كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
مساء الخير يا صابيا
البارت الجديد
اتمنى يعجبكم ويكون عند حسن ظنكم
لا تبخلوا علي بردودكم وتوقعاتكم
اسيبكم مع البارت
الفصل العشرون
شعرت انها ستقع ارضا من المفاجأة ، فكل من تعرفهم متواجدين ، وعائلة ياسين بأكملها ايضا ،وبعضا من اصدقاء عمر ومعارفة وميزت ياسر صديق ياسين ووجوده
لتتنبه على الواقف امامها بطوله الفارع ووسامته التي تزداد يوما بعد يوم ، تشعر انه مختلف اليوم ، عيناه تتألق بلمعه عجيبة عليها لم تراها من قبل ولونها الرمادي يتميز بصفاء السماء وابتسامته المشرقة تجعلها تشعر بوهن وضعف في اوصالها ، مرتدي بدله رمادية اللون وقميص ابيض ورباطة عنقه المخططة بالونين معا تمم اناقته وتظهر وسامته واسمرار بشرته وجدت انها اقتربت منه ليمسك يدها برقة ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك
تعلقت عيناه بها منذ ظهورها على اعلى السلم ليتأملها براحة وهدوء فهي الليلة عروسته هو ، لن يشعر بالغيرة بعد الان ستصبح ملكه هو ، لن يفزع عند اقتراب احدهم منها فهي ستصبح زوجته وحبيبته وام اطفاله سيقضي حياته معها للابد في سعادة وهناء ، يريح قلبه بين ضلوعها ويروي ظمأه من نبع حبها ويرتاح في ظلها وقربها منه
انتهت ايام حزنك يا ياسين واليوم يوم سعدك
تأملها جيدا وهي ترتدي فستان روزي اللون من الشيفون
يصل الي منتصف ساقيها مجسم الي حد ما فتحة الصدر مربعة فتظهر صدرها وجزء من ظهرها بأكمام شيفونيه شفافة مطرزة برقة ، شعرها مرفوع ومزين ببضع من الورود الصغيرة الوردية
نظر الي وجهها الفتان ليرى شفتيها الوردية تتألق بلمعان
وجمال، انفها جميل وشامخ بقصبته القصيرة وعيونها الخضراء العسلية يغلب عليها اللون العسلي نتيجة الظلال الدخانية المحيطة بها ليتيه بهما وفي بحرهما الذي لا اخر له
تنبه على عمر وهو يمد يدها اليه ، ليمسكها برقة
ويهمس لها : مبروك حبيبتي ، الف مبروك
سار بها الي الكوشة ، لتندهش اذن هذا الشيء المعد بالأسفل ، حسنا يا عمر ، انت تضعني امام الامر الواقع
فوجئت باخت ياسين وهى تفتح علبه مخملية كبيرة امامه
وتلتقط منها دبله ماسيه لتعطيها لياسين ليمسك يدها
ليلبسها ايها
انتزعت يدهها منه بسرعة ومالت عليه لتهمس : انا لا اريد الزواج
انتفضت عندما تأكدت مما قالته لترفع عيناها الي عمر فتجد الغضب يملئ عينيه
ابتلعت ريقها بصعوبة، و ارتعدت خوفا مما سيحدث
ولكن ما ادهشها حقا هو ياسين وهو يأخذ يدها بهدوء ويبتسم بهدوء ويلبسها الدبلة بهدوء
كان يفعل كل شيء بهدوء قاتل ، نظرت حولها للتأكد من الحضور وهل لاحظوا ما حدث ولكن نظراتهم الدافئة وابتساماتهم السعيدة بينت لها لم يلاحظ احد ما حدث ما عدا طبعا عمر ونهى فهما من كانا قريبين منها وسمعا ما قالته
تنهدت وخطيبها العزيز
__ نور نادتها نهى بلطف
تفضلي ناولتها الدبلة الفضية التي ستلبسها لياسين
ارتعشت يدها بعنف وحاولت السيطرة على اعصابها قليلا
مد يده اليسرى وامسك يديها بهدوء ليعطيها احساس بالأمان
فهو شعر بخوفها الذي لا يعلم سببه ، ساعدها لتلبسه دبلته وكم كان شكلها جميل وهي تزين بنصره الايمن
مدت نهى اليه علبة الشبكة ليلبسها البقية
لكنه اشار اليها براسه نافيا : اريها للحاضرين وسنكمل نحن في وقت اخر
ابتسمت نهى لتفهم اخيها لموقف نور ، فهي ارجعت موقفها وجملتها للارتباك الطبيعي المصاحب للعرائس في ليلاي كهذه
اشار لعمر بعينيه كي يقرب منه ومال عليه ليهمس بأذنه ببعض من الكلمات لم تستطع الاستماع اليها
ولكن رد اخاها كان ابتسامة هادئة وهز راسه بالموافقة
مما جعلها تعقد حاجبيها ما الذي يخطط اليه هو وعمر
وجدته يمسك يدها بهدوء ويقول امرا بصوت منخفض
__ قومي معي من فضلك
لم تستطع النطق بل اذعنت لأمره و قامت معه لم تتبين ما حولها فشعرت انها بغيبوبة عقلية ،فكل ما يحدث من حولها
لا تستوعبه
دخلا الي غرفة المكتب ليقول لعمر : من فضلك ، هلا سمحت لنا بدقائق على انفراد
هز عمر راسه ليخرج من الغرفة بهدوء
تبع عمر واغلق الباب ليلتفت اليها وينظر مطولا
لا يعلم ما يحدث، ما بها ، وما هذا الرفض غير المنطقي
من الواضح انها لا تشعر بالسعادة ، وان هذا الشعور بعيد عنها بأميال ، متوترة خائفة ، لكنها ليست سعيدة
حاول السيطرة على اعصابه وقال بهدوء
__ نور ، ارفعي وجهك وانظري الي
من وقت دخولها الي الغرفة واغلاقه للباب وهى تنتفض داخليا ، ما الذي سيقوله لها ؟ والاهم ما الذي ستقوله له
بماذا تبرر رفضها للزواج ؟
عندما امرها بالنظر اليه ، رفعت راسها ببطيء وهي تشعر بالبكاء يداهمها و جسدها كله يرتعش
نظرت اليه لتجد عينيه خاليه من أي تعبير
نظرته خاوية من الدفء ومن الغضب ايضا
تنفس بقوة : ما بك نور؟ هل انتي خائفة مني ؟
هزت راسها نافية
__ هل من الممكن اعلم ما هذا الغباء الذي تصرفت به بالخارج ، حمد لله ان لم يلاحظ احدا من الحضور شيء
والا لتعرضت انا واخاك المسكين للفضيحة
هل توجد عروسة يوم خطوبتها ترفض الزواج ، ولماذا انت رافضة ، أ لست البارحة فقط أعطيتني موافقتك ؟
هزت راسها بنعم
ليزمجر غاضبا : هل انا لعبة بين يديك نور ،البارحة موافقة واليوم لا تريدين الزواج ؟
هل وجدتي انني متيم بك فقلت لما لا أتسلي قليلا مع هذا الاحمق؟
صرخ بها : نور ردي علي ام ان القطة اكلت لسانك؟
حاولت النطق لتنفجر في البكاء بهستيرية
رفع حاجبيه دهشة مما حدث ، ما الذي دهاها ؟
لم يعهدها تبكي هكذا ، حتى عند توقف المصعد كانت تبكي بهدوء ليس كالان تبكي كأنها فقدت احدا عزيز على قلبها
اتسعت عيناه من الصدمة ، هل من الممكن ان تكون مرتبطة بأحدهم ، او كانت مرتبطة بأحدهم وهذا سر الحزن الواضح عليها
عض شفته قهرا وغضبا ليقول بلهجة جافة
__ نور توقفي عنم البكاء، و جاوبيني لما لا تريدين الزواج مني ؟
حاولت السيطرة قليلا على اعصابها
لتنظر اليه بعينين باكية ، تريد ان تفهمه انها خائفة وكانت غير مستعده لكل هذه الاشياء والمفاجئات ، وان عمر فعل كل هذا دون موافقتها ولا ابلاغها بالأمر ، كانت ممكن ان تكون في حاله احسن من تلك التي بها الان ، اذا كان الاحتفال عائلي اكثر من ذلك
ولكن ما الفائدة الان ؟ هو غاضب مما فعلته ؟ و عمر ايضا سيغضب منها ؟ وهي اضاعت فرحتها بيدها
تنفست بهدوء ونظرت اليه مطولا لعله يفهمها بدون كلام
كما فعل من قبل ولا يطالبها بتفسيرات للأمر
شعر انها هدئت قليلا ، ليقترب منها بهدوء وتعقل
ويمد يده لها ببضع من المناديل ، اخذت من المناديل لتمسح دموعها وتحاول انقاذ ما تبقى من زينتها
تنحنحت ليطلع صوتها اجش : اسفة ياسين اعذرني
لم اتحمل الضغط
ردد بدهشه : الضغط ، أي ضغط
__ ضغط الاحتفال المفاجئ ، وحضور الناس والصخب ،لم اتحمله
سال بحيره : هل هذا ما جعلك تتفوهي بهذه التفاهات عن رفضك للزواج بالخارج ؟
هزت راسها بنعم ، تنهد براحة عجيبة
ليسال بجديه : اذن انت موافقه على الزواج مني
ردت بسرعة : طبعا ولكن لابد من التروي ومعرفة بعضنا البعض ،ولنبدأها بالخطوبة اذا مرت بسلام ، لا يوجد مانع من الزواج
نظر اليها وهي تتكلم بعمليه كأنها تتكلم على احد العقود القانونية ، لا يعلم لما شعر انها تخفي مشاعرها اتجاهه
تتكلم بالية ولكن هو يستمع الي دقات قلبها المتسارعة ويشعر بما تخفيه عنه ، اذن كانت متوترة لا اكثر ولا يوجد شخص اخر ، ولكن اذا كانت تحبه فعلا كما يشعر اذن لما كل هذا التوتر والارتباك الواضحان عليها
ابتسم بهدوء : حسنا ، لا مانع لدي ، سأكتفي الان بالخطبة
عم الصمت قليلا ليظل يتأملها وهي تبدو بعينيه جميلة وجذابة جدا لمعت فكرة براسه ليقول بمكر: نور ، هل تعترضي اذا قبلتك الان ؟
انتفضت واقفة : نعم
قال بخبث وهو يجاهد الا يبتسم : بمناسبة الاتفاق
رددت بدهشة: اتفاق
تصنع الجدية : اه ، كدعوة الغداء التي داعكي اليها بسام عند امضاء العقود
ارتبكت منه: لا طبعا
ليهب واقفا فترجع الي الخلف وتصطدم بدولاب الاوراق
تقدم منها بهدوء، ليضع يديه حولها على الدولاب
ويسال بجديه : واذا صممت ، فانا من حقي ان اصر كما اصر بسام على حضورك للغدا
احمرت خجلا ، لتهز راسها بشده نافيه
لوى شفته بخيبة امل : حسنا ، من الواضح انني لست بغلاة بسام ، اه انا نسيت انه شخصية جذابة
ضحكت برقة فهو يؤنبها على ما قالته عن بسام
سالت بخبث : انت تغار
