كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
الفصل الحادي عشر
بعدما اتخذت قرارها في سؤال نور عن ما يدور بخلدها تراجعت عنه فلا الوقت ولا المكان مناسبين الان
نظرت الى نور وهى تردد : ماذا تريدين حبيبتي؟
تنفست بعمق لتهدا قليلا : اريد ان اعرف رايك بصراحة في شكلي
ضحكت نور بهدوء : انتى تمزحين ، اليس كذلك؟
انت قمر في ليلة اكتماله ، بدر منور يا زوجة اخى
احمرت بشدة و ترقرقت الدموع بعيونها لتسرع نور قائلة :لا دموع اليوم فدموعك ستفسد زينتك ، افرحى علياء ها هو حلم صباك يتحقق
دخلت وفاء الى الغرفة : استعدى فعلي يريدك بالخارج
نهضت من مكانها لتخرج توترت بشدة لدرجة ان سرت الرعشة في اطرافها وارتعدت لتمسك نور بيدها
__ اسم الله عليك ، هدئ من روعك حبيبتي ، انه عمر لن يؤكلك فلا تخافي
سمى الله وتوكلي على الله
رددت نصيحة صديقتها ومسكت يدها لتخرج اليهم
*****************
جالس على الاريكة المتصدرة الصالون رجلة تهتز بتوتر ينتظر خروجها بفارغ الصبر
لا يشعر بمن معه في المجلس فعلي وازواج أخوته يتحدثون معه ولكن باله مشغول وتوتره يتضاعف تناهى الى مسامعه ضحكاتهم ثم علي يردف: ها قد جاءت عروسنا
رفع نظرة سريعا ليرى فاتنته تخرج وهى خافضة بصرها ليتأملها من راسها الى اخمص قدميها
فستانها الستان بلون البنفسجي الفاتح يلتف على جسدها ليظهر روعته ورشاقتها وقوامها الملفوف بكم قصير من الشيفون مزموم من تحت الصدر وفتحة صدر ضيقة مطرزة بلآلئ صغيرة بيضاء تزيد من روعته ليرفع نظرة الى وجهها ليتيه في حسنها
وجمال عينيها المظللتين ورموشها السوداء كصفين من الحراس لحماية البندقتين الامعتين القابعتين بداخلهما حتى جاء الى شعرها بموجاته التي زادت من فتنة وجهها واظهرت رقتها
انتبه الى يد علي تضربه بخفه على كتفه : اخفض عيونك ، واظهر بعض الاحترام لى
احمر وجهه سريعا من كلام صديقة وقف ليسلم عليها بهدوء بالكاد تلامست اصابعها بكف يده اجلستها امها على الأريكة بجانبه وسلمت عليه وهى تدعو لهما بالتوفيق
جلس عمر وبدا بالكلام وتفاصيل الزواج وانه سيبذل كل ما يستطيع ليجعلها سعيدة ،وبعد الاتفاق على امور الزواج والشبكة والمهر ارتفعت الأيادي لقراءة الفاتحة وبعد الانتهاء انطلقت زغرودة طويلة من وفاء مباركة لهم
اخرج من جيبه العلبة المخملية الحمراء الانيقة ليفتحها ويظهر الخاتم الابيض بها لامعا تحت الاضواء
امسك يدها اليمنى ليلبسها اياه ثم قبل اصابعها برقة شديدة : مبروك
ارتفعت صيحات الاعجاب والفرح بما حدث
لتقول الخالة عائشة: لم كلفت نفسك يا ولدى؟
__ لا شيء في الدنيا بغلاة علياء خالتي وهذا لا قيمه له امام قيمة علياء عندي
احمرت بشدة من كلماته الرقيقة ولم تستطع التنفس فكلماته قتلت الشك بداخلها فو يغليها
توافد الموجودين ليقدموا لهم التهاني والمباركة الى ان جاءت زوجة اخيها لتقول ببرود
__ مبروك عمر ، ربنا يتم عليكما بالخير
مبروك علياء ، وبنبرة ذات مغزى قالت لعلياء هامسه: اتمنى لكى التوفيق في اختيارك
انحنى علي وقبل راس اخته : مبروك عزيزتي ثم صافح صديقه : مبارك عليك درتنا عمر ضعها بعينيك
__ الله يبارك فيك ، انشاء الله هي في عيوني دائما ، شكرا على مساعدتك لي
همس: لا تقل ذلك ، سنترككما قليلا لتتكلما على راحتكما سننتظر بالخارج
