لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-11, 07:44 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير يا صابيا
البارت الجديد
اتمنى يعجبكم ويكون عند حسن ظنكم
لا تبخلوا علي بردودكم وتوقعاتكم
اسيبكم مع البارت



الفصل العشرون



شعرت انها ستقع ارضا من المفاجأة ، فكل من تعرفهم متواجدين ، وعائلة ياسين بأكملها ايضا ،وبعضا من اصدقاء عمر ومعارفة وميزت ياسر صديق ياسين ووجوده
لتتنبه على الواقف امامها بطوله الفارع ووسامته التي تزداد يوما بعد يوم ، تشعر انه مختلف اليوم ، عيناه تتألق بلمعه عجيبة عليها لم تراها من قبل ولونها الرمادي يتميز بصفاء السماء وابتسامته المشرقة تجعلها تشعر بوهن وضعف في اوصالها ، مرتدي بدله رمادية اللون وقميص ابيض ورباطة عنقه المخططة بالونين معا تمم اناقته وتظهر وسامته واسمرار بشرته وجدت انها اقتربت منه ليمسك يدها برقة ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك



تعلقت عيناه بها منذ ظهورها على اعلى السلم ليتأملها براحة وهدوء فهي الليلة عروسته هو ، لن يشعر بالغيرة بعد الان ستصبح ملكه هو ، لن يفزع عند اقتراب احدهم منها فهي ستصبح زوجته وحبيبته وام اطفاله سيقضي حياته معها للابد في سعادة وهناء ، يريح قلبه بين ضلوعها ويروي ظمأه من نبع حبها ويرتاح في ظلها وقربها منه
انتهت ايام حزنك يا ياسين واليوم يوم سعدك
تأملها جيدا وهي ترتدي فستان روزي اللون من الشيفون
يصل الي منتصف ساقيها مجسم الي حد ما فتحة الصدر مربعة فتظهر صدرها وجزء من ظهرها بأكمام شيفونيه شفافة مطرزة برقة ، شعرها مرفوع ومزين ببضع من الورود الصغيرة الوردية
نظر الي وجهها الفتان ليرى شفتيها الوردية تتألق بلمعان
وجمال، انفها جميل وشامخ بقصبته القصيرة وعيونها الخضراء العسلية يغلب عليها اللون العسلي نتيجة الظلال الدخانية المحيطة بها ليتيه بهما وفي بحرهما الذي لا اخر له
تنبه على عمر وهو يمد يدها اليه ، ليمسكها برقة
ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك

سار بها الي الكوشة ، لتندهش اذن هذا الشيء المعد بالأسفل ، حسنا يا عمر ، انت تضعني امام الامر الواقع
فوجئت باخت ياسين وهى تفتح علبه مخملية كبيرة امامه
وتلتقط منها دبله ماسيه لتعطيها لياسين ليمسك يدها
ليلبسها ايها
انتزعت يدهها منه بسرعة ومالت عليه لتهمس : انا لا اريد الزواج
انتفضت عندما تأكدت مما قالته لترفع عيناها الي عمر فتجد الغضب يملئ عينيه
ابتلعت ريقها بصعوبة، و ارتعدت خوفا مما سيحدث
ولكن ما ادهشها حقا هو ياسين وهو يأخذ يدها بهدوء ويبتسم بهدوء ويلبسها الدبلة بهدوء
كان يفعل كل شيء بهدوء قاتل ، نظرت حولها للتأكد من الحضور وهل لاحظوا ما حدث ولكن نظراتهم الدافئة وابتساماتهم السعيدة بينت لها لم يلاحظ احد ما حدث ما عدا طبعا عمر ونهى فهما من كانا قريبين منها وسمعا ما قالته
تنهدت وخطيبها العزيز
__ نور نادتها نهى بلطف
تفضلي ناولتها الدبلة الفضية التي ستلبسها لياسين
ارتعشت يدها بعنف وحاولت السيطرة على اعصابها قليلا


مد يده اليسرى وامسك يديها بهدوء ليعطيها احساس بالأمان
فهو شعر بخوفها الذي لا يعلم سببه ، ساعدها لتلبسه دبلته وكم كان شكلها جميل وهي تزين بنصره الايمن

مدت نهى اليه علبة الشبكة ليلبسها البقية
لكنه اشار اليها براسه نافيا : اريها للحاضرين وسنكمل نحن في وقت اخر
ابتسمت نهى لتفهم اخيها لموقف نور ، فهي ارجعت موقفها وجملتها للارتباك الطبيعي المصاحب للعرائس في ليلاي كهذه

اشار لعمر بعينيه كي يقرب منه ومال عليه ليهمس بأذنه ببعض من الكلمات لم تستطع الاستماع اليها
ولكن رد اخاها كان ابتسامة هادئة وهز راسه بالموافقة
مما جعلها تعقد حاجبيها ما الذي يخطط اليه هو وعمر
وجدته يمسك يدها بهدوء ويقول امرا بصوت منخفض
__ قومي معي من فضلك
لم تستطع النطق بل اذعنت لأمره و قامت معه لم تتبين ما حولها فشعرت انها بغيبوبة عقلية ،فكل ما يحدث من حولها
لا تستوعبه
دخلا الي غرفة المكتب ليقول لعمر : من فضلك ، هلا سمحت لنا بدقائق على انفراد
هز عمر راسه ليخرج من الغرفة بهدوء
تبع عمر واغلق الباب ليلتفت اليها وينظر مطولا
لا يعلم ما يحدث، ما بها ، وما هذا الرفض غير المنطقي
من الواضح انها لا تشعر بالسعادة ، وان هذا الشعور بعيد عنها بأميال ، متوترة خائفة ، لكنها ليست سعيدة
حاول السيطرة على اعصابه وقال بهدوء
__ نور ، ارفعي وجهك وانظري الي

من وقت دخولها الي الغرفة واغلاقه للباب وهى تنتفض داخليا ، ما الذي سيقوله لها ؟ والاهم ما الذي ستقوله له
بماذا تبرر رفضها للزواج ؟
عندما امرها بالنظر اليه ، رفعت راسها ببطيء وهي تشعر بالبكاء يداهمها و جسدها كله يرتعش
نظرت اليه لتجد عينيه خاليه من أي تعبير
نظرته خاوية من الدفء ومن الغضب ايضا
تنفس بقوة : ما بك نور؟ هل انتي خائفة مني ؟
هزت راسها نافية
__ هل من الممكن اعلم ما هذا الغباء الذي تصرفت به بالخارج ، حمد لله ان لم يلاحظ احدا من الحضور شيء
والا لتعرضت انا واخاك المسكين للفضيحة
هل توجد عروسة يوم خطوبتها ترفض الزواج ، ولماذا انت رافضة ، أ لست البارحة فقط أعطيتني موافقتك ؟
هزت راسها بنعم
ليزمجر غاضبا : هل انا لعبة بين يديك نور ،البارحة موافقة واليوم لا تريدين الزواج ؟
هل وجدتي انني متيم بك فقلت لما لا أتسلي قليلا مع هذا الاحمق؟
صرخ بها : نور ردي علي ام ان القطة اكلت لسانك؟
حاولت النطق لتنفجر في البكاء بهستيرية

رفع حاجبيه دهشة مما حدث ، ما الذي دهاها ؟
لم يعهدها تبكي هكذا ، حتى عند توقف المصعد كانت تبكي بهدوء ليس كالان تبكي كأنها فقدت احدا عزيز على قلبها
اتسعت عيناه من الصدمة ، هل من الممكن ان تكون مرتبطة بأحدهم ، او كانت مرتبطة بأحدهم وهذا سر الحزن الواضح عليها
عض شفته قهرا وغضبا ليقول بلهجة جافة
__ نور توقفي عنم البكاء، و جاوبيني لما لا تريدين الزواج مني ؟

حاولت السيطرة قليلا على اعصابها
لتنظر اليه بعينين باكية ، تريد ان تفهمه انها خائفة وكانت غير مستعده لكل هذه الاشياء والمفاجئات ، وان عمر فعل كل هذا دون موافقتها ولا ابلاغها بالأمر ، كانت ممكن ان تكون في حاله احسن من تلك التي بها الان ، اذا كان الاحتفال عائلي اكثر من ذلك
ولكن ما الفائدة الان ؟ هو غاضب مما فعلته ؟ و عمر ايضا سيغضب منها ؟ وهي اضاعت فرحتها بيدها
تنفست بهدوء ونظرت اليه مطولا لعله يفهمها بدون كلام
كما فعل من قبل ولا يطالبها بتفسيرات للأمر


شعر انها هدئت قليلا ، ليقترب منها بهدوء وتعقل
ويمد يده لها ببضع من المناديل ، اخذت من المناديل لتمسح دموعها وتحاول انقاذ ما تبقى من زينتها
تنحنحت ليطلع صوتها اجش : اسفة ياسين اعذرني
لم اتحمل الضغط
ردد بدهشه : الضغط ، أي ضغط
__ ضغط الاحتفال المفاجئ ، وحضور الناس والصخب ،لم اتحمله
سال بحيره : هل هذا ما جعلك تتفوهي بهذه التفاهات عن رفضك للزواج بالخارج ؟
هزت راسها بنعم ، تنهد براحة عجيبة
ليسال بجديه : اذن انت موافقه على الزواج مني
ردت بسرعة : طبعا ولكن لابد من التروي ومعرفة بعضنا البعض ،ولنبدأها بالخطوبة اذا مرت بسلام ، لا يوجد مانع من الزواج
نظر اليها وهي تتكلم بعمليه كأنها تتكلم على احد العقود القانونية ، لا يعلم لما شعر انها تخفي مشاعرها اتجاهه
تتكلم بالية ولكن هو يستمع الي دقات قلبها المتسارعة ويشعر بما تخفيه عنه ، اذن كانت متوترة لا اكثر ولا يوجد شخص اخر ، ولكن اذا كانت تحبه فعلا كما يشعر اذن لما كل هذا التوتر والارتباك الواضحان عليها
ابتسم بهدوء : حسنا ، لا مانع لدي ، سأكتفي الان بالخطبة
عم الصمت قليلا ليظل يتأملها وهي تبدو بعينيه جميلة وجذابة جدا لمعت فكرة براسه ليقول بمكر: نور ، هل تعترضي اذا قبلتك الان ؟
انتفضت واقفة : نعم
قال بخبث وهو يجاهد الا يبتسم : بمناسبة الاتفاق
رددت بدهشة: اتفاق
تصنع الجدية : اه ، كدعوة الغداء التي داعكي اليها بسام عند امضاء العقود
ارتبكت منه: لا طبعا
ليهب واقفا فترجع الي الخلف وتصطدم بدولاب الاوراق
تقدم منها بهدوء، ليضع يديه حولها على الدولاب
ويسال بجديه : واذا صممت ، فانا من حقي ان اصر كما اصر بسام على حضورك للغدا
احمرت خجلا ، لتهز راسها بشده نافيه
لوى شفته بخيبة امل : حسنا ، من الواضح انني لست بغلاة بسام ، اه انا نسيت انه شخصية جذابة
ضحكت برقة فهو يؤنبها على ما قالته عن بسام
سالت بخبث : انت تغار
ضحك بهدوء : اخيرا فهمتي ، نعم اغار جدا ، وارجو ان لا تمدحي احدا اخر ، غيري بالطبع
ابتسمت بهدوء: هلا جلست حتى لا يأتي عمر، ويرانا هكذا
هز راسه بلا ، لتردف برقة غير مقصودة
__ ياسين ، من فضلك
تنهد بحب : انها احلى ياسين سمعتها بحياتي ، كرريها من فضلك
عضت شفتها السفلي بتوتر: من فضلك اجلس ودعني اجلس
دار بعينيه على تفاصيل وجهها بلهفة وحب ليقول برقة
__ الم اطلب منك ان تتوقفي عن هذه الحركة ؟ شفاهك الرقيقة هذه لا تحتمل ما تفعلينه بها ، فهي تستحق ان تقبل بمنتهى الرقة
مال عليها اكثر ورغبته بتقبيلها تزداد

شعرت بما سيفعله لتنحني من تحت ذراعة ، ويرتطم هو بالدولاب بقوة
ابتسمت على منظره وهو يرتطم بالخشب لتنفجر ضاحكة على الغيظ الذي يملئ عيناه عندما التفت اليها
__ اين ستذهبين ؟
__ لا مكان ، ولكنك ستتهذب حتى لا ابلغ عمر
__ تهدديني
ابتسمت : نعم
فتح الباب فجأة: ها كيف الحال يا عرسان الناس تتساءل عنكما
ابتسمت له بإغاظة ،ليرد عليها بابتسامة متوعده
ليسال عمر بجدية : نور هل كنتي تبكين ؟
نظرت الي اخاها بفتور : نعم ،ابكي فرحا من المفاجأة ، لا تشغل راسك
توتر عمر من كلماتها المقصودة ، لينظر الي ياسين
__ هيا تعالا، لتقطعا قالب الحلوى
هز ياسين راسه ،ليخرج بطاقة صغيرة من جيبه ، ويقترب منها
__ نور هذه بطاقتي ، بها ارقام تليفوناتي الشخصية وايضا ارقام الشركة ، سأنتظر اتصالك بي اليوم ، ارجو ان لا تبخلي علي به
__ سأتصل لا تقلق
ابتسم بسعادة، هيا لنخرج، مد لها ذراعه، لتمسك به
ويخرجا والابتسامة على شفتيهما



**********************



بعد انتهاء الحفل وانصراف معظم الحضور ، مال يوسف على اخاه : سأذهب انا لدي موعد هام وانا تأخرت عليه
ساترك لك السيارة وسأتصرف ، ولكنني لا استطيع ان اوصل امي ، سيتكفل عمرو بذلك ، اجلس انت مع خطيبتك كما شئت
__ لا سأنصرف انا الاخر فالوقت تأخر ، ولابد ان انال قسطا من النوم ،لأننا سنصحو باكرا في الغد من اجل الذهاب الي ياسر
__ اه ، لن استطيع المجيء ، وسأعتذر لياسر ، فانا وعدت بعضا من اصدقائي لأذهب معهم الي الاسكندرية
و سآتي في الغد ليلا، ان شاء الله
نظر اليه بريبه : لم تقل شيء من هذا عندما ابلغتك بحفلة ياسر
ابتسم بتوتر : تورطت مع الشباب ولم استطع الافلات منهم
تنهد بعمق : حسنا ، اعتذر لياسر قبل ان تذهب
__ حاضر ، هيا امي ، سيوصلك عمرو
__ اترك امي ،فانا ذاهب
رتبت على خده بحنان : لا حبيبي ، سأذهب مع عمرو ، وانت اتي على راحتك ، اين نور ؟
التفت براسه ليراها تتكلم مع نهى : انها هناك تودع نهى ، نور



اقبلت نهى عليها لتشعر بالتوتر فمن المؤكد انها غاضبة منها
ومن احراجها لأخيها ، ابتسمت نهى ابتسامة واسعة واحتضنتها بحب
__ مبروك نور، ستنورين عائلتنا
__ الله يبارك فيكي ،
قدمت اليها شنطة هدايا صغيرة : اتمنى انها تعجبك ، هذا ذوقي انا ، اما الشبكة اصر ياسين على تنقيتها بنفسه و بمفرده ، اتمنى ان الاثنان يحوزان على اعجابك
__ شكرا جزيلا ، واكيد ستحوز على اعجابي
__ اتمنى لكي التوفيق ، وارجوكم عجلوا بالزفاف ، فانا اريد زفاف خاص بعائلتنا ، فانا لم ارقص جيدا في زفاف سارة
ضحكت نور : لما ؟
__ عمرو اصر علي ان لا ارقص
__ ولما سيتركك ترقصي في زفافنا ؟
__ هل تمزحين معي ، انه زفاف ياسين ، هل يستطيع الاعتراض من الاصل ؟
ضحكت نور على حماس نهى لتنتبه على صوته يناديها
همست نهى مازحة: اذهبي اليه ، من الواضح انه لا يصبر على فراقك
تلون وجه نور بحمرة الخجل من مزاح نهى ، لتذهب اليه


__ امي تسال عنك
__ تعالي بنيتي ، اريد ان اسلم عليك قبل ان اذهب
اقتربت من الام لتحتضنها بحب ودفء ، طالما اشتاقت لهما نور لتهمس السيدة نوارة لها : مبارك حبيبتي ، الف مبروك
لا تعلمي مدى السعادة التي اشعر بها اليوم ، لقد فقدت الامل في زواج ياسين ، ولكن من الواضح انه كان ينتظرك
ابتسمت نور خجله : الله يبارك فيكي يا هانم
مدت اليها يدها بعلبة مخملية صغيرة : هذه هدية مني بمناسبة الخطوبة ، اتمنى ان تعجبك
__ هذا كثير سيدتي
ابتسمت نهى من خلفها : ما هذا بدأت حقوق التمييز عند امي
ولما لا فانت زوجة الغالي
خبطها ياسين على راسها برقة عند تلون وجه نور
__ الا تتعلمين الصمت قليلا ؟ يا لكي من شقيه
__ أي ، راسي ، اصبحت متوحشا اخي ، كل هذا من اجل نور
قال بحزم : نهى
__ حسنا ، حسنا سأذهب الي عمرو فهو من يدللني الان
فانت اصبح لديك احد اخر
قالت جملتها الاخيرة وهى تغمز له بعينها بشقاوة لتسرع من امامه
ابتسم في وجه نور بسعادة ، فهو الان لا تسعه الارض من فرط سعادته ، اه كم يشعر بالحب وهو يغتاله يتمنى ان يأخذها معه الي البيت لكي يريها قليلا مما يشعر
__ اصبر يا صديقي ، فستحقق احلامك كلها ، ولكن في العجلة الندامة
انتفض على صوت ياسر القريب منه
__ افزعتني ياسر ، ما معنى الذي تقوله ؟
ابتسم ياسر : انت تعلم جيدا ، عيناك فضحاك يا صديقي
__ لا انت الذي تحب اختراق عقلي
ضحك ياسر : لا من نبهني اصلا زوج اختك العزيز هو وعلي
احمر وجهه بسرعة : نبهاك لماذا
__ بانك تأكل الفتاه بعينيك
واكمل مقلدا لصوت عمرو : انظر اراهن انه يريد ان يأخذها معه الي البيت
ازداد توتره : هل قال هذا الكلام امام عمر
__ لا ، فعمر الاخر ، لم يسلم منهما ، تصور علي يقول ان حالك افضل من حاله كثيرا ، قدم موعد الزفاف ، وان شاء الله يتمم لك على خير
ردد بصدق : امين يا رب





اقتربت من صديقتها تبتسم بخجل
__ نور هل انت غاضبة مني؟
نظرت اليها ، تنهدت : لم اتوقع منك يا علياء ان تظلي معي اليوم بطوله دون ان تتفوهي بكلمة عما سيجبرني عليه اخي العزيز
__ نور ، استمعي الي من فضلك
عمر حلفني ان لا اخبرك ، وهو ايضا اراد مصلحتك ومن المؤكد انه سيوضح لكي اسبابه
__اذن الان اصبح عمر اقرب اليك مني ، اشكرك يا صديقتي العزيزة
انصرفت من امامها فهي بالفعل غاضبه منها ومن عمر
وغضبها من عمر اكثر بكثير من علياء ، فهي تعلم جيدا
انه اجبر علياء ان تخفي عليها الامر


انصدمت من رد فعل نور ، وعندما تنبهت كانت نور اختفت من امامها
لمحت نور وهى تصعد للأعلى ففكرت في اللحاق بها
لتتكلم معها فهي لا يهون عليها ان تظل نور غاضبة منها
همت باللحاق بها لتجد زوجة اخيها المصون امامها
قالت بسخريه : ما الامر هل العروسة غاضبة من شيء؟
ابتسمت بهدوء : اهلا ايه ، كيف حالك؟
__ بخير يا عزيزتي ، كيف حالك انت ، وكيف عمر معك؟
توترت من سؤالها : نحن بخير والحمد لله
__ الحمد لله ،علياء اريد ان اوضح لكي انني كنت قلقة عليك لا اكثر حين تكلمت معك المرة الماضية فمعرفتي بعلاقات عمر واستهتاره مع الفتيات هي ما جعلتني افعل ذلك فأرجوك لا تتخذي موقف ضدي
رددت بدهشة : استهتاره مع الفتيات
قاطعتها بارتباك : اسمعي هذا لا يهم الان ، فهو معك وانت مرتاحة معه ولذلك دعي الماضي حبيبتي واستمتعي بحاضرك


انصرفت بهدوء من امام علياء وهي تبتسم بانتصار فهي حققت ما تمنته فعلياء الان سيأكل عقلها الكثير والكثير من الاسئلة

شعرت علياء ان الارض تميد تحت قدميها ، هل فعلا كان لدية علاقات سابقة هو كان الطرف المستهتر بها ، ولم لا فجراته لا حدود لها وتعامله معها يوضح انها ليست الاولى بحياته فهو يتكلم بكل شيء دون خجل وكانه اعتاد على ذلك الامر شعرت بروحها تتمزق وانها ستقع ارضا من صدمة انها ظلت تحبه كل هذا الوقت وهو يعيث في الارض مع غيرها من الفتيات اسندت جسدها الي اول قطعة اثاث صادفتها و رفعت راسها لتحاول ان تتنفس لتقع عينيها على احدى صوره الفتوغرافية المعلقة على الحائط هو و اخيها مبتسمين دققت بالصورة وكأنها تنتظر منها اجابة عن تساؤلاتها لترى و لأول مرة ان توجد بعنقه قلادة مزينة بحرف A
ما هذا ان عقلها لا يستوعب عمر مرتدي لقلادة و هذا الحرف الذي بها ، الصورة منذ فترة طويلة وعمره بها تبينت انه لم يتجاوز العشرون
عمل عقلها سريعا ، أهذه القلادة كانت هدية من احدى صديقاته و اولى حروف اسمها هو مايزين رقبته
و بوسط تفكيرها لمحت سلسلة مفاتيحه ، لتفجع بوجود نفس الحرف بها ، اتسعت عيناها جزعا ، أيظل يحتفظ به
لما ما اهميته ليظل طوال عشر سنوات محتفظ به اقتربت اكثر و دققت النظر ثانية ، هو بالفعل نفس الحرف ، ماذا ستفعل هل دق قلبه لأخرى غيرها ، ولازال يحتفظ بذكراها
لا لن تفعل مثل المرة الماضية ، ستتأكد اولا ثم تأخذ رد فعل اتجاهه
حاولت السيطرة على اعصابها قليلا ، حتى لا يلاحظ احد عليها شيء ، واذا تأكدت من انه يبقي على ذكرى امرأة اخرى بحياته ستتركه دون رجعة


************************





دخل الي شقته فرحا وهو ينادي بصوت عال
__جي جي ، اين انت حبيبتي ؟
اتت له مسرعة من الداخل ليحتضنها بشده ويرفعها من الارض وهو يقبلها بشوق :اشتقت اليك
ابتسمت بحب : وانا الاخرى كنت ساجن اذا تأخرت اكثر من ذلك
جلس وهي بين ذراعيه ليريحها على الاريكة
قالت وهي تمرر يدها على ذقنه: مبروك حبيبي ، هيا احكي لي ،كل الذي حدث بالخطبة
ضحك بخفة : الله يبارك فيكي حبيبتي ، ماذا اقول اذا لم يسرع ياسين في الزواج سيجن ، فنور استولت على عقله بالكامل ، لو تريه اليوم وهو متوتر كأنه طالب ينتظر نتيجة الثانوية العامة
ضحكت عليه : انت تبالغ يوسف ، اليس كذلك ؟
هز راسه نافيا : لا واللهي
قالت بدهشه : يوسف انا اعرف ياسين جيدا ، فانا كنت ارتعب منه ونحن صغار ، ولا زلت لا اتخيل كيف ساقف امامه بعد ان تخبره انني زوجتك
ابتسم : لست الوحيدة التي لازالت ترتعب منه
حاوط كتفيها بذراعة وضمها اليه بحب : كلنا لا زالنا نرتعب منه ، ولكنه اصبح اهدى كثيرا الان، ثم لا تخافي وانا بجانبك
ضحكت بمرح وقالت مشاغبة : انت اساسا ترتعب منه
رفع حاجبيه : يا سلام
__ انت الذي قلت منذ قليل
__ كنت اطمئنك لا اكثر
ضحكت ونظرت اليه بحب و سالت بتوجس: يوسف ، ستخبره اليس كذلك؟
تنهد : اكيد ، لا تقلقي
ابتسم ابتسامة واسعة : سأبات هنا الليلة ، والغد سأمضيه اليوم بطوله معك
صفقت يديها بسعادة : انه خبر مفرح ، حسنا ما خططك للغد
الي اين سنذهب ، انا اريد الذهاب للأهرامات
__ الاهرامات في هذا الحر، لا طبعا
مطت شفتيها بزعل : الي اين سنذهب اذن؟
اقترب منها ليقل بخبث : لن نذهب ، سنمضي طوال اليوم بالبيت
ردت مستنكرة : نعم
هز راسه بثقة : نعم ، انا اريد ان امضي اليوم بطوله في الفراش عزيزتي
صاحب مقولته وهو يضمها بشدة بين ذراعيه
ضحكت بصخب وهي تحاول الافلات من بين قبضتيه القويتين : انت مجنون ، انا اريد الخروج
قال بدهشة : مجنون ، أ تجرأت على قولها هكذا في وجهي؟
ضحكت وقالت بدلال : يوسف اريد الخروج في الغد
__ اذن في الليل حبيبتي سنذهب الي السينما او المسرح او الي احد المقاهي ، ولكن الصباح اريد ان امضيه بالبيت
قال بقهر: في الفراش الذي لم انم عليه الي الان

ضحكت عليه ليردف : اضحكي ، سنرى من سيضحك في الاخر

**************************

سلم على علي وهو يتفق معه على الغد بعد ان اكد ياسر على علي الدعوة التي سبق ان اوصلها اليه عمرو
كح بهدوء ليقل علي بمرح : هل اصبت بالبرد ام تريدني ان افسح لك المجال لتتكلم مع علياء على راحتك ؟
ابتسم عمر : انت ذكي جدا ، ما شاء الله عليك
ضحك علي : حسنا ، بسرعة، فانا اريد الذهاب
دفعه بقوة مازحا : يا رجل اذهب وانا سأوصلها ، لم متعلق بها هكذا ؟
ضحك علي والتفت الي اخته : سأنتظر بالسيارة ، لا تتأخري
توترت بشده وشعرت ان جسدها مشدود كالوتر الرفيع
اقترب منها والابتسامة تزين شفتيه
__ ها حبيبتي ، من المؤكد انكي متعبه اليوم ، ارهقتك معي
شكرا لكي على كل ما فعلتيه من اجلي
ردت بسرعة : ليس من اجلك ، بل هو من اجل نور
عقد حاجبيه بدهشة من ردها : نعم يا ليت تستوعب الامر
ماذا قالت لكي ؟
__ لا شيء انها غاضبة جدا
__ ستفهم صدقيني
صدح صوت بوق سيارة علي ، لينظر اليه عمر بغضب
__ سأذهب انا
__ حسنا ، سأتصل بكي بعد قليل
__ لا ، انا متعبة واريد النوم
نظر اليها بتعجب : علياء ، ما بكي ؟ هل غاضبة مني لان نور غاضبة ام ماذا ؟
قالت بتوتر : لا عمر ، ولكني بالفعل متعبة
لم يسترح من ردها فهو يشعر بان بها شيء
__ حسنا ، اراكي في الغد




*******************
جالسة بوسط فراشها وممسكة البطاقة بين يديها
وهي تفكر هل تتصل ام لا ، هتف قلبها انت وعدتيه
لتفكر قليلا لن يحدث شيء اذا لم اتصل به ؟
ولما لا ؟ انت معجبة به وخطيبته الان ولن يحدث شيء اذا اتصلت به
ولكني لم اقل لعمر ، عند تذكرها لآخاها عقدت حاجبيها ولمعت عيناها غضبا ، لن اقول له اليس هذا ما يريده
سأفعله كما يحلو لي
امسكت هاتفها بسرعة قبل ان تتراجع عن موقفها واتصلت به

***********************


دخل الي غرفته وهو يشعر بسعادة عارمة ،خلع سترته ورماها على الاريكة ليلقي بجسده على الفراش بإهمال
ممسك الهاتف بين يديه ويقلب به بعبث منتظر ان تتصل به
هو متأكد انها ستفي بوعدها له
رن الهاتف ليقفز من مكانه وهو يرى الارقام تزين شاشته
هتف قلبه : اكيد هي
رد بهدوء : السلام عليكم
ظلت صامته بعد ان اثار صوته الهادئ حواسها وذاكرتها لما اراد ان يفعله في السابق
سال بهدوء: ا ستظلين صامته طوال الليل ؟
ابتسمت وهو يكمل : ليس لدي ادنى مشكلة فانا سأنتظرك
قالت بسخرية : انت واثق اني سأظل اكلمك طوال الليل
ابتسم بسعادة لأنها نطقت وقال بغرور : نعم ومتأكد ايضا
ضحكت على غروره: الغرور صفة غير مستحبة سيدي
__ انها ثقة بالنفس ، ولا تنسي اتفاقنا من فضلك
قالت بمكر: لم اتفق معك على شيء
__ اه فانتي لم تريديني ان اوقع العقد حتى تتذكريه دائما
ابتسمت بخجل وفهمت ما رمى اليه : انت جرئ زياده عن اللزوم
__ طوال عمري هادئ وقليل الكلام ليس مثل يوسف او ياسر فالاثنان مرحيين جدا ، ولكن انت من يظهر الوجه الاخر لي
__ هل اعتبر هذا مدح ام ذم ؟
__ كيفما يحلو لك ، فانا قصدي واضح جدا
استمرا بالكلام لتفاجئ باذان الفجر يصدح من حولها
قالت بخجل : الوقت تأخر ياسين ، اسفة اني سهرتك معي
__ افعلي ما يحلو لك فانا كلي لك ، وانا سعيد جدا لأنك سهرتيني معك ، نور اريد ان امرك غدا لتذهبي معي
__ حسنا كما تحب
تنهد بحب : حسنا حبيبتي خذي قسطا من النوم فاليوم غدا طويل ،ولكن ان شاء الله سيكون ممتع
__ تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي
وهى تغلق الهاتف فوجئت بطرق خفيف على الباب ، ليدلف عمر بهدوء الي الداخل : انت مستيقظة الي الان ، مع من كنتي تتحدثين ؟
ردت باقتضاب وغضب : مع ياسين
ابتسم بهدوء : اليس هذا من احرجته امامي وامام اخته
وقلتي انكي لا تريدين الزواج به
__لم اكن اقصد اني لا اريد الزواج منه كنت اتكلم عن التوقيت فانا لا اريد الزواج الان ، ولكني اطبق نصيحتك لا اكثر
__ نور ستتزوجين ياسين حتى لو غصبا عنك ، وفى اسرع وقت ايضا
بهتت من لهجة اخاها الحادة : ستجبرني على الزواج عمر
__ لا لن اجبرك ولكنك ستفعلين ما اقوله ، من الواضح انني افسدتك بالدلال الزائد ، لتحرجيني اليوم هكذا
صاحت بغضب : بل انت من احرجتني اليوم ، هل انا صغيرة لتجبرني على الخطوبة هكذا وبدون علمي
__ بل اخبرتك ، وانت وافقتي ، لم اعلم ان عقلك سيخيل اليك انني سأتركك تتعرفين عليه خارج رباط رسمي
ولتجهزي يا عزيزتي ، فسيكون زفافك بعد شهرين على الاكثر
قال جملته بغضب شديد وهو يخرج من الغرفة
اتسعت عيناها رعبا فلهجة عمر لا تبشر بالتراجع
ولكن صدمتها الحقيقة ، لما كل هذا ؟ فهي ليست مقتنعة ان جملتها الغبية هي السبب
اندفعت وراءه : عمر هل انت جاد
__ وهل توجد في هذه الامور مزاح نور ؟
__ لما ، اخبرني عن السبب ، ولا تقل انه من اجل جملتي الغبية التي قلتها وانا خائفة ومتوترة
اعطها ظهره ليبتعد عن نظرات عيناها المصدومة المتسائلة
فهو لن يستطيع ان يخبرها بالسبب الحقيقي وراء اصراره على اتمام الزواج بهذه السرعة
تذكر اتفاقه مع ياسين قبل ان ينصرف الاخير
__ ها ياسين ، متى تريد الزفاف ؟
__انا اريده في الغد ، ولكن نور تريد وقتا لتتعرف علي جيدا
__ هل شهرين مده كفاية لك لتستعد ؟
__ طبعا واقل ايضا ، ولكن نور
__ ستعتاد الامر ، وانا اثق بوعدك لي ، ام انك ستخلفه في احد الايام
رد ياسين سريعا : لا طبعا ، ستظل نور داخل عيناي وسأفعل كل ما بوسعي لإرضائها
__ حسنا ، استعد بعد شهرين
كانت سعادة ياسين كبيرة ولاحظها هو بسهولة ، يريد الاطمئنان عليها باي شكل حتى لو اجبرها على الزواج
وسعادة ياسين بموعد الزواج طمأنته واشعرته انه الانسان المناسب الذي سيطمئن عليها معه


__ عمر اجبني من فضلك ، لما تجبرني على شيء كهذا وانت لم تجبرني يوما على فعل أي شيء
انتبه على سؤالها من دوامة الافكار التي تعبث به
__ نور من فضلك احترمي قرارتي قليلا ، فانا اخاك الكبير
واريد مصلحتك ، ولا يوجد لدي ردا اخر
انصرف من امامها بهدوء ودخل الي غرفته واغلق الباب خلفه ،ركن ظهره على الباب واغمض عينيه
اسف يا نور ولكني خائف عليك الي حد كبير واريد الاطمئنان عليك وانت بعيده عني ، فعمي يريدك انت ، ولن يتركك ، الا اذا ابتعدت عني وعن حياتي وجودك في عصمة رجل اخر سيشل تفكيره ولن يجعل لكي صلة قريبه منه
وياسين من افضل الرجال وانا اعلم انه سيتصدى له
فهو ند قوي ، لن يقوى عليه لا عمي ولا احد اخر


************************


انصدمت من رده لتشعر بالقهر ، لا يوجد عندها اعتراض على ياسين بل هي لا تنكر انها معجبه به وبشخصيته
و مع الوقت ستعتاد عليه وعلى مزاجية افعاله ولكن هكذا لا لا تريد ان تتزوجه مجبورة وبدون اسباب ، لن تستطيع فعل ذلك ، ولكنها ايضا لن تستطيع تصغير عمر ورفض قراره
اه لو يعطيني سبب واحد لكنت وافقت بدون أي تردد
اتجهت الي غرفتها وتوضأت وصلت الفجر لتدعي ربها ان يرشدها الي الطريق الصحيح

********************



في الصباح كان يدق بوق السيارة بمرح وصخب
ليظهر عمر من الباب مبتسم : كف عن ازعاج الجيران ياسين ، ما الذي اتي بك اصلا ، الم نتفق اننا سنتقابل بالطريق ؟
__ صباح الخير ايها النسيب العزيز ، أهذه طريقة لمقابلتي في الصباح ، اتيت لاصطحب خطيبتي معي
__ ومن قال لك اني سأسمح لك بذلك
__ عمر لا تصير هكذا ، يخيل لي انك تطبق علي ما يفعله علي معك
ضحك عمر بمرح : لا واللهي فانا سأصطحب علياء وامي معي ، فعلي معه عائلته
__ انظر وانت الاخر معك عائلتك ، اترك لي عائلتي
__ لم تصبح الي الان عائلتك
__ باعتبار ما سيكون ، ان شاء الله
سال بجدية : اين نوارة هانم ؟
قال بحب خالص : امي ، ذهبت مع عمرو
ابتسم وهو يتذكر امه وهي تبتسم في وجهه عندما ابلغها انه سيمر ليصطحب نور وتقول سأذهب مع عمرو لتأخذا راحتكما حبيبي ، حاول معها ولكنها لم تتراجع عن قرارها
__ هاي ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان ، اين نور ؟
__ ستاتي الان
انهى جملته لتظهر نور من الباب ، ليشعر الاخر بوجودها الذي يخطف انفاسه و رائحتها التي تملئ صدره
شعر بقلبه يقفز في مكانه ويدق بشده ، كانت اجمل مما سبق ، حلاوتها بعينيه زادت وهي خطيبته ، تنفس بعمق ليسيطر على اعصابه وهو يتأملها بملابسها الغير رسمية
بنطلون من الجينز فاتح اللون و قميص ابيض طويل يصل الى منتصف الفخذ بدون اكمام مزين من عند الخصر بحزام رفيع من الجلد بني اللون ، مرتديه نظارة شمسية تخفي عيناها
شعرها القصير متناثر بشكل فوضوي على وجهها
اكد لنفسه انها جذابه ومغرية بشكل كبير اليوم ،
اه لو تزيل هذه النظارة التي تخفي عينيها الجميلتين
اقترب عمر منه بهدوء : هلا تخفض نظرك لو سمحت
ابتسم ياسين بأحراج : اذهب لتاتي بزوجتك واتركني بحالي لو سمحت
ضحك عمر ليلتفت اليها ويقول بجدية : هل اغلقتي غرفتك جيدا ، فالعمال ستاتي اليوم
هزت راسها بنعم ليكمل : حسنا ، اركبي مع خطيبك
اغلق باب الفيلا ليذهب الي سيارته
__ عمر سنتقابل كما اتفقنا
هز راسه له بالموافقة ليدخل الي سيارته وينصرف
ابتسم بوجهها : صباح الخير حبيبتي
فتح باب السيارة لها لتركب وهي ترد بهدوء: صباح الخير
لف ودخل الي سيارته ، لينطلق بها وهو لا تسعه الارض من الفرحة ، ليست اول مرة تركب بجانبه ولكن شعوره اليوم مختلف ، سعيد جدا



بعد وقت قليل دام صمتها ، ليتعجب هو فهي منذ ركوبها وهما يتبادلان الاحاديث في كل شيء يتناقشوا ويتحاوروا ويمزحوا ايضا


ناداها بلطف : نور ، نور
كرر نداؤه مرة اخرى ، ليتعجب من عدم ردها
ركن السيارة لينظر ما بها ، فيجدها نائمة ، ابتسم بسعادة
وعدل راسها بهدوء حتى لا يتضرر عنقها ، وادار السيارة مرة اخرى وينطلق بها

***************



ابتسمت بوجهه عندما راته مقبلا عليها ونظرة عيناه الدافئة تجول بوجهها كعادته
لا تعلم اين هما ، ولكن الجو رائع والسماء صافية
جلس بجانبها واحاطها بذراعه وهمس في اذنها بكلمات دافئة غامضة ، لم تتضح معانيها لها
اراحت راسها على كتفه في استمتاع ورائحة عطره تزداد بأنفها ، تجعل اعصابها ترتخي وجسدها يرتاح موضعه
فتحت عينيها براحة لتجد نظرة عيناه الدافئة تختفي بهدوء وابتسامته الساخرة تزين شفتيه ، وعيناه تلمع بالانتصار
وقال بفحيح ساخر ولهجة باردة
__ أترين عزيزتي انا احصل على ما اريده دائما
نظرت حولها لتجد نفسها وحيده لينقلب الجو من حولها فجأة الي الاحمرار وضحكته الساخرة تملئ مسامعها
حولت ان تناديه لتعلم ماذا يقصد ، لكن صوتها لم يخرج منها
انتبهت الي فراشة جميلة اللون تحترق امام عينيها فجأة لتسقط هذه المرة على جسدها لتكتشف انها عاريه ويهوي قلبها ساقطا وهي تنتبه انها هي من حصل عليه وبسهولة
صرخت صرخة مدوية





انتفض من صرختها مرعوبا ، فهو كان سعيدا جدا عندما مالت وهي نائمة لتركن راسها علي كتفه ، كان يريد ان يحاوطها بذراعه ولكنه عدل عن الفكرة ،حتى لا تستيقظ وتجد نفسها نائمة بين ذراعيه ويلتبس عليها الامر وتفهم مقصده بشكل خاطئ اتسعت ابتسامته اكثر وهو يتذكر انها بعد شهرين ستصبح زوجته
أوقف السيارة بسرعة ليلتفت اليها ويهزها
__ نور ، نور ما بكي ؟
ربت على خدها برقة : نور
استنتج انها كانت تحلم ، هتف بصوت عال : نور ، افيقي
فتحت عيناها لتجد وجهه امامها فتدفعه بقوة بعيدا عنها
وتحاول الهروب من بين ذراعيه، لتصطدم بشده في باب السيارة


تفاجئ من دفعتها اليه و نظرات عينيها المرعوبة والهلع الذي يرتسم على وجهها
لا يعلم ما بها ، ولكنه تأكد انه حلم سيئ للغاية
نظر اليها لفترة قصيرة وقال برقة : ما بك نور ؟ ماذا حدث؟
اكنتي تحلمين ؟


نظرت حولها بسرعة عند انتهاء اسئلته ، لترى انها بالسيارة
مكانها ومرتدية ملابسها ، ولم يحدث أي شيء؟
تنفست براحة انها كانت تحلم ، ونظرت اليه ،لتنفجر باكية من اثر وطأة الحلم عليها ، لا تزال خائفة منه ولكن عقلها يردد انه حلم نور مجرد حلم مزعج من احلامك
ولكنه ظهر به وبوضوح ونظرة عينيه أقشعر لها بدني
طبيعي يظهر بالحلم فهو اخر شخص غفت عليه عينيك
لا تشغلي راسك بالأفكار السوداوية هذه و سيطري على اعصابك قليلا




مظهرها الباكي يمزق قلبه ، يريد ان يحتضنها ليهدئ من روعها قليلا ولكنه خائف ان يرعبها زيادة
اراد ان يربت على ظهرها بهدوء
ليفاجئ بها وهي ترمي نفسها بين ذراعيه وتبكي بشدة
احتضنها بحب وحنان ليطمئنها : نور ،من فضلك كفي عن البكاء
فانا لا اتحمل بكاءك
اكمل برجاء : نور ، انظري الي



لا تعلم ما الذي دفعها لترمي بنفسها في حضنه ولكنها تبحث عن الامان من ما راته
كلماته القليلة المهدئة جعلتها تشعر بالأمان وذراعيه الدافئتين
حاوطها بحب مس قلبها
نظرت اليه مستجيبة لطلبه
ليبتسم في وجهها : اهدئي حبيبتي ، فانا معك
كفت عن البكاء ورجعت الي مكانها ولكنه ظل يمسك بيدها
محاولا ان يشعرها بالأمان


حاول بعد قليل ان يغير جو الكآبة الذي سيطر عليهما ، فسالها بمرح
__ اليس هذا البنطلون الذي كنتي ترتديه عندما وقع كوب اللبن من بين يديك؟
غمز بعينيه مازحا ، لتحمر خجلا منه ومن قوة ملاحظته
ولتذكرها انه راها بهذا الشكل الغير محتشم
سحبت يدها من يده ليسال بدهشة : لما حبيبتي؟
قالت بصوت هامس خجول : تهذب قليلا
ابتسم على خجلها : لم تردي على سؤالي ، هو ام لا
هزت راسها بنعم وهى تخفض عينيها عنه
ليضحك بمرح ويردف وهو يمسك يدها: احببته اكثر على القميص الاسود القصير ، كان جميل
غمز بعينه لها لتسحب يدها من يده : ياسين تهذب قليلا
__ لم افعل شيء ، ابدي اعجابي بملابسك
__ اذن لا تعجبك ملابسي اليوم ، كنت تريديني ان ارتدي القميص الاخر
قال بحده : لا طبعا فهذا قميص حصري لي ، وأياك ان ترتديه حتى امام عمر
سالت بتعجب : كيف تتذكر هذه الاشياء بهذه الدقة
احتضن كفها بحب كبير ورفعه ليقبله قبله عميقة
__ لن انسى هذا اليوم مهما حدث ، فهو اجمل ايام حياتي
__ لما ؟
__ لأني احببت القميص الاسود للغاية
ضحك بقوة على وجهها المحمر خجلا وامسك كفها بقوة حتى لا تنتزع يدها منه
اكمل : لا تغضبي ، انا امزح معك ، ولكنك طماعة جدا
تردين معرفة كل شيء عني ، ولا تروي ظماي بالقليل عنك
هيا اخبريني بأشياء عنك
__ ماذا تريد ان تعرف ؟
__ كل شيء ، ما تفضليه ، ما الذي لا تفضليه ؟
اشياء من هذا القبيل



**********************




الجلسة في سيارته مملة جدا فعلياء لا تتكلم معه مطلقا
ولم ترد ان تركب بجانبه من الاصل ، الا عندما اصرت عليها الخالة عائشة
لا يعلم ما بها ، من البارحة وهو شعر بتغييرها المفاجئ
فحتى خلال حفل الخطوبة، كانت تتعامل برقة وحب
ولكن في شيء حدث لا يعلمه هو ادى الي نفورها منه


كانت لا تريد الجلوس بجانبه ، ولكن امها اصرت عليها
ما بكي علياء ؟ أستصدقين اشياء اخترعها خيالك ؟
الم تتفقي مع بسنت على التأكد مما تقوله لكي اية
ابحثي جيدا حول موضوع الحرف هذا واذا كان لايزال يحتفظ به من ذكرى قديمة ،حينها اتركيه
لا تنكرين انك تحبيه بقوة بل عاشقه له لا تنهي سعادتك معه من اجل خيالات
تنحنحت وقالت بهدوء : عمر ، الا تريد ان تؤكل شيء ؟
رفع حاجبه من الدهشة ، أتكلمت معه فعلا ام انه يخيل له؟
رد ببرود : اخيرا تفضلت علي وتكلمت ، لا اريد شيئا شكر لك ( قال جملته الاخيرة بحدة )
__ المعذرة عمر ولكني متوترة قليلا ، وموقف نور وترني زيادة
__ لا تشغلي راسك بنور فستسامحك لا تقلقي
ولا تأخذيها حجة لتغضبي مني ، فانتي كنت تعلمين جيدا انها ستغضب ولكن الواضح انكي تريدين الغضب لا اكثر
كانت ستنفجر في وجهه لولا انها تذكرت امها الجالسة في الخلف
قالت بضيق : عمر ، انت تريد افتعال المشاكل ، ولا تنسى ان امي معنا
ردد بغضب : انا اريد افتعال المشاكل ، وانت لم تنسي ان والدتك معنا وانت تحرجيني امامها ولا تريدي الركوب بجانبي ، و كأني غير اهل للثقة
عقدت حاجبيها من تفكيره العجيب : لا طبعا هذا غير صحيح
انا كنت محرجة لا اكثر
__ دائما محرجة من وجودي وافعالي ومني شخصيا
__ عمر ، لا تتوهم اشياء من العدم
اشاح وجهه بعيدا عنها في ضيق ، لتصمت هي في ضيق
والحرف يلمع في سلسلة مفاتيحه الموضوعة لتزيد ضيقتها وتشتعل الغيرة بصدرها ، لمن هذا الحرف الذي يحتفظ به لأكثر من عشرة سنوات

اخذت تفكر كيف تعلم لمن هو الحرف ، ستسال نور
ولكن نور غاضبة منها ،لما لا تساله
ضحكت داخليا في سخريه سيكذب بالطبع ، اضاء فكرها
اكيد ان اية تعرف لمن هذا الحرف فبما انها تعلم عن علاقاته السابقة ، ولكن من الممكن انها تكذب عليها ولكن لما تكذب الان فسبب اية الرئيسي لرفض زواجها من عمر كانت نور و اقترابها من علي والسبب الان زال بزواج نور
اذن لن تكذب عليها فهي البارحة لم ترد ان تخبرها عن شيء كانت تبين موقفها لا اكثر
ولكن الي ان تتكلم مع اية ستحاول بقدر المستطاع ان تتعامل مع عمر كما اعتاد ،حتى تتأكد انه باقي على اطلاله القديمة



مضى اليوم جميل وممتع، فجو المزرعة الريفي
ساعدهم على الاسترخاء والشعور بالسعادة تناولوا الطعام والاحاديث
نور تعرفت على ياسين وعائلته اكثر من قبل
ارتاحت جدا لنوارة هانم وشعرت بمدى حبها واهتمامها بأولادها ، وخصوصا ياسين فهو الغالي كما تقول نهى
اما نهى فالصديقة الجديدة شخصية جذابة ومرحة جدا
تنشر في الجو مرحا وسعادة

اما هو فكان اليوم سعيدا وفرحا وهو يراها تقترب من عائلته وتندمج معهم كواحدة من العائلة ، ازدادت فرحته عندما اقتربت امه منه وهي تبتسم وتهمس له
__اختيار موفق حبيبي ،متى سيكون الزفاف ؟
ابتسم : بعد شهرين امي
احتضنته بحب : مبروك حبيبي ، سأكلم مهندس الديكور من الغد ليأتي ويقوم بعمل تصميمات جديدة لجناحك الخاص
ظل يراقبها والابتسامة لم تفارقه ليقترب منه ياسر بهدوء


__ ما سر هذه البسمة التي تزين وجهك يا صديقي ؟
__ انت تعلم ياسر ، فلا تتذاكى من فضلك
ضحك ياسر : احب ان امازحك ياسين ، وانت تعلم
__ اعلم يا صديقي
__ متي ستبدأ حفلتك ؟
__ بعد قليل ، فباقي المدعون على الوصول
__ لما صممت على ان نأتي باكرا اذن ؟
__ لتمضوا اليوم معي ياسين انت تعلم انتم عائلتي ، وايضا لاحتفل بك فلست كل يوم تخطب ، فهمت
هز راسه موافقا وهو يبتسم لتموت الابتسامة على شفتيه
عند رؤيته للسيارة التي يعرفها عن ظهر قلب
التفت الي ياسر بحدة : أ دعوته ياسر ؟
كح ياسر : ياسين انت تعلم انه صديقي مثلك بالضبط ، لا تهتم لوجوده
نظرة الغضب التي تلمع بعينيه جعلت ياسر يقترب منه، ويربت على ظهره
__ ياسين ان معتز يحتاج مساعدتك الان ، لا تهتم بالعبث الذي يقوله ، انت تعلم ان قلبه طيب وسينسى حتما ويعود كسابق عهده
اشاح بوجهه غاضبا ، ليقبل الاخر عليه وهو يبتسم بسخرية
__ اهلا بك ياسين ، كيف حالك؟
نظر اليه بغضب : بخير ، الحمد لله
__ اه صحيح ، سمعت عن خطوبتك ،قال ببرود : مبروك
__ الله يبارك فيك
قال ياسر بهدوء : اهلا معتز ، كيف حالك الان؟
رد بفظاظة : بخير الان ، ومن قبل لم ولن يحدث لي شيء
سأظل بخير حتى احرق قلب احدهم كما فعل معي
وقف ياسين غاضبا وانصرف
ليهتف ياسر : معتز ، من فضلك احترم انك متواجد في بيتي ، واحترامك لضيوفي من احترامك لي ، واذا كنت اتي لتفتعل المشاكل ، فاذهب من فضلك
رد بهدوء : لم اقصد اغضابك ياسر ، وانت تعلم ذلك
__ولا تغضب احدا اخر ، اذا كنت لا تريد اغضابي
معتز انت تحمل ياسين شيء لا علاقة له به ، وانت تعلم ذلك جيدا
__ ياسر من فضلك كف عن ذلك ، فانت تدافع عنه بطريقة تستفزني
رد ياسر بحدة : هو ليس متهم لأدافع عنه ، لا علاقة له بالأمر اصلا
وضع يديه على اذنه : ياسر من فضلك انت تؤذيني هكذا
تنهد بعمق : انت من تؤذي نفسك معتز ، وتؤذي اقرب الناس اليك
انتفض واقفا : لا تنطق بهذا مرة ثانية ، لم يعد اقرب الناس الي ، هو عدوي فهمت ،سأنصرف
__ الي اين ؟
انتبها هما الاثنان الي صوت مريم
عادت سؤالها مرة اخرى : الي اين يا ابن خالي العزيز؟
ابتسم في وجهها بمودة ليقترب منها ويحتضنها بأخوة واضحة :كيف حالك مريم ؟ اشتقت اليك جدا
ضحكت : وانا ايضا ، كيف حالك انت؟
__ بخير الحمد لله
سالت وهي تنظر الي زوجها بعتب : لما كنتما تتشاجران؟
ردا الاثنين معا : لا شيء
نظرت اليهما لتبتسم : كاذبان
ضحكا الاثنان بتوتر لتسال هي : اين ياسين ، ياسر الم يكن معك ؟
ارتبك ياسر ، لتظهر نظرة الكره والغضب على وجه معتز
لتنظر اليهما متفحصة : معتز ، ألا زلت مصرا على الخرافات التي تملئ عقلك؟
اشاح بوجهه بعيدا عنها ، لتقول : معتز اسمعني
ياسر: لا يريد سماع شيء، ولذا كان يريد الانصراف
هزت راسها بخيبة امل : معتز انت تتخيل الاشياء
رد بحدة: من فضلك مريم ، انا لست مريضا نفسيا لتقولي لي اني اتخيل الاشياء ، اسبابي احب ان احتفظ بها لنفسي
و سأبتعد عنه طوال وجودي هنا حتى لا اضايقكم
من اجلكم فقط ، ولكني لن افرط في ثأري منه
همت برد عليه ليشير اليها ياسر براسه نافيا وعيناه تقول لها لا تحاولي فهو لن يستمع اليك






***********************



واقف بجانبها صامت لم ينطق بكلمة واحدة
جاء منذ قليل وهي جالسة مع الفتيات ليشير اليها براسه دون ان يتكلم ، فاستأذنت منهن وقامت اليه
اكتشفت انه اعد سيارته ، فتح لها الباب ، لتركب بجانبه بهدوء وقلق ، فوجهه يحمل حزن وضيق


جاء الي هنا ، منطقة بعيدة الى حد ما عن المكان الي يقع به البيت ، فرحت بشدة لرؤيتها له انه اسطبل للأحصنة
ابتسمت بحب لرؤية الاحصنة ، فهي تحبهم جدا
احترمت صمته وهو جالس على مقدمة السيارة جلست بجانبه بعدما راقبت الاحصنة قليلا
تنحنحت بعد فترة وهمست : ياسين ، ما بك؟
تنهد بتعب : لا شيء حبيبتي
__ اذن لماذا صامت ولا تتكلم معي ؟
__كنت استمتع بالجو من حولي ، وانت بجانبي
رفع يده ليحاوط اكتافها لتقفز واقفة برعب
سال باهتمام : ما بك نور؟ انت خائفة مني
قالت بتلعثم : لا ابدا
نظر لها بتفحص ، يعلم جيدا انها خائفة فهو يستطيع رؤية ما بداخلها فهي شفافة و صافية امامه



اراد الهائها عن خوفها غير المبرر بالنسبة الية
__ أتريدين ركوب احد الاحصنة ؟
__طبعا ، ولكني لم اتعلم ركوب الخيل
ابتسم : ستركبين معي
ابتسمت بحرج ، لينادي هو على السائس ويطلب منه ان يحضر عنتر
__ من عنتر
__ انه الحصان الذي اعتدت ركوبه
جاء السائس بفرس عربي اصيل بني اللون جسده يلمع وعيناه عسلية نقية وصافية
هتفت : انه جميل
اقتربت منه وحسست بيدها على رقبة الحصان بحب
تأملها للحظات ليشعر ان قلبه يدق بعنف
وقف خلفها وقال برقة : لهذه الدرجة تحبين الاحصنة
اغرورقت عيناها بالدموع : نعم ، كان ابي رحمة الله عليه
يقول لي دائما عندما تكبرين سآتي لكي بحصان جميل مثلك
رد بهمس رقيق : وانا سأفعل يا صغيرتي ، سآتي لكي بفرسة جميلة مثلك ، فانا لا اطيق اقتراب أي شيء ذكوري منك حتى لو كان حصانا
ابتسمت بخجل من كلامته الرقيقة
لفت جسدها له ، لتفاجئ بمدى قربه منها ، كانت تعلم انه ورائها ولكن لم تكن تتوقع انه قريب لهذه الدرجة
تراجعت خطوة واحدة لتصطدم بالحصان ، بلعت ريقها بصعوبة ، فهي لا تستطيع ان تسيطر على دقات قلبها المجنونة
نظراته الدافئة تحوم على وجهها بتفحص لذيذ

لثاني مرة شعر بخوفها منه ، تنهد داخليا اه منك يا نور
تستنفذين كل طاقتي وانا بقربك نظر اليها متفحصا
متأملا ملامحها الرقيقة التي تزيد روحة لوعة وعشقا
قال بصوت اجش : لا تخافي مني نور ، لن اؤذيك
ليقترب منها بهدوء ويحتضنها بين ذراعيه بهدوء وحنان
يريد ان يحبسها داخل جسده ، لتجري في اوردته مع خلايا دمه لتستقر في جوانبه وروحه ، فيشعر بها حتى ان كانت بعيده


استمتعت بحلاوة عناقه وحنانه الفياض الذي بثه لروحها
لتداهمها تفاصيل الحلم المزعج ، فيقشعر بدنها وتتصلب عضلاتها ،ويتشنج جسدها بين يديه ، معلنا عن رفضها له

عقد حاجبية تعجبا من شعوره بتصلبها بين يديه ، فكان يستمتع باستجابتها له وشعر بها تذوب بين يديه
لتتصلب فجأة ويتشنج جسدها ، حدث نفسه لابد انها خجلت منك ياسين لذلك تصلبت هكذا، ولكن لا ينكر سعادته فهي لم تدفعه بعيدا عنها اوضحت رفضها لاستمرار العناق بطريقة مهذبه لائقة
ابعدها بهدوء عنه لينظر الي وجهها : هيا ، فعنتر ينتظر
ابتسمت بتوتر وخجل ، لتتوتر اكثر عندما وضع يديه على خصرها ليحملها
ابتعدت عنه : ماذا تفعل ؟
ضحك بهدوء : الا تريدي ركوب عنتر ، اذن سأحملك
__ لا سأركب لوحدي
ابتعد عنها وهو يقول: حسنا ، انت من قلتي انكي لم تتعلمي ركوب الخيل
وقفت مرتبكة لا تعلم ماذا تفعل ، لا تريده ان يحملها
ولا تعلم كيف ستمتطي هذا الحصان الطويل فقصر قامتها لا يسمح لها بذلك ،ما هذا المأزق الذي وضعتي نفسك به نور
كادت ان تبكي فهي تريد الركوب بشدة ، ولا تريد مساعدته بشدة ايضا



كاد ان ينفجر ضاحكا عليها ، فهو يعلم انها لن تستطع الركوب بمفردها دون مساعدته ، شعر بان الحزن يخيم عليها ، وانها ستنفجر في البكاء الان
ليقترب منها دون مناقشه ويحملها كطفلة صغيرة بين ذراعيه ويضعها على عنتر بهدوء


في وسط يأسها وانها لن تتمكن من ركوب الحصان
شعرت به يقترب منها بسرعة ويحملها ليضعها على الحصان بهدوء وسرعة
امتطى الحصان بخفة والية كانه اعتاد هذا الامر منذ نعومة اظافره ليستقر خلفها مباشرة وتلفح أنفاسه عنقها بحرارة فتشعر بانها تحرق جسدها كله
توترت وتصلبت ايضا ليشعر بها ويهمس في اذنها برقة
__ لا تخافي نور ، لن اؤكلك
طبع قبله سريعة على اذنها بعد انهاؤه لجملته
جعلها تشعر بان عظامها تذوب خجلا منه ومن اقترابه لها بهذا الشكل
شعرت بالهواء يداعب شعرها بهدوء، ويلفح وجهها بنسيمه البارد ، لتشعر بأنفاسه الحارقة لها بجانب اذنها وهو يهمس
__ ارفعي راسك نور ،لتستمعي بالجو جيدا
استجابت له ورفعت راسها لتشعر بالهواء العليل يتخلل شعرها و يبعثره ، زادت سرعة الحصان عما كانت لتستمتع بالهواء وهو يضرب خديها بقوة اكبر ويتطاير شعرها الي الخلف
همس ثانية : افردي ذراعيك حتي تشعري انكي تطيري بالسماء
فعلت ما امرها به فورا ، لتشعر بانها تطير فعلا وتحلق بالسماء ،شعرت بسعادة عارمة تجتاحها لتفلت ضحكتها غصب عنها وتنتشر في المكان مجلجلة

شعر بقلبه يقفز من السعادة عندما سمع ضحكتها الجميلة تصدح حوله وابتسم بسعادة لسعادتها، افلت اللجام من يده اليسرى ليلفها حول خصرها بهدوء ويحضنها بحب ولهفة
اوقف الحصان بعد قليل لتظل هي بحضنه وقربه دونما تدري، فالسعادة تخدر مشاعرها وتشعرها بحب كبير له
نعم هي تشعر وتستمتع بدفئه وقربه منها و تحبه
اجفلت من الحقيقة التي باتت واضحة ، ليعود راسها للعمل من جديد ، وتنتبه الي موقعها بين يديه ،فتكح خجلا
ابتعدت عنه قليلا لتنطق بصوت يكاد الا يسمع
__ اريد النزول


كان مستمتع بالجلسة في هدوء ، اقترابها منه ويده الملتفة حول خصرها ورائحة شعرها الزكية تملئ انفه
لا يريد شيء اخر من العالم حوله ، يكفيه انها بقربة
شعر بها وهي تبتعد ليتنهد بحرقة ، لا يعلم كيف يستطيع الصبر كل هذه المدة ، كان يخيل الية ان الشهرين سيمران سريعا ، لكن من الواضح انها ستكون صعبة وطويلة ولن يتحملها
سمعها تهمس ليبتسم ويمسك يدها بهدوء ويقبل باطن يدها
بشوق ولهفة ويهمس لها : لما حبيبتي؟
انا اريدك تظلي بجانبي
__ ياسين ، من فضلك
__ حاضر
قفز ارضا ليمد يديه اليها لينزلها ارضا
حاوط خصرها بقوة لتشعر انها تحترق من لمسته
انزلها بهدوء لتستقر على الارض ، اقترب منها ووضع اصابعه تحت ذقنها ليرفع راسها بهدوء وينظر الي عينيها
__ نور ، اريد ان نعقد قراننا في اقرب وقت
صمت ليعطيها مجال للتفكير فهو يشعر انها ستهرب منه اذا اتاحت لها الفرصة وهو لا يريدها ان تهرب
وبعد قرار عمر بتعجيل الزواج لا يوجد ما يمنع من عقد القران حتى تصبح زوجته فعليا


تشعر بانها مبعثرة لا تستطيع ان تفكر جيدا ، لمسته وقربه منها ونظرة عيناه تجعل حواسها مخدرة كليا
هزت راسها موافقة ، ليبتسم بسعادة واشراق ويحاوطها بذراعيه ، ويحتضنها بلهفة وحب
__ سأفعل ما بوسعي لإسعادك حبيبتي


لا تعلم لما وافقت ، هل لأنها تحبه ام ارضاء لعمر ،ام خوفا من تهديد عمر لها بان لا ترفض
تشعر انها غير قادرة على التفكير ، ولكنها تشعر بان سعادته انتقلت اليها

هتف بسعادة : سأبلغ عمر ومن الممكن ان نعقد قراننا معه
ردت بسرعة : لا اتركهم يستمتعا بمفردهما
اقترب منها اكثر : متى اذن حبيبتي ؟
تفجر العند بداخلها ، اذا كان هذا ما يريده عمر ستجبره هي على الوقت والميعاد
__ اريده عقد قران عادي ياسين في أي جامع ، في المنزل بدون احتفال ، ولندع الاحتفال الي يوم الزفاف
__ موافق ، سأتفق مع عمر على أي يوم واتي بالمأذون
ولكني سأقيم لك حفل زفاف اسطوري ، فانتي اغلي شيء في حياتي
ابتسمت في وجهه بسعادة : اذن أيمكننا ان نرجع الان ؟
__ بالطبع


***************************

اقترب منها مرغما فهو يريد معرفة اين اخته العزيزة
فهي منذ نصف ساعة مختفية
__ علياء ، اين نور؟
ابتسمت بوجهه دون ارادتها فهي لا تستطيع ان تنكر انه بداخلها يجري بعروقها قررت اليوم وبعد ان صفت ذهنها انها لن تبحث في هذا الموضوع واذا كان قلبه دق من قبل الي اخرى غيرها فهو الان يدق لها لن تنكر انها تشعر بحبه لها و مشاعرة الفياضة التي تغرقها في بحر حبه الهادئ ، اذن لتكن ذكية و لا تبعده عنها بسبب اشياء كانت بالماضي
__ مع ياسين
قال باقتضاب : نعم ، كيف؟
اقتربت منه ،فمن الواضح انه لازال غاضبا منها
__ اتي منذ قليل ، وذهبت معه
وجدت نظرات الغيرة بعينيه والضيق مرتسم على وجهه لتبتسم وتقول مازحة: انت تغار على نور
ابتسم منها ومن فهمها له : اكيد ، انها اختي وابنتي وصديقتي ومن تبقى لي في هذه الدنيا
__ وانا
__ انت تعلمي من انت بالنسبة الي علياء
قالت بدلال وهي تقترب منه: لا اعلم ، واريدك ان تخبرني
ابتسم ليقترب منها اكثر ويحتضن يديها بكفيه
__ انت زوجتي عليا ، هل تعلمي معنى كلمة زوجتي
ليكمل بخبث : ام تريدي درس عملي ؟
ضحكت بخجل لتدفعه في كتفه بخفة وتقول بخجل
__ عمر نحن في وسط الناس ، وعلي موجود لا تحرجني ارجوك
قال بمكر : اذن لا ترفضين الدرس ، بل ترفضين المكان والزمان
احمرت وجنتاها لتهتف بغضب خجول : عمر
__ حسنا سأصمت ، هل تعلمين اين ذهبا ؟
__ لا طبعا ، ها هم اتيا ، اطمئن
نظر ليرى سيارة ياسين وهي تقف وتنزل نور منها وهو يتبعها



اقترب منها وقال بهدوء : اين كنتي ؟
قالت ببرود مستفز : مع خطيبي
سيطر على غضبه : لما لم تبلغيني ؟
قالت بسخرية : ولما اخبرك فانا ذهبت مع من تجبرني على الزواج منه ، ولم افكر في انك ستغضب ، فانا اسمع كلامك واقترب ممن سأتزوجه بعد شهرين بناء على رغبة سيادتك
رد بحدة : نور ،لا تستفزيني
قطع جملته اقتراب ياسين منهما ويخبط كتفه بخفه
__ ايها النسيب ، كيف حالك ؟
نظر له غاضبا ، ليسال ياسين بجدية : ما بك عمر ؟ لما انت غاضب ؟
قال بضيق : لا شيء ، قلقت على نور
ردد بدهشة : قلقت على نور ، كانت معي عمر ، ولا شيء يستدع قلقك
التففت اليها ياسين : نور ممكن ان تحضري لي كوب من القهوة
هزت راسها بالموافقة لتنصرف ليلتفت الي عمر ويقول بضيق : عمر، هل انا شخص غير مؤتمن بالنسبة اليك
رد بجزع : لا طبعا لما تقول ذلك
__نظرة الغضب التي ملئت عيناك وقلقك على نور وهي معي ، جعلاني اشعر بذلك ، سأحمي نور بروحي اذا اضطرت عمر ، تذكر ذلك جيدا
__ اعذرني ياسين ، انا اهتم بنور منذ صغرها ولم اعتد الي الان انها تبتعد عني
وقفا صامتين قليلا لينطق ياسين بهدوء
__ عمر اريد ان اعقد قراني على نور قريبا
نظر اليه مستفهما ، ليكمل : انا تكلمت مع نور وهي موافقة
ولكنها تريده ان يكون عائلي ، وانا موافقها ، و منتظر موافقتك


لا يعلم هل يحتضنه لما يقوله ، هو سعيد جدا بهذا القرار
عندما ابلغه ياسين بانه يريد الزواج من نور شعر انه حل ساقه القدر اليه ،ولكنه ظل خائف من عمه و رغبته في ان يستعيد نور لتعيش معه ، ولذا اقام الخطبة ليجد شخص اخر
يقف بجانبه امام عمه ، فهو لا يأتمنه على نور ، فكر انه يطلب من ياسين ان يقيما عقد قران بدلا من الخطبة ولكنه تراجع فلا يريد ان يستعجل ياسين ولم يكن يعرف ردة فعل نور و موقفها من هذا القرار والان اتى ياسين ليخبره بانه اتفق مع نور على عقد القران ، اخيرا ستظل اخته بجانبه وفي عصمة رجل يستطيع ان يقف في وجه عمه

__ هاي ، عمر ، هل انت موافق
ابتسم بسعادة : نعم بالطبع ، طالما هي وافقت فانا موافق



**************************


اقتربت منها وتنحنحت لتلتفت اليها مبتسمة
__ اخيرا ، هل ما زلتي غاضبة مني ؟
__ لا طبعا ، ولذا اتيت لأخبرك باني سأعقد قراني قريبا
اتسعت عيناها دهشة وفرحا : حقا
هزت راسها بنعم لتحتضنها علياء بفرح : مبروك ، ايتها الخائنة، متى هذه التطورات ؟ اليس هذا الذي لا تريدي ان تتزوجيه
قالت جملتها بمزاح ، لتضحك نور بخجل وتهمس : احبه علياء
قالت علياء بصخب : يا عيني ، من الواضح انه ليس بهين هذا الياسين
نهرتها بخفة : علياء
ضحكتا لتسال علياء : متى ؟
__ قريبا ، ولكن لم نحدد الوقت بالضبط، اكيد ستعلمين



*************************
__يوسف ، يوسف قم انا مللت واريد الخروج وها هي الساعة قاربت على السابعة
ابتسم وهو مغمض عينيه : بالله عليك هل هذه طريقة لأصحو بها ، اين قم يا حبيبي ؟ و تمطريني بالقبلات كما كنتي تفعلين بلندن
ابتسمت : كنت بلندن نشيط ، ولا اعرف لما انت كسول
اليوم ، فانا منذ نصف ساعة احاول معك
فتح احدى عينيه والابتسامة مرسومة على شفتيه
__ لم تحاولي بالطريقة السحرية الخاصة بك ، لذلك استمريت في النوم
__ اذن كنت طوال هذا الوقت مستيقظ
اتسعت ابتسامته : طبعا حبيبتي ، ولكني كنت اريد ان استمتع
بكل هذا الدلال
رفع وجهه قليلا واقترب منها بخده :هيا اريني الطريقة السحرية التي تجعلني اهب واقفا
نظرت له بخبث : من عيوني حبيبي
اقتربت منه بدلال مقصود لتقبله كما يريد وهو مبتسم
لتعضه عضه قوية في خده يصرخ على اثارها بقوة
وتقفز هي وتدخل الي دورة المياه وتغلقها عليها من الداخل
قفز واقفا من الفراش ليضرب الباب بقبضته بقوة ويقول بصوت حاد : انجي ، اخرجي من عندك الان ، ولا تثيري غضبي اكثر من ذلك ، اخرجي بالذوق احسن لك
ضحكت وهى تضع يدها على فمها حتى لا يسمعها ،وقالت بنبرة يعشقها هو
__ يوسف ،سأخرج بعد ان استحم واجهز للخروج
استعد حبيبي انت الاخر فانت وعدتني بان نذهب الي السينما
رد بغضب : لن نذهب الي أي مكان واخرجي الان
سمع صوت المياه ينساب بالداخل ، ليركن جبهته على الباب
كان يعلم انها لن تخرج ، فهي عنيدة ولا ينفع معها اسلوب القوة ، تنهد ليتحسس خده بهدوء ويذهب ليرى وجهه في المرآة ، لا يوجد أي اثر لمكان عضتها ابتسم فهي دائما منذ كانا صغارا تعضه ولا تترك اثر ، كأن جسده يأبى ان يترك اثر لها يعاتبها عليه او يغضب منها لأجله
فوجئ بها بعد قليل تحتضنه من ظهره ليبتعد عنها غاضبا
ويجلس بعيدا عنها ، ابتسمت لتذهب وتجلس على رجليه
وتحاوط عنقه بذراعها : حبيبي غاضب
رد بقوة : نعم ، لم نعد صغار لتفعلي هذه الاشياء انجي
__ انت تعلم اني امزح معك ، والمزاح لا يتوقف على اننا كبار او صغار
تنهد : لا افهم كيف تعضيني هكذا وانا زوجك ، الا تحترميني قليلا
عقدت حاجبيها بتعجب : لا افهم ما علاقة اني احترمك ،بان امزح معك باي طريقة احبها
يوسف انت تعلم اني احترمك كثيرا ، واني كنت امزح ، من حقك ان تغضب اذا كنت اقصد اهانتك
هز راسة موافقا لتكمل هي بحب وتمسك وجهه وتقرب من مكان عضتها لتقبله بهدوء ورقة : لا تغضب حبيبي ، لم اقصد ان اغضبك
ابتسم ليحضنها بين ذراعيه و يشدها اليه اكثر : ألن استطع مرة طوال حياتي ان اغضب منك
__ لا لن اسمح لك هيا قم لأني اريد الذهاب الي السينما
قام واقفا ونظر اليها قبل ان يدخل الي دورة المياه
__ حسنا ، ولكن تذكري انت بالقاهرة ليس بلندن ، لا اريد ان اخرج واجدك مرتدية شيء لا يعجبني ، واضطر ان اجلس انتظر ساعة بعد الاخرى حتى ترتدي شيء يليق
من الاول اقل لكي ارتدي شيء محتشم من فضلك
نظرت اليه بدهشة ولوت شفتيها بعدم اقتناع لأول مرة يعترض على ملابسها ،من الواضح انه اصبح متطلبا اكثر من اللزوم



***************************

__ لا اصدق انني تركتك تنزلين هكذا
تأففت هذه المرة بضيق فهذه رابع مرة يكرر جملته
نزلت من السيارة : لا اعلم ما بك يوسف ، اني ارتدي ملابس عادية ومعظم الفتيات في مصر يرتدونها
نظر بغضب الي فستانها بألوانه الصيفية الصاخبة بدون اكمام ضيق الي حد ما ويصل الي منتصف الفخذ
لتكمل هي : وعلى الرغم من حرارة الجو والا اني ارتديت ليجنز اسود عند اعتراضك على ساقاي العاريتين
جز على اسنانه : انه يصل الي تحت الركبة انجى ويكشف باقي ساقيك
هتفت بدهشه : هل كنت تريد ان ارتدي بنطلون كامل ام ماذا
يوسف من فضلك اغلق الموضوع
صعدا السلالم الكهربائية للمجمع التجاري الشهير سيتي ستارز
ليسال بغضب : لماذا ، ان شاء الله ، لابد ان تفكري بجدية في تغيير نمط ملابسك انجي
تنهدت حتي تسيطر على اعصابها قليلا
__ يوسف ، كنت ارتدي بلندن شورتات قصيرة و فساتين اقصر من ذلك ولم تعترض ، لما الان الاعتراض وبهذه القوة
__ كنتي بلندن كالأجنبيات بالضبط ، لا تفرقي عنهم ، ولم تكوني زوجتي حينها ، ولتتذكري عندما تزوجنا طلبت منك الالتزام قليلا ، وانت وافقتي ، ثم نحن الان بمصر ،والناس هنا لديها عادات وتقاليد مختلفة عما اعتدتي عليه
همت بالرد عليه لتفاجئ بصوت خلفها
__ انجي ،انت هنا ، متى جئت من لندن؟


*************************

في الاسكندرية بمنطقة زيزينيا قصر فخم على الطراز الفيكتوري يظهر بوضوح لمن يراه انه من ايام الحكم الملكي
جالس على مكتبه الفخم وينظر الي صورة باطار فضي
لشابة جميلة بعينين خضراوين صافية
ويحدث نفسة وهو يمرر انامله على الصورة وتحسسها
لما تركتني وذهبت كنت اريدك ان تظلي بجانبي ما حييت حتى وانا اعلم انكي تحبين شخص اخر
اه يا نور احتاجك بشدة

دخلت الي المكتب سيدة في منتصف الخمسينات من العمر
وقالت بغضب : حافظ ، هل عمر كان هنا ؟
تنهد بتعب : نعم صفية ، من الذي اخبرك
قالت وصوتها يعلو : لا علاقة لك بمن اخبرني ، ماذا فعلت معه ؟
تنفس بضيق : اكيد سرور هو من اخبرك هذا الرجل ان لم يكف عن افعاله سأدق عظامه ، انا ارحم شيبته
ابتسمت بسخرية : نعم وانا اعرفك جيدا ، فانت رحيم جدا
قالت جملتها بسخرية شديدة، ليرد عليها بغضب
__ صفية ، ماذا تريدين الان؟
__ ماذا فعلت مع الولد حافظ ؟ولماذا لم تبلغني انه موجود ، وانت تعلم جيدا اني مشتاقة اليه جدا فهو من تبقى لي من محمد
__ اصمتي ارجوك ، لا اريد سماع اسمه ،و انتي تعلمي ذلك جيدا ، واذا تريدين رؤيته ، انظري الي احدى الصور التي تحتفظي بها لآخاك العزيز
قال بكراهية شديدة : انه اصبح نسخة منه ، فعندما رايته هذه المرة تخيلت انه بعث من قبره
قالت هامسة :استغفر الله العظيم ،لتردف بصوت عال
__ الن تتخلص من شعورك هذا ، الن تكرم ابن اخيك الميت يوما ، اذا لا تريد اكرامه من اجل اخيك ، اكرمه من اجلها هي
صاح بغضب ناهر ايها : صفية ، اصمتي واذهبي بعيدا عني
تنهدت لتساله بضيق: حسنا اخبرني ، لما اتى عمر على غير العادة ؟
__ اتى ليخبرني انه سيتزوج ويدعوني لحفل عقد قرانه
تهلل وجهها بالسعادة : حقا متى؟
__ لا اذكر الموعد بالضبط
قالت بضيق : حافظ لا تلف وتدور ، متى موعد العرس اذا لا تريد الحضور ، سأذهب انا بمفردي
اشاح لها بيده بمعنى افعلي ما يحلو لك ،لتسال بتوتر : هل طالبك بورثه من ابيه ؟
ابتسم بسخرية : لا لم يفعل ، واذا طالبني لن اعطيه شيئا
وانتى تعلمي ذلك جيدا
زفرت بضيق : لما حافظ ؟ افعل لآخرتك فانت كبرت الان قرب الولد منك ولا تنبذه مثل ابيه .
نظر اليها بعينين مشتعلتان غضبا : صفية اذهبي من وجهى الان ولا ترددي ذلك مرة اخرى على مسامعي
واذا تريدين الذهاب الي العرس ، اذهبي لن امنعك فهو يقيمه بفيلا جده اعتقد بعد عشرة ايام
هزت راسها بقلة حيلة وهي تذهب بعيدا عنه
ويعود هو لتأمل صورتها الموضوعة على مكتبه



************************








لفت الي مكان الصوت لترى احدى صديقاتها القدامى
__ اهلا ماجي ، كيف حالك
اقتربت الاخرى منها لتحتضنها : بخير الحمد لله ، انت كيف حالك ؟ ومتى عدتي ؟لم تخبرينا بعودتك
ابتسمت بتوتر : عدت من يومين فقط ، وانشغلت قليلا لذلك لم اخبرك
ادارت راسها للواقف بجانب صديقتها لتسالها بعينيها عنه
ابتلعت رقها بصعوبة ليتقدم هو الي صديقتها ويقول بأدب وذوق جام : اهلا بك يا انسة ، انا يوسف زوج انجي
اتسعت عيناها بدهشة : زوجك ، الف مبروك ، متى تزوجت؟
ردت بتوتر : من قريب ، عندما كنت في لندن ، ولم اقيم حفل الزفاف ، لذا لا تعلمين
رددت ماجي وهي تحتضنها : مبروك ، جميع اصدقائنا سيسعدون بالخبر ، حسنا سأتركك واكلمك لاحقا لنتقابل
بعد ان غادرت صديقتها المكان ظلت واقفة مكانها مبهوتة مما حدث واعلان يوسف لخبر زواجهم
فهذه الصديقة ستبدأ بالثرثرة ونشر الخبر على جميع الاصدقاء والناس الذين تعرفهم
مال عليها : انجي هيا لندخل الي السينما فالفيلم سيبدأ بعد قليل
نظرت الية بغضب : اريد ان اذهب الي البيت الان من فضلك
تنهد بضيق : لما ، ماذا حدث ؟
ردت بغضب : يوسف من فضلك
زفر بضيق : حسنا تفضلي امامي
************************



بعد انتهاء الحفلة وصخبها تشعر بصداع يمزق راسها
فهي لم تنم البارحة جيدا ، و تعب اليوم حل الان ليجعلها تريد النوم بشدة
اقترب منها بهدوء : انت متعبة اليس كذلك ؟
ردت وهى تحرك رقبتها يمينا ويسارا بتعب: نعم ، جدا لهذه الدرجة واضح علي التعب
ابتسم : لا حبيبتي بل انا شعرت بك ، هيا نودعهم لننصرف
فلابد ان ترتاحي ، من الممكن ان تأخذي غدا اجازة
عند اتمامه لجملته ، تذكرت الشركة وماذا ستقول لزملائها عن الخطبة السريعة والمفاجئة
لتساله بتوتر : ماذا سنقول لهم بالشركة ؟
سال بدهشة : نقول لمن ماذا؟
__ الي الموظفين ، عن الخطبة
نظر لها بدهشة: سيعلمون بالطبع عن خطبتنا، ما الضرر في ذلك
__لا شيء ، ولكن هذا حدث سريعا ،ولا اريد لأي شخص يرسم اشياء من خياله
قال بحزم : نور ، لم نفعل شيء خاطئ، حتى يحاسبنا الناس
ومن فضلك لا اريد سماع أي كلمة اخرى عن هذا الموضوع
شعرت بانها اغضبته ، ولكنها محرجة بالفعل من الامر
فكيف ستواجه زملائها وهي الان خطيبة المدير
تنهدت بتعب، لتتبعه بهدوء وتودع الموجودين لتنصرف


***********************




دخلت الي الشقة وهي تشعر ان الغضب يعصف بها
اسرعت الي غرفة النوم وصفقت الباب بشدة ورائها




دخل وراءها وهو يتنهد بضيق لا يعلم ما سبب غضبها
منذ ركوبهم السيارة وهي صامتة ،احترم صمتها وصمت هو الاخر وهو يفكر انه عندما يصلا الي البيت سيفهم ما بها
اغلق باب الشقة وجلس قليلا حتى يهدا فأسلوبها معه كان جافا ولم يعجبه


تقدم بهدوء لغرفة النوم وفتح الباب ليرى الغرفة غارقة في الظلام وهي نائمة
لوى شفتيه ضيقا وظل واقف لمدة دقائق يفكر فيما فعله اغضبها لهذه الدرجة فهي عندما تغضب او تنفعل او تشعر بالضيق تلجئ الي النوم كوسيلة للهروب
زفر بضيق ليقرر ان يذهب بالرغم انه كان قرر قضاء ليلته هنا ، ولكن بم انها غاضبة سيتركها تغضب كما تشاء
وعندما تريد ان تخبره بسبب غضبها تتصل به
خرج من الشقة واغلق الباب بقوة




قفزت من الفراش عند سماعها صوت اغلاق الباب لتهرول باحثة عنه بأرجاء البيت ، فلم تجده انهارت باكية فوق الاريكة لم تستوعب انه تركها وذهب وحيدة ، انتبهت انها لأول مرة ستنام لوحدها فحتى عندما كانت بلندن كانت تتشارك مع زميلات لها بالجامعة في السكن
و منذ ان اتت من لندن لم يتركها ولا ليلة لوحدها قبل ان تذهب في النوم ويطمئن عليها
ظلت تبكي حتى غفت وهي مستلقية على الاريكة


***********************


دخل الي القصر ليجد امه بالبهو في مكانها المعتاد وبجانبها ياسين الذى ابتسم بهدوء
__ حمد لله على سلامتك يوسف ، هل يومك كان ممتعا
تقدم ليسلم على امه ويقبل راسها ليرد بتعب : كان مرهقا
سالته امه بحنان زائد : ما بك بني ؟ الارهاق واضح عليك ووجهك شاحب
__ لا شيء امي ، مجرد ارهاق وانا اريد النوم
التفت الي اخية : ما اخبار عريسنا ؟ وعروستنا الحلوة
قال ياسين بحزم : يوسف
ابتسم ابتسامة واسعة : الم اقل لك من قبل تخلص من شعور الغيرة هذا حتى لا يؤثر عليك بالسلب ؟
ثم انا اسال عن زوجة اخي الا يحق لي ؟

ضحك يوسف بقوة على غيرة اخاه ليجبر ياسين انه يبتسم وهو يقول: بمناسبة زوجة اخيك ، سنعقد قراننا بعد يومين
فتح عينيه فرحا : حقا ، مبروك اخي ، الف مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقبالك
غام وجهه فجأة وهو يتذكرها ويتذكر غضبها غير المبرر
تنبه ياسين لوجه اخاه ليساله بصوت منخفض حتى لا تسمعه امه : اين كنت البارحة ، فانت لم تنم بالبيت ، ذهبت لأتفقدك عند الفجر فلم اجدك ووجدت فراشك كما هو
كح بارتباك : لا شيء ، انا ابلغتك اني ذاهب للإسكندرية مع الشباب ، لم ننتظر الي الصباح فسفرنا ليلا
هز راسة بعدم اقتناع فنبرة صوته ابلغت ياسين انه يخفي شيء ما
صعدا الاثنان الي غرفهم ليتركه ياسين وهو يقول
__ حسنا اذهب لتأخذ قسطا كافيا من النوم فأمامنا يوم طويل غدا ، ولا تنسى موعد عقد قراني فانا اريدك بجانبي
__ ان شاء الله تصبح على خير
دلف الي غرفته وهو يشعر بتعب شديد وارهاق
نفسي ليس جسديا ، كان يريد ان يعرف سبب غضبها ويتفاهم معها لا يتركها هكذا وحيدة
تنبه عقله لأنه تركها وحيدة بالبيت وهي لم تعتد اطلاقا ان
تبقى وحيدة ، بعد ان خلع قميصه ،ارتداه مرة ثانية ليهرول الي تحت ويركب سيارته ويطير عائدا اليها




عقد ياسين حاجبيه وهو يقف بالشرفة كان يتكلم مع نور ويهم بإغلاق المكالمة ليتركها تنام هي الاخرى فهو كان يطمئن عليها و يتمنى لها ليلة سعيدة
اغلق الهاتف سريعا واتصل به
__ اين انت ذاهب يوسف في هذا الوقت ؟



رن هاتفه ليجده ياسين بلع ريقة بصعوبة وهو يفكر ماذا سيقول له الان
رد بارتباك ليجد ياسين يساله اين هو ذاهب
ويكمل : هل حدث شيء ؟ نهى حدث لها شيء؟
__ لا ياسين واحد من اصدقائي سيارته تعطلت ويريدني ان اذهب اليه ، لا تقلق
__ ما بال اصدقاءك اصبحوا كثيرين ويحتاجون مساعدتك
صمت يوسف ليسال ياسين بهدوء: هل اعرفه ؟
__ لا ياسين ، لا تعرفه
__ حسنا لا تتأخر ، حتى تستطيع النوم جيدا
__ حاضر لن أتأخر ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يعلم جيدا ان كذبته لن تمر على ياسين
وان الاخر سيعلم ان عاجلا او اجلا بموضوع زواجه
يريد ان يخبره ولكنه ينتظر ان تستقر احواله مع نور
سيخبره بعد عقد القران ان شاء الله







اغلق الهاتف وهو يزفر بضيق فهو يعلم جيدا ان اخاه يكذب
وهي ليست اول مرة فهو لم يسترح الي تصرفاته منذ ان اتى من شرم الشيخ ، والعجيب ان امه هي الاخرى لاحظت غيابه واخبرت ياسين انه نادرا ما يأتي لتناول الغداء معها
و في الايام الماضية لم يبت ولا ليلة بالمنزل يأتي بعد الفجر
لينام قليلا ويستيقظ باكرا ليذهب الي العمل
اه ماذا تخفي يوسف



***********************

دخل الي الشقة مهرولا وهو يلعن غباؤه الذي جعله ينصرف ويتركها لوحدها
ليتوقف عن التنفس مأخوذا بها وهي مستلقية على الاريكة بوضع مؤذي لعنقها
اذن هي لم تكن نائمة كانت تتدلل عليه لا اكثر
ابتسم بحب و لهفة الي حوريته النائمة ليقترب منها بهدوء
ويجلس على ركبتيه بالقرب منها تأمل وجهها ليرى اثار دموعها واضحة على خدودها البيضاء
حرك أنامله برقة شديدة ليمسح هذه الاثار وهو يلوم نفسه انه السبب في بكائها ، ونومها بهذه الطريقة المؤذية
طبع قبلة رقيقة على خدها لتفتح عينيها بصدمة
قال هامسا وهو يمرر انامله برقة على خدها : اششش ، لا تخافي انه انا ، اسف حبيبتي ،لم اقصد مضايقتك
__ انا اسفة كنت غاضبة قليلا
وضع سبابته على شفتيها : اشش ، لا اريد ان اعرف شيئا
احتضنها بحب ليحملها بين ذراعيه ويدلف بها الي الداخل





موعدنا القادم يوم السبت ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 02-07-11, 06:49 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير يا صبايا
كيكم وكيف احوالكم
عسى ان تكونوا بخير
اترككم مع البارت واتمنى يحوز على اعجابكن
اتفضلوا




الفصل الواحد وعشرون


بعد عشرة ايام


تنهدت وهي تنظر لنفسها بالمرآه وجهها شاحب فهي لم تنم مطلقا منذ يومين فتجهيزها للحفل يشغل تفكيرها كلما وضعت راسها لتنام تتذكر بعض الاشياء التي عليها فعلها
فتهب واقفة ، امها ايضا لا تنفك ان تطلب منها شراء احتياجاتها الخاصة من ملابس لدرجة انها شعرت بتوتر انها ستصبح عروس في هذا اليوم وليس مجرد عقد قران
ولا تنسي يوم انفجارها في وجه امها وتخبرها بانها لا تعلم لما هي تتعجلها بشراء كل هذه الاشياء ولديها مدة لا تقل عن ثلاث شهور بعد عقد القران تجهز بها
حينها غضبت امها منها وخاصمتها واعتصمت بغرفتها
واتى علي و انبها بشدة و عمل مجهودا خرافيا لترضى امها عليها
لا تتذكر متى اخر مرة تكلمت مع عمر دون ان تتشاجر معه فهو الاخر يشكل ضغطا من نوع اخر فيريد رايها بكل شيء يقوم به بجانحهم في الفيلا واخر مرة كلمها من اربعة ايام كان يريدها ان تأتي معه لشراء الاثاث فتشاجرت معه بقوة واخبرته بانها مشغولة ومتعبه وان الوقت غير مناسب
غضب منها بشدة و لم يتصل بها مرة اخرى
رن جرس الباب لتنتبه من تفكيرها وتذهب لتفتح
فوجئت بها واقفة بغرورها الاعتيادي
ابتسمت ابتسامتها المتعالية وهى تدخل من الباب
__ صباح الخير علياء ،كيف حالك ؟ وحال خالتي ؟
ردت علياء بهدوء : وعليك السلام ، نحن بخير تفضلي
__ المعذرة اني اتيه باكرا هكذا ولكن علي اصر ان اتي اليك لأشتري هدية زفافك على ذوقك فهو وصاني ان اخذك معي لتنتقي ما تريدينه
__ ولما كل هذا فعلي اشترى لي اشياء كثيرة ؟
ابتسمت : لن تتزوجي كل يوم حبيبتي ؟
__ انه مجرد عقد قران
__ حسنا انه زواج ، اليس الزواج عقد قران ؟
لفت برقبتها وهي تسال : اين خالتي لأسلم عليها ؟
__ انها نائمة
__ حسنا ، اجهزي للنزول الي السوق فانا مرتبطة بموعد عودة جني من المدرسة
مطت شفتيها بتعجب ، غير مرتاحة لهذه الزيارة وكم المودة التي تتكلم معها اية به ، ولكنها لن تستطيع الرفض فهي متأكدة من تكليف علي لزوجته بشراء هدية لها
ايقظت امها لتقول لها وتخبرها انها لن تتأخر



*********************



جالسة بمكتبها وهي تشعر بكأبة فظيعة ، وشوق جارف له
فمنذ اسبوع وتحديدا من يوم عقد قرانها عليه لم تراه
تشعر بروحها ممزقة شوقا ولهفة له ولرؤيته
نعم يتكلم معها كل يوم صباحا ومساءا ولكنها تشعر بالشوق
يغمرها ، ولكن ايضا العند يملأها
فهي اصرت يوم عقد القران الذي تم بمنزلهم الا تنزل لتراه بعدها رغم غضب عمر من موقفها ولكنها عندت اكثر
ومنها تأتي الي العمل ولا تتحرك من مكانها ، تعتصم بمكتبها ولا تذهب حتى لتتناول الطعام ، تظل جالسة الي ان يأتي ميعاد الانصراف فتنصرف على عجل وهي تحرص على عدم ركوبها للمصعد حتى لا تقابله ولو بالصدفة
طبعا خبر ارتباطها به ملئ الشركة وجميع زملائها باركوا لها ، لن تنكر فرحة سناء بها وهي تبارك لها بمودة وحب
، وايضا لن تنسى نظرة السيد عبد العزيز الحانية وهو يبارك لها ويوصيها بياسين خيرا و يقول انه من اخير الرجال
تتساءل بدهشة لما لا يأتي لها ليراها هو
و كيف استطاع الانتظار كل هذه المدة دون ان يراها
تعلم جيدا انه غضب عندما اخبره عمر انها لا تريد النزول يوم عقد القران واعلن عن غضبه لها هاتفيا
و امضى يومين كاملين لا يتصل بها وهي الاخرى لم تتصل به ، لتفاجئ به يتصل بها وهو يبلغها بانه اشتاق اليها
ولم يستطع الصبر اكثر من ذلك
والي الان يكلمها كل يوم صباحا فهي تستيقظ على صوته
وتغفى على صوته ، تحترق شوقا اليه ولكنها تذوب خوفا منه
فحلمها المزعج لا ينفك ان يداهم نومها ويبقيها خائفة لساعات طويلة ، لا تعلم ما اساس هذا الحلم ولكن ياسين يظهر به بوضوح ولذا هي تعتصم ولا تريد ان تراه
حتى لا يقرا الخوف في عينيها ، مكالمته تأخذها لعالم بعيد عن احلامها وعن واقع انها زوجته ، فهو لا يذكر لها هذا الامر اطلاقا
فعندما تتذكر هذا يملئها الغضب تشعر انها غصبت على الزواج منه بطريقة مهينة لها ولشخصيتها ولكرامتها
فهو وعمر لم يتيحا لها اختيار اخر ، حددا موعد الخطبة اولا ثم موعد الزواج دون علمها بل ابلغها عمر كأنها غير معنيه بالأمر ، ثم حددا ايضا موعد عقد القران ليتصل بها ياسين ويقول بمرح انه سياتي بالمأذون الساعة الخامسة
فهو اتفق مع عمر ، وهذا السبب الرئيسي لرفضها لرؤيته
تفجر الغضب بداخلها وكادت ان ترفض ان تعقد قرانها لكن نظرة عمر الغاضبة الحازمة جعلتها توقع العقد وتبصم ايضا عليه دون نقاش
__ كيف احوال زوجة اخي ؟
رفعت راسها بهدوء لتبتسم بوجهه : بخير ،كيف حالك يوسف؟ اين انت لم تظهر منذ يومين ؟
ابتسم باتساع : ماذا افعل مع زوجك ، فهو ينفث عن غيظه منك ومن عدم رؤيتك بي فأوامره اصبحت لا تنتهي وهو يتكلم معنا من انفه ويصيح علي انا وعبير
انا متفهم حالته ولكن المسكينة عبير اشعر انها ستقتله بيوم من الايام
احتقن وجهها احمرارا لصراحة يوسف ولخجلها منه
لتسال بخفوت : هل هو من اخبرك ؟
نظر لها معاتبا : لا نور ، ولكنه اخي وانا افهمه جيدا
وغيابك عنه يؤثر به كثيرا
ردت مدافعة : ولكني اتكلم معه يوميا
نظر لها مطولا : اخبريني نور ، اذا انت تشعرين بالعطش
هل سترتوين اذا اتيت لكي بكوب من الماء لتشاهديه
هزت راسها بتعجب :لا افهم ما العلاقة بين هذا وذاك
__ جاوبيني من فضلك
__ لا طبعا ، فما يرويني هو ان اشربه كله
ابتسم ابتسامة جانبية : ها انت جاوبت بنفسك
صمتت قليلا لتفهم ما يقصده يوسف ليحمر وجهها اكثر
ونطقت كأنها تحدث نفسها
__ ولكنه لم يطلب رؤيتي ولا يوم في الايام الماضية
__ نور يوم عقد القران شعرت ان ياسين مجروح جدا منك
ومن عدم نزولك له لتفرحا معا
فما فهمته انه كان حاجز بمكان فخم لتتناولا العشاء معا وتحتفلا ولكنك خربتي ترتيبه لكي
أتعلمين انه لم يبلغ امي بالموعد سحبني معه وانا لا اعلم ماذا يريد مني لأفاجئ انه يأتي بالمأذون وانه سيعقد قرانه اليوم
وعندما عتابته امي قال لها ان عقد القران للرجال فقط ولا يهم حضور النساء وانه سيقيم حفل زفاف اسطوري وقتها تستطيع ان تفرح به كما تريد
وانا تكلمت معه بعد ذلك واوضحت له انكي خجله منه ولذلك لم تنزلي الينا ولكنه كان غاضب بحق
نور ياسين من الرجال الاقوياء وغضبه يعادل قوته وقوة شخصيته ، ولكنه يتعامل معك بطريقة مختلفة
اربكتني انا شخصيا وتعجبت منها كثيرا ، وكان الجواب واضحا انه يحبك كثيرا
ولكن ما اغضبني منك انكي لا تقدرين ذلك
وتستمري في إيلامه، لما لم تصعدي لتريه ولو مرة واحدة
منذ عقد قرانكم ؟
اجابت بارتباك : انت قلت لياسين السبب يوسف
__ نور ما اجبرني على الكلام معك اليوم ان حالة ياسين اصبحت صعبة للغاية ، فلم اره من قبل غاضب كاليوم
ومشتت الذهن ايضا ، لا تزيدها عليه فيكفيه ارهاق العمل
__ حسنا، سأدعوه بمنزلنا اليوم ليتعشى معنا
__ لا نور ، لم اطلب منك ان تفعلي شيئا اكراما لي
ولا اريدك ايضا ان تخسري جزء من كبريائك الانثوي العتيد
فهو لابد ان يطلب رؤيتك ، ولكن ما اريده ان توافقي ولا تجرحيه مرة اخرى
ابتسمت بوجهه : حسنا يوسف ، ولكن اريدك ان تفهم اني لم اقصد اغضابه ابدا
ابتسم بعمق : اعلم عزيزتي ، فكما ارى انه يحبك ، ارى ايضا انكي مغرمة به
احمرت خجلا وهي تقول بغضب : يوسف
ضحك بمرح : حسنا ، حسنا سأذهب والله يعييني على زوجك

*************************

صاح بغضب : عبير اين يوسف ؟
اجابت بتلعثم من المفاجأة فهي كانت جالسة بأمان تنهي عملها لتفاجئ به فوق راسها ويصيح كعادته مؤخرا
__ لا اعلم ، انصرف منذ قليل
زم شفتيه بغضب : حسنا ، عندما يرجع ابلغيه اني اريده
دخل الي مكتبه وصفق الباب بشدة ينفث بها عن غضبه
ورمى بجسده على كرسيه بتعب
تنهد وهو يؤنب نفسه على غضبه الدائم وضيق اخلاقه فهو اصبح متضايقا دائما وما يغضبه اكثر قلة تحكمه في انفعالاته و سيطرته على اعصابه اصبحت معدومة
لم يعد متزن كما كان ، ويعلم جيدا السبب
ولكنه لا يستطيع ان يفرض نفسه عليها اكثر من ذلك
يريد ان يراها ولكنه لن يطلب منها ذلك
فهو مجروح منها من يوم عقد القران ورفضها ان تنزل ليبارك لها ويراها واحراجها له امام عمر ويوسف
شعر بالغضب منها ومن عندها وابتعد عنها ولكنه لم يستطع ان يتركها اكثر من يومين وهذا ما جرحه واغضبه بالفعل
انه لا يقدر على بعدها بينما هي تستطيع الابتعاد عنه
انتظر ولو مرة واحدة تصعد اليه ولو بالخطأ ولكنها التزمت بمكتبها وهو الاخر التزم بمكتبه وبمكانته
اصمد ياسين لن تصبح على اخر الزمان يتحكم بك قلبك
وتهين نفسك اكثر من ذلك
فاذا كانت هي تستطيع الابتعاد فانت الاخر تستطيع الابتعاد
نعم احبها ولكنها لن تتحكم بي ردد عقله هذه الجملة كثيرا حتى بات يحفظها عن ظهر قلب ويتعامل على اساسها
وقف واتجه الي النافذة الزجاجية وشرد وهو يتذكر اخر مرة لهما معا وكم كانت جميلة ورقيقة ودافئة
ابتسم وهو يتذكر ضحكتها التي ملئت جوانب جسده وسكنت حنايا روحه وشعور السعادة التي امتلكه لأنه نجح في اسعادها للحظات ، نجح في انتزاع ضحكتها ليسمعها
و يستمتع بها ، لم يكن يعلم انها ستسكن روحه وتتردد في أذنيه كلما جلس بمفرده
تنبه الي يد تهزه بلطف : ياسين
التفت بحدة ليجد يوسف واقف امامه
نطق بغضب : الم تتعلم ان تطرق الباب ؟
ابتسم يوسف بهدوء : لقد طرقته اكثر من مرة ، ولكن من الواضح انك لم تسمعني
اتسعت ابتسامته وهو يردف بخبث : من الجميل الذي شاغل عقلك ؟
توتر ياسين ليكمل هو :ولكن هذا سؤال اجابته معروفة
صاح بغضب : يوسف ، ماذا تريد ؟
جلس يوسف باسترخاء : انا لا اريد شيء ، عبير ابلغتني انك سالت عني ، ماذا تريد مني يا اخي العزيز ؟
نظر ياسين اليه مطولا :لا شيء ، كنت اسال عنك فقط
جلس الي مكتبه واتكئ بمرفقيه و مثل عدم الاهتمام
وانه مشغول بالأوراق التي امامه ونظر له بطرف عينه
__ اين ذهبت ؟
اخفى يوسف ضحكته حتى لا يشعره بالإحراج وتحكم بصوته: ذهبت الي ادارة الشئون القانونية ،فبعض الامور احتجت ان اسال عنها السيد عبد العزيز
لم يسمع البقية توقف عند احتمال رؤية يوسف لها
نطق بسرعة ودون تفكير : هل رأيت نور ؟
لم يستطع ان يكتم ضحكته هذه المرة فانفلتت منه غصبا
نظر اليه ياسين بغضب ليصمت : اسف ، نعم رايتها
احتقن وجهه وشعر انه سينفجر من الغضب
ورد بنبرة مميته : حسنا يوسف اذهب الي مكتبك
زم يوسف شفتيه بضيق : لمتى ياسين ستبقى على هذا الحال؟
عقد حاجبيه واشاح بوجهه بعيدا عن اخاه
ليكمل يوسف : اذا كنت مشتاق لها لما لا تراها ؟
ضم كفيه غضبا ونطق من بين اسنانه : لأنها لا تريد ان تراني
__ بل تريد يا اخي ، ولكنها لن تطلب منك ذلك
اسمع معي دعوتين لافتتاح احدى البواخر النيلية المتحركة
ادعوها لتذهب معك
__ سترفض الخروج معي
__ بالله عليك هل دعوتها منذ عقد قرانكما للخروج ؟
عقد حاجبيه مفكرا : لا ، فانا غاضب مما فعلته يومها
__ ومنتظر انت ان تأتي اليك وتبلغك باشتياقها وانها تريد ان تراك ام ماذا ؟
نظر الي اخيه وهو يقيم كلامه ليجده محقا به
ناوله الدعوات :اسمع كلامي هذه المرة ، ولن تندم
اخذ منه الدعوات وهو يساله بحذر : ولماذا لم تذهب انت و صديقك الاتي من الخارج فهو اكيد مشتاق لرؤية النيل
بهت وجه يوسف وقال بارتباك : لقد اتيت بالدعوات خصيصا لك ، سأنصرف
انهى جملته ليغادر المكتب بسرعة
اتبعه ياسين بنظراته ثم زفر بضيق فها هو اتاح له فرصة ليتكلم معه ويخبره بأسراره ولكن اخاه فضل الصمت
سأنتظرك يوسف فانت ستاتي بمفردك لتخبرني
نظر الي الدعوات ليتنهد ويشعر ان امامه مهمة عويصة لابد من انجازها


**********************

جلس على كرسيه وهو في قمة الارتباك فسؤال ياسين باغته
فلم يستطع الرد عليه تنهد بضيق من الفرصة التي اضاعها بيده
وازداد ضيقه عندما تذكر انها ستذهب اليوم الي اخيها
وسيصبح من الصعب علية ان يراها كما يريد
فهذا المعتز مريض سيحبسها بالمنزل او سيؤجر لها حارسا خاصا لمرافقتها وحمايتها
يشعر انه مكبل الايدي ومربوط الارجل لا يستطيع فعل أي شيء
تنهد بقهر ولعن غباؤه الذي وقف في طريق ان يبلغ اخيه بسره
فكان الان سينعم بها الي جواره للابد
تحت حماية ياسين
لا تضحك على نفسك يوسف فانت خائف ان يطردك ياسين من حياته وتخسر كل شيء
ماذا سأفعل ؟ لابد من ايجاد حل يجعل ياسين بصفي وبالتالي استطيع الوقوف بوجه معتز



*****************


يتحرك مع العمال بغضب مكتوم سببه هي وتغيرها المفاجئ
الذي لا يعلم سببه ، يسئل نفسه ماذا حدث ؟ ماذا فعل ؟
عصر تفكيره هل من الممكن انه فعل شيء اغضبها بدون قصد فكر قليلا ليجد انها تغيرت فجأة بعد خطبة نور
ومهما فعلت لتبين له انها طبيعية يشعر بان هناك فاصل ضخم بينهما ، زفر بضيق
__ عمر ، يا باش مهندس
التفت الي اشرف صديقه وزميله : نعم
__ ما بك ؟ انا اتكلم معك وانت لا ترد
هز راسه نافيا : لا شيء
__ حسنا ، العمل انتهى باقي وضع الاثاث
اتريد شيئا اخر ؟
نظر الي الجناح برضى : لا العمل جيد اشرف ، وانت بذلت مجهودا خرافيا ، اشكرك
__ تشكرني على ماذا انه عملي عمر ، متى تريد ان ارسل لك الاثاث ؟
__ لا ، ليس الان ،فموعد الزواج بعد ثلاثة اشهر من الان
__ حسنا وقتما تريده ، ابلغني
صافح صديقه وانصرف الاخر واخذ هو يدور ويلف في الجناح لعله يجد سبب يشغله عن التفكير بسبب غضبها
رن جرس الباب ليتعجب فموعد وصول نور ليس الان
اكيد ان اشرف نسى شيئا
توجه الي الباب ليفتحه وتتسع عينيه من الصدمة

*****************

رن جرس الهاتف لترد بسرعة : اهلا بسنت ، انا بالسوق
لا طبعا لست وحيدة
ابتعدت قليلا عن رفيقتها: مع اية
جاءت وقالت ان علي اوصاها على شراء هدية لي بمناسبة زفافي
نعم انا بمحل خاص للأشياء النسائية
لا طبعا لم انسى اليوم موعد المصممة
ستاتين معي ، ونور ايضا ستستلم فستانها اليوم
حسنا لن أتأخر ، سلام
رجعت اليها وهي تبتسم : انها بسنت تأكد علي موعد المصممة
ابتسمت ببرود : مبروك عليك
__ الله يبارك فيك
تنحنحت علياء وسالتها وهي تشغل نفسها بالبحث في الاشياء التي امامها لتسيطر على توترها
__اية ، هل تعلمين الفتيات التي كان يعرفهم عمر
ابتسمت اية بخبث فهي وصلت لما تبغاه
__ لا طبعا ، فهن كثيرات
لتردف ببرود متعمد : لما تشغلين راسك ؟ انسي علياء فهو الان خطيبك انت ، انا كنت خائفة عليك لا اكثر بسبب ما فعله عمر معي
عقدت حاجبيها وسالت بتوجس : ماذا فعل معك ؟
__ لا تشغلي راسك ، كان هذا في الماضي
ان علي يقول انه يحبك كثيرا ، و لذلك طلبك للزواج
ناولتها احد قمصان النوم الستانية وهي تقول
__ هذا مناسب علياء ، محتشم وانيق ويليق لليلتك الاولى
نظرت علياء اليها بنظرات زائغة وهزت راسها موافقة
لتذهب الاخرى وتشتريه
عادت اليها : هيا علياء ، حتى لا أتأخر عن جنى وانتي تذهبين للمصممة
مشيت علياء معها بالية ولكنها بالفعل لا تشعر بما يدور حولها
عقلها متوقف عن العمل الا لشيء واحد وهو ما الذي فعله عمر مع اية ؟



*******************
فتح الباب وهو مقتنع انه سيجد اشرف امامه ليجد اخر شخص يتوقع رؤيته
ابتسمت بحنان : مرحبا حبيبي ، الا تقل لي تفضلي ؟
ابتسم ابتسامة واسعة وتقدم منها وهو يحتضنها بحب
__ تفضلي نورتي وشرفتي ، اشتقت اليك عمتي
احتضنته بحب وحنان خالص وهي تشم رائحة اخاها به
دخلا ليجلسا على الاريكة ،لتدمع عيناها وهي تربت على خده بلطف : وانا الاخرى حبيبي ، كبرت عمر واصبحت عريسا
ضحك بمرح ووقف مستقيما وهو يقول بغرور : اه ، نعم
ما رايك بي ؟ هل اصبحت وسيما كابي ؟
عند ذكره لأبيه اجهشت بالبكاء ليتنهد هو بضيق : عمتي كفي عن البكاء من فضلك
قالت وهي تغالب دموعها : رحمة الله عليه ، انت نسخة منه
كأني ارى محمد امامي لتغيم نبرتها حزنا و استياء
لكن لون عيناك ورثته من امك
فمحمد لم يكن اخضر العينين لتشع نبرتها بحب : كانت عيناه سوداوان
ضحك وهو يجلس بجانبها مرة اخرى
اذن لون عيناي سيئا لأنه ملون ، انه ميزة عمتي
تنهدت وهي تكتم ما بداخلها : لا حبيبي بل جميل عليك يزيد وسامة وجمال ، الحفل اليوم اليس كذلك ؟
عقد حاجبية تعجبا : لا ، بعد ثلاث ايام ، يوم الجمعة
شعرت بالضيق : حافظ ابلغني انه اليوم
ابتسم بسعادة : هذا جيد ، اجلسي معنا هذه الفترة الي حفل الزفاف لتشرفي بنفسك على التجهيزات و تعاوني نور
لأني اشعر ان المسئولية الملقاة على عاتقها كبيرة
قالت بتوتر : ولكن حافظ
قاطعها بصرامة : عمتي ، لا تستفزيني عمي لن يقلق عليك
ولن يسال عنك ، وانت تعلمي ذلك جيدا ، ومن حقي عليك ان تكوني بجانبي هذه الايام
ابتسمت فعندما تكلم بصرامة هكذا ذكرها بأخيها فعلى الرغم من انه اصغرهم الا انه كان شخصية قيادية وصارم في كل الاحوال كان الاقرب الي ابيها وشخصيته
__ اتعلم ، عمر انا مشتاقة لرؤية نور جدا ، فمنذ ان كانت بالثالثة عشر وانا لم اراها
قال والحب يشع من صوته : كبرت عمتي واصبحت انثي جميلة تدير عقول الرجال ، ولكنها تزوجت الحمد لله
شهقت فزعا : تزوجت ، دون ان تخبرنا عمر
ابتسم : انه مجرد عقد قران عمتي ، ستحضرين حفل الزفاف ان شاء الله
__ كان لابد من ان تخبرنا عمر ، وزوجها هذا من اصل طيب
__ انه من اخير الرجال عمتي ، ويحبها وسيحافظ عليها
ويرعاها ،وانا مطمئن له
هزت راسها بحب لتقترب منه وتبتسم : اخبرني عن زوجتك
صفها لي
ابتسم بحب وعيناه لمعت من السعادة
__ قمر عمتي ، جميلة بنظري وانا اشعر معها باني احلق بسماء السعادة
ابتسمت وهي تتذكر مقولة اخيها عندما سالته عن نور
رد بنفس الكلمات تذكرت كم شعرت بالسعادة من اجله كما تشعر بالسعادة من اجل عمر اليوم
ولكن عندما تعرفت على نور تيقنت انها ليست النمط الذي سيستريح مع محمد فشخصيتها غير متفقة مع شخصيته
هي صغيرة ، مدللة ، متحررة ، اعتادت ان تلقي بالأوامر فتجاب فورا ، ومحمد يريد من تتعامل معه بالعقل والحكمة وهي بعيدة عنهما تماما
كانت تتعجب من ان هذه الفتاه تربت على يد اللواء اسماعيل الذي طالما حكى والدها عن صرامته وقوته
تنبهت من افكارها على يد عمر تهزها بلطف : عمتي ، اين شردت ؟ انا اتكلم معك
ابتسمت بضعف من الذكريات : معك حبيبي
__ حسنا ، هيا معي لتبدلي ملابسك وتستريحي من عناء السفر

******************
جالسة تفكر بما قالته اختها وتشعر بالريبة من الوضع بأكمله لتنتبه على من يطبع قبله دافئة على وجنتها
لتلتفت اليه بابتسامة : عدت باكرا اليوم
__ اذا تريديني اعود ، سأعود
ضحكت وهي تشده ليجلس بجانبها : لا طبعا ، انت تبحث عن حجة لتعود الي العمل
__ لا والله ، عدت باكرا من اجلك ، اشتقت اليك
اتبع جملته وهو يضع راسه على فخذها
__ ما بك حبيبتي ؟ اشعر بشيء يشغل راسك
حدثته كأنها تحدث نفسها : اية ذهبت بعلياء لتشتري لها هديه اوصاها بها علي
عقد حاجبيه تعجبا : حسنا ، ما المشكلة ؟
__ الا تعلم اية وبرودها ؟ اخاف ان تضايق علياء
__ حقا لا اعلم كيف علي متحملها ، فهما الاثنان غير متفقين اطلاقا
تنهدت بقهر : انا السبب في معرفتهما ، ولكنها لم تكن كذلك حينما صادقتها
__ لا تتضايقي حبيبتي ،
اكمل بصعوبة : بسنت ، اريد ان اطلب منك طلبا
شعرت بالتوجس مما سيقوله لتقول بهدوء : أمرني
__ اريدك ان تقللي حركتك هذه الايام
شعرت بالضيق مما قاله : محمد ، انت تعلم جيدا ان هذا احتمال بعيد المنال وخصوصا هذه الايام ، فالطبيبة قالت ان مدة العلاج تتراوح بين ستة او ثمان اشهر و انا اتناول الدواء منذ شهرين فقط
__ اعلم هذا بسنت ، ولكن من فضلك اسمعي الكلام ونفذي ما اقوله لكي
انتفضت واقفة لتصيح غاضبة هذه المرة والدموع تخنقها : قلت لك من قبل تزوج وانت لم تستمع الي
لتتركه وتدخل الي غرفتهما وهي تبكي
اغمض عينيه من موقفها لا يقصد ابدا ان يجرحها
نفخ بضيق ليجر نفسه ويذهب خلفها
دخل الي الغرفة ليجدها مستلقية على الفراش وتبكي بصمت
جلس بجانبها واحاطها بذراعه : لماذا غضبتي بسنت وانت تعلمي جيدا اني لا اقصد ما فهمتيه
وانني لن اتزوج عليك ابدا ، مهما حدث بل اريد ان اطمئن عليك فحسب انت تخشين اجراء العملية والطبيبة اخبرتنا ان تتناولين الدواء وتقللي حركتك وتهتمي بصحتك جيدا حتى لا نلجأ الي خيار العملية ، فلماذا تغضبين مني ؟
__ اسفة محمد ، ولكن كلما تذكرت اني السبب في تأخير حلمك بالأطفال اشعر بالضيق من نفسي
نظر اليها بحب : انه قدرنا حبيبتي ولا تحملين نفسك شيئا لا دخل لكي به ، هيا نخرج لنتناول الطعام بالخارج واوصلك انت وعلياء الي مصممة الفستان ، اليس موعدها اليوم ؟
ابتسمت اليه بحب لتذكره الموعد : نعم
__ اذن هيا


*******************


قاربت على انتهاء عملها ، تطبع على الحاسب وهي تزفر بملل
اليوم ممل على غير العادة بسبب غياب سناء ، وزادت ضيقتها من حوارها مع يوسف فهي تلوم نفسها على تعاملها مع ياسين ، ولكن الخوف من اجبرها على ذلك
تنبهت لوجود شخص اخر معها بالغرفة لتلف بكرسيها ناحية باب الغرفة
لتراه واقف بطوله الفارع وعيناه الرماديتين لتبتسم بوجه
ابتسامة جميلة
تشعر بالحب يجري بعروقها ، كم اشتاقت اليه والي رؤيته
واذا لم تحكم عقلها قليلا كانت رمت نفسها بين ذراعيه
مسكت بحافة مكتبها وكأنها تتشبث بها حتى لا تفعل أي فعل لا يحمد عقباه فقلبها يدق بعنف ويأمرها بانه يريد الاستكانة بين ضلوع هذا الياسين
نطقت بحب لم تستطع اخفائه : مرحبا


لم يستطع منع نفسه اكثر من ذلك ، فمنذ الحوار الذي دار بينه وبين يوسف وهو يلوم نفسه على عدم دعوتها للخروج ولا مرة بعد موقف عقد القران ، يعلم جيدا بينه وبين نفسه
انه اتخذ من حوار يوسف حجه قوية ليجبر عقله على النزول اليها ورؤيتها ولو من بعيد
وكلما تذكر ان يوسف راها اليوم تشتعل نيران الغيرة بصدره
فكيف يراها اخاه وهو لا ،هو احق برؤية جمالها الاخاذ والاستمتاع به ، هو احق بالتكلم معها وجها لوجه ليرى ابتسامتها التي ترد له روحه والعند والغضب الذي يلمع بعينيها دائما ليجعلاه يشعر بانه على قيد الحياة
نزل اليها سريعا فبعد هذا التفكير لم يستمع الي مقولة عقله السخيفة الذي لا معنى لها الان
وعند وجوده بالدور الذي به مكتبها اسرع خطاه
ليحبس انفاسه امام مكتبها وهو يراها من ظهرها ورائحتها تتسلل الي رئتيه وتملئ صدره فيشعر بان شوقه يزداد
لم يرد تنبيها انه موجود حتي يستمتع بالنظر اليها ويستطيع ايضا السيطرة على شوقه ولهفته اليها
قلبه يدق بجنون ويجبره على الاقتراب بينما عقله يأمره بالتروي والحكمة وان لا يظهر بمظهر الضعيف امامها
حافظ على كرامتك ياسين ولا تهدرها
عندما لفت اليه شعر انه سيقدم على فعل لا يحمد عقباه
وعندما ابتسمت شعر بان قلبه ينتزع من بين ضلوعه ويذهب اليها طواعيتا وتبخر كلام عقله عن الكرامة والثقل
كل ما يريده الان قربها ودفنها بين عظامه
عندما تكلمت شعر بانه يسمع احلى انغام في حياته وعلى الرغم من انه يسمع صوتها كل اليوم بالهاتف الا ان له تأثير مختلف وهي امامه ، كلمتها بسيطة الا ان تأثيرها عليه اقوى من كل كلمات الغرام

عندما ظل واقفا ولا يتقدم منها قامت من كرسيها
لتقول بتهذيب : تفضل
وكأنها تعطيه سببا ليفعل ما يتمناه
تقدم منها بخطوة سريعة ليحتضنها بين ذراعيه بشوق ولهفة
وهو يهمس : اشتقت اليك حبيبتي

انتفضت من سرعته ناحيتها لتفاجئ بنفسها بين ذراعيه
وعلى الرغم من شعورها بحلاوة عناقه التي اخبرتها بمدى اشتياقه اليها
الا ان عقلها نبهها انهم بالشركة
دفعته بلطف، وهي تقول بارتباك: ياسين توقف
تنهد بنفاذ صبر و قهر ليبتعد عنها ويجلس على كرسي بالغرفة وقال بغضب
__ الا تشعرين نور ، الا تمتلكين قلبا كسائر الناس
اشتقت اليك وتنازلت عن كرامتي لاتي اليك وعندما تصرفت كما املى علي قلبي تأمرينني بالتوقف
شعرت بغصة في حلقها فنبرته بقدر ما كانت غاضبة كانت حزينة
نطقت بهدوء : لم اقصد مضايقتك ، فكرت اننا بالشركة وهذا ليس مقبول هنا
ابتسم بسخرية : واذا كنا بمكان اخر كنتي ستتركينني احتضنك كيفما اشاء
شعرت بصعوبة السؤال فاذا جاوبته بنعم تفتح له مجالا
كلما كانا بمفردهما ان يحتضنها كما شاء
واذا قالت لا سيغضب منها وهي لا تريده ان يغضب
فكرت قليلا لتجيب بابتسامة : أ تعلم انا الاخرى اشتقت الي المشاجرة معك
ردد بدهشة : المشاجرة
كتمت ضحكتها : اه نعم ، انت اتيت اليوم لكي نتشاجر اليس كذلك ؟ مظهرك يدل على ذلك
شعر بانها تتهمه ليرد مدافعا عن نفسه: لا طبعا ، لماذا اريد ان اتشاجر معك ؟
جئت لكي
بتر جملته وهو يتنبه لما تفعله هذه الجنية ليبتسم بإعجاب
__ انت تتهربين من الاجابة
ضحكت بمرح من فهمه لها : ما الذي جعل مديرنا العظيم يتنازل ويشرفنا بزيارته
رد بجدية وقال امرا : اجهزي بالسادسة و النصف سأمر لاصطحابك للعشاء
ردت والعند يملئ عينيها :انت تامرني
تحداها قائلا بهدوء : نعم ، انه حقي انت زوجتي ام نسيت
شعرت بالتملك في صوته والعجيب انها فرحت بتملكه لها ولكنها لن تشعره بذلك
__ لم انسى ولكن هذا لا يعطيك الحق ان تجبرني على الخروج ، ثم لم اصبح زوجتك فعليا
رد ببرود استفزها : بلى انت زوجتي وانا لدي كل الحق لإجبارك على فعل ما اريده
ليردف وهو ينصرف من امامها : وبمناسبة تهربك من الاجابة على سؤالي ، انا لدي كل الحق ان اضمك كيفما اريد بالوقت والمكان الذي اريده ، ولا يحق لكي الاعتراض
اكمل امرا : انصرفي الان حتي تستطيعي ان ترتبي نفسك قبل الموعد وهذا امر فانا المدير
وابتسم بتملك : الي اللقاء يا زوجتي العزيزة

فتحت عيناها تعجبا منه ، لتعقد حاجبيها وهي تفكر
هذا اسلوب جديد يتعامل به معها
شعرت بالغضب يملئها والعند يتفجر بداخلها لم تؤمر يوما بحياتها ليأتي هذا الياسين ويقتحم حياتها
انتي غبية ، اعطيته سلاح يستخدمه ضدك كلما اراد شيئا
قال انتي زوجتي واستطيع اجبارك
لتتذكر انه قال ان من حقه ان يضمها كما اشاء
كيف جرؤ على قول شيء كهذا
مسكت كوب القهوة وتمنت ان يكون مازال امامها لتقذفه به في راسه
لمعت عيناها بتحدي وهي تفكر الم يعد لها سيطرة على حياتها بعد الان
زفرت بضيق ولمعت عيناها بتحدي : سنرى ياسين ، سنرى


****************


زفر بضيق منها ومن معاملتها الجافة التي تتقنها جيدا
يعلم جيدا انها تحبه فعند اول لمسه منه تذوب بين ذراعيه وعندما عانقها منذ قليل شعر بلهفتها اليه وصدق ايضا ان سبب دفعتها اليه ان الموقف لا يليق بهما ، ولكن لا يعلم لماذا هي متصلبة معه هكذا
استفزته لدرجة كبيرة عندما تلاعبت معه لماذا لم تجبه عن سؤاله وتريح قلبه
لن يجبرها يوما على فعل ما لا تريد ، ولكن هي من اجبرته على التفوه بهذه التفاهات
فهو ليس ديكتاتورا ممكن ان يكون متسلطا قليلا ولكنه يحبها كما هي بشخصيتها العنيدة القوية ولن يسع يوما لإرغامها على التغير
ابتسم داخليا ولكنها تستحق ان تتأدب قليلا حتى تفصح عما بداخلها ولا تكون متصلبة هكذا في تعاملها معي
كم كانت رائعة اليوم
طل من مكتبه على عبير وهو يبتسم : عبير هل يوجد مواعيد اخرى اليوم
دهشت عبير بشدة فهو من اسبوع لم يبتسم ولا مرة حتى عن طريق الخطأ
ردت : ها
ضحك من تعابير وجهها : مواعيد ، هل عندي مواعيد اخرى
شعرت انها جنت حتما هل هو يضحك لتفيق على سؤاله
__لا سيدي
__ حسنا، سأنصرف، سلام

نزل وهو يشعر بالسعادة فزوجته ستخرج برفقته اليوم
تنهد كم هي كلمة رائعة النغمات ، وكم رائع ان تظل برفقته دائما
ركب سيارته وخرج من الشركة ليراها سائرة باتجاه الشارع الرئيسي ابتسم بتعجب هل امتثلت لأمره وذاهبة الي البيت
ولكن اين سيارتها لمع عقله فمن الواضح انها ستستقل سيارة اجره لتعود بها
عقد حاجبيه وهو يقول بالفعل تستحقي تأديبا نور
امسك هاتفه واتصل بها وهو يبطئ السير


رن هاتفها وهي تسير بملل فالسيارة صباحا لم تعمل واتى بها عمر وهي متفقه معه على ان يأتي ليعود بها لكن عندما ابلغها ياسين بأمر العشاء وامرها بالانصراف فكرت ان تستقل سيارة اجرة وتعود سريعا فهي تحتاج فعلا ان ترتب نفسها قبل الخروج معه ولن تستطيع انتظار عمر ان يأتي وهي على علم بانه مرتبط مع العاملين بمنزلهم
رن هاتفها لتجد انه من يتصل
زفرت بغضب لترد من بين اسنانها : نعم
كتم ضحكته من الواضح انها غاضبه من اوامره لها
سال ببرود : اين انتي ؟
__ عائدة الي البيت
__ ممتاز ، تستحقين ان اتي لك بالحلوى
رددت باستنكار : حلوى !
__ نعم ، هكذا افعل مع يمنى حينما تمتثل لأوامري
قبضت الهاتف بشدة و انزلته من على اذنها وهي تجز على اسنانها بغضب وهمت ان ترميه من يدها
لتعود اليه وتقول بغضب حقيقي : ماذا تريد ياسين ؟
كاد ان ينفجر ضاحكا وهو يرى ردة فعلها
ليرد ببرود : انتي بسيارتك اذن
جزت على اسنانها غضبا : لا
ضحك ساخرا : كيف عائدة الي البيت اذن ؟
__ سيارتي تعطلت صباحا ، وسأستقل تاكسي
تقدم بالسيارة سريعا ليقطع طريقها قال امرا : اركبي
تفاجأت من تواجده امامها كعفريت العلبة لدرجة انها شهقت بصوت عال
نظر لها بتصميم وهو يشير من داخل السيارة ان تركب
بجواره
مطت شفتيها باستياء من تسلطه لتركب الي جواره وتصفق الباب بشدة
رفع حاجبة الايمن من صوت الباب ليلتفت اليها
__ ما هذا يا انسة ؟
ردت بنفاذ صبر : ماذا ؟
__ نور ، تعلمي ان تتعاملي معي بتهذيب ، ولا تستفزيني ،
الي الان انا اتعامل معك بهدوء واسيطر على اعصابي
لكن لا تختبري صبري
كادت ان تنفجر بوجهه لكنها تذكرت كلام يوسف و ان هذا المتسلط المتغطرس كان يائس بدونها لتقرر ان تغير استراتيجية تعاملها معه
ابتسمت برقة وقالت بدلال قصدته : لم افعل شيء ياسين يستحق ان تغضب منه
فغر فاه بسبب لهجتها التي تقطر دلال ليشعر بالحرارة في جسده عند رؤيته لابتسامتها
لف وجهه بعيدا عنها ليتجنب النظر اليها
ليسال بجدية : لماذا لم تخبريني ان سيارتك ليس بحوزتك ؟
اقتربت منه وهي تكتم ضحكتها على رؤية وجهه المحمر
__ لم تعط لي فرصة ، انصرفت كالديك الشركسي بعد ان امرتني بالانصراف
قالت جملتها الاخيرة وهي تمط شفتيها الي الامام ممثلة الغضب منه
اتسعت عيناه لوصفها له ليقل من بين اسنانه
__ انا كالديك الشركسي
وضعت يدها على فمها : هل اغضبك وصفي
لتقترب منه وتهمس بجانب اذنه : انه مدح سيدي ، الا تعلم ان الديك الشركسي جميل المظهر معتد بنفسه
وان كنت غاضب ، المعذرة
طبعت قبلة خاطفة على وجنته لتعود الي مكانها سريعا
عند اقترابها منه شعر بان قلبه يقفز كالمجنون بصدره وعندما همست بإذنه بانها تمدحه شعر ان سيطرته على افعاله اصبحت معدومة ، لينتفض من قبلتها الغير متوقعة
والذي كان يحلم بها مرارا ، ضغط على مقود السيارة بشدة الي ان ابيضت انامله حتى لا يسمح لنفسه ان يلمس وجنته مكان قبلتها
وهو يفكر ماذا تريد هذه النور ، وما الذي تغير لتتصرف بهذه الطريقة الغريبة على شخصيتها
فطالما حاول اقناعها مرارا و سائلها ان تقبله بالهاتف وهي تجيب بالنفي القاطع
نظر اليها بجانب عينه ليرى ما الذي تغير ليرى التوتر ظاهر على وجهها ، اذن هي لا تريد تقبيله فعلت شيء بتسرع دون التفكير به وها هي تلوم نفسها على فعلتها
فكر بخبث حسنا نور ، سأعتبر هذه دعوة منك ، ولكن سأستغلها بالوقت المناسب


جلست بسرعة بعيدا عنه، لتنكمش على نفسها وتحبس انفاسها بترقب لما سيفعله ، وهي تلعن عقلها ونفسها على ما فعلته بتسرع ، ما هذا الغباء الذي اصبحت به ؟
كيف سيتصرف الان ؟ وبماذا سيرد عليك الان ؟
وكيف سيرى تصرفي معه ؟
والمزيد من الاسئلة تتدفق الي عقلها ، وهي تلوم نفسها على فعلتها الشنعاء ،حدثت نفسها بتهكم لا تريدين اغضابه
لعله يغضب ويضرب راسة بأكبر حائط ، ماذا ستفعلين الان ان التفت اليك وضمك الي صدره او حاول ان يقبلك
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتخيل الفكرة نفسها
توترت لدرجة انها اهتزت من تخيلها لما ممكن ان يفعله
وحجته جاهزة وواضحة فانت زوجته ،يا لكي من غبية
تنبهت على صوته وهو يناديها : نور
انكمشت على نفسها عندما اقترب منها : ماذا بك نور؟
قالت بتوتر : لا شيء
__ حسنا انزلي ، وصلنا
تنفست بقوة وهي تسمع جملته ليعقد حاجباه من امرها
نزلت وقفلت الباب لتنحني امامه : تفضل ، ادخل تغدى معنا
__ اشكرك ، لا تنسي موعدنا ، سلام



دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه





موعدنا القادم الاربعاء ان شاء الله
مستنية ردودكم وتوقعاتكم

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 06-07-11, 08:36 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير يا صابيا
كيفكم عاملين اية ؟ عسى تكونوا بخير
بشكر الناس اللي ردوا عليا البارت اللي فات
ولي عودة بردود عليكم تفصيلا
البارت المرة دي طويل واخذ مني وقت ومجهود كبير
اتمنى يحوز على اعجابكم
و خصوصا انه بارت فيصلي
يعني من اول البارت اللي جاي القصة حتاخد منحنى اخر
اسيبكم مع البارت
لا تبخلوا علي بردودكم وتعليقاتكم




العائلات المذكورة بالقصة لا تمت للواقع بصلة
فهي من وحي خيالي
واذا كانت هناك عائلات واقعية بنفس الاسماء
فهو مجرد تشابه اسماء غير مقصود



الفصل الثاني وعشرون






دخلت الي حديقة الفيلا لتسمع عمر وهو يتحدث مع احد لتتعجب من الذي برفقته
عندما راها اتسعت ابتسامتها : تعالي نور ، انظري من هنا
عمتي جاءت لتحضر حفل خطوبتي
ابتسمت نور وهي تتأمل عمتها فكم اشتاقت اليها
لتنتفض العمة عند رؤيتها بهلع وتدقق بملامحها وتنظر الي شعرها بلونه المميز وتتذكر حديث دار بين اخيها وزوجة اخيها تناهى الي مسامعها ولكنها تناسته او حاولت تناسيه
سال بتوتر : ما بك عمتي ، نور تسلم عليك
رسمت ابتسامة باهته : لا شيء ولكني متعبة من السفر وشعرت بدوار خفيف
تقدمت منها نور لتحتضنها : مرحبا بك عمتي ،اشتقت اليك
لتحتضنها الاخرى بحضن خالي من الود والدفء
__ وانا الاخرى حبيبتي ، اسمحا لي اريد الراحة قليلا
نظر لها عمر مطولا :تفضلي عمتي
نظرت لها نور بتعجب لتلتفت الي اخيها وتساله : ما بها ؟
لما تنظر لي وكأنها رات شبحا ؟
توتر : لا شيء انها متعبة لا اكثر ، انت اتية مبكرا ، لم تنتظريني هل شعرتي بالتعب ؟ ام حدث شيء بالعمل ؟
ردت وهي تكتم غضبها : لا ذاك ولا تلك ، ياسين طلب مني الخروج وانا استأذنت لاتي باكرا واستعد
هز راسه فرحا : تطور ملحوظ و ممتاز ، حسنا اذهبي لتستعدي كما تريدي
هزت راسها بموافقة وهي تنصرف ، ليجلس هو على كرسيه ويتنفس بعمق فمن الواضح ان عمته تعرف الحقيقة او استنتجتها عندما رات نور ، فالحقيقة واضحة لمن يدقق النظر قليلا
ولكنه لا يريد ان تعرف نور بهذه الحقيقة فهي لن تحتملها
سيتكلم مع عمته بهدوء وتروي حتى لا تبين لنور أي شيء
*****************
رن هاتفها لتجدها علياء
__ اهلا ومرحبا بعروستنا الغالية ، كيف حالك ؟
ابتسمت : انت العروسة ليس انا ، انا بعد ثلاثة ايام ان شاء الله، كيف حالك ؟
__ انا بخير ،وانت؟
__بخير والحمد لله ارتدي ملابسي لأذهب الي المصممة هل ستقابلينني هناك
تأوهت بضيق: تصدقين نسيت الموعد تماما
__ حسنا ، اجهزي سريعا لنتقابل هناك
__ لن استطيع فانا لدي موعد مع ياسين
ضحكت الاخرى ضحكة طويلة مرحة
لتقل نور بضيق : كفي عن الضحك من فضلك
كتمت ضحكتها لتسالها : اين ستذهبان؟
__ سنتعشى خارجا
__ اخيرا حنيتي على الفقير ليراك
__ علياء عندما اعود سأقص لك ما حدث بالتفصيل
ولو متفرغة غدا تذهبي معي للمصممة
__ حسنا سنؤجل الموعد للغد
__لا تأجلي موعدك ، اذهبي وانا سأذهب بمفردي
__ لا سأذهب معك غدا ، ولولا انني مواعدة بسنت كنت اجلت موعدي لنذهب سويا
__ حسنا ، عندما اعود سنتكلم
__ عشاء سعيد مفعم بالمشاعر
ضحكت : لك يوم فنحن السابقون وانتم اللاحقون
توترت من مقولة نور : حسنا ،سأتركك فلابد من انك تستعدين ، سلام
__ سلام
قفلت من صديقتها لتستعيد كلمات اية وتفكر بها جيدا
لا تعلم لما تشعر بان اية لها علاقة بالحرف الذي يحتفظ به عمر الي الان ، ولما لا فمن يرى اية لا يستطيع ان لا يعجب بها ، فهي جميلة بشكل مرعب
واسمها يبدا بنفس الحرف الذي يحتفظ به
شعرت بقلبها يئن الما ، هل مازال يكن لزوجة اخيها مشاعر حب ، هل تزوجها ليتقرب من اية
شعرت بالصداع يمزق عقلها وقررت ان تؤجل موعد المصممة للغد فهي تريد النوم لتستريح من التفكير
*********************
دخلت الي الغرفة التي عدها لها عمر لتمكث بها
تبينت انها غرفة جداه ، جلست على الفراش بضعف
والذكريات تندفع بعقلها لتعود بها الي الماضي

__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
حينها لم تستطع مجرد تخيل الفكرة نفت ما سمعته وتناسته الي اليوم المشؤم يوم مشاجرة اخويها وخروج محمد وهي تعلم انها لن تراه مرة اخرى
قفزت الذكرى الي عقلها وهي ترى نور
وهي جمعت بين اكثر شخصين تكرهما بحياتها فهما من تسببا بفقدها لآخاها الغالي واحب واقرب شخص لها
فنور جمعت بين ملامح زوجة اخيها ولون شعر اخيها
الذي ورثه عن امه ، حافظ يشبه امه لدرجة كبيرة
لا تعلم ، كيف تتعامل مع نور ، لا تريد ان تكدر على عمر
حفل زفافه
تنبهت من افكارها على صوت طرقات على الباب
لتقول بهدوء : ادخل
دخل عمر الي الغرفة بهدوء : كيف حالك الان عمتي ؟
ابتسمت بحب : بخير الحمد لله ، تعال حبيبي اجلس بجانبي
تقدم ليجلس الي جوارها ليتنحنح : عمتي اريد التكلم معك بأمر هام
نظرت اليه : تفضل حبيبي
شعر بصعوبة في التحدث معها فكيف يقل ما بداخله
زفر نفس طويل : عمتي ما سبب هلعك عندما رايتي نور منذ قليل ؟
ارتبكت : لا شيء فاجأني الشبة بينها وبين امك ، لم اكن اتخيل انها تشبهها الي هذا الحد
قال بنبرة ميتة : فاجأك الشبة بينها وبين امي ، ام لون شعر عمي الذي ورثته منه
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله عمر : ماذا تقول ؟
ابتسم بانكسار :ما سمعتيه عمتي ، انا اعرف الحقيقة
انتفضت واقفة لتحتضن راسه بين يديها وتضعها بصدرها
__ حبيبي ، انها خرافات ،عمك حافظ مجنون لا تستمع اليه
ابتسم ودمعت عيناه وشدها من يدها ليجلسها الي جواره
ليقول بضحكة مصطنعة : اجلسي عمتي ، انا لم اعد طفلا
انا رجل الان ، واستطيع ان اعرف الفرق بين الجنون والحقيقة
حزنت على ابن اخاها وملامحة الحزينة على الرغم من ابتسامته : من اخبرك ؟ حافظ ؟
__ لا ، جدي رحمة الله عليه قبل موته اخبرني واوصاني بنور خيرا
وحلفني الا تعلم الحقيقة وان لا اتركها تعود لعمي مهما حدث ، هذه الحقيقة اوضحت كثير من الامور كانت تشغل تفكيري
لطالما تساءلت عن سبب صرامة جدي غير المبررة وقسوته احيانا مع نور فهي فتاه وتحتاج الي اللين ولكنه كان شديد معها الي درجة كبيرة ، فهمت انه كان يفعل الذي لم يفعله مع امي قط في حياتها
تنهد بضيق : ولطالما تساءلت عن سر حب امي الكبير لنور واهتمامها الزائد بها ، وسر نظرة الغضب التي ترمقني بها
وسر مقولتها الشهيرة لي عندما اغضبها كانت تعنفني لتحتضنني بعدها وتهمس لي لا تصبح قاسي مثل والدك
اريدك ان تكون حنون
توقف عن الكلام و دموعه تخنقه لتسيل بصمت وقهر
قال من بين دموعه : لم اكن اتخيل يوما انها تكره والدي على الرغم من نظرات عيونه لها المليئة بالحب
رتبت على كتفه لتهدئه : ولكنه لم يصرح لها بهذا الحب يوما
اخبر الدنيا كلها انه يحبها ، الا هي ، وعلى الرغم اني احب اخي بشكل مبالغ فيه ، الا انه كان معها قاسي فعلا
وهي كانت صغيرة جدا عند الزواج منه ولم تعتد يوما على القسوة بل كانت مدللة ، وجدك لم يقسو عليها يوما
ليظهر حافظ في حياتها ويقلبها ، عاد من انجلترا بعد انهاء دراسته ولهوة وعبثة هناك ليجد محمد متزوج وانت لديك ما يقارب الست سنوات ويجدها هي حورية من الجنة كما كان يطلق عليها كانت اجمل من اختك ومتحررة عنها والشيء الذي كان يميزها دلالها المفرط ، كانت مغرية وشهية وحافظ لم يردعه شيء عن التقرب منها ، محمد كان مشغول دائما بأعمال والدي والشركة والمصنع ، رغما انه الصغير والدي عهد له بكل شيء ، وحافظ كان متفرغا ، كانا يخرجا سويا
يأتيا ويذهبا معا ، كأنها زوجته هو ، محمد لم يلق بالا للأمر
ولكني كنت اشعر بهما ، حافظ احبها بجنون وهي احبته
على الرغم من انها لم تصارحه يوما ، وبعد فترة كبيرة من الوقت
تغيرت واصبحت منطوية على نفسها ليسافر حافظ ثانية
شعرت انه يبتعد لم يعد يطيق وجوده قربها واباك موجود
زفرت بضيق وهي تكمل : لتكتشف انها حامل
لن انكر دهشتي يومها وانا اسمعها تخبر محمد انها تريد ان تتخلص من الجنين ليثور محمد ثورة عارمة ويتشاجر معها
ويقسم عليها ان لا تفعل ذلك ابدا
وعندما ولدت نور اصرت على تسميتها بنور ومحمد لم يعترض ، احب الاسم واخبرني عندما تكلمت معه انه يحب ان تصبح له نور خاصة به ابنته واردف وهو يمزح انها فرصة لينادي الاسم كثيرا فهو احب اسم الي قلبه
كبرت نور امام عيني ولم تعود امك كسابق عهدها وظل محمد حزينا اخبرني اكثر من مرة انه يشعر ان شيء حدث معها وهو السبب في تغيرها
ولكنه لم يستطع فهم ما بها
اصبحت انت في الثانية عشر ونور بالثالثة لم يكن لون شعرها واضح كما هو الان ليعود حافظ وتبدا المشاكل
فعندما نظر الي نور وحسب عمرها تأكد انها ابنته وظل يضايق والدتك التي تحولت هذه المرة الي نمرة برية مستعدة ان تنهش من يقف امامها او يفكر مجرد التفكير ان يقترب من احدكما
نظر لها عمر بعد ان جفت دموعه : هل تدافعين عنها عمتي ؟
ابتسمت بقهر : لا حبيبي ، بل اريد ان اكون موضوعية
حتى لا يختلط عليك الامر، هي وعمك أخطئوا ولكن محمد ايضا اخطئ ليس مثلهما ولكنه الخطأ الصغير الذي هد المعبد فوق رؤوسنا
اختنق صوته : هل تعلمين اني حاولت اكرهها ولم استطع
رتبت على خده: انها امك حبيبي ولا يوجد احد يكره امه
امسك يدها بتوسل : عمتي استحلفك بالله لا اريد نور تعلم أي شيء عن هذا الامر ، هي لن تحتمل الصدمة ولن تستوعب الامر
ابتسمت مطمئنة : طبعا حبيبي
قال بصوت يملأه الثقة : وصدقيني نور تختلف عن امي كثيرا وعندما تقتربي منها ستجدي ان طباعها كجدتي رحمة الله عليها فهي من ربت نور فعليا ، وستحبينها
ابتسمت بحب له : انت تحبها كثيرا ، لم تتغير من ناحيتها بعد معرفتك للحقيقة
تنفس بعمق : لا عمتي وما ذنبها هي ، ثم انها اختي الوحيدة وما تبقى لي من عائلتي ، كيف لا احبها وسأغفر لأمي ما فعلته من اجلها هي
احتضنته بحب وسعادة : ومن اجلك سأتعامل مع نور بعيدا عن الماضي وتعقيداته
ابتسم بسعادة : شكرا عمتي
سالته بتوجس : عمر ، ماذا فعل عمك عندما اتيت اخر مرة
زفر بضيق و تعب : لم يفعل شيء ، هددني بانه سيخبر نور بالحقيقة الذي اكتشف اني اعرفها
جرحني بشدة عندما تكلم عن علاقته بأمي ولكني اعلم جيدا انه لم يكن يقصدني انا كان يتكلم معي كانه يكلم ابي
ليضحك هازئا وهددني ان ابتعد عن مشروع الشاليهات بالإسكندرية وعندما لم استمع اليه منعني من دخول الارض اجر بلطجية ليمنعوني ولكنه امرهم ان لا يؤذونني
طبعا تشاجرت معهم وذهبت الي قسم البوليس ، تخيلي عمتي
لأول مرة بحياتي ادخل الي قسم البوليس والحمد الله اتى زوج نور واخرجني واتفق معي انه سياتي بتصريحات اني اباشر المشروع فعلاقاته كثيرة وسيساعدني في التمويل ويؤمن لي ان لا يقترب أي شخص من الارض
__ من الواضح انه شخص محترم
__ جدا عمتي ويعتمد عليه ، ستريه بعد قليل سياتي ليصطحب نور الي العشاء
__ ربنا يتمم عليكما بالخير
دق الباب لتقول : ادخل
طلت من الباب بضحكة صافية : انت هنا ، لماذا لم تترك عمتي لتستريح قليلا ؟
ابتسم : ماذا افعل مشتاق اليها كثيرا
تقدمت الي الداخل : وانا ايضا ، ولكن ماذا افعل في موعد ياسين ، سأعتذر له
نطق بغضب : نور ، اياك ان تفعلي ما تقوليه كفاه ما فعلته يوم عقد القران ، جعلتني اتصبب عرقا وانا محرج منه عندما اخبرته انك ترفضين النزول ، والله لو كانت علياء من فعلت ذلك لكنت جررتها معي الي البيت دون اقامة زفاف
عقدت حاجبيها : يا سلام ، لما ان شاء الله ، اين تعيش انت ؟
نظر لها بغضب لتقول باستكانة : خلاص ، كنت امزح معك
يا ستار ، اصبحت كعود الثقاب تشتعل عندما يقترب منك احد ، لتغمز بعينها بشقاوة : هل انت متوتر اخي ؟
__ متوتر
__ اه نعم ، من اقتراب موعد عقد قرانك
__ لماذا ؟ هل انا فتاة ، لا طبعا
تركها ليخرج من الغرفة
ابتسمت : العروس تسلم عليك
التفت اليها بحدة : نعم
كتمت ضحكتها : اتصلت بي منذ قليل فموعد مصممة الفساتين اليوم والمفروض ان اذهب معها وتسلم عليك
رد بهدوء : الله يسلمك ويسلمها
انصرف من الغرفة لتجلس بجوار عمتها
وتسال بابتسامة : كيف حالك عمتي ؟
__ بخير حبيبتي ، هيا اخبريني ، لماذا تبحثين عن سبب
لتمتنعي عن الخروج مع زوجك ،ولماذا رفضتي النزول له يوم عقد قرانك؟
ردت بسرعة: خطيبي عمتي ، لم يصبح زوجي بعد
ابتسمت العمة : الم تعقدوا القران ؟
هزت نور راسها بنعم لتكمل العمة : جيد ، اصبح زوجك
ثم لا تهربي من الاجابة
ابتسمت نور : لأنه لم يخبرني قبلها عن الموعد
اردفت فهي محتاجة لاحد تثرثر معه: ولأنه يتفق مع عمر على كل شيء ولا يتناقش معي وكأني غير معنية بالأمر
اشعر هكذا اني مغصوبة ، وهذا الشعور يكدر علي حياتي
__ عمر يقول انه طيب وشخص جيد
قالت بحب : جدا عمتي ، ويحبني كثيرا وانا اعلم فهو يصارحني بحبه هذا كثيرا ، ولكن لما يتعامل معي كأني تابع
لم اعتد على ذلك ، فعمر يشاركني بكل شيء ويطلب رايي ايضا
ابتسمت العمة : الاخ غير الزوج ، والزوجة تابعة لزوجها
قالت بضيق : اختزل شخصيتي اذن ، واسير خلفه كالبقرة
ضحكت عمتها من التشبيه : لا طبعا ، ولكن لا تشعريه انك ندا له فهذا اكيد يضايقه ، ويجعله يريد فرض رايه ولو بالقوة
وانت طبعا الخاسرة في هذا الوضع ، تعاملي معه بحكمة
وعقل ، ومع الايام ستتفهمان معا وتعتدا الامر
اردفت بابتسامة متسعة : من الواضح انك ايضا مغرمة به
احمرت نور خجلا لتهز راسها موافقة
لتضحك عمتها :هل أخبرته بحبك له مثلما هو يصارحك بحبه لك
__ لا ، عندما نتزوج سأفعل
رتبت على ظهرها : يتمم لكي الله على خير
__ حسنا ، سأصعد لأرتدي ملابسي ،و سأخذ اجازة من الغد لأجلس معك ونخطط لحفل عمر
__ ان شاء الله

******************
دخل الي الشقة ليجدها فارغة تنهد بعمق وهو يدور بها
الي ان ذهب الي غرفة النوم لتندفع ذكريات الليلة الماضية في راسه وتجعله غير قادر على الوقوف تمدد على السرير وزفر بضيق كم كانت ليلة خيالية امضاها برفقتها ضحكا كثيرا الي ان طلع النهار عليهما مستيقظين كل منهما لا يريد ان يغمض عيناه حتى يستمتع برؤية الاخر
يشعر بالشوق اليها يمزقه يريد الاتصال بها ولكنها نبهته اكثر من مرة من بين دموعها صباحا الا يتصل وهي ستتصل به عندما يغفل عنها معتز
بكت كثيرا وهي تحزم حقائبها وبكت ايضا على كتفه وهو يوصلها الي المطار ليستقبلها معتز من هناك
هدئ من روعها وقال لها ان هذا الوضع لن يطول ، وانه في اقرب فرصة سيتحدث مع ياسين ويخبره ، لكم المخدة بقوة وهو يصيح بنفسه : غبي انا غبي ، اهدرت فرصة عمري
اتاح ياسين لي الفرصة وتهربت منها
جبان يوسف انت جبان ، تحمل نتيجة جنبك وغبائك واقض لياليك وحدك شوقك يمزقك وقلبك سينشطر الي نصفين من حبك لها
زفر بقوة وغضب من نفسه لينظر بجواره ويجد قميصها الحريري ملقى على الفراش سحبه ببطيء وقربه من انفه
ليشم رائحتها به ، استنشق عبيرها الفتان الذي يدغدغ حواسة و يثير عواطفه ليحتضنه بحب كانه يحتضنها هي
اراح ظهره على الفراش والقميص بين يديه ، كم اشتقت اليها
ماذا سأفعل الايام المقبلة بدونها ؟
رن هاتفه لينتفض واقفا وعند رؤيته لاسمها ظهرت السعادة على وجهه رد بسرعة
__ اهلا حبيبتي
ردت بهمس : حبيبي ، كيف حالك؟ اشتقت اليك كثيرا
تنفس بعمق : وانا ايضا ، ما احوالك؟
__ بخير الحمد لله ، ومعتز يتعامل معي بحنية فائقة الحد
__ من فضلك انجي ، لا تأتين بسيرته ، فلولا جنونه وغباؤه
لكنا نحيى الان حياة طبيعية مثل كل الازواج
كتمت ضيقها مما يقوله : حاضر ، يوسف
اين انت ؟
ابتسم : في بيتنا حبيبتي ، والبيت كالقبر من دونك
ابتسمت : حسنا ، لا تجلس بمفردك اذهب الي قصركم الفخم
و انشغل مع اخاك في تجهيزه لعرسه ، وانا على اخر الاسبوع ساجد طريقة لأقابلك بها
اتسعت ابتسامته : حقا ؟
__ نعم ،لا تقلق سأستأنس معتز واحاول الخروج بمفردي
__ وانا سأنتظرك ، بلغيني بالموعد حتى تجديني بالبيت
__ سأغلق الان ، لان معتز يناديني وسأتصل بك لا حقا
لا تتصل انت ، اتفقنا
تنهد بضيق : اتفقنا
قالت بحب : سأشتاق اليك كثيرا ، حبيبي ، احبك
واغلقت الهاتف
نظر الي الهاتف بعد ان اغلقت دون الانتظار لتسمع جوابه
ليقول : وانا الاخر حبيبتي ، احبك بجنون
دار بعينيه في الغرفة ليضع القميص من يده على الفراش
ويأخذ مفاتيحه ويقرر العودة الي القصر



************************

عاد الي القصر ليرى ياسين بكامل اناقته في الصالة يتكلم بالهاتف
اتجه الي اخيه عندما اغلق الاخر الهاتف
__ من الجيد انك اتيت، اين كنت يوسف ؟ امي قلقة عليك
__ هل انا فتاه لتقلق امي علي ، اصبحت رجلا كبيرا
ومازالت امي تقلق علي
ابتسم ياسين من تذمره : احمد الله انت بمنتصف العشرينات
انا بأواخر الثلاثينات ومازالت تقلق علي
ضحك : ما الذي تريدني به ؟
__ اه ، ستذهب غدا مع طارق الي موقع المجمع التجاري الي ان ينتهي من استلامه ، احذر وخذ حذرك فالموقع به معدات وادوات بناء تأكد انكم ستسلمونها
رد بجدية : لا تقلق
سال بخبث : الي اين انت ذاهب بكامل اناقتك ؟
ابتسم على خبث اخيه ورد بابتسامة : سأخذ امي ونذهب الي الباخرة التي اعطيتني دعواتها
رد والدهشة مرسومة على وجهه : امي
اجننت ياسين ؟ تعبت لاتي لك بالدعوات لتذهب بأمي الي هناك
ضحك من قلبه : احترم نفسك ، وكف عن جنونك ، سأذهب مع نور ، مع ان امي قدرها اعلى من هذه الباخرة النيلية
زفر بارتياح ليقل بشقاوة : اتعلم انك تزداد جمالا عندما تبتسم
عاشت نور والله ، فهي من تجعلنا نستمتع بابتسامتك
انقطعت ابتسامته ليضحك يوسف : ماذا اخي ؟ هل ستبخل علي بابتسامتك ، ام انك متضايق لأني ذكرت نور
نظر الي اخيه مطولا وهو يشعر بان به شيئا تغير
فعلى الرغم من ضحكته المدوية الا انها خالية من الاحساس
ليست كعهدها دائما ترغمه على الابتسام والسعادة
سال بهدوء : ما بك يوسف ؟ هل سافر صديقك الي الخارج ثانية ؟
اتسعت عينا يوسف بدهشة من سؤال ياسين ليرد بارتباك
__ لا ، ياسين اريد التكلم معك بهذا الامر ولكن ليس الان
حتى لا تتأخر، وتقلع الباخرة بدونك، في الغد سنتكلم
ابتسم ياسين ليربت على كتفه بأخوة : طبعا يوسف ، انا تحت امرك عندما تريدني ستجدني كلي اذان صاغية
سأذهب انا ، حتى لا أتأخر ، سلام
زفر بسعادة بعد خروج اخيه وهو يهنئ نفسه على الخطوة المتقدمة ويعد نفسه بانه سيتكلم مع ياسين غدا


******************

دخلت الي غرفة اختها لتجدها غارقة بالظلام
زفرت بضيق فأمها اخبرتها ان علياء من بعد عودتها صباحا غير طبيعية اقسمت بداخلها اذا كان لأية دخل بتغير علياء ستهد الدنيا فوق راسها
اقتربت من الفراش لتجلس بهدوء الي جوار جسد اختها النائم
وأضاءت المصباح الصغير لتربت على علياء وتقول
__ علياء ، استيقظي ، هيا
فتحت عيناها بتعب فهي بكت كثيرا قبل ان تنام وهي الان لا تستطيع ان تفتح عيناها
نطقت بصعوبة : اهلا بسنت ، ارسلتك حتى لا تأتي فانا اجلت موعد المصممة
ردت بنفاذ صبر : نعم وصلتني رسالتك ، وكلمت امي وهي اخبرتني انك عودتي ضائقة من الخارج
هل اية ضايقتك بشكل او اخر ؟
اعتدلت جالسة : لا ، لم يحدث شيء ، انا متوترة لا اكثر
نفخت بضيق : علياء اذا اية ضايقتك اخبريني ، وانا سأهتم بالأمر
ردت بضيق : لم يحدث شيء بسنت ، انا متوترة ولم انم الفترة الماضية جيدا ، ولذلك حل علي تعب الايام الماضية
ففضلت ان انام واؤجل الموعد الي الغد
هزت راسها بصمت وعلى عدم اقتناع تشعر بان اختها ليست طبيعية ولكنها لن تستطع فعل أي شيء الا اذا صارحتها اختها
حدسها ينبئها بان اية لها دخل بحالة اختها ، ولكنها لن تستطيع التصرف مع اية ولا تستطيع اخبار اخيها بما تفعله زوجته الا عندما تفهم ما حدث مع علياء

لم تشأ اخبار بسنت بظنونها فهي تعلم ان بسنت ستهد الدنيا فوق راس اية دون ان تتأكد هي من ظنونها وهل هو يتزوجها ليتقرب من زوجة اخيها ، ام هو يتزوجها ولا زال يبكي على اطلاله القديمة

****************

واقفة امام المرأة تنظر الي نفسها وتشعر بخجل شديد
فالفستان الذي اختارته لترتديه عاري اكثر مما تصورته
ولكنها تشعر بحرج فعلي من الخروج معه هكذا فصدر الفستان عاري وايضا ظهرها واكتافها
بلعت ريقها بصعوبة وهي لا تعلم ماذا تفعل ، فالوقت لا يسمح لها بتعديل زينتها والبحث عن فستان اخر ترتديه
فكرت سريعا لتتذكر انها اشترت منذ فترة جاكيت قصير ذهبي اللون من القماش المفرغ اذا ارتدته سيغطي ظهرها وذراعيها
ذهبت بسرعة لتبحث عنه وارتدته لتقف مرة اخرى امام المرآة لتتنهد بحرقة فالمشكلة بالنسبة اليها ما زالت قائمة صدر الفستان العاري فأكمام هذا الجاكيت تكاد تلامس اول اكتافها ولكنه احسن من اول الامر فهو على الاقل يغطي ظهرها
صوت طرقات عمر على الباب جعلها تشعر بالهلع
فمعناها ان ياسين حضر
فتحت الباب بهدوء وهي تحاول اخفاء ارتباكها من ردة فعل عمر على الفستان
لينظر اليها بسعادة : رائع نور ، عاري قليلا ولكنه رائع
متى اشتريته ؟
نطقت بغضب : خطيبتك المصون اهدته لي السنة الماضية بمناسبة عيد ميلادي ، ولم ارتديه قط
وفكرت ان ارتديه اليوم و يا ليتني ما فكرت
__ لماذا حبيبتي ؟ انه رائع عليك ، هيا اتبعيني فياسين بالأسفل ، ولا تتأخري
هزت راسها بنعم لتعود الي المرآه وتتنهد نظرت الي زينتها لتتأكد من اكتمالها لتحمل حقيبتها الصغيرة وتنزل خلف اخاها
جالس بصالة الفيلا بجانب عمة نور التي اول مرة يسمع عنها اليوم ، رحبت به بود وحب و جلست معه حينما تأتي زوجته الحبيبة لينصرفا
نظر الي ساعته ليتأكد انهما لن يتأخرا عن موعد اقلاع الباخرة لينتبه على صوت عمر
__ ستنزل حالا ياسين ، لن تتأخر
هز ياسين راسه وهو يبتسم
__ اخبرني عمر ، هل ناقصك أي شيء ؟ هل تريد شيئا استطيع ان افعله لك ؟
ابتسم عمر بمحبة لشهامته : شكرا جزيلا ، الحمد لله كل شيء معد، واذا احتجت شيء لا تقلق سأطلبه منك
__ صدقني عمر ، اذا علمت انك احتجت شيئا ولم تخبرني به سأغضب منك بشدة
ضحك عمر لتاتي عمته : ها هي قهوتك ، تفضل
__ اشكرك سيدتي
جذبه صوت دقات رقيقة ليلتفت الي مكان الصوت ليتبين له ان هذا الصوت صوت كعب حذائها
نظر لها بتمهل لتبتسم بوجهه ابتسامة رائعة : مرحبا
ابتسم :مرحبا بك ،جاهزة
هزت راسها بنعم ليردف هو : اذن هيا بنا حتى لا نتأخر
تنحنح عمر : اكمل قهوتك ياسين
__ اخاف ان نتأخر وتقلع الباخرة بدوننا
نطق بالسؤال الذي يقف بحلقه : متى ستعودان ؟
__ لا اعلم بالضبط ، فموعد العودة ليس موجودا على الدعوات ، ان شاء الله لن نتأخر
اقترب منه وهمس : لا تقلق فهي معي
ابتسم عمر له بهدوء : اعلم ولكن احب اطمئن
قال بصوت عال : حسنا ، اراك على خير سيدتي ، تشرفت كثيرا بمعرفتك
ابتسمت بوجهه : و انا الاخرى بني
ابتسمت نور : سلام
مد لها يده لتمسك بها ليخرجا سويا
اقترب من سيارته ليفتح لها الباب : تفضلي
دخلت بهدوء الي السيارة ليسرع هو ويجلس بجانبها
__ هيا اريني الفستان بدون هذا الجاكيت
بلمة من الصدمة وقالت بغباء : نعم
كتم ضحكته ليقول بجدية : اريد ان ارى الفستان بمفرده من فضلك
ردت بنفي قاطع : لا ، لتسال بعصبية : هل تريدني اخرج بهذا الفستان العاري بمفرده دون ان البس جاكيت معه
ابتسم وهو يدير السيارة : لا طبعا بل انا الوحيد الذي سيرى الفستان هكذا هيا من فضلك حتى لا نتأخر
ارتبكت لترتعش يديها ليقول بغضب : نور انت زوجتي هل تريدين ان اردد هذه الكلمة كل دقيقتين لتفهميها
خلعت الجاكيت على مضض فهو عنيد ولن يتحرك بالسيارة الا عندما تنفذ رغبته ، ثم انها لا تريد افساد الامسية في بدايتها
نظر لها وهو يكتم انفاسه ليري فستانها البني صدره مكشوف بحمالتين رفيعتين مجسم وضيق الي حد كبير
هتف مبهورا : رائعة ، بل اكثر من رائعة
ليسالها وعيناه تتجولان عليها بحب : لماذا لم ترتدين عقد الشبكة ؟
تنبه عقلها وهو يردد الشبكة انها لم ترى شبكتها الي الان
تنحنحت : وقالت لم افكر به انتظر قليلا سأصعد لاتي به
حرك السيارة وهو يقول بغموض : لا يهم


وصلا الي مكان تواجد الباخرة النيلية ، نظر اليها ليجدها راقية وفخمة كما اخبره يوسف
انحنى ناحيتها ليخرج شيئا من تابلو السيارة انتفضت من اقترابه منها ، لينظر اليها بدهشة وهو لا يعلم سر انتفاضتها
نظرت لما بيده لتجدها علبة مخملية رقيقة
ليفتحها امامها هتفت بانبهار : جميل ياسين ، انيق وفخم
ابتسم لأنه اعجبها : هذا العقد هدية بمناسبة عقد قراننا
ليؤنبها بلطف : وكان من المفترض ان اهديك اياه يومها اذا كنتي وافقتي وتفضلت علي لتنزلي و اراك ، لا يهم الان
المهم ان تسمحي لي لألبسك اياه ، لفي
اعطته ظهرها كما طلب ليضع العقد على رقبتها ويغلقه
وينحني عليها ليقبلها برقة شديدة بجانب رقبتها
ويهمس : هيا ارتدي هذا ال جاكيت وانزلي


تشعر انها محلقة بالسماء فهديته جميلة بحق وتخبرها بانه يتمتع بذوق عالي وعندما طبع قبلته الرقيقة على رقبتها شعرت بان جسدها يحترق برقه كقبلته
نزلت بهدوء لتتأبط ذراعه ليدلفا الي الداخل


استمتعت فعلا بالباخرة والنيل ليبدا برنامج السهرة
نظرت الي الورقة المكتوب بها البرنامج لتقرأها، لتفاجأ بان اول الفقرات فقرة الرقص الشرقي
لم تستوعب الجملة الي ان رات راقصة جميلة المظهر رشيقة الجسد تستهل المسرح لترقص
نظرت اليه بطرف عينها وهي تغلي من الغيظ والغضب
فعيناه لم تتحرك من على المسرح منذ بداية الفقرة
ضربت الطاولة بقبضة يدها بقهر وهي تقف من مكانها __ اريد الصعود لسطح الباخرة


يجلس وهو في قمة سعادته، الامسية رائعة وهي ايضا ، تبادلا الحديث دون تحدي واستمتع بابتسامتها وضحكتها شرد وهو يتذكر جمالها الاخاذ في فستانها البني الجميل ويمني نفسه بمرور الوقت سريعا حتى تصبح زوجته فعليا فهو مشتاق اليها كثيرا ، مشتاق اليها وهي بجانبه
انتبه على صوتها الغاضب ووقوفها الذي لا معنى له
سألها بتعجب : ماذا بك؟ لماذا انت واقفة ؟
ردت من بين اسنانها : اريد الصعود الي سطح الباخرة
هز راسه موافقا ليقوم بهدوء ويمسك ذراعها ليقودها الي الاعلى

عندما صعدا الي الاعلى كان السطح خالي من الناس
سحبت يدها من يده بقوة وهي تسرع الي حافة الباخرة بعيدا عنه
اندهش من تصرفها وغضب فعلا من طريقتها فهو حذرها صباحا من التعامل معه بطريقة غير لائقة
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على اعصابه
__ ماذا حدث ؟ لماذا انت غاضبة
قالت والدموع متحجرة بعينيها : لا اريد التحدث ،وتستطيع انت ان تذهب الي الاسفل لتكمل مشاهدتك للراقصة
رد بدهشة : راقصة ، اية راقصة ؟
قالت والغيرة تقفز من عينيها : الراقصة التي لم تنزل عينيك من عليها
انفجرت اسارير وجهه لتدوي ضحكته المجلجلة حولها
وتملئ اذنيها ، شعرت بان غضبها منه يزول وهي تراه يضحك هكذا لأول مرة بسعادة غامرة غمرتها معه ، شعرت بان الجو مليء بالسعادة والمرح حولها
ضحكته الشقية ذهبت بها لعالم اخر جديد عليها
ولكنه محبب الي نفسها وقريب من روحها
اقترب منها وهو لم يستطع منع ضحكاته وقال من بينها
__ حبيبتي تغار
مثلت الجدية وقالت ببرود : لا ، ولكن غير مستحب ان تتملق اخرى وانا جالسة بجانبك ، من فضلك حافظ على كرامتي
انزعج من ردها بشدة وتوقف عن الضحك ولكن قلبه أنبئه انها كاذبة فهو يشعر بغيرتها جيدا
ابتسم بسخرية : كرامتك ، لم افعل شيئا يمس كرامتك
كنت اشاهد الفقرة لا اكثر ، وهيا لا نتأخر فالفقرة التالية
للشو الروسي ولا اريد ان تفوتني
ضربت بقدمها غاضبة : ياسين ، احترمني قليلا
اقترب اكثر منها : لا تكذبي بشان مشاعرك نور ، فالغيرة تقفز من عينيك
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليمسك ذقنها بأنامله برقة شديدة
حرك إبهامه بحركة بطيئة على طابع الحسن الذي يميز ذقنها
وقال بصوت دافئ : لا تشيحين بوجهك عني ، اخبريني انك تغارين علي ، الا تحبينني نور ؟
نظرت له بحب وهيام واثرت الصمت فهي لا تعلم ما تقوله له ليبتسم هو : ارى بعينيك الكثير نور لكني اريد سماع القليل لأروي بي ظماي
قالت هامسة : نعم شعرت بالغيرة ، لأنك نظرت اليها ولم تستطع تحريك عيناك عنها
لمعت عيناه ببريق خاص لم تراه من قبل ليقول بصوت هادئ ونبرة حميمية : لم اراها من الاصل ، كانت تسيطر علي جنيتي الحبيبة بفستانها البني الجميل
احمرت خجلا لتخفض نظرها عنه وهي تبتسم من اطراؤه لها وانه لم يري الراقصة الحسناء
شعر بقلبه يقفز عندما رأى ابتسامتها الخجولة وفكر كم تبدو شفتيها شهيتين بلونهما المشمشي
نفض راسه من الافكار المسيطرة عليه حتى لا يفعل شيئا يقابل بالرفض منها
تنحنح وهو يبتعد عنها قليلا لكن ظل يحاوط خصرها بين ذراعيه : ما اخبار تجهيزات العرس
__ انه حفل خطوبة وعقد قران فقط ، العرس بعد ثلاثة اشهر
عقد حاجبيه تعجبا مما تقوله لينتبه انها تتكلم عن خطوبة اخاها : اقصد عرسنا نور ، انه بعد خمسون يوما
شعرت بألم في معدتها من ذكره للتوقيت
لترد ببطيء : لم افعل شيئا ، انا انتظر بعد عقد قران عمر لابدا بالتجهيزات الخاصة بي
نظر لها مطولا : حسنا ، سآتي لكي بشيك مهرك غدا
ردت بسرعة : انا لا احتاج شيئا ، عندي ما يكفيني
نظر لها بغضب : انت مجنونة ، انه مهرك ولابد ان تأخذيه
ان هذا الامر ليس اختياريا
اخرج لها بطاقة بنكية ليمدها اليها : تفضلي
نظرت اليه بتعجب : الم تقل غدا ؟
صمت دقائق فهو يعلم انها سترفض ما سيقوله ولكنه سيصر عليه : انها نقود لكي ، لا دخل لها بالمهر
نظرت له بتفهم : لماذا تعطيني اياها ؟
__ انت الان زوجتي ومن حقك علي ان اعطيك نقود
كمصروف
لمعت عيناها بغضب : انا لا احتاج منك نقود ، فانا لدي مرتبي ، واخي لا يتركني احتاج شيئا
قال بهدوء : انت زوجتي ومن حقك علي شرعا ان اصرف عليك ، ومن فضلك لا تعترضي
مد يده لها بإصرار وعيناه تلمع بتسلط عجيب
اخذت البطاقة على مضض فهي لا تريد افتعال المشاكل معه
فقررت ان تأخذ البطاقة ولا تستعملها
نظرت الي النيل واتكأت على الحاجز المعدني و تنفست بعمق ليأتي ويقف خلفها ويحتضنها بين ذراعيه ويستنشق رائحة شعرها الزكية
طبع قبلة عميقة على خصلات شعرها الجميل ليسند ذقنه على كتفها اليسار ويهمس بدفء : من الواضح انكي تحبين النيل كثيرا

شعرت انها تسافر الي عالم الاحلام وهي تستكين بين ذراعيه
والسعادة تحلق حولها ، همسته بجانب اذنها اشعرتها بنبضات حلوة الاحساس ترفرف في جوانب قلبها
اجابته وهي مأخوذة بحبه : انه ذكرى من ابي ، سأظل اذكرها الي الابد
شعرت انها تريد ان تشاركه احب ذكرى الي قلبها فأردفت
__ الليلة السابقة لوفاة والدي استيقظت فجرا من النوم على انفاس ابي الحنون ليبتسم بوجهي ويهمس لي انه سيأخذني الي الخارج قفزت من الفراش لأتبين ان نور الصباح لم يظهر في السماء ، ولكن ماذا يهم فانا سأذهب مع ابي ارتديت ملابسي كيفما اتفق فكنت صغيرة قاربت على اتمام السبع سنوات لأهرول اليه ونخرج سويا اتي بي على ضفاف النيل ،وجلسنا معا الي ان اشرقت الشمس
كان يتكلم معي ولكني لا اذكر معظم كلماته ولا افهم ما اذكره فالكلمات التي اذكرها لا معنى لها
ولكن ما احببته حقا مشهد الشروق كان رائعا وهميا اخذني الي عالم جميل ولا زال صوت ابي يهمس في اذني ان الشروق معناه بداية يوم جديد بأمل جديد و رزق جديد
واحتمال كبير في تغير احوال الناس الي الاحسن
وجملته الاخيرة لن انساها ما حييت بل اتخذتها مبدا اساسي في حياتي ، لا تيأسي ابدا نور الا عندما لا تشرق الشمس
حينها استسلمي الي الياس
بعدها اخذني والدي وتناولنا الفطور وعودنا الي منزل جدي
احتضنني بحنية فائقة الي ان نمت
اختنق صوتها وهي تغالب دموعها عن النزول
لاستيقظ واجد البيت يعمه حالة من الحزن ، لاكتشف انه مات ذهب ولن يعود
توقفت عن الكلام فلن تستطيع النطق بحرف زيادة الا ان انفجرت في البكاء


شعر بارتياح كبير عندما بدأت بالكلام عن ذكريات خاصة تضمها هي وابيها فمن معرفته بها الفترة القصيرة الماضية
شعر انها كانت ترتبط بابها ارتباط كبير فهي تذكره دائما
وان علاقتهما كانت قوية مثله هو وابيه
وعندما ابلغته انها اخر ذكرى لها مع والدها شعر بحزن طفيف يلم به الي ان اختنق صوتها بالدموع وهي تخبره انه استيقظت لتجد اباها رحل
شعر بقلبه يتمزق على هذه الرقيقة التي لم تشملها الدنيا بالرعاية فاختطفت منها والدها
فعندما توفى والده كان كبير ولكنه لم يسلم من احساس خانق ووجع كبير في فقدان الاب
فالأب هو السند والعزوة والحائط الذي ترتكن عليه بتعبك واليد التي تشد من ازرك وبفقدانه تشعر بمرارة كبيرة في حلقك لا تفارقك مهما حييت
ضمها بحنان وحب وهو يحاول ان يبلغها انه سيكون دائما بجوارها وسيحاول تعويضها عن الذي فقدته ، رغم انه يعلم جيدا ان الذي فقدته عزيز و غال وليس له مثيل
ولكنه سيحاول
اراد الهائها قليلا ليسالها بهدوء : لا تذكري امك بتاتا نور
هل لم تكوني مقربة اليها ، ام صغر سنك هو السبب
فكرت قليلا لتجد عقلها خال من أي ذكرى ولو طفيفة لامها
لتهز راسها بدهشة : لا اعلم ولكني لا اتذكر لها أي شيء
ولا اعرف السبب
مط شفتيه تعجبا : كنتي صغيرة واحتمال كبير انك لا تتذكريها لذلك
هزت راسها موافقة : احتمال كبير
لفت جسدها لتواجهه : الا تريد النزول الي الاسفل حتى تشاهد الشو الروسي ؟
ضحك بمرح: لا ، يكفيني انك بجانبي
ابتسمت ليشعر انه يحلق من السعادة ليحاوطها بذراعيه اكثر
لتحمر بخجل وهي تنتبه انها قريبه منه لهذه الدرجة
شعر بخجلها ليبتعد قليلا : نور ، انا حجزت قاعة الفرح
ردت بدهشة : نعم
لتشعر بالغضب مما فعله : دون ان تستشيرني
نطق بهدوء : لقد سالتك اكثر من مرة ، وانت تجيبين لا اعلم اختر انت ، وهذا ما فعلته ، بحثت عن القاعات ووقع اختياري على القاعة الكبرى لفندق جراند حياة
حجزت لكي جناح لتستعدي به وحجزت لنا رويال سويت لنمكث به يومان بعد الحفل
أ تريدين شيئا خاصا بالفرح ؟

كانت مذهولة مما يقوله فهو يرتب كل شيء دون علمها ولكنه محق فهو سألها اكثر من مرة في الهاتف وهي تجيبه ان يختار هو المشكلة انها لا تفقه أي شيء عن هذه الامور ولا تعلم من تستشيره بها
زفرت بضيق عندما وجه اليها سؤاله : مثل ماذا ؟
ابتسم : مثل ترتيب خاص للكوشة ، حضور مطرب معين لإحياء الحفل ، فقرة معينة توضع بالبرنامج ، طعام معين
اختيار قالب الحلوى الخاص بنا ، اشياء كهذه

شعرت بصداع فعلي مما يقوله وانها المفروض عليها ترتب
كل هذه الاشياء سالته : من اين عرفت كل هذا ؟
ابتسم بحب : نهى ، اخبرتني بكل هذه الاشياء وقالت لي اسال عروسك فهي لابد ان تختار معظم هذه الاشياء
ليردف بمرارة حاول ان يكتمها : لا تعلم ان عروسي غير مهتمة اصلا بعرسها
تنحنحت بخجل : لا والله بل انا انتظر الي ان ينتهي حفل عمر وسأتفرغ الي ترتيبات عرسي بعد ذلك
هز راسه وهو يقول داخليا سأنتظر نور ، سأنتظرك الي ان تنتهي من عرس اخاك
__ ياسين ، هل من الممكن اخذ اجازة الي نهاية الاسبوع
لأني سأبدأ بتجهيزات الحديقة لإقامة الحفل
__ طبعا ، ولكن ابلغي السيد عبد العزيز غدا
__ حسنا ، هيا لننزل الي الاسفل فانا اشعر بالجوع
ابتسم : هيا حبيبتي

******************

دخل الي غرفته بعد ان جلس برفقة عمته قليلا ثم تركها وهو يتمنى لها ليلة سعيدة
نظر الي ساعته ليجدها الواحدة بعد منتصف الليل
زفر بضيق فهو يشعر بالقلق على نور ومستحيل ان ينام وهي بالخارج يعلم جيدا ان ياسين سيراعها ويحافظ عليها
ولكنه اعتاد على رعايتها ومن الواضح انه سيظل وقتا حينما يعتاد على فكرة انها اصبحت تحت رعاية شخص اخر
ادار بصره على محتويات الغرفة حوله فهو يمكث بغرفة والداه فغرفته والغرفتين اللتان بجوارها ينتظران وصول عروسه وخاليتان من الاثاث
شعر بالضيق يكتم على صدره حينما وقعت عيناه على الصور الفتوغرافية الموضوعة في الغرفة
اقترب ليراها جيدا معظمها لامه وابوه بمفردهما
او وهو معهم نقل عيناه من صورة الي اخرى وهو
يتبين ان بعضا منها كانت بأول زواجهم وضحكت امه صافية رائعة تدل على السعادة
ثم صور وهو معهم كانت تضحك ضحكة متكلفة حدث نفسه اكيد من اجل الصورة الي صورة اخرى توجد بها نور
ليرعى انتباه ان ملامح امه متغيرة جذريا فهي ازدادت نحولا وشحوبا ولم تكن تضحك اطلاقا
سال نفسه هل عمته على حق ؟ ام كانت تحاول ان تخفف عنه
ليقع بصره على اخر صوره معلقه على الجدار كانت تضم اباه وامه وعمه ، امه تقف في المنتصف بين عمه واباه والاثنان ينظران لها ، كلاهما تلمع نظرات الحب بعينيه وهي تبتسم ابتسامة مشرقة
ليضرب ذهنه ذكرى مقيته على قلبه لم يشأ اخبار عمته عنها تزيده غيظا وقهرا
تناول الصورة من على الحائط ليقذفها بغضب على الارض
لينكسر البرواز الي قطع صغيره ، تناول الصورة ودموعه متحجرة بعينيه وهو ينظر اليها مرة اخرى ليمزقها بكل قهر
تنبه على صوت سيارة بالخارج من المؤكد انها نور
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من توتره وحزنه حتى لا تلاحظ نور الضيق عليه
ونظر من النافذة ليري سيارة ياسين متوقفة بالخارج ولا اثر لنور
عقد حاجبيه دهشة وقرر ان يذهب ليرى ماذا يحدث و لماذا لم تدخل الي البيت الي الان

*******************

اوقف السيارة ليمد يده ويمسك يدها ويطبع بباطن كفها قبلة عميقة تنقل مشاعره اليها
لتبتسم هي بخجل وتسحب يدها بهدوء منه وهي تشعر انها تحترق من قبلته
قال بصوت هادئ وابتسامة شقية ترتسم على شفتيه وهو يقترب منها : هل يمكنني ان اقضي ليلتي عندكم ؟
ابتسمت بحب :طبعا ، يوجد سرير فارغ بغرفة عمر تستطيع قضاء ليلتك عليه
انقلب وجهه و عقد حاجبيه : عمر ، لا سأذهب الي بيتي
قالت ببراءة : لماذا ؟ تفضل عندنا ، اخاف عليك من قيادة السيارة فمظهرك متعب
قال من بين اسنانه : انزلي
ضحكت برقة وهمت بالنزول ليمسكها من يدها : سأشتاق اليك كثيرا ، سامرك غدا كما اتفقنا
هزت راسها بموافقه ليردف : سأنتظرك الي ان تصعدي الي غرفتك لأطمئن عليك
ردت مؤنبة : ياسين انا امام المنزل وانت ستظل واقفا الي ان ادخل من الباب لا يوجد داع ان تنتظر ان اطل عليك من النافذة
هز راسه بخيبة امل : لا توجد لديك ذرة من الرومانسية نور
ضحكت : لا والله ولكن اريدك ان لا تتأخر اكثر من ذلك
فالساعة قاربت على الثانية صباحا وانت لديك عمل غدا
__ سأتأخر انا المدير ، هيا اذهبي واسمعي الكلام من فضلك
اقتربت منه بهدوء لتقبل خده بقبلة خاطفة وتنزل بسرعة من السيارة
لم يستوعب ما حدث الا عندما سمع صوت اغلاق باب السيارة ليبتسم بحب ويلمس مكان قبلتها ويتنهد بعمق
نزل من السيارة ليجدها اختفت بالداخل لتتسع ابتسامته وهو يهمس : هانت نور ، سيمر الوقت سريعا


دخلت الي المنزل وهي بقمة سعادتها ، لتجد عمر بوجهها اقتربت منه وهي تبتسم
__ اما زلت مستيقظ عمور ؟
ابتسم لرؤيتها سعيدة هكذا : نعم ، لم استطع النوم وانت بالخارج
احتضنته بحب : الله لا يحرمني منك
__ هيا اذهبي لتخلدي الي النوم وانا الاخر سأستيقظ باكرا
__ تصبح على خير
صعدت السلم سريعا وهي تتذكر ياسين لتندفع الي شرفتها لتجده واقف مستند الي سيارته وهو ينتظرها
اتصلت به ليرد سريعا
__ جبانة
__ نعم
__ جبانه نور ، انت جبانة لماذا ركضتي مبتعدة عني؟
ضحكت بخجل : اذهب الي بيتكم او ادخل لتنام بجوار عمر
__ الا يوجد اختيار اخر لديك ؟
ردت بجدية : تصبح على خير
__ وانت من اهله ، سلام

*******************
__ هيا قصي لي ما حدث البارحة بالتفصيل
ضحكت بخفة : كان يوما ممتعا ، وياسين رفيق هايل وصديق رائع
اكملت الاخرى : وحبيب ؟
قالت بخجل : وحبيب لا مثيل له ، شعرت بسعادة لم اشعر بها من قبل ، اجهزي بعد حفلتك مباشرة لننزل سويا لشراء الاشياء الخاصة بجهازي ،و لتشتري انت ايضا ما ينقصك
ضحكت باستهزاء : لا شيء ينقصني ، اشتريت كل شيء
امي لم تستريح الا عندما اغلقت الحقائب الخاصة بي
الشيء الناقص هو شراء الاثاث
__ عمر انتقى بعض الاشياء على ذوقه ومنتظر موافقتك
غام وجهها فجأة عند ذكرها لعمر لتنتبه نور لذلك التغير
__ هل تشاجرت مع عمر ؟
ارتبكت: ها، لا كلانا متوتران بسبب الحفل فقط
شعرت انها لا تريد التحدث فآثرت الصمت فهما الاثنان قادران على حل مشاكلهما بأنفسهم
سالتها بعد قليل : هل ستقابلين بسنت هناك ؟
__ نعم ،اتمنى ان يكون الفستان مضبوط حتى لا اتوتر اكثر من ذلك
__ لا تقلقي، سيكون مضبوطا عليك
قالت برجاء : يا رب

***************
هتفت نور بانبهار عند رؤيتها لعلياء
__ واو ، روعة علياء الفستان مضبوط ورائع عليك
سالت لتتأكد : حقا ؟
ابتسمت بسنت باتساع : جميل علياء ، شكلك يأخذ العقل تجنين
التفت الي نور : هيا نور لنرى فستانك انتي الاخرى
دخلت نور لتقيس فستانها
لتصرخ من الداخل : علياء هذا ليس فستاني
كتمت علياء ضحكتها : بل هو
خرجت وهي مرتدية الفستان وعيناها غاضبتين
__ كيف ؟ ليس هذا التصميم الذي طلبته
__ الا تتذكري نور لقد قلت لكي سأختار لك لون الفستان وتصميمة
سالت بسنت : اليس رائعا عليها
قالت بسنت بانبهار : بل اكثر من رائع
نظرت نور الي الفستان بالمرآه من جديد لتقترب منها علياء
__ تحفة فنية يا نور واللون العنابي عليك يزيد جمالا وتألقا
نظرت نور وكادت ان تبكي وهي تقول : انه عاري علياء
__ لا افهمك يا نور انه بدون اكمام وصدره عار الا ان فتحة الصدر ضيقة والظهر ايضا ، سيعجب ياسين كثيرا
تلون وجه نور بحمرة الخجل لذكر علياء اسمه وتذكرها لنظراته الحميمية التي شملها بها عندما كان ينظر الي فستانها البارحة
تنبهت الي بسنت : لا يحتاج أي تعديل ، هيا لنذهب ، صحيح نور امي اكدت علي انها تريد ان تراك
هزت راسها : حسنا ساتي معك ، فانا مشتاقة اليها كثيرا

انصرفتا من عند المصممة وذهبت عند علياء بالبيت
سالتها الاخيرة وهما جالستان في غرفة علياء ونور تشاهد ما اشترته علياء : نور ، ما اخبار عمتك معك ؟
تنهدت نور : انها لطيفة معي ، تتكلم معي جيدا وترعاني انا وعمر منذ ان اتت ، ولكني اشعر بشيء غريب علياء ، فهي لا تتعامل معي كما تتعامل مع عمر اشعر انها تحب عمر عني ، كما اشعر ان في حد فاصل بيني وبينها وهي لا تستطيع ان تتخطاه
__ من الممكن انها تفضل الذكور عن الاناث
__ لا اشعر ان الامر له علاقة بالشبة الكبير بيني وبين امي
ضحكت علياء : ممكن انت تعلمي ان في بعض العائلات لا تتفق زوجة الاخ مع اخته
__ الحمد لله اننا متفقات معا
__ الحمد لله
سمعا طرقات على الباب لتفتح علياء : امي لماذا اتيتي كنت ناديتنني ، وانا اتيت لكي
__ انا لست مريضة ، وجئت لأرحب بنور ، فمنذ فترة لم اراها
قامت نور لتحتضن خالتها بحب : كنت جئت انا الاخرى لكي خالتي
ابتسمت لها الخالة بحب : تعلمين نور انت وعلياء واحد
واذا كنت سأنصحها لتستقر مع زوجها فانت الاخرى واجب علي نصحك
عقدت كلا منهما حواجبها من كلام الخالة
لتبتسم الخالة عائشة وتقول : اجلسا بجانبي
جلستا بجانبها لتأخذهما بحضنها : لابد لكما انتما الاثنان قرصة اذن حتى تعتدلا مع زوجيكما
لابد على المرأة ان تستمع الي زوجها وان لا تضع راسها براسه ، كوني حكيمة وتعاملي معه بلطف تكسبيه طوال عمرك
بعد فترة من الوقت استمتعت فيها بالجلسة مع الخالة عائشة التي اغدقت عليها من نصائحها وتكلمت معها بكل ما يدور في خلدها دون ان تطرق الي احلامها
و اوصتها هي و علياء بياسين وعمر
رن هاتفها لتجد انه ياسين ردت بحب : السلام عليكم
لتجد صوته الغاضب يجلجل في الهاتف : اين انت يا هانم ؟
عقدت حاجبيها من طريقته وردت بهدوء : عند علياء
__ الا تتذكرين اننا اتفقنا اني امرك اليوم ؟ ثم الساعة تجاوزت الحادية عشر وانا ببيتكم من اكثر من ساعة
اجهزي سآتي لأقلك
نظرت الي الهاتف بغضب بعد ان اغلقه في وجهها واملى عليها اوامره
نظرت الي خالتها لتبتسم الاخرى : انه قلق عليك ومحرج انك تركتيه ينتظر كل هذا الوقت نور
فكري دائما في اسبابه قبل ان تغضبي واعذريه دائما
تنهدت بحيرة لتبتسم : حسنا خالتي سأنصرف
احتضنتها الخالة بحب كبير ورتبت على كتفها بحنان
__ نور ، اهتمي بأخيك وعلياء ولا تنسي زوجك فهو يحبك كثيرا
__ حاضر خالتي
نزلت لتجده واقف امام السيارة وواضح عليه الغضب فوجهه محمر وعيناه تلمعان بالغضب
تقدمت منه بهدوء : مساء الخير
نظر لها بغضب : اركبي الي سيارتك، وسأتبعك بيننا كلام هام ولابد من توضيح بعض الامور
دخلت الي سيارتها وهي تشعر بالريبة من موقفه

******************

__علياء حبيبتي تعالي بجانبي
جلست بجانب امها ووضعت راسها بحضنها
__ ما بك علياء ؟
__ لا شيء امي ولكني متوترة قليلا بسبب الحفل
مسحت على شعرها بحنان : علياء انا امك ،هذا الكلام تقوليه لبسنت ، لنور ليس لي ، انا ملاحظة انك لا تتكلمين مع عمر هذه الايام اطلاقا
فضلت الصمت فهي لا تريد ان تفتعل المشاكل قبل الحفل بيومين
تنهدت امها : على راحتك علياء ، لكنني ساقل لكي كلمتين اسمعيهما جيدا وافهميهما
عمر يحبك كثيرا ، و هو الوحيد الذي سأطمئن عليك معه
ولتعلمي جيدا انت ملكة مع زوجك وببيتك ولن تكوني ملكة باي مكان اخر حتى لو عند اخيك علي الذي يفضلك على نفسه
اندهشت مما تقوله امها لتسالها :كيف ؟ عمر اقرب لي من علي
__ نعم حبيبتي ، الزوج يصبح اقرب لزوجته من اهلها ، لا تفرطي في عمر علياء ، فلن تجدي من يحبك او يرعاك مثله
ابتسمت علياء لتخفي الضيق الذي شعرت به من حديث امها
فهي شعرت ان امها تعطيها وصايا اخيرة
نفضت راسها من هذه الفكرة السوداوية لتسال امها بدلال
__ هل يمكنني النوم بجانبك هذه الليلة امي ؟
ابتسمت بحنان وهي تحتضن راسها : طبعا ، حبيبتي الليلة وغدا وبعد غد حتى ليلة زفافك
اعترضت : خطوبتي امي
رتبت على راسها : زفافك علياء ، بالنسبة الي زفافك حبيبتي
******************
دخلت الي منزلها ليتبعها هو بصمت ، قابلهما عمر ليقل لياسين : تفضل بالمكتب ياسين ، ونور ستاتي اليك حالا
هز راسه موافقا ليدلف الي الداخل ليمسكها الاخر من رسغها ويسحبها الي المطبخ معه
تاوهت : عمر ذراعي تؤلمني ، ما بك ؟
تركها وهو يضع كاسين بصينيه وملؤهما بالعصير
و رد من بين اسنانه : الا يوجد لديك قطرة دم واحدة ؟
احرجتني وحرجتي زوجك ، ظل جالسا منتظر حضرتك اكثر من ساعة حتى وجهه احمر من الغضب و الضيق والخجل مني
لماذا لم تبلغيه انك ستذهبين الي علياء كما اتصلت بي وبلغتني ، نور اعتدلي احسن لك ، ولا تكوني كصديقتك العزيزة لا تشعر بما حولها ، كل ما يهمها نفسها فقط
نظرت له مصدومة فلأول مرة ترى عمر غاضبا هكذا
وجملته الاخيرة اشعرتها بان في خلاف فعلي بينه وبين علياء
وهو يكتم غضبه منها
اكمل بضيق : خذي الصينية واذهبي ولا تفتعلي المشاكل معه
تقدمت وهي تلوم نفسها ، فهي لا تنكر انها نست امر ياسين
لم تتذكر اطلاقا اتفاقهما ، بلعت ريقها بصعوبة وهي تعلم انه غاضب ، تذكرت تحذير يوسف لها وان غضبه قوي كشخصيته لتشعر بارتعاده تصري بأوصالها
دخلت وهي تسيطر على خوفها منها وابتسمت عندما وجدته ينظر الي البوم صور لها وهي صغيرة ويبتسم
وضعت الصينية من يدها لتجلس بجانبه وتناوله كاس العصير : تفضل



جلس ينتظرها فهو يعلم جيدا ان عمر سيؤنبها من اجله فلا ينكر ان عمر احرج عندما سأله عن نور واجابه انها عند علياء ، واستشف عمر انه لا يعلم ، وضحت نظرة الغضب بعينيه ، وعندما تأخر الوقت ، شعر ان عمر ضائق من اخته
فاستأذنه انه سيذهب اليها وسياتي بها
عند جلوسه وجد البوما للصور مفتوح امامه ، استنتج ان عمر كان يريه لعمته ، فهي كانت حاضره على الموقف بأكمله وعندما تأخر الوقت استأذنت منهما بتهذيب لتخلد الي النوم
وقعت نظره على الصور ليرى فتاه رقيقة بشعرها البني وعينها المتدرجة بين اللونين الاخضر والعسلي
تنظر الي الكاميرا وتضحك ببراءة ليظهر سقوط سنتيها الاماميتين ابتسم بحب وهو يمسح بأصابعه على الصورة
و يفكر اذا رزقه الله بابنة منها ستكون جميله هكذا
شعر بدخولها ليرفع نظره اليها وجدها تبتسم له ليزول ضيقه منها ، حدثه عقله اركز قليلا ، وعاتبها على ما تفعله معك
تناول منها الكاس وهو ينظر لها من بين اهدابه السوداء الكثيفة
قالت بهمس : المعذرة ياسين ، لا تغضب ولكن الخالة عائشة اصرت ان اذهب اليها ولذلك تأخرت فالحديث اخذني ولم اشعر بالوقت
قال بمرارة : بل نسيت نور ، نسيت امري وموعدنا
قالت وهي تحاول اخفاء ارتباكها : لا تتوهم اشياء لا وجود لها ، تأخرت لا اكثر
زفر بضيق : لماذا لم تتصلي بي وتبلغيني ان أجل الموعد الي وقت اخر
لم تجد ما تقوله فآثرت الصمت ك لأنك نسيت نور
همست : اسفة
حاولت ان تغير التوتر الذي سيطر عليهما
تناولت الالبوم من بين يديه لتقول مازحة : هل رأيت كم كنت قبيحة ؟
__ قبيحة ، كنت ولا زلت جميلة بل رائعة الجمال
ابتسمت : انت تجاملني اليس كذلك ؟
اقترب منها وهو يتنهد بحب : لا طبعا انا اقل ما اراه امامي
احمرت خجلا ليقول بجدية : نور تصرفاتك معي لا تعجبني
ولا تليق بي ، تعاملي معي جيدا ، فصبري كاد ان ينفذ
هزات راسها بنعم : حاضر ، والله انا لا اقصد اغضابك
ارجو ان تصدقني
__ مصدقك ، لي طلب اخر
__ تفضل
__ لا ترتدي شيئا قصيرا هكذا مرة اخرى على الجينز
فمظهرك ملفت الي حد كبير وانا لا اطيق ان ينظر احد اليك
انتفضت واقفة لتنظر الي المراة : انه طويل ياسين وواسع ايضا
__ لا قصير ، انه بالكاد يصل الي حد جيب البنطلون
تنهدت بصبر : حاضر
عادت لتجلس الي جواره : اما زلت غاضبا ؟
هز راسه نافيا ليسحب الالبوم ثانية ليري بقية الصور
هتف بدهشة : انت تشبهين امك للغاية ، ومن يراك لا يستطيع التفرقة بينكما الا من لون الشعر فهي شعرها اقرب للأصفر ، وانت شعرك بنيا محمرا
__ نعم ، لم اصدق عمر الي ان اراني الصور
نظر لها بحب : من اين اتيت به فهو لونا مميزا وليس لونه كلون شعر اباك
__ لا اعلم بالطبع ، اكيد الله وهبني شيئا فريدا كما وهبك لون عيناك الفريد فعائلتك بأكملها لون اعينهم بنيا
ضحك بخفة : نعم ولكن انا ورثت لون عيناي من جدي رحمة الله عليه ، جدي لابي
كان وسيما عندما تأتي الي القصر ساريك صورة له حولتها انا من الابيض والاسود الي الوان كالصور الان
امي تقول اني اشبهه اكثر من ابي ، فيوسف هو من شبه ابي الي حد كبير
ابتسمت لانطلاقه معها بالحديث فهي تشعر بالسعادة عندما يتكلم معها عن نفسه واهله تشعر انها قريبة منه
نظر الي ابتسامتها الجميلة والسعادة التي تطل من عينيها
ليتأمل ملامحها الخالية من الزينة وشفاهها الوردية عقد حاجبية بتفكير ليسالها : هل تضيعين احمر للشفاه ؟
تعجبت من سؤاله لترد بتلقائية : لا ، لا اضع اي من الزينة بوجهي
نظر اليها و الشوق لوصالها يملأه ليقترب منها ويحيطها بذراعيه : هذا لون شفاهك الحقيقي
احمرت من قربه وشعرت ان الدم سيقفز من وجنتيها لتهز راسها بالية ، وكأنها اعطته اشارة انتظرها ليفعل ما يريده
فانحني عليها برقة شديده ليقبلها بلهفة رقيقة
شعرت بانها تغرق في حلم لذيذ فهي لا تعلم الي اين تذهب معه ، لتنزعج مرة واحدة من قبلته التي اصبحت متطلبة اكثر من الاول ، وشعرت بانها لا تستطيع ان تأخذ انفاسها
وان جسدها تسري به قشعريرة باردة ، ليداهم ذاكرتها حلمها المزعج لتتحول القشعريرة الباردة الي انتفاضة خائفة

كان يحلق بعالمه الخاص ،وهو يستمتع بتقبيلها الذي طالما انتظره ليشعر بها تتصلب بين يديه لتنتفض فجأة بين ذراعيه
توقف عن تقبيلها وهو يشعر بالانزعاج من ردة فعلها غير المتوقعة
نظر اليها بصمت ليرى الدموع والخوف بعينيها
__ ما بك نور ؟ هل اذيتك ؟ تضايقت مني
حاولت السيطرة على خوفها حتى لا تزيد من الانزعاج الواضح عليه هزت راسها نافية لتسقط دموعها التي لم تستطع السيطرة عليها
انتفض بجزع من شلال دموعها المنهمر ليحتضنها مهدئا بين ذراعيه : ماذا بك نور ؟ اخبريني ، لم اقصد ان اضايقك حبيبتي ، ولن افعل أي شيء يؤذيك او يغضبك
نطقت من بين دموعها : لم يحدث شيء ياسين ، انا توترت لا اكثر ولا اقل ، لم اكن متوقعة ان تقبلني هكذا
قال مازحا : ماذا توقعت اذن ؟ اقبلك باي طريقة
ليهمس لها : اقترحي الطريقة التي تريدينها وانا سأفعل ما تريدينه
ابتسمت وليمسح دموعها اللؤلؤية بأنامله : انفضي الخجل عنك نور ، فانا زوجك حبيبتي ، ماذا ستفعلين اذا فعلت ما هو اكثر من ذلك
شحب وجهها لتنهمر دموعها بكثرة وهي تفكر فيما يقوله ومعناه ليستدرج نفسه وانها جملة غبية لا وقت لها
ليقل بجدية : امزح معك ، انت تبحثين عن شئ لتبكين
مسح دموعها ثانية : اهدئي حتى انصرف وانا مطمئن عليك
وحتى لا يقتلني عمر عندما يرى انك كنت تبكين ، فانا متاكد انه يلف ويدور بالصالة خارجا ويبحث عن شئ يقتحم بها جلستنا الحلوة
سمعا دقات على الباب ليضحكا هما الاثنين وعمر يطل من الباب ويقول : العشاء جاهز يا شباب
انفجرا بالضحك لينظر لهما متعجبا : ماذا هناك ؟ لماذا تضحكان هكذا ؟
__ لا شيء ايها النسيب ،ولكني سأنصرف فالوقت تأخر
واسف اني سهرتك الي الان يا عريس
رد عمر بحزم : لا والله لن تنصرف الي تتعشى معنا
فانا طهوت الطعام لأجلك ، واذا كان على نور تستحق ان تنام جائعة لتأخرها اليوم
ابتسم ياسين : نور لا تستحق هذا العقاب القاس عمر ، ولا تغضبها حتى لا تخسرني
ضحك عمر : لا استطيع اغضابها يا سين
خرج من الغرفة : اتمنى ان لا اسمم من هذا العشاء
نطقت بهدوء : بل ستفاجأ فعمر يتفوق علي في طهو الطعام
يا حظ علياء به ، سأوقظ عمتي لتتناول الطعام معنا
__ اتركيها نور ، فهي تستيقظ باكرا، ثم هي تناولت طعامها من قبل
هزت راسها وهي تنصرف من امامهما لتدخل الي المطبخ وتأتي بالأطباق
ليساله ياسين : ماذا ستفعل يوم الجمعة ؟
اشار له بالجلوس : تفضل، لا شيء سأذهب للحلاق بعد صلاة الجمعة واتي اقف مع العمال الذين سيقومون بترتيب الطاولات واشرف على تجهيزات الحفل حتى موعد عقد القران بعد صلاة المغرب
__ لا اترك هذا الاشراف لي ، كفى عليك التوتر الذي سيصيبك يومها ، وانت تحتاج الي الهدوء والاسترخاء الي ان تعقد قرانك
ابتسم بامتنان : لا اريد ان اتعبك معي
رد غاضبا : عمر ، انت كيوسف واذا لم اتعبك لكما فلمن اتعب ، عقبال يوسف بإذن الله ، اتعلم اريد ان اراه عريسا اليوم قبل باكرا، فيوسف ابن لي قبل ان يكون اخ
__ اعلم يا صديقي فهو بالنسبة اليك كنور بالنسبة الي
قالت بابتسامة : سمعت اسمي
رد بحب ك وهل نقدر ان نستغني عنك
كح عمر بقوة من نبرته ليضحك ياسين : انها زوجتي
__ عندما تذهب الي بيتك تغزل بها كما تريد ، الان احترم اني موجود
شعرت بالخجل من الحوار الدائر بينهما فهمت بالانصراف
ليمسك عمر يدها ويجلسها بالكرسي جواره : اجلسي وتناولي الطعام معنا ، ولا تخجلي فانا امزح مع ياسين
*****************
دخلت الي حديقة فيلتهم لتجده عائدة من صالون التجميل لتجده واقف بطوله الفارع بين العمال ويراقب التجهيزات بنظرات ثاقبة ، نادته من بعيد حتى لا يغضب من اقترابها من العاملين
__ ياسين
لف الي مصدر الصوت لتتسع ابتسامته ويتقدم منها
ابتسمت وهي تضع يدها على راسها المليء ببكر الشعر
تنحنحت عندما ضحك على مظهرها
__ كيف حالك ؟ الا يعجبك شكلي ؟
__ قمر حبيبتي حتى وانت هكذا
ناولته مغلف كريمي اللون وهي تقول : تفضل انها دعوتك اعطاني اياها عمر منذ ثلاثة ايام ولكني نسيت ان اوصلها لك
ابتسم وهو ينظر لها معاتبا من نسيانها الامور الخاصة به
لتكمل برجاء : اعذرني ياسين ولكنك تعلم مدى انشغالي بحفل عمر
هز راسه موافقا ليفتح الدعوة ويقرأها بصمت

يتشرف كلا من
عمر محمد المصري و علي مصطفى الحسيني
بدعوة سيادتكم لحضور حفل عقد قران
الاول على شقيقة الثاني
المهندس عمر الانسة علياء
والحفل مقام بفيلا اللواء اسماعيل عبد الرحمن الواقعة
ب18 شارع ………… حي المعادي
شرفونا بحضوركم
ونوما هنيئا للأطفال

عقد حاجبيه تعجبا وسال بتوجس : انت من عائلة المصري؟
__ نعم
__ أي فرع بها ؟
__ لا اعلم ، لماذا ؟
__ ها لا شيء ، مجرد سؤال فانت لم تذكري الي هذا الشيء من قبل
__ لا نستخدم لقب العائلة كثيرا وخصوصا عمر فهو لم يرد استغلال اسم والدي وعلاقاته في عمله
هز راسه وهو يفكر هل لها علاقة بهذا الشخص المقيت
اتكون قريبته ، ام انه مجرد تشابه اسماء فتوجد اكثر من مائة عائلة لها نفس اللقب في البلد
هزته بلطف : ياسين ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان انا معك
__ سأصعد الي غرفتي لاستعد واذهب انت الاخر حتى لا تتأخر على عمر فهو سينتظرك لتشهد على العقد
__ اعلم ، سننصرف معا من هنا وسأذهب بعدها لأبدل ملابسي واتي الي الحفل
ابتسم بشقاوة : ا تريدين مساعدة ؟
ضحكت فهي اعتادت على مزاحه معها : لا شكرا لك
ابتسم وهو يتجه مرة اخرى الي العاملين بالحديقة وهو ينفض فكرة ان تكون قريبة لهذا الشخص الذي كان السبب في فقدانه لأبيه


******************

اتصلت للمرة الخامسة بعمر الذي لا يجيب فهو ذهب الي علياء ليأتي بها من صالون التجميل واصر ان تبقى هي و عمته لاستقبال المدعوين
رد اخيرا لتقل بقلق : اين انت عمر ؟
__ سآتي الان ، لا تقلقي ، العروس اخرتنا
__هيا لان المدعوين يتوافدون علينا ، وياسين لم يأتي الي الان
__ هو الاخر في غضون ربع ساعة على الاكثر سيكون عندك
__ حسنا ، مبروك عمر
__ الله يبارك فيكي ، عقبالك قريبا
ابتسمت وهي تشعر بسعادة كبيرة اليوم فاليوم اقتران احب شخصين لقلبها والاقرب لها في الوجود
دعت بخفوت : ربنا يتمم اليهما بالخير
سمعت صوت ابواق سيارات الزفة تقترب لتسرع الي
البوابة وتنظر بحب لعمر وهو يساعد علياء على النزول من السيارة بفستانها المنفوش بلونه الكريمي على الطراز الاسباني مطرز الصدر بخيوط ذهبية جميلة وطرحتها الجميلة التي تزين شعرها بتموجاته وخصلاته اللولبية
كانت مبهورة بشكل صديقتها سمت الرحمن وقرات لها المعوذتين حتى لا تصيبها اعين الحاسدين اليوم فهي كالقمر بليلة تمامه
******************

يشعر انه سعيد بشكل غريب ، فالسعادة والقلق متلازمين ليجعلاه مضطرب ومتوتر فهو لم يتبادل معها الحديث الي الان ويشعر بانها ليست سعيدة ولا يعلم السبب
تنهد بحرقة ليخفي قلقه عندما وجد نور تقترب منهما هي وعمته ليرحبا بهما ويباركان لهما

***********************

صوت زغاريد وفاء يتعالى حولها ، وتشعر انها سائرة بالية لا تفهم موقفها لماذا لم تلغ الزواج او فكرة عقد القران لتتأكد من شعوره نحوها او تتأكد من خيانته لها فتنفصل عنه بهدوء
رات نور وهي تقترب منها و ابتسامتها الواسعة مرسومة على وجهها وعيناها تقفز منها السعادة
لتبتسم تلقائيا وكان شعور السعادة انتقل اليها من صديقتها
حيتها عمة عمر بلباقة وباركت لهم
ليصحبها عمر الي الكوشة
مالت وفاء عليها : ترتيب الحفل رائع علياء مبروك حبيبتي عقبال الزفاف ان شاء الله
ابتسمت علياء لتاتي بسنت وتبارك لها
سالتها : اين امي ؟
__ ستاتي مع علي ، لا تقلقي
__ لماذا تأخرا ؟
__ لم يتأخرا ،عريسك مجنون قاد سيارته على اقصى سرعة ، كتمت ضحكتها وهي تكمل : كانه يخاف ان تهربي منه
ابتسمت بخجل مما تقوله اختها : حسنا اتصلي به وابلغيه ان يسرع ، لا اريد الحفل ان يبدا دون وجودهم
__ حاضر


*********************
__ اين انت ياسين ؟
__ المعذرة حبيبتي ، انا انتظر يوسف فسيارته معطله و يريدني ان انتظره
__ حسنا ، انا انتظرك
__ لن أتأخر ، ان شاء الله
اغلقت الهاتف وذهبت لتشرف على ترتيبات الحفل واستقبال المدعوين
*****************
جالس بجانبها وتغلفهما حالة الصمت لتتسع عيناه ويشعر بالغضب يسري بعروقه ليقفز بسرعه من جانب عروسه حتى لا يسمح لهذا القادم بالاقتراب اكثر

نطق بكره واضح : ماذا تريد؟ لماذا اتيت؟
نظر اليه الاخر باستهزاء : اتيت لأرى ابنتي
جز على اسنانه غضبا : ليس لديك احد هنا ، كف عن خرافاتك
__ سآخذ اختي معي
__ عمتي تستطيع ان تقرر بنفسها ، اذا تريد ان تذهب معك
على راحتها ، واذا ارادت ان تعيش معي سأحملها داخل عيوني
هم بالرد عليه لتلمع عيناه فجأة عند رؤيته لها تسير وترحب بالمدعوين ابتسامتها الرائعة تزين وجهها الجميل
تحرك ناحيتها ليسرع عمر ويمسكه من رسغه بقوة
__ اين تذهب ؟
__ سأذهب لأرحب بابنتي واخبرها بالحقيقة لتعود معي
__ لن تصدقك ، ثم لن تستطيع ان تذهب معك الا ان يسمح لها زوجها بذلك
ردد بدهشه : زوجها

*******************

تقدمت منها بحب والدموع تتألق بعينيها : مبروك حبيبتي
__ الله يبارك فيك امي ، لماذا تأخرتما هكذا
ضحك علي بمرح : لم نتأخر بل عمر هو من اسرع ونحن علقنا بإشارة المرور والازدحام
مبروك يا اختي العزيزة ، رفقا بعمر فهو يحبك كثيرا
ضحكت بداخلها استهزاء من جملة اخيها ، واضح انه يحبني لدرجة انه لم يطق المكوث بجواري قليلا
ابتسمت بوجهه : الله يبارك فيك علي
تقدمت منها اية والود ظاهر على ملامحها : مبروك علياء ، عقبال الزفاف ان شاء الله
اندفع تفكيرها الي ما توصلت اليه عن علاقة عمر بأية
وان من الممكن انه يكن لها بعضا من مشاعره الي الان لتشعر انها ستنفجر في البكاء
اقتربت منها امها : ما بك علياء ؟ اشعر بانك حزينة
__ لا شيء امي انا متوترة لا اكثر
هزت راسها لتحتضنها مرة اخرى وتهمس لها
__ علياء لا تهدمي سعادتك بيدك ، عمر يحبك ثقي بذلك دائما ، اوعديني انك تحافظي على بيتك وزوجك
ظهر القلق على وجهها من طريقة امها في الحديث
__ ماذا هناك امي ؟ هل انت متعبة ؟
__ لا حبيبتي ، اوعديني فقط
__ اوعدك امي
التفت الخالة الي نور : نور تعالي معي
__ حاضر خالتي
بعد ان ابتعدتا عن علياء : نور اريد ان استريح قليلا قوديني الي الداخل
__ تعالي خالتي ، تفضلي
****************
نظر الي عمر بغضب وقال بصوت شبه عال
__ زوجها ، كيف تجرؤ على ان تزوج ابنتي دون علمي
التمعت السخرية بعينين عمر : اخفض صوتك من فضلك
ثم كف عن ترديد خرافاتك هنا ، ومن فضلك انصرف انت غير مرحب بوجودك هنا
__ سأحيل حياتك الي جحيما ، وغدا سترى
تقدمت منهما بسرعة فالنظرات المتبادلة بين الاثنان غير مريحة
كانت تبحث عن عمر لتجده واقف هناك مع اخيها
__ حافظ حمدا لله على سلامتك ، متى وصلت؟
__ منذ قليل ، هيا بنا حتى لا نتأخر في العودة
__ انتظرني قليلا
__ عمتي هل ستذهبين معه
احتضنته : مبروك عمر ، ها انا رايتك وانت عريس وسأذهب معه حتى لا يسبب لك مشاكل انت في غنى عنها
اراك على خير ، هيا اذهب لعروسك
وقف بجانب عمه وهو يشعر بكره كبير اليه والاخر يبحث بعينيه بجنون عنها حتى يراها مرة اخيرة قبل ان يذهب عادت عمته وانصرفا الاثنان
زفر بارتياح بعد تأكده من مغادرة سيارة عمه لتتسع ابتسامته وهو يرى ياسين يتقدم نحوه


*********************
عند اقتراب الحفل من النهاية اقترب علي منه
__ عمر ، امي تريدك
__ اين هنا
__ بداخل الفيلا ، فهي تشعر بقليل من التعب
انتفض ليذهب مع علي بسرعة الي خالته



اشارت الي بسنت لتاتي اليها
__ بسنت اين امي ؟
__ لا اعلم
__ حسنا ابحثي عنها ، فانا قلقة عليها
هزت راسها موافقة لتتبع علي وعمر فمظهرهما الاثنان
وهما مسرعين لداخل الفيلا جعلها تشعر بقلبها يقبض


دخل ليرى وجه خالته شاحب والتعب ظاهر عليها
__ ما بك خالتي؟
__ تعالا انا اريدكما انتما الاثنين
اقتربا منهما جلس علي ركبتيه امامها وخلفه عمر واقف واحنى ظهره قليلا ليسمع ما ستقوله
__ علي لا تطيع اختك في كل شئ ، واتمم زواجها مهما حدث
__ امي
وضعت اناملها على شفتيه لتسكته وتكمل هي
__ عمر اوعدني انك ترعى علياء دائما وتصير عليها فهي الان امانة برقبتك ، وانا امنتك عليها
__ خالتي لو تشعرين بالتعب نذهب حالا الي المشفى
قالت وصوتها يتهدج : اوعدني بني
__ اوعدك امي
ترقرقت الدموع بعينيه فهو يعلم انها لحظاتها الاخيرة فهو كان شاهدا على موت جده وجدته
تحشرج تنفسها ، ليأمر علي : لقنها الشهادة علي
نظر له علي غير مستوعبا لما يقوله ليدفعه عمر عنها سريعا ويقترب منها ويقول بصوت حنون
رددي امي : اشهد ان لا اله الا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله
رددت خلفه بصوت هامس لتميل راسها بعد خروج الانفاس الاخيرة ، اغلق عينيها ودموعه تسيل بصمت
لينطق علي بصدمة : ماذا حدث ، لا انها لم تمت
احتضنه عمر بقوة ليجهش علي بالبكاء وهو يدفعه بعيدا
__ ابتعد عني ، امي مازالت حية
قال بحزم : اهدئ علي ، وكن قويا من اجل اخوتك
ارتمى بحضن صديقه وهو يجهش بالبكاء


دخلت خلفهما لتشعر بالصدمة تكتفها وهي ترى وتسمع الحوار الدائر بينهم ، تأكدت ان امها ستغادرهم ولكنها لم تستطع التحرك
الي ان رات عمر يدفع علي بعيدا عنها ويلقنها الشهادة ويغلق عينيها تقدمت بسرعة لتشعر بألم كبير يمزق بطنها
مسكت بطنها بقوة لتتحامل وتتقدم من امها
ولكنها لم تستطع سمعت بكاء علي لتقترب اكثر وهي بالكاد تزحف ناحيتهم
لم تستطع التحمل اكثر من ذلك لتصرخ بقوة صرخة عمت بأرجاء المكان
تنبه لها علي وعمر ليلتفتا اليها تلقاها علي بين ذراعيه
ليسرع عمر الي الخارج ويصرخ : محمد تعال بسرعة











لي عودة بالردود يا صابيا
واتمنى ان البارت يعجبكم
موعدنا ان شاء الله يوم السبت

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 10-07-11, 12:16 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير يا صبايا
اسفة على التاخير
بس عندي ظروف عطلتني شوية
اعذروني على تاخيري
اترككم مع البارت
اتمنى ان يحوز على اعجابكم






الفصل الثاني والعشرون





واقفة بمنتصف الغرفة الشاهدة على ما حدث ليلة عقد قران شقيقها
لتزفر بحزن فعندما خرج عمر وهو يصرخ بمحمد
بعد صرخة بسنت التي تناهت الي مسامعهم خارجا
ليندفعوا جميعهم الي داخل بما فيهم علياء
ليجدوا بسنت ساقطة على الارض بين ذراعين علي
صرخ علي في محمد : احملها معي للسيارة فهي تنزف
بهت محمد من الصدمة ليسرع عمر بحملها مع علي ويسرعا الي الخارج لتصرخ بسنت : اريد ان ارى امي قبل ان اذهب الي المشفى
جملة بسنت نبهتهم جميعا لينظروا الي الخالة عائشة
لتصرخ علياء وتهرع الي امها وتهزها : امي ، ردي علي
امي كلميني
فاق محمد من صدمته ليهرع خلف علي ، لتنهار وفاء في بكاء حاد وتسرع بجانب شقيقتها
تحركت هي بجانب علياء التي اخذت تردد : انها لا ترد علي نور ، لا اعلم ما بها ، لماذا لا تكلمني
حاولت تهدئتها وهي لا تعلم بماذا تجيبها فالصدمة قاسية عليها هي الاخرى ولم تستوعب الي الان ما يحدث
لتجد عمر يمسك علياء من ذراعيها ويحملها من الارض
ويقول لها بهدوء : اكثري من دعاءك لها فهي الان بين يدي الرحمن
لتصرخ علياء صرخة مدوية وتسقط مغشي عليها
اغمضت عينيها بألم وهي ترى المشهد بأكمله يعاد امامها
مر الان اكثر من شهر وهي تتذكر هذه الاحداث كل يوم
تشعر بالضيق يسيطر عليها
فعلياء دخلت الي المشفى بعدها بانهيار عصبي
وخرجت بعدها بأيام ، لتمكث مع بسنت الراقدة بالمشفى بسبب فقدانها لطفلها الذي تترجاه هي وزوجها من الدنيا شعرت بالحزن على بسنت جدا وهي لا تعلم هل تحزن عليها لفقدانها لطفلها ام فقدانها لامها ، ولكن ما يقلقها حقا موقف علياء ورفضها مقابلة عمر ، كأنها تحمله ذنب ما حدث
عمر بعد انتهاء ايام العزاء الثلاث استأنف العمل بالجناح واشترى الاثاث وجهز الجناح كأن الفرح سيتم بموعده
وعندما زاد تعجبها من سر عته في التحضير سالته ليجاوبها
__ عندما تخرج علياء من المشفى سآتي بها الي هنا فهي زوجتي ولن اتركها تعيش عند احد من اخواتها وانا موجود
تعجبت من موقفه ولكنها لن تستطيع الاعتراض فهما حران بقرارهما
تشعر برائحة الحزن في الاجواء حولها وما يطيب خاطرها ويشعرها بالاطمئنان قليلا موقف ياسين
فهو اصر على عدم ذهابها الي العمل وان تتفرغ الي صديقتها واخيها ، وقوفه بجانب علي وعمر في هذا الموقف وتهدئته لها في المشفى وهي تبكي على حالة علياء وبسنت وصدمتها في موت الخالة التي ملئت فراغ موت جدتها وعاملتها كابنة لها
حدثت نفسها ونعم الرجل حقا ، فهو متفهم لموقفها جيدا ولشعور الحزن المسيطر عليها يأتي لها كل يوم ليطمئن عليها لا يجلس كثيرا ولكن اصبحت رؤيته لها الجزء المفرح في يومها
تنهدت ببطيء وذهبت لترتدي ملابسها لتذهب الي علياء

****************

__ كيف حالها الان ؟
__ بخير عمر ، انها بخير
__ علي اريدها ان تعود معي الي البيت فلا داع ان تمكث عندك او عند بسنت وانت سمعت وصية امي جيدا رحمة الله عليها
__ سمعتها عمر ، وكنت سأقترح ذلك فلن تقيم حفل زفاف الان ولا معنى ان تمكث عند بسنت اكثر من ذلك
ولكن اصبر ان يتم الاربعين وايضا تتحسن بسنت فانت تعلم انها متعبة بشكل كبير
هز راسه بألم : اعلم ، كيف حال محمد الان ؟
__ يكتم حزنه من اجل بسنت وترك لها البيت فهي تفتعل معه المشاكل لتطلب منه الطلاق
اتسعت عيناه من الصدمة : الطلاق ، هل جنت ام ماذا؟
__ لا اعلم عمر ، فهي غريبة وفاء تكلمت معها وانا الاخر
ولكنها لا تستمع الي احد منا
انظر انا سأذهب الان ، وسأنتظرك في الاربعين لتاتي وتأخذ علياء معك ، والله يعينك عليها
شد على يده وهو يكمل : عمر اصبر عليها فصدمة موت امي ستظل مؤثرة عليها لفترة من الوقت
ابتسم بمرارة : اعلم علي ، لا تقلق


*********************
واقفة بجانب سرير اختها وهي تبكي بصمت فوجه بسنت مصفر بشده ، فهي بالكاد تتناول الطعام والشراب تعلم انها مصدومة من موت امهم ولكن صدمتها الحقيقية في فقدانها الجنين الذي طالما تمنته ، فقررت تعاقب نفسها على فقدانها للطفل الذي جاهدت للحصول عليه فيذهب ببساطة دون ان تفرح بخبر حمله
الطبيبة اخبرتهم انها لم تتم الشهرين ، وطمأنتهم انها ستحمل ثانية بسهولة اذا استمرت بتناول الادوية
ولكن بسنت لم تصدق كلامهم وتشاجرت مع محمد وطلبت منه الطلاق وان يذهب بحال سبيلة بعيدا عنها
تكرر هذا الحوار امامها في الفترة الاخيرة اكثر من مرة
وحتى بعد ان عادت الي البيت وارغمها علي على العودة الي بيتها ورفض رفضا تاما ان تعود الي بيت والدهم
افتعلت مشاجرة مع محمد وطلبت منه الطلاق ولكنه هذه المرة غضب فعلا و ترك لها البيت
ومنها وهي بالكاد تتناول الطعام والشراب
هي تعلم جيدا انها حزينة لرحيل محمد ولكنها تكابر
فبسنت ابلغتها الليلة الماضية من بين دموعها انها لن تستطيع ان تجني علية اكثر من ذلك وهي تعلم جيدا انه متشوق للحصول على طفل ، فليذهب ويأتي بطفل من امرأة اخرى غيرها ، فهي لن تستطيع ان تحقق له حلمه
انتبهت ان اختها تستيقظ لتمسح دموعها وتبتسم
__ صباح الخير يا قمر
__ نحن بالمساء علياء
__حسنا، مساء الخير يا قمر
ابتسمت ابتسامة باهته : اين هو القمر؟ لا ارى شيئا
__ سآتي لك بمرآه لتري اين هو القمر عندما تنظرين اليها
رن جرس الباب لتبتسم علياء : اكيد نور فهي دقيقة بمواعيدها وهذا هو موعدها اليومي
خرجت لتفتح الباب لنور لتجده امامها ابتسمت
__ اهلا محمد ، تفضل
__ لا ، جئت للاطمئنان عليها فقط
__ ادخل محمد وتكلم معها فهي محتاجة اليك ولكنها تكابر
__ لا اريد ان اتشاجر معها
قررت ان تبلغه بما اخبرتها به بسنت حتى يعلم ما يدور بخلد اختها قالت بإصرار : ادخل محمد ، فانا اريدك بموضوع هام


تأخرت علياء في العودة ففكرت انها تتكلم مع نور بموضوع خاص بهما او بعمر لتفاجئ بدخوله عليها وهو يصرخ
__ هل اشتكيت لكي يوما بسنت ، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني


جلس بناء على رغبة علياء لتقول له كلام جعل راسه يفور
لينتفض واقفا عندما انتهت علياء من حديثها ويدخل سريعا اليها وهو يصيح غاضبا : هل اشتكيت لكي يوما بسنت، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني
ردي ، ما السبب في اصرارك على الطلاق والطبيبة اكدت لنا ان فقدان الطفل لن يؤثر عليك وتستطيع ان تحملي قريبا
ردي من فضلك
اقترب منها ليسالها والحنان يقفز من عينيه : الم تشعري بمدى حبي لك واني لن استطيع العيش من دونك
ولا يهمني ان ارزق بطفل كل ما يهمني ان تظلي بجانبي
انهمرت الدموع من عينيها وبكت بنشيج ليقترب منها اكثر
ويحتضنها بين ذراعيه لتقول بصوت مخنوق من الدموع
__ لا اريد ان اظلمك محمد ، لا اريد ان اكون السبب في فقدانك لحلم ان تكون ابا
زاد من احتضانها له : لن تكوني السبب في شيء بسنت انه مقدر و مكتوب حبيبتي ، وكل ما اريده انا ان تظلي بجانبي


تشعر بالندم فعلا فها هي سببت مشاجرة فعلية بينهما ولكنها لم تشأ الدخول بينهما فمحمد واضح عليه الغضب وهي لا تريد التدخل بينهما حتى لا تكون مصدر احراج له او لها
سكت محمد عن الصراخ لتسمع صوت بكاء اختها
تقدمت ناحية الغرفة ليتلون وجهها بالوان الطيف السابعة وهي ترى اختها تبكي بحضن زوجها
ابتسمت فمن الواضح انهما سيتصالحان فشدت الباب لتغلقه بهدوء وتركتهم وخرجت
رن جرس الباب فذهبت لتفتح لتجدها نور
__ من الجيد انك اتيتي ، انا اريد النزول والتجول قليلا
ابتسمت نور : حسنا هيا بنا


*********************
يشعر بالضيق فمنذ عشرون يوما لم يراها
حاول اكثر من مرة ان يتكلم مع ياسين لكن يشعر بان الوقت غير مناسب بسبب انشغال الاخر مع نور
ولكنه تعب فعليا من هذا الوضع ، يكاد ان يجن من شوقه اليها ، و عقلة ينشطر نصفين من كثرة التفكير بها
رن هاتفه ليشرق وجهه عند رؤيته لاسمها ينير الهاتف
رد بسرعة واللهفة تملئ صوته : اهلا حبيبتي
ردت بهدوء : اهلا حبيبي ، كيف حالك ؟
رد بضيق : أتسألين عن حالي ؟ انا ميت بدونك
جسد بلا روح ، اشعر بالغربة انجي ، ولا اعلم كيف تعيشي بدوني ، قلبي يتمزق من الشوق اليك ، وعقلي يتمزق من التفكير بك وبحالك
ابتسمت بحب وهي تشعر بشفافية مشاعره ناحيتها
__ وانا ايضا حبيبي ، ولذلك ساراك اليوم ، انا بالبيت
قال بسعادة: حقا ؟
__ نعم ، معتز مسافر اليوم وانا سأستغل الفرصة لأراك
__ حسنا ستقضين الليلة معي
__ لا ، معتز عائد اليوم
زفر بضيق : حسنا نصف ساعة على الاكثر وسأكون عندك
اغلق الهاتف ليسرع في خطواته ليذهب اليها

*******************

يذرع مكتبه ذهابا وايابا ، يشعر بالقلق ان يطلب منه عمر تأجيل الزواج ، هذه الفكرة تزعجه بشدة فهو يعد الايام والليالي وهو يحلم انها ستكون بقربه الليلة القادمة
عندما يتذكرها وهي كالبدر المنير في ليلة خطبة اخاها يشعر بقلبه يقفز بجنون من اشتياقه لها ، ليشعر بالغيرة تمزقه عندما صفر اخاه بمرح ومدحها بشقاوة
لم يشأ ان يغضبها ، ولكنه كان غاضبا فعلا من فستانها العاري ، وغاضبا من يوسف الذي لم يلق بالا لمشاعره وغازلها امامه ، حتى لو كان لا يقصد فعليا مغازلتها
عندما تذكر اخاه شعر بالضيق فعلا حال يوسف الغريب هذه الايام لم يعد مرحا كسابق عهده ، بل يتكلم الان بالقطارة ، كف عن الضحك والكلام وكل شيء ، يكاد ان يتناول الطعام والشراب
ازداد نحولا وشحوبا ، واصبح سريع الغضب والانفعال ومن كان يقوم بعمل يوازي عمل ثلاثة افراد
اصبح الان لا يقوم بعمله ، السيد عبد العزيز اشتكى له اكثر من مرة ان العقود القانونية التي يعدها يوسف غير مناسبة بالمرة ، وطلب منه ان يقول لنور ان تعود هي الاخرى لعملها ، فهما الاثنان كان يقوما بالأعمال الصعبة والن لا يوجد احدا يحل محلهما ، فبرغم ان مدة عملهما هما الاثنان قصيرة الا ان غيابهما اثر في سير العمل وكفاءته

زفر بضيق وهو يشعر بالضيق ، تذكر الان انه اتفق مع يوسف ان يتحدثا فيما يشغله ، كيف نسى هذا
اكيد هذا هو السبب الرئيسي في تغيره الملحوظ
اسرع بالذهاب الي اخيه وهو مصمم على معرفة ما به
وجد اخاه ينزل السلم سريعا ويهم بالخروج من باب القصر
ناده : يوسف

عندما سمع صوت ياسين شعر بالحرج فسيضطر للكذب مرة اخرى بسبب انه تكاسل في ابلاغه بما يريد
توقف ليلف بجسده ويرى ياسين يتقدم ناحيته بهدوء
__ الي اين انت ذاهب يوسف ؟
__ سأذهب الي صديق لي لا تعرفه
ابتسم بهدوء وهو يرى استعجال اخاه : اكيد صديقك الاتي من الخارج
تلون وجهه : نعم ، هو ، اسمع ياسين الان لدي موعد وعندما اعود سأتكلم معك ، فانا اريد حقا التكلم معك في هذا الامر
ربت على كتفه وهو يقول بمزاح : حسنا اذهب الي موعدك
و ستجدني انتظرك عندما تعود
ابتسم وهو يغادر القصر ويشعر بسعادة كبيرة من وصوله الي هذه النقطة مع شقيقه ، ستفرح حتما بهذا الخبر
حدث نفسه وهو يقود سيارته ،سيقنع ياسين بوجهة نظره ليعلن زواجه منها ويتمتع بها الي قربه واخاها المصون ليذهب الي الجحيم ، لن يستطيع فعل شيء ، هي زوجتي وسأكون مشمولا بحماية ياسين وعطفه
وصل الي بيتهما ليسرع بخطاه وهو يشعر ان لهفته اليها تزداد مع كل خطوة يخطيها ، كم هو ممزق من الشوق والحب واللهفة ، كم يريد قربها ووصالها
تاوه من الالم الدي يزيد بصدره وتنفس بعمق وهو يدير المفتاح بمقبض الباب ، انتظر قليلا وهو مغمض العينين
ويرتجف من شوقه ، ليزفر نفسا طويلا كان يحبسه بداخله
ويفتح الباب
******************
تتجول هي وعلياء بمجمع تجاري معروف وهي متعجبة من علياء واصرارها على ان يأتيا الي هنا
مسكت علياء يدها وهي تشير الي محل للأشياء النسائية
__ انظري نور ، هذا القميص الحريري جميل
عقدت نور حاجبيها من تصرفها : اه ، نعم
سحبتها معها : تعالي لنشتريه
ابتسمت وهي تعتقد انها تكمل ما ينقصها من جهازها
لتهتف بسعادة : حسنا ، واكملت وهي تشير الي قميص اخر وهذا ايضا
__ اه نعم ، تعالي

دخلا المحل ومن محل الي اخر اكتشفت نور انهما تتسوقا
اشترت علياء اشياء كثيرة منامات وقمصان نوم و وملابس رياضية وملابس صباحية ومسائية وكل شيء
تعجبت عندما اكتشفت كمية الاكياس التي يحملونها
__ علياء لن نقوى على حمل كل هذه الاكياس وانت تريدين ان تشتري اشياء اخرى
__ لا ، باقي الاحذية والحقائب وبعض الاشياء الصغيرة
والملابس الداخلية
سالت بتعجب : الم تقولي لي من قبل ان جهازك كامل
لا ينقصك الا اشياء قليلة
عقدت حاجبيها : انا لا اشتري هذه الاشياء لي
قلقت نور من اجابتها : اذن لمن ؟
ضحكت : لكي يا عمري
بهتت من الصدمة : لي ، كيف انها مقاسك ، ونقودك
ضحكت مرة اخرى : لا انها مقاسك انت ، انتي من كنت تقيسين الملابس ، ونقودك انت ايضا
__ علياء ، لا تجننيني معك ، كيف ؟
__ المقاس ، انا اعلم مقاسك جيدا ، وما كنت اشك به كنت اجعلك تقيسيه ، اما النقود اخذت هذه البطاقة المصرفية التي ابلغتني بها من قبل ، وحاسبت بها
وجدت بيدها البطاقة التي اعطاها لها ياسين وقال انه حساب بنكي وضع به مهرها
زفرت بضيق : لماذا علياء ؟
__ لأنك نائمة بالعسل حبيبتي ، عرسك بعد ما يقارب العشرة ايام
وانت لم تشتري شيئا الي الان
رددت بصدمة : عرسي
__ نعم ، تممي زواجك في موعده نور ، امي كانت تعلم انها ستموت واصرت ان اتمم زواجي ولن انسى انها قالت لك اخر مرة كنتي عندنا بالبيت انها تتمنى رؤيتك وانت عروس ، واذا كانت هذه امنية امي ، فلابد ان نحققها
ابتسمت لها : حسنا هيا لنعود الي المنزل
__ لا ، باقي اشياء لم نشتريها
__ يوما اخر علياء ، فانا تعبت اليوم ، ثم موعد ياسين اليومي الذي يأتي به الي بيتنا يقترب ، ولا اريده ان يأتي ولا يجدني بالبيت
دخلتا الي السيارة لتقول علياء بابتسامة ودودة
__ ابلغيه اني ممتنه له ، فهو نعم الرجل ، وقوفه بجانب علي وبجانبنا لن انساه طوال عمري
ابتسمت بحب لهذا الشخص الفريد في شخصيته
__ لم يفعل شيء غير الواجب علياء
__ حسنا ، هيا حتى لا تتأخري على حبيب القلب
ضحكت : تهذبي
ضحكت علياء ضحكة صافية : اتهذب كان لابد ان تنظري الي نفسك بالمرآه لتري القلوب التي تقفز من عينيك عندما اتيت بسريته
انفجرت نور بالضحك لمقولة صديقتها لتضحك الاخرى مرة ثانية
نظرت اليها نور بسعادة فهي اول مرة من بعد الوفاة تضحك
لتتوقف علياء عن الضحك فجأة وتجهش بالبكاء
احتضنتها نور بحب : كفى علياء ، ان خالتي لا يسعدها ان تكوني حزينة ، بالعكس ستفرح كثيرا وهي تراك سعيدة ومستقرة كما كانت تريد
مسحت دموعها : اشتقت اليها نور ، لا اعلم كيف اعود الي البيت من دونها
__ستتركين بسنت
ابتسمت : تصالحت اليوم هي ومحمد
هتفت نور بسعادة : حقا ؟
__ نعم ، وانا سأحترم نفسي واعود الي البيت
همت ان تقول لها عن ما يرتبه عمر ، ولكنها فضلت الصمت ، ولا تعلم لماذا
اكملت الاخرى : ولكن انا اعلم جيدا ان علي لن يتركني اعود لأعيش وحدي ، سيصر ان امكث عنده
وانا لا اريد هذا الامر ، بل هو الاثقل على قلبي
ابتسمت نور: لا تيأسي من رحمة الله ، لا تعلمي ماذا تخبئ الايام علياء
سالتها : ماذا ستفعلين بفستان العرس ؟
__ لا اعلم ، ولكن لا وقت للتفصيل
__ حسنا الجاهز موجود ، اجهزي ننزل غدا ، ونبحث بالمحلات
__ ان شاء الله
**********************
فتح الباب ودلف الي الداخل وهو يستنشق رائحتها في الهواء المحيط به ، سحب نفس عميق لينتقل اليه عبيرها بواسطة ذرات الاكسجين يدخل الي رئتيه فيشعر به ينتشر بجسده
يجري بدمه ليشعر انه حي من جديد
ناداها كما كان يفعل : جي جي ، ها انا جئت
طلت عليه بابتسامة جميله : اهلا حبيبي
تعجب من عدم قفزها اليه وارتمائها بحضنه كما تفعل دائما ليدقق النظر بملامحها شعر بالشحوب يلف وجهها والتوتر يقفز من عينيها اسرع هو اليها واحتضنها بحب ولهفة ليتعجب هدوئها وتوترها : ما بك ؟
__ لا شيء
__ انجي واضح عليك التعب
__ لا حبيبي ، انا بخير، وبالطبع متعبة وانا بعيدة عنك
احتضنها مرة اخرى لينقل اليها كل مشاعره واشتياقه لها
رفرفت قبلاته الرقيقة على وجهها ورقبتها
__ انتظر يوسف ، اريد ان ابلغك بأمر ما
شد من احتضانه لها : وانا الاخر ولكن لا تطلبي مني الانتظار ، فانا مللت من الانتظار ، سنتكلم لاحقا ولكن الان لا

******************


__ سيدي
رفع نظره من الاوراق التي امامه ليرى مدبرة القصر الجديدة
__ نعم ، ماذا هناك؟
__ السيد معتز ينتظرك بالخارج
نفض راسه بدهشة من الاسم : من ؟
نظرت الي البطاقة التي اعطاها لها الشخص الجالس بالخارج لترد وهي تقرا الاسم : السيد معتز احمد سليم
انتفض واقفا وهو يشعر بغرابه من زيارة هذا الشخص
ما الذي اتى به ؟ من المؤكد ان وراء هذه الزيارة سر
خرج من مكتبه ليجده جالس بغروره المعتاد وابتسامته الكريهة تطل من وجهه
تقدم ليقف امامه : اهلا معتز ، كيف حالك ؟
وقف الاخر : لم اتي لأسل عن احوالك وتسال عن احوالي
__ كنت احاول ان اكون مهذبا معك فانت ببيتي ، ولكن بما انك لا تستحق التهذيب ، ماذا تريد ؟
__ اريدك ان تأتي معي ، ساريك شيئا هاما
نظر اليه بتفحص ليقول الاخر مستهزئا : ياسين العظيم خائف
رد بغرور : لا طبعا من انت لأخاف منك ، بل متعجب منك
__ لا تتعجب، ستفهم كل شيء
هز راسه بحيرة من هدوء معتز ، فهو يشعر بشيء مريب وراء هذا الهدوء
خرجا معا لينظر اليه معتز وبابتسامة هادئة
__ سيارتك ام سيارتي ؟
لف له ونظر متفحصا : ماذا يحدث معتز ، هل ياسر اصابه شيء ؟
ابتسم ابتسامة جانبية : لا ، لماذا اتت اليك هذه الفكرة ؟
قال بحيرة : لا اعلم فانت تتعامل بأسلوب مريب ليس كطبيعتك الحديثة
رد بغموض : الم اقل لك لا تقلق ، ستفهم قريبا ؟
زفر بضيق : حسنا ليستقل كل واحد سيارته ، فنحن لم نعد اصدقاء
قال هازئا والسخرية تغطي وجهه : بل اصبحنا اقرب من ذلك
تنهد بحيرة ليتركه ويذهب الي سيارته : سأتبعك
يقود خلف هذا الاحمق الذي يتصرف معه بهدوء يشعر انه ما قبل العاصفة ، ما الذي تخفيه معتز؟ ما السبب وراء هدوئك هذا ؟
توقف معتز ليتوقف هو بدوره وينظر الي مكان تواجدهم بحي من الاحياء الجديدة الغير مؤهله تقريبا الا من عدد محدود من السكان
رفع حاجبيه دهشة وقال بصوت منخفض ساخر: هل قرر معتز ان يقتلني ؟
ضحك بسخرية وهو يغادر سيارته : ما الذي يحدث معتز؟
هل تختطفني ام ماذا ؟
نظر اليه نظرة ميته ليشير اليه الي سيارة مركونة تحت العمارة تفاجا ياسين انها سيارة يوسف ، ليشعر بقلق فعلي على شقيقة ، فهل حدث له شيء وهذا سبب هدوء معتز
هرع اليه وهو يقول بقوة : اين يوسف ؟
سأقتلك معتز ان اذيت يوسف ، نحن اتفقنا من قبل انك تحاربني انا اذا تريد الحرب ولا دخل لعائلتي بجنونك
نطق من بين اسنانه : من الجيد انك تتذكر الاتفاق ياسين
هيا بنا
تعجب من رده ليتبعه مجبرا ليرى ماذا يحدث
صعدا معا ليتوقف معتز اما باب لأحدى الشقق ويرن الجرس
بهت وجهه من الصدمة عندما فتح اخيه الباب وهو عاري الصدر ويظهر بمظهر غير رسمي ويبتسم ليسمع صوتا
من الداخل يوسف حبيبي هل اتي الطعام انا جائعة بشده


نائم بجوارها ويمزح معها بخفته المعهودة لتقل له بهدوء
__ يوسف ، توقف عن المزاح فانا اريد ابلاغك بأمر هام
قال ضاحكا : أعلم كل شيء ، فمنذ قليل ابلغتني بكل مشاعرك الجريئة نحوي
ابتسمت بحب: يوسف من فضلك توقف
كح ليبتسم ويداعب خصلات شعرها الاشقر بأصابعه
__ نعم ، اسمعك
رن جرس الباب لتزفر بضيق ضحك بسخريه وهو يقفز من الفراش
__ هذه المرة ليس انا ، اكيد الطعام
ارتدى بنطلونه ليخرج ويفتح الباب
ليشعر انه سيقع من الصدمة فاخر شخصين توقع رؤيتهما
واقفان امامه ، لا يعلم ماذا يفعل هل سيتصدى لمعتز ، ام سيفهم ياسين حقيقة الامر
توتر اكثر عندما تكلمت هي من الداخل ليتلون وجهه وتنقلب ملامحة
ابتعد عن الباب ليدخلا الاثنان ،ياسين واضحة عليه الحيرة ومعتز وجهه لا ينم عن أي انفعال الهدوء هو المسيطر عليه

شعرت بالقلق من عدم رده عليها لتقوم وترتدي ملابسها وتخرج اليه : ماذا يحدث يوسف ؟ لماذا لم تجاوبني هل اتى الطعام ؟
لتشهق بفزع وتتراجع الي الخلف من هول الصدمة فأخيها واقف بغروره وتعاليه بوسط الصالة


عندما راها تتراجع قفز ناحيتها ليمسكها من رسغها بقوة
وعيناه يقفز منهما الغضب والقهر
ليقفز هو بدوره امامه ويشدها من بين يديه ويقول بنبرة قوية
__ اتركها

واقف وهو مذهول مما يحدث امامه عقله يعمل سريعا ويسال
من هذه ؟ وما الذي بينها وبين معتز ؟ ما علاقتها بيوسف
والعجيب ان معتز تركها عندما امره يوسف
لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ، سال بقوة : ماذا يحدث هنا بحق الله ؟
نظرا الثلاثة الي بعضهما ليقل معتز ببرود : انت لا تعلم ، ام انك تريد ان توهمني انك لا تعلم
رد يوسف : لا يعلم معتز ، كف عن الجنون
صرخ به : اخرس ، لا اريد سماع صوتك
صاح ياسين بغضب : ماذا يحدث ؟ ومن هذه ؟
رد معتز بنبرة الكره يملأها : هذه اختي العزيزة
شعر ياسين انه يتلقى كاس مياه مثلجه على راسه عند سماعه لمعتز فمن الواضح ان طبيعة العلاقة بينها وبين اخيه تعدت حدود خياله
رد يوسف بهدوء وكانه يرد على ما يفكر به ياسين : انها زوجتي ياسين
شعر بان الصاعقة تضرب مخه : نعم ، ماذا تقول ؟
قال معتز بريبة : انت بالفعل لا تعلم
صاح به يوسف : نعم لا يعلم
مسكه معتز من رقبته : الم اقل لك اني لا اريد سماع صوتك
دفعه يوسف بخشونة وقوة : ابتعد عني
صاحت هي وهي تعلم انها ستصبح مشاجرة بين الاثنين
__ توقفا
تقدم منها معتز في حركة سريعة ليرفع يده ويصفعها بقوة
هوت الصفعة على خدها لتطير معها وتحط على الاريكة


رن صوت الصفعة بأذنيه ليرتفع ضغط دمه ويشعر بأعصابه تنفجر ليتقدم نحوه بقوة ويلكمه عنيفا وهو يقول غاضبا
__ انها زوجتي يا غبي الا تفهم ، ليس لديك حق ان تضربها ، انها زوجتي سأدق عنقك لتعلم جيدا ان لا تتعدى حدودك معي ولا تقترب منها ابدا
تحول الامر الي شجار فعلي بينهما يتفوق به يوسف فبنيته اقوى وهو الاصغر سنا

الصدمة مما قاله اخاه جعلت عقله متوقف عن العمل لينتبه على صوت الصفعة ، ليجد ان اخاه يشتبك مع معتز بشجار من الايدي ويتفوق عليه ايضا ، اندفع ناحيتهما ليمسك اخاه من خصره ويطيح به جانبا
اندفع معتز ناحية يوسف ليكمل ما بداه الاخر ليدفعه ياسين بقوة يجعله يعود مكانه وقال بصوت جهوري امر : توقفا
اسرع يوسف اتجاهها ليرى حالتها تبكي بصمت
واضعه يدها على خدها المحمر واثار يد اخاها واضحة بشدة
بل مرسومة كانه كان يضع بصامتة
زمجر يوسف : ايها الحقير البغيض
اندفع ناحيته مرة اخرى ليجد جسد شقيقه يسد عليه الطريق
نظر اليه بغضب والشرر يتطاير من عينيه ليحني يوسف راسه خجلا منه قال امرا : اجلس بجانب زوجتك
شدد على الكلمة ليرتبك يوسف ويفعل ما امره به
نظر الي معتز وهو يتنهد : اجلس معتز
صاح بغضب : لا اريد الجلوس
يشعر بالشفقة عليه فهو في وضع لا يحسد عليه ولو كان بموضعه لكان قتل اخته دون تفكير
قال بلهجة اكثر لينا : اجلس معتز من فضلك حتى نستطيع التوصل الي حل يرضيك
قال بقهر : حل يرضيني اخاك تزوج اختي دون علمي
ودون ان يضع في اعتباره اسم وسمعة عائلتنا ، هل بعد هذا تتوقع انه يوجد حل يرضيني ، لا واكمل ذلك بانه ابلغ الناس بخبر زواجهم
رمق اخية بنظرة غاضبة مميته : كيف ابلغهم ؟
نظر الي ياسين بغضب حقيقي : انا كنت اعلم انها زوجته ياسين لو كنت شكيت بأخلاقها لكنت قتلتها وانتهيت منها
ولكني علمت من اصدقاء العائلة بخبر زواجها ، تخيل انت جالس مع احد معارفك ليقول بهدوء مبروك معتز زواج شقيقتك ، لماذا لم تفرح بها ؟ ما الذي جعلك لا تقيم لها حفل زفاف
__ ما الذي يرضيك معتز ؟
__ يطلقها ، انا لا اريد نسبكم ياسين وانت تعلم ذلك ، واظن انك ايضا لا تريد هذا النسب
__ لا تتكلم بلساني لو سمحت ، ولكن ما الذي يرضيك في الطلاق
__ سارد كرامتي المبعثرة كيف سمح لنفسه ان يتزوجها دون علمي
رد يوسف : انت السبب ، انت الذي فكرت في ابعادها عني عندما بدأت مشاكلك مع ياسين ، وانت تعلم جيدا اننا نهيم ببعض حبا ، ثم تتكلم كأني غصبتها ان تتزوج مني
هي تزوجتني بإرادتها ولم اغصبها على شيء
قفز الغضب من عينيه ليهدر ياسين : اخرس يوسف
قال بنقمة : لن اطلق زوجتي ، وافعل ما تريده
قام واقفا : اذا استمريت بهذا الزواج انجي انسي ان لك شقيق
او اطلبي منه الطلاق
نظرت اليه بعيني دامعتين لتنطق بصعوبة ومن بين بكاءها
__ معتز انا حامل
شعر بالصدمة تفقده اتزانه ليهوى جالسا
الصدمة لم تكن عليه لوحده بل عليهم جميعا ، يوسف تهلل وجهه فرحا ، لينتفض ياسين من الصدمة وهو يشعر انه سيصيب بسكته قلبيه
اقتربت من اخاها وجلست عند ركبتيه واحتضنت يده بيديها : سامحني معتز ولكن لم يكن امامي حل اخر ، والان لا اريد ان اترك من احببته وتزوجته على سنة الله ورسوله ، سامحني اخي لن استطيع الاختيار فهو صعب للغاية اريدكما انتما الاثنان معا انت اخي وسندي وخال ولدي ، وهو زوجي وحبيبي وابو ولدي
ارجوك معتز لا تفعلها اخي ، كن بجانبي ولا تضعني في هذا الاختيار
رمى يدها بقوة : انت اخترت مسبقا انجي ، وتحملي نتيجة اختيارك
وقف بتعالي و نظر الي يوسف : وانت ساريك النجوم بعز الظهر ، سأحيل حياتك الي الجحيم ، وسترى
لينظر الي ياسين : سببا اخر لزيادة العداوة ياسين
ولكني الان سألعب بقذارة معك ، انا احترمت اتفاقنا ولكنكم من أخليتم به
نطق يوسف : لم يكن يعلم بأمر الزواج معتز ، لا تنتهز الفرصة لتبين قذارتك
رد بسخرية مريرة : اذا كان رباك واحسن تربيتك لما كان الان موضوع في موقف الابله امامي واخيه الصغير متزوج من غير علمه ، تصدق ياسين كنت اظن انك من وراء هذه الزيجة ولكني الان اشفق عليك ، فحالك مثلي تماما ، لا فارق بيننا ، نحن الاثنان مغفلين
وعليك الان ان تتحمل نتيجة اخطاء وسوء تربية اخيك
لن اتوانى عن فعل أي شيء يدمر حياتك وحياة اخيك ، سأجعلك تفقد عقلك ببطيء ياسين ، وعلى الباغي تدور الدوائر
انصرف سريعا لتجهش هي بالبكاء نظر اليها بعطف وحنان ليلف الي اخاه فهو محتاج الي دعمه امام هذا الحيوان
الذي سيفعل أي شيء للانتقام منه

يشعر بدمه يغلي بداخل عروقه نبضه عال وضغط دمه عال مخة سينفجر مما قاله معتز فعلا هو معه حق فيوسف استغفلني ووضعني بموقف الابله
انتبه على يد يوسف تربت على كتفه ليدفعه بقوة بعيدا عنه
وهو يقول بغضب كاسح : ابتعد عني ، وانسى ان لك اخ من الان ، انت لم تحترم تواجدي وتعاملت كأني غير موجود
وفعليا سأكون غير موجود ، لا اريد ان اراك ثانية
ولا في القصر ولا في الشركة
هم بالانصراف ليمسك به يوسف : ياسين ، استمع الي من فضلك
نظر اليه بغضب ليدفعه بعيدا عنه وينصرف بغضب كاسح

دمعت عيناه من ردة فعل ياسين ليغلق الباب خلفه
ويذهب اليها ويحتضنها ويقول مهدئا
__سيصبح كل شيء على ما يرام انجي ، توقفي عن البكاء
نظرت له بعينين دامعتين : كيف يوسف ؟
مسح على شعرها بحنان : لا اعلم ، ولكن لدي امل ان الموقف بأكمله سيتغير لصالحنا ، عندما يهدئ ياسين سيزن الامور ويتصرف بحكمة
ولا تستبعدي ان يتصالحا هما الاثنان بسبب زواجنا
ولكن الان اريدك ان تهدئي لننزل الي الخارج ونتناول الطعام احتفالا بقدوم طفلنا الغالي ، هيا
نظرت اليه بتعجب وعدم فهم : هيا انجي لن يستطيع احد ان يسرق فرحتي بخبر حملك هذا
ردت بخنقه : كيف سأخرج بوجهي هكذا
انقلبت عينيه لينظر الي خدها المحمر الذي بدا في الانتفاخ
ليتحسسه برقة : اسف حبيبتي ، سننتظر الطعام اذن
ولكن قومي واغسلي وجهك بماء بارد واجهزي لنحتفل بقدوم اول حفيد لعائلة محمود بك شوكت

***********************
دخلت الي البيت وهي محملة بالأكياس تريد الصعود سريعا لتغيير ثوبها الاسود الذي ترتديه وتجهز قليلا للقائه فهي تأخرت وهو الان على وصول
رن جرس الهاتف ، فوضعت الاكياس من يديها وذهبت لترد علية : السلام عليكم
تهلل وجها بفرح : اهلا عمتي كيف حالك ؟
__ اهلا نور ، انا بخير ، كيف حالك؟ وحال عمر وزوجته
__ جميعنا بخير عمتي ، ولكني اعتب عليك كيف تذهبين بدون وداعي كما اني كنت اريد رؤية عمي
ارتبكت من مقولتها العفوية : وهو الاخر حبيبتي ، ولكننا فضلنا السفر مبكرا ، اين عمر ؟
__ لا اعلم ، فانا كنت بالخارج و جئت الان سأبحث عنه واجعله يتصل بك
ردت بنفي قاطع : لا سأتصل به انا بعد نصف ساعة اجعليه ينتظر مكالمتي
__ حاضر ، لا تنسي عمتي عرسي بعد عشرة ايام ستاتي اليس كذلك
__ ان شاء الله ، وربنا يتمم على خير

اغلقت الهاتف لتسمع صوت فرملة قوية امام باب الفيلا تعجبت بشدة وقلقت ان تكون حادثة
اسرعت الي النافذة لترى انها سيارة ياسين لتشعر بقلق فعلي
من صوته وقوفه بالسيارة
طل عمر من اعلى السلم ليسالها برعب : هل انتي من اوقفت سيارتك هكذا ؟
ردت بقلق : لا انه ياسين
عقد حاجبيه ليسال : هل حدث شيء بينكما ؟
__ لا لم اره اليوم اصلا
__ من الممكن ان تكونا تشاجرتما بالهاتف
فركت ايديها بعدم صبر من تأخر نزول ياسين من السيارة
وقالت بنفاذ صبر : لا عمر ، صحيح عمتي اتصلت وتقول لك انتظر مكالمتها بعد نصف ساعة
شعر بتوتر اخته المخفي وضيقها من اسئلته بسبب قلقها على ياسين ليبتسم : هل اذهب اليه واتي به من الخارج لتتوقفي عن قلقك عليه
نظرت اليه بغضب ووجهها محمر من الضيق والغضب
__ اذهب لتنتظر مكالمة عمتي في غرفة ابي واعتقني من اسئلتك
__حاضر ، سأذهب ولكن لا تجلسا بمفرديكما كثيرا
انتظرا انها مجرد عشرة ايام نور
تأففت من مزاح اخاها وقررت ان تذهب لترى ما به همت للتحرك لتراه يخرج من السيارة ويمشي ببطيء شديد كأن ارجله محملة بالأثقال ،راعها مظهره وتعبه الواضحان من لخبطة هيئته وثقل مشيته
لتسرع الي الباب وتفتحه قبل ان يرن الجرس

***********************

ركب سيارته لينطلق بسرعة جنونية يشعر بالقهر من هذه العائلة التي تعدت كل الحدود المسموح بها
ماذا فعل معهم ليتعاملوا معه بهذه الطريقة المهينة
الاكبر يسرق زوجته ليأتي الاصغر ويسرق اخته
زفر بحرقة كبيرة ليضرب مقود السيارة بعنف ويدق بالبوق بطريقة جنونية
وصل الي شقته ليصعد اليها مسرعا دخل اليها وكعادته يشم رائحتها بجوانب المكان ليتذكر اخر مشادة بينهما وكيف قادته الي الجنون
فهو عاد من سفريته الي الخارج ليتناهى الي مسامعه
خروجها المستمر مع ياسين
لا ينكر انه عندما تقدم اليها وطلبها الي الزواج كان يعلم انها سترفضه من اجل ياسين فهما متقاربين من صغرهما ولكنه حاول انتهاز فرصة سفر ياسين الي الدراسة بأمريكا ورفض هو السفر ليحاول التقرب اليها ، فوجئ بقبولها للزواج منه ولذلك اتمم الزواج بسرعة خوفا من رجوعها في قرار الموافقة لم ينتظر ان يعود احدا منهم ليحضر زواجه حتى مريم
ولكن بعد فترة من الوقت عاد ياسين لينقلب حالها ، كان يعلم انه لم يكن نعم الزوج لها ، اساء اليها كثيرا ولكنه لم يكن يتوقع ان تميل لياسين ثانية حتى وهي على ذمته
ولكن كيف لا تميل اليه وهو يتعامل معها بحنانه ورقته ودماثة اخلاقه المعهودة
فهو بالنسبة الي ياسين ظل باهت فعلى الرغم من وسامته فهو ابيض البشرة بني الشعر ذو عينان عسليتان
صافية ، لا يظهر أي شيء من ملامحه امام جمال ياسين
ببشرته السمراء وعيناه الرمادية وشعره الاسود الفاحم
وحضوره الطاغي كانه خارج من احدى الاساطير الاغريقية
حتى اباه كان يفضل ياسين عليه ويرى انه الأكفأ في ادارة الشركة وهو يصبح نائبا له
جن جنونه عندما تأكد من صحبتها اليه في كثير من الاوقات
فهي تذهب الي كل مكن برفقته وعندما واجهها ، كانت عائدة من احدى مشاويرها برفقة ياسين بك نظرت اليه بتعجب : ما الذي تقوله ؟ هل جننت معتز ؟
تركته لتذهب من امامه لينتفض من الغضب ألهذا الحد لا يهمها امره
جرى ورائها ومسكها من شعرها بعنف وهو يقول بغضب حقيقي : ألهذه الدرجة انا لا اهمك ، اتخذتني تسلية في غياب حبيب القلب
نطقت بألم : اتركني يا مجنون
صاح بغضب : ا جرأتي على نعتي بالجنون ؟
دفعها بقوة لتسقط ارضا وعندما تقدم منها صاحت به : انا حامل
ليفقد عقله حقا كيف تحمل اذا كان هو لا يستطيع الانجاب
فعندما تزوجا وتأخر خبر حملها ذهب الي الطبيب ليكتشف هذه الحقيقة المؤلمة ، لم يخبرها بها لأنها لم تهتم بهذا الموضوع من الاصل ، لم يشعر ابدا انها قلقة من تأخرهما في الانجاب ولذلك استنتج ان الموضوع لا يهمها
شعر بعقله وهو يذهب ادراج الرياح من جملتها لينهال عليها ضربا وهو يفكر انها حملت من شخص اخر أ جرؤت ان تهينه هكذا ، لأول مرة يضربها ولم يفكر اطلاقا ان هذا الامر سيحدث بينهما ، تراءى له خيانتها مع صديقه المقرب ليشعر بانه يحترق ، انتهزت فرصة انشغال عقله عنها لتفتح الباب وتهرول جارية ، خرج ورائها بغضب كاسح فهو متأكد انها ستذهب الي هذا النذل الخائن الذي طعنه في ظهره دون ان يرمش له جفن وعندما شعرت انه يتبعها اسرعت في الركض لتعبر الشارع دون ان ترى ما امامها لتصدمها سيارة وتهوى ميته
شعر بقلبه يتمزق والمشهد يعاد امامه من جديد كانه حدث للتو ، جرى اليها وحاول ان ينقذها ولكن هيهات
فجسدها كان متعب من كثرة ضربه لها ولم يتحمل صدمة السيارة
شعر بالغل يتأجج بصدره وهو يفكر ان لولا عودة ياسين وظهوره في حياتهما وخيانته له
لكانت الان بقربه يشعر بها وبحنانها الزائد فهي كانت اسما على مسمى
ليتذكر فقدانه لأخته بسبب الاخ الاصغر فيشعر انه سيجن حتما وقرر الانتقام

******************
ركب سيارته وهو يشعر بانه متعب بل محمل بتعب وحمل لا يستطيع ان يحمله بشر كيف لأخيه ان يفعل بهم ما فعله
كيف سيخبر امه بان اخاه تزوج دون علمهم ، والاهم كيف سيحميه من معتز ، فتهديد معتز وضحا ويوسف اعطاه سببا كفيلا ان يقلب حياتهم راسا على عقب
سينتقم الان منهم ولن يهمه من الذي سيتأذى ، لأول مرة يشعر ان عائلته مهدده وهو من يحمل على عنقه تأمينهم وضمان العيش لها في سلام وامان
زفر بضيق واوقف بسيارته بقوة ليجده وصل عند بيتها هي لماذا اتى الي هنا لا يحبذ انها تراه هكذا متعب و مشتت الذهن ،لا يريد ان تشعر بانه يشعر بالخوف وقلة الحيلة
ولكنه محتاج لها ان تضمه تخفف عنه فهو لن يستطيع ان يتكلم مع أي شخص اخر في هذا الامر ، ولن يتكلم معها ولكنها ستخفف عنه
تقدم الي الباب وهو يشعر انه لا يستطيع تحريك قدميه من كثرة التعب ليفاجئ بالباب يفتح قبل ان يضع يده على الجرس
سالته بقلق : ما بك ؟ هل انت مريض
ابتسم على شعورها به : هل تسمحين لي بالدخول ؟
سحبته من يده الي الداخل : طبعا تفضل
__ نور اريد ان نجلس بمفردنا ،انا احتاج اليك كثيرا
احتضنت يده بيدها بعطف وحنان : تعال معي
هذه المرة ادخلته غرفة بها صالون فخم قديم الطراز بأرائكه وكراسيه الملكية الوثيرة لتقول بابتسامة هذه غرفة استقبال خاصة بجدي رحمة الله عليه
لم يشأ عمر ان يغيرها ولكننا لا نستعملها
اجلس
جلس الي اريكة واسعة فخمة همت بان تذهب ليمسك يدها
__ الي اين ؟
__ سآتي لك بعصير مثلج ليريح اعصابك وتستطيع ان تقص لي ما يغضبك هكذا
شدها لجواره : لا اريد عصيرك المثلج ولا اريد ان اتكلم في هذا الشيء الذي يغضبني ، اريدك ان تضميني ففقط نور
خذيني بين ذراعيك واحتضنيني ، فانا احتاج هذا الامر بشده
ابتسمت لتتأخر الي اخر الاريكة : هيا افرد جسدك وضع راسك هنا واشارت الي فخذها
نظر اليها بحب : ليضع راسه بحضنها ويحيط خصرها بذراعيه ويضمها اليه بشده
مسحت بيدها على راسه وتلاعبت بخصال شعره السوداء الكثيفة وهي تشعر بانه متعب بالفعل ، ثقلت راسه وانتظمت انفاسه وهدئت لتشعر بالتعجب
احنت راسها لترى ما حدث له لتكتم ضحكتها عندما راته ذهب الي النوم
ولكنها شعرت بقلبها يهوى بين قدميها عندما رات مقبض الباب يتحرك بهدوء ويفتح الباب


يشعر بالحيرة فبعد ان انهى مكالمته مع عمته التي كانت تطمئن عليه وعلى عروسه واخبرها انه لن يقيم زفاف وسياتي بعروسه بعد الاربعين لتقيم معه
باركت له وتمنت له بالسعادة والاستقرار
طلب منها حضور زفاف نور وانه سينتظرها
بحث عنها في المكتب حيث يجلسان دائما ولكنه لم يجدها اتي الي تفكيره هل خرجت مع ياسين لكنه فوجئ بسيارته في الخارج ، ذهب الي الحديقة ليبحث عنهما ولكنه لم يجدهما ايضا ، دب القلق في اوصاله اين ذهبا نظر الي صالة الفيلا ثانية ليرى اكياسها كما هي اذن لم تصعد الي الاعلى
تذكر غرفة الاستقبال التي تعشقها نور وكانت دائما تختبئ بها وهي صغيرة عندما تغضب او تفعل شيء تستحق عليه العقاب
فاتجه اليها سريعا وادار مقبض الباب ليدلف الي الغرفة ليشعر بان احدهم رمى به الي حوض به مياه مثلجة
اتسعت عيناه دهشة مما يراه ليشعر بانزعاج فعلي
ويخرج من الغرفة سريعا دون ان يغلق الباب


تململت وانتصب جسدها من نظرة عمر وانقلاب وجهه
لتسمعه يقول بصوته الرخيم : اهدئي نور


يشعر بانه في الجنة يعيش حلم سعيد هي بطلته رائحتها تتغلغل الي داخله وجسدها اللين وسادته ليذهب الي النوم بهدوء وهو يشعر بان تعبه ذهب منه
شعر بانها تتململ وجسدها يصبح اكثر صلابه ليفيق من حلمه اللذيذ قال لها ليهدئ حركتها : اهدئي نور
قام ليجلس معتدلا ونظر اليها ليرى وجهها مقلوب
سال بصوت مبحوح : ما بك ؟
نطقت بارتباك وتلعثم : عمر دخل ورآك وانت نائم بحضني و شعر بالانزعاج فوجهه تغير وملامحة ظهر عليها انه انزعج بشدة
زفر بضيق فهو لا يتمنى ان يحدث بينه وبين عمر سوء فهم من هذا النوع : لا تقلقي ، لن يتكلم معك ، ثم اني كنت نائما
لم افعل شيئا
بهت وجهها : نعم ، ماذا تقول ؟
ابتسم : لا شيء ، اقصد اني لم اكن افعل شيء مريبا ، كنت نائما ، هيا بنا نخرج من هذه الغرفة الملكية التي تشعرني باني رجعت الي الحكم الملكي
ابتسمت بتوتر ليقول : نور انا زوجك تذكري حبيبتي
قالت بانفعال : ياسين الا تفهم انه اخي لن اقدر ان اضع عيني بعينه الفترة المقبلة
ربت على ظهرها بحنية : اهدئي سأزيل سوء التفاهم هذا قبل ان انصرف
خرجت من الغرفة ليتبعها هو في صمت ، ليجدا عمر واقف في المطبخ امام مكينة القهوة ويصب له فنجان
كح ياسين واذنيه يزدادا احمرارا : مساء الخير عمر
اختفت هي وراء جسده عندما رفع اخاها عينيه

نظر اليه وكان ينوي على عتابه ولكن عندما رأى نور وهي تختفي وراءه خوفا منه ومن عتابه ورأى اذنيه المحمرتين والاحمرار الذي يزحف الي وجهه اشفق عليهما من الاحراج
ولكن ما جعله يتراجع بالفعل عن العتاب هو ملامح ياسين والنوم الواضح عليها ، اذن كان نائما لا اكثر
ابتسم : مساء النور ، تعال اشرب معي كوب من القهوة
نور احملي اكياسك الي الاعلى لقد كدت اقع منها مرتين
نظر ياسين الي الاكياس وابتسم باتساع وهو يلتفت اليها
__ هل بداتي تتسوقين من اجل العرس ؟
هزت راسها بإيجاب ليسال عمر : متى ؟
كحت ليطلع صوتها مبحوحا : اليوم ، علياء اخذتني الي المجمع التجاري وتسوقنا
ردد بسعادة : علياء ، نور هل هي اصبحت بخير
انطلقت : نعم عمر ، حمد لله عادت كما نعرفها مرحة ولطيفة
هي من انتقت كل شيء بعناية ، وامرتني الا اؤجل الزفاف
واتفقنا ان نذهب غدا لشراء الفستان
كان هو من نطق سريعا هذه المرة : اتمنى ان لا يكون عاريا ، كالفستان الذي حضرتي به خطبة عمر
ضحك عمر على لهجته الغيورة ، ليتلون وجهها
__ كان اختيار علياء
__ حسنا لا تجعليها تختار فستان الزفاف
ضحك عمر بشدة : لماذا ايها النسيب اختيار وذوق علياء لا يعلى عليه
ابتسم اليه : سأتركه لك ، فلتنتقي ملابسك كما تريد ولكني لا اريد ان اجد كل المدعوين يشاهدوا حسن زوجتي الفتان ليلة عرسي
انفجر عمر ضاحكا من نبرة الغيظ التي تملؤه
__ حسنا ، ارينا نور ما اشتريته
تلون وجهها بالوان الطيف السبعة من طلب اخيها ، فهي لا تستطيع ان تريهم ما اشترته
ابتسم ياسين باستمتاع وهو يشاهد الموقف فعيناه التقطت ان الاكياس من محلات للأشياء النسائية
قالت بارتباك : انها اشياء خاصة بي ، معظمها ملابس لن تسعدوا برؤيتها
__ كيف حبيبتي ، ثم انك تريني ما تأتين به من ملابس دائما
ازداد احمرار وجهها لتشعر ان عمر يستحق الضرب على غباؤه
كتم ضحكته ليقول بزعل : انها لا تريد ان تريني انا ما اشترته
لملمت الاكياس بسرعة وقالت وهي تصعد : لا اريد ان اريكما انتما الاثنان أي شيء
ابتسم لينظر اليه عمر : ما بها ؟
هز كتفيه : لا اعلم
__ حسنا انتظرني هنا ، انا اريدك ولكني سأصعد لأرى ما بها ، شكلها ضائق من شيء
هز راسه موافقا ، ولم يرد ان يفهمه سبب ضيقها حتى لا يحرجه او يحرج نفسه
لف عينيه بالمكان ليجد كيس من الاكياس خلفته وراءها
قام سريعا من مكانه ليرى ما به

دخل وراءها الغرفة : ما بك نور ؟ هل حدث شيء ضايقك ؟
قالت بغضب : انت غبي عمر
اتسعت عيناه دهشة ليصيح : انت تشتميني ، احترمي نفسك
انا اخاك الكبير
زفرت بضيق : اعلم لم اقصد ان اشتمك ، ولكنك بالفعل غبي
الا ترى انها اشياء نسائية خاصة بي
لتقلد نبرة صوته :ارينا نور ما اشتريته
بهت وجهه بشده ليشعر بالإحراج : اسف صغيرتي ، لم اراها فعلا ، حسنا انزلي بعد قليل حتى لا يفهم ياسين انك غاضبة منه
__ انا لست غاضبة ،وسآتي لأعد العشاء لا تجعله ينصرف فهو متعب جدا
نظر لها بعتب : لذلك غفى بحضنك
تلعثمت من العتاب غير المتوقع لتقول : انه زوجي
ضحك عمر بشدة : جيد جدا نور ، هذا ما اريد سماعه
ولكن انتظري الي اقامة الزفاف
احمر وجها بشدة لتقول بغيظ : عمر ، احترم نفسك
ضحك بقوة وهو يخرج من الغرفة


*******************
يشعر بالحرارة تسري بجسده منذ ان رأى ما بداخل الكيس
تنفسه غير منتظم ، ووجهه ترجم سخونة جسده بانه احمر بشدة
نزل عمر ليراه محمرا ليساله بقلق : ما بك ؟هل انت متعب؟
هز راسه نافيا ليكمل : ما بك اذن ؟ لما وجهك محمرا هكذا ؟
__ لا شيء ، سأنصرف
اجلسه بإجبار : لا ، نور امرت بان تنتظر الي ان تتعشى معنا
__ لا عمر لن استطيع المكوث اكثر من ذلك
__ ماذا هناك ياسين ؟ هل سمعت خبر ازعجك ؟
__ لا لم يحدث شيء ، ولكني اريد الذهاب
يصر على الذهاب حتى لا يراها ويتخيلها بهذا القميص الحريري المكشوف لن يستطيع السيطرة على اعصابه ولا على نفسه وسيظل يحلم بها بقية الايام الي ان يراها فعلا وهي ترتديه
تكلم مع عمر حتى يخف تفكيره بها : اذن الزفاف سيتم بموعده
__ نعم ، علي ايضا ابلغني بذلك ،فهو لا يرى جدوى من تأجيله ، وانا ايضا ، سأذهب بعد غد الي الاربعين واتي بعلياء الي هنا
سأله بسعادة : حقا ، هذا جيد ، مبارك عمر
__ الله يبارك فيك
__ لكن هل فرشت الجناح ؟
__ اه نعم سياتي العمال غدا ، وستاتي وفاء لتضع اشياء علياء هي ونور في الليل
__ انا سعيد من اجلك صديقي ، وهذا قرار حكيم ان تأتي بعروسك الي هنا ، فعلى كل حال لن تقيم زفاف الان ولا يوجد شيء يجعلها تمكث عند علي او اختيها
__ هذا ما فكرت به
طلت عليهم من اعلى السلم وهي مرتديه فستان كتان طويل برتقالي اللون بدون اكمام صدره دائري الشكل وضيق الي حد ما ذو فتحة جانبية تمتد الي اعلى ركبتها
نزلت بهدوء وعيناه تتبعانها ليرى فتحته ويكح بعنف
التفت اليه عمر فهو كان يشاهد التلفاز ويستمع الي اخبار البورصة
__ ما بك ؟ هل انت مريض ياسين؟
وجهك احمر وتكح بعنف ، وضع يده على جبينه وبشرتك ساخنة ليكمل :هل اصبت بالبرد ؟
تناهى الي مسامعها اسئلة اخاها الي ياسين لتسرع اليه
سالته بلهفة : هل انت مريض ؟
خفض بصره حتى لا ينظر اليها لتقع عينه على ساقها العارية ليشعر انه سينفجر اذا ظل جالسا اكثر من ذلك
فهب واقفا : سأنصرف
مسكت يده بحنان : اجلس ياسين ، تعشى معنا اولا ثم انصرف
سحب يده منها وكانه يشعر بان جلده سيحترق من السخونة التي تجرى بعروقه جراء لمستها له : لا سأذهب
انصرف من امامها بسرعة وهي في حيرة من تصرفه
قام عمر ليوصله وعاد ليجدها جالسة في دهشه مما حدث
سألها : هل ا غضبتيه في شيء نور ؟
هزت راسها نافية وهي تفكر في كل ما دار بينهما ، وتسال نفسها
ا ممكن ان يكون غاضب منها بسبب ما قالته عنها وعن عمر
ستتصل به وتعرف ماذا يجري ؟

********************
دخل الي القصر ليجد امه جالسة وظاهر عليها القلق
تقدم منها : السلام عليكم امي
نطقت بقلق وعتب : اين انت ياسين ؟ انت لا ترد على هاتفك واخاك ايضا هاتفه مغلق ، وانا كدت ان اجن من قلقي عليكما
غام وجهه من ذكرها لأخية وهو لا يعلم بماذا يجيبها اذا سالت عنه
هزته امه بلطف : ياسين
__ ها ، نعم امي
__ اخاك منذ ان غادر لم يأتي ولم يتصل ا تعرف اين هو ؟
__ نعم امي انه سافر الي الاسكندرية لينجز بعض الاعمال الخاصة بالشركة ، لا تقلقي امي فانا تطمئنت عليه ولكن هاتفه بطاريته فرغت ونسى شاحنه سياتي غدا او بعد غد
وانا سأطمئنك عليه
اخترع كذبة حتى يكسب بعض الوقت ويستطيع التعامل مع امه واخبرها الخبر دون ان يصدمها
صعد الي غرفته ليجدها تتصل به زفر بحرقة من عدم تواجدها الي جواره
__ مرحبا حبيبتي
ردت بدهشة : حبيبتك ، لا اصدقك ياسين
اذا كنت حبيبتك صحيح لم تكن تحرجني هكذا وتتركني وتذهب ،هل انت غاضب مني ؟
ابتسم وهو يشعر باهتمامها به وضيقها من انصرافه
__ لا والله انا متعب فقط واريد النوم
__ حسنا سأتركك لتنام
__ انتظري ، السيد عبد العزيز ابلغني انه يريد عودتك الي العمل لو استطعت
ابتسمت : طبعا علياء اصبحت بخير وعمر ايضا اعد كل شيء حتى تأتي بعد الغد
وانا سآتي غدا
__ حسنا سأنتظرك ان تصعدي الي لنتناول الفطور معا
__ ياسين انت تعلم جيدا انني لا احبذ خلط الاوراق ببعضها
ضحك : انا احبذ هذا الخلط ، لا تجعليني اغضب منك بسبب شيء تافه كهذا ، سأنتظرك
__ حاضر ، تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي

*****************

دخل الي مكتبه في الصباح ليراه جالسا امامه
__ ماذا اتى بك يوسف ؟
__ جئت لأباشر عملي
__ الم اقل لك اني لا اريد رؤيتك ؟
__ نعم ، ولكن هذا ليس قرارك وحدك ياسين ، سآتي لأباشر عملي ولأباشر ميراثي واحافظ على ما بداه والدي
انها ليس شركتك لوحدك ياسين ، انا شريك بها ولن اتنازل عن حقي بها ، وسآتي لأعيش بالقصر انا وزوجتي وابني
لأربي ابني بالقصر كما تربيت انا ، ولتهنئ امي بحفيدها
انصرف من امامه ليرفع الاخر حاجبيه اعجابا بقوة اخيه وتفكيره
كان متأكد انه سيهرب من امامه ويختفي عن الانظار
لكن موقفه اعجبه وقرر انه سيساعده في الوقوف امام معتز
اذا حاول الاخر اذيته ،وخصوصا ان هذا المعتز سيصبح خال اولاده ، و لكن لن يسامحه على تغفيله وعدم مصارحته
بموضوع زواجه
يعلم ان الحب يحيل الانسان الي الجنون ولكن لن يغفر له انه اوقفه بمظهر الابله امام معتز


في استراحة الافطار دخلت الي مكتبه وهي سعيدة
فاليوم اعدت عقد اشاد به السيد عبد العزيز وسبب صعودها انها تريد ان تقص له ما حدث معها
طرقت الباب بهدوء لتدخل في حركة سريعة الي المكتب
وهو ترسم ابتسامة واسعة : ها انا جئت
تفاجأت بوجود هذا الشخص ثقيل الظل وجلوسه
تمتمت : المعذرة لم اكن على علم بوجود احد ، عبير لم تكن بالخارج
ابتسم ياسين ليقف : تعالي حبيبتي ، انه طارق
نظر الي طارق ليرى الدهشة مرسومة على وجهه من ندائه لها ليكمل بخبث : انها نور زوجتي
اتسعت عيناه دهشة وقال بارتباك : مبروك
التفت الي نور : مبروك يا انسة ، متى تزوجتما ؟
__ انه مجرد عقد قران الزفاف بإذن الله بعد ما يقارب العشرة ايام
هز راسه وهو يرسم ابتسامة باردة : حسنا اسمح لي سأذهب
__ تفضل
خرج من المكتب وهو يستوعب ما حدث منذ قليل
اذن هذا هو السبب ياسين في نهرك لي وامرك بعدم الاقتراب منها
ابتسم بضيق : مبروك ياسين على هذه الحورية الرائعة التي لا تستحقها

*****************
جالسة بمنزل العائلة فاليوم الاربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعا واليوم اكيد سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت الي غرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت
عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار امها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج

خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي
شعرت بانها تلقت ضربة على راسها بسبب وجوده الغير منتظر

لمحها وهي خارجة ليشعر بان قلبه يئن من شوقه لها
تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة
يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه
يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح

نظرت اليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل ان يرى بعينيها أي شيء الا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضح
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك
ذهبت لتجلس باخر كرسي بالصالة والابعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على انها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت اليه بتعجب : نعم ، الي اين ؟
__ الي بيتنا
نظرت اليه بقوة : لن اذهب معك ، انا اريدك ان تطلقني



لا تبخلوا علي بردودكم وتوقعاتكم
موعدنا القدم الاربعاء باذن الله

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 13-07-11, 02:46 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثالث وعشرون



جالسة بمنزل العائلة فاليوم الاربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعا واليوم اكيد سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت الي غرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت
عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار امها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج

خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي
شعرت بانها تلقت ضربة على راسها بسبب وجوده الغير منتظر

لمحها وهي خارجة ليشعر بان قلبه يئن من شوقه لها
تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة
يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه
يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح

نظرت اليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل ان يرى بعينيها أي شيء الا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضح
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك
ذهبت لتجلس باخر كرسي بالصالة والابعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على انها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت اليه بتعجب : نعم ، الي اين ؟
__ الي بيتنا
نظرت اليه بقوة : لن اذهب معك ، انا اريدك ان تطلقني
عمت الصدمة وجههم ليجز هو على اسنانه
__ نعم ، ماذا تقولي ؟
صاحت غاضبة : طلقني
قفز واقفا أ جرؤت ان تهينه امامهم هكذا لينطق بغضب
__ لن افعل ، وليس من اجلك بل من اجل من اوصتني بك
تكلم علي : أهدئ عمر، انها مضطربة لا اكثر
نظر الي علي وعيناه تلمع بغضب شديد : لا علي ، هي تعلم جيدا ما تفعله ، وانت تعلم ايضا اني استطيع ارغامها على ما اريد فهي زوجتي ولا يوجد حق عليها لاحد غيري
واذا كان علي انا ، فانا لا اريدها زوجة لي بعد الان ، ولكني سأفعل ما اوصتني به والدتك قبل موتها وامنتني عليه
فانا لست جبانا لأهرب واترك امانتها
شعر علي بغضب فعلي منه لإهانته لأخته بهذه الطريقة ولكنه يعلم جيدا انها من بدأت : أهدئ عمر ، و راعي خاطري
زفر عمر بضيق : سأنصرف
__ سآتي بها اليك غدا
هز راسه موافقا لينصرف بسرعة

تشعر بالصدمة تلفها وهو يصرح انه لا يريدها زوجة له
بل سيأخذها الي بيته بسبب توصية امها له
الي هذا الدرجة عمر لا يهمك امري كل ما يهمك امانة والدتي
اوصله علي ليعود بغضب ويصرخ بها : هل جننت علياء ؟
هل تزوجت اصلا لتطلبي الطلاق ، لا اريد ان اسمعك ترددي هذه الكلمة بعد الان ،لا انت ولا احد اخر
قال جملته وهو يحول عيناه الي بسنت التي ارتعدت خوفا منه فلأول مرة يروا علي غاضبا هكذا
قال امرا : اجهزي لأخذك اليه غدا
اتسعت عينيها من الصدمة : تأخذني اليه علي ، ألهذه الدرجة انا رخيصة عندك لتجبرني ان اذهب اليه وتبعثر كرامتي
نطق من بين اسنانه : انت من بعثرت كرامتك اتي اليك وطلب منك الذهاب معه ، ولكنك اهنته امامنا جميعا لم تحترمي وجودي ولم تحترميه هو ايضا
جعلتيه ينطق بأشياء لا يقصدها ولا يراعي مشاعري بسبب اهانتك له ولأنك من خطأتي اولا فلم استطع ان الومه او اعنفه على ما فعله ، بل اجبرتني اني سآخذك اليه غدا
تحملي نتيجة افعالك علياء
التفت الي زوجته : هيا بنا ، بسنت اجلسي معها هذه الليلة
هنا ، وانت الاخرى لا تجعليني اتعامل معك كطفلة صغيرة
هزت بسنت راسها بالإيجاب

************************

جالسة وهي تجاهد على عدم رسم الابتسامة على شفتيها
تشعر بكرامتها ردت اليها وهي ترى علياء تهينه هكذا
تشعر بالسعادة تغمرها ، اهانها كل هذه السنين لأنه لم يلتفت اليها ولا مرة وها هي من سكنت عيناه تهينه امامهم كلهم دون ان ترمش بأهدابها
انتبهت من سعادتها الي صوت علي الغاضب وهو يصرخ بعلياء ثم طلبه لها بالمغادرة
قامت بسرعة فهي تريد الانصراف فعلا حتى تستطيع ان تضحك بحريتها وتشعر بالسعادة مما حدث امامها


*********************

بعد ان غادر علي جالسة هي وبسنت ولكنها لا تشعر بما يجري من حولها كل ما تفكر به ان علي سيرخصها هكذا وانها ستذهب لتقضي بقية حياتها مع من لا يريدها زوجة له
ترددت الجملة بأذنيها لتشعر بقلبها يتمزق الي قطع صغيرة
انتبهت الي وفاء وهي تنظر اليها بغضب
__ ما بك وفاء ؟ لماذا تنظرين الي هكذا ؟
قالت بنبرة قاسية : لأنك غبية
اندهشت من ردة فعل اختها ونبرتها التي ذكرتها بأمها عندما كانت تغضب وتعنف احدهم
__ انت واختك العزيزة تحتجان لإصلاح وتعديل فعقليكما تركيبته خاطئة
نظرت اليها بسنت وهي متعجبة من هجوم وفاء عليهم بهذه الطريقة فوفاء دائما حنون والطيبة تشع من وجهها
صاحت وهي تنظر الي بسنت : انت زوجك كان سيفقد عقله وانت متعبه في المشفى وكل ما علي يقول له ان الله سيعوض عليه ما فقده ينطق والحب يغمر صوته المهم لدي ان بسنت تقوم بالسلامة لا اريد شيء اخر علي اريد بسنت فقط هي ما اريدها الي جواري
التفت الي علياء : اما انت فغبائك يتحكم بك وبعقلك
عمر لا دخل له بموت امنا انه مقدر ومكتوب فلا تحمليه ذنب لا دخل له به ،وهو يحبك بل يهيم بك حبا كان يأتي يوميا رغم انه يعلم انكي لا تريدين رؤيته كان يأتي ليراك من بعيد ويطمئن عليك مني او من علي ، ورغم ذلك أهنته امامنا وطلبت الطلاق منه
ونسيت وصية امي فهي اخبرتني انها اوصتك ان لا تهدمي بيتك بيدك
صرخت بها : اليس كذلك ؟
هزت راسها بنعم ودموعها تداهمها
قالت بسنت : اهدئي وفاء واجلسي
__ لن اجلس معكما ، حتي لا تصيبني جلطة منكما سأذهب الي بيتي واولادي ، وانت اجهزي غدا لتذهبي الي زوجك
بسنت احجزي لها بصالون التجميل حتى تعدل من نفسها قليلا قبل الذهاب ولا تتحججي بموت امي فالأربعين فات
وامي لن تسعد بهدمك لبيتك تذكري ذلك جيدا
انصرفت لتتركهما في دهشه من امرهما
نظرا الاثنين الي بعضهما لينفجرا في الضحك
قالت بسنت : لأول مرة اشعر بقوة شخصية وفاء
__ نعم ، ذكرتني بأمي عندما تغضب
__ رحمة الله عليها ، علياء لا اريد التدخل بحياتك ولكن رفضك لعمر اليوم خطا كبير وقعت به ، وسيجلب لك المتاعب معه ، ولكن بما انك ستذهبين غدا اليه شئت ام ابيت
من واجبك علي ان اتكلم معك بأمور غالبا امي رحمة الله عليها كانت ستتكلم معك بها ، ولكن الان بعد مغادرة شقيقتنا الكبرى سأضطر انا لذلك
عقدت حاجبيها بدهشة وهي تشعر بالتوجس مما ستتكلم معها بسنت به
لتكمل بسنت : سأعد كوبين من القهوة وسآتي اليك

****************

تلون وجهها من الاحراج والخجل مما قالته شقيقتها
__ اصمتي بسنت من فضلك ، اشعر اني سيهوى مغشيا علي
ضحكت بسنت : استمعي الي علياء حتى لا تصيبك صدمة مما سيحدث
__ لا اريد ان استمع ولا اريد ان يحدث شيء مما قلتيه
قالت بسنت بجدية : ليس من حقك الرفض علياء ، انه حقه شرعا ، وتذكري دائما انه اذا بات غاضبا من رفضك له ستبات الملائكة وهي تلعنك
انتفضت علياء من مقولتها : نعم ، لا اصدقك
__ اتصلي بشيخ من الازهر واسأليه
بهت وجهها من الصدمة ونطقت بما تفكر به : ولكني لا اريده زوجا فعليا لي
سأذهب من اجل علي فقط
ابتسمت بسنت : انت تضحكين على نفسك علياء ، انت تهيمين بحبه ، فانت منذ الصغر تحبيه بل تنتظري اليوم الذي ستتزوجينه فيه ، انا اختك وادرى بك
تلون وجهها للأحمر القاني من مصارحة بسنت لها بالحقيقة
لتكمل بسنت : ولكني اشعر علياء انك تريدين معاقبته لعدم تصريحه بمشاعره نحوك منذ مدة ، تعاقبيه على صمته
فتخترعين الاشياء لتغضبي منه
وتسالين نفسك اذا كان يحبك منذ مدة فلماذا لم يخبرك ولا مرة ، لم تفكري ولا مرة انه كان لا يستطيع ان يخسر علي اذا شعر اخاك المحترم بان صديق عمره يشاغل اخته الصغيرة و يبلغها بحبه لها
كان يريد كل شيء رسمي ولذلك انتظر الي ان شعر بانك ستصبحين زوجته
فكرت في كلام اختها كثيرا هل فعلا بسنت محقة وهي تحاسبه على شيء لا دخل له به وتخترع الاسباب ايضا للغضب ومعاقبته زفرت بضيق ما سر هذا الحرف اذن تنهدت بضيق لتنتبه بان بسنت قامت الي الداخل
وان الساعة تجاوزت العاشرة مساءا قررت ان تخلد الي النوم فالواضح ان امامها يوم طويل غدا
******************
يشعر بالغضب يسيطر عليه من فعلتها احرجته واهانته امام اخوتها ، ولكنه ايضا رد عليها برد قاسي لا يقصده واغضب علي ، لا يريد الامور تتأزم بينه وبينها ولا يريد ان يخسر علي بعد هذا العمر الطويل
امسك هاتفه واتصل به : السلام عليكم
رد علي بضيق : وعليك السلام عمر
ابتسم عمر : انت غاضب اذن
__ نعم عمر لقد اغضبني ما قلته لعلياء ، انا اعلم انها أخطئت في حقك ولكنك لم تراعي وجودي ولا حالتها النفسية بسبب وفاة امي
__ اعتذر وبشده يا صديقي لم اقصد اغضابك ولا قصدت ان اجرحها وسأصلح انا الامور بيننا
__ لا تغضب عمر ، ولكني نبهتك ان تصبر عليها قليلا
__ سأصبر يا صديقي ، ولكني متصل بك لأبلغك اني سآتي اليها غدا ، فمهما حدث انا لا اقبل عليها ان تأتي الي هنا بنفسها ، فكرامتها عندي اهم من أي شيء اخر حتى لو انا غاضب منها بشدة
ابتسم علي باتساع : ونعم الرجل عمر ، وانا ممتن لك بشدة من اجل تفكيرك بها وبي ايضا فانا امرتها بان تجهز غدا لاتي بها اليك ولكني كنت مستثقل الامر بشدة
وانت الان ارحتني
__ لا عليك علي ، سأذهب لاتي بها ولكني اريدك ان تكون بجانبي حتى لا ترفض ان تذهب معي
__ ان شاء الله سأكون موجود ، لا تقلق
__ حسنا ساراك غدا ، الي اللقاء
__ الي اللقاء غدا
اغلق الهاتف وهو يشعر بالراحة قليلا ، ولكنه قلق من حياتهما معا فالواضح انها تحمله ذنب وفاة والدتها
او ستظل تذكر انه من ابلغها بهذا الخبر المشؤم
زفر بضيق وهو يقرر انه سيتعامل معها بحكمة

********************
__ صباح الخير نور
رفعت راسها من كومة الاوراق التي امامها لتبتسم
__ صباح الخير يوسف ،كيف حالك ؟
__ انا بخير ، منورة الشركة والله ، اين الاستاذة سناء ؟
__ منورة بوجودك يوسف ، سناء في اجازة المصيف
هز راسه وهو يبتسم ويتقدم الي داخل المكتب ليجلس على سطح المكتب الذي امامه : عقبالنا
ضحكت : انت تحلم ، ياسين لن يسمح لاحدنا ان يأخذ اجازة هذه الايام
ابتسم : بالطبع سيعطيك اجازة ثانية خاصة بالزواج
الن تسافرا الي الخارج لقضاء شهر العسل
عقدت حاجبيها مفكرة : لا اعلم ، لم اسال ياسين عن هذا الامر
__ بما انك حضرتي اريد ان اسالك في امر ما خاص بعقد البنك
__ تفضل
تقدم منها وجلس على الكرسي المقابل ليتناقشا في امر العقد وعند انتهائهما من المناقشة تنبهت نور لشيء بيد يوسف لتساله : ما هذا يوسف ؟
انتبه الي ما تشير اليه : انها دبلتي
__ لكنك مرتديها ببنصرك الايسر
تنحنح ليذهب ويجلس على سطح المكتب المقابل ثانية
__ بلى لأنها دبلة زواجي
اتسعت عيناها دهشة : زواجك ، هل قررت ان تتزوج ؟
ابتسم : بل انا متزوج
رفعت حاجبيها تعجبا : متزوج ،متى ؟
__ منذ سنة ونصف
بهت وجهها واصفر بشدة : انت لا تمزح اليس كذلك ؟
تنهد من صدمتها : لا نور ، انا لا امزح
تكلمت بغضب : متزوج في السر منذ عام ونصف
ومن التي قبلت بهذا الزواج ؟
نبهها بلطف : نور ، من فضلك
من الواضح انكي متزمتة كزوجك
صاحت به : متزمتة كزوجي ، اه لو تعلم امنية ياسين في ان يراك عريسا ويفرح بك
اختزلت فرحة عائلتك كلها من اجل ماذا ؟ ما السبب وراء زواجك سرا ؟
تنهد بعمق : ظروف خاصة بي وبزوجتي ايضا
لا تغضبي مني نور
نظرت له بتفحص : لماذا تخبرني الان يوسف ؟
__ كنت اظن ان ياسين اخبرك
قالت بدهشة : ياسين يعلم بالأمر
__ اكتشفه منذ اربعة ايام تقريبا ، لا احد يعلم نور
تذكرت حالة ياسين : اذن انت السبب في التعب الذي اصابه
__ اهتمي به نور ، فهو محتاج اليك الان اكثر من الاول
__سأفعل ان شاء الله ، وماذا ستفعل انت الان ؟
__ لا شيء ، ياسين اتخذ ضدي موقف قاس جدا، ونهى متأكد انها ستفهمني
__و نوارة هانم
__ سأذهب اليها اليوم لأتكلم معها ، ولكن ما اريد اخبارك به حقا اني سأرزق بطفل عما قريب
تهلل وجها بالسعادة : حقا ، لا اعلم هل ابارك لك على الزواج ام على الطفل
__ باركي لي على الاثنين
__ مبروك يوسف ، برغم من صدمتي ولكني سعيدة من اجلك
__ سنحضر زفافك كلنا انا وزوجتي وابني
ضحكت على مقولته ليتبع وكانه يحدث نفسه : حتى لو زوجك القاس لا يريد رؤيتنا




__ ماذا تفعل هنا ؟
تصلبت نور من نبرته القاسية لينظر اليه يوسف والابتسامة ترتسم على شفتيه : جئت للأستاذة استشيرها في احد الامور الخاصة بي
__ انت بالشركة والامور الخاصة اتركها لمكان اخر
__حسنا سأذهب الي منزلها المرة القادمة
نظر الي يوسف بغضب لينقل نظره اليها بضيق فهي لم تأتي بموعد الافطار كما تفعل الايام الماضية
نزل اليها ليجد اخية جالس يتكلم معها ومتوسط المكتب الذي امامها
كح يوسف ليقف : سأذهب نور ، اذا احتجت أي شيء لا تترددي واطلبيه فانا بالخدمة وعمر وحيدا لا يقوى على فعل كل شيء
تقدم منه ليقف امامه ويقول بصوت منخفض : سآتي الي القصر اليوم انا وزوجتي انا ابلغك حتى لا تتفاجأ من وجودنا ومن فضلك تعامل مع زوجتي بلباقة وحاول ان تتقبلها ليس من اجلي بل من اجل ابن اخيك القادم بالطريق
تركة وانصرف ليبتسم الاخر بسعادة ويحدث نفسه
كبرت يوسف لتتحداني ، من الجيد انه سياتي الي القصر حتى اطمئن عليه هو وزوجته ، سأطلب من عمرو ايضا ان يأتي هو ونهى للمكوث معنا هذه الايام فانا قلق عليهم بشدة

رات ابتسامته تتسع بعد مغادرة يوسف لتساله باهتمام
__ ما الذي يضحكك؟
نظر اليها بمرح وقال معاتبا : لماذا تأخرت في الصعود ام انك نسيت امري كالعادة ؟
__ لم انسى امرك ولكننا لم نتفق اني سأصعد اليك اليوم
ابتسم : نور هلا تأتين معي الي السينما اليوم
__ السينما
__ نعم يوجد فيلم للرسوم المتحركة جديد اريد ان اراه
ضحكت بقوة : رسوم متحركة ياسين ، كبرت انا على هذه الاشياء
عقد حاجبيه : حسنا ، انت ترفضين الدعوة
__ ليس من اجل نوع الفيلم بل انا سأذهب اليوم للبحث عن فستان الزفاف فلم اجد شيء الي الان ، وعلياء اليوم مشغولة ولا اعلم ماذا افعل
__ استعيني بنهى ، فهي تعلم اماكن محلات لبيع فساتين الزفاف
هزت راسها موافقة : سأتصل بها وارتب معها
قالت برقة ودلال : اسفة لأني لن استطيع ان اذهب معك الي السينما
تنهد بحب : فستان الزفاف اهم حبيبتي اني مستعد اضحي باي شيء من اجل الزفاف
ابتسمت ليكمل : سأنصرف قبل ان افقد السيطرة على تصرفاتي بسببك
ضحكت برقة : نور لا احتمل هذه الضحكة ، ومن الافضل ان لا تضحكي حتى لا يسمعك احد
__ حاضر
__ سلام

*******************
فتح باب الفيلا وهو يشعر بانه في قمة سعادته فعلى الرغم من الخلاف بينهما الا ان حلم حياته يتحقق اليوم
قال بهدوء : تفضلي
افسح لها لتعبر الي الداخل وهي تشعر بقلق فعلي والتوتر يسيطر عليها دخلت بهدوء
نظر اليها وهي مرتدية فستان صباحي رقيق ابيض اللون ومتزينه بزينه هادئة ليزداد اعجابا بها وقلبه يهتف بالشوق اليها

تشعر بالغضب فوفاء اصرت على ارتدائها فستان ابيض وان تتزين وهي تشعر باكتئاب فعلي من هذه الفيلا وما حدث بها اخر مرة
تنبهت اليه يتكلم معها بهدوء
__ نور ليست موجودة ، فهي اليوم ستذهب لترى فستان زفافها
الجناح بالأعلى وانت تعرفين الفيلا جيدا ام تريديني ان اريك اياها
هزت راسها نافية ،وهي تتذكر ما قالته بسنت البارحة ليتلون وجهها الي الاحمر القاني
شعر بخجلها منه ليبتسم بسعادة يريد ان يضمها الي حضنه ليشعر بدفئها التي بات يحلم به منذ ان احتضنها

اقترب منها ليهمس : علياء اجلسي او تعالي لأريك الجناح الذي جهزته من اجلك اذا اردت ان تغيري به شيء فلا توجد لدي ادنى مشكلة
فضلت ان تصعد للأعلى حتى تبقى بعيدة عنه
همست : سأصعد لأرى الجناح
اقتربت من السلم لتجد نفسها بين ذراعيه ويحملها بخفة
همس بجانب اذنها : مبروك يا عروسي الجميلة وسأفعل كما يفعل العرسان سأحملك الي غرفة النوم
امتقع وجها من ذكره الي غرفة النوم لتشعر بالخجل لقربها منه الي هذه الدرجة
دخل بها الي اول الجناح لتقول بهمس : انزلني
__ ليس الان ، عندما نصل الي غرفة النوم سأنزلك
دخل الي غرفة النوم ليضعها برفق على الفراش ويقبلها برقة على جبينها : مبروك عليا ، سأتركك لتبدلي ملابسك وسآتي بعد قليل اجهزي لنصلي ركعتين

غادرها وهو يشعر بسعادة كبيرة فسيحاول ان يزيل سوء التفاهم الذي حدث بينهما ليبدا حياته معها بطبيعية فهو يريد الاستقرار ، والتمتع بحبها وقربها منه

تشعر بالخجل منه ومما فعله قبلته لها ورقته وهو يتكلم معها جعلتها تتذكر كلام بسنت البارحة انها تعاقبه على حبه لها
فقررت ان تتفاهم معه بهدوء وتساله عما يشغل راسها


دلف بعد قليل الي الغرفة ليجدها مرتدية بنطلون من الجينز الضيق و بلوزة من الكتان الابيض بدون اكمام تظهرها كالملاك
__ هل انتهيت ؟
هزت راسها بالإيجاب ليسالها : هل تريدين شيء معين على الغداء سأطلب الطعام الان
هزت راسها نافية : لماذا ستطلب طعاما من الخارج ، سأطهو الطعام انا
ابتسم بحب : لا حبيبتي ، انت عروس ولن تدخلي الي المطبخ ، واذا تفضلين الطعام المنزلي سأطهو الطعام انا
ردت بسرعة : لا طبعا تريد ان تطهو الطعام وانا موجودة
__ سأفعل أي شيء من اجل راحتك حبيبتي
احمر وجهها من رقته وشعرت بالتوتر عندما سحبها من يدها بلطف : هيا نصلي اولا




انتهيا من تناول الطعام ليجلس الي جوارها على الاريكة
ابتسم بهدوء ليدخل يده بخصلات شعرها السوداء الناعمة
شعرت بالتوتر يغلفها
__ سأعد كوبين من الشاي
قامت ليمسك يدها ويجلسها بجانبه مرة اخرى
__ لن تدخلي الي المطبخ ، لا تجعليني اقسم عليك
__ ولكني اريد ان اشرب شاي
__ سأعده انا
دخل الي المطبخ لتمسك هاتفها وتتصل بنور
__ اهلا اهلا بالعروس، كان بودي ان تأتي لتجديني في شرف استقبالك و لكن انت تعلمي جيدا اني لابد ان انتهي من شراء الفستان
__اعرف نور ، ولكن لا تتأخري ارجوك
__ لماذا انا افسح لك مجال انت وعمر حتى تتفاهمون
اسمعيني جيدا علياء ، عمر حنون جدا واذا سالتيه عن أي شيء سيصارحك بما تريدينه ، فهو لا يعرف الكذب
ابداي معه من جديد علياء واعطي لحبكما فرصة
__ ان شاء الله ، سأغلق الان ، لا تتأخري ، سلام


سال وهو اتي من المطبخ
__ بسنت
__ لا نور ، اطمئن عليها
ابتسم وهو يضع اكواب الشاي على الطاولة
__ تطمئني عليها ام تطلبي منها سرعة الحضور حتى تتخلصي مني
احمر وجهها بشدة لتقول بارتباك : سأصعد الي الاعلى لأرتب الغرفة
تعجب مما قالته أي غرفة ، فالجناح مرتب
ضحك على ارتباكها وحيائها الفطري
و امسك بكوبي الشاي وصعد خلفها
وقف عند الباب المفتوح ليجدها تتأمل الجناح وتدير عيناها به
سألها بهدوء : هل اعجبك ؟
انتفضت من وجوده لترد : نعم ، فهو كما تخيلته بالضبط
هل سالت نور عما اريده
__ لا ، انه ترتيبي بالكامل
اتسعت عيناها اعجابا : انه جميل بل رائع
__ سعيد انه اعجبك ، لا تريدين تغيير أي شيء
__ لا ، انه رائع كما هو
جلس على الاريكة الموضوعة بغرفة الجلوس وفتح التلفاز
__ تعالي ، اجلسي نشاهد التلفزيون
هزت راسها موافقة لتجلس باخر الاريكة ليقترب هو منها بهدوء ويسحبها الي حضنه ويضمها برقة بالغة
ركن راسه على راسها الموضوعة على كتفه وهو يشعر بها ترتجف ولكنه لن يتراجع عن أي خطوة يخطيها


تشعر بالتوتر لدرجة انها ترتجف ، جرأته لا حدود لها وهي لا تعلم ماذا تفعل
قررت ان تتكلم معه فهي لن تقبل أي لمسة منه الا عندما تتخلص من نفورها منه وشعورها بانه خانها
و هي لا تريد ان ترفضه فيتأزم الوضع اكثر بينهما
كحت بلطف لتساله : اخبرني عمر ، هل كانت لك علاقات سابقة ؟


********************

__ مع من كنت تتحدثين ؟
__ مع عمر ، الديك اعتراض ؟
__ صفية اعتدلي معي ، فانت هذه الايام تتعاملين معي بصفاقة
__ انت لا تستحق ان يتعامل معك احد من الاساس حافظ
ولولا اني خائفة على ابن اخي منك لكنت تركتك وذهبت اعيش معه
اندهش من هجومها : لما ان شاء الله ؟
نظرت اليه بقسوة : الا تعلم حقا ، من يخون اخيه دون ان يفكر ولو قليلا في عواقب فعلته لا يستحق ان يكون من جنس البشر ، انت من جنس اخر حافظ لا قلب لك ولا عقل
كراهيتك لمحمد وغيرتك منه جعلتك تفعل أي شيء لتحرق قلبه كما قلبك يحترق من الغيرة
ولكن شاءت الاقدار ان تنقلب الآية عليك فتعيش ببؤس طوال حياتك
تركته وانصرفت بقوة ليهوى جالسا وهو يتمزق
فعلا هو يعيش ببؤس ابتعادها عنه ، لم يكن يعلم انه سيحبها لهذه الدرجة ، شعوره بها وصل الي مرتبة العشق والهيام
ركن راسه الي الوراء ليتذكر ايامه معها وكيف كانت تضحك بسعادة ، كانت مرحة شقية لبقة ومتحررة كانت كالفتيات الأوروبيات اللاتي كان يصادقهن بإنجلترا
سحرته بكل ما فيها ، في اول الامر كان يخرج برفقتها ليثير غيرة اخاه ولكن تطور الوضع لرغبة فعلية منه لمرافقتها
لم يعد يهتم بأخيه ولا الشركة ولا أي شيء اخر غيرها هي
ولكنها كانت كالفاكهة المحرمة ، كان يتمزق عندما يعودان الي البيت فتقبل زوجها عندما تراه ، وتستكين بين ذراعيه
وتنسى امره تماما
كم جرحته بكلامها عن محمد ومشاكلها معه ، ولكن بعد فترة من الوقت شعر بانها تميل اليه
توقفت عن ذكر محمد والمشاكل الدائرة بينهما وهو على علم بها جيدا ، كانت عندما تعود لا تهتم الي امر محمد اطلاقا بل باتت لا تهتم بأمر ابنها ايضا ، كان يشعر بها تنتظره اذا تأخر بالخارج ولكنها لم تصارحه
وعندما تم عمر الثامنة اقام محمد له حفل ضخم واصر اليوم التالي على ان يأخذه معه بسفره الي الخارج ، ليتركاها بمفردها معه هو وابيه ، فصفية ذهبت برفقتهم
اما هي رفضت السفر من الاساس ، و محمد عند وتركها وذهب
ليشعر هو بانها فرصته للتقرب منها
رتب الي سهرة بالخارج في احد المسارح ليعودا الي البيت
ويصر ان تكمل السهرة معه ، اسقها خمرا وهو يعلم جيدا ان تأثيره سيصبح قويا عليها فهي لم تذوقه من قبل
كانت ليلة رائعة قضاها معها فهي لم تستطيع منعه
يعلم انه حقير وبغيض لفعلته الشنعاء ولكنه لم يستطع ردع نفسه عنها ، كان يتوقع انها عندما تستيقظ في الغد ستستلم اليه بعدها فهو يشعر بحبها له
ولكنه فوجئ بصدمتها وصراخها في وجهه ، نعتته بأقبح الشتائم والصفات وصفعته على وجهه اكثر من مرة
و صرحت بكرهها له ليشعر بتعاسة ابديه فهو كان يأمل ان تحبه ولكنها رفضته لم تتكلم معه بعدها اطلاقا
وكانت تتجنبه ، وما مزقه حقا انها انطفأت اصبحت شخصية اخرى غير نور التي احبها وهام بها
مزقه الندم على ما فعله معها ليهرب منها ومن الضيق الذي يصيبه عندما يرى الدموع المتحجرة بعينيها دائما وابدا
هرب وسافر ثانية لينغمس في ملذات وشهوات تذهب بذكراها بعيدا عن عقله ولكنه لم يحتمل البعد كثيرا وصله خبر وفاة والده ليقرر ان يعود وهو يعلم ان الحماية التي اباه كان يضمنها لمحمد ذهبت بوفاته ، فعاد مرة اخرى ليجد فتاته الرائعة التي عندما نظر اليها ولأول مرة عرف انها ابنته ، ولكن نور صفعته مرة اخرى بكرهها اليه وحبها الي محمد بل اصرت ان تذهب الي العيش عند والدها في القاهرة لتهرب منه ومن مضايقاته لها
وقبل ان ينتقلا الي القاهرة حاول مرارا ان ينالها مرة اخرى فشوقه اليها يذبحه و لا يستطيع التحكم في شهوته اليها
ظل ينتظر فرصة واحدة تأتي ليستغلها ، واحدة فقط
وكم شعر بالسعادة عندما اعلن محمد عن سفره الي الخارج
لعقد صفة خاصة بالشركة
ولكنه كان احقر من المرة الماضية فهذه المرة اعتدى عليها بجبروت وقوة
فهو لا يرضيه ان تكون غافله عما سيفعله واذا كانت تكرهه
سيعطيها سببا كافيا لكرهه ، ولكن ما جعله يفعلها حقا انه يعلم انها ستترك محمد بعد ان تتعرض لشيء كهذا ، واذا كان هو لا يستطيع ان ينعم بها ، فلن ينعم بها احد اخر
زفر بضيق وها هي ماتت وحتى بالموت ذهبت مع محمد
فضلته عليه في الموت ، كل ما يهمه الان نور
يريد ان يخبرها بانه ابوها ، وانها من صلبه وان كل هذه الامبراطورية التي صنعها ستؤول اليها هي
ولكن هذا العمر يقف له بالمرصاد ، فهو كابيه
سيتخلص منه ليستطيع ان يتقرب منها كما يريد

***********************
عقد حاجبيه بتعجب : نعم ، ماذا تقولي ؟
شعرت بالتوتر يسري بدمها : اقصد هل احببت من قبل
نظر اليها مطولا وتنهد : أتعلمين علياء ليس من حقك ان تحاسبيني على ما فعلته قبل ارتباطنا ، كما انه ليس من حقي ان احاسبك انا ايضا ، ولكني اشعر ان هذا السؤال وراء كل ما حدث بيننا الفترة الماضية
لذلك طلبتي الطلاق ، من الواضح انك تشكين بأخلاقي
هزت راسها نافية لتقول بتلعثم : لا عمر ، هل ممكن ان تجاوبني
شعر بغصة من تفكيرها به وانها تشك بسلوكه ولكنه ارتاح مبدئيا انها لا تحمله ذنب وفاة امها زفر بعمق
__ طبعا ، لا لم احب من قبلك
نظرت اليه وعيناها تنطقان بانه كاذب ليبتسم بمرارة
__ انت لا تصدقيني ، اليس كذلك ؟
ارتبكت لتقول وهي تتقدم من مكان وضعه لسلسلة مفاتيحه وترفعها امام عيناه : نعم ، اذا لم تحب احدا قبلي ، لمن هذا الحرف الذي تحتفظ به اكثر من عشر سنوات
تعجب منها وابتسم : هذا الحرف ، هو ما جعلك تشكين بي
انفجر ضاحكا لتشعر هي بالدهشة لتنقلب هذه الدهشة الي غضب فهي ترجمت ضحكته على انها استهزاء بها وبمشاعرها صاحت : توقف عمر عن الضحك واجبني
صمت لينظر لها : كيف تكتبين اسمك بالإنجليزية
لينطق بإنجليزيه سليمة : علياء (Alia)
رمشت لتستطيع استيعاب ما يقوله لتقول بنبرة مرتبكة : ولكنك كنت ترتدي القلادة وانت لم تتم العشرون ، كيف تحبني من ذلك الوقت
ابتسم بحب : احبك منذ ان رايتك عليا لأول مرة
وعندما أتممت الحادية عشر وحصلتي على الشهادة الابتدائية اشتريت اليك هذه القلادة ولكني خفت من تقديمها اليك حتى لا يغضب علي ويتشاجر معي ففضلت ان ارتديها بعنقي وتصير بجانب قلبي الذي يهيم بك حبا
وعندما كبرت وتخرجت من الجامعة لم استسغ ان اظل مرتدي القلادة فحولت الحرف الي سلسلة مفاتيح ليظل بيدي حتى تأتي صاحبته واعطيها اياه كما كنت اريد من اكثر من عشر سنوات
اغرورقت عيناها بالدموع وجلست على الفراش وأجهشت في البكاء لتدفن وجهها بين يديها التي تمسك بهما سلسلة المفاتيح فهي تشعر بمدى غبائها و كيف لم تفكر بذلك ، كيف لم يخطر ببالها انها من تحتل قلبه وعقله رغم ان اختها وامها وحتى نور ابلغوها بانه يحبها بل يهيم بها حبا

انزعج من بكائها وشعر بقلبه يتمزق حزنا عليها لا يعلم ما يبكيها فالمفروض ان تكون سعيدة باعترافه لها بحبه وانه يحبها منذ ان وقعت عيناه عليها
تقدم منها واحاطها بذراعيه ليحتضنها مهدئا اليها
سحب يديها من على وجهها
__ انظري الي علياء ، لم تبكين الان ، أتبكين لأني احبك
ام تبكين لأنك لم تصدقيني
مسحت دموعها : اصدقك عمر ، وابكي لأني غبية قضيت ليالي طويلة يائسة وبائسة بسبب وهم اخترعته لأعيش به
مسح على راسها بحنان : حسنا لا تبكي
وقال وانفاسه تعلو وعيناه تتجولان على وجهها بحميمية لذيذة
__ ومن الان لن تقضي لياليك يائسة ، ستعيشين معي بحلم لذيذ ، لن تستيقظي منه ابدا

***********************
عادت الي البيت لتجده يلفه الهدوء تعجبت اين عمر وعلياء
من الممكن انهما خرجا ، ام نائمان ، صعدت الي الاعلى وهي تحمل فستان زفافها التي اشترته مع نهى
سعدت بصحبة نهى فالأخيرة تعلم كل شيء عن تجهيزات الزفاف وافادتها كثيرا اشترتا اشياء كثيرة خاصة بها وبحثا عن الفستان حتى وجدا ما يرضي نور فهي التزمت بما قاله ياسين وانتقت فستان انيق ومحتشم
رن هاتفها لتبتسم : مرحبا حبيبي
عضت شفتيها من عفويتها وارتبكت وفضلت الصمت حتى تعلم ما ردة فعله على مقولتها





عادت اخته الي البيت وهي تشيد بذوق نور واختياراتها
حاول معها ان تصف له الفستان ولكنها ابت فقال اليها ضاحكا : سأتصل بنور واعلم منها فهي ستخبرني
وفعلا اتصل بنور وهو جالس بينهم فعائلته مجتمعه كلها
ينقصها يوسف
ردت سريعا على الهاتف وهو يضحك بسخرية من اخته
لأنه واثق ان نور ستبلغه بما يريده
لتتجمد الضحكة على شفتيه ويحمر وجهه من كلمتها العفوية التي نطقتها وكأنها ولدت لتقولها
انتبه الجالسون الي تغير وجهه لتهزه نهى بلطف : ياسين ،ما بك ؟
__ ها ، لا شيء ، سأصعد الي غرفتي
يتمنى انه لو كان وحيدا لاستطاع ان يرد عليها كيفما يريد
فهو يشتاق الي مناداتها له بهذه الكلمة منذ فترة طويلة
دخل الي غرفته ليغلق الباب : نور انت معي
كحت لتهمس : نعم ،ما بك سمعت نهى تسالك ، هل انت متعب
__ نور اسمعيني اياها ثانية ، اريد ان تريحي قلبي قليلا
احمر وجهها خجلا لتنطق بصعوبة : نعم ح ب ي ب ي
تنفس بعمق ليملئ خلايا جسده من الاحساس بنشوة عارمة وصل اليها
__ مرة اخرى نور ، ولا تشعريني انك تتعلمين الكلام
ضحكت برقة ليشعر بانه يحلق بالسماء لتقول هي
__ هل تريد شيء حبيبي ؟
__ الله ، اريدك بجانبي حبيبتي ، لتعلمي تأثير كلمتك هذه على تصرفاتي ، متى تنتهي هذه الايام المملة
اريدك هنا نور ، بجانبي ، تؤنسين وحدتي ، وتغمريني بدفئك
الذي احلم به كل يوم
تنهدت من مشاعره الرقيقة التي يغمرها به : هانت ياسين
انتظرت كثير الا تستطيع الانتظار هذا الاسبوع
__ سأنتظر حبيبتي ، ولا اريد سماع اسمي ثانية ، اريد سماعها هي فقط ، هيا اطربيني
ضحكت برقة : لا سأغلق الهاتف لأنام ، فانا متعبة جدا واريد النوم بشدة حتى اتي غدا
عقد حاجبيه غضبا : نور لا تغضبيني
قالت هامسة وبدلال تعمدته : عندما اتي غدا سأصعد لأتناول الفطور معك واقولها كما شئت ، ولأرى تأثير كلمتي عليك كما تقول
لمعت عيناه بحب وهيام : سأنتظرك غدا ، لا تتأخري
ونوما هنيئا يا حبيبتي
اغلقت الهاتف وهي تتنهد بحب ، لا تتخيل مدى السعادة التي تشعر بها وهي الي جواره ، هي ايضا باتت تعد الايام الباقية
على زفافها ، تشعر بقلبها يخفق بشدة عندما تتذكره او تنطق اسمه اختزلت كل الخوف الذي يسيطر عليها لتعيش معه بهناء وخاصة انها توقفت عن رؤية هذه الاحلام المزعجة التي تداهمها بل تحلم بأحلام جميلة لذيذة تداعب مشاعرها وتدغدغ حواسها وطبعا هو البطل دون منازع
رمت نفسها على الفراش وهي تحتضن الهاتف بقوة لتغفي عينيها وتذهب الي النوم وهي تفكر به


يشعر بانه سعيد جدا ، فاليوم هي مختلفة اختلافا جذريا يتمنى ان يدوم هذا الاختلاف ، كأنها خرجت من شرنقة كانت تحاوط نفسها بها
لا ينكر انها تقبلته كثيرا بعد ما ذهب اليها وهو متعب
ولكنها لم تكن حرة هكذا بالتصريح في مشاعرها قبل اليوم
قرر ان ينزل لقضاء السهرة مع عائلته
استقبلته نهى بابتسامة : هل وصفت لك الفستان ؟
ضحك : نسيت ان اسالها
ضحك عمرو : نسيت ، يا ترى ما الامر الذي جعلك تنسى سبب الاتصال ياسين ؟
__ كف عن مضايقته ، جيد انك نسيت لأني متأكدة انك لو سالتها ستجاوبك بما تريد ، والمفروض يا اخي العزيز ان لا تعرف مواصفات الفستان الا عندما تراه يوم الزفاف
__ لن اسالها نهى لأريحك من هذه المسالة ، سأنتظر ليوم الزفاف
التفت الي عمرو وقال بهدوء : عمرو تعال انت وعائلتك وامكثوا معنا هذه الايام ، لا تعترض لم اطلب منك هذا الامر مسبقا ، واتمنى ان تنفذ لي طلبي
__ هل حدث شيء ياسين ؟
__ لا ، ولكن عرسي بعد اسبوع واريدك انت ونهى بجانبي
هز راسه موافقا : لن استطيع ان ارفض طلبك ياسين ، صحيح اين يوسف؟
انقلب وجه ياسين ليفاجئ بمن يقول : ها انا جئت


قرر ان يذهب الي القصر اليوم كما ابلغ ياسين صباحا وارغمها ان ترتدي ملابسها ، وتلم جميع احتياجاتها و ترتب الحقائب لانهم سينتقلون الي القصر
لا يعلم ماذا سيحدث ولكنه يعلم جيدا ان معتز لن يستطيع اذيته هو او انجي اذا مكثا بالقصر
فمعنى تواجدهم بالقصر ان ياسين لم يطردهم من جنته وسيحميهم من أي اذى وهذا سيصعب مهمة معتز قليلا
واذا فكر في اذية احد منهم لابد عليه في الاول ان يتخلص من ياسين ويزيحه من الطريق
وهذا امر في غاية الصعوبة
وصل الي القصر ليجدهم مجتمعين وضع الحقائب من يده ومسك يدها ليعطيها قليلا من القوة
وهو يقول : ها انا جئت

التفتوا اليه جميعا ليصمتوا تعجبا من الواقفة بجواره
اشاح ياسين بنظره عنه وركز نظره على امه فهو خائف عليها ومنها ، ولا يعلم كيف ستكون ردة فعلها حيال هذا الامر
ابتسمت نهى وهي تعلم جيدا من الي بجوار اخاها
__ اهلا يوسف ، حمد لله على سلامتك انجي
التفت اليها ياسين بحده ويسال بقوة : انت على علم بالأمر نهى ؟
نظرت اليه والدهشة مرسومة على وجهها بسبب حدته
__ أي امر
نطق يوسف : لا احد يعلم غيرك ياسين؟
سال عمرو بحيرة : ما الذي لا نعلمه ؟
جز ياسين على اسنانه ليقول يوسف : امي اريدك ان تتعرفي على انجي زوجتي

*******************

فتح عينيه لترتسم اجمل ابتسامة على وجهه وهو يرى حبيبة قلبه وروحه نائمة باستكانة بين ذراعيه
نظر الي وجنتاها الموردتين وشفاها المحمرة العذبة
ليميل عليها بحب ويقبلها قبلة خاطفة سريعة ، فهو لا يريد ان يوقظها من النوم ، حركت راسها ليبتسم ويتحرك بهدوء من جانبها فهو يريد الاطمئنان على نور
ارتدى ملابسة سريعا ليخرج من الغرفة بهدوء ويتحرك الي غرفة نور دق الباب بهدوء ليطل براسه من الباب ليجدها نائمة وفستان الزفاف معلق خارج الدولاب
ابتسم بسعادة ليدخل اليها عدل من وضعية نومها واحكم الغطاء عليها وخفض التكييف قليلا حتى لا تصاب بالبرد
قبل زفافها بهذا الوقت القليل
اغلق الباب بهدوء ليذهب الي جناحه مرة اخرى
وجد زوجته غير موجوده بالفراش استمع الي صوت المياه
ليعلم انها تستحم ، ابتسم وجهز ملابسه وهو يفكر عندما تخرج سيطلب منها ان ترتدي ملابسها ليخرجا سويا ،فهي تحتاج قليلا من التجديد بدلا من الجلوس بالبيت



خرجت من دورة المياه وهي تلف جسدها بروب الاستحمام
تشعر بجسدها يحترق عندما تتذكر ما حدث بينهما
قلبها يدق بعنف وتشعر بان وجهها سينفجر من الاحمرار
والسخونة التي تشعر بها
تفاجأت من وجوده وهو جالس على حافة الفراش و عاري الصدر ، كانت تريد العودة لداخل دورة المياه
ولكنه راها وابتسم ابتسامته الرائعة التي تذهب بعقلها
لتخفض راسها خجلا منه


جالس على الفراش ينتظر خروجها ليشعر بحبه يزيد لهذا الملاك الذي يراه امامه وجنتاها المحمرتين و مشيتها الخجولة سيجعلانه يفقد عقله
ابتسم لها بحب لتخفض راسها خجلا منه
قام واقفا ومسك يدها برقة ليسحبها الي حضنه ويجلسها على الاريكة و يجلس بجانبها همس : كيف حالك حبيبتي ؟
هل انت بخير ؟ هل تأذيت او شعرت باي الم ؟
شعرت انها تذوب خجلا منه ومن اسئلته
وشعرت ايضا ان نبرته مهتمة وملهوفة ارادت ان تطمئنه
فهزت راسها نافيه ليبتسم ويتنهد براحة
__ هل تريدين ان نخرج قليلا ؟ ام اطلب طعاما لنا ونقضي السهرة هنا
قالت بصوت مبحوح : اريد ان ارى نور
ضحك : نور نامت ، من الواضح انها اتت الي البيت ونحن نائمين
ابتسمت ليكمل : ها ،ماذا تريدين ؟
__ لا اريد الخروج
__ حسنا ، سنطلب الطعام ونقضي سهرتنا هنا
اعذريني عليا لأني لم ارتب لك سفرا لنقضي شهر عسلنا ، ولكن بإذن الله عندما تتزوج نور سآخذك ونسافر الي أي مكان تريدينه ، امري وتدللي على راحتك وانا سأنفذ
ابتسمت لتقول : لا داعي للاعتذار عمر وهذه فرصة جيدة لأفكر بمكان جيد نذهب اليه
قام متجها الي دورة المياه وهو يقول : حسنا ، سأدخل لاستحم ، ستجدين ارقام المطاعم عندك ، اطلبي الطعام الذي تريدينه وانا سأؤكل على ذوقك الليلة
ولا يوسوس لك عقلك بالدخول الي المطبخ فانت الي الان لم تجربي غضبي واقسم انك اذا عتبت عتبة المطبخ لأغضب منك بشدة
ضحكت بدلال من لهجته المتوعدة :على راحتك اذا تريد ان تريحيني سأتدلل على راحتي الي ان تقول انك مللت من تدليلي
عاد اليها ليوقفها ويحتضنها بحب ويطبع قبلة سريعة شقية
على شفاها : لن امل حبيبتي ، فانا خلقت لأدللك
*********************

شهقت الام بفزع : ماذا تقول ؟ زوجتك
كيف ؟ متى تزوجت ؟ ومن هي لتتزوجها دون علمنا
رد ياسين : اخت معتز امي
وقفت غاضبة وعيناها تنطقان بالكره اتجاه هذه المخلوقة التي جعلت ولدها يتزوج دون علمهم لتندفع بغضب نحوهما وترفع يدها لتهوي صفعة مدوية في المكان




اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
موعدنا القادم السبت ان شاء الله
منتظرة توقعاتكم وردودكم

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية