عمر كان حقيقيا ولكنه لا يريد تصديقه



*******************


جالسة بالحديقة وهي تشعر باستمتاع شديد بهذه النسمات الصباحية الرقيقة التي تلامس بشرتها بحنان وتتلاعب بخصلات شعرها في دلال
اقترب وجلس بجانبها واحاطها بذراعه ليهمس لها : احبك نور ، لا استطيع الابتعاد عنك ، ولكني اريدك ان تبتعدي عني ، لا اريدك بحياتي بعد الان ، انت تشعريني بالنفور منك ومن نفسي
رمشت بعينيها من المفاجأة وكلماته الجارحة لتجد نفسها جالسه بصحراء شاسعة لا يوجد امامها الا الرمال الصفراء
انتفضت واقفة لتنظر حولها فلا تجد الا اللون الاصفر ، التفتت تبحث عنه ولكنها لم تجده ركضت لتبحث عنه وتخبره انها لن تستطيع الابتعاد عنه ، فهو حياتها كلها
نادت عليه اكثر من مرة لتشعر بالتعب وتسقط باكيه

استيقظت على ارتطامها بالأرض واثار دموعها على خديها
بكت بألم اثر وقوعها واثر ما حدث البارحة بينهما
كان عنيفا بشكل مرعب ، ارعبها وزاد المها ولكنه نحرها ببساطة عندما ردد على مسامعها انه لا يريدها بحياته و انها تشعره بالنفور
مسحت دموعها بكفيها ووقفت ، لتتحرك ببطء ناحية دورة المياه لتستحم وترتدي ملابسها لتذهب الي عمر
فهو الان اهم من أي شيء حدث بينها وبين ياسين
شهقت بألم وهي ترى اثار يديه وشفتيه على جسدها تاركة علامات زرقاء مخيفة ، ذكرتها بالرعب الذي عاشته البارحة
اجهشت بالبكاء وهي لا تعلم ما الذي فعلته جعله هكذا
خيل اليها البارحة انه شخص اخر ، لم يكن ياسين الذي احبته و تزوجته كان يشبه عليها شخص اخر لتتذكر احلامها التي كانت تزعجها باستمرار
وضعت كفها على شفتيها وهي تنظر الي نفسها بالمرآة وعيناها تتسعان رعبا ، اذن احلامها كانت حقيقة لم يكن يريدها زوجة بقدر ما ارادها كامرأة ، والان يتخلص منها بسهولة لأنه مل منها
دخلت تحت المياه وهي تهز راسها بعنف لا تصدق هذا الاستنتاج ، كان جيدا معها الي ان تعرضت الي الاغماء
، لا تعلم سبب تغيره من ناحيتها ولكنها لن تستطيع ان تظل معه بعد ما فعله معها ، الي اين ستذهبين نور ؟
عمر بالمشفى راقد بين يدي الله ، وعلياء ايضا متعبه بشده
اذن ستنتظر الي ان يصبح اخاها بخير ،ولكنه لن يلمسها مرة اخرى ، ليس بعد ما فعله معها وبعد ما قاله لها
نظرت الي نفسها بالمرآه وتنهدت : سأنتظر الي ان يفيق عمر ويصبح بخير وسأتركه
دمعت عيناها لتتنفس بقوة وهي تهمس لنفسها : كوني قوية نور ، لا يستحق قلبك ولا حبك ، فهو يريدك ان تبتعدي عنه
ابتسمت بألم : لنبتعد عنه كما يريد




لا تبخلوا عليا بارائكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم
موعدنا الاربعاء القادم
باذن الله
الي اللقاء

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 07-09-11, 07:13 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثالث والثلاثون



جالسة امام حوض زهورها المفضل تعتني بأزهارها الغالية
وجدته يقترب بخطواته السريعة نوعا ما ليجلس بجانبها ويقبل اذنها كما يفعل دائما ابتسمت برقة ليهمس لها : احبك نور
استنشقت الهواء بقوة ليتغلل عطره النفاذ ويملئ خلايا جسدها لتنظر له بحب وترفع اناملها وتمررها برقة على ذقنه ذا الشعيرات الصغيرة وتقترب منه مقبلة شامته الحبيبة
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تذهب بعقلها بعيدا و تجعلها اسيرة لعينيه الرماديتين ليقول والسخرية تعلو بصوته
__ انا حصلت عليك نور ، لا اريد شيء اخر ، ابتعدي عني
انكي تشعريني بالنفور
دمعت عيناها من جراح قلبها التي تنزف ،لتأن بصمت وتنهمر دموعها بغزارة ، انتفضت عندما احكم ذراعة على خصرها ليضمها اليه ، وصرخت به : ابتعد عني
دفعته بعيدا عنها لتسقط واقعة

تنفست بقوة وهي تتمتم : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نظرت حولها لتجدها واقعة على الارض كالأيام الماضية
نفس الحلم البشع الذي يداهمها ، ليشعرها بضعفها
ويخبرها بجرحه القاسي الذي لم يذهب عن بالها ابدا
رفعت راسها لتراه ينظر اليها بجمود ويقول بغضب
__ الن نستريح من احلامك هذه ، اريد ان انام ليلة واحدة طبيعية ، لا اريد ان استيقظ من نومي كل يوم على صراخك ووقوعك الي الارض
نظرت له بألم الا يكفيه ان قلبها يئن بسببه ، الا يكفيه انه جرحها بسهولة وطلب منها الابتعاد عنه ،قالت بقوة فلقد طفح الكيل منه : لا احد يجبرك على ان تنام بجانبي ، الجناح واسع وبه اكثر من غرفة ، ثم قصركم الكبير هذا تستطيع ان تختار أي غرفة لتنام بها
تركته ودخلت الي دورة المياه لتبكي بصمت فلا تريده ان يستمع الي اناتها ولا بكائها ، شعرت بالأيام الماضية انه يقصد ان يجرحها متعمدا ، يقصد ان يؤذيها بكلماته
مر عشرون يوما عليها ، وهي تصبر وتتحمل من اجل عمر
وها هو اليوم سيخرج من المشفى بكامل عافيته
عاد سندها اليها ، ولن تحتمل هذا الياسين مرة اخرى



رفع حاجبية دهشتا منها ومن رد فعلها فلأول مرة تجيبه او ترد عليه ، لا ول مرة تعلن الحرب وترد على اساءته لها
عندما عاد مساءا بعد يوم طويل وشاق في العمل الذي يتعمد ان يمضي يومه كله به حتى لا يعود ويحتك بها او يتعامل معها كالمرة السابقة ، وجدها نائمة وهي مرتدية قميص قطني قصير الغطاء منحسر عن جسدها ليكشف ساقيها المصقولتين ويجعل قلبه يئن شوقا والما من ابتعادها عنه
فهي منذ اخر مرة لهما معا ، تتعمد ان تبتعد عنه ، وتكاد ان تتحدث معه ، لام نفسه كثيرا على عدم تحكمه بمشاعره ولا سيطرته على نفسه ، ولكن ها هي النتيجة ياسين ، عاد كلا منكما الي قوقعته القديمة وكلا منكما متمسك بها ولا يريد ان يتنازل عنها
بدل ملابسه ليأتي وينام بجوارها ضمها الي صدره بحبه الدفين الذي يخفيه هذه الايام ، لتنقلب وتبتسم له برقه
ليهمس بدون وعي منه : احبك نور
تنفست بقوة ورفعت اناملها الرقيقة لتمررها على ذقنه
وترفع راسها اليه وتقبل شامته ليشعر بقلبه يرفرف من الشوق ابتسم لها وهو يضمها الي صدره بتملك وتطلب
فهو لا يقوى عن الابتعاد عنها اكثر من ذلك
هم بان يقبلها ليرى دموعها الغزيرة تنهمر على وجنتيها ليندهش ثم يفاجأ بها تدفعه بعيدا عنها وهي تصرخ : ابتعد عني
لتقع من الفراش وهي تبكي ، لم يستوعب الامر في اوله
لينتبه انها كانت تحلم شعر بالغيرة تمزقه من هذا الذي تبتسم له وتمرر اناملها على ذقنه وتقبله ايضا
ارتدي قناع الجمود لتتحول غيرته الي قسوة فتنفلت الكلمات من شفتيه غصبا عنه ، ليجرحها مرة اخرى
نادم على ما يفعله معها ولكنه لا يرى سبيلا اخر الي التعامل معها غير ذلك ، يريدها ان تبتعد عنه ، ويريدها ان تظل بجانبه ، الغيرة تنهشه كلما راها تتكلم مع احمد او يوسف
وشيطانه يوسوس له بأشياء بشعه ، وعقله يرفض الاستيعاب
لكن يعود شيطانه للوسوسة اليس يقولون ان البنت شبيهة امها ، لم لا تكون مثلها ، نفض راسه بقوة لا نور ليس كذلك
نعم هي تشبه امها لدرجة كبيرة ولكن في الشكل فقط
صرخ ضميره بقوة : حرام ياسين ، انت تعرفها جيدا
فهي ذات اخلاق رفيعة وتربيه عالية ، همس شيطانه : اذن لماذا كان جدها يعاملها هكذا ، ارحم نفسك وعقلك ياسين ولا تفعل ذلك بها ، انها زوجتك حبيبتك ، التي لم ترى مثلها
زفر بضيق ليتمتم بألم : يا ليتني ما رايتها ولا وجدتها
احبها ولا اقوى عن الابتعاد عنها ، ولكن عقلي لا ينفك عن التفكير بما اخبرني به هذا اللعين
زفر بضيق وهو لا يستطيع ان يحكم السيطرة على صرخات قلبه المجنونة التي تنادي عليها بشوق جارف