هز راسة بسعادة فصديقة وفر عليه الكثير فقد كان خجلان ان يطلب منه هذا الامر
همس علي لامه ، لتقوم بهدوء خلفة ثم انصرف الموجودين واحد تلو الاخر وبقيت نور
همست باذون صديقتها : اتركى عنك الخجل والتوتر وتكلمي معه قليلا
احتضنت اخاها بحب شديد : مبروك حبيبي ، سأذهب لأجلس مع خالتي
دارت بعينيها لتجد الصالون فارغا الا منهما ، جالس بجانبها وينظر اليها وعيناه تلمعان بشدة
خفضت عينيها ودارت براسها سريعا
ابتسم بهدوء واقترب منها ليمسك ذقنها بأنامله : لم تخفضين بصرك ، الا تريدين رؤيتي
هزت راسها بنعم ليرفع حاجباه بدهشة : حقا لا تريدين رؤيتي
اجابت سريعا : لا تلعثمت ولم تستطع الكلام
ضحك ضحكة قصيرة وقدر حياؤها : انا عمر لم اتغير ولن اؤكلك
تنهد عندما لم يسمع منها أي اجابة
__ حسنا ما رايك بالخاتم ؟
نظرت الى الخاتم الذى يزين بنصرها الايمن
وردت هامسه : جميل جدا
__ حقا ، أعجبك فعلا ؟ كنت خائف الا يعجبك اذا تريدين شيء اخر نذهب لنستبدله بما يرضيك
ردت بسرعة : لا يكفيني انك من اشتريته لي
انتبهت لما قالته ووضعت يدها على فمها عند سماعها لضحكته
اقترب منها اكثر ليهمس بأذنها : وتكفيني هذه الكلمات منك اليوم لتشعرني بالسعادة
احمرت بشدة على غلطتها وزادت احمرارا عند التقاطه لكفيها الباردتين ليحتضنهما بيديه
__ ا تشعرين بالبرد؟
هزت راسها نافيه فكيف تشعر بالبرد والحرارة تسرى بأوصالها لقربه منها
__ اريد رقم هاتفك لاتصل بكى
__ لا اعلم ما رأى علي
بترت جملتها عند سماع صوت اخيها : سمعت اسمى
لتنتفض وتنتزع كفيها منه وتجلس باخر الاريكة ، ابتسم على وهو ينظر الى عينين صديقة الذى يتوعده بالشر
ليجلس في المنتصف بينهما ليلكزه عمر بكوعه ويهمس: لم اتيت الان ؟لقد بدأت بالكلام معي للتو
ابتسم على ومزح معه وهو يقلد الرد الإلكتروني للهواتف: انتهى الوقت لمدة اخرى ضع عملة اخرى في الصندوق
ضحك عمر ساخرا :مزحة ثقيلة مثلك يا ثقيل الظل
قامت من مكانها واستأذنت بكلمات قليله مبهمة لتخرج بسرعة من الصالون
رتب على ركبة عمر: لم انت مقهور يا صديقي ، لقد قلت لك قليلا ، بعد الخطبة اجلس معها براحتك
ليردف سائلا : اتصدق نسينا نحدد ميعاد الخطبة ، حسنا الديك موعد ؟
__ نعم لنجعلها اول جمعه في الشهر المقبل
__ حسنا ، وقت كافي لنجهز
قال عمر بجديه : على أريده عقد قران ، لأكون من محارمها فلابد من اننى سآتي لزيارتها كثيرا وليس من المعقول ان تترك اعمالك وبيتك كل مرة سآتي بها لتأتى الى هنا وحتى لا يثرثر الناس فالخطيب غير الزوج
ابتسم علي براحة : عين العقل عمر انا موافق ، ولكن يتبقى رأى عروستنا
ما رايك ان تتكلم انت معها فالموضوع يخصكما انتما الاثنين فقط ،خذ رقم تليفونها من نور وتكلم معها
__ انا ممتن لك كثيرا يا صديقي
*********************
جالس في فراشه لتدخل زوجته حامله الرضيع بين ايديها
__ هل نام الاولاد ؟
__ نعم باقي صغيرنا
احتضن منها الصغير وقبله ليناولها اياه لتضعه في مهده بجانبهما ، جلست بجانبه ليحتضنها بين ذراعيه ويضع ذقنه على راسها لتسال : ما بك؟ اشعر ان فكرك مشغول
__ لا شيء ، ولكن ياسين اليوم اخبرني بشيء يعجز عقلي عن استيعابه
عقدت حاجبيها لتلتفت اليه وعيناها تستفسران منه وتحثه على الكلام ، قص عليها ما اخبره ياسين لتعلو الدهشة على وجهها ليسالها : ما رايك ؟ لقد شعرت بانها غيرة اكثر من غضب
سالته : أ رأيتها ياسر؟
__ نعم انها جميلة ولكن انت تعلمي ان ياسين لا يهتم بهذه الاشياء
__ انه معجب بها ، من الممكن ان وقوفها بوجه هو ما جعله يلتفت اليها ويهتم لإمرها
__ ولكن ياسين قوى ولا يهزه شيء وانت اعلم ببرود مشاعره لقد قضينا اكثر من سبع سنوات بأمريكا لم يلتفت الى شيء اخر غير الدراسة
ابتسمت بوجهه :لان لم يحدث شيء يجبره على الالتفات حبيبي
ياسين اجبرته هذه الحسناء على رؤيتها عندما سخرت منه وقللت من شانه حسب وجهة نظرة ، فهي لم تخف منه كما يفعل الاخرون بل بالعكس صرخت في وجهه وتعاملت معه بعصبيه غريبه عليه ، فاعتبرها اهانته وعلى الرغم من ذلك
فهو وقع في فخ الاعجاب بهذه الشخصية المجهولة التي استطاعت ان تفعل ما لا يستطيع ان يفعله الرجال
ولذلك معها لا يستطع السيطرة على تفكيره ومشاعره
اندهش مما قالته ليسالها: ما العمل الان؟
__ ماذا تريد ان تفعل ؟ لا تخبره حتى لا يأخذ منها موقف عدائي ويجبرها على ترك العمل حتى يستريح منها ومن لخبطته حيالها
__ مريم انها تعمل مع يوسف ، وانت ادرى بيوسف انه يدير عقول الفتيات ، برغم من انه لا يمتلك نصف جمال ياسين
الا ان اسلوبه وخفة ظله تجعل الفتيات يقعن في غرامه وتتعلق به حتى لو لم يشغل باله بهن
__ ما الذى ترمى اليه ؟آها انت تخاف من انها تتعلق بيوسف
__ نعم اتدرى ماذا سيحدث وقتها ؟سينكسر قلب ياسين ورغم من قوته الا انه لن يحتمل كسرة قلبه
هزت راسها موافقه نعم رغم ان ياسين قوى لا يحتمل الصدمات العاطفية لقد انغلق اكثر من قبل بعد وفاة ابيه وحرمانه منه ، فكرت قليلا وردت وهى تنغمس بداخل الأغطية : لدى فكرة لابد من اقتراب الحسناء من ياسين ، فشخصية ياسين اسرة عند التعرف عليها من قرب ، ومن الممكن ان تغرم به عند التعرف علية من قرب
ابتسم بغيرة : لا واللهي شخصية ياسين اسرة
ضحكت واجابت براسها نعم واردفت لتزيد من غيرته الواضحة عليه : و من تتعرف عليه تغرم به بسهوله
لف راسه الى الامام وعقد ذراعيه اما صدرة ومثل الغضب لتقترب منه بهدوء وتطبع قبله رقيق على خده
__ ياسر لا داعى للغيرة غير المبررة ، انت تعلم جيدا ياسين اخى الذى لم تلده امى
احاطها بذراعه ليضمها في حضنه بتملك شديد ويتنهد بحب : اعلم حبيبتي ، ولكنى اغار فانا اغار عليك من أبنائي
ابتسمت بحب وهى تتحس ذقنه وهمست :احبك
__ وانا اموت فيك حبيبتي ، فانتي حياتي كلها
********************
قلب هاتفه بين يدية اسمها منور شاشة الهاتف وهو محتار بين ان يتم الاتصال ام يؤجله لوقت اخر
هو يريد بشدة الاتصال بها مشتاق لسماع صوتها وخائف من صدها له او حياؤها يمنعها من التحدث معه
اخذ قراره واتصل بها ليرن الهاتف الى ان ينقطع اتصل مرة ثانية
سمعت هاتفها يرن لا تعلم اين هو اخذت تبحث عنه حتى وجدته خلف احدى الوسادات انقطع رنين هاتفها لتمسك به وجدت رقم لا تعرفه ليرن مرة اخرى وهو في يدها
__ السلام عليكم
تنهد براحة لسماعه صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهقت لسماعها صوته لقد تعرفت عليه على الفور
اردف : علياء انا عمر ، انتى معي ؟
اجابت هامسه والخجل يسيطر عليها : نعم معك
تنهد بحب : اشتقت اليك كثيرا
اضطربت لتضع يدها على قلبها لتهدئ من دقاته الجنونية
اغمض عينيه ليستمع الى صوت انفاسها ليتغلل الى روحة لدرجة شعر منها انها بقربه وانفاسها تضرب خديه برقة
طال الصمت بينهما هو مستمتع بأنفاسها وهى مرتبكه من هدوءه
تنحنحت : عمر اتريد شيء ؟
قال بهدوء : ا تريدين اغلاق الهاتف ؟
__ لا ولكنك صامت لا تتكلم
__نعم فانا استمتع بصوت انفاسك وقربك منى
ذابت خجلا من كلماته وهى تتلفت حولها لتتأكد ان لا يوجد بجوارها احد
اردف بجديه : علياء اريد ان نعقد قراننا بدلا من الخطبة
__ ماذا ، لم؟
اعاد عليها اسبابه الذى اوضحها لعلي واكمل :سأكون مرتاحا اكثر لعقد القران عن الخطبة
ارتبكت لا تعلم بما تجيبه سألها : أ تريدين مهلة للتفكير ؟
__ لابد من ان اعرف رأى علي وأمي
__ علي موافق ، انا اريد رايك انتى لا رأى احد اخر
__ اجابت مرتبكه بصوت يكاد ان يسمع : انا موافقه
لا تعلم لما وافقت في ظل انها مشوشة بين افعاله وكلمات زوجة اخيها ولكنها تشعر بالراحة معه
__ سأتركك لتنامى حبيبتي
اخجلتها كلمة حبيبتي ولكنها فرحت بها بشدة لطالما تمنت ان تسمعها منه
__ الن تردى على بكلمه واحدة ، كلمه واحدة علياء لأروى بها ظمأى
__ تصبح على خير
__ حسنا سأتركك على راحتك ، سلام
اغلق الهاتف وهو يشعر بسعادة عارمه تلم بجسده كله لدرجة انها خدرته ليضع راسه على الوسادة ويغرق في احلامه السعيدة
اغلقت هاتفها وقلبها يدق بعنف لا تنكر سعادتها الكبيرة بمكالمته وكلماته القليلة التي اطرب مسامعها بها ورقته معها وصبره عليها ، لا تعلم لم الجمت لسانها ولم تنطق بحرف واحد ولا تعلم ايضا لما وافقت على عقد القران
حدثت نفسها اهى خائفة ؟ نعم فكلام زوجة اخيها يتردد بذهنها ويجعل الخوف يتملكها ولكنها شعرت بصدق كلماته
ولكنها لا تستطيع التفكير في ان هناك احتمال انه كان مرتبط بأخريات غيرها ، لم تستطع سؤال نور ولن تستطع سؤال علي ،فما المبرر لسؤالهم عن امر هكذا دون قص عليهم ما حدث بينها وبين ايه
تنهدت فلا تعلم ماذا تفعل ، لا تستطيع نسيان كلام ايه ولا تستطيع ان تتعامل معه بطبيعتها
فكرت قليلا في كلمة حبيبتي منه كم هي ناعمة ورقيقة وصادقة، وكم كانت ستطير بها فرحا من قبل
ولكنها اليوم وجدت جدار نفسى ضخم بينها وبينه انشاته زوجة اخيها بكلماتها القليلة
انها منهكة للغاية وتتمنى النوم ولكن من اين يأتي النوم لفكر مشغول فالأفكار تتردد على ذهنها
تقلبت في فراشها سط افكارها الكثيرة الى ان غفت على جملة واحدة تتردد بأذنها :سأتركك لتنامى حبيبتي
******************
بعد اسبوع
__امى اليوم حفل زفاف صديقتي سارة وسأذهب اليه ان شاء الله
__ نعم اعلم لقد قلتي لي من قبل ، ماذا تريدين الان ؟
__ نور اقترحت على ان اذهب معها ومع عمر بدلا من اشغال علي معي
ابتسمت امها : لا مانع حبيبتي فهو في القريب سيصبح زوجك غير ان نور ستكون معكما ، ولكن اتصلى بأخيك لتقولي له ، حتى لا يتفرغ لا جل ان يوصلك
هزت راسها بنعم وذهبت لتكلم اخاها اتصلت على هاتفه الشخصي ليرد بسرعه : علياء انتم بخير
ضحكت: ما بالك ؟ لما منزعج بهذه الطريقة ؟ نحن بخير الحمد لله
__ لم تتصلى على هاتفي اذن
تلعثمت انها لا تريد الاتصال على هاتف البيت حتى لا تتكلم مع ايه
__ لم اعلم انك بالمنزل، فتوقعت انك بالخارج
__ حسنا، ماذا تريدي؟
__ لا شيء ، سأذهب مع نور الى الزفاف ، فلا تتعب نفسك بالمجيء وتنشغل معي
__ استذهان بمفردكما ؟
اجابت هامسه : سيوصلنا عمر ويحضر معنا العرس
قال بخبث واضح في صوته : آها عمر اتضحت الرؤية ستتخلين عنى من اجل زوج المستقبل
__ لا طبعا لن اتخلى عنك ابدا ، ولكنى فكرت ان اريحك هكذا
__ حسنا حبيبتي ، بالفعل انا ممتن لسي عمر ، لأنى سأكون مطمئن انه معك ، ولأنى سأستطيع ان اخذ جنى الى الملاهي ، فهي كانت مستاءة من عدم ذهابنا
__ قبلها بالنيابة عنى واتمنى لكم وقتت ممتع وسعيد في الملاهي
اغلقت الهاتف من اخيها ليرن في يدها معلنة شاشته اسم نور
__ السلام عليكم ، كنت سأتصل بكى حالا
__ وعليكم السلام القلوب عند بعضها ، ما الاخبار ؟ امر عليك مع عمر ، ام ستذهبين مع علي؟
__لا سأنتظرك لتمري على ، متى ستأتي ؟
ضحكت بخفه :حسنا سامرك الساعة السابعة والنصف ، علياء لن تتأخري اليس كذلك؟
__ لا نور سأكون جاهزة عند الموعد ، نور اين انتى ؟اسمع ضوضاء حولك
تنهدت بضيق :انا بالسيارة والطريق مغلق والازدحام المرورى يخنق، انا عالقة هنا منذ نصف ساعة والسيارة لا تتحرك بمقدار انش واحد
__ انت عائدة من الشركة
__ نعم اليوم اخر يوم في التدريب ومن السبت سأستلم عملي رسمي
__ مبروك حبيبتي ، اذن لم الضيق يملئ صوتك؟
__الازدحام المرورى يخنقني ويوترني ، اه اخيرا الاشارة فتحت سأذهب الان و أرجوك لا تتأخري
__ لا تقلقي نور ، سلام
اغلقت مع نور وذهبت لتجهز حالها حتى لا تتأخر فهي تعلم ان نور لا تطيق الانتظار ، وايضا لأنها تريد الاهتمام بمظهرها اليوم جيدا فاليوم لأول مرة ستخرج برفقة عمر وهو خطيبها
**********************
دخل من باب القصر وهو يطلق صفيرا كعادته ويدندن بإحدى الاغنيات الأجنبية المفضلة دار بعينيه اندهاشا فامه غير موجودة في مكانها المعتاد ، صعد السلم برشاقة وهو يقفز وهو مستمر بالصفير والغناء بصوت عالي ليفاجئ بنهى واقفه امام غرفة المعيشة لتقول : واضح عليك الفرح
ابتسم بصدق : نهى كيف حالك انحنى يقبل وجنتيها ويحتضنها
ليردف: نعم انا سعيد بالفعل ، فاليوم انتهيت من التدريب ومن السبت سأبدأ عملي الله يعينني على اخى العزيز
فهو مدير صارم جدا وجميع العاملين بالشركة يخافونه
ضحكت وهى تتأبط ذراعه: ومن لا يخافه ، اتذكر انى لوقت قريب قبل زواجي كنت اخافه جدا واتحاشى ان افعل أي شيء يغضبه
ضحك بصوت عالي : اتذكر ونحن صغار عندما كنت اتسبب في المشاكل كنت اؤكد على امى ان لا تخبر ياسين حتى لا يغضب منى ، فكانت تخيفيني عندما تقل لي سأخبر اخاك بما تفعله
ضحكت معه ليجلسا بجانب بعضهما على الأريكة في الغرفة
__هيا احكى لي اخر اخبارك
__ لا جديد ولكنى متحمس بشده لابدا العمل واؤنب نفسى على الوقت الذى فاتني فالعمل متعة كبيرة كنت اتخلى عنها
أتعلم بالرغم من انى سعيد ببدء عملي من السبت الا انى سأفتقد نور جدا
رفعت حاجبيها بدهشه ونم وجهها عن السؤال الذى يدور بخاطرها
ليردف وهو يبتسم : انها زميلة لي بالعمل وكانت تتدرب معي وانا اعرفها من الجامعة فهي تصغرني بعام واحد
__ آها هذه الفتاه العضو الجديد في الشئون القانونية
__ نعم من اين علمتي ؟
__ الا تتذكر كنت تتكلم مع ياسين عندي بالبيت
__ اه نعم تذكرت
غمزت بعينها : أهي حب جديد يوسف ؟
تعجب من السؤال : لا طبعا ، فانا اشعر معها كأنها انتى بالضبط و لكنى سأفتقد ذكائها ومنافستها لي فهي ند قوى يجبرك على التنافس معها ، لم تخبريني لماذا شرفتينا بزيارتك اليوم
__ما بالك تنسى كثيرا اليوم ، اليوم زفاف سارة وانا هنا لكى احضر بناء على رغبة أمي
__ آها الحمد لله انكى ذكرتني ، عمرو سيحضر اليس كذلك ؟
__ نعم وياسين ايضا فأمي كلمته منذ قليل لتؤكد عليه الحضور باكرا من اجل العرس
*********************
غادر من امام الغرفة وهو غاضب جدا عندما يتذكر كلمة اخاه (سأفتقد نور) الجملة تعصف به والغضب يستبد بجسده
لقد جاء باكرا بناء على رغبة امه والحاحها علية ان يأتي لان نهى وزوجها موجودان ليتناولو الغداء جميعا معا
وصعد سريعا ليجلس مع اخته ليتناهى الى مسامعه جملة اخاه ، فلم يستطع الدخول والجلوس معهم فهو يشعر بعدم رغبه في رؤية اخاه
حاول السيطرة على اعصابه قليلا ولكن الجملة تترد بعقله ليتصاعد غضبة ثانيه حدث نفسه ماذا تعنى نور له ليفتقدها
ابينهما شيء ، يحبها مثلا ولكنه قال من قبل انها مجرد زميله له وصديقه قديمة لا اكثر من ذلك
تنبه الى وجهه في المرآة ليجده احمر منتفخ من الغضب ، تفاجئ من ملامحه فالغضب ظاهر عليه وبوضوح
دق الباب بهدوء لينم عن صاحبة الطرقات هي امه حاول السيطرة على ملامحه : تفضلي أمي
__ كيف حالك بنى ، لتردف بانزعاج : ما بك لم الغضب ظاهر عليك هكذا ؟احدث شيء بالعمل ؟
تنفس وهو يجلس على فراشه :لا شيء امى ، لدى مشكله بسيطة بالعمل لا تشغلي بالك
رتبت على كتفه واحتضنت وجهه بين كفيها : دع مشاكل العمل للعمل ، والان هون على نفسك وبدل ملابسك لتنزل لتتناول الغداء مع اخوتك ، لا تتأخر
__ حاضر أمي ، سآتي حالا
بعد خروج امه وبخ نفسه على غضبه الذى لا معنى له وتذكر كلام ياسر عن سبب غضبه ولكن هز راسه بعدم اقتناع
ولكنه لا يجد سبب اخر مقنع يفسر له الغضب الذى ينتابه
********************
اطلق صفيرا قصيرا عند رؤيته لها وهى تنزل على السلم بفستانها الانيق
__ ما شاء الله نور تبدين رائعة ، ستغطين على العروس حتما
ضحكت وهى تتأبط ذراعه : لا تستنفذ رصيد الغزل كله لي ولتبق قليلا منه لعروسك فحتما ستكون هي الاجمل ى نظرك
ابتسم بشقاوة : انى سعيد جدا لأنها وافقت على الذهاب معنا
__ الم تتصل بها منذ قراءة الفاتحة
__ لا اتصلت اكثر من مرة
__ اذن لما لم تتصل بها اليوم لتقنعها بفكرتك هذه
__ لأنى شعرت انها لا تحبذ اتصالي بها قبل عقد القران فآثرت عدم الاتصال الا في الامور الضرورية
هزت راسها بتفهم وخرجا ليقلا علياء
**********************
دق الة التنبيه ليعلن عن وصولهما لتنزل علياء بعد قليل بهدوء وهو يقف متكئ على سقف السيارة بكوعه ينتظرها
لينبهر من جمالها الذى غلف المكان حوله ليشد عيناه بجاذبيه مغناطيسيه اليها لتلتهم عيناه تفاصيلها مجمله ثم يدقق بها ببطيء وعلى مهل فزينتها وتصفيف شعرها يظهران جمال وفتنة ملامحها ،عيونها الواسعة واهدابها الجميلة الانف دقيق
وشفاه ممتلئة مثيرة بلون المشمش لتنزل عيناه الى الفستان الملفوف على جسدها ليظهر رشاقته ونعومته وفتنته بلونه الذهبي المميز مزموم من تحت الصدر بشريط من الستان البنى لينظر الى رقبتها الطويلة مزينة بين حلق طويل لؤلؤي يظهر جمالها مزموم ثم الى صدر الفستان العاري ليعقد حاجبيه فجأة فالفستان صدره عاري وبدون اكمام الا من شريط اخر من الستان ملتف حول رقبتها ليترك نصف ظهرها وصدرها وذراعيها عاريين
قطعت نور الصمت وهى تخرج من السيارة :اهلا علياء ،تبدين رائعة والفستان مناسب لكى تماما
همست شاكرة لنور لترفع عينيها الى عمر لترى الغضب على ملامحة
التفتت الية نور بنظرة مؤبنه لأنه لم ينطق بكلمه واحدة لعلياء
فهم نظرة اخته ولكنه غاضب فعلا من هذا الفستان العاري ، قال باقتضاب بنبرة بارده :اهلا علياء ،كيف حالك؟
اصابها الاحباط من صوته ولهجته معها لترد هامسة : بخير الحمد لله
سألها مباشرة :الا يوجد شال لهذا الفستان ؟ لوى شفتيه ساخرا وهو يكمل : حتى لا تشعرين بالبرد
احمر وجهها من سؤاله وتلعثمت لتتذكر والدتها وهى تقول : هذا لن يعجب عمر ،فالفستان عاري اكثر من الازم
ردت ببطيء : بلى ولكنى نسيته في البيت
اردف بضيق : حسنا ، نحن ما زالنا تحت البيت
قالت نور : حسنا سأصعد لأتى به فانا اريد الدخول لدورة المياه
صعدت لتترك لهما المجال ليتفاهما فلقد شعرت ان اخاها غاضب من شيء ما يخص علياء
وقفت وهى في قمة الارتباك فلأول مرة ترى عمر غاضب على هذا النحو نبهتها امها ولكن غبائها وفكرة ان تريه انها اجمل من الاخريات سيطرة عليها
مر بجانبهم مجموعة من الشباب لينقلب وجهه الى الاحمر الداكن وامرها بحدة : ادخلي الى السيارة
اعترضت : ولكن نور
نهرها بعينيه لتقضم اعتراضها وتطيعه صاغرة
جلس امام المقود وفوجئت عند جلوسه انها ركبت بالأمام مكان ما كانت نور جالسه ولكنها لم تجرؤ على تعديل مكانها
مسح وجهه بكفيه فهذه عادة عنده ليهدئ من نفسه ليزفر بضيق : ما الذى ترتدينه علياء؟
انهارت مشاعرها فالضيق واضح على وجهه: ألم يعجبك الفستان ؟
التفت اليها والحب والاعجاب يملئ عينيه : بلى انه رائع وانتى تزيديه روعه وجمالا
احمرت خجلا من اطراؤه لتتغير نظرت عيناه الى اللوم وهو يؤنبها : ولكنى لا اريد لجميع الكائنات ان تتمتع بجمالك هذا
امسك كفيها بيديه :علياء انا غيور جدا ،ولا احب ان يتكرر هذا الوقف ثانية ، هذه الفساتين والملابس من هذه النوعية وفريها لزواجنا ، غمز بعينيه وهو يكمل : حينها ساريك كم هي جميله عليك
ذابت خجلا وحبا به فهي تأكدت من حبه لها وغيرته عليها فشعورة صادق مس قلبها على الفور ونظرات عينيه تقتل كل الشكوك بداخلها
دخلت نور الى السيارة على عجل لتنولها شيء بيدها: لقد أعطتني اياه خالتي
لم يكن شالا بمعنى الكلمة لقد كان جزئا اخر للفستان يغطى الظهر بربع كم ليغطي اكتافها وظهرها من اللون البنى مطرز برقه ليعطي الفستان رونق اخر وجمال اكثر
ابتسم في وجهها بإشراق بعد ارتدها اليه : تبدين رائعة حبيبتي
خجلت من كلمته لترمى بعينها لنور فوجدتها تبتسم اليها اشارت لها بعينها لتأتى وتجلس مكانها لترجع هي الى الوراء ولكن نور اجابتها براسها نافيه
التفت اليهما : ما بكما انتما الاثنتان ؟تتكلمان بعيونكما
ربتت على كتفه : لا شيء اخى ، هيا تحرك سنتأخر هكذا انا اريد حضور الزفة
__ حاضر عزيزتي
تحرك بالسيارة وهو ممسك يدها بكفه وهى تشعر بسعادة عارمة فلطالما تمنت هذه اللحظة
*******************
بعد حضور الزفة واستقرار العروسين داخل الكوشة ، انتقى عمر طاولة من الطاولات بعيدة الى حد ما عن الكوشة ليجلسوا عليها وهو واقف انتبه الى اح يربت على كتفه ليلتفت اليه ويرحب به
__ اهلا عمرو ، كيف حالك؟
__ بخير والحمد لله ، لقد لمحتك منذ قليل وجئت لأتأكد ، ماذا تفعل هنا ؟ من اقارب العريس ام اقارب العروس؟
__ لا هذا ولا تلك ، ولكن اختى وخطيبتي صديقات للعروس
__ آها سمعت انك خطبت اخت علي ، مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقباك للمرة الثانية
انقلبت ملامحه : يا رجل تسمعك زوجتي وتصدق واسهر الليل في سين وجيم
ضحك عمر بخفة: امزح معك
__ انا اعلم ولكنها مزحة تجعلني انام على الاريكة
ضحكا الاثنان : حسنا سآتي بزوجتي لتتعارف على الفتيات
__ نهى ،هذا هو عمر صديق علي وخطيب اخته
__ نعم تشرفت بمعرفتك
__ نور ،علياء هذا هو عمرو صديق اخاك وصديقي ايضا وهذه زوجته
__ تعال لندخن خارجا واتركهن ليتعارفوا بأنفسهن
__ حسنا
سلمت نور وعلياء على نهى ودعوها ان تجلس معهم
__ انتما صديقات لسارة اليس كذلك ؟ فانتن من نفس العمر
__ نعم فسارة صديقتنا المقربة انتى قريبتها
__ نعم جدة سارة السيدة خالده عمة ابى
تجاذبا الحديث ونهى بشخصيتها المرحة تأقلمت معهما جيدا
وقف عمرو بجانب عمر : الم اقل لك ستندمجان معها فزوجتي شخصيه اجتماعية من الطراز الاول
لوح عمرو بيده لشخص وسيم الى حد ما واضح علية الشقاوة وصغر السن : يوسف تعال ، نحن هنا
ليأتي هذا اليوسف بخطواته الرشيقة ليعرفه على عمر لينظر هذا الاخير الى الطاولة ليجد اخته جالسه مع نور وعلياء
ارتفع حاجباه بدهشه: نور وعلياء كيف حالكما ؟ كيف لم اتوصل انى ساجدكما هنا ، فأنتما من الصديقات المقربات لسارة
لترسم على وجه عمر علامة استفهام كبيرة من هذا الشخص ؟و ما علاقة بأخته وخطيبته
قاما الثنتان ليصافحنه وهو يرحب بهم بشدة ويشيد بجمالهما مما زاد من توتر عمر لتعلن نور: هذا يوسف عمر صديق قديم من الجامعة فهو رفيق دراسة ، هذا عمر اخى
__ آها اخيرا التقيت بك ، نور في سيرتك دائم
رد باقتضاب وعداء واضح : تشرفت بمعرفتك
__ اه ، انتى نور اذن لقد حكى لي يوسف عنك
اكتمل التعارف وبدء عداء عمر ان يخف من اتجاه يوسف بعد ان اكتف ان هذه هي طريقته فهو مرح ولبق ويشيد بكل ما حوله
جلسوا على الطاولة نور ،علياء ثم عمر ليأتي بجانبه عمرو ثم نهى ثم اخيرا يوسف ليتبقى عدد من المقاعد الشاغرة
مالت نهى على اخيها :اين امى وياسين ؟
__ تأخر ياسين فقررت ان اتركهما واتى بمفردي ، سيصلان بعد قليل
*****************
دخل بطوله الفرع تتأبط ذراعه سيدة عجوز واضح عليها الفخامة والجمال فملامحه تقول انها كانت تتمتع بجمال مميز فى شبابها لتدور رؤوس الفتيات اليه فحضوره قوى ونجمه عالي وجماله ووسامته يضفى اليه سحر مميز يجعل النساء تحوم حوله
لمح اخوته جالسين بإحدى الطاولات مع اناس لا يعرفهم ليقف فجاه وتتسع عيناه لرؤية جنيته جالسة على نفس الطاولة
مقابله لآخاه أيتخيل وجودها ؟ام ان يوسف دعاها لحضور الزفاف
سالته امه : لم توقفت
__ لا شيء امى
استمر بالمشي ليقف على الطاولة بهدوء مميز لترتفع اليه الرؤوس ويصمت الجميع ليرى من هذا ؟
اتسعت عيناها نعم انه هو برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الاكسجين غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها اليه
لتتسع عيناها اكثر اثر جملة يوسف : ها قد حضر اخى الاكبر وكبير عائلتنا
|