ضحك بهدوء : اخيرا فهمتي ، نعم اغار جدا ، وارجو ان لا تمدحي احدا اخر ، غيري بالطبع
ابتسمت بهدوء: هلا جلست حتى لا يأتي عمر، ويرانا هكذا
هز راسه بلا ، لتردف برقة غير مقصودة
__ ياسين ، من فضلك
تنهد بحب : انها احلى ياسين سمعتها بحياتي ، كرريها من فضلك
عضت شفتها السفلي بتوتر: من فضلك اجلس ودعني اجلس
دار بعينيه على تفاصيل وجهها بلهفة وحب ليقول برقة
__ الم اطلب منك ان تتوقفي عن هذه الحركة ؟ شفاهك الرقيقة هذه لا تحتمل ما تفعلينه بها ، فهي تستحق ان تقبل بمنتهى الرقة
مال عليها اكثر ورغبته بتقبيلها تزداد
شعرت بما سيفعله لتنحني من تحت ذراعة ، ويرتطم هو بالدولاب بقوة
ابتسمت على منظره وهو يرتطم بالخشب لتنفجر ضاحكة على الغيظ الذي يملئ عيناه عندما التفت اليها
__ اين ستذهبين ؟
__ لا مكان ، ولكنك ستتهذب حتى لا ابلغ عمر
__ تهدديني
ابتسمت : نعم
فتح الباب فجأة: ها كيف الحال يا عرسان الناس تتساءل عنكما
ابتسمت له بإغاظة ،ليرد عليها بابتسامة متوعده
ليسال عمر بجدية : نور هل كنتي تبكين ؟
نظرت الي اخاها بفتور : نعم ،ابكي فرحا من المفاجأة ، لا تشغل راسك
توتر عمر من كلماتها المقصودة ، لينظر الي ياسين
__ هيا تعالا، لتقطعا قالب الحلوى
هز ياسين راسه ،ليخرج بطاقة صغيرة من جيبه ، ويقترب منها
__ نور هذه بطاقتي ، بها ارقام تليفوناتي الشخصية وايضا ارقام الشركة ، سأنتظر اتصالك بي اليوم ، ارجو ان لا تبخلي علي به
__ سأتصل لا تقلق
ابتسم بسعادة، هيا لنخرج، مد لها ذراعه، لتمسك به
ويخرجا والابتسامة على شفتيهما
**********************
بعد انتهاء الحفل وانصراف معظم الحضور ، مال يوسف على اخاه : سأذهب انا لدي موعد هام وانا تأخرت عليه
ساترك لك السيارة وسأتصرف ، ولكنني لا استطيع ان اوصل امي ، سيتكفل عمرو بذلك ، اجلس انت مع خطيبتك كما شئت
__ لا سأنصرف انا الاخر فالوقت تأخر ، ولابد ان انال قسطا من النوم ،لأننا سنصحو باكرا في الغد من اجل الذهاب الي ياسر
__ اه ، لن استطيع المجيء ، وسأعتذر لياسر ، فانا وعدت بعضا من اصدقائي لأذهب معهم الي الاسكندرية
و سآتي في الغد ليلا، ان شاء الله
نظر اليه بريبه : لم تقل شيء من هذا عندما ابلغتك بحفلة ياسر
ابتسم بتوتر : تورطت مع الشباب ولم استطع الافلات منهم
تنهد بعمق : حسنا ، اعتذر لياسر قبل ان تذهب
__ حاضر ، هيا امي ، سيوصلك عمرو
__ اترك امي ،فانا ذاهب
رتبت على خده بحنان : لا حبيبي ، سأذهب مع عمرو ، وانت اتي على راحتك ، اين نور ؟
التفت براسه ليراها تتكلم مع نهى : انها هناك تودع نهى ، نور
اقبلت نهى عليها لتشعر بالتوتر فمن المؤكد انها غاضبة منها
ومن احراجها لأخيها ، ابتسمت نهى ابتسامة واسعة واحتضنتها بحب
__ مبروك نور، ستنورين عائلتنا
__ الله يبارك فيكي ،
قدمت اليها شنطة هدايا صغيرة : اتمنى انها تعجبك ، هذا ذوقي انا ، اما الشبكة اصر ياسين على تنقيتها بنفسه و بمفرده ، اتمنى ان الاثنان يحوزان على اعجابك
__ شكرا جزيلا ، واكيد ستحوز على اعجابي
__ اتمنى لكي التوفيق ، وارجوكم عجلوا بالزفاف ، فانا اريد زفاف خاص بعائلتنا ، فانا لم ارقص جيدا في زفاف سارة
ضحكت نور : لما ؟
__ عمرو اصر علي ان لا ارقص
__ ولما سيتركك ترقصي في زفافنا ؟
__ هل تمزحين معي ، انه زفاف ياسين ، هل يستطيع الاعتراض من الاصل ؟
ضحكت نور على حماس نهى لتنتبه على صوته يناديها
همست نهى مازحة: اذهبي اليه ، من الواضح انه لا يصبر على فراقك
تلون وجه نور بحمرة الخجل من مزاح نهى ، لتذهب اليه
__ امي تسال عنك
__ تعالي بنيتي ، اريد ان اسلم عليك قبل ان اذهب
اقتربت من الام لتحتضنها بحب ودفء ، طالما اشتاقت لهما نور لتهمس السيدة نوارة لها : مبارك حبيبتي ، الف مبروك
لا تعلمي مدى السعادة التي اشعر بها اليوم ، لقد فقدت الامل في زواج ياسين ، ولكن من الواضح انه كان ينتظرك
ابتسمت نور خجله : الله يبارك فيكي يا هانم
مدت اليها يدها بعلبة مخملية صغيرة : هذه هدية مني بمناسبة الخطوبة ، اتمنى ان تعجبك
__ هذا كثير سيدتي
ابتسمت نهى من خلفها : ما هذا بدأت حقوق التمييز عند امي
ولما لا فانت زوجة الغالي
خبطها ياسين على راسها برقة عند تلون وجه نور
__ الا تتعلمين الصمت قليلا ؟ يا لكي من شقيه
__ أي ، راسي ، اصبحت متوحشا اخي ، كل هذا من اجل نور
قال بحزم : نهى
__ حسنا ، حسنا سأذهب الي عمرو فهو من يدللني الان
فانت اصبح لديك احد اخر
قالت جملتها الاخيرة وهى تغمز له بعينها بشقاوة لتسرع من امامه
ابتسم في وجه نور بسعادة ، فهو الان لا تسعه الارض من فرط سعادته ، اه كم يشعر بالحب وهو يغتاله يتمنى ان يأخذها معه الي البيت لكي يريها قليلا مما يشعر
__ اصبر يا صديقي ، فستحقق احلامك كلها ، ولكن في العجلة الندامة
انتفض على صوت ياسر القريب منه
__ افزعتني ياسر ، ما معنى الذي تقوله ؟
ابتسم ياسر : انت تعلم جيدا ، عيناك فضحاك يا صديقي
__ لا انت الذي تحب اختراق عقلي
ضحك ياسر : لا من نبهني اصلا زوج اختك العزيز هو وعلي
احمر وجهه بسرعة : نبهاك لماذا
__ بانك تأكل الفتاه بعينيك
واكمل مقلدا لصوت عمرو : انظر اراهن انه يريد ان يأخذها معه الي البيت
ازداد توتره : هل قال هذا الكلام امام عمر
__ لا ، فعمر الاخر ، لم يسلم منهما ، تصور علي يقول ان حالك افضل من حاله كثيرا ، قدم موعد الزفاف ، وان شاء الله يتمم لك على خير
ردد بصدق : امين يا رب
اقتربت من صديقتها تبتسم بخجل
__ نور هل انت غاضبة مني؟
نظرت اليها ، تنهدت : لم اتوقع منك يا علياء ان تظلي معي اليوم بطوله دون ان تتفوهي بكلمة عما سيجبرني عليه اخي العزيز
__ نور ، استمعي الي من فضلك
عمر حلفني ان لا اخبرك ، وهو ايضا اراد مصلحتك ومن المؤكد انه سيوضح لكي اسبابه
__اذن الان اصبح عمر اقرب اليك مني ، اشكرك يا صديقتي العزيزة
انصرفت من امامها فهي بالفعل غاضبه منها ومن عمر
وغضبها من عمر اكثر بكثير من علياء ، فهي تعلم جيدا
انه اجبر علياء ان تخفي عليها الامر
انصدمت من رد فعل نور ، وعندما تنبهت كانت نور اختفت من امامها
لمحت نور وهى تصعد للأعلى ففكرت في اللحاق بها
لتتكلم معها فهي لا يهون عليها ان تظل نور غاضبة منها
همت باللحاق بها لتجد زوجة اخيها المصون امامها
قالت بسخريه : ما الامر هل العروسة غاضبة من شيء؟
ابتسمت بهدوء : اهلا ايه ، كيف حالك؟
__ بخير يا عزيزتي ، كيف حالك انت ، وكيف عمر معك؟
توترت من سؤالها : نحن بخير والحمد لله
__ الحمد لله ،علياء اريد ان اوضح لكي انني كنت قلقة عليك لا اكثر حين تكلمت معك المرة الماضية فمعرفتي بعلاقات عمر واستهتاره مع الفتيات هي ما جعلتني افعل ذلك فأرجوك لا تتخذي موقف ضدي
رددت بدهشة : استهتاره مع الفتيات
قاطعتها بارتباك : اسمعي هذا لا يهم الان ، فهو معك وانت مرتاحة معه ولذلك دعي الماضي حبيبتي واستمتعي بحاضرك
انصرفت بهدوء من امام علياء وهي تبتسم بانتصار فهي حققت ما تمنته فعلياء الان سيأكل عقلها الكثير والكثير من الاسئلة
شعرت علياء ان الارض تميد تحت قدميها ، هل فعلا كان لدية علاقات سابقة هو كان الطرف المستهتر بها ، ولم لا فجراته لا حدود لها وتعامله معها يوضح انها ليست الاولى بحياته فهو يتكلم بكل شيء دون خجل وكانه اعتاد على ذلك الامر شعرت بروحها تتمزق وانها ستقع ارضا من صدمة انها ظلت تحبه كل هذا الوقت وهو يعيث في الارض مع غيرها من الفتيات اسندت جسدها الي اول قطعة اثاث صادفتها و رفعت راسها لتحاول ان تتنفس لتقع عينيها على احدى صوره الفتوغرافية المعلقة على الحائط هو و اخيها مبتسمين دققت بالصورة وكأنها تنتظر منها اجابة عن تساؤلاتها لترى و لأول مرة ان توجد بعنقه قلادة مزينة بحرف A
ما هذا ان عقلها لا يستوعب عمر مرتدي لقلادة و هذا الحرف الذي بها ، الصورة منذ فترة طويلة وعمره بها تبينت انه لم يتجاوز العشرون
عمل عقلها سريعا ، أهذه القلادة كانت هدية من احدى صديقاته و اولى حروف اسمها هو مايزين رقبته
و بوسط تفكيرها لمحت سلسلة مفاتيحه ، لتفجع بوجود نفس الحرف بها ، اتسعت عيناها جزعا ، أيظل يحتفظ به
لما ما اهميته ليظل طوال عشر سنوات محتفظ به اقتربت اكثر و دققت النظر ثانية ، هو بالفعل نفس الحرف ، ماذا ستفعل هل دق قلبه لأخرى غيرها ، ولازال يحتفظ بذكراها
لا لن تفعل مثل المرة الماضية ، ستتأكد اولا ثم تأخذ رد فعل اتجاهه
حاولت السيطرة على اعصابها قليلا ، حتى لا يلاحظ احد عليها شيء ، واذا تأكدت من انه يبقي على ذكرى امرأة اخرى بحياته ستتركه دون رجعة
************************
دخل الي شقته فرحا وهو ينادي بصوت عال
__جي جي ، اين انت حبيبتي ؟
اتت له مسرعة من الداخل ليحتضنها بشده ويرفعها من الارض وهو يقبلها بشوق :اشتقت اليك
ابتسمت بحب : وانا الاخرى كنت ساجن اذا تأخرت اكثر من ذلك
جلس وهي بين ذراعيه ليريحها على الاريكة
قالت وهي تمرر يدها على ذقنه: مبروك حبيبي ، هيا احكي لي ،كل الذي حدث بالخطبة
ضحك بخفة : الله يبارك فيكي حبيبتي ، ماذا اقول اذا لم يسرع ياسين في الزواج سيجن ، فنور استولت على عقله بالكامل ، لو تريه اليوم وهو متوتر كأنه طالب ينتظر نتيجة الثانوية العامة
ضحكت عليه : انت تبالغ يوسف ، اليس كذلك ؟
هز راسه نافيا : لا واللهي
قالت بدهشه : يوسف انا اعرف ياسين جيدا ، فانا كنت ارتعب منه ونحن صغار ، ولا زلت لا اتخيل كيف ساقف امامه بعد ان تخبره انني زوجتك
ابتسم : لست الوحيدة التي لازالت ترتعب منه
حاوط كتفيها بذراعة وضمها اليه بحب : كلنا لا زالنا نرتعب منه ، ولكنه اصبح اهدى كثيرا الان، ثم لا تخافي وانا بجانبك
ضحكت بمرح وقالت مشاغبة : انت اساسا ترتعب منه
رفع حاجبيه : يا سلام
__ انت الذي قلت منذ قليل
__ كنت اطمئنك لا اكثر
ضحكت ونظرت اليه بحب و سالت بتوجس: يوسف ، ستخبره اليس كذلك؟
تنهد : اكيد ، لا تقلقي
ابتسم ابتسامة واسعة : سأبات هنا الليلة ، والغد سأمضيه اليوم بطوله معك
صفقت يديها بسعادة : انه خبر مفرح ، حسنا ما خططك للغد
الي اين سنذهب ، انا اريد الذهاب للأهرامات
__ الاهرامات في هذا الحر، لا طبعا
مطت شفتيها بزعل : الي اين سنذهب اذن؟
اقترب منها ليقل بخبث : لن نذهب ، سنمضي طوال اليوم بالبيت
ردت مستنكرة : نعم
هز راسه بثقة : نعم ، انا اريد ان امضي اليوم بطوله في الفراش عزيزتي
صاحب مقولته وهو يضمها بشدة بين ذراعيه
ضحكت بصخب وهي تحاول الافلات من بين قبضتيه القويتين : انت مجنون ، انا اريد الخروج
قال بدهشة : مجنون ، أ تجرأت على قولها هكذا في وجهي؟
ضحكت وقالت بدلال : يوسف اريد الخروج في الغد
__ اذن في الليل حبيبتي سنذهب الي السينما او المسرح او الي احد المقاهي ، ولكن الصباح اريد ان امضيه بالبيت
قال بقهر: في الفراش الذي لم انم عليه الي الان
ضحكت عليه ليردف : اضحكي ، سنرى من سيضحك في الاخر
**************************
سلم على علي وهو يتفق معه على الغد بعد ان اكد ياسر على علي الدعوة التي سبق ان اوصلها اليه عمرو
كح بهدوء ليقل علي بمرح : هل اصبت بالبرد ام تريدني ان افسح لك المجال لتتكلم مع علياء على راحتك ؟
ابتسم عمر : انت ذكي جدا ، ما شاء الله عليك
ضحك علي : حسنا ، بسرعة، فانا اريد الذهاب
دفعه بقوة مازحا : يا رجل اذهب وانا سأوصلها ، لم متعلق بها هكذا ؟
ضحك علي والتفت الي اخته : سأنتظر بالسيارة ، لا تتأخري
توترت بشده وشعرت ان جسدها مشدود كالوتر الرفيع
اقترب منها والابتسامة تزين شفتيه
__ ها حبيبتي ، من المؤكد انكي متعبه اليوم ، ارهقتك معي
شكرا لكي على كل ما فعلتيه من اجلي
ردت بسرعة : ليس من اجلك ، بل هو من اجل نور
عقد حاجبيه بدهشة من ردها : نعم يا ليت تستوعب الامر
ماذا قالت لكي ؟
__ لا شيء انها غاضبة جدا
__ ستفهم صدقيني
صدح صوت بوق سيارة علي ، لينظر اليه عمر بغضب
__ سأذهب انا
__ حسنا ، سأتصل بكي بعد قليل
__ لا ، انا متعبة واريد النوم
نظر اليها بتعجب : علياء ، ما بكي ؟ هل غاضبة مني لان نور غاضبة ام ماذا ؟
قالت بتوتر : لا عمر ، ولكني بالفعل متعبة
لم يسترح من ردها فهو يشعر بان بها شيء
__ حسنا ، اراكي في الغد
*******************
جالسة بوسط فراشها وممسكة البطاقة بين يديها
وهي تفكر هل تتصل ام لا ، هتف قلبها انت وعدتيه
لتفكر قليلا لن يحدث شيء اذا لم اتصل به ؟
ولما لا ؟ انت معجبة به وخطيبته الان ولن يحدث شيء اذا اتصلت به
ولكني لم اقل لعمر ، عند تذكرها لآخاها عقدت حاجبيها ولمعت عيناها غضبا ، لن اقول له اليس هذا ما يريده
سأفعله كما يحلو لي
امسكت هاتفها بسرعة قبل ان تتراجع عن موقفها واتصلت به
***********************
دخل الي غرفته وهو يشعر بسعادة عارمة ،خلع سترته ورماها على الاريكة ليلقي بجسده على الفراش بإهمال
ممسك الهاتف بين يديه ويقلب به بعبث منتظر ان تتصل به
هو متأكد انها ستفي بوعدها له
رن الهاتف ليقفز من مكانه وهو يرى الارقام تزين شاشته
هتف قلبه : اكيد هي
رد بهدوء : السلام عليكم
ظلت صامته بعد ان اثار صوته الهادئ حواسها وذاكرتها لما اراد ان يفعله في السابق
سال بهدوء: ا ستظلين صامته طوال الليل ؟
ابتسمت وهو يكمل : ليس لدي ادنى مشكلة فانا سأنتظرك
قالت بسخرية : انت واثق اني سأظل اكلمك طوال الليل
ابتسم بسعادة لأنها نطقت وقال بغرور : نعم ومتأكد ايضا
ضحكت على غروره: الغرور صفة غير مستحبة سيدي
__ انها ثقة بالنفس ، ولا تنسي اتفاقنا من فضلك
قالت بمكر: لم اتفق معك على شيء
__ اه فانتي لم تريديني ان اوقع العقد حتى تتذكريه دائما
ابتسمت بخجل وفهمت ما رمى اليه : انت جرئ زياده عن اللزوم
__ طوال عمري هادئ وقليل الكلام ليس مثل يوسف او ياسر فالاثنان مرحيين جدا ، ولكن انت من يظهر الوجه الاخر لي
__ هل اعتبر هذا مدح ام ذم ؟
__ كيفما يحلو لك ، فانا قصدي واضح جدا
استمرا بالكلام لتفاجئ باذان الفجر يصدح من حولها
قالت بخجل : الوقت تأخر ياسين ، اسفة اني سهرتك معي
__ افعلي ما يحلو لك فانا كلي لك ، وانا سعيد جدا لأنك سهرتيني معك ، نور اريد ان امرك غدا لتذهبي معي
__ حسنا كما تحب
تنهد بحب : حسنا حبيبتي خذي قسطا من النوم فاليوم غدا طويل ،ولكن ان شاء الله سيكون ممتع
__ تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي
وهى تغلق الهاتف فوجئت بطرق خفيف على الباب ، ليدلف عمر بهدوء الي الداخل : انت مستيقظة الي الان ، مع من كنتي تتحدثين ؟
ردت باقتضاب وغضب : مع ياسين
ابتسم بهدوء : اليس هذا من احرجته امامي وامام اخته
وقلتي انكي لا تريدين الزواج به
__لم اكن اقصد اني لا اريد الزواج منه كنت اتكلم عن التوقيت فانا لا اريد الزواج الان ، ولكني اطبق نصيحتك لا اكثر
__ نور ستتزوجين ياسين حتى لو غصبا عنك ، وفى اسرع وقت ايضا
بهتت من لهجة اخاها الحادة : ستجبرني على الزواج عمر
__ لا لن اجبرك ولكنك ستفعلين ما اقوله ، من الواضح انني افسدتك بالدلال الزائد ، لتحرجيني اليوم هكذا
صاحت بغضب : بل انت من احرجتني اليوم ، هل انا صغيرة لتجبرني على الخطوبة هكذا وبدون علمي
__ بل اخبرتك ، وانت وافقتي ، لم اعلم ان عقلك سيخيل اليك انني سأتركك تتعرفين عليه خارج رباط رسمي
ولتجهزي يا عزيزتي ، فسيكون زفافك بعد شهرين على الاكثر
قال جملته بغضب شديد وهو يخرج من الغرفة
اتسعت عيناها رعبا فلهجة عمر لا تبشر بالتراجع
ولكن صدمتها الحقيقة ، لما كل هذا ؟ فهي ليست مقتنعة ان جملتها الغبية هي السبب
اندفعت وراءه : عمر هل انت جاد
__ وهل توجد في هذه الامور مزاح نور ؟
__ لما ، اخبرني عن السبب ، ولا تقل انه من اجل جملتي الغبية التي قلتها وانا خائفة ومتوترة
اعطها ظهره ليبتعد عن نظرات عيناها المصدومة المتسائلة
فهو لن يستطيع ان يخبرها بالسبب الحقيقي وراء اصراره على اتمام الزواج بهذه السرعة
تذكر اتفاقه مع ياسين قبل ان ينصرف الاخير
__ ها ياسين ، متى تريد الزفاف ؟
__انا اريده في الغد ، ولكن نور تريد وقتا لتتعرف علي جيدا
__ هل شهرين مده كفاية لك لتستعد ؟
__ طبعا واقل ايضا ، ولكن نور
__ ستعتاد الامر ، وانا اثق بوعدك لي ، ام انك ستخلفه في احد الايام
رد ياسين سريعا : لا طبعا ، ستظل نور داخل عيناي وسأفعل كل ما بوسعي لإرضائها
__ حسنا ، استعد بعد شهرين
كانت سعادة ياسين كبيرة ولاحظها هو بسهولة ، يريد الاطمئنان عليها باي شكل حتى لو اجبرها على الزواج
وسعادة ياسين بموعد الزواج طمأنته واشعرته انه الانسان المناسب الذي سيطمئن عليها معه
__ عمر اجبني من فضلك ، لما تجبرني على شيء كهذا وانت لم تجبرني يوما على فعل أي شيء
انتبه على سؤالها من دوامة الافكار التي تعبث به
__ نور من فضلك احترمي قرارتي قليلا ، فانا اخاك الكبير
واريد مصلحتك ، ولا يوجد لدي ردا اخر
انصرف من امامها بهدوء ودخل الي غرفته واغلق الباب خلفه ،ركن ظهره على الباب واغمض عينيه
اسف يا نور ولكني خائف عليك الي حد كبير واريد الاطمئنان عليك وانت بعيده عني ، فعمي يريدك انت ، ولن يتركك ، الا اذا ابتعدت عني وعن حياتي وجودك في عصمة رجل اخر سيشل تفكيره ولن يجعل لكي صلة قريبه منه
وياسين من افضل الرجال وانا اعلم انه سيتصدى له
فهو ند قوي ، لن يقوى عليه لا عمي ولا احد اخر
************************
انصدمت من رده لتشعر بالقهر ، لا يوجد عندها اعتراض على ياسين بل هي لا تنكر انها معجبه به وبشخصيته
و مع الوقت ستعتاد عليه وعلى مزاجية افعاله ولكن هكذا لا لا تريد ان تتزوجه مجبورة وبدون اسباب ، لن تستطيع فعل ذلك ، ولكنها ايضا لن تستطيع تصغير عمر ورفض قراره
اه لو يعطيني سبب واحد لكنت وافقت بدون أي تردد
اتجهت الي غرفتها وتوضأت وصلت الفجر لتدعي ربها ان يرشدها الي الطريق الصحيح
********************
في الصباح كان يدق بوق السيارة بمرح وصخب
ليظهر عمر من الباب مبتسم : كف عن ازعاج الجيران ياسين ، ما الذي اتي بك اصلا ، الم نتفق اننا سنتقابل بالطريق ؟
__ صباح الخير ايها النسيب العزيز ، أهذه طريقة لمقابلتي في الصباح ، اتيت لاصطحب خطيبتي معي
__ ومن قال لك اني سأسمح لك بذلك
__ عمر لا تصير هكذا ، يخيل لي انك تطبق علي ما يفعله علي معك
ضحك عمر بمرح : لا واللهي فانا سأصطحب علياء وامي معي ، فعلي معه عائلته
__ انظر وانت الاخر معك عائلتك ، اترك لي عائلتي
__ لم تصبح الي الان عائلتك
__ باعتبار ما سيكون ، ان شاء الله
سال بجدية : اين نوارة هانم ؟
قال بحب خالص : امي ، ذهبت مع عمرو
ابتسم وهو يتذكر امه وهي تبتسم في وجهه عندما ابلغها انه سيمر ليصطحب نور وتقول سأذهب مع عمرو لتأخذا راحتكما حبيبي ، حاول معها ولكنها لم تتراجع عن قرارها
__ هاي ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان ، اين نور ؟
__ ستاتي الان
انهى جملته لتظهر نور من الباب ، ليشعر الاخر بوجودها الذي يخطف انفاسه و رائحتها التي تملئ صدره
شعر بقلبه يقفز في مكانه ويدق بشده ، كانت اجمل مما سبق ، حلاوتها بعينيه زادت وهي خطيبته ، تنفس بعمق ليسيطر على اعصابه وهو يتأملها بملابسها الغير رسمية
بنطلون من الجينز فاتح اللون و قميص ابيض طويل يصل الى منتصف الفخذ بدون اكمام مزين من عند الخصر بحزام رفيع من الجلد بني اللون ، مرتديه نظارة شمسية تخفي عيناها
شعرها القصير متناثر بشكل فوضوي على وجهها
اكد لنفسه انها جذابه ومغرية بشكل كبير اليوم ،
اه لو تزيل هذه النظارة التي تخفي عينيها الجميلتين
اقترب عمر منه بهدوء : هلا تخفض نظرك لو سمحت
ابتسم ياسين بأحراج : اذهب لتاتي بزوجتك واتركني بحالي لو سمحت
ضحك عمر ليلتفت اليها ويقول بجدية : هل اغلقتي غرفتك جيدا ، فالعمال ستاتي اليوم
هزت راسها بنعم ليكمل : حسنا ، اركبي مع خطيبك
اغلق باب الفيلا ليذهب الي سيارته
__ عمر سنتقابل كما اتفقنا
هز راسه له بالموافقة ليدخل الي سيارته وينصرف
ابتسم بوجهها : صباح الخير حبيبتي
فتح باب السيارة لها لتركب وهي ترد بهدوء: صباح الخير
لف ودخل الي سيارته ، لينطلق بها وهو لا تسعه الارض من الفرحة ، ليست اول مرة تركب بجانبه ولكن شعوره اليوم مختلف ، سعيد جدا
بعد وقت قليل دام صمتها ، ليتعجب هو فهي منذ ركوبها وهما يتبادلان الاحاديث في كل شيء يتناقشوا ويتحاوروا ويمزحوا ايضا
ناداها بلطف : نور ، نور
كرر نداؤه مرة اخرى ، ليتعجب من عدم ردها
ركن السيارة لينظر ما بها ، فيجدها نائمة ، ابتسم بسعادة
وعدل راسها بهدوء حتى لا يتضرر عنقها ، وادار السيارة مرة اخرى وينطلق بها
***************
ابتسمت بوجهه عندما راته مقبلا عليها ونظرة عيناه الدافئة تجول بوجهها كعادته
لا تعلم اين هما ، ولكن الجو رائع والسماء صافية
جلس بجانبها واحاطها بذراعه وهمس في اذنها بكلمات دافئة غامضة ، لم تتضح معانيها لها
اراحت راسها على كتفه في استمتاع ورائحة عطره تزداد بأنفها ، تجعل اعصابها ترتخي وجسدها يرتاح موضعه
فتحت عينيها براحة لتجد نظرة عيناه الدافئة تختفي بهدوء وابتسامته الساخرة تزين شفتيه ، وعيناه تلمع بالانتصار
وقال بفحيح ساخر ولهجة باردة
__ أترين عزيزتي انا احصل على ما اريده دائما
نظرت حولها لتجد نفسها وحيده لينقلب الجو من حولها فجأة الي الاحمرار وضحكته الساخرة تملئ مسامعها
حولت ان تناديه لتعلم ماذا يقصد ، لكن صوتها لم يخرج منها
انتبهت الي فراشة جميلة اللون تحترق امام عينيها فجأة لتسقط هذه المرة على جسدها لتكتشف انها عاريه ويهوي قلبها ساقطا وهي تنتبه انها هي من حصل عليه وبسهولة
صرخت صرخة مدوية
انتفض من صرختها مرعوبا ، فهو كان سعيدا جدا عندما مالت وهي نائمة لتركن راسها علي كتفه ، كان يريد ان يحاوطها بذراعه ولكنه عدل عن الفكرة ،حتى لا تستيقظ وتجد نفسها نائمة بين ذراعيه ويلتبس عليها الامر وتفهم مقصده بشكل خاطئ اتسعت ابتسامته اكثر وهو يتذكر انها بعد شهرين ستصبح زوجته
أوقف السيارة بسرعة ليلتفت اليها ويهزها
__ نور ، نور ما بكي ؟
ربت على خدها برقة : نور
استنتج انها كانت تحلم ، هتف بصوت عال : نور ، افيقي
فتحت عيناها لتجد وجهه امامها فتدفعه بقوة بعيدا عنها
وتحاول الهروب من بين ذراعيه، لتصطدم بشده في باب السيارة
تفاجئ من دفعتها اليه و نظرات عينيها المرعوبة والهلع الذي يرتسم على وجهها
لا يعلم ما بها ، ولكنه تأكد انه حلم سيئ للغاية
نظر اليها لفترة قصيرة وقال برقة : ما بك نور ؟ ماذا حدث؟
اكنتي تحلمين ؟
نظرت حولها بسرعة عند انتهاء اسئلته ، لترى انها بالسيارة
مكانها ومرتدية ملابسها ، ولم يحدث أي شيء؟
تنفست براحة انها كانت تحلم ، ونظرت اليه ،لتنفجر باكية من اثر وطأة الحلم عليها ، لا تزال خائفة منه ولكن عقلها يردد انه حلم نور مجرد حلم مزعج من احلامك
ولكنه ظهر به وبوضوح ونظرة عينيه أقشعر لها بدني
طبيعي يظهر بالحلم فهو اخر شخص غفت عليه عينيك
لا تشغلي راسك بالأفكار السوداوية هذه و سيطري على اعصابك قليلا
مظهرها الباكي يمزق قلبه ، يريد ان يحتضنها ليهدئ من روعها قليلا ولكنه خائف ان يرعبها زيادة
اراد ان يربت على ظهرها بهدوء
ليفاجئ بها وهي ترمي نفسها بين ذراعيه وتبكي بشدة
احتضنها بحب وحنان ليطمئنها : نور ،من فضلك كفي عن البكاء
فانا لا اتحمل بكاءك
اكمل برجاء : نور ، انظري الي
لا تعلم ما الذي دفعها لترمي بنفسها في حضنه ولكنها تبحث عن الامان من ما راته
كلماته القليلة المهدئة جعلتها تشعر بالأمان وذراعيه الدافئتين
حاوطها بحب مس قلبها
نظرت اليه مستجيبة لطلبه
ليبتسم في وجهها : اهدئي حبيبتي ، فانا معك
كفت عن البكاء ورجعت الي مكانها ولكنه ظل يمسك بيدها
محاولا ان يشعرها بالأمان
حاول بعد قليل ان يغير جو الكآبة الذي سيطر عليهما ، فسالها بمرح
__ اليس هذا البنطلون الذي كنتي ترتديه عندما وقع كوب اللبن من بين يديك؟
غمز بعينيه مازحا ، لتحمر خجلا منه ومن قوة ملاحظته
ولتذكرها انه راها بهذا الشكل الغير محتشم
سحبت يدها من يده ليسال بدهشة : لما حبيبتي؟
قالت بصوت هامس خجول : تهذب قليلا
ابتسم على خجلها : لم تردي على سؤالي ، هو ام لا
هزت راسها بنعم وهى تخفض عينيها عنه
ليضحك بمرح ويردف وهو يمسك يدها: احببته اكثر على القميص الاسود القصير ، كان جميل
غمز بعينه لها لتسحب يدها من يده : ياسين تهذب قليلا
__ لم افعل شيء ، ابدي اعجابي بملابسك
__ اذن لا تعجبك ملابسي اليوم ، كنت تريديني ان ارتدي القميص الاخر
قال بحده : لا طبعا فهذا قميص حصري لي ، وأياك ان ترتديه حتى امام عمر
سالت بتعجب : كيف تتذكر هذه الاشياء بهذه الدقة
احتضن كفها بحب كبير ورفعه ليقبله قبله عميقة
__ لن انسى هذا اليوم مهما حدث ، فهو اجمل ايام حياتي
__ لما ؟
__ لأني احببت القميص الاسود للغاية
ضحك بقوة على وجهها المحمر خجلا وامسك كفها بقوة حتى لا تنتزع يدها منه
اكمل : لا تغضبي ، انا امزح معك ، ولكنك طماعة جدا
تردين معرفة كل شيء عني ، ولا تروي ظماي بالقليل عنك
هيا اخبريني بأشياء عنك
__ ماذا تريد ان تعرف ؟
__ كل شيء ، ما تفضليه ، ما الذي لا تفضليه ؟
اشياء من هذا القبيل
**********************
الجلسة في سيارته مملة جدا فعلياء لا تتكلم معه مطلقا
ولم ترد ان تركب بجانبه من الاصل ، الا عندما اصرت عليها الخالة عائشة
لا يعلم ما بها ، من البارحة وهو شعر بتغييرها المفاجئ
فحتى خلال حفل الخطوبة، كانت تتعامل برقة وحب
ولكن في شيء حدث لا يعلمه هو ادى الي نفورها منه
كانت لا تريد الجلوس بجانبه ، ولكن امها اصرت عليها
ما بكي علياء ؟ أستصدقين اشياء اخترعها خيالك ؟
الم تتفقي مع بسنت على التأكد مما تقوله لكي اية
ابحثي جيدا حول موضوع الحرف هذا واذا كان لايزال يحتفظ به من ذكرى قديمة ،حينها اتركيه
لا تنكرين انك تحبيه بقوة بل عاشقه له لا تنهي سعادتك معه من اجل خيالات
تنحنحت وقالت بهدوء : عمر ، الا تريد ان تؤكل شيء ؟
رفع حاجبه من الدهشة ، أتكلمت معه فعلا ام انه يخيل له؟
رد ببرود : اخيرا تفضلت علي وتكلمت ، لا اريد شيئا شكر لك ( قال جملته الاخيرة بحدة )
__ المعذرة عمر ولكني متوترة قليلا ، وموقف نور وترني زيادة
__ لا تشغلي راسك بنور فستسامحك لا تقلقي
ولا تأخذيها حجة لتغضبي مني ، فانتي كنت تعلمين جيدا انها ستغضب ولكن الواضح انكي تريدين الغضب لا اكثر
كانت ستنفجر في وجهه لولا انها تذكرت امها الجالسة في الخلف
قالت بضيق : عمر ، انت تريد افتعال المشاكل ، ولا تنسى ان امي معنا
ردد بغضب : انا اريد افتعال المشاكل ، وانت لم تنسي ان والدتك معنا وانت تحرجيني امامها ولا تريدي الركوب بجانبي ، و كأني غير اهل للثقة
عقدت حاجبيها من تفكيره العجيب : لا طبعا هذا غير صحيح
انا كنت محرجة لا اكثر
__ دائما محرجة من وجودي وافعالي ومني شخصيا
__ عمر ، لا تتوهم اشياء من العدم
اشاح وجهه بعيدا عنها في ضيق ، لتصمت هي في ضيق
والحرف يلمع في سلسلة مفاتيحه الموضوعة لتزيد ضيقتها وتشتعل الغيرة بصدرها ، لمن هذا الحرف الذي يحتفظ به لأكثر من عشرة سنوات
اخذت تفكر كيف تعلم لمن هو الحرف ، ستسال نور
ولكن نور غاضبة منها ،لما لا تساله
ضحكت داخليا في سخريه سيكذب بالطبع ، اضاء فكرها
اكيد ان اية تعرف لمن هذا الحرف فبما انها تعلم عن علاقاته السابقة ، ولكن من الممكن انها تكذب عليها ولكن لما تكذب الان فسبب اية الرئيسي لرفض زواجها من عمر كانت نور و اقترابها من علي والسبب الان زال بزواج نور
اذن لن تكذب عليها فهي البارحة لم ترد ان تخبرها عن شيء كانت تبين موقفها لا اكثر
ولكن الي ان تتكلم مع اية ستحاول بقدر المستطاع ان تتعامل مع عمر كما اعتاد ،حتى تتأكد انه باقي على اطلاله القديمة
مضى اليوم جميل وممتع، فجو المزرعة الريفي
ساعدهم على الاسترخاء والشعور بالسعادة تناولوا الطعام والاحاديث
نور تعرفت على ياسين وعائلته اكثر من قبل
ارتاحت جدا لنوارة هانم وشعرت بمدى حبها واهتمامها بأولادها ، وخصوصا ياسين فهو الغالي كما تقول نهى
اما نهى فالصديقة الجديدة شخصية جذابة ومرحة جدا
تنشر في الجو مرحا وسعادة
اما هو فكان اليوم سعيدا وفرحا وهو يراها تقترب من عائلته وتندمج معهم كواحدة من العائلة ، ازدادت فرحته عندما اقتربت امه منه وهي تبتسم وتهمس له
__اختيار موفق حبيبي ،متى سيكون الزفاف ؟
ابتسم : بعد شهرين امي
احتضنته بحب : مبروك حبيبي ، سأكلم مهندس الديكور من الغد ليأتي ويقوم بعمل تصميمات جديدة لجناحك الخاص
ظل يراقبها والابتسامة لم تفارقه ليقترب منه ياسر بهدوء
__ ما سر هذه البسمة التي تزين وجهك يا صديقي ؟
__ انت تعلم ياسر ، فلا تتذاكى من فضلك
ضحك ياسر : احب ان امازحك ياسين ، وانت تعلم
__ اعلم يا صديقي
__ متي ستبدأ حفلتك ؟
__ بعد قليل ، فباقي المدعون على الوصول
__ لما صممت على ان نأتي باكرا اذن ؟
__ لتمضوا اليوم معي ياسين انت تعلم انتم عائلتي ، وايضا لاحتفل بك فلست كل يوم تخطب ، فهمت
هز راسه موافقا وهو يبتسم لتموت الابتسامة على شفتيه
عند رؤيته للسيارة التي يعرفها عن ظهر قلب
التفت الي ياسر بحدة : أ دعوته ياسر ؟
كح ياسر : ياسين انت تعلم انه صديقي مثلك بالضبط ، لا تهتم لوجوده
نظرة الغضب التي تلمع بعينيه جعلت ياسر يقترب منه، ويربت على ظهره
__ ياسين ان معتز يحتاج مساعدتك الان ، لا تهتم بالعبث الذي يقوله ، انت تعلم ان قلبه طيب وسينسى حتما ويعود كسابق عهده
اشاح بوجهه غاضبا ، ليقبل الاخر عليه وهو يبتسم بسخرية
__ اهلا بك ياسين ، كيف حالك؟
نظر اليه بغضب : بخير ، الحمد لله
__ اه صحيح ، سمعت عن خطوبتك ،قال ببرود : مبروك
__ الله يبارك فيك
قال ياسر بهدوء : اهلا معتز ، كيف حالك الان؟
رد بفظاظة : بخير الان ، ومن قبل لم ولن يحدث لي شيء
سأظل بخير حتى احرق قلب احدهم كما فعل معي
وقف ياسين غاضبا وانصرف
ليهتف ياسر : معتز ، من فضلك احترم انك متواجد في بيتي ، واحترامك لضيوفي من احترامك لي ، واذا كنت اتي لتفتعل المشاكل ، فاذهب من فضلك
رد بهدوء : لم اقصد اغضابك ياسر ، وانت تعلم ذلك
__ولا تغضب احدا اخر ، اذا كنت لا تريد اغضابي
معتز انت تحمل ياسين شيء لا علاقة له به ، وانت تعلم ذلك جيدا
__ ياسر من فضلك كف عن ذلك ، فانت تدافع عنه بطريقة تستفزني
رد ياسر بحدة : هو ليس متهم لأدافع عنه ، لا علاقة له بالأمر اصلا
وضع يديه على اذنه : ياسر من فضلك انت تؤذيني هكذا
تنهد بعمق : انت من تؤذي نفسك معتز ، وتؤذي اقرب الناس اليك
انتفض واقفا : لا تنطق بهذا مرة ثانية ، لم يعد اقرب الناس الي ، هو عدوي فهمت ،سأنصرف
__ الي اين ؟
انتبها هما الاثنان الي صوت مريم
عادت سؤالها مرة اخرى : الي اين يا ابن خالي العزيز؟
ابتسم في وجهها بمودة ليقترب منها ويحتضنها بأخوة واضحة :كيف حالك مريم ؟ اشتقت اليك جدا
ضحكت : وانا ايضا ، كيف حالك انت؟
__ بخير الحمد لله
سالت وهي تنظر الي زوجها بعتب : لما كنتما تتشاجران؟
ردا الاثنين معا : لا شيء
نظرت اليهما لتبتسم : كاذبان
ضحكا الاثنان بتوتر لتسال هي : اين ياسين ، ياسر الم يكن معك ؟
ارتبك ياسر ، لتظهر نظرة الكره والغضب على وجه معتز
لتنظر اليهما متفحصة : معتز ، ألا زلت مصرا على الخرافات التي تملئ عقلك؟
اشاح بوجهه بعيدا عنها ، لتقول : معتز اسمعني
ياسر: لا يريد سماع شيء، ولذا كان يريد الانصراف
هزت راسها بخيبة امل : معتز انت تتخيل الاشياء
رد بحدة: من فضلك مريم ، انا لست مريضا نفسيا لتقولي لي اني اتخيل الاشياء ، اسبابي احب ان احتفظ بها لنفسي
و سأبتعد عنه طوال وجودي هنا حتى لا اضايقكم
من اجلكم فقط ، ولكني لن افرط في ثأري منه
همت برد عليه ليشير اليها ياسر براسه نافيا وعيناه تقول لها لا تحاولي فهو لن يستمع اليك
***********************
واقف بجانبها صامت لم ينطق بكلمة واحدة
جاء منذ قليل وهي جالسة مع الفتيات ليشير اليها براسه دون ان يتكلم ، فاستأذنت منهن وقامت اليه
اكتشفت انه اعد سيارته ، فتح لها الباب ، لتركب بجانبه بهدوء وقلق ، فوجهه يحمل حزن وضيق
جاء الي هنا ، منطقة بعيدة الى حد ما عن المكان الي يقع به البيت ، فرحت بشدة لرؤيتها له انه اسطبل للأحصنة
ابتسمت بحب لرؤية الاحصنة ، فهي تحبهم جدا
احترمت صمته وهو جالس على مقدمة السيارة جلست بجانبه بعدما راقبت الاحصنة قليلا
تنحنحت بعد فترة وهمست : ياسين ، ما بك؟
تنهد بتعب : لا شيء حبيبتي
__ اذن لماذا صامت ولا تتكلم معي ؟
__كنت استمتع بالجو من حولي ، وانت بجانبي
رفع يده ليحاوط اكتافها لتقفز واقفة برعب
سال باهتمام : ما بك نور؟ انت خائفة مني
قالت بتلعثم : لا ابدا
نظر لها بتفحص ، يعلم جيدا انها خائفة فهو يستطيع رؤية ما بداخلها فهي شفافة و صافية امامه
اراد الهائها عن خوفها غير المبرر بالنسبة الية
__ أتريدين ركوب احد الاحصنة ؟
__طبعا ، ولكني لم اتعلم ركوب الخيل
ابتسم : ستركبين معي
ابتسمت بحرج ، لينادي هو على السائس ويطلب منه ان يحضر عنتر
__ من عنتر
__ انه الحصان الذي اعتدت ركوبه
جاء السائس بفرس عربي اصيل بني اللون جسده يلمع وعيناه عسلية نقية وصافية
هتفت : انه جميل
اقتربت منه وحسست بيدها على رقبة الحصان بحب
تأملها للحظات ليشعر ان قلبه يدق بعنف
وقف خلفها وقال برقة : لهذه الدرجة تحبين الاحصنة
اغرورقت عيناها بالدموع : نعم ، كان ابي رحمة الله عليه
يقول لي دائما عندما تكبرين سآتي لكي بحصان جميل مثلك
رد بهمس رقيق : وانا سأفعل يا صغيرتي ، سآتي لكي بفرسة جميلة مثلك ، فانا لا اطيق اقتراب أي شيء ذكوري منك حتى لو كان حصانا
ابتسمت بخجل من كلامته الرقيقة
لفت جسدها له ، لتفاجئ بمدى قربه منها ، كانت تعلم انه ورائها ولكن لم تكن تتوقع انه قريب لهذه الدرجة
تراجعت خطوة واحدة لتصطدم بالحصان ، بلعت ريقها بصعوبة ، فهي لا تستطيع ان تسيطر على دقات قلبها المجنونة
نظراته الدافئة تحوم على وجهها بتفحص لذيذ
لثاني مرة شعر بخوفها منه ، تنهد داخليا اه منك يا نور
تستنفذين كل طاقتي وانا بقربك نظر اليها متفحصا
متأملا ملامحها الرقيقة التي تزيد روحة لوعة وعشقا
قال بصوت اجش : لا تخافي مني نور ، لن اؤذيك
ليقترب منها بهدوء ويحتضنها بين ذراعيه بهدوء وحنان
يريد ان يحبسها داخل جسده ، لتجري في اوردته مع خلايا دمه لتستقر في جوانبه وروحه ، فيشعر بها حتى ان كانت بعيده
استمتعت بحلاوة عناقه وحنانه الفياض الذي بثه لروحها
لتداهمها تفاصيل الحلم المزعج ، فيقشعر بدنها وتتصلب عضلاتها ،ويتشنج جسدها بين يديه ، معلنا عن رفضها له
عقد حاجبية تعجبا من شعوره بتصلبها بين يديه ، فكان يستمتع باستجابتها له وشعر بها تذوب بين يديه
لتتصلب فجأة ويتشنج جسدها ، حدث نفسه لابد انها خجلت منك ياسين لذلك تصلبت هكذا، ولكن لا ينكر سعادته فهي لم تدفعه بعيدا عنها اوضحت رفضها لاستمرار العناق بطريقة مهذبه لائقة
ابعدها بهدوء عنه لينظر الي وجهها : هيا ، فعنتر ينتظر
ابتسمت بتوتر وخجل ، لتتوتر اكثر عندما وضع يديه على خصرها ليحملها
ابتعدت عنه : ماذا تفعل ؟
ضحك بهدوء : الا تريدي ركوب عنتر ، اذن سأحملك
__ لا سأركب لوحدي
ابتعد عنها وهو يقول: حسنا ، انت من قلتي انكي لم تتعلمي ركوب الخيل
وقفت مرتبكة لا تعلم ماذا تفعل ، لا تريده ان يحملها
ولا تعلم كيف ستمتطي هذا الحصان الطويل فقصر قامتها لا يسمح لها بذلك ،ما هذا المأزق الذي وضعتي نفسك به نور
كادت ان تبكي فهي تريد الركوب بشدة ، ولا تريد مساعدته بشدة ايضا
كاد ان ينفجر ضاحكا عليها ، فهو يعلم انها لن تستطع الركوب بمفردها دون مساعدته ، شعر بان الحزن يخيم عليها ، وانها ستنفجر في البكاء الان
ليقترب منها دون مناقشه ويحملها كطفلة صغيرة بين ذراعيه ويضعها على عنتر بهدوء
في وسط يأسها وانها لن تتمكن من ركوب الحصان
شعرت به يقترب منها بسرعة ويحملها ليضعها على الحصان بهدوء وسرعة
امتطى الحصان بخفة والية كانه اعتاد هذا الامر منذ نعومة اظافره ليستقر خلفها مباشرة وتلفح أنفاسه عنقها بحرارة فتشعر بانها تحرق جسدها كله
توترت وتصلبت ايضا ليشعر بها ويهمس في اذنها برقة
__ لا تخافي نور ، لن اؤكلك
طبع قبله سريعة على اذنها بعد انهاؤه لجملته
جعلها تشعر بان عظامها تذوب خجلا منه ومن اقترابه لها بهذا الشكل
شعرت بالهواء يداعب شعرها بهدوء، ويلفح وجهها بنسيمه البارد ، لتشعر بأنفاسه الحارقة لها بجانب اذنها وهو يهمس
__ ارفعي راسك نور ،لتستمعي بالجو جيدا
استجابت له ورفعت راسها لتشعر بالهواء العليل يتخلل شعرها و يبعثره ، زادت سرعة الحصان عما كانت لتستمتع بالهواء وهو يضرب خديها بقوة اكبر ويتطاير شعرها الي الخلف
همس ثانية : افردي ذراعيك حتي تشعري انكي تطيري بالسماء
فعلت ما امرها به فورا ، لتشعر بانها تطير فعلا وتحلق بالسماء ،شعرت بسعادة عارمة تجتاحها لتفلت ضحكتها غصب عنها وتنتشر في المكان مجلجلة
شعر بقلبه يقفز من السعادة عندما سمع ضحكتها الجميلة تصدح حوله وابتسم بسعادة لسعادتها، افلت اللجام من يده اليسرى ليلفها حول خصرها بهدوء ويحضنها بحب ولهفة
اوقف الحصان بعد قليل لتظل هي بحضنه وقربه دونما تدري، فالسعادة تخدر مشاعرها وتشعرها بحب كبير له
نعم هي تشعر وتستمتع بدفئه وقربه منها و تحبه
اجفلت من الحقيقة التي باتت واضحة ، ليعود راسها للعمل من جديد ، وتنتبه الي موقعها بين يديه ،فتكح خجلا
ابتعدت عنه قليلا لتنطق بصوت يكاد الا يسمع
__ اريد النزول
كان مستمتع بالجلسة في هدوء ، اقترابها منه ويده الملتفة حول خصرها ورائحة شعرها الزكية تملئ انفه
لا يريد شيء اخر من العالم حوله ، يكفيه انها بقربة
شعر بها وهي تبتعد ليتنهد بحرقة ، لا يعلم كيف يستطيع الصبر كل هذه المدة ، كان يخيل الية ان الشهرين سيمران سريعا ، لكن من الواضح انها ستكون صعبة وطويلة ولن يتحملها
سمعها تهمس ليبتسم ويمسك يدها بهدوء ويقبل باطن يدها
بشوق ولهفة ويهمس لها : لما حبيبتي؟
انا اريدك تظلي بجانبي
__ ياسين ، من فضلك
__ حاضر
قفز ارضا ليمد يديه اليها لينزلها ارضا
حاوط خصرها بقوة لتشعر انها تحترق من لمسته
انزلها بهدوء لتستقر على الارض ، اقترب منها ووضع اصابعه تحت ذقنها ليرفع راسها بهدوء وينظر الي عينيها
__ نور ، اريد ان نعقد قراننا في اقرب وقت
صمت ليعطيها مجال للتفكير فهو يشعر انها ستهرب منه اذا اتاحت لها الفرصة وهو لا يريدها ان تهرب
وبعد قرار عمر بتعجيل الزواج لا يوجد ما يمنع من عقد القران حتى تصبح زوجته فعليا
تشعر بانها مبعثرة لا تستطيع ان تفكر جيدا ، لمسته وقربه منها ونظرة عيناه تجعل حواسها مخدرة كليا
هزت راسها موافقة ، ليبتسم بسعادة واشراق ويحاوطها بذراعيه ، ويحتضنها بلهفة وحب
__ سأفعل ما بوسعي لإسعادك حبيبتي
لا تعلم لما وافقت ، هل لأنها تحبه ام ارضاء لعمر ،ام خوفا من تهديد عمر لها بان لا ترفض
تشعر انها غير قادرة على التفكير ، ولكنها تشعر بان سعادته انتقلت اليها
هتف بسعادة : سأبلغ عمر ومن الممكن ان نعقد قراننا معه
ردت بسرعة : لا اتركهم يستمتعا بمفردهما
اقترب منها اكثر : متى اذن حبيبتي ؟
تفجر العند بداخلها ، اذا كان هذا ما يريده عمر ستجبره هي على الوقت والميعاد
__ اريده عقد قران عادي ياسين في أي جامع ، في المنزل بدون احتفال ، ولندع الاحتفال الي يوم الزفاف
__ موافق ، سأتفق مع عمر على أي يوم واتي بالمأذون
ولكني سأقيم لك حفل زفاف اسطوري ، فانتي اغلي شيء في حياتي
ابتسمت في وجهه بسعادة : اذن أيمكننا ان نرجع الان ؟
__ بالطبع
***************************
اقترب منها مرغما فهو يريد معرفة اين اخته العزيزة
فهي منذ نصف ساعة مختفية
__ علياء ، اين نور؟
ابتسمت بوجهه دون ارادتها فهي لا تستطيع ان تنكر انه بداخلها يجري بعروقها قررت اليوم وبعد ان صفت ذهنها انها لن تبحث في هذا الموضوع واذا كان قلبه دق من قبل الي اخرى غيرها فهو الان يدق لها لن تنكر انها تشعر بحبه لها و مشاعرة الفياضة التي تغرقها في بحر حبه الهادئ ، اذن لتكن ذكية و لا تبعده عنها بسبب اشياء كانت بالماضي
__ مع ياسين
قال باقتضاب : نعم ، كيف؟
اقتربت منه ،فمن الواضح انه لازال غاضبا منها
__ اتي منذ قليل ، وذهبت معه
وجدت نظرات الغيرة بعينيه والضيق مرتسم على وجهه لتبتسم وتقول مازحة: انت تغار على نور
ابتسم منها ومن فهمها له : اكيد ، انها اختي وابنتي وصديقتي ومن تبقى لي في هذه الدنيا
__ وانا
__ انت تعلمي من انت بالنسبة الي علياء
قالت بدلال وهي تقترب منه: لا اعلم ، واريدك ان تخبرني
ابتسم ليقترب منها اكثر ويحتضن يديها بكفيه
__ انت زوجتي عليا ، هل تعلمي معنى كلمة زوجتي
ليكمل بخبث : ام تريدي درس عملي ؟
ضحكت بخجل لتدفعه في كتفه بخفة وتقول بخجل
__ عمر نحن في وسط الناس ، وعلي موجود لا تحرجني ارجوك
قال بمكر : اذن لا ترفضين الدرس ، بل ترفضين المكان والزمان
احمرت وجنتاها لتهتف بغضب خجول : عمر
__ حسنا سأصمت ، هل تعلمين اين ذهبا ؟
__ لا طبعا ، ها هم اتيا ، اطمئن
نظر ليرى سيارة ياسين وهي تقف وتنزل نور منها وهو يتبعها
اقترب منها وقال بهدوء : اين كنتي ؟
قالت ببرود مستفز : مع خطيبي
سيطر على غضبه : لما لم تبلغيني ؟
قالت بسخرية : ولما اخبرك فانا ذهبت مع من تجبرني على الزواج منه ، ولم افكر في انك ستغضب ، فانا اسمع كلامك واقترب ممن سأتزوجه بعد شهرين بناء على رغبة سيادتك
رد بحدة : نور ،لا تستفزيني
قطع جملته اقتراب ياسين منهما ويخبط كتفه بخفه
__ ايها النسيب ، كيف حالك ؟
نظر له غاضبا ، ليسال ياسين بجدية : ما بك عمر ؟ لما انت غاضب ؟
قال بضيق : لا شيء ، قلقت على نور
ردد بدهشة : قلقت على نور ، كانت معي عمر ، ولا شيء يستدع قلقك
التففت اليها ياسين : نور ممكن ان تحضري لي كوب من القهوة
هزت راسها بالموافقة لتنصرف ليلتفت الي عمر ويقول بضيق : عمر، هل انا شخص غير مؤتمن بالنسبة اليك
رد بجزع : لا طبعا لما تقول ذلك
__نظرة الغضب التي ملئت عيناك وقلقك على نور وهي معي ، جعلاني اشعر بذلك ، سأحمي نور بروحي اذا اضطرت عمر ، تذكر ذلك جيدا
__ اعذرني ياسين ، انا اهتم بنور منذ صغرها ولم اعتد الي الان انها تبتعد عني
وقفا صامتين قليلا لينطق ياسين بهدوء
__ عمر اريد ان اعقد قراني على نور قريبا
نظر اليه مستفهما ، ليكمل : انا تكلمت مع نور وهي موافقة
ولكنها تريده ان يكون عائلي ، وانا موافقها ، و منتظر موافقتك
لا يعلم هل يحتضنه لما يقوله ، هو سعيد جدا بهذا القرار
عندما ابلغه ياسين بانه يريد الزواج من نور شعر انه حل ساقه القدر اليه ،ولكنه ظل خائف من عمه و رغبته في ان يستعيد نور لتعيش معه ، ولذا اقام الخطبة ليجد شخص اخر
يقف بجانبه امام عمه ، فهو لا يأتمنه على نور ، فكر انه يطلب من ياسين ان يقيما عقد قران بدلا من الخطبة ولكنه تراجع فلا يريد ان يستعجل ياسين ولم يكن يعرف ردة فعل نور و موقفها من هذا القرار والان اتى ياسين ليخبره بانه اتفق مع نور على عقد القران ، اخيرا ستظل اخته بجانبه وفي عصمة رجل يستطيع ان يقف في وجه عمه
__ هاي ، عمر ، هل انت موافق
ابتسم بسعادة : نعم بالطبع ، طالما هي وافقت فانا موافق
**************************
اقتربت منها وتنحنحت لتلتفت اليها مبتسمة
__ اخيرا ، هل ما زلتي غاضبة مني ؟
__ لا طبعا ، ولذا اتيت لأخبرك باني سأعقد قراني قريبا
اتسعت عيناها دهشة وفرحا : حقا
هزت راسها بنعم لتحتضنها علياء بفرح : مبروك ، ايتها الخائنة، متى هذه التطورات ؟ اليس هذا الذي لا تريدي ان تتزوجيه
قالت جملتها بمزاح ، لتضحك نور بخجل وتهمس : احبه علياء
قالت علياء بصخب : يا عيني ، من الواضح انه ليس بهين هذا الياسين
نهرتها بخفة : علياء
ضحكتا لتسال علياء : متى ؟
__ قريبا ، ولكن لم نحدد الوقت بالضبط، اكيد ستعلمين
*************************
__يوسف ، يوسف قم انا مللت واريد الخروج وها هي الساعة قاربت على السابعة
ابتسم وهو مغمض عينيه : بالله عليك هل هذه طريقة لأصحو بها ، اين قم يا حبيبي ؟ و تمطريني بالقبلات كما كنتي تفعلين بلندن
ابتسمت : كنت بلندن نشيط ، ولا اعرف لما انت كسول
اليوم ، فانا منذ نصف ساعة احاول معك
فتح احدى عينيه والابتسامة مرسومة على شفتيه
__ لم تحاولي بالطريقة السحرية الخاصة بك ، لذلك استمريت في النوم
__ اذن كنت طوال هذا الوقت مستيقظ
اتسعت ابتسامته : طبعا حبيبتي ، ولكني كنت اريد ان استمتع
بكل هذا الدلال
رفع وجهه قليلا واقترب منها بخده :هيا اريني الطريقة السحرية التي تجعلني اهب واقفا
نظرت له بخبث : من عيوني حبيبي
اقتربت منه بدلال مقصود لتقبله كما يريد وهو مبتسم
لتعضه عضه قوية في خده يصرخ على اثارها بقوة
وتقفز هي وتدخل الي دورة المياه وتغلقها عليها من الداخل
قفز واقفا من الفراش ليضرب الباب بقبضته بقوة ويقول بصوت حاد : انجي ، اخرجي من عندك الان ، ولا تثيري غضبي اكثر من ذلك ، اخرجي بالذوق احسن لك
ضحكت وهى تضع يدها على فمها حتى لا يسمعها ،وقالت بنبرة يعشقها هو
__ يوسف ،سأخرج بعد ان استحم واجهز للخروج
استعد حبيبي انت الاخر فانت وعدتني بان نذهب الي السينما
رد بغضب : لن نذهب الي أي مكان واخرجي الان
سمع صوت المياه ينساب بالداخل ، ليركن جبهته على الباب
كان يعلم انها لن تخرج ، فهي عنيدة ولا ينفع معها اسلوب القوة ، تنهد ليتحسس خده بهدوء ويذهب ليرى وجهه في المرآة ، لا يوجد أي اثر لمكان عضتها ابتسم فهي دائما منذ كانا صغارا تعضه ولا تترك اثر ، كأن جسده يأبى ان يترك اثر لها يعاتبها عليه او يغضب منها لأجله
فوجئ بها بعد قليل تحتضنه من ظهره ليبتعد عنها غاضبا
ويجلس بعيدا عنها ، ابتسمت لتذهب وتجلس على رجليه
وتحاوط عنقه بذراعها : حبيبي غاضب
رد بقوة : نعم ، لم نعد صغار لتفعلي هذه الاشياء انجي
__ انت تعلم اني امزح معك ، والمزاح لا يتوقف على اننا كبار او صغار
تنهد : لا افهم كيف تعضيني هكذا وانا زوجك ، الا تحترميني قليلا
عقدت حاجبيها بتعجب : لا افهم ما علاقة اني احترمك ،بان امزح معك باي طريقة احبها
يوسف انت تعلم اني احترمك كثيرا ، واني كنت امزح ، من حقك ان تغضب اذا كنت اقصد اهانتك
هز راسة موافقا لتكمل هي بحب وتمسك وجهه وتقرب من مكان عضتها لتقبله بهدوء ورقة : لا تغضب حبيبي ، لم اقصد ان اغضبك
ابتسم ليحضنها بين ذراعيه و يشدها اليه اكثر : ألن استطع مرة طوال حياتي ان اغضب منك
__ لا لن اسمح لك هيا قم لأني اريد الذهاب الي السينما
قام واقفا ونظر اليها قبل ان يدخل الي دورة المياه
__ حسنا ، ولكن تذكري انت بالقاهرة ليس بلندن ، لا اريد ان اخرج واجدك مرتدية شيء لا يعجبني ، واضطر ان اجلس انتظر ساعة بعد الاخرى حتى ترتدي شيء يليق
من الاول اقل لكي ارتدي شيء محتشم من فضلك
نظرت اليه بدهشة ولوت شفتيها بعدم اقتناع لأول مرة يعترض على ملابسها ،من الواضح انه اصبح متطلبا اكثر من اللزوم
***************************
__ لا اصدق انني تركتك تنزلين هكذا
تأففت هذه المرة بضيق فهذه رابع مرة يكرر جملته
نزلت من السيارة : لا اعلم ما بك يوسف ، اني ارتدي ملابس عادية ومعظم الفتيات في مصر يرتدونها
نظر بغضب الي فستانها بألوانه الصيفية الصاخبة بدون اكمام ضيق الي حد ما ويصل الي منتصف الفخذ
لتكمل هي : وعلى الرغم من حرارة الجو والا اني ارتديت ليجنز اسود عند اعتراضك على ساقاي العاريتين
جز على اسنانه : انه يصل الي تحت الركبة انجى ويكشف باقي ساقيك
هتفت بدهشه : هل كنت تريد ان ارتدي بنطلون كامل ام ماذا
يوسف من فضلك اغلق الموضوع
صعدا السلالم الكهربائية للمجمع التجاري الشهير سيتي ستارز
ليسال بغضب : لماذا ، ان شاء الله ، لابد ان تفكري بجدية في تغيير نمط ملابسك انجي
تنهدت حتي تسيطر على اعصابها قليلا
__ يوسف ، كنت ارتدي بلندن شورتات قصيرة و فساتين اقصر من ذلك ولم تعترض ، لما الان الاعتراض وبهذه القوة
__ كنتي بلندن كالأجنبيات بالضبط ، لا تفرقي عنهم ، ولم تكوني زوجتي حينها ، ولتتذكري عندما تزوجنا طلبت منك الالتزام قليلا ، وانت وافقتي ، ثم نحن الان بمصر ،والناس هنا لديها عادات وتقاليد مختلفة عما اعتدتي عليه
همت بالرد عليه لتفاجئ بصوت خلفها
__ انجي ،انت هنا ، متى جئت من لندن؟
*************************
في الاسكندرية بمنطقة زيزينيا قصر فخم على الطراز الفيكتوري يظهر بوضوح لمن يراه انه من ايام الحكم الملكي
جالس على مكتبه الفخم وينظر الي صورة باطار فضي
لشابة جميلة بعينين خضراوين صافية
ويحدث نفسة وهو يمرر انامله على الصورة وتحسسها
لما تركتني وذهبت كنت اريدك ان تظلي بجانبي ما حييت حتى وانا اعلم انكي تحبين شخص اخر
اه يا نور احتاجك بشدة
دخلت الي المكتب سيدة في منتصف الخمسينات من العمر
وقالت بغضب : حافظ ، هل عمر كان هنا ؟
تنهد بتعب : نعم صفية ، من الذي اخبرك
قالت وصوتها يعلو : لا علاقة لك بمن اخبرني ، ماذا فعلت معه ؟
تنفس بضيق : اكيد سرور هو من اخبرك هذا الرجل ان لم يكف عن افعاله سأدق عظامه ، انا ارحم شيبته
ابتسمت بسخرية : نعم وانا اعرفك جيدا ، فانت رحيم جدا
قالت جملتها بسخرية شديدة، ليرد عليها بغضب
__ صفية ، ماذا تريدين الان؟
__ ماذا فعلت مع الولد حافظ ؟ولماذا لم تبلغني انه موجود ، وانت تعلم جيدا اني مشتاقة اليه جدا فهو من تبقى لي من محمد
__ اصمتي ارجوك ، لا اريد سماع اسمه ،و انتي تعلمي ذلك جيدا ، واذا تريدين رؤيته ، انظري الي احدى الصور التي تحتفظي بها لآخاك العزيز
قال بكراهية شديدة : انه اصبح نسخة منه ، فعندما رايته هذه المرة تخيلت انه بعث من قبره
قالت هامسة :استغفر الله العظيم ،لتردف بصوت عال
__ الن تتخلص من شعورك هذا ، الن تكرم ابن اخيك الميت يوما ، اذا لا تريد اكرامه من اجل اخيك ، اكرمه من اجلها هي
صاح بغضب ناهر ايها : صفية ، اصمتي واذهبي بعيدا عني
تنهدت لتساله بضيق: حسنا اخبرني ، لما اتى عمر على غير العادة ؟
__ اتى ليخبرني انه سيتزوج ويدعوني لحفل عقد قرانه
تهلل وجهها بالسعادة : حقا متى؟
__ لا اذكر الموعد بالضبط
قالت بضيق : حافظ لا تلف وتدور ، متى موعد العرس اذا لا تريد الحضور ، سأذهب انا بمفردي
اشاح لها بيده بمعنى افعلي ما يحلو لك ،لتسال بتوتر : هل طالبك بورثه من ابيه ؟
ابتسم بسخرية : لا لم يفعل ، واذا طالبني لن اعطيه شيئا
وانتى تعلمي ذلك جيدا
زفرت بضيق : لما حافظ ؟ افعل لآخرتك فانت كبرت الان قرب الولد منك ولا تنبذه مثل ابيه .
نظر اليها بعينين مشتعلتان غضبا : صفية اذهبي من وجهى الان ولا ترددي ذلك مرة اخرى على مسامعي
واذا تريدين الذهاب الي العرس ، اذهبي لن امنعك فهو يقيمه بفيلا جده اعتقد بعد عشرة ايام
هزت راسها بقلة حيلة وهي تذهب بعيدا عنه
ويعود هو لتأمل صورتها الموضوعة على مكتبه
************************
لفت الي مكان الصوت لترى احدى صديقاتها القدامى
__ اهلا ماجي ، كيف حالك
اقتربت الاخرى منها لتحتضنها : بخير الحمد لله ، انت كيف حالك ؟ ومتى عدتي ؟لم تخبرينا بعودتك
ابتسمت بتوتر : عدت من يومين فقط ، وانشغلت قليلا لذلك لم اخبرك
ادارت راسها للواقف بجانب صديقتها لتسالها بعينيها عنه
ابتلعت رقها بصعوبة ليتقدم هو الي صديقتها ويقول بأدب وذوق جام : اهلا بك يا انسة ، انا يوسف زوج انجي
اتسعت عيناها بدهشة : زوجك ، الف مبروك ، متى تزوجت؟
ردت بتوتر : من قريب ، عندما كنت في لندن ، ولم اقيم حفل الزفاف ، لذا لا تعلمين
رددت ماجي وهي تحتضنها : مبروك ، جميع اصدقائنا سيسعدون بالخبر ، حسنا سأتركك واكلمك لاحقا لنتقابل
بعد ان غادرت صديقتها المكان ظلت واقفة مكانها مبهوتة مما حدث واعلان يوسف لخبر زواجهم
فهذه الصديقة ستبدأ بالثرثرة ونشر الخبر على جميع الاصدقاء والناس الذين تعرفهم
مال عليها : انجي هيا لندخل الي السينما فالفيلم سيبدأ بعد قليل
نظرت الية بغضب : اريد ان اذهب الي البيت الان من فضلك
تنهد بضيق : لما ، ماذا حدث ؟
ردت بغضب : يوسف من فضلك
زفر بضيق : حسنا تفضلي امامي
************************
بعد انتهاء الحفلة وصخبها تشعر بصداع يمزق راسها
فهي لم تنم البارحة جيدا ، و تعب اليوم حل الان ليجعلها تريد النوم بشدة
اقترب منها بهدوء : انت متعبة اليس كذلك ؟
ردت وهى تحرك رقبتها يمينا ويسارا بتعب: نعم ، جدا لهذه الدرجة واضح علي التعب
ابتسم : لا حبيبتي بل انا شعرت بك ، هيا نودعهم لننصرف
فلابد ان ترتاحي ، من الممكن ان تأخذي غدا اجازة
عند اتمامه لجملته ، تذكرت الشركة وماذا ستقول لزملائها عن الخطبة السريعة والمفاجئة
لتساله بتوتر : ماذا سنقول لهم بالشركة ؟
سال بدهشة : نقول لمن ماذا؟
__ الي الموظفين ، عن الخطبة
نظر لها بدهشة: سيعلمون بالطبع عن خطبتنا، ما الضرر في ذلك
__لا شيء ، ولكن هذا حدث سريعا ،ولا اريد لأي شخص يرسم اشياء من خياله
قال بحزم : نور ، لم نفعل شيء خاطئ، حتى يحاسبنا الناس
ومن فضلك لا اريد سماع أي كلمة اخرى عن هذا الموضوع
شعرت بانها اغضبته ، ولكنها محرجة بالفعل من الامر
فكيف ستواجه زملائها وهي الان خطيبة المدير
تنهدت بتعب، لتتبعه بهدوء وتودع الموجودين لتنصرف
***********************
دخلت الي الشقة وهي تشعر ان الغضب يعصف بها
اسرعت الي غرفة النوم وصفقت الباب بشدة ورائها
دخل وراءها وهو يتنهد بضيق لا يعلم ما سبب غضبها
منذ ركوبهم السيارة وهي صامتة ،احترم صمتها وصمت هو الاخر وهو يفكر انه عندما يصلا الي البيت سيفهم ما بها
اغلق باب الشقة وجلس قليلا حتى يهدا فأسلوبها معه كان جافا ولم يعجبه
تقدم بهدوء لغرفة النوم وفتح الباب ليرى الغرفة غارقة في الظلام وهي نائمة
لوى شفتيه ضيقا وظل واقف لمدة دقائق يفكر فيما فعله اغضبها لهذه الدرجة فهي عندما تغضب او تنفعل او تشعر بالضيق تلجئ الي النوم كوسيلة للهروب
زفر بضيق ليقرر ان يذهب بالرغم انه كان قرر قضاء ليلته هنا ، ولكن بم انها غاضبة سيتركها تغضب كما تشاء
وعندما تريد ان تخبره بسبب غضبها تتصل به
خرج من الشقة واغلق الباب بقوة
قفزت من الفراش عند سماعها صوت اغلاق الباب لتهرول باحثة عنه بأرجاء البيت ، فلم تجده انهارت باكية فوق الاريكة لم تستوعب انه تركها وذهب وحيدة ، انتبهت انها لأول مرة ستنام لوحدها فحتى عندما كانت بلندن كانت تتشارك مع زميلات لها بالجامعة في السكن
و منذ ان اتت من لندن لم يتركها ولا ليلة لوحدها قبل ان تذهب في النوم ويطمئن عليها
ظلت تبكي حتى غفت وهي مستلقية على الاريكة
***********************
دخل الي القصر ليجد امه بالبهو في مكانها المعتاد وبجانبها ياسين الذى ابتسم بهدوء
__ حمد لله على سلامتك يوسف ، هل يومك كان ممتعا
تقدم ليسلم على امه ويقبل راسها ليرد بتعب : كان مرهقا
سالته امه بحنان زائد : ما بك بني ؟ الارهاق واضح عليك ووجهك شاحب
__ لا شيء امي ، مجرد ارهاق وانا اريد النوم
التفت الي اخية : ما اخبار عريسنا ؟ وعروستنا الحلوة
قال ياسين بحزم : يوسف
ابتسم ابتسامة واسعة : الم اقل لك من قبل تخلص من شعور الغيرة هذا حتى لا يؤثر عليك بالسلب ؟
ثم انا اسال عن زوجة اخي الا يحق لي ؟
ضحك يوسف بقوة على غيرة اخاه ليجبر ياسين انه يبتسم وهو يقول: بمناسبة زوجة اخيك ، سنعقد قراننا بعد يومين
فتح عينيه فرحا : حقا ، مبروك اخي ، الف مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقبالك
غام وجهه فجأة وهو يتذكرها ويتذكر غضبها غير المبرر
تنبه ياسين لوجه اخاه ليساله بصوت منخفض حتى لا تسمعه امه : اين كنت البارحة ، فانت لم تنم بالبيت ، ذهبت لأتفقدك عند الفجر فلم اجدك ووجدت فراشك كما هو
كح بارتباك : لا شيء ، انا ابلغتك اني ذاهب للإسكندرية مع الشباب ، لم ننتظر الي الصباح فسفرنا ليلا
هز راسة بعدم اقتناع فنبرة صوته ابلغت ياسين انه يخفي شيء ما
صعدا الاثنان الي غرفهم ليتركه ياسين وهو يقول
__ حسنا اذهب لتأخذ قسطا كافيا من النوم فأمامنا يوم طويل غدا ، ولا تنسى موعد عقد قراني فانا اريدك بجانبي
__ ان شاء الله تصبح على خير
دلف الي غرفته وهو يشعر بتعب شديد وارهاق
نفسي ليس جسديا ، كان يريد ان يعرف سبب غضبها ويتفاهم معها لا يتركها هكذا وحيدة
تنبه عقله لأنه تركها وحيدة بالبيت وهي لم تعتد اطلاقا ان
تبقى وحيدة ، بعد ان خلع قميصه ،ارتداه مرة ثانية ليهرول الي تحت ويركب سيارته ويطير عائدا اليها
عقد ياسين حاجبيه وهو يقف بالشرفة كان يتكلم مع نور ويهم بإغلاق المكالمة ليتركها تنام هي الاخرى فهو كان يطمئن عليها و يتمنى لها ليلة سعيدة
اغلق الهاتف سريعا واتصل به
__ اين انت ذاهب يوسف في هذا الوقت ؟
رن هاتفه ليجده ياسين بلع ريقة بصعوبة وهو يفكر ماذا سيقول له الان
رد بارتباك ليجد ياسين يساله اين هو ذاهب
ويكمل : هل حدث شيء ؟ نهى حدث لها شيء؟
__ لا ياسين واحد من اصدقائي سيارته تعطلت ويريدني ان اذهب اليه ، لا تقلق
__ ما بال اصدقاءك اصبحوا كثيرين ويحتاجون مساعدتك
صمت يوسف ليسال ياسين بهدوء: هل اعرفه ؟
__ لا ياسين ، لا تعرفه
__ حسنا لا تتأخر ، حتى تستطيع النوم جيدا
__ حاضر لن أتأخر ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يعلم جيدا ان كذبته لن تمر على ياسين
وان الاخر سيعلم ان عاجلا او اجلا بموضوع زواجه
يريد ان يخبره ولكنه ينتظر ان تستقر احواله مع نور
سيخبره بعد عقد القران ان شاء الله
اغلق الهاتف وهو يزفر بضيق فهو يعلم جيدا ان اخاه يكذب
وهي ليست اول مرة فهو لم يسترح الي تصرفاته منذ ان اتى من شرم الشيخ ، والعجيب ان امه هي الاخرى لاحظت غيابه واخبرت ياسين انه نادرا ما يأتي لتناول الغداء معها
و في الايام الماضية لم يبت ولا ليلة بالمنزل يأتي بعد الفجر
لينام قليلا ويستيقظ باكرا ليذهب الي العمل
اه ماذا تخفي يوسف
***********************
دخل الي الشقة مهرولا وهو يلعن غباؤه الذي جعله ينصرف ويتركها لوحدها
ليتوقف عن التنفس مأخوذا بها وهي مستلقية على الاريكة بوضع مؤذي لعنقها
اذن هي لم تكن نائمة كانت تتدلل عليه لا اكثر
ابتسم بحب و لهفة الي حوريته النائمة ليقترب منها بهدوء
ويجلس على ركبتيه بالقرب منها تأمل وجهها ليرى اثار دموعها واضحة على خدودها البيضاء
حرك أنامله برقة شديدة ليمسح هذه الاثار وهو يلوم نفسه انه السبب في بكائها ، ونومها بهذه الطريقة المؤذية
طبع قبلة رقيقة على خدها لتفتح عينيها بصدمة
قال هامسا وهو يمرر انامله برقة على خدها : اششش ، لا تخافي انه انا ، اسف حبيبتي ،لم اقصد مضايقتك
__ انا اسفة كنت غاضبة قليلا
وضع سبابته على شفتيها : اشش ، لا اريد ان اعرف شيئا
احتضنها بحب ليحملها بين ذراعيه ويدلف بها الي الداخل
موعدنا القادم يوم السبت ان شاء الله
|