خرجت من دورة المياه لتجده مستيقظ ، سرت الرعشة بأطرافها ، فهي لا تنكر خوفها من ردة فعله على كلامها معه
نظرت له بقلق وذهبت الي دولاب الملابس لتنتقي شيئا ساترا ترتديه فنظراته لها غير مطمئنة


انتبه لها وهي خارجة من دورة المياه مرتدية روب الاستحمام ، لينظر اليها بقوة وهو يتمنى ان نظره يستطيع اختراق هذا الروب السميك ليرى جسدها الجميل
زفر بضيق من افكاره ولعن قلبه الذي يقفز ويصرخ به بجنون ان يذهب اليها ويضمها الي صدره ويعيد الامور بينهم الي نصابها الصحيح
مرر يده بعصبية داخل خصلات شعره ليقول بتسلط : هل سأنتظر كثيرا ؟

صعقت من تسلطه الواضح بنبرة صوته لتلتفت اليه بقوة : ما الذي تنتظره ؟
نام ، فانا لم امنعك من النوم
صاح بها : حسنا اغلقي النور ، حتى استطيع النوم
زفرت بضيق واغلقت النور ، ذهبت الي دورة المياه لترتدي ملابسها ، انتهت من ارتداء ملابسها واغلقت النور وخرجت لتجد الغرفة غارقة في الظلام ،انتظرت قليلا لتعتاد عيناها على الظلام ، تقدمت لتصطدم به تفاجأت من وجوده امامها ، لتشهق بصوت مرتفع ،احاط خصرها بذراعه وضمها الي صدره بقوة : لا تخافي نور ، انه انا ، لا يوجد احدا غيري هنا
حاولت تمليص جسدها من بين ذراعيه ليقول بصوته الرخيم
امرا : توقفي ، لماذا انت عصبية الي هذا الحد
قالت بغضب: ابتعد عني
قال بحزم واللهفة تقفز من عيناه : لا ، لا اريد الابتعاد عنك
ابتعلت ريقها بصعوبة وشعرت بالخوف يدب في اوصالها
عندما بدأت يداه تتحرك على انحاء جسدها
لتصرخ بصوت مكتوم : لا اريد ياسين ، ارجوك ابتعد عني ارجوك ، لا تقترب مني

تصلب جسده ليبتعد عنها وينظر الي عينها : ليس من حقك الرفض نور ، انه حقي وانا اريدك الان
لمعت الدموع بعينيها : ولكني لا اريدك ان تقترب مني
انا متعبة واريد النوم
اقترب منها بهدوء ليحملها بين ذراعيه ، تصلب جسدها وانهمرت دموعها بغزارة ، فهي تيقنت انه سيرغمها على ما يريد ، وضعها على الفراش ليقبل اذنها برقة اختفت من شخصيته الايام الماضية : حسنا نور ، لن اقترب منك وانت رافضة بهذا الشكل ، ولكني اريد ان اضمك الي صدري لأستطيع النوم ، فانا متعب جدا واريدك الي جواري
ابتسمت داخليا وهي تسمع رقة حديثة التي افتقدتها الايام الماضية ، وشكرته في نفسها انه استجاب الي طلبها ولم يفرض رغبته عليها
لتستكين بين ذراعيه وكأنها طفل وليد عاد الي امه
كم اشتاقت اليه والي ضمته لها ، الي انفاسه التي تصطدم بعنقها وتدغدغها ، الي رائحته التي تملئ خلاياها وتشعرها بانها لا زالت بهذا الوجود
لن تكابر اليوم ستدفن روحها بين ذراعيه ، وتنسى كلماته الجارحة مقابل ان تشعر بمثل هذه السعادة التي اصبحت بعيدة المنال

************************

اغلقت الهاتف والقلق استبد بها هذا اليوم العاشر على التوالي التي تتصل به ولا يرد على هاتفه ، هاتفه الشخصي مغلق
ولا يرد على هاتف المنزل
لا تعلم رقم هاتف نور ، ولا رقم هاتف بيتها
والقلق على عمر يذهب عقلها بعيدا
قصدت ان تتصل في هذا الوقت المتأخر لتأكدها انه سيكون بالمنزل ، هل هو مسافر لذا لا يرد عليها ، ولكنه دائما يرد على هاتفه الشخصي
تنهدت بضيق ، ثم ما يجعل اوصالها ترجف بخوف
حالة السعادة التي يعيشها حافظ هذه الايام ، تشعر انه منتظر قدوم شخص ما عزيز على قلبه
امر الخادمات بتنظيف جميع الحجرات الغير مشغولة
وافرغ غرفة وقام بإعادة تأثيثها ، تساءلت بسخرية هل قرر اخيرا ان يتزوج
ثم ما يقلقها حقا انه لا يغادر القصر اطلاقا
يجلس بالشرفة السفلية وعينيه على بوابة القصر
كان احدهم سيدخل الان
__ اما زلت مستيقظة ؟
شهقت بخوف لتزفر بضيق : الم اخبرك من قبل ان تنبهني بوجودك
تجاهل جملتها ليذهب ويجلس امامها : ما الذي يوقظك الي الان ؟
ردت بغموض وهي تنظر اليه بكامل ملابسه كانه ذاهب الي احدى الحفلات : لا شيء
نظر لها مطولا لتساله : من الذي تنتظره وتعد له الغرفة الجديدة حافظ ؟
نظر امامه واجاب بشرود : من انتظرها كل هذه السنين
اتمنى انها تأتي فانا تعبت من الانتظار
عقدت حاجبيها بتعجب من جملته ليدق راسها بناقوس الخطر هو يتكلم عن نور ، نور الصغيرة
اذن حدث شيء لعمر ، فعل شيء يؤكد ان نور ستاتي اليه
صرخت به : ماذا فعلت لعمر ؟
انقلب وجهه للكراهية : لم يحدث له شيء ، الي الان يكدر علي سعادتي ويحرمني من ابنتي الغالية
نظرت اليه بحقد دفين لتقول بصوت مخنوق : انت من حرمتنا جميعا من دفء الاسرة
انت من كدرت علينا سعادتنا وهدمت بيوتنا
نظر اليها غاضبا : هل ما زلت تتذكرين هذا الاحمق ؟
لم يكن يناسبك صفية
صرخت بقوة : كان زوجي
اشاح بوجهه غاضبا : أسأت الاختيار وكان لابد من ان اقومك صفية
همت بالرد عليه ليخرسها بإشارة من يده : انا ما زلت عند كلمتي صفية ، اذا ذهبتي اليه او الي ابن اخيك المصون
ستشهدين على لحظاتهم الاخيرة
دمعت عيناها لتنهض واقفة وقبل ان تخرج من الغرفة
قال بهدوء :سأسافر الان ، سأتغيب اسبوعين ، واحببت ان اذكرك بكلمتي لا تغادري القصر لتطماني على احد من احبائك ، سأعلم وحينها لن يسعدك غضبي


*******************

جالسه بجانبه وهي تنظر اليه بحب وتتحسس ذقنه الطويلة ، فهو لم يحلقها بعد ، اقتربت منه وقبلته على خده القريب منها ليبتسم ويقول وعينيه مغمضتين : تذكري ان تفعلي هذا عندما نعود الي المنزل ، ام انكي تعذبيني هنا ، وهناك ترتجفي كورقة شجر عندما اقترب منك
اتسعت ابتسامتها : عندما نعود الي البيت سأفعل لك كل ما تريده ، ولكن لنعد فقط ، كل ما اريده الان ان نعود الي بيتنا
__ ان شاء الله عليا ، ان غدا لقريب
اعتدل بقدر ما استطاع لينظر اليها : اخبريني لماذا مستيقظة الي الان ؟
نظرت له وعيناها تدوران على وجهه الحبيب فهي الي الان لا تصدق انه عاد اليها ، لا تصدق انه يتحدث معها
لقد قضت اياما وليالي طويلة وهي تدعو ان يستيقظ من الغيبوبة ، فبعد ان نقلا الي القاهرة واستيقظت من نومها بشرها علي بانه هو الاخر على ما يرام لتذهب وتتفقده ، كانت رؤيته وهو مربوط بكل هذه الاجهزة شاقة على نفسها ، لم تخبره باي شيء خاص بها حتى لا يقلق عليها، فهي اول من نطق باسمها عندما استيقظ

تذكرت المشهد بأكمله وهي تجلس بجانبه ونور تقف الي جوارها ممسكة بيدها كلا منهما تؤازر الاخرى ، تترقبان ان يستيقظ كما اخبرهم الدكتور ياسر ،شعرت بتوتر نور و تعجبت من عدم وجود ياسين الي جوارها في هذه اللحظة الحاسمة ، لتنفرج شفتاه مناديا اياها ، اقتربت منه وتكلمت معه ليستيقظ ويتحدث معهما ، ليبتسم ياسر بارتياح وهو يخبرهم بان حالته استقرت وانهم سيجرون العملية الاخرى بعد غد
فرحت كثيرا بهذا الخبر السعيد ولم تشأ ان تخبره بأمر الطفل
حتى لا يحزن عليه ، كان كل ما يشغل بالها ان يصبح هو على ما يرام ويسترد عافيته كاملة
ولكن العملية الاخرى حدث بها مضاعفات ادت به الي غيبوبة اخرى استمرت لأيام وليالي كانت تتألم بهم وتدعو الله ان يستيقظ ، اخبرهم ياسر حينها ان هذه الغيبوبة لن تستمر طويلا ، ما تعجبت منه خلال هذه الفترة هو حال نور
فهي صامته دائما الحزن والالم يلمعان بعينيها ، ثم انها تأتي دائما بمفردها وعندما تنصرف يأتي ياسين كأنهما اتفقا على الا يران بعضهما البعض ، ياسين هو الاخر شعرت انه مهموما وحزينا ، حاولت اكثر من مرة ان تتحدث مع نور لتفهم ما بها ، ولكن نور اثرت الصمت
كانت سعادتها عارمة عندما استيقظ عمر من الغيبوبة
واصبح بخير ، و حمدا لله سيعودان غدا الي المنزل
تنهدت براحة وهي تشكر الله على اعادته اليها
__ علياء ، اين ذهبتي ؟
__ الي اين سأذهب حبيبي ، انا معك سأظل دائما الي جوارك
__ لم انت مستيقظة الي الان ؟
__ لم استطع النوم فشعور السعادة يسيطر على حواسي ويجعل النوم صعب المنال
ابتسم لها بحب ليمد يده ويشد طرحتها الرقيقة الملفوفة على وجهها البيضاوي : لماذا ترتدينها ، نحن بمفردنا
ابتسمت : ياسين يأتي دائما بهذا الوقت
رفع حاجبيه وتنهد بضيق: اشعر بمشكله بينه وبين نور ، فهما لا يتحدثان معا ولا يأتيان معا
عقدت حاجبيها : لا يأتيان معا ، نعم ولكن من اين علمت انهما لا يتحدثان معا
تنهد : انها تجلس معنا طوال اليوم لا تتكلم معه وهو ايضا لا يتصل يطمئن عليها ، ارجو ان لا تكون هناك مشكله بينهما
__ ان شاء الله ستصبح الامور جميعها بخير
__ ان شاء الله ، لا اعتقد انه سياتي اليوم ، هيا حرري خصلات شعرك الجميلة لأراها ، فانا اشتقت اليها جدا
متى ستفكين يدك ؟
__غدا ان شاء الله ، سنعود الي المنزل كما خرجنا منه
بأحسن حال
ابتسم لها ورتب على خدها برفق : نعم سنكون بأحسن حال



***********************


دلف الي بيته ليجدها تنتظره كالأيام الماضية وهي بكامل زينتها وحسنها المفرط ، شعر بجفاف في حلقه لرؤيتها في قميصها الحريري البنفسجي اللون ذو الاكمام الشفافة
كم هي جميلة و مغرية به ، هز راسه بقوة حتى لا ينجذب اليها
ابتسمت ليتوقف عقله وتدور عينيه عليها بهيام لم يستطع السيطرة عليه ، جسدها جميل وخاصة بعد ان امتلئ وزنها قليلا بسبب الحمل ، بطنها البارزة قليلا بسبب الحمل تشعره بسعادة غامرة وتخبره بوجود اسباب قوية ليكمل حياته معها
اقتربت منه ليقفز قلبه بجنون من رائحة عطرها التي شلت حواسه وسيطرت على عقله نطقت برقة ودلال : حمد لله على سلامتك
ابتسم لها عفويا : الله يسلمك
ناولته بيجامته وهي تساعده في تبديل ملابسه كما كانت تفعل
من قبل : كيف حال علياء وعمر اليوم ؟
عند ذكرها لاسم عمر تذكر سبب خلافهم ليعقد حاجبيه وينطق بنبرة غاضبة : بخير
تنهدت بضيق : علي ، هذا الامر زاد عن حده ، لقد اعتذرت بدل المرة مائة مرة ، وانت تأكدت بنفسك انني لم اخنك يوما وانت تعلم جيدا ايضا انني لم انجذب يوما لعمر ، وكل ما حدث كان بسبب تعجرفي وغروري ليس الا ، اعترف اني اخطأت ، ولكني لا اقوى على معاملتك هذه ،
التفت اليه وجلست على ركبتيها امامه وقالت برجاء : ارجوك علي سامحني ، عود كما كنت ، انا احبك وانت تعلم ذلك جيدا
اشاح بوجهه عنها ليقول بضيق : خلاص اية ، لم يحدث شيء
ولكن لا تطلبي مني ان اعود كما كنت ، لن استطيع الان
لوت شفتيها بخيبة امل ، لتبتسم بألم : حسنا ، ساعد لك الطعام
مشت عدة خطوات لتتوقف عند باب الغرفة لتعود بسرعة قليلة اليه وتطبع قبله رقيقة خاطفة على شفتيه : اشتقت اليك علي
انصرفت من امامه تاركة اياه في حالة عامة من الدهشة
ليبتسم ويتنهد بحب ويهمس : وانا ايضا حبيبتي ولكننا نحتاج الي بعضا من الوقت



*********************


لم تستطع النوم ، تفكر فيما سمعته تقلبت عدة مرات على الفراش ليستيقظ يوسف ويسالها عما بها
اضطرت انه تجيبه كاذبه انها تشعر ببعض التقلصات الطبيعية ، احتضنها ليذهب الي النوم مرة اخرى
وهي لم تستطع اغلاق عينيها ، لا تصدق ما سمعته اليوم
كانت تتمشى كعادتها بحديقة القصر فهي التسلية الوحيدة التي تستطيع الحصول عليها ، فيوسف يمنعها من الخروج خوفا عليها ، وهو ايضا لا يستطيع الخروج فالاثنان ملازمان للبيت ، ومن كانت تتسلى معها وتقضي الوقت برفقتها
مشغولة بحالة اخيها المريض ، شعرت بتغيير كبير في شخصية نور ، فلقد انطوت اكثر على نفسها اختفت ضحكتها الشقية ، وما برز اكثر في عينيها هو الالم والحزن ، لا تصدق ان كل هذا بسبب عمر ، ولكن يوسف اكد لها ان عمر لنور اكثر من اخ فهو المتبقي الوحيد من عائلتها وهو من قام برعايتها وتربيتها فاصبح الاب والاخ والسند
ابتسمت هازئة من نفسها ، فوضعها كوضع نور
توفى والدها وهي صغيرة ، لتسافر والدتها الي لندن للعلاج وتستقر هناك بسبب مرضها تاركة اياها هنا في القاهرة برفقة معتز ، ومربيتها الحبيبة ،وكان من المفترض ان يقوم معتز بما قام به عمر
ولكن معتز كان يهمه اشياء اخرى غيرها ، فحنان كانت همه الشاغل ،كان يفكر كيف يستطيع ان يفوز بها دونا عن الاخرين ، حتى بعد ان تزوج بها لم يعطيها الاهتمام التي كانت تظن انه سيعطيها اياه ، بل كان يواعد فتيات غيرها والمصيبة الكبرى ان حنان كانت على علم بالأمر
فصولات وجولات اخيها العزيز كانت حديث المجالس
لا تعلم الي الان كيف كان يهيم بحنان عشقا وكان يخونها مع اخريات ، لا تنكر انها لم تحب حنان يوما فهي كانت تشعر انها لعوب ، تحيا على غزل الرجال بها وتعدديهم لمفاتنها
ثم زاد بغضها لها عندما تزوجت معتز ، فحنان كانت تتعامل معها بشكل سيء لا تعلم سببه ، ولكن مع مرور الوقت اعتادت عليها وشعرت بالشفقة عليها فمعتز لم يكن نعم الزوج ، وشعرت ايضا ان حنان تحبه كما هو يحبها ولكن ما كان ينغص عليها حياتها مع معتز ، موضوع الانجاب
كانت تسعى جاهدة ان تنجب منه ولدا ، وعندما سالتها انجي عن السبب وقالت لها انها من الافضل الا تنجبي منه ، فالإنجاب سيشلك اذا قررت الانفصال عنه
ارتسمت معالم الدهشة على وجه حنان : لماذا انفصل عنه ؟
لا شيء في هذه الدنيا سيجعلني اترك معتز
تعجبت من ردها : ظننت انكي ستنفصلين عنه بسبب ما يفعله
ابتسمت الاخرى بألم : لا لن انفصل عنه ، بل اريد ان اتي له بطفل لتقر عيناه ، وان عاجلا او اجلا سيترك ما يفعله ويعود الي انا زوجته وحبيبته مهما فعل وانا على يقين ان ما يفعله مجرد طيش لا اكثر
ولكنها شعرت من خلال احاديثها المختلفة مع حنان ان الاخرى كانت ترى ما يفعله معتز عقاب لها هي تستحقه على اشياء فعلتها بالماضي
اقتربت هي منها في ذاك الوقت رغم فارق السن بينهما لكنها
شعرت بان حنان تعطيها ما افتقدته من وجود اخت الي جوارها ، وحنان ايضا صرحت لها بذلك ، انها تعتبرها اخت صغيرة لها ، ولذلك كانت تذهب مع حنان وهي ترى الطبيب
وتساعدها في رحلتها للإنجاب والفوز بطفل يجعل معتز يكف عن افعاله ، ولم تستطع اخفاء سعادتها عندما اخبرهم الطبيب انها حامل ، وطلبت من حنان انها تخبر معتز ولكن الاخرى فضلت ان تخبره عندما يعود من سفره ، ولكن لا تعلم ما حدث بعد ذلك استيقظت صباحا لتصدم من خبر الوفاة وتجد معتز في حاله من الهياج والغضب لم تجده بها من قبل ، ليقرر ان يسفرها الي لندن بدون سابق انذار
كانت في بادئ الامر تظن انها الرحلة الصيفية كما اعتادت تجلس مع امها شهرين الصيف لتعود الي الدراسة
لكنها فوجئت بخالها يخبرها انها التحقت بالجامعة وانه رتب امر سكنها فبيته يقع بعيدا عن لندن
شعرت بالحنق والغضب من اخيها التي لا تفهم تصرفاته
ولكنها فهمت كل شيء عندما تكلمت مع يوسف واخبرها بان معتز تشاجر مع ياسين مشاجرة عنيفة وبينهما حالة من الخصام والعداء لا يعلم مصدرها
مع كل هذا لا تستطيع تصديق ما سمعته من ياسين فعند سيرها بالحديقة ، سمعت صوته وهو يتكلم مع احد جالس معه بغرفة المكتب ،الغضب يعلو بداخل نبراته ، ارهفت سمعها لتستنتج انه احد ضباط الشرطة الذي يرتبط مع ياسين بعلاقة وثيقة
ولكن ما فهمته من الحديث ان حادثة يوسف كانت مدبرة بالفعل وان اصابع الاتهام تشير الي اخيها المبجل
ولكن ما صعقها جملة ياسين :انها طريقته المفضلة حازم
فهي نفس الطريقة التي كدت ان اموت بها مرتين
__ لا تقلق ياسين ، ساحكم عليه الشبكة هذه المرة ، لا يمكن ان يهرب من العقاب اكثر من مرة
اشار اليه ياسين بحزم : لا حازم ، طلبت منك التحقيق لأعلم فقط ، ولكني لا اريد ان اؤذيه ، الوضع معقد وهو اخ زوجة اخي ، ولن تسعد هي بسجن اخاها ، وكذلك اخي لن يشعر بالسعادة وزوجته حزينة على اخاها الذي سأكون السبب في سجنه
ومنها عقلها لا يكف عن التفكير ماذا حدث ليدفع معتز لقتل ياسين ، اذا كان رتب لقتل يوسف فالسبب معروف رغم ان عقلها لا يقبل ذلك ، ولكن ما السبب وراء العداء الذي اشعله معتز بينه وبين ياسين
__ انت مستيقظة الي الان
ابتسمت له : نعم ، لم استطع النوم وفضلت ان ابتعد عنك حتى تستطيع ان تنام انت فغدا اول يوم لك بالشركة رغم اني لا اعلم كيف ستذهب وانت لم تفك ذراعك الي الان
جلس بجانبها واحاطها بذراعه السليمة : ياسين يحتاجني بشدة هذه الايام ، فهو مسئول عن سير العمل في شركتنا وشركة عمر ، ولن ادعه بمفرده اكثر من ذلك
فالسبب بمكوثي في البيت كانت رجلي، والحمد لله اصبحت بخير ، واذا كانت على ذراعي ، فلن استعملها كثيرا
ابتسمت له برقة : لن استطيع ان اثنيك عن شيء تريد ان تفعله اليس كذلك ؟
نظر لها وابتسم بشقاوة : نعم ،وضع كف يده على بطنها وهو يسالها : كيف حال ولي العهد
ابتسمت : بخير ، ولكن من الواضح انه سيكون شقي كوالده
__ هل تريدين ان يشبه احدا اخر غيري ؟
اقترب منه اكثر : لا طبعا
ابتسمت ابتسامة جذابه لتلمع عيناه ويحتضنها بقوة
قالت هامسة : احبك جوي ، اهتم بصحتك من اجلي
رد هامسا : لا تقلقي سأكون بخير ، هيا لأني لن استطيع النوم وانت لست بجانبي


************************

__بسنت اجلسي قليلا ، هذه المرة الرابعة التي تدورين بها حولي ، الطبيبة اخبرتك ان تلتزمين الراحة وانت لا تستمعين الي أي فرد اخر غير نفسك
جلست وكأنها طفلة بالمدرسة انبها احد معلميها
__ اشعر بالقلق محمد ، ولا استطيع ان انفضه عن راسي
تنهد ليقترب منها وربت على ظهرها بحنان : لماذا حبيبتي ؟
علياء وعمر اصبحا بخير وعلى ما يرام ، وسيعودان غدا الي البيت ، الذي تأكدت من ترتيبه ونظافته من نور ووفاء ، ونحن الحمد لله سنرزق بطفل عما قريب
ما الذي يقلقك ؟
قالت بضيق : اين هذا الطفل ؟ انا لا اصدق هذه الطبيبة
تنفس مرة اخرى ليقول بهدوء : لماذا ، لأنها رفضت اجراء العملية واخبرتنا ان وضعك الصحي جيد جدا وتستطيعين الحمل بطريقة طبيعية
نظرت اليه وقالت بتوتر : ولكني لم احمل هذا الشهر
نظر لها مستفهما عما تقصده لتقول بضيق : ما بك محمد؟ لماذا الغباء يخيم على راسك ؟ لم احمل هذا الشهر
صاحت بضيق لينفجر ضاحكا ، قفزت من جانبه غاضبة
امسك يدها ليشدها اليه مرة اخرى ويسيطر على موجة الضحك التي انتابته ، قبل انفها برقة : اذن هذا ما يقلقك
وما يجعلك غاضبة هكذا وتنتظري أي شيء لتتشاجري معي من اجله
زفرت بضيق : لا محمد ، بل ما يضايقني الانتظار من شيء فقدت به الامل
نظر لها معاتبا : لا اريد ان اسمع هذه الجملة مرة اخرى ، اذا لم يوفقنا الله هذا الشهر ، سيوفقنا ويرزقنا الشهر القادم
ليكمل بخبث : تكرار المحاولة رائع و انا احبه
ابتسمت بخجل ليضمها الي صدره : هيا لننام فانت غدا ستذهبين الي اختك العزيزة لتطمئني عليها
بعدها عنه قليلا ورفع راسها : هل قلت لكي من قبل كم انا احبك
هزت راسها نافية ليضمها الي صدره : لن استطيع ان اخبرك بسنت بمقدار حبي لك فهو يفوق كل شيء نعرفه بهذه الدنيا ، اعتني بنفسك من اجلي ومن اجل حلمنا
همست برقه : حاضر محمد ، سأفعل كل ما بوسعي لأحقق حلمنا الجميل

***********************


نظر لها بعد ان ذهبت الي النوم فهو لم يستطع النوم فالدفء الذي ينبعث من جسدها اثار لديه جميع العواطف التي يخفيها الايام الماضية ، ولكن ما جعل النوم يطير من عينيه هي التفاتها اليه واقترابها من صدره لتستكين بين ذراعيه كأنها تأمل ان تجد الامان عنده ، فعلتها غير متعمدة كما كانت تفعلها من قبل ، نظر لها بحب كبير ليتلاعب بخصلات شعرها ، لن يستطيع الابتعاد عنها اكثر من ذلك ،فشوقه اليها يمزقه ، قضى اياما طويلة في التفكير لتتجلى الحقيقة امامه فحتى لو انها ابنة حافظ ، فهذا لا يهمه ، لا يعنيه بشيء ، فهو يريدها الي جواره ، ولكن ما يخيفه حقا هو ما حدث بينهما
او بالأحرى ما فعله بها جعلها ترتجف خوفا منها ، فهو لم يفته في الايام الماضية انها ترتعد عندما يأتي ليلا
وترتجف اذا مر بجانبها ، يلعن نفسه كل يوم على فعلته الهوجاء في ساعة غضب تملكته ، ولكنه سيعيد الامور بينهم كما كانت
نظر لها بهيام ليطبع قبله خاطفه على شفتيها ، ابتسم لاستمتاعه بتقبيلها ، اراد قبلة اخرى وشعر بانه لا يستطيع التحكم بنفسه اقترب منها وقبلها قبلة اخرى
فتحت عينيها بذهول ليبتسم لها بحب : هل ستمنعينني من تقبيلك ، ام تسمحين لي بقبلة واحدة اروي بها ظماي
نظرت له بتردد لتقول بصوت مبحوح : حسنا
اقترب منها لتضع يدها على صدره دافعة اياه لينظر لها بتساؤل لتسأله : ماذا تفعل ؟
رفع حاجبيه : الم تسمحي لي بان اقبلك ؟
__ نعم ، ولكني اعتقدت انك اخذت قبلتك
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تعشقها : نعم ولكنك كنت نائمة انا اريد قبلة وانت مستيقظة
هزت راسها نافية ليضمها الي صدره : انت تعذبينني نور
رفعت راسها من على صدره لينظر الي عينيها والالم يقفز منهما : اسف نور ، على المرة الماضية ، لم اقصد ان اكون عنيفا هكذا ، سامحيني
دمعت عيناها لتسقط دموعها على صدره مبللة جاكيت بيجامته ليربت على راسها بحنان وهو يقول : اسف نور
لا تبكي من فضلك ، لا تعذبينني اكثر من ذلك
ضمها اكثر الي صدره لتنهمر دموعها بغزارة
اغمض عينيه الما : خلاص نور ، انا اعطيتك كلمتي لن اقترب منك اليوم ، ولكن اطلب منك ان تسامحيني
رفع راسها ليمسح دموعها بأنامله : هل ستسامحينني ؟
بكت بألم وهي تدعو ان لا يكون حلما وان ياسين القديم عاد اليها
فهي مستعده ان تسامحه على كل ما حدث وما قاله اليها
مقابل ان يعود كما كان غفت عيناها وهي تدعو ان لا يكون كل هذا حلما من احلامها الكثيرة

*********************

استلقى على الاريكة الموضوعة بداخل مكتبه ليرتاح قليلا فاليوم كان شاقا وها هو لن يستطيع ان يعود الي المنزل ، فلديه عملية جراحية بعد قليل من الوقت ، فكر ان تغفى عينيه قليلا ، دق الباب ليزفر بضيق ويتمنى ان لا تكون احدى الحالات التابعة له
فتح الباب وطلت بوجهها الجميل وهي تبتسم : هل يمكنني الدخول ؟
اتسعت ابتسامته : طبعا ، تعالي حبيبتي
تقدمت الي الداخل ووضعت الحقيبة الكبيرة من يدها على المكتب الذي امامها
اقترب منها واحتضنها بين ذراعيه وقبل وجنتها
__ ما الذي جاء بك في هذه الساعة المتاخرة ؟
نطقت برقة : جئت لاتي بالطعام الي زوجي الحبيب فانا متاكدة انه لم يتناول الطعام طوال اليوم بسبب انشغاله بمرضاه
ابتسم ممتنا لها واحكم ذراعيه حول خصرها ليقبلها برقة
__ شكرا لك حبيبتي ، لا اعلم بدونك ماذا افعل

__ دكتور ياسر ، مريض غرفة 340 يريدك الان
انتبهت لما امامها لتقول : اسفة ، ظننت انك بمفردك
ارتبك : تعالي دكتورة سلمى ، انها زوجتي ، الدكتورة مريم
انتبهت مريم الي الاسم لتلقي نظرة سريعة على من تركض وراء زوجها ، همس بداخلها انها جميلة ولكنها ليست نوع ياسر المفضل ابتسمت : مرحبا ، دكتورة سلمى
نظرت الاخرى الي من تسكن قلب هذا العظيم : مرحبا ، انت طبيبة ايضا
ابتسمت : لا انا مدرسة جامعية ومعالجة نفسية
ولكنهم يطلقون علي لقب دكتورة ايضا لحصولي على دكتوراه في علم النفس
هزت راسها : فهمت
__ حسنا ساضطر ان اذهب حبيبتي ، هل ستنتظريني ؟
__ كيفما تشاء ،
نظر الي ساعته ليزفر بضيق : للاسف لدي عملية بعد قليل
ساتي بعدها فورا الي البيت ، لنتناول الطعام معا
لن اتاخر انها عملية بسيطة
__ حسنا سانصرف وانتظرك بالبيت
نظر بجانبه ليجد سلمى خرجت من الغرفة تبعها ليعود الي زوجته ويحتضنها بين ذراعيه قبل اذنها وهمس : لن اتاخر
انتظريني انا اشتقت اليك
ابتسمت وهزت راسها موافقة

تشعر بالحنق فما راته بين ياسر وزوجته عندما دخلت الي الغرفة والان يدل على انه يحبها كثيرا ، سخرت من نفسها بل يعشقها ، ثم ما زاد حنقها انها جميلة انيقة وبالتاكيد ذكية
لم تكن تتوقع ان تكون على هذا القدر من الجمال ظنت لكونها اما عادية فجمالها تبخر مع الحمل بثلاثة اولاد
وظهرت خطوط السن على وجهها ولكنها فوجئت بامراة رشيقة الجسد و جميلة الملامح بل وجهها صغير و يعطيها سن اصغر من سنها الحقيقي
__ دكتورة سلمى
انتبهت الي صوته لتنظر اليه : امر دكتور
اعدي المريض محمد الي العملية ستشتركين بها معي
ابتسمت بسعادة فهي كانت تتمنى ان تشارك بهذه العملية فهي ام تشترك بواحدة مثلها من قبل : حاضر

**********************

عادت من رؤية اخاها والاطمئنان عليه فها هو يعود
الي البيت وهو بخير وعلى ما يرام
سعيدة بعودة عمر وتحمد الله بان صحته على خير وافضل ما يكون ،ولكن ياسر اكد عليه الراحة لمدة يومين ثم يستطيع بعد ذلك العودة الي عمله وحياته الطبيعية
ولكن لا تنكر مشاعر الاحباط التي تخيم عليها من الصباح فهي استيقظت لتجد ان لا اثر لما حدث البارحة
لا يوجد اثر له لا في الفراش ولا في الجناح كانه لم يكن موجود من الاساس
ابتسمت الي نفسها بسخرية اذن كان حلما من احلامها الكثيرة

دخلت الي الحديقة لتجد انجي جالسة بالحديقة وتتكلم في الهاتف
ابتسمت لرؤيتها بعد ما ازداد وزنها قليلا بسبب الحمل وبرزت بطنها قليلا لتعلن عن قدوم ولي العهد كما يلقبه يوسف ،تقدمت لتجلس معها


عقلها لم يتوقف عن التفكير من البارحة لتقرر انها لابد وان تتحدث مع معتز ، ولكن كانت تنقصها الطريقة التي تصل بها الي معتز ، اضاء عقلها بفكرة لتتصل بمريم فهي الوحيدة التي تجعل معتز يجلس ويتكلم معها
اتفقت مع مريم على ان ترتب موعد مع معتز بدون ان تخبره بانها ستكون موجودة ، فهي تريد بشدة ان تقابل اخاها وتتكلم معه لتفهم ما حدث بينه وبين ياسين ادى الي هذا العداء المشتعل
ابتسمت لرؤية نور قادمة فأغلقت الهاتف مع مريم والتفت اليها ابتسمت : مرحبا نور ، وجهك مشرق اليوم ، ومن الواضح انكي سعيدة ، وطبعا السبب معروف
نظرت لها نور وابتسمت لتكمل انجي مازحة : خروج عمر من المشفى ، حمد لله على سلامته
رسمت نور الابتسامة على شفتيها لا تنكر سعادتها بخروج اخيها من المشفى ولكن لا تعلم لما لا تستطيع السعادة الدخول الي قلبها والابتسامة لا تصل الي روحها فعلاقتها بياسين تزداد توترا ولو لا خوفها على صحة عمر لكانت ظلت معهم ولم ترجع اليه
ابتسمت : الله يسلمك انجي
تبادلا الحديث لتتوقف انجي فجأة لتسالها نور : ماذا هناك ؟
تنحنحت انجي لتبتسم بتوتر : لا اريد ان تفهمي كلماتي بشكل خاطئ ولا اريد بالطبع ان اتدخل بحياتك ولكني اريد التحدث معك بأمر خاص بك
توترت نور : ما الامر انجي ، حديثك اصابني بالقلق
صمتت قليلا : شعرت في الفترة الاخيرة ان العلاقة بينك وبين ياسين متوترة ، وانكما تقريبا لا تتحدثان
فأحببت ان اسالك ، هل تشاجرتما ؟
شعرت بجفاف في حلقها بسبب سؤال انجي الغير متوقع
لترتبك وتتلعثم اكملت انجي دون ان تنتظر اجابة نور
اسمعيني نور ، ياسين شخصيته غريبة فهو رغم حزمه وصرامته الا انه حنون فوق العادة اكثر من يوسف
نظرت لها نور بتعجب ولا تنكر شعور الغيرة التي مزق قلبها لتبتسم انجي : لا تنظرين الي هكذا ، لقد قضيت سنوات عمري كلها هنا ، فانا تربيت هنا ورغم اني كنت مزعجة بشكل كبير وانا طفلة واخي الوحيد كان يتأفف مني كثيرا كان ياسين الوحيد من يحنو علي ويفعل لي ما اريده
انا اشعر انه اخي الكبير وصدقيني عندما اغضب من يوسف لن اجد احدا غير ياسين ليأتي لي بحقي
ابتسمت نور داخليا باستهزاء وهي تحدث نفسها ومن سياتي لي بحقي انا
اثرت الصمت لتقول انجي بمرح : من الواضح انكي تفضلين الصمت
قالت نور بهدوء : لا ولكن المشاجرات تحدث كثيرا في اول الزواج ومن المؤكد سنجد حلا نحن الاثنين
اتسعت ابتسامة انجي : معك حق ، فرغم ان انا ويوسف نعلم عن بعضنا كل شيء الا اننا نتشاجر الي الان واغلب المشاجرات على اشياء تافهة
ولكن ما اريد ان اقوله لك ان لا تجعلي المشكلة التي بينكما تأخذ اكبر من حجمها او من وقتها ، التفاهم جميل
ابتسمت نور لهذه الانسانة الرائعة التي تريد ان تخفف عنها دونما تدري ما سبب الخلاف بينها وبين ياسين ،
سالتها نور : لم تخبريني الي الان كيف تزوجتما ؟
ضحكت انجي بمرح : اخبرتك من قبل ان تنتظري يوسف ليخبرك فطريقته بسرد القصة اعشقها
تفاجا الاثنتين بوجود يوسف فوق راسهم وهو يقول بمرح
__ سمعت اسمي
قال جملته لينحني على راس انجي ويقبل وجنتيها وهو يهمس لها : اشتقت اليك
ابتسمت انجي : وانا ايضا ، حمد لله على سلامتك
احمرت وجنتا نور لتشعر بان تواجدها خاطئ
لينظر اليها يوسف : مرحبا نور ، كيف حالك ؟ حمدا لله على سلامة عمر ، سأذهب اليه في المساء لأتحمد له بالسلامة
__ الله يسلمك يوسف
سالته انجي : كيف لم نشعر بدخولك الي القصر ؟ اين السيارة ؟
__ لم اذهب بها ، ذهبت برفقة ياسين ، و كنا سنعود معا ولكنه سيتأخر قليلا وامرني ان اعود حتى لا ارهق ذراعي اكثر من ذلك ، فجئت بإحدى سيارات الاجرة
__ حسنا من الجيد انك اتيت ، اخبر نور كيف تزوجنا
ضحك بمرح وتنحنح : من عيوني ، فإنها اجمل القصص على قلبي وروحي
غمز بعينيه لزوجته لتميل الاخرى وتركن راسها على صدره
خفضت نور بصرها عنهما ليمازحها يوسف : نور بالله عليك لا تشعرينا اننا غير طبيعيين
ابتسمت نور : بل انتما طبيعيين ، لا تهتم بي
ابتسم : حسنا ، طبعا انت على علم بان هذه المزعجة كما كنا نسميها مسبقا ، صديقتي من الطفولة
نظر اليها : بل صديقة عمري كله ، قضينا طفولتنا وشبابنا معا ، لدرجة اني لم اصادق احدا من الشباب بسببها
كان لدي معارف ،اصدقاء من المدرسة ولكن علاقتي بهم محدودة بسبب اني لن استطيع التحرك والخروج مع احد بدونها ، وطبعا لن اخذها معي وانا خارج مع اصدقائي الشباب ، الي ان ارغمها معتز على السفر والدراسة الجامعية في لندن ، كنت اهيئ نفسي لدخولها الي الجامعة معي ، لتكمل سعادتي في الجامعة فانا كنت اشعر بشيء ناقص حياتي
فوجئت بالخبر ليخيم الحزن على حياتي ، ولكن لم يمضي وقتا طويلا الا وجدتني عندها بلندن
ضحكت انجي بمرح : فوجئت انه يتصل بي ويقول انه بالمطار ، ويطلب مني ان اتي اليه ، تركت محاضرة مهمة من اجله ، وذهبت سريعا لأجده بالفعل هناك
كم شعرت بالسعادة انه اتي من اجلي
__ لم استطع الانتظار فاربع شهور دون ان اراكي كان كثيرا بشكل لا يحتمل
__ لم نكن الي الان نتعامل الا كأصدقاء مقربين ، فهذا البخيل لم يعترف لي بحبه الا متأخر جدا
ضحك : الثقل صنعة حبيبتي
ضربته برقه على كتفه ليضحك : نعم كنت اشعر بالشوق يمزقني ولكني لم استطع مصارحتها ، خشيت ان ترفضي او انها لا تكن لي أي من المشاعر التي اشعر بها ، فآثرت الصمت على البوح
ولكن فوجئت انها تخبرني بشخص اخر وتأتي بسيرته كثيرا
نظر لها وقال بتمثيل : ما كان اسمه انجي ؟
ضحكت بصخب لتقول بخبث : انت لا تتذكر اسمه
احمر وجهه ليقول من بين اسنانه : بل اتذكر بالطبع و هل استطيع ان انسى ؟
التفتت الي نور : كان زميلي في الجامعة اسمه زياد سوري الجنسية و كان مثل القمر
نظر لها غاضبا لتبتسم : لا تنظر الي هكذا كان جميلا وانت قلت ذلك بنفسك عندما رايته
جز على اسنانه لتشير اليه : لا نريد ان نتشاجر اكمل لنور القصة ، ثم انني لا اتغزل به انا اكمل لها وصفه
ضحكت نور بشدة على جملتها التي جعلت الغضب يذهب عن ملامح يوسف ليكمل يوسف : هذا الزياد الذي قفز لي كعفريت العلبة ، اضطرني ان اسافر الي لندن قبل امتحاناتي النهائية بأسبوعين لأرى ماذا يحدث بعيدا عني
ولكني عندما وصلت الي لندن اكتشفت ان الهانم المصون كانت تريد ان تأتي بي لنحتفل بعيد مولدي معا واستعملت الحيلة التقليدية لاتي على وجه السرعة
__ كنت اراهن نفسي على انه يهيم بي حبا ولكنه لا يريد ان ينطقها فأوهمته ان زياد يدور من حولي وانني بدأت بالميل اليه ، ليأتي سريعا وهو في حالة عجيبة من الغضب ،كانت الغيرة تقفز من عينيه
نظرت له والحب يقفز من عينيها : حينها اهدته هذه الدبلة وركعت بركبة ونصف وتقدمت لطلب يده
ذهبت الابتسامة التي كانت مرسومة على وجه نور ليصفر وجهها وسالت بتردد : حقا
انفجرا الاثنان في الضحك ليقول يوسف : اوقعنا بك
لم تستطع تمالك نفسها لتضحك بصخب معهم : اذن هذا غير حقيقيا
صمت يوسف ليقول بهدوء : نعم ، اهدتني علبة رقيقة بها دبلة وورقة بداخلها مكتوب عليها احبك
لأنحني انا على ركبة ونصف واتقدم لها
لينتهي الحلم الجميل بصدمة اننا لن نستطيع ان نتزوج بدون موافقة عائلاتنا ، لأشعر بالقهر من اخيها ومن ياسين الذي لم يجيب على اسئلتي الكثيرة ويفهمني سبب العداوة بيننا وبين معتز ، انتهيت من دراستي وتمت هي الواحد وعشرون
لتتخلص من وصاية اخيها ، لتاتي الي القاهرة ونتزوج
نظرت له نور بدهشه : هكذا ، قررتم الزواج بدون اخبار أي احد غيركما
مال يوسف الي الامام ليهمس : سأخبرك بسر ، ولكن لا تخبري به ياسين ، ياسر و مريم كانا على علم بهذه الزيجة ، حاولا اقناعي او اقناع جيجي بالعدول عن الفكرة ولكننا لم نقتنع ليقترح ياسر ان تأتي انجي الي القاهرة ونكتب كتابنا هنا ، ثم نسافر الي اوروبا لقضاء شهر عسلنا
الذي كان اجمل ثلاثون يوما بحياتي
ابتسمت نور : انها قصة حب جميلة ادامها الله عليكم يوسف وتهانينا بالزواج
ضحك يوسف و انجي ، لتنهض نور
__ الي اين ؟
__ اريد ان ابدل ملابسي لأستريح قليلا قبل ان اعود الي عمر مساءا
__ حسنا نور ، نذهب معا ، لا تذهبي بمفردك فانا لا استطيع القيادة
هزت راسها موافقة : حاضر يوسف ، كن مستعدا



تركتهما وانصرفت لتصعد الي جناحها ، دلفت الي الداخل
لتجده واقف مرتكن بكتفه على النافذة وعاقد ذراعيه امام صدره وعينيه يقفز منها الغضب
حيته بابتسامة باردة ليقول من بين اسنانه : هل استمتعت بالجلوس مع اخي العزيز
نظرت له بعدم فهم : نعم ، ماذا تقصد ؟
اقترب منها وهو يتنفس كتنين سينفث النيران الان من منخاره : هل استمتعت برفقة يوسف لتضحكي بصخب هكذا ، فاستمع الي صوت ضحكاتك من هنا
شدها من ذراعها بقوة : ماذا كان يقول لتضحكي هكذا ؟
شدت ذراعها : ما بك ؟ هل جننت ؟
كنت جالسة معه هو وانجي ، ام لم ترى انجي ؟
ثم لا افهم اعتراضك على جلوسي مع يوسف ، فهي ليست المرة الاولى ان اجلس معه بها
جز على اسنانه غضبا ليمسكها من ذراعها مرة اخرى ويضغط على ذراعها قويا : متى جلست معه قبل الان ، انطقي
تأوهت : اتركني ، انت جننت فعلا ، انسيت كان زميلي بالجامعة ،وكنت اراه كثيرا
هزها بقوة : لم تخبريني انك كنت تجلسين معه بمفردكما
تأوهت مرة ثانية وحاولت ان تخلص ذراعها من قبضته الحديدية : لم نجلس بمفردنا ابدا ، حتى الان كانت انجي برفقتنا
دفعها بخشونة لتسقط على الاريكة وهو يتنفس بقوة
لينظر لها بقسوة : لا تخرجي هكذا ثانية ، انا حذرتك من قبل
نظرت الي بنطلونها الجينز وقميصها الواسع
لتنظر اليه بقوة : ملابسي ليس بها شيء ياسين ثم لم افعل شيء لكل هذا ،و ليس من حقك ان تعاملني هكذا ، ان عاملتني هكذا مرة اخرى سأبلغ عمر
زمجر غاضبا : هل تهدديني نور ؟ افعلي ما يحلو لك وانا لن يقف احدا امامي
اقترب منها ليقول بقسوة : ثم نسيت انت ملكي نور
نظرت اليه بغضب : ليس ملكا لاحد ، ولا حتى انت ياسين
تطاير الشر من عينيه ليقترب منها سريعا ويشدها اليه بقوة
ظنت في اول الامر انه سيضربها فرفعت يديها لتحمي وجهها منه ليمسك يديها وينزلها بقوة ويهوي على شفتيها بقبلة قوية زهقت انفاسها
ضمها الي صدره قويا ، لتحاول التملص من بين ذراعيه القويتين ، ليشدها اكثر اليه ويطبع قبلاته العنيفة على شفتيها
صرخت بقوة من بين قبلاته : توقف
ابتعد عنها لتنهمر الدموع من عينيها و تسقط واقعة على الارض ، زفر بضيق من غباؤه وتهوره
اقترب منها وجلس بجوارها ، رفع راسها اليه واجبرها على ان تنظر اليه بعينيها الدامعتين احتضنها مهدئا لتدفعه بعيدا عنها
وتضرب صدره بقبضتيها : ابتعد عني ، ابتعد
احكم ذراعيه حولها وضمها الي صدره : اششش ، توقفي نور ، اهدئي ، اهدئي ، لن اقترب منك
صرخت بقوة : ماذا فعلت لك ؟ ابتعد عني ، انت تتعمد اذيتي
صاحت بقوة اكبر : طلقني ، لا اريد العيش معك
تصلب جسده ليشعر بالندم فعلا على طريقته السيئة في معاملتها : حسنا نور اهدئي ، اهدئي
ظلت تبكي الي ان غفت عيناها وذهبت الي النوم

شعر بثقلها وهدوئها بين ذراعيه لينظر اليها ، وجدها نائمة
تنهد وحملها ليضعها على الفراش ويجلس بجانبها
ازاح خصلات شعرها من على وجهها وقبل جبينها
ليشيح بنظره بعيدا عنها حدث نفسها مؤنب ماذا حدث ياسين؟
اصبحت قاسي بطريقة مخيفة ، لم تكن هكذا يوما
ماذا فعلت هذه المسكينة لتفعل بها ما تفعله ،
الم تأتي اليوم مبكرا من اجلها لتعتذر منها عن قسوتك معها المرة الماضية ، انظر ماذا فعلت ؟
زفر بضيق وهو يتذكر حالته عندما دخل الي جناحهم فلم يجدها ليسمع ضحكتها الرنانة التي لا تضحكها الا نادرا
ظن لوهلة انه يهيا له سماع صوتها ، ليتأكد مما يسمعه عندما ضحكت مرة اخرى
اندفع اتجاه الصوت ليراها من النافذة وهي جالسة مع يوسف وتضحك بمرح ، انفجر من الغيرة ليشعر بالدم يقفز الي راسه عندما مال يوسف عليها ليتحدث معها بهدوء
لا ينكر انه لم يرى انجي اطلاقا وتفاجا عندما اخبرته نور بانها كانت جالسة برفقتهم
صاح ضميره اجننت ياسين سواء كانت انجي برفقتهم او لم تكن اتشك بزوجتك اتشك بأخيك ، لا طبعا لم اشك بأحد منهم ولكني شعرت بالغيرة تلتهمنى انه استطاع ان يضحكها استطاع ان يستخرج ضحكتها الجميلة لتضحك معه بعفوية وروعة
وانا لم تتحدث معي منذ عشرون يوما
انت السبب ياسين ، تعاملها بطريقة سيئة وتريدها ان تتكلم معك او تضحك ، حالتك صعبة ياسين
نظر اليها مرة اخرى ليقترب منها ويقبل جبينها مرة اخرى
ويهمس بأذنها : اسف نور ، سامحيني قبلها مرة اخرى احبك
دثرها بالغطاء و خرج من الغرفة ليغلق عليها الباب ويستلقى في الظلام مفكرا فيما سيفعله ليعيدها اليه



********************


__ كيف حالك يا صديقي
جلجلت ضحكته في الهاتف ليقول بمرح : حالي اكثر من ممتاز يا صديقي ، انا الان في فرنسا والفتيات الفرنسيات
من اجمل الفتيات ، من المؤكد انك تعرف هذا
ضحك الاخر : طبعا ، رحلة سعيدة يا صديقي
__ رحلة بلا عودة ، تهانينا على رئاسة الشركة
مبارك يا صديقي
__ الله يبارك فيك ، وشكرا جزيلا على مساعدتك لي وعلى كل ما فعلته من اجلي
__ اراك قريبا في فرنسا
__ اراك قريبا ، سلام
ارتسمت ابتسامة النصر على شفتيه وهو يشعر بالسعادة التي طالما نشدها تسيطر عليه ، سعادة الانتقام


*******************


فتح باب الجناح ليجد يوسف امامه ، نظر له متسائلا
ليبتسم يوسف : اين نور ، فنحن اتفقنا على ان نذهب الي عمر سويا ،
ضاقت عينيه و نظر الي يوسف بحدة
ليقول الاخر مبررا : بل انا من طلبت منها ان تأخذني الي عمر فانا لا استطيع القيادة
رد باقتضاب وهو يخرج من الجناح ويغلف الباب خلفه
__ انها نائمة ولن تستطيع ان تذهب اليوم
هز راسه بفهم : حسنا سأنتظرها الي الغد ، فانا لا اريد ان اذهب بمفردي
رفع حاجبة ليقول بضيق لم يستطع اخفاؤه : اذهب معي ، سأذهب غدا ظهرا ، لأناقش بعض الامور الخاصة بالعمل مع عمر
__ حسنا ، سأذهب معك


رن هاتفه : مرحبا استاذي
اتاه صوت السيد عبد العزيز صائحا : مصيبة ياسين مصيبة
تعال بسرعة الي الشركة
توتر ليقبض كفيه بقوة : حالا
__ ماذا هناك ؟
__ تعال يوسف سأحتاجك معي

وصلا الي الشركة وصعدا سريعا الي مكتبه ليجد السيد عبد العزيز يذرع الغرفة ذهابا ايابا في توتر
__ ما الامر استاذي ؟
نظر اليه وقال بغضب : مواد البناء والمعدات سرقت من موقع بناء المجمع التجاري
اتسعت عينا ياسين من الصدمة : كيف اين طقم الحراسة ؟
نطق يوسف : مواد البناء وصلت البارحة للموقع سيد عبد العزيز ، الم نخزن منها شيئا ؟
نظر له ياسين منتظرا رده نطق السيد عبد العزيز
بصعوبة : المخزن سرق ايضا
هوى ياسين جالسا ليصيح يوسف : ان تكلفة مواد البناء والمعدات تتكلف اكثر من مليوني دولار لن نستطيع ان نأتي بغيرها ولن نلتزم باتفاقنا هكذا
نظر الي اخيه : ياسين الشرط الجزائي لفسخ العقد او التخلف عن التسليم في موعده اربعة ملايين دولار
ارتعشت قبضة ياسين ليقبض كفيه بقوة
و ينتفض واقفا : سنتصرف يوسف
__ كيف ؟ من اين ستاتي بالنقود لشراء معدات وادوات بناء اخرى ؟ واذا وجدت وفعلتها كيف سنتمم المشروع بموعده
صرخ هادرا : يوسف ، لا وقت لدينا لنندب حظنا ونصرخ مثل النساء ، فكر في حل للمشكلة
نظر الي السيد عبد العزيز : اين طارق ؟ لماذا لم يأتي فهو المسئول عن الموقع
ابتلع السيد عبد العزيز ريقه بصعوبة ليقول ببطء : لم اجده
ثم اللجنة التي حققت في انهيار البناية التي كانت تحت مسئولية المهندس عمر قالت ان سبب الانهيار كان التلاعب في مواد البناء ، وانا راجعت اذون الصرف للمواد من المخازن لأجد انه صرف كل المواد التي يحتاجها المبنى
لم يستوعب ما يقله استاذه ليساله : ماذا تقصد استاذي؟
هلا توضح لي ما العلاقة بين هذا وذاك ؟
نطق يوسف بقهر : العلاقة ان طارق وراء كل هذا ياسين
هو من تسبب في انهيار المبنى وهو من تسبب في سرقة الموقع والمخزن
نظر الي اخيه مصدوما : لماذا ؟ ماذا حدث ؟
رن هاتفه لينظر اليه بضيق سأله يوسف : من ياسين ؟
زفر بضيق : لا اعلم
__ حسنا ، انظر ماذا يريد
__ مرحبا
اتاه صوت ضحكة ساخرة يعلم صاحبها جيدا ليجمد وجهه وتنتفض عروقه غضبا ليستمع الي صوت معتز الساخر
__ كيف حالك ياسين ؟ احببت ان اهنئك بانهيار الشركة
مبارك يا صديقي ، كم اتوق ان اجلس على كرسي اباك العزيز
اغلق الهاتف بعنف وكاد ان يكسره من قوة ضغطه على الهاتف ليساله يوسف : من ؟
نطق بكره وحقد : معتز ، هو من وراء ذلك
طارق باعني اليه
جلس يوسف وهو يشعر بكره حقيقي لهذا المخلوق المقيت
نظر ياسين الي السيد عبد العزيز ليساله : ماذا ستفعل بني ؟
قال بحزم والتصميم ينطلق من عينيه : لا تقلق استاذي
سأتصرف ، لم يأتي بعد من يتسبب في خسارتي لشركة ابي الذي افني عمره بها ، سأتصرف



***************************


وصلا الي القصر بعد طريق طويل بالسيارة لم يتكلما اطلاقا
نظر ياسين الي اخيه ليبتسم يوسف :سأصعد لأستريح قليلا
هز راسه لأخية موافقا
خطى يوسف بضعة خطوات لينظر الي اخيه
__ ياسين
نظر اليه باستفهام ليكمل : هل من الممكن ان لا تأتي بسيرة ما حدث اليوم امام انجي ؟ فانا لا اريدها ان تعرف شيئا عما يفعله معتز
نظر الي اخيه وابتسم وهز راسه موافقا : لا تقلق

صعد يوسف السلالم سريعا ليقف امام باب جناحهم الذي اعدته له والدته واشرف هو على تأثيثه بما انه كان متواجد بالمنزل ليضبط انفاسه ويتحكم بأعصابه ويرسم ابتسامته الشهيرة ويفتح الباب : مرحبا حبيبتي ، ها قد عدت
نظرت اليه لتقوم ببطء ملحوظ : حمدا لله على سلامتك حبيبي
ظهر القلق على وجهه : ما بك جيجي ؟ اشعر انك متعبة
ابتسمت : قليلا ، ولكني سالت والدتك وقالت انها امور عادية
ومن الطبيعي ان اتعب بكل اول شهر
ابتسم بمرح : هل دخلت الشهر الجديد ؟
اتسعت ابتسامتها : نعم ، باقي من الوقت خمس اشهر ليشرف ولي عهدك الجميل
ضحك بمرح ليحتضنها بين ذراعيه : كم انتظر هذا الجميل
__ وانا ايضا حبيبي
طبع قبة على جبينها ليهمس : اذن اعتني بنفسك جيدا
هزت راسها موافقة وتعلقت برقبته ليضمها الي صدره وهو يشعر بحبه لها يزيد مع كل دقيقة لهما معا

********************

تقدم ليدلف الي مكتبه وهو يشعر بانه مقيد لا يستطيع الحركة شعور خانق يسيطر عليه ولا يستطيع ان يتخلص منه ، رفع نظره ليجد امه بوجهه ، اراد ان يعود ولكنها راته
كان يتلاشى الايام الماضية مقابلة امه ، حتى لا تصر ان تفهم ما يحدث بينه وبين نور ، او تصر على ان تعرف سبب ضيقه
نظرت اليه مطولا ليخفض نظره بعيدا عن مرمى عينيها
قالت امرة : تعال ياسين ، ام لا تريد ان تجلس معي ؟
ابتسم بتوتر : لا طبعا امي
نظرت له نظرة تسبر الي اغوار نفسه لتتكلم بهدوء : انا امك ياسين ، واعلم جيدا متى تتحاشني حتى لا تعترف بأخطائك
دارت مقلتيه سريعا من هجوم امه المفاجئ : لم افعل شيئا امي
شعر ان بجملته الاخيرة انه عاد طفلا وتذكر عندما كانت تؤنبه على اخطاؤه
قالت امره : اجلس ياسين ، واخبرني ماذا حدث لتعامل زوجتك بهذه الطريقة ؟
توتر فكه ليقول : لم يحدث شيئا امي
هدرت به ولكن بصوت منخفض : ياسين
انتفض من نبرة امه الحازمة ليخفض راسه وهو يشعر بتفاقم شعور الذنب داخله
لم يعد يقوى على شيء فالأحداث السيئة تحاوطه لدرجة انه لم يعد يحتمل شيء
صمتت امه صمتا مدروسا تعلم انه يأتي بثماره مع ياسين وهو في مثل هذه الحالة فهي تأكدت انه فعل شيئا ليس بهينا
سالت بنبرة هادئة : ماذا حدث ياسين ؟
ابتسمت بسخرية لتكمل : هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك ؟



استيقظت من النوم وهي تشعر بصداع رهيب من اثر البكاء
قامت بخطوات متثاقلة لتدخل وتستحم وخرجت لترتدي ملابسها ، جهزت حقيبة صغيره بها اشيائها الضرورية ، لقد اتخذت قرارها ستذهب وتجلس برفقة اخاها ، ولكنها لن تخبره بما حدث بينها وبين ياسين الي ان تستقر حالته ، وياسين لن يسال عنها ، فهذا ما يريده ، ان تبتعد عنه
الم يطلب منها ان تبتعد عنه ، حسنا ستفعل له ما يرضيه
نزلت السلالم وهي تتذكر كل دقيقة لها معه هنا
وقفت لتودع القصر بنظراتها لتتجه الي مكتبه ، فهي قررت ان تترك له رسالة تخبره بانها ستذهب وترجوه بها ان لا يرغمها على العودة وان لا يخبر عمر بمشاجرتهما معا
فعمر لن يحتمل هذه المشاكل الان
اقتربت لتسمع صوت نوارة هانم بالداخل وهي تتكلم مع ياسين ، ترددت هل تدخل ام لا ، اخذت قرارها ان تحرجه امام امه وتطلب منه ان تذهب الي عمر فهو يحتاجها هذه الايام ، وامام والدته لن يستطيع الرفض
اقتربت لتسمع صوت نوارة هانم وهي تقول: ماذا حدث ياسين ؟ هل اكتشفت فجأة ان عم زوجتك هو من كان السبب في وفاة اباك؟

وضعت يدها على فمها لتمنع شهقتها ، وهي تعود بجسدها الي الوراء لتمسك حقيبتها وتندفع خارجة من القصر وتستقل سيارتها وتنطلق بها ، فها هي تكتشف السبب في معاملة ياسين لها



اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تحرموني من ردودكم وتعليقاتكم
وعدنا باذن الله السبت القادم
القاكم قريبا

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية