لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-11, 08:00 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الحادي عشر


بعدما اتخذت قرارها في سؤال نور عن ما يدور بخلدها تراجعت عنه فلا الوقت ولا المكان مناسبين الان
نظرت الى نور وهى تردد : ماذا تريدين حبيبتي؟
تنفست بعمق لتهدا قليلا : اريد ان اعرف رايك بصراحة في شكلي
ضحكت نور بهدوء : انتى تمزحين ، اليس كذلك؟
انت قمر في ليلة اكتماله ، بدر منور يا زوجة اخى
احمرت بشدة و ترقرقت الدموع بعيونها لتسرع نور قائلة :لا دموع اليوم فدموعك ستفسد زينتك ، افرحى علياء ها هو حلم صباك يتحقق
دخلت وفاء الى الغرفة : استعدى فعلي يريدك بالخارج
نهضت من مكانها لتخرج توترت بشدة لدرجة ان سرت الرعشة في اطرافها وارتعدت لتمسك نور بيدها
__ اسم الله عليك ، هدئ من روعك حبيبتي ، انه عمر لن يؤكلك فلا تخافي
سمى الله وتوكلي على الله
رددت نصيحة صديقتها ومسكت يدها لتخرج اليهم

*****************


جالس على الاريكة المتصدرة الصالون رجلة تهتز بتوتر ينتظر خروجها بفارغ الصبر
لا يشعر بمن معه في المجلس فعلي وازواج أخوته يتحدثون معه ولكن باله مشغول وتوتره يتضاعف تناهى الى مسامعه ضحكاتهم ثم علي يردف: ها قد جاءت عروسنا
رفع نظرة سريعا ليرى فاتنته تخرج وهى خافضة بصرها ليتأملها من راسها الى اخمص قدميها
فستانها الستان بلون البنفسجي الفاتح يلتف على جسدها ليظهر روعته ورشاقتها وقوامها الملفوف بكم قصير من الشيفون مزموم من تحت الصدر وفتحة صدر ضيقة مطرزة بلآلئ صغيرة بيضاء تزيد من روعته ليرفع نظرة الى وجهها ليتيه في حسنها
وجمال عينيها المظللتين ورموشها السوداء كصفين من الحراس لحماية البندقتين الامعتين القابعتين بداخلهما حتى جاء الى شعرها بموجاته التي زادت من فتنة وجهها واظهرت رقتها
انتبه الى يد علي تضربه بخفه على كتفه : اخفض عيونك ، واظهر بعض الاحترام لى
احمر وجهه سريعا من كلام صديقة وقف ليسلم عليها بهدوء بالكاد تلامست اصابعها بكف يده اجلستها امها على الأريكة بجانبه وسلمت عليه وهى تدعو لهما بالتوفيق
جلس عمر وبدا بالكلام وتفاصيل الزواج وانه سيبذل كل ما يستطيع ليجعلها سعيدة ،وبعد الاتفاق على امور الزواج والشبكة والمهر ارتفعت الأيادي لقراءة الفاتحة وبعد الانتهاء انطلقت زغرودة طويلة من وفاء مباركة لهم
اخرج من جيبه العلبة المخملية الحمراء الانيقة ليفتحها ويظهر الخاتم الابيض بها لامعا تحت الاضواء
امسك يدها اليمنى ليلبسها اياه ثم قبل اصابعها برقة شديدة : مبروك
ارتفعت صيحات الاعجاب والفرح بما حدث
لتقول الخالة عائشة: لم كلفت نفسك يا ولدى؟
__ لا شيء في الدنيا بغلاة علياء خالتي وهذا لا قيمه له امام قيمة علياء عندي
احمرت بشدة من كلماته الرقيقة ولم تستطع التنفس فكلماته قتلت الشك بداخلها فو يغليها
توافد الموجودين ليقدموا لهم التهاني والمباركة الى ان جاءت زوجة اخيها لتقول ببرود
__ مبروك عمر ، ربنا يتم عليكما بالخير
مبروك علياء ، وبنبرة ذات مغزى قالت لعلياء هامسه: اتمنى لكى التوفيق في اختيارك
انحنى علي وقبل راس اخته : مبروك عزيزتي ثم صافح صديقه : مبارك عليك درتنا عمر ضعها بعينيك
__ الله يبارك فيك ، انشاء الله هي في عيوني دائما ، شكرا على مساعدتك لي
همس: لا تقل ذلك ، سنترككما قليلا لتتكلما على راحتكما سننتظر بالخارج
هز راسة بسعادة فصديقة وفر عليه الكثير فقد كان خجلان ان يطلب منه هذا الامر
همس علي لامه ، لتقوم بهدوء خلفة ثم انصرف الموجودين واحد تلو الاخر وبقيت نور
همست باذون صديقتها : اتركى عنك الخجل والتوتر وتكلمي معه قليلا
احتضنت اخاها بحب شديد : مبروك حبيبي ، سأذهب لأجلس مع خالتي
دارت بعينيها لتجد الصالون فارغا الا منهما ، جالس بجانبها وينظر اليها وعيناه تلمعان بشدة
خفضت عينيها ودارت براسها سريعا
ابتسم بهدوء واقترب منها ليمسك ذقنها بأنامله : لم تخفضين بصرك ، الا تريدين رؤيتي
هزت راسها بنعم ليرفع حاجباه بدهشة : حقا لا تريدين رؤيتي
اجابت سريعا : لا تلعثمت ولم تستطع الكلام
ضحك ضحكة قصيرة وقدر حياؤها : انا عمر لم اتغير ولن اؤكلك
تنهد عندما لم يسمع منها أي اجابة
__ حسنا ما رايك بالخاتم ؟
نظرت الى الخاتم الذى يزين بنصرها الايمن
وردت هامسه : جميل جدا
__ حقا ، أعجبك فعلا ؟ كنت خائف الا يعجبك اذا تريدين شيء اخر نذهب لنستبدله بما يرضيك
ردت بسرعة : لا يكفيني انك من اشتريته لي
انتبهت لما قالته ووضعت يدها على فمها عند سماعها لضحكته
اقترب منها اكثر ليهمس بأذنها : وتكفيني هذه الكلمات منك اليوم لتشعرني بالسعادة
احمرت بشدة على غلطتها وزادت احمرارا عند التقاطه لكفيها الباردتين ليحتضنهما بيديه
__ ا تشعرين بالبرد؟
هزت راسها نافيه فكيف تشعر بالبرد والحرارة تسرى بأوصالها لقربه منها
__ اريد رقم هاتفك لاتصل بكى
__ لا اعلم ما رأى علي
بترت جملتها عند سماع صوت اخيها : سمعت اسمى
لتنتفض وتنتزع كفيها منه وتجلس باخر الاريكة ، ابتسم على وهو ينظر الى عينين صديقة الذى يتوعده بالشر
ليجلس في المنتصف بينهما ليلكزه عمر بكوعه ويهمس: لم اتيت الان ؟لقد بدأت بالكلام معي للتو
ابتسم على ومزح معه وهو يقلد الرد الإلكتروني للهواتف: انتهى الوقت لمدة اخرى ضع عملة اخرى في الصندوق
ضحك عمر ساخرا :مزحة ثقيلة مثلك يا ثقيل الظل
قامت من مكانها واستأذنت بكلمات قليله مبهمة لتخرج بسرعة من الصالون
رتب على ركبة عمر: لم انت مقهور يا صديقي ، لقد قلت لك قليلا ، بعد الخطبة اجلس معها براحتك
ليردف سائلا : اتصدق نسينا نحدد ميعاد الخطبة ، حسنا الديك موعد ؟
__ نعم لنجعلها اول جمعه في الشهر المقبل
__ حسنا ، وقت كافي لنجهز
قال عمر بجديه : على أريده عقد قران ، لأكون من محارمها فلابد من اننى سآتي لزيارتها كثيرا وليس من المعقول ان تترك اعمالك وبيتك كل مرة سآتي بها لتأتى الى هنا وحتى لا يثرثر الناس فالخطيب غير الزوج
ابتسم علي براحة : عين العقل عمر انا موافق ، ولكن يتبقى رأى عروستنا
ما رايك ان تتكلم انت معها فالموضوع يخصكما انتما الاثنين فقط ،خذ رقم تليفونها من نور وتكلم معها
__ انا ممتن لك كثيرا يا صديقي





*********************



جالس في فراشه لتدخل زوجته حامله الرضيع بين ايديها
__ هل نام الاولاد ؟
__ نعم باقي صغيرنا
احتضن منها الصغير وقبله ليناولها اياه لتضعه في مهده بجانبهما ، جلست بجانبه ليحتضنها بين ذراعيه ويضع ذقنه على راسها لتسال : ما بك؟ اشعر ان فكرك مشغول
__ لا شيء ، ولكن ياسين اليوم اخبرني بشيء يعجز عقلي عن استيعابه
عقدت حاجبيها لتلتفت اليه وعيناها تستفسران منه وتحثه على الكلام ، قص عليها ما اخبره ياسين لتعلو الدهشة على وجهها ليسالها : ما رايك ؟ لقد شعرت بانها غيرة اكثر من غضب
سالته : أ رأيتها ياسر؟
__ نعم انها جميلة ولكن انت تعلمي ان ياسين لا يهتم بهذه الاشياء
__ انه معجب بها ، من الممكن ان وقوفها بوجه هو ما جعله يلتفت اليها ويهتم لإمرها
__ ولكن ياسين قوى ولا يهزه شيء وانت اعلم ببرود مشاعره لقد قضينا اكثر من سبع سنوات بأمريكا لم يلتفت الى شيء اخر غير الدراسة
ابتسمت بوجهه :لان لم يحدث شيء يجبره على الالتفات حبيبي
ياسين اجبرته هذه الحسناء على رؤيتها عندما سخرت منه وقللت من شانه حسب وجهة نظرة ، فهي لم تخف منه كما يفعل الاخرون بل بالعكس صرخت في وجهه وتعاملت معه بعصبيه غريبه عليه ، فاعتبرها اهانته وعلى الرغم من ذلك
فهو وقع في فخ الاعجاب بهذه الشخصية المجهولة التي استطاعت ان تفعل ما لا يستطيع ان يفعله الرجال
ولذلك معها لا يستطع السيطرة على تفكيره ومشاعره
اندهش مما قالته ليسالها: ما العمل الان؟
__ ماذا تريد ان تفعل ؟ لا تخبره حتى لا يأخذ منها موقف عدائي ويجبرها على ترك العمل حتى يستريح منها ومن لخبطته حيالها
__ مريم انها تعمل مع يوسف ، وانت ادرى بيوسف انه يدير عقول الفتيات ، برغم من انه لا يمتلك نصف جمال ياسين
الا ان اسلوبه وخفة ظله تجعل الفتيات يقعن في غرامه وتتعلق به حتى لو لم يشغل باله بهن
__ ما الذى ترمى اليه ؟آها انت تخاف من انها تتعلق بيوسف
__ نعم اتدرى ماذا سيحدث وقتها ؟سينكسر قلب ياسين ورغم من قوته الا انه لن يحتمل كسرة قلبه
هزت راسها موافقه نعم رغم ان ياسين قوى لا يحتمل الصدمات العاطفية لقد انغلق اكثر من قبل بعد وفاة ابيه وحرمانه منه ، فكرت قليلا وردت وهى تنغمس بداخل الأغطية : لدى فكرة لابد من اقتراب الحسناء من ياسين ، فشخصية ياسين اسرة عند التعرف عليها من قرب ، ومن الممكن ان تغرم به عند التعرف علية من قرب
ابتسم بغيرة : لا واللهي شخصية ياسين اسرة
ضحكت واجابت براسها نعم واردفت لتزيد من غيرته الواضحة عليه : و من تتعرف عليه تغرم به بسهوله
لف راسه الى الامام وعقد ذراعيه اما صدرة ومثل الغضب لتقترب منه بهدوء وتطبع قبله رقيق على خده
__ ياسر لا داعى للغيرة غير المبررة ، انت تعلم جيدا ياسين اخى الذى لم تلده امى
احاطها بذراعه ليضمها في حضنه بتملك شديد ويتنهد بحب : اعلم حبيبتي ، ولكنى اغار فانا اغار عليك من أبنائي
ابتسمت بحب وهى تتحس ذقنه وهمست :احبك
__ وانا اموت فيك حبيبتي ، فانتي حياتي كلها

********************


قلب هاتفه بين يدية اسمها منور شاشة الهاتف وهو محتار بين ان يتم الاتصال ام يؤجله لوقت اخر
هو يريد بشدة الاتصال بها مشتاق لسماع صوتها وخائف من صدها له او حياؤها يمنعها من التحدث معه
اخذ قراره واتصل بها ليرن الهاتف الى ان ينقطع اتصل مرة ثانية

سمعت هاتفها يرن لا تعلم اين هو اخذت تبحث عنه حتى وجدته خلف احدى الوسادات انقطع رنين هاتفها لتمسك به وجدت رقم لا تعرفه ليرن مرة اخرى وهو في يدها
__ السلام عليكم
تنهد براحة لسماعه صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهقت لسماعها صوته لقد تعرفت عليه على الفور
اردف : علياء انا عمر ، انتى معي ؟
اجابت هامسه والخجل يسيطر عليها : نعم معك
تنهد بحب : اشتقت اليك كثيرا
اضطربت لتضع يدها على قلبها لتهدئ من دقاته الجنونية
اغمض عينيه ليستمع الى صوت انفاسها ليتغلل الى روحة لدرجة شعر منها انها بقربه وانفاسها تضرب خديه برقة
طال الصمت بينهما هو مستمتع بأنفاسها وهى مرتبكه من هدوءه
تنحنحت : عمر اتريد شيء ؟
قال بهدوء : ا تريدين اغلاق الهاتف ؟
__ لا ولكنك صامت لا تتكلم
__نعم فانا استمتع بصوت انفاسك وقربك منى
ذابت خجلا من كلماته وهى تتلفت حولها لتتأكد ان لا يوجد بجوارها احد
اردف بجديه : علياء اريد ان نعقد قراننا بدلا من الخطبة
__ ماذا ، لم؟
اعاد عليها اسبابه الذى اوضحها لعلي واكمل :سأكون مرتاحا اكثر لعقد القران عن الخطبة
ارتبكت لا تعلم بما تجيبه سألها : أ تريدين مهلة للتفكير ؟
__ لابد من ان اعرف رأى علي وأمي
__ علي موافق ، انا اريد رايك انتى لا رأى احد اخر
__ اجابت مرتبكه بصوت يكاد ان يسمع : انا موافقه
لا تعلم لما وافقت في ظل انها مشوشة بين افعاله وكلمات زوجة اخيها ولكنها تشعر بالراحة معه
__ سأتركك لتنامى حبيبتي
اخجلتها كلمة حبيبتي ولكنها فرحت بها بشدة لطالما تمنت ان تسمعها منه
__ الن تردى على بكلمه واحدة ، كلمه واحدة علياء لأروى بها ظمأى
__ تصبح على خير
__ حسنا سأتركك على راحتك ، سلام
اغلق الهاتف وهو يشعر بسعادة عارمه تلم بجسده كله لدرجة انها خدرته ليضع راسه على الوسادة ويغرق في احلامه السعيدة



اغلقت هاتفها وقلبها يدق بعنف لا تنكر سعادتها الكبيرة بمكالمته وكلماته القليلة التي اطرب مسامعها بها ورقته معها وصبره عليها ، لا تعلم لم الجمت لسانها ولم تنطق بحرف واحد ولا تعلم ايضا لما وافقت على عقد القران
حدثت نفسها اهى خائفة ؟ نعم فكلام زوجة اخيها يتردد بذهنها ويجعل الخوف يتملكها ولكنها شعرت بصدق كلماته
ولكنها لا تستطيع التفكير في ان هناك احتمال انه كان مرتبط بأخريات غيرها ، لم تستطع سؤال نور ولن تستطع سؤال علي ،فما المبرر لسؤالهم عن امر هكذا دون قص عليهم ما حدث بينها وبين ايه
تنهدت فلا تعلم ماذا تفعل ، لا تستطيع نسيان كلام ايه ولا تستطيع ان تتعامل معه بطبيعتها
فكرت قليلا في كلمة حبيبتي منه كم هي ناعمة ورقيقة وصادقة، وكم كانت ستطير بها فرحا من قبل
ولكنها اليوم وجدت جدار نفسى ضخم بينها وبينه انشاته زوجة اخيها بكلماتها القليلة
انها منهكة للغاية وتتمنى النوم ولكن من اين يأتي النوم لفكر مشغول فالأفكار تتردد على ذهنها
تقلبت في فراشها سط افكارها الكثيرة الى ان غفت على جملة واحدة تتردد بأذنها :سأتركك لتنامى حبيبتي

******************





بعد اسبوع



__امى اليوم حفل زفاف صديقتي سارة وسأذهب اليه ان شاء الله
__ نعم اعلم لقد قلتي لي من قبل ، ماذا تريدين الان ؟
__ نور اقترحت على ان اذهب معها ومع عمر بدلا من اشغال علي معي
ابتسمت امها : لا مانع حبيبتي فهو في القريب سيصبح زوجك غير ان نور ستكون معكما ، ولكن اتصلى بأخيك لتقولي له ، حتى لا يتفرغ لا جل ان يوصلك
هزت راسها بنعم وذهبت لتكلم اخاها اتصلت على هاتفه الشخصي ليرد بسرعه : علياء انتم بخير
ضحكت: ما بالك ؟ لما منزعج بهذه الطريقة ؟ نحن بخير الحمد لله
__ لم تتصلى على هاتفي اذن
تلعثمت انها لا تريد الاتصال على هاتف البيت حتى لا تتكلم مع ايه
__ لم اعلم انك بالمنزل، فتوقعت انك بالخارج
__ حسنا، ماذا تريدي؟
__ لا شيء ، سأذهب مع نور الى الزفاف ، فلا تتعب نفسك بالمجيء وتنشغل معي
__ استذهان بمفردكما ؟
اجابت هامسه : سيوصلنا عمر ويحضر معنا العرس
قال بخبث واضح في صوته : آها عمر اتضحت الرؤية ستتخلين عنى من اجل زوج المستقبل
__ لا طبعا لن اتخلى عنك ابدا ، ولكنى فكرت ان اريحك هكذا
__ حسنا حبيبتي ، بالفعل انا ممتن لسي عمر ، لأنى سأكون مطمئن انه معك ، ولأنى سأستطيع ان اخذ جنى الى الملاهي ، فهي كانت مستاءة من عدم ذهابنا
__ قبلها بالنيابة عنى واتمنى لكم وقتت ممتع وسعيد في الملاهي
اغلقت الهاتف من اخيها ليرن في يدها معلنة شاشته اسم نور
__ السلام عليكم ، كنت سأتصل بكى حالا
__ وعليكم السلام القلوب عند بعضها ، ما الاخبار ؟ امر عليك مع عمر ، ام ستذهبين مع علي؟
__لا سأنتظرك لتمري على ، متى ستأتي ؟
ضحكت بخفه :حسنا سامرك الساعة السابعة والنصف ، علياء لن تتأخري اليس كذلك؟
__ لا نور سأكون جاهزة عند الموعد ، نور اين انتى ؟اسمع ضوضاء حولك
تنهدت بضيق :انا بالسيارة والطريق مغلق والازدحام المرورى يخنق، انا عالقة هنا منذ نصف ساعة والسيارة لا تتحرك بمقدار انش واحد
__ انت عائدة من الشركة
__ نعم اليوم اخر يوم في التدريب ومن السبت سأستلم عملي رسمي
__ مبروك حبيبتي ، اذن لم الضيق يملئ صوتك؟
__الازدحام المرورى يخنقني ويوترني ، اه اخيرا الاشارة فتحت سأذهب الان و أرجوك لا تتأخري
__ لا تقلقي نور ، سلام
اغلقت مع نور وذهبت لتجهز حالها حتى لا تتأخر فهي تعلم ان نور لا تطيق الانتظار ، وايضا لأنها تريد الاهتمام بمظهرها اليوم جيدا فاليوم لأول مرة ستخرج برفقة عمر وهو خطيبها
**********************





دخل من باب القصر وهو يطلق صفيرا كعادته ويدندن بإحدى الاغنيات الأجنبية المفضلة دار بعينيه اندهاشا فامه غير موجودة في مكانها المعتاد ، صعد السلم برشاقة وهو يقفز وهو مستمر بالصفير والغناء بصوت عالي ليفاجئ بنهى واقفه امام غرفة المعيشة لتقول : واضح عليك الفرح
ابتسم بصدق : نهى كيف حالك انحنى يقبل وجنتيها ويحتضنها
ليردف: نعم انا سعيد بالفعل ، فاليوم انتهيت من التدريب ومن السبت سأبدأ عملي الله يعينني على اخى العزيز
فهو مدير صارم جدا وجميع العاملين بالشركة يخافونه
ضحكت وهى تتأبط ذراعه: ومن لا يخافه ، اتذكر انى لوقت قريب قبل زواجي كنت اخافه جدا واتحاشى ان افعل أي شيء يغضبه
ضحك بصوت عالي : اتذكر ونحن صغار عندما كنت اتسبب في المشاكل كنت اؤكد على امى ان لا تخبر ياسين حتى لا يغضب منى ، فكانت تخيفيني عندما تقل لي سأخبر اخاك بما تفعله
ضحكت معه ليجلسا بجانب بعضهما على الأريكة في الغرفة
__هيا احكى لي اخر اخبارك
__ لا جديد ولكنى متحمس بشده لابدا العمل واؤنب نفسى على الوقت الذى فاتني فالعمل متعة كبيرة كنت اتخلى عنها
أتعلم بالرغم من انى سعيد ببدء عملي من السبت الا انى سأفتقد نور جدا
رفعت حاجبيها بدهشه ونم وجهها عن السؤال الذى يدور بخاطرها
ليردف وهو يبتسم : انها زميلة لي بالعمل وكانت تتدرب معي وانا اعرفها من الجامعة فهي تصغرني بعام واحد
__ آها هذه الفتاه العضو الجديد في الشئون القانونية
__ نعم من اين علمتي ؟
__ الا تتذكر كنت تتكلم مع ياسين عندي بالبيت
__ اه نعم تذكرت
غمزت بعينها : أهي حب جديد يوسف ؟
تعجب من السؤال : لا طبعا ، فانا اشعر معها كأنها انتى بالضبط و لكنى سأفتقد ذكائها ومنافستها لي فهي ند قوى يجبرك على التنافس معها ، لم تخبريني لماذا شرفتينا بزيارتك اليوم
__ما بالك تنسى كثيرا اليوم ، اليوم زفاف سارة وانا هنا لكى احضر بناء على رغبة أمي
__ آها الحمد لله انكى ذكرتني ، عمرو سيحضر اليس كذلك ؟
__ نعم وياسين ايضا فأمي كلمته منذ قليل لتؤكد عليه الحضور باكرا من اجل العرس


*********************


غادر من امام الغرفة وهو غاضب جدا عندما يتذكر كلمة اخاه (سأفتقد نور) الجملة تعصف به والغضب يستبد بجسده
لقد جاء باكرا بناء على رغبة امه والحاحها علية ان يأتي لان نهى وزوجها موجودان ليتناولو الغداء جميعا معا
وصعد سريعا ليجلس مع اخته ليتناهى الى مسامعه جملة اخاه ، فلم يستطع الدخول والجلوس معهم فهو يشعر بعدم رغبه في رؤية اخاه
حاول السيطرة على اعصابه قليلا ولكن الجملة تترد بعقله ليتصاعد غضبة ثانيه حدث نفسه ماذا تعنى نور له ليفتقدها
ابينهما شيء ، يحبها مثلا ولكنه قال من قبل انها مجرد زميله له وصديقه قديمة لا اكثر من ذلك
تنبه الى وجهه في المرآة ليجده احمر منتفخ من الغضب ، تفاجئ من ملامحه فالغضب ظاهر عليه وبوضوح
دق الباب بهدوء لينم عن صاحبة الطرقات هي امه حاول السيطرة على ملامحه : تفضلي أمي
__ كيف حالك بنى ، لتردف بانزعاج : ما بك لم الغضب ظاهر عليك هكذا ؟احدث شيء بالعمل ؟
تنفس وهو يجلس على فراشه :لا شيء امى ، لدى مشكله بسيطة بالعمل لا تشغلي بالك
رتبت على كتفه واحتضنت وجهه بين كفيها : دع مشاكل العمل للعمل ، والان هون على نفسك وبدل ملابسك لتنزل لتتناول الغداء مع اخوتك ، لا تتأخر
__ حاضر أمي ، سآتي حالا
بعد خروج امه وبخ نفسه على غضبه الذى لا معنى له وتذكر كلام ياسر عن سبب غضبه ولكن هز راسه بعدم اقتناع
ولكنه لا يجد سبب اخر مقنع يفسر له الغضب الذى ينتابه


********************



اطلق صفيرا قصيرا عند رؤيته لها وهى تنزل على السلم بفستانها الانيق
__ ما شاء الله نور تبدين رائعة ، ستغطين على العروس حتما
ضحكت وهى تتأبط ذراعه : لا تستنفذ رصيد الغزل كله لي ولتبق قليلا منه لعروسك فحتما ستكون هي الاجمل ى نظرك
ابتسم بشقاوة : انى سعيد جدا لأنها وافقت على الذهاب معنا
__ الم تتصل بها منذ قراءة الفاتحة
__ لا اتصلت اكثر من مرة
__ اذن لما لم تتصل بها اليوم لتقنعها بفكرتك هذه
__ لأنى شعرت انها لا تحبذ اتصالي بها قبل عقد القران فآثرت عدم الاتصال الا في الامور الضرورية
هزت راسها بتفهم وخرجا ليقلا علياء

**********************


دق الة التنبيه ليعلن عن وصولهما لتنزل علياء بعد قليل بهدوء وهو يقف متكئ على سقف السيارة بكوعه ينتظرها
لينبهر من جمالها الذى غلف المكان حوله ليشد عيناه بجاذبيه مغناطيسيه اليها لتلتهم عيناه تفاصيلها مجمله ثم يدقق بها ببطيء وعلى مهل فزينتها وتصفيف شعرها يظهران جمال وفتنة ملامحها ،عيونها الواسعة واهدابها الجميلة الانف دقيق
وشفاه ممتلئة مثيرة بلون المشمش لتنزل عيناه الى الفستان الملفوف على جسدها ليظهر رشاقته ونعومته وفتنته بلونه الذهبي المميز مزموم من تحت الصدر بشريط من الستان البنى لينظر الى رقبتها الطويلة مزينة بين حلق طويل لؤلؤي يظهر جمالها مزموم ثم الى صدر الفستان العاري ليعقد حاجبيه فجأة فالفستان صدره عاري وبدون اكمام الا من شريط اخر من الستان ملتف حول رقبتها ليترك نصف ظهرها وصدرها وذراعيها عاريين
قطعت نور الصمت وهى تخرج من السيارة :اهلا علياء ،تبدين رائعة والفستان مناسب لكى تماما
همست شاكرة لنور لترفع عينيها الى عمر لترى الغضب على ملامحة
التفتت الية نور بنظرة مؤبنه لأنه لم ينطق بكلمه واحدة لعلياء
فهم نظرة اخته ولكنه غاضب فعلا من هذا الفستان العاري ، قال باقتضاب بنبرة بارده :اهلا علياء ،كيف حالك؟
اصابها الاحباط من صوته ولهجته معها لترد هامسة : بخير الحمد لله
سألها مباشرة :الا يوجد شال لهذا الفستان ؟ لوى شفتيه ساخرا وهو يكمل : حتى لا تشعرين بالبرد
احمر وجهها من سؤاله وتلعثمت لتتذكر والدتها وهى تقول : هذا لن يعجب عمر ،فالفستان عاري اكثر من الازم
ردت ببطيء : بلى ولكنى نسيته في البيت
اردف بضيق : حسنا ، نحن ما زالنا تحت البيت
قالت نور : حسنا سأصعد لأتى به فانا اريد الدخول لدورة المياه
صعدت لتترك لهما المجال ليتفاهما فلقد شعرت ان اخاها غاضب من شيء ما يخص علياء
وقفت وهى في قمة الارتباك فلأول مرة ترى عمر غاضب على هذا النحو نبهتها امها ولكن غبائها وفكرة ان تريه انها اجمل من الاخريات سيطرة عليها
مر بجانبهم مجموعة من الشباب لينقلب وجهه الى الاحمر الداكن وامرها بحدة : ادخلي الى السيارة
اعترضت : ولكن نور
نهرها بعينيه لتقضم اعتراضها وتطيعه صاغرة
جلس امام المقود وفوجئت عند جلوسه انها ركبت بالأمام مكان ما كانت نور جالسه ولكنها لم تجرؤ على تعديل مكانها
مسح وجهه بكفيه فهذه عادة عنده ليهدئ من نفسه ليزفر بضيق : ما الذى ترتدينه علياء؟
انهارت مشاعرها فالضيق واضح على وجهه: ألم يعجبك الفستان ؟
التفت اليها والحب والاعجاب يملئ عينيه : بلى انه رائع وانتى تزيديه روعه وجمالا
احمرت خجلا من اطراؤه لتتغير نظرت عيناه الى اللوم وهو يؤنبها : ولكنى لا اريد لجميع الكائنات ان تتمتع بجمالك هذا
امسك كفيها بيديه :علياء انا غيور جدا ،ولا احب ان يتكرر هذا الوقف ثانية ، هذه الفساتين والملابس من هذه النوعية وفريها لزواجنا ، غمز بعينيه وهو يكمل : حينها ساريك كم هي جميله عليك
ذابت خجلا وحبا به فهي تأكدت من حبه لها وغيرته عليها فشعورة صادق مس قلبها على الفور ونظرات عينيه تقتل كل الشكوك بداخلها
دخلت نور الى السيارة على عجل لتنولها شيء بيدها: لقد أعطتني اياه خالتي
لم يكن شالا بمعنى الكلمة لقد كان جزئا اخر للفستان يغطى الظهر بربع كم ليغطي اكتافها وظهرها من اللون البنى مطرز برقه ليعطي الفستان رونق اخر وجمال اكثر
ابتسم في وجهها بإشراق بعد ارتدها اليه : تبدين رائعة حبيبتي
خجلت من كلمته لترمى بعينها لنور فوجدتها تبتسم اليها اشارت لها بعينها لتأتى وتجلس مكانها لترجع هي الى الوراء ولكن نور اجابتها براسها نافيه
التفت اليهما : ما بكما انتما الاثنتان ؟تتكلمان بعيونكما
ربتت على كتفه : لا شيء اخى ، هيا تحرك سنتأخر هكذا انا اريد حضور الزفة
__ حاضر عزيزتي
تحرك بالسيارة وهو ممسك يدها بكفه وهى تشعر بسعادة عارمة فلطالما تمنت هذه اللحظة



*******************


بعد حضور الزفة واستقرار العروسين داخل الكوشة ، انتقى عمر طاولة من الطاولات بعيدة الى حد ما عن الكوشة ليجلسوا عليها وهو واقف انتبه الى اح يربت على كتفه ليلتفت اليه ويرحب به
__ اهلا عمرو ، كيف حالك؟
__ بخير والحمد لله ، لقد لمحتك منذ قليل وجئت لأتأكد ، ماذا تفعل هنا ؟ من اقارب العريس ام اقارب العروس؟
__ لا هذا ولا تلك ، ولكن اختى وخطيبتي صديقات للعروس
__ آها سمعت انك خطبت اخت علي ، مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقباك للمرة الثانية
انقلبت ملامحه : يا رجل تسمعك زوجتي وتصدق واسهر الليل في سين وجيم
ضحك عمر بخفة: امزح معك
__ انا اعلم ولكنها مزحة تجعلني انام على الاريكة
ضحكا الاثنان : حسنا سآتي بزوجتي لتتعارف على الفتيات
__ نهى ،هذا هو عمر صديق علي وخطيب اخته
__ نعم تشرفت بمعرفتك
__ نور ،علياء هذا هو عمرو صديق اخاك وصديقي ايضا وهذه زوجته
__ تعال لندخن خارجا واتركهن ليتعارفوا بأنفسهن
__ حسنا
سلمت نور وعلياء على نهى ودعوها ان تجلس معهم
__ انتما صديقات لسارة اليس كذلك ؟ فانتن من نفس العمر
__ نعم فسارة صديقتنا المقربة انتى قريبتها
__ نعم جدة سارة السيدة خالده عمة ابى
تجاذبا الحديث ونهى بشخصيتها المرحة تأقلمت معهما جيدا
وقف عمرو بجانب عمر : الم اقل لك ستندمجان معها فزوجتي شخصيه اجتماعية من الطراز الاول
لوح عمرو بيده لشخص وسيم الى حد ما واضح علية الشقاوة وصغر السن : يوسف تعال ، نحن هنا
ليأتي هذا اليوسف بخطواته الرشيقة ليعرفه على عمر لينظر هذا الاخير الى الطاولة ليجد اخته جالسه مع نور وعلياء
ارتفع حاجباه بدهشه: نور وعلياء كيف حالكما ؟ كيف لم اتوصل انى ساجدكما هنا ، فأنتما من الصديقات المقربات لسارة
لترسم على وجه عمر علامة استفهام كبيرة من هذا الشخص ؟و ما علاقة بأخته وخطيبته
قاما الثنتان ليصافحنه وهو يرحب بهم بشدة ويشيد بجمالهما مما زاد من توتر عمر لتعلن نور: هذا يوسف عمر صديق قديم من الجامعة فهو رفيق دراسة ، هذا عمر اخى
__ آها اخيرا التقيت بك ، نور في سيرتك دائم
رد باقتضاب وعداء واضح : تشرفت بمعرفتك
__ اه ، انتى نور اذن لقد حكى لي يوسف عنك
اكتمل التعارف وبدء عداء عمر ان يخف من اتجاه يوسف بعد ان اكتف ان هذه هي طريقته فهو مرح ولبق ويشيد بكل ما حوله
جلسوا على الطاولة نور ،علياء ثم عمر ليأتي بجانبه عمرو ثم نهى ثم اخيرا يوسف ليتبقى عدد من المقاعد الشاغرة
مالت نهى على اخيها :اين امى وياسين ؟
__ تأخر ياسين فقررت ان اتركهما واتى بمفردي ، سيصلان بعد قليل


*****************

دخل بطوله الفرع تتأبط ذراعه سيدة عجوز واضح عليها الفخامة والجمال فملامحه تقول انها كانت تتمتع بجمال مميز فى شبابها لتدور رؤوس الفتيات اليه فحضوره قوى ونجمه عالي وجماله ووسامته يضفى اليه سحر مميز يجعل النساء تحوم حوله
لمح اخوته جالسين بإحدى الطاولات مع اناس لا يعرفهم ليقف فجاه وتتسع عيناه لرؤية جنيته جالسة على نفس الطاولة
مقابله لآخاه أيتخيل وجودها ؟ام ان يوسف دعاها لحضور الزفاف
سالته امه : لم توقفت
__ لا شيء امى
استمر بالمشي ليقف على الطاولة بهدوء مميز لترتفع اليه الرؤوس ويصمت الجميع ليرى من هذا ؟
اتسعت عيناها نعم انه هو برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الاكسجين غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها اليه
لتتسع عيناها اكثر اثر جملة يوسف : ها قد حضر اخى الاكبر وكبير عائلتنا


 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 25-06-11, 08:06 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير يا احلى صبايا
و احلى ليلاس
وان شاء الله نهاركم نادي وهادي
البارتات الجديدة
يارب تعجبكم




الفصل الثان عشر


دخل بطوله الفارع تتأبط ذراعه سيدة عجوز واضح عليها الفخامة والجمال فملامحه تقول انها كانت تتمتع بجمال مميز فى شبابها لتدور رؤوس الفتيات اليه فحضوره قوى ونجمه عالي وجماله ووسامته يضفى اليه سحر مميز يجعل النساء تحوم حوله
لمح اخوته جالسين بإحدى الطاولات مع اناس لا يعرفهم ليقف فجاه وتتسع عيناه لرؤية جنيته جالسة على نفس الطاولة
مقابله لآخاه ا يتخيل وجودها ؟ام ان يوسف دعاها لحضور الزفاف
سالته امه : لم توقفت
__ لا شيء امى
استمر بالمشي ليقف على الطاولة بهدوء مميز لترتفع اليه الرؤوس ويصمت الجميع ليرى من هذا ؟
اتسعت عيناها نعم انه هو برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الاكسجين غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها اليه
لتتسع عيناها اكثر اثر جملة يوسف : ها قد حضر اخى الاكبر وكبير عائلتنا



وقف عمر ليصافح هذا الغريب وهو يشعر بانه شخصيه فريده من نوعها
قدمه عمرو اليه : المهندس ياسين الاخ الاكبر لزوجتي ومدير شركة ...................
المهندس عمر صديقي وهو ايضا مدير شركة للمقاولات
ليبتسم عمر وهو يصافح ياسين : انها شركة صغيرة
__ سررت للتعرف عليك
__ وانا ايضا فانت من اعمدة سوق العمل
التفت الى نور : نور هذه الشركة التي تعملين بها ، اليس كذلك؟
التفت اليها بحدة قليلا وهو يحدث نفسه ما علاقتها بهذا الشاب ليكمل عمر
__ نور اختى ، علياء خطيبتي
انفجرت اساريره بابتسامه جميلة وهو يحيهما براسة لم يرفع يده ليصافحهما مراعاة لمشاعر الاخ والخطيب الواقف امامه
اكمل ياسين : اذن انت المهندس عمر سمعت عنك كثيرا ، انت من فزت بالمناقصة الاخير للشاليهات
رد بهدوء وهو يبتسم بفخر :نعم انا
__ لقد سمعت عنك من المهندس طارق زميلي فهو يشيد بعملك ، اتمنى ان نتعاون في المستقبل
__ وانا موافق ، فالتعاون مفيد لكلينا
وضع يوسف يده على كتف امه : نور هذه امى العزيزة ، ياسين اخى الكبير نور امى زميلتي بالعمل
ابتسمت الام في وجهها بحب : اهلا بكى بنيتي
لترد نور وهى تكمل التعارف : اهلا بكى يا هانم هذه علياء خطيبة اخى وصديقتي العزيزة وعمر اخى




انضم ياسين لعمر ليتحادثا في امور العمل ليبدا الزفاف برقصة هادئة رومنسية للعروسين لتلتفت الفتيات اليهم وهم يتحادثن عن مدى جمال العروس ويدعن لها بالتوفيق وان الله يتمم لها بالخير
هتف يوسف : ياسين ، حضر ياسر
وقف ياسين ليسلم على صديقه وزوجته لتميل علياء على نور : اليس هذا من كان يجلس معه بالمطعم
اجابت نور براسها نعم وهى مرتبكة من رؤيته وتحاول اشغال نفسها في مشاهدة العروسين لتنتبه على وضع نهى يدها على كتفها: و هذه هي نور صديقة يوسف و زميلته في العمل
الدكتورة مريم يا نور زوجة ياسر صديق ياسين وقريبة لنا و لسارة
تبادلا كلمات التعارف العادية لتنظر لها مريم مليا وهى تحدث نفسها هذه هي نور من شغلت عقل ياسين يحق لها فهى جميله جدا وظاهر عليها الاحترام والذكاء والالتزام
عزفت اغنيه رومانسية اخرى لينضم الى العروسين المتزوجين اصدقائهم واقاربهم المتزوجين
فكان عمرو اول من قام هو ونهى تحت تعليقات يوسف المرحة اشارت نور الى اخاها ليقف ويدعو علياء الى الرقص
ثم يتبعهما ياسر ومريم لتتبقى هي مع نوارة هانم والاخوان
مزح يوسف قائلا :نور ما رايك ان تتفضلي على وتسمحي لي بهذه الرقصة ؟
ابتسمت بتوتر : كان بودى ولكنى لا اجيد الرقص وليس لدى معرفه به
__ اتريدين ان اتقدم لكى بالطريقة الأوربية
قام اليها ليمثل الانحناء ويمد يده لها
نهرته بغضب : يوسف انا لا اعرف ارقص ، كف عن الاداء المسرحي فستلفت الانظار الينا
شعرت بتوتر من معها على الطاولة ليدور يوسف لامه :ماذا افعل اماه ؟اريد ان ارقص ، تسمحي لى سيدتي
ضحكت امه بهدوء وقامت وهى تقول : تعال معي اريد ان اجد السيدة خالدة لأبارك لها
ضحك بهدوء لنور وهو يمسك بيد امه: اذن لن ارقص ، حسنا امى لنذهب



جالس بهدوء وعلى شفتيه شبح ابتسامه لم يرفع نظرة عنها منذ ان جلس حتى وهو يتحدث مع عمر كان يراقبها بطرف عينه الان يستطيع رؤيتها بوضوح بفستانها الاسود الانيق بلمعته الجذابة مسدول على جسدها مجسم من فوق ليتسع من الخصر الى اخمص قدميها ويظهر بياض بشرتها واحمرار خديها بسبب غضبها من يوسف واسلوبه واحراجه لها
الفستان يتميز بالرقة وغير متكلف وعلى الرغم من انه بدون اكمام الا انه محتشم وهى الان تشبه عليه ممثلات هوليود ببشرتها البيضاء وعينها الغالب عليها اللون الاخضر وشعرها بلونه المميز البنى المحمر يمثل تاج لوجهها ويزيدها رقه وجمال
انتبه على تململها فليكتشف انهما لوحديهما على الطاولة وشعر بانزعاجها وهى تلتفت يمين ويسار وهمت لمغادرة الطاولة لكنه استوقفها بصوته وهو يرسم ابتسامه جميلة صافيه على وجهه: الا تريدي الجلوس معي؟
وقفت اليه متحديه بعينيها : لم لا اريد الجلوس معك؟
سال بهدوء: لم ستذهبين اذن؟ ليردف ساخرا :ستذهبين للرقص مثلا
اشتعلت عينيها غضبا من سخريته : ماذا تريد ؟وما شانك بان ارقص او لا
رد والسخرية تنطق من عيناه : لا شان لي ولكنى اعرف انك تجيدي الرقص فطريقتك في الرفض كانت مكشوفه
زفرت بضيق : لا يهمني ما تعرفه او ما لا تعرفه
وهمت بالذهاب ليوقفها امرا : انتظري ، تنهد بضيق : لا تذهبي ، اذا لا تريدي الجلوس معي فسأذهب انا
وقفت لتنظر اليه ليبتسم في وجهها : ما رايك ان نبدأ من جديد ؟
فوجئت منه وهو يقترب منها ليجلس بكرسي قريب : اعلم ان المرة الاولى لم تكن موفقه ، اريد ان اتعرف عليك من جديد مد يده لمصافحتها :انا ياسين محمود مهندس و مديرا لشركة ..................
كانت تعلم انه يقصد بالمرة غير الموفقة المقابلة الاولى بالشركة
اخفت ابتسامتها وهى تلامس يده بأصابعها بسرعة : نور اسمى نور محاميه واعمل بالشئون القانونية في شركة ..........
مثل الدهشة وهو يرفع حاجباه : اذن نحن نعمل بنفس الشركة سنتقابل كثيرا اذن
ابتسمت برقه على تمثيله ليردف بجديه : سأسالك سؤال واريد ان تجاوبي بصراحة؟
__ تفضل
__ لم تخلصت من اخى العزيز بهذه الطريقة فانت تجيدين الرقص اليس كذلك ؟
ابتسمت ابتسامه خجولة لكشفه لكذبتها : لا اجيد الرقص مع الغرباء
عندما ابتسمت بخجل زادت رقه وجمال في عينيه ليضحك بهدوء على اجابتها
__ انت ذكيه فعلا
نظرت اليه بحده ليرفع كتفيه : لا اقصد الاساءة ولكن أعجبني ردك ، انا امدحك
تكلمت بغيظ وسخريه : اشكرك على مدحك العظيم
استشف الغيظ من صوتها ليبتسم ابتسامه رائعة ويشرق وجهه
__ حسنا لو طلبتك للرقص سترفضين
اجابت على الفور :نعم
هز راسه بتفهم وهو يكمل بخيبة امل : كنت اتمنى ان لا ترفضي طلبي
نظرت اليه لتفهم قصدة ليلتقط عيناها الخضراوين بعينيه الرمادية لتقع في اسر نظراته وتتيه بهم تلعثمت وهى تقول
__ ما هو طلبك ؟
تجاهل جملتها وهو يقل بهمس : ها سنبدأ من جديد
هزت راسها موافقه ليكمل وهو يميل بجذعه على الطاولة ليقترب منها اكثر وابتسامته تزداد: لا تترددي اذا احتجت أي شيء فانا موجود نحن الان اصدقاء اليس كذلك ؟
هزت راسها ثانية وهى لا تعلم ما يقوله ولكنها لا تريد ان تنقطع هذه النظرات الاسرة لتفاجئ بابتعاده مرة واحدة


فوجئ بياسر يقترب منهم ليعدل من جلسته ، اقترب الاخير لتجلس مريم بجانب نور ، ربت على كتفه وانحنى يهمس في اذنه : تعال معي خارجا
لوى شفتيه: لماذا ؟
__ قم معي
رد بضيق : حسنا





خرجا من القاعة لتجلجل ضحكة ياسر في المكان التفت ياسين يمين ويسار في دهشة
__ اجننت ياسر ؟ماذا تفعل ؟ لماذا تضحك هكذا ؟
__ اضحك عليك ، اليس هذه فتاة المطعم ؟
__ نعم ، اكمل بضيق :ماذا تريد ؟
ضحك ياسر مجددا ليردف الاخر : اذا لم تتوقف عن الضحك سأتركك وادخل
ابتسم في وجه ياسين المليء بالضيق : حسنا ولكنى مندهش ، لا اراك غاضبا بل يتهيأ لي انك كنت تضحك معها
ابتسم بصدق وتعجب :لا اعلم ، لقد تصرفت معها اليوم بطريقه غريبه على انا شخصيا ، ولكن ما اعرفه انى سعيد بالكلام معها وسعدت اكثر انها رفضت دعوة يوسف للرقص
قال بخبث : آها رفضت دعوة يوسف
__ نعم بطريقة مهذبه ذكيه
__ ياسين انت معجب بها ؟
تنهد وقال بصدق: لن انكر ياسر نعم انا معجب بشخصيتها واشعر انها تحتوى على المزيد واريد ان اكتشفه
ابتسم ياسر لان مريم كانت على حق فهي شغلت عقله وستشغل قلبه
__ حسنا ، ماذا ستفعل ؟
__ ها في ماذا؟
__ لتعلم بقية جوانب شخصيتها وتكتشفها يا ذكى
__ لا اعلم الان ولكن ساترك الموضوع للوقت




دخلا ليجدا القاعة مقلوبة من الرقص والفتيات واقفات مع العروس وعمر فقط هو من يجلس على الطاولة
ذهبا اليه ليساله ياسين :لم لا تقف معهن ؟ واين الباقي ؟
__ لا انا لا احبذ الرقص ولا اعرف احد ، عمرو ويوسف ذهبا معهن وانا فضلت الجلوس
__ حسنا اسمعني عمر كنت اريد ان اتكلم معك بأمور العمل ولكن لن استطيع هنا
ما رايك تأتى الى مكتبي ام اتى انا اليك ام نتقابل بالخارج؟
__لم خارجا تعال الى بيتي لنتعشى معا
__ ولكنى لا اريد مضايقة اهل البيت
__ لا توجد مضايقة سأنتظرك غدا ان شاء الله ، فانا لا احبذ المطاعم ولا المكاتب وجلوسي معك خارج الجو الرسمي سيكون افضل
__ حسنا اتفقنا سآتي اليك غدا
املى عليه عمر العنوان ليقول ياسين داهشا : هذا بيت اللواء اسماعيل عبد الرحمن
__ نعم انه جدى من أمي ،اكنت تعرفه
__ بلى ابى كان يعرفه وكانا يرتبط به بعلاقة صداقه
ابتسم عمر : حسنا اصبحنا معارف
__ لقد تشرفت بمعرفتك كثيرا عمر



**********************



عند اقتراب انتهاء الحفل اصطفت البنات خلف العروس لترمى اليهن بباقة الزهور
سال يوسف : نور لم لا تقفين هناك مع الفتيات
__ لا انا لا اؤمن بهذه العادة ،كما ان فكرة الزواج لا تخيم على رأسي
قام و انصرف مسرعا ،ذهب الى تجمع الفتيات ليقف في منتصفه وهو يمزح معهن
ياسر :انظر ياسين اخاك طامع في الباقة
اضاف عمرو : انظر كيف يمزح مع الفتيات وهن ولهين عليه
اجابتهم نهى: هو محبوب من الفتيات دائما ، يتخيل لي ان صوتكما مليئا بالغيرة
ضحك ياسين لدفاع نهى الدائم عن يوسف
ضحكت مريم بخفه : نهى لقد امسك بالباقة فعلا انظر انه يصافح ساره
اتى اليهم حامل الباقة : بم انى لست فتاه ، ولا اريد الزواج الان فهي لكى نور
ادار ياسر عيناه بين ياسين وعمر الواضح عليهم الغضب
ليردف يوسف : انتى الفتاه الوحيدة الجالسة معنا لم تتزوجي
تلعثمت والاحمرار يزحف الى وجهها والتوتر يسيطر عليها عضت شفتها السفلى بقلق : شكرا يوسف ولكنى قلت لك لا اريده
تكلمت السيدة نوارة بهدوء : خديه ابنتي وان شاء الله ان تتزوجي عن قريب
اخذت الباقة مكرهه فهي لم تستطع الرفض



**********************



انتهى الحفل لتذهب هي وعلياء الى ساره يسلما عليها ويباركوا ويدعن لها بالتوفيق
ثم خرجتا من القاعة لتنتظرا عمر حين يأتي اليهما بالسيارة
انتبه اليهما ياسين ليقترب بهدوء وقال بأدب جم : انسه نور ، لماذا تقفان هكذا ؟ ادار عيناه : اين عمر ؟



فوجئت به واقف امامها يتكلم بهدوء وادب لتتذكر كيف ابتعد عنها عند اقتراب صديقه كأنها مرض معدى
لترد بتعالي : لا شيء ذهب ليأتي بالسيارة ونحن ننتظره
__ حسنا تقدما لتقفا بجانب سيارتي حتى لا تتعرضا للمضايقات من المارة
ردت بحزم وضيق :لا شكرا ، سياتي حالا
لم تعجبه نبرتها الحازمة ولكنه اثر الصمت وذهب ليقف بجانب سيارته وهو مندهش من طريقتها معه لأنها كانت طبيعية في كلامها معه بالداخل نظر اليهما وهو غير مطمئن لهذه الوقفة




__ نور ماذا يحدث ، ما كل هذا الود الذى يتحدث معكى به؟
__ لا اعرف ، انه يعرف عمر واظن هذا سبب تصرفه
__ لم لا تقولي ان تصرفه في المرة الاولى غير طبيعته من الممكن انه كان واقع تحت ضغط معين لذلك كان تصرفه غير لائق معكى ولا تنسى مرة المطعم كان في قمة التهذيب
انقلب وجهها لتذكرها موقف المطعم لترد بضيق : لا اعرف ولا اشغل رأسي بالتفكير في هذه الامور
مر بعضا من الشباب صغير السن بجانبهم وبدأوا يطلقون الصفرات وكلمات الاعجاب والمديح لتفاجئ بياسين واقف امامها والشرر يتطاير من عينيه ليفزع الشباب ويكملوا طريقهم بسرعة لف لها و الغضب ظاهر على وجهه
__ الم احذرك من موقف كهذا ، لما كل هذا العند ؟
ليكمل امرا : تحركي الى السيارة وقفى بجانبها الى ان يأتي اخاك
رفعت له نظرها متحديه وبصوت عالي : لا لن افعل ولم اطلب من حضرتك أي مساعدة
من انت لتأمرني وتتحدث معي بهذا الشكل ، تفضل اذهب الان من هنا
احمر وجهه وانتفخ من الغضب وبنبرة قاسية: اخفضي صوتك ونفذي ما اقوله الان ولن اذهب من هنا فانتي امانه لدى حتى يأتي عمر
قال لها بلهجه شديدة القسوة امرا : تحركي
اهتزت من لهجته ونبرته القاسية لتتحرك على الفور فلقد رأت في عينيه نظرة مخيفه



واقفه فيما بينهما مندهشة مما يحدث امامها فهما كالديوك يتنقران وهى لا تفهم ما يحدث لم تستطع التدخل بينهما لتندهش عند امتثال نور لأمره ليرفع نظره اليها لتتبع صديقتها على الفور وبصمت




مشى خلفهما وهو يكاد ينفجر من الضحك فشكلها وهى غاضبه جميل جدا ومظهرها وهى مقهورة وخائفة يكاد ان يجعله يقع على الارض من الضحك ، رن هاتفه : نعم أمي ، لم اتحرك بعد لدى امر هام سأنجزه واتى لا تقلقي



واقفه مستنده على السيارة بقهر ممزوج بالغضب يعصف بكيانها ليأتي صوته امرا : ما رقم تليفون عمر ؟ لقد تأخر وانا بدأت في القلق عليه
لم ترد عليه ونظرت اليه بغضب ونفخت بعنف
اجابته علياء :لا داعى سيأتي الان ؟،لتملي عليه الرقم حين نظر لها ورفع حاجبه
__ اين ركن السيارة
__ لا اعلم لقد انزلنا امام القاعة وذهب ليبحث عن مكان يصف فيه السيارة
__حسنا اتصل بعمر ليجيبه الاخر : السلام عليكم
__ وعليكم السلام ، عمر انا ياسين ، اين انت؟ اهلك هنا وقلقنا عليك
تنهد براحة حمدا لله انك معهما لقد تعطلت سيارتي واحاول تحريكها بأي طريقه ولا اعرف ما بها الان
__ اين انت بالضبط؟
وصف له عمر المكان ليقل له : ابقى مكانك سآتي اليك ولكن ابلغهما ان تركبا الى سيارتي
__ شكرا ياسين على ازعاجك معي
__ لا تقل ذلك
__ حسنا اوصل الى احداهما الهاتف
مد يده اليها بهاتفه : اخاك يريد التكلم معك نظرت له بغضب و اشاحت بوجهها بعيدا عنه
ناول الهاتف الى علياء : نعم عمر انا علياء
__ روح عمر وحياته اركبا مع ياسين سيوصلكما الى
__ حاضر عمر سلام
ناولت الهاتف الى ياسين ليشير اليها براسه على نور وهى متحوله الى كتلة نارية من الغضب
ابتلعت ريقها بصعوبة ورتبت على كتفها : نور عمر يقول ان نركب مع الاستاذ ياسين حتى يوصلنا اليه
صرخت : نعم لماذا ان شاء الله
اجاب بهدوء من بين اسنانه : اخفضي صوتك نحن بالشارع ، سيارة اخاك تعطلت فلن يستطيع ان يأتي اليك
اشاحت بوجهها غاضبه لتبحث عن هاتفها و تتصل بعمر وهى تلف بعصبية في الشارع وتضرب قدمها من الغضب بالأرض : عمر اين انت؟ لا لن اركب
سمعا صوت عمر هادرا من التليفون : نور اسمعي الكلام لا يوجد وقت للعب الاطفال هذا اركبي السيارة
ترقرقت الدموع بعيونها فلأول مرة يصرخ بها عمر هكذا ، اغلقت الهاتف بعنف وغضب واضح حزنت علياء لمنظرها هكذا لتقترب منها : اركبي نور الى السيارة فهي ليست نهاية العالم كلها عشر دقائق لا اكثر
اتجهت الى المقعد الخلفي لتوقفها علياء : بالله عليك نور هو ليس سائقا لنا وانا لن استطيع الجلوس بجانبه فانتي اعلم بعمر اكثر منى
جزت على اسنانها غضبا وقهرا والما وهي تدعى علية وعلى اليوم الذى قابلته به وتريد قتله



واقف بهدوء ليتابع الموقف عن كثب لقد حزن بشدة عند رؤية الدموع بعينيها وتمنى انه لم يقترح هذا الاقتراح الذى اتى بالدمع الى عينها الجميلتين شاهد علياء وهى تخفف عنها وتقنعها بركوب السيارة ثم تستحلفها لمراعاة الذوق كاد ان يضحك بصوت عال لرؤية وجهها وهى الغضب يتطاير بعيونها كسهام تريد قتله لقد فهم نظراتها فهي شفافة جدا
ركبت علياء بالخلف وظلت هي واقفه بجانب السيارة ليتقدم اليها بهدوء ويفتح لها الباب الأمامي وبعينين هادئة استند على الباب ليقول برقه : تفضلي نور
اكمل : المعذرة على ما بدر منى ، لم اقصد مضايقتك لكنى قلقت عليكما عند اقتراب هؤلاء الشباب منكما وازداد غضبى منك لأنك لم تستمعي لي من الاول وتعرضت لذلك الموقف السخيف
اندهشت من اعتذاره الرقيق وتوضيحه لوجهة نظره بهدوء ورقة لتعض شفتها بتوتر
__ وانا ايضا اعتذر عن لهجتي غير اللائقة معك
ابتسم بإشراق : حسنا كما يقولون صافى يا لبن
ردت ضاحكة : حليب يا قشطة
__ حسنا تفضلي ايتها الحسناء الى سيارتي المتواضعة
ركبت وهى تقول متواضعة انت تمزح انها مرسيدس اخر موديل
__ امال براسه عليها وهو يغلق الباب ويبتسم بشقاوة شديدة :بالنسبة لكى فهي متواضعة ولا تناسب غلاتك
تعجبت من جملته والجمتها الدهشة فلم تستطع ان تفكر انه يغازلها ولو عن طريق الخطأ






وصل الى عمر لتنزل من مكانها وتركب بجانب علياء ليحتل عمر مكانها بضيق وهو يتأسف لياسين لأشغاله معهم ويشكره على اعتناؤه بالبنات ليرد عليه بان لا شكر على واجب ليكمل : حسنا صف لي الطريق
__ اوصل علياء اولا ثم نحن ، سنتعبك معنا ياسين
نظر له معاتبا : من فضلك اصمت ،فلا داعى لهذا الكلام قل لي العنوان
وصف له عمر الطريق ليصل الى مكان سكن علياء لينزل معها عمر من السيارة ليوصلها الى الداخل
عند باب المصعد امسك يدها ليقبلها برقة : اسف على تأخيرك معي
اجابت بخجل : لا تتأسف عمر فلم يحدث شيء ، لامست ذقنه بدلال : ممكن ان تطمئني عليك عندما تصل الى البيت
نظر لها بحب وهيام : لا تقلقي حبيبتي سأطمئنك عندما اصل الى البيت
__ عمر
__ روحه وحياته
__من فضلك اعتذر لنور عما فعلته فصوتك كان عال جدا لدرجة انى سمعته انا والاستاذ ياسين
اطرق راسه خجلا : حسنا ، لقد كنت غاضبا من السيارة وقلق عليكما جدا والموقف السخيف الذى وضعت به وإشغالي لياسين معنا ثم جاءت هي لتشعرني انها طفله صغيرة ، فانفجرت بها من دون قصد
__ اعلم ولكنها كانت حزينة من اسلوبك معها فهي لم تعتاد منك هذه الطريقة في المعاملة
__ سأصالحها بإذن الله ، اقترب منها ليطبع قبله رقيقه على جبينها : تصبحي على خير حبيبتي
احمرت وذابت خجلا منه لتركب المصعد بسرعه

********************

دخل الى السيارة : اسف ياسين اخرتك معي
__ لما تتأسف كثيرا هكذا ، هذا امر خارج عن ارادتك، وانا متفهم موقفك قل لي ماذا ستفعل بالسيارة؟
__ لقد اغلقتها جيدا وفى الصباح سأرسل الميكانيكي لينظر ما بها
اوصله الى الفيلا لينزل من السيارة ويقف ليصافحه ليهم عمر بالاعتذار مجددا ليقاطعه ياسين
__ لا تعتذر مرة اخرى ارجوك وتشعرني انى فعلت شيء خارق للطبيعة
لوح لها بيده :تصبحي على خير انسه نور
هزت راسها بابتسامه سريعة لتغادر من امامهما مسرعة
__ انها غاضبة منى ، فلأول مرة اصرخ بها
__ اعتذر منها ، اعتقد انها ستسامحك
__ الله يعينني عليها ، شكرا ياسين ، سأنتظرك غدا
__ سآتي بإذن الله تصبح على خير


*******************



صعدت مسرعة الى حجرتها وقلبها يدق بعنف فهي لم تستطع النطق عندما غادر عمر ليوصل علياء رفعت عينها لتجده ينظر اليها لقد شعرت بعينيه تدقق النظر بها مما اربكها فنظرت اليه مستفهمه لعله يتكلم ولكنه استمر بالنظر اليها لم يخفض عيناه وهى رات بنظراته اشياء لم تستطع تفسيرها خيل اليها انه يكلمها بعينيه ولكنها لغة غريبه عليها لا تفهمها ولا تستطيع فك طلاسمها فكرت ماذا يريد منها ؟ كان رقيق للغاية اليوم لدرجة انستها انه هو الجلف الذى تعامل معها بقلة ذوق ، كان اليوم كيوم المطعم ولكن عيناه كانت تلمع بشدة لتضفي على لونهما الرمادي بريق خاص
تنبهت من افكارها على صوت عمر وطرقاته على الباب ولكنها غاضبه منه بشده فهو السبب الرئيسي فيما حدث لها اليوم
لم تشئ الرد عليه اغلقت المصباح لتوهمه انها نائمه واستلقت على سريرها لتفكر فيما حدث اليوم وما سبب تحوله المفاجئ معها هل علياء محقة فعلا وهذه هي طبيعته ؟ لا تعرف تذكرت نظراته مرة اخرى لتشعر بجسدها يحترق و كيف تاهت في نظراته وانجذبت اليه و لم تستطع هي الاخرى ان تخفض بصرها الى ان سمعت صوت عمر ليقطع الجاذبية بين عيونهما لتذهب في نوم عميق داخل عيناه


*********************



رن هاتفها لترد بسرعة ، يأتيها صوته : السلام عليكم
__ وعليكم السلام حمد لله على السلامة
__ الله يسلمك حبيبتي ، كيف حالك؟ هل غضبة خالتي لتأخيرك
__ لا بالعكس كانت مطمئنه لأنك معنا
__ الحمد لله كنت خائف من غضبها اردف بحب :اشتقت اليك كثيرا
ضحكت بخجل ليقول بنفاذ صبر :لم لا تردى على
__ ماذا تريدني ان اقول؟
__ لا اعرف ، ما تشعري به مثلا
قالت مغايظة له : انا اشعر بتعب شديد واريد ان انام
جمد صوته ليسالها بجديه : علياء انت غاضبه منى لشيء ما اجهله
ارتبكت :لا لست غاضبه ، ولكنى متعبه واريد النوم فعلا
__ حسنا سأغلق الهاتف ، تصبحي على خير
__ انتظر ، ماذا فعلت مع نور؟
__ دخلت الى غرفتها ومثلت النوم ولم ترد على ، انها غاضبه بالفعل ولا اعرف ماذا افعل معها؟
__اترك لها بعض الوقت لتهدأ وتكلم معها في الصباح
__ حسنا تنهد بتعب وهو يلقى جسده على الفراش
__ ماذا بك؟
__ انا متعب جدا وكلما اتذكر غدا والسيارة يزداد تعبى
__نام الان وفى الصباح فكر في هذا الامر ، تصبح على خير
__ علياء ، اشعر بان الغرفة كبيرة وفارغه وانى وحيد متى تأتى لتؤنسيني قليلا
التهبت وجنتها بشده من جراته : تصبح على خير عمر اغلقت الهاتف دون ان تنتظر رده
وضع الهاتف على قلبه : وانت من اهل الخير يا قلب عمر


ابتسمت بحب وهى تتذكر كلماته وجراتها فهو يريدها معه وبجانبه تنهدت بسعادة لتأوي الى فراشها فحياتها الان ستبدأ مع شريك العمر الذى طالما تمنته



يعود بسيارته بهدوء ومن وقت لأخر ينظر الى المرأة الأمامية ليتذكرها وهى جالسه وراؤه ونظراتها الخلابة
لم يستطع خفض بصره من عليها حتى بعد ان راته وهو ينظر لها كان يشعر انه منوم مغنطيسيا
حدث نفسه بانها جميله جدا وغضبها يزيدها جمالا ، تذكر انه معزوم غدا عندهم ليمنى نفسه برؤيتها والتحدث معها
فكر لما يريد رؤيتها ؟ لماذا يريد معرفتها ؟لماذا يشعر انه اسير هاتين العينان الخضراء ؟لماذا يشعر انه يريد احتضانها بشدة لتذوب بجوانب جسده وحنايا روحه
نفض راسه بشدة وانتفض من مشاعره ليكلم نفسه بصوت عالي : تمالك نفسك ياسين
لا تفكر بهذه الاشياء ولا تنسى انها اخت صديقك وموظفه بالشركة تعامل معها عادى مثل نهى اختك ولا تنسى ايضا ان فارق العمر بينكما كبير فهي زهرة في ريعان الشباب وانت قاربت على الاربعين
تذكرها مرة اخرى ليقول نعم انها زهرة يانعه جميله ورقيقه
__ انتبه يا رجل
تنبه الى صوت احد قائدي السيارات على الطريق يصرخ به
لينتبه الى الطريق ولكنه لا ينفك ان ينظر الى المرآه ليجد نظراتها بعينيها الخضراء تنظران اليه
***********************








نازل السلم مسرعا ليخرج من القصر ليستوقفه صوت امه الهادئ
__ ياسين الى اين انت ذاهب ؟
التفت اليها ليراها جالسه في مكانها المعتاد هي ويوسف ليذهب اليها يقبل راسها
يوسف : جميل ، انت ترتدى ملابس غير رسميه منذ فترة طويله لم ارك مرتدى هكذا
ابتسم بسعادة: هل اعجبتك ملابسي
__ نعم انها جميلة واخر صيحات الموضة ، الن تقل لي تفضل؟
رفع حاجبه بتعالي : في احلامك
قاطعتهما الام قبل بدء المشاكسة المعتادة : اين ذاهب بنى؟
__ لدى موعد مهم أمي
غمز يوسف بعينه : آها موعد مهم ممكن ان يكون موعد غرامي مثلا
ضحك بسخريه :ظريف حضرتك
__ نعم اعرف انى ظريف لم تقل شيء جديد، ولكن اعترف انه موعد غرامي
ابتسم لينصرف وهو يشير لآخاه بانه مجنون


*********************



توقف بسيارته اما الفيلا التي تقطن بها جنيته ترجل من السيارة لينظر الى الشرفات ليتبين ايهم تخص غرفتها
، تقدم الى الباب ليقرع الجرس فتح له عمر
__اهلا بك يا باش مهندس ، تفضل
صافحه ياسين وهو يقدم له علبة الحلوى : اهلا بك ارجوك عمر ، لا داعى للألقاب بيننا ، فانا اعتبرك صديق لي الا ان كان لك رأى اخر
__ لا طبعا ، انا اتشرف بمصادقتك ،تفضل الى الداخل ،لما كلفت نفسك
دخل به عمر الى الصالة ليجلسا معا
__ سأقوم انا بخدمتك فلا يوجد لدينا احد يقوم بالخدمة نور لا تحبذ ان يفعل احد غيرها ، وبم انها غاضبه منى فلن تفعل لي أي شيء
ضحك ياسين وهو يتأمل الصالة بأثاثها وديكوراتها على النظام الأمريكي
__ لقد تغيرت الفيلا كثيرا
__ نعم لقد طلبت من احد مهندسي الديكور زملائي تغييرها بعد موت جداي فكان النظام القديم يسيطر على نور ويشعرها بالكآبة فكانت كلما جلست بمفردها تتذكرهم وتبكى
هز راسه وهو يشفق عليها فمن الواضح انها رقيقه وحساسة جدا : هكذا افضل
__ الا زالت غاضبه منك ؟
هز راسه اسفا : نعم حتى عندما اخبرتها انى انتظر ضيوفا على العشاء لم ترد على ولكنها جهزت الطعام
ربنا يعينني عليها
__ هز راسه بتفهم وهو يشعر بالحزن كان يريد رؤيتها فكان يتخيل انها ستتناول الطعام معهما
تكلم مع عمر في امور العمل وهما يشربان القهوة ليرن هاتف عمر فيستأذن منه للرد فهو تليفون هام بالنسبة اليه
__ تفضل
خرج عمر الى الحديقة الخاصة بالفيلا ليرد على الهاتف

********************


جالس يقلب بعينيه في المكان ليسمع صوت خطوات نازلة على السلالم بسرعه ليفاجئ بها تدور براسها كأنها تبحث عن شخص ما مرتديه بنطلون جينز ضيق ذا خصر واطى فاتح اللون وقميص بناتي مجسم اسود اللون بربع كم قصير يكاد ان يلامس الجينز وشعرها القصير بشكل فوضوي وحذاء بناتي اسود اللون لقد تأملها جيدا فهو يراها جيدا ولكنها لا تراه
دخلت المطبخ بسرعه من الواضح انها لا تريد لقاء اخاها او ضيوفه المنتظرين لاحظ انها تحضر طعام سريع
فتحت الثلاجة لتخرج زجاجة من الحليب تصب منها في كوب لتشرب منه بهدوء

تقدم منها فهو يريد ان يتحدث معها : الن تتناولين الطعام معنا؟

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 25-06-11, 08:08 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الجزء الثالث عشر



جالس يقلب بعينيه في المكان ليسمع صوت خطوات نازلة على السلالم بسرعه ليفاجئ بها تدور براسها كأنها تبحث عن شخص ما مرتديه بنطلون جينز ضيق ذا خصر واطي فاتح اللون وقميص بناتي مجسم اسود اللون بربع كم قصير يكاد ان يلامس الجينز وشعرها القصير بشكل فوضوي وحذاء بناتي اسود اللون لقد تأملها جيدا فهو يراها جيدا ولكنها لا تراه
دخلت المطبخ بسرعه من الواضح انها لا تريد لقاء اخاها او ضيوفه المنتظرين لاحظ انها تحضر طعام سريع
فتحت الثلاجة لتخرج زجاجة من الحليب تصب منها في كوب لتشرب منه بهدوء

تقدم منها فهو يريد ان يتحدث معها : الن تتناولين الطعام معنا؟
شهقت ليقع الكوب منها ارضا محدثا ضجة فهو اخر شخص تتوقع رؤيته في منزلها سالت نفسها ماذا يفعل هنا لتتذكر ضيوف عمر المنتظرين لتشهق مرة اخرى تنبهت انه مازال واقف امامها بطوله الفارع مرتدى بنطلون جينز ازرق وقميص كاروه ملون على الطراز الحديث ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره المفتولة وجاكت ابيض اللون يظهر اسمرار بشرته ويغدق على عيناه الرمادية لمعه جذابه
ابتلعت ريقها بصعوبة فهي تشعر بجفاف في حلقها عندما تراه وانعادت نظراته الفائتة لها في ذاكرتها لتشتت ذهنها
تكلم بهدوء وهو متابع نظراتها: كيف حالك نور؟
__ بخير الحمد لله
ردد سؤاله : الن تتناولين الطعام معنا ؟
نظرت اليه مستفسرة عما يسأل عنه اشار الى الطبق الموضوع امامها ،فهي كانت تحضر شطيرة لتتعشى بها مع كوب اللبن
__ انا لا اكثر بطعام العشاء
__ واذا قلت لكى من اجلى تناولي الطعام معنا ، أستوافقين؟
نظرت اليه فرات في عينيه نظرة تستحثها لتوافق على طلبه __ حسنا سأتناول الطعام معكم
نظرت الى اللبن المسكوب بتوتر وانحنت لتنظفه في خجل شديد
شعر بخجلها فأدار لها ظهره وهو يقول :نظام الفيلا جميل ، هل لكى دخل بالديكورات
__ قليلا
__ ان التصميمات تعكس رقتك وحسك الأنثوي
ابتسمت برقه لتقول مازحه: اشكرك على مدحك العظيم
ضحك بفرح شديد تحت دهشتها فلأول مرة تسمع صوت ضحكته وهى تحدث نفسها انها من اجمل الضحكات التي سمعتها في حياتها
اتجهت الى السلم ليمسكها من يدها فنظرت اليه بدهشه وهى تنقل بصرها بين ذراعها ويده
رفع يده وهو محرج : اسف لم اقصد، الى اين ذاهبه الن تجلسي معنا؟
__اه ،نعم سآتي ثانيه
قال هامسا : سأنتظرك
نبرته الرقيقة دغدغت مشاعرها واشعرتها بانها على وعد معه على اللقاء
هزت راسها بنعم وصعدت مسرعة

*****************


واقف ثابت امام السلم كتمثال رخامي ينظر لأثرها المختفي لينتبه الى يد عمر على كتفه لينتفض
__ ما بك ؟لم انت واقف هكذا؟
نظرات عمر مليئة بالأسئلة والتعجب من وقفته هكذا
كح بإحراج: لا شيء ، لفد تململت من الجلوس
__ اسف يا صديقي اعذرني انه تليفون مهم يخص العمل
__ ولا يهمك عمر
استأنفا كلامهما عن الاعمال واوضاع السوق


*****************


صعدت الى غرفتها مسرعة وجسدها مشتعل من لمسه يده الدافئة ووجهها احمر من الحرارة التي تشعر بها
نظرت الى نفسها في المرآه لتفاجئ بانه راها في هذه الملابس غير المحتشمة على الاطلاق ، كيف لم تسمع جرس الباب
لابد انه اتى وهى تستحم لذا لم تسمع الجرس ،وعمر اين هو و كيف يتركه لوحده هكذا في البيت ؟
حمدت الله ان عمر ليس موجود والا كان هد الدنيا على راسها لنزولها الى تحت بهذه الملابس وهي على علم بانه ينتظر ضيوف على العشاء
فتحت دولابها لترى ما يمكنها ارتداؤه لتنزل الى الاسفل بحثت كثير لتستقر على تنورة كريمية اللون واسعه تصل الى ركبتيها وقميص بأكمام الى المرفقين من الستان بنى اللون وحذاء بنى اللون بناتي تركت شعرها بشكله الفوضوي


نزلت بخطوات هادئة على السلم ليهتف عمر : ها قد جاءت أميرتي لتساعد الاخ الغلبان في تحضير العشاء
نظر اليها في سعادة ليردف عمر : انظري من لدينا نور ، انه المهندس ياسين
صافحته بهدوء ليشد على يدها في امتنان ويهمس : انا ممتن لتناولك الطعام معنا

********************


بدأت في تحضير الطعام على المائدة لتعلن : العشاء جاهز
امسكها عمر من يدها ليجلسها على راس المائدة :تناولي الطعام معنا
ابتسم اليه ياسين بحب لهذا الشخص الرقيق فهو يعلم انه يريد مصالحتها والاعتذار عما بدر منه البارحة
ولكن سر سعادته هو دعوة عمر لها بالجلوس وتناول الطعام معهم
__ تفضل ياسين
جلسوا ثلاثتهم الى المائدة
تلذذ ياسين بالطعام فحلاوته لامثيل لها
__ الحمد لله
__ ما هذا لم تؤكل شيء
__ نعم ، ان معدتي انتفخت من كثرة الطعام الذى تناولته
__ بالهناء والشفاء
__ الطعام ممتاز وشهى لم أتناول مثله يوما
__ تسلم يدي نور فهي من طهته
نظر اليها معجبا : حقا ؟
__ نعم
تعجب قائلا : ان فتيات جيلك لا يحبذن تعلم الطهو ولا يريدن الدخول الى المطبخ فلطالما سمعت أمي وهى تحاول ان تعلم نهى ولو قليلا قبل زواجها و لكن الاخيرة قررت التعلم في عمرو المسكين لدرجة ان بقية شهر عسلهما قضاه في المستشفى
انفجروا في الضحك
لترد نور بابتسامه : لقد اصرت جدتي رحمة الله عليها ان تعلمني الطهو
رددا : الله يرحمها
ياسين : سلمت يداك نور
قام من على المائدة ليدله عمر على دورة المياه



رجع اليها وهى تقوم بتوضيب المائدة ليقف متكئ بكتفه على الحائط فهي تتحاش النظر اليه اقترب منها وحمل عنها الاطباق
__ الا زلت غاضبه منى نور ؟
نظرت اليه بضيق : لم يحدث شيء عمر
__لا تغضبي نور ان تعطل السيارة كان من اسود الاشياء التي حدثت لي ، وكنت مرعوب عليكما وياسين كان طوق النجاة بالنسبة لي ، و أنت لم تستوعبي الامر جيدا بل تحولت الى طفله صغيرة مشاغبة
هزت راسها بتفهم ليقترب منها : المعذرة دلوعتي ، وانا سآتي لكى بالشوكولا التي تحبيها
ابتسمت بوجهه ليردف : ممكن ان تعدى لنا القهوة
__ طبعا



انتهت من توضيب المطبخ وصنع القهوة التي طلبها عمر قبل دخوله هو ياسين الى المكتب لتنادى عليه ليأتي يأخذ القهوة
ثم صعدت الى حجرتها لا تريد ان تحتك بياسين اكثر من ذلك فهي لا تستطيع السيطرة على الارتباك الذى يصيبها ويسيطر علي مشاعرها عند رؤيته والجلسة معه
غيرت ملابسها الى احد المنامات القطنية لتدخل الى فراشها وتتدثر بالأغطية وتستعد للنوم


********************



دخل حاملا القهوة ليضعها على الطاولة الصغيرة الموضوعة ويجلس مقابل لياسين
ليتكلم ياسين : انظر عمر ، انت تعلم ان الشركة التي اديرها من الشركات الكبرى بالسوق وتوجد لدى مناقصة للأسف
لن تستطيع الشركة انجازها في الوقت المحدد لها اريد من شركتك اكمالها ، لقد بحثت كثيرا بالسوق الى ان استقريت على شركتك فهي من احسن شركات مقاولات الباطن وتأكدت من انك تنفذ المناقصات بالمواصفات المطلوبة
غير سمعتك الحسنه وصيتك الواسع فانت و الشركة ذائعين الصيت
ها ما رايك ؟ أستتعاون معي ؟
__ طبعا موافق
فشركتي ليس لها عمل اخر غير مناقصة الشاليهات واستطيع ان اجمع بهما الاثنان
__ حسنا في الغد نمضى العقود ، تستطيع ان تمر على غدا بالشركة
__ان شاء الله سآتي بأحد محامى شركتي لمراجعة العقود و امضائها
__ سأنتظرك غدا استأذن انا
__ اجلس قليلا
__ لا الوقت متأخر ولابد لي من الذهاب الان ، شكرا على العشاء والجلسة الرائعة وان شاء الله نتعاون كثيرا في المستقبل
__ ان شاء الله


******************

اوصله عمر الى سيارته وعاد سريعا فهو يشعر بالسعادة فتعاونه مع شركه كبيرة كشركة ياسين ستثبت اقدامه اكثر بالسوق وتجعل شركته اسهمها تعلو واسمها يكبر
ابتسم و امسك هاتفه فهي اول من خطرت بباله ليخبرها بما يسعده
__ السلام عليكم حبيبتي
__ ردت بهدوء : وعليكم السلام
__ كيف حالك ، لم تكلميني من البارحة
تنحنحت : لا شيء ، لم تأتيني فرصه
__ ما الامر علياء؟ لم تتكلمي هكذا ؟
__ لا شيء ولكنى لا استطيع التحدث الان
استغرب من ردها ليفاجئ بصوت علي الضاحك: ما اخبارك يا نسيبي ، لم اسمع صوتك من قراءة الفاتحة
__ آها انت السبب اذن ، اهلا علي ،كيف حالك ، انا بخير والحمد لله
__ انا السبب في ماذا؟
__في طريقة علياء وهى تحادثني
__ اه لو تراها وهى في قمة الخجل عندما رن الهاتف واحمرار خديها عندما ردت عليك
__ حسنا لا تكن غلسا وارجع لها الهاتف وابتعد عنها حتى تستطيع محادثتي
ضحك علي : حاضر من عيناي ، تفضلي علياء





جالسه بصالة بيتهم وحولها متجمعين علي و اخواتها البنات وازواجهن واولادهن وهم منذ جلوسهم وهم يتكلمون عن يوم قراءة الفاتحة وما فعله عمر والخاتم ومدى رقته وهو يلبسها اياه ، تعليقات علي ومحمد ( زوج بسنت) جعلتها تغرق في خجلها وتتمنى ان تتركهم وتذهب الى غرفتها ليرن هاتفها ، ويمد على يده ليناولها اياه ويعرف ان عمر هو من يتصل لتنطلق الضحكات والتعليقات مرة اخرى كان عندها عدم رغبه في الرد الا ان امها امرتها بالرد علي خطيبها
سمعت كلام علي معه ليناولها الهاتف وهو ينحني عليها ويهمس لها
__ادخلي الى غرفتك لتتكلمي معه على راحتك
هزت راسها موافقه ودخلت الى غرفتها بسرعه
__ نعم عمر ، انا اسمعك
اجابها بدهشة : تسمعيني ، ليردف بنبرة حادة : لما تكلمت معي بهذه الطريقة منذ قليل
__ لا شيء عمر ، لكنى لم استطع ان احدثك وسط هذه الضجة
__ عجيب لم اسمع ضجه حولك
ردت بعصبيه :ما الامر عمر ؟ أتبحث عن مشكله نتشاجر حولها ؟
رد هازئا : لا علياء ، اعذرينى ان اتصلت بكى دون موعد مسبقا
تنهدت :عمر افهمني ، لا استطيع التكلم معك وسط عائلتي واخى بجانبي ، فانا اشعر بالخجل
__ تشعرين بالخجل منى ام من مكالمتي
__لا طبعا لست خجله منك حبيبي
بترت جملتها لتنبها لما قالته
ابتسم بسعادة ولكنه سيطر على صوته ليسال بجديه
__ لما توقفت اكملي كلامك
__ سأغلق الهاتف فانهم ينتظرونني بالخارج
تنهد بضيق ونفخ غاضبا : حسنا علياء ، عندما تريدي ان تكلميني رقم هاتفي معك
اغلق الهاتف بدون وداع او كلمه حبيبتي التي يقولها دائما
علمت انه غاضب من طريقتها ولكنها لن تستطيع ان تتعامل معه مثلما يعاملها




غضب من ردها عليه وطريقتها الجافة في التحدث معه وقرر ان لا يتصل بها ثانية الى ان تكلمه هي
فهو تعب من صدها له وهو يحاول بكل جهده ان يبين حبه لها في كل خطوة وكل موقف وكل كلمه بينهما
كان يريد ابلاغها بالعمل الجديد وانها قدمها قدم خير ووجهها فتحة خير عليه وانه يريد الاسراع بالزواج
ولكن صدها اغضبه وجعله يلتزم الصمت



******************



يقود سيارته وهو يشعر انه طائر بين السحاب فالسعادة التي يشعر بها الان لم يشعر بها من قبل ، موافقتها على تناول العشاء معهم بناء على طلبه منها اشعرته بسعادة حقيقيه نظر الى نفسه في المرآه الأمامية للسيارة ليتأكد من استنتاجه
فالحقيقة تطل من عينيه و واضحه اماه كالشمس هو يحبها فرمل السيارة بعنف
لينظر مرة اخرى الى نفسه في المرآه ويبتسم بسعادة فهو يشعر بلذة الحب لأول مرة في حياته
حدث نفسه : أهذا هو الحب من النظرة الاولى
تعجب من نفسه لم يجزع او يوبخ نفسه على مشاعرة فان شعور السعادة الذى يكتسح جسده يغطى على كل شيء اخر
ادار السيارة مرة اخرى في سعادة وفرح فهو يشعر بنشوى تجتاح عقله وجسده يريد ان يأتي الغد سريعا حتى يراها ويتكلم معها فهو يشتاق اليها من الان
ادار راديو السيارة ليصدح صوت حليم ويغلف المكان


الحلوة الحلوة الحلوة .. برموشها السودة الحلوة
شغلتني ناديتني خذتني .. وديتني بعيد وجابتني
والشوق الشوق غلبني ..الشوق كان ح يدوبني
لولا ضحكتها الحلوة .. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك يا حبيبي..
في عيونك سهرت لياليه .. وطالت أيامي
وف ضل رموشك وشفايفك .. غنت أحلامي
وعشانك صحيت أفراحي .. ورقصت قدامي
وشبابي لقيته فى شبابك..ولقيت روحي
سهرانه بترقص على بابك ..يا حياة روحي
والشوق الشوق غلبني .. الشوق كان ح يدوبني
لولا ضحكتها الحلوة.. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك.. يا حبيبي
باليوم والساعة والثانية .. أنا فاكر فاكر يا حبيبي
أول مرة قابلتك فيها .. أول كلمة ناديت لك بيها
أول مرة أقول يا حبيبي .. يا حبيبي وحاسس معانيها
في عنيك حسيت بالحب .. وعرفت بيجي منين
وازاى بيدفي القلب . وازاى بيصحي العين
وشبابى لقيته فى شبابك .. ولقيت روحي
سهرانه بترقص على بابك .. يا حياة روحي
لولا ضحكته الحلوة .. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك .. يا حبيبي

استعجب من نفسه فلأول مرة يحس بكلمات الأغنية ،شعر ان الأغنية تصف مقدار سعادته وشعوره
ليدندن معها ويردد بعض الكلمات ويدق على مقود السيارة ويهز راسه معها وهو في حاله شديده من النشوى
يتذكرها ويتذكر ضحكتها الجميلة وملامحها الرقيقة الهادئة وعيناها الجميلتين
ليتنهد بحب ويبتسم ويتذكرها وهى جالسه خلفه ليتيه في مشاعره وحبه لها ويوعد نفسه بالسعادة التي لم يعرفها من قبل



******************



طرقت الباب بهدوء لتسمع صوت علياء : ادخل
__ ها يا عروستنا أتتكلمين في الهاتف ؟
ردت بضيق : لا لقد انتهيت منذ قليل
تقدمت الى منتصف الغرفة لتنظر الى علياء الجالسة على فراشها والضيق ظاهر على ملامحها
__ اذن لما لم تأتى لتجلسي معنا
__لا شيء محدد
__ أنتي غاضبه من علي ومحمد
__ لا ، لكنى تشاجرت مع عمر
رددت بدهشه: تشاجرت مع عمر ، لم؟
__لقد غضب من طريقة كلامي معه امامكم
تقدمت الى الفراش لتجلس بجوارها : من الجيد انكى تكلمت بهذا الموضوع
لا انا ولا أمي استسغنا طريقة كلامك معه فانت كنت في منتهى قلة الذوق
__ انى اخجل من محادثته امامكم ولولا أمي امرتني ان ارد على الهاتف كنت تلمت معه لاحقا
رفعت حاجبيها داهشة مما قالته اختها
__ أتمزحين علياء ما هذا الذى تقوليه لا تردى على خطيبك لأننا موجودون ، كان من الممكن ان تدخلي الى غرفتك لتحادثيه ، سيصبح زوجك في القريب العاجل بعد ثلاث اسابيع تقريبا
صراحة لا افهمك
سكتت بسنت قليلا لتردف بجديه وعيناها تتفحصانها: علياء هل علي غصبك لتوافقين على الزواج؟
اتسعت عيناها دهشه من الاستنتاج الذى توصلت له بسنت لتقول بسرعه :لا طبعا
__ اذن لما تتعاملين معه هكذا ان امى أخبرتني انك تتجاهلين مكالمته او تردين عليه بجفاء وقلة صبر
ترددت هل تخبرها ثم اثرت الصمت
لفت يدها حول اكتاف اختها وتحتضنها : علياء انتى اختى الحبيبة لو يوجد لديك مشكله ، اخبريني عنها
ابتلعت ريقها وبللت شفاهها لتقص ليها ما حدث وما قالته حرم اخاهما المصون
انتفخت بسنت قهرا لتصرخ بها انت مجنونه ، من فضلك جاوبيني
ما مدى معرفة ايه لعمر حتى تخبرك عنه هذه الاشياء؟ وبدون سؤال صدقتي كلامها
انت عمياء لست علياء الم تلاحظي مقدار الود والحب الذى يطل من عينيه عندما يراك
الم تلاحظي ولا مرة وانت عند نور او هو عندنا في البيت نظرات الحب والهيام الذى ينظر اليكي بها
الم تلاحظي مدى سعادته بالخطبة واصراره على الاسراع وعقد القران
انه يحبك يا متخلفة
ان علي نفسه يعلم بحبه لكى وكان يرد العرسان من اجله ،الم تلاحظين انا ووفاء وأمي وازواجنا مرحبين بهذه الزيجة وفرحين بها جدا
ان مشاعره واضحه كالشمس وانت بلهاء تصدقين بضع كلمات سخيفة من ايه
صمتت لانفعال اختها فلأول مرة ترى بسنت منفعلة هكذا
لتكمل الاخرى: علياء انت تعلمين ان ايه تغار من نور لأنها محبوبه في عائلتنا اكثر منها ولأنها علمت برغبة أمي في انها تصبح زوجه لعلي لذلك اعلنت مشاعر الكره لنور وعمر بالطبع فلو عمر قريب ظلت نور امام علي وظل حلم امي يراودها فتلخصت الخطة ان تتخلص منهما الاثنان وطبعا زيجتك من عمر ستقرب المسافات ثانية وهي لا تريد ذلك
كما ان عمر لا عليه غبار فهو محترم ومتربى انه صديق اخاك لو كان عليا صاحب غراميات لكان عمر هكذا وطبعا انت ادرى بعلي
وضعت كفيها تغطى وجهها وتبكى بصمت: اعرف بسنت كل كلامك هذا واشعر به وبمشاعره ولكن كلما رايتها أمامي اتذكر كلماتها واشعر بجسدي يحترق منه
ان البارحة كان من اجمل الامسيات التي قضيتها في حياتي تكلمنا كثيرا ونحن نرقص معا ومزحنا و اغدق على من مشاعره الفياضة
وانا تعاملت معه جيدا واختزلت الحصار الذى فرضته على مشاعري معه
ولكن عندما رايتها اليوم لم استطع السيطرة على مشاعري
احتضنتها بسنت لتخفف عنها : علياء اخرجي اية وكلامها من حسابتك وانا سأتصرف معها ،وهيا اتصلي بعمر لتصالحيه
لا تتكلمي في الموقف ثانية بل تكلمي في أي شيء اخر أسأليه ماذا كان يريد مثلا
تدللي عليه كما تفعلي مع علي ولكن تذكري دائما انه زوجك
همت بالخروج من الغرفة لكنها توقفت عند الباب
__ أنسيتني ما جئت من اجله ،أمي تريد ان نبدأ في شراء جهازك ، وبما انكي لا تعملي وانا لدي رصيد من الاجازات سأخذ اجازة وننزل كل يوم لشراء الاحتياجات الخاصة بزواجك وتجهيزات العرس ، فتجهزي من الغد سأمر عليك في الصباح الباكر
__ لم الان ، الوقت مبكر على شراء احتياجات العرس
هزت كتفيها : لا اعلم ولكنها رغبة امي ، وسنفعل ما تريده ويرضيها
هزت راسها موافقة و هي مندهشة من موقف امها



***************



رن هاتفه بنغمتها المميزة ليندهش من اتصالها ، لم يصدق انها ستتصل به بهذه السرعة
رد ليأتيه صوتها: السلام عليكم
فضل الصمت ليوضح لها انه غاضب بالفعل
__ عمر انت معي
رد بأسلوب جاف: نعم معك
__ اذن انت غاضب فعلا
تنفس بعمق لتردف بسرعة :لا تغضب ، فانا لم اقصد اغضابك
كنت خجلانة لا اكثر وليس منك ولكن منهم لقد ضايقوني بتعليقاتهم
قالت بصوت يملأه الرقة والدلال : ارجوك لا تغضب
ابتسم داخليا على رقتها ليقول بثبات : هل يهمك غضبي لهذه الدرجة ؟
ردت بصوت اكثر رقة :لا احتمل فكرة انك غاضب مني
رد بهدوء : خلاص علياء لست غاضبا
__ حقا
__ ألا تصدقيني ؟
__ لا لم اقل ذلك ولكني اريد التأكد من مسامحتك لي
رد برقته المذيبة لها : تأكدي انني لا استطيع ان اغضب منك يوما
ضحكت بخفه لتساله : لماذا كنت متصل ؟ شعرت انك تريد قول شيء مهم
ابتسم بسعادة لحدسها وشعورها به :نعم كنت متصل لأقول لكى ان وجهك حلو علي وقدمك قدم الخير سأتعاون مع شركة المهندس ياسين وهذا التعاون مثمر جدا لي وسيجعل شركتي ترتفع الى مرتبه اعلى في السوق
اجابته فرحة : مبروك حبيبي الف مبروك
صمت ليستمتع بالكلمة وحلاوتها وهى تخرج من شفاهها
__ عمر انت معي
__ ممكن ان تعيديها مره اخرى
احمرت خجلا ليخرج صوتها هامسا: ما هي؟
__ انت تعلمين
تلعثمت : سأغلق الان سأصحو باكرا لان امى اعلنت حالة التأهب القصوى وامرتني انا وبسنت ان نبدأ في شراء احتياجات الزواج
__ بمناسبة الزواج ما رايك ان نقدم موعده
__ لا اعرف ،الديك موعد معين
__ نعم بعد اربعة اشهر
__ اليس مبكرا يا عمر؟
__لا استطيع الانتظار اكثر من ذلك علياء
سعدت وخجلت من جملته لترد هامسه : انا موافقه
__ ماذا قلتي لم اسمعك جيدا
__ عمر ،لابد من اخذ موافقة علي وأمي
__حددي لي موعد مع خالتي سآتي لأزوركما، وحددي موعد معها لشراء الشبكة وابلغيني بهما
__ حاضر ، سأغلق الان لأسلم عليهم قبل ان يغادروا
__حسنا ، سأتصل بكي ثانية قبل نومى
قالت برقه :سأنتظرك
اغلقت الهاتف وهي تشعر براحة فمحادثتها مع بسنت ازالت العبء الثقيل التي كانت تشعر به من اتجاه عمر واكدت لها انه يحبها ويريدها وان لا اساس لكلمات ايه معها

خرجت من غرفتها فرحة لتذهب الى التجمع العائلي وتجلس بجوار علي : امي عمر يريد ان يأتي ليزورنا
التفت علي لها وامها ترد :يتفضل حبيبتي في أي وقت
ضحك علي :هل تخلصنا من الخجل الان؟
احمرت وجنتيها ولم تستطع ان تتكلم
لترد بسنت : علي كف عن مضايقتها ، لم تقل شيء يستدعي الخجل لتردف بنبرة حاده : زوج يأتي لزيارة زوجته
لقد كنت كل يومين اثناء خطبتك لأية تزورها اليس كذلك ايه؟

قالت جملتها الاخيرة باستهزاء وهي تنظر الي اية نظرة متحدية
شعر علي بشيء بين زوجته وبسنت فلأول مرة بسنت تتكلم معه بهذه الحدة ليعقد حاجبيه ويجيب : نعم كنت ازورها ،ما المشكلة ؟ وانا لم اعترض على زيارة عمر ،كنت امزح فقط
__ اعرف اخي
قاطعتها علياء لتقل بهدوء : ويريد ايضا تحديد موعد لشراء الشبكة ، ها ما رايك امى؟
نظرت الام الى علي : ها علي انت متفرغ متى؟
__ لأجل عيون علياء ، الان لو تريد
ضحكت ليشدها الى حضنه : متى تريدين الموعد ؟
رفعت كتفيها : لا اعلم
__حسنا ابلغيه ان يأتي غدا في المساء لنحدد موعد شراء الشبكة
هزت راسها فرحة لتقول لبسنت: بسنت تعالي اريدك
قامت هي واختها للداخل : بسنت ارجوك لا تفتعلي المشاكل مع ايه ، انا لا اريد تكدير علي
دخلت وفاء عليهما : ماذا تفعلان ؟
ابتسمت علياء : لا شيء وفاء ، الن تأتى معنا وانا اشتري احتياجاتي
__ سآتي طبعا لكن في نهاية الاسبوع
__ حسنا
دخلت ايه متغطرسة لتقول لعلياء :ناولني كوب من الماء
رفعت بسنت حاجباها الايمن وقالت من بين اسنانها : وفاء خذي علياء واتفقا خارجا على موعد نزولنا في نهاية الاسبوع
اندهشت وفاء لكنها امتثلت لكلمات اختها لتهمس لها علياء قبل خروجها : بسنت تذكري علي
نظرت لها بسنت شذرا لتخرج علياء من المطبخ مسرعة
__ ايه استمعي الي جيدا حتى لا اكرر كلامي مرة اخرى ، من الافضل لكي ان تبتعدي عن علياء
اجابت هازئة وهى تلوى شفتيها : ماذا ستفعلين بسنت ؟
__ انت تعلمي جيدا ما استطيع فعله واني الي الان اراعي مشاعر علي واراعي ان بينكما جني
وانت تعلمين ايضا ان كل ما فعلتيه شيء وما فعلتيه مع علياء شيء اخر وان علي لا يحتمل على علياء نسمة الهواء الطائر ، اكملت مهدده : لا تقولي انني لم انذرك ، وقد اعذر من انذر
خرجت وهى تاركه ايه تغلى وتفور من الغضب





*********************






دق على الباب بهدوء ليفتحه ويطل براسه منها : أستطيع الدخول نور؟
جلست على الفراش معتدلة: تفضل عمر ، كنت اقرا قليلا قبل النوم
جلس على الفراش بجانبها : مازالت غاضبه ؟
ابتسمت :لا عمر انتهينا خلاص ، عمر ماذا كان يفعل المهندس ياسين هنا؟
__ سنتعاون معا بإذن الله ، لديه مناقصه يريد منى اكمالها لان شركته لديها ارتباطات كثيرة
__ مبروك عمر الف مبروك
__ الله يبارك فيك ، ممكن ان استعير سيارتك الى ان ينتهى الميكانيكي من السيارة
__ طبعا ، اخرجت المفاتيح وسلمتها اياه :تفضل
__ سأوصلك كل يوم الى عملك ولكن تصرفي في العودة
__ لا تقلق عمر سأتدبر اموري
__حسنا تصبحين على خير
__ وانت من اهل الخير
خرج من الغرفة وتركها لتنام وهو يتمنى لها احلاما سعيدة



*********************************************




جالس بسيارته يستمتع بهواء المساء البارد ويردد كلمات الاغنية التي مست قلبه ودغدغت مشاعره ليفاجئ بيوسف
وهو يضحك امامه :ما هذا ؟ تغنى ياسين ، لا اصدق عيناي
ابتسم في وجهه : ما المشكلة ؟ انه عبد الحليم والجميع يغنون له
__ آها ظاهر عليك السعادة ، غمز بعينيه : كان موعد موفق
ضحك قائلا: يوسف ابتعد عنى ولا تضايقني انا سعيد جدا اليوم
ضحك يوسف ضحكه عالية : اريد ان اعلم من هي التي اوقعتك بشباكها
__ يوسف قلت لك ابتعد عنى قالها بضحك وهو ينزل من سيارته ليغلقها
رفع يديه باستسلام : حسنا ، اتصدق ياسين انا ايضا اشعر بسعادة كبيرة لابتداء للعمل غدا
__ هذا شيء جيد
لف يده حول كتف اخاه :اتعلم يوسف ان تفوقت سأسند لك جميع الامور الإدارية للشركة ، فانا اريد الاهتمام بالأمور الهندسية فقط
__ حقا سأبذل قصارى جهدي
دخلا الى القصر وهما يتبادلان حديث اخوى ليساله ياسين
__اين امي ؟
__ انها في غرفتها
__ حسنا سأذهب اليها
__ انا سأذهب لأنام سأصحو باكرا ليبتسم ابتسامه واسعه : فانا مشتاق جدا للعمل وللشركة كلها
ضحك على كلام اخاه وطريقته
ليتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك ؟
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريدك ان تخطبي لي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 26-06-11, 09:28 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير يا صبايا
البارتات الجديدة
عندي كلام كتير عايزة اقوله بس مستنية لغاية ما اخلص امتحانات
اهي هانت
ادعولي بس ان بكرة يعدي على خير
اتمنى ان البارتات تحوز على اعجابكم







الفصل الرابع عشر




أتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي ؟
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريد ان تخطبي لي امي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي ، تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف
فتح عينيه من الصدمة وتحشرج صوته: ماذا تقولي أمي ؟
__ الم تسمعني ؟
اريد ان اخطب نور ليوسف ، لقد شعرت انه يعاملها بطريقه مختلفة عن الاخريات من الممكن انه يحبها فهي كانت زميله له في الجامعة وكانا يحبا بعضهما ، فهو اصر ان اتعرف عليها وعلى عائلتها ولا تنسى اصراره على الحصول على باقة الورود واهداءها لها غير ان سنهما متقارب واكيد متفاهمين فهما زميلان في الدراسة والعمل
امتقع وجه وهو يتذكر كلام يوسف عنها وطريقة معاملته لها ورنت كلماته منذ قليل عن العمل والشركة حينها ضحك عليه لم يثمن كلماته ولم يعطها اهميه الان يفهمها انه مشتاق لنور سيعيد بالعمل لأنه سيراها
نبهته امه : ياسين انت لا تسمعني
رمش بعينيه وهو يرسم على شفتيه ابتسامه باهته :معك امي ، انا معك
__ حسنا ما رايك؟
رد بهدوء وتعب: لا اعرف أمي، افعلي ما يحلو لكي

قام لينصرف الى غرفته بخطوات ثقيلة وهو يشعر ان قلبه هوى بين رجليه فزادهم ثقلا كان يشعر منذ قليل انه يحلق في سماء السعادة ليصحو من حلمه ويرتطم بارض الواقع المرير ، لا يستطيع ان يكسر قلب اخيه او يسرق سعادته وحبه القديم
كلمات امه ترن بإذنيه لتزيده الما وتجعله يعيش في كابوس جديد ، ولكنه كابوس من ارض الواقع سيضطر للتعامل معه كل يوم وهو يرى نظرات الحب بينها وبين اخيه ، في تصرفات اخيه ومعاملته لها ، في ابتسامتها الدافئة وضحكتها مع اخية ،كيف سيتعامل معها بعد ان تصبح ملكا لأخيه قلبا وعقلا وجسدا
رمى جسد على الفراش بإهمال بعد ان انهكه تفكيره وهو يشعر بتعب شديد انه يشعر بقلبه يشتعل وجوفه النيران تعبث به لتزيده سقما ، يريد ان يصرخ ولكنه لا يستطيع ان يفعل أي شيء متعب ومنهك للنخاع وامامه ليالي كثيره يقضيها جسد بلا روح في كابوس من ارض الواقع




******************************************






جالسه في حديقة منزلها امام حوض زهورها المفضل في جو ربيعي ، نسمات الهواء تتخلل شعرها تجعله يتطاير حول وجهها ، رات احدى الفراشات تطير حولها مظهرها خلاب هب الهواء مرة اخرى جعل شعرها يطير اكثر ويجعلها تحرك راسها في سعادة واستمتاع ، فالجو جميل والهواء عليل
هب الهواء مرة اخرى بقوة اكبر محملا بالأتربة فأغمضت عينيها لتفتحها وتجد السماء تحولت الى اللون الاحمر والفراشة الطائرة احترقت امامها مما ادى الى انزعاجها واضطرابها فهذا التحول المفاجئ اخافها حولت نظرها الى حوض الورود فرات الفراشة المحترقة تسقط به لتضرم فيه النيران وتتركه مشتعلا هو الاخر ، هبت واقفه والخوف بعينيها غير قادرة على الصراخ دارت بصرها الى الحديقة لتجد النيران تعبث بجوانبها ركضت هاربه من النيران التي تلم ما حولها لتتعثر وتسقط بصرخة مدويه
__ نور ،نور ما بك؟
فتحت عينها بصعوبة لتجد عمر جالس على ركبتيه ارضا بجانبها ، نظرت حولها خائفة لتجد نفسها على ارضية غرفتها وعمر ينظر اليها والخوف يطل من عينيه
بت على خدها بخفه : نور أنت بخير
هزت راسها بنعم
__نور أرجوك اجبيني ، ما بك ؟ لم كنتي تصرخين
ردت بصعوبة : لا شيء ، مجرد حلم لا اكثر ولا اقل
نظر اليها محاولا الدخول الى راسها ليتنهد قائلا : اذن ، قومي ستتأخرين على عملك
__ حسنا
قامت بصعوبة من الارض وهى تشعر بانزعاج من حلمها ، فهي لا تستطيع تفسيره ولكن رؤية حديقة منزلها جعلتها تشعر بالخوف على اخيها الوحيد و سدنها و المتبقي من عائلتها
رن المنبه بإزعاج ليجعلها تنتبه الى الوقت فقامت لتجهز وتذهب الى العمل



*************************************************




استيقظ على صوت امه وهى تناديه
__ ياسين افق بنى ، ان الساعة تجاوزت الثامنة
فتح عينيه وهو لا يستطيع الرؤية: أمي
__ نعم حبيبي، استيقظ ستتأخر على الشركة
لا يستطيع الوقوف انه نام البارحة بعد الفجر، بعدما تعب من كثرة التفكير
سالته امه : لم نمت بملابسك؟
تذكر ملابسه فلم يستطع ان يقوم من مكانه ليغير ملابسه ويرتدى احدى مناماته ليتنهد بضيق : لا شيء أمي
__ هل انت متعب ياسين ؟
__ لا امي ، شكرا لكى لإيقاظي
عرفت من لهجته انه يريد الاختلاء بنفسه، فقامت لتنصرف بهدوء
وقفت على باب الغرفة :ياسين انا انتظرك لتتناول معي الفطور
__ لا أمي ، لن استطيع تناول الفطور فقد تأخرت بما فيه الكفاية اليوم ، سأرتدى ملابسي واذهب الى الشركة على الفور
هزت راسها وهى تخرج من الغرفة ، لقد تأكدت انه ليس على ما يرام فهو مختلف عن البارحة كليا ، شعرت بالخوف عليه وفكرت في الاستعانة بنهى فهي اقربهم اليه ومن تستطيع الكلام معه ومعرفة ما به



تنهد بتعب بعد خروج امه من الغرفة وجر نفسه من الفراش ليقف امام المرآه ليرى ملابسه التي انتقاها البارحة بعنايه شديدة ، لتندفع الاحداث في ذاكرته كالشلال ، نفض راسه من الافكار ليحاول السيطرة على مشاعره ، وهو يؤكد لنفسه انها لا تناسبه فهي حب اخيه وهو لن يستطيع كسر قلب اخيه



*******************************************




بعد ان اوصلها عمر الى الشركة صعدت درجات السلم بهدوء لم تستخدم المصعد فهي تحاول تفريغ شحنة التوتر المسيطر عليها من الحلم المزعج الذى تعرضت له
دخلت الى المكتب بهدوء لتستقبلها سناء باسمه
__ صباح الخير نور، كيف حالك ؟
ردت بهدوء :صباح النور ، بخير الحمد لله
__ نور ما بك ؟ وجهك واضح عليه الشحوب
__ لم انم جدا
__ آها اذن سأوصى لكى بكوب من القهوة لتبدأ يومك
اخذت تفكر في معنى الحلم الى ان رات يوسف بوجه الضاحك واقف مستند على الباب بكتفه
__ صباح الخير على نور الشمس الساطع
ابتسمت بتوتر: صباح الخير يوسف
تقدم الى الداخل : ما بكى؟ وجهك شاحب كالأموات
__ لا شيء ولكنى متعبه قليلا
__ تريدين أي مساعدة
__لا اشكرك
__ ابتسم بهدوء : نور انت غاضبه منى اليس كذلك؟
__ لا لم تقل ذلك؟
اتسعت ابتسامته : لأنكى تجيبيني من بين اسنانك
__ يوسف انا متعبه ولا قدرة لي على النقاش
تقدم ليجلس على الكرسي الموضوع امام مكتبها : اذن انت بالفعل غاضبه
__ لن استطيع التخلص منك اليس كذلك؟
رد بهزه من راسه وابتسامته تزداد : هيا قولي لما انت غاضبه؟
__ انا لست غاضبه ولكنى مستاءه منك ، فانت لم تخبرني انك اخ المهندس ياسين
ضحك : لم اريد ان تتعاملي معي بطريقة مختلفة وتتخذي منى موقفا اذا علمتي انني من اصحاب الشركة
رددت بذهول : اصحاب الشركة
__ نعم انها شركة والدنا رحمة الله عليه
__ رحمة الله عليه ، اذن يا استاذ لما لا تشغل منصبا اداريا مرموقا
__ لان اخي العزيز يؤمن بارتقاء السلم درجة درجة
ابتسمت بإعجاب فهي تكتشف صفه جديدة مميزة في ياسين تجعلها ان تشعر بانه فريد من نوعه
__ ها الا زلت غاضبة؟
__قلت لك من قبل انا لست غاضبه
ضحك : حسنا يا انسه لست غاضبه كرر كلمته مقلدا صوتها
ضحكت على مزحته :اليس لديك عمل تقوم به ؟
__ اه انت تطرديني
__ لا لكنى متعجبة من تسكعك هنا وهناك
__ ان اخى العزيز لم يأتي بعد ، تصوري منذ بداية عمله لم يتأخر ولا مرة عن موعده
سالته بلهفه : اهو مريض؟ كان البارحة على ما يرام
نظر لها بدهشه وقال مبتسما : البارحة ، اين رايته البارحة؟
__ اه نعم كان عندنا بالمنزل كان يتفق مع عمر على عمل او شيء من هذا القبيل ،وتناولنا العشاء معا
رفع حاجبيه مدهوشا فهو اخر مكان كان يتوقع عودة اخيه منه مفعم بهذه الكميه من السعادة ليتذكر المشهد الذى راه في حفل الزفاف بينه وبين نور عندما كانت امه تسلم على السيدة خالده لتتسع ابتسامته وهو يعلم من الذى سرقت قلب اخية
دخلت سناء وهى حاملة لأكواب القهوة
__لقد جئت بالقهوة
لتردف :اهلا اهلا بالعضو الخاص بمكتب مديرنا العظيم
ضحك بصوت عال : اهلا بكى مدام سناء
__ ماذا تفعل هنا ؟
مد يده ليأخذ احدى الاكواب : لي نصيب بهذه القهوة
ليردف بأدب : شكرا لكي يا استاذه سناء على منحتك الجميلة جاءت في وقتها
ضحكت سناء : حسنا اذهب الى مكتبك الان حتى لا يأتي السيد عبد العزيز ويحيل نهارنا جحيما
وضعت الكوب الاخر امام نور لترفع لها راسها : و انت سناء
__ لا تقلقي سأقول لعم صابر ان يأتيني بكوب اخر بدلا من الكوب الذى استولى عليه يوسف بك
جلجلت ضحكته في الكتب ليقل وهو يقلد صوت يوسف وهبي: هل تشبهيني بيوسف بك وهبي
ضحكت نور على اثر ما قاله ليفاجئوا به واقف امامهم بطوله الفارع والضيق ظاهر على ملامحه




******************************************************





دخل الى مقر الشركة و ركب المصعد وعند اول توقف له خرج منه شارد الذهن فهو يفكر مليا فيما سيحدث وكيف سيكون موقفه من التي ستصبح زوجة اخية ،رنت الكلمة في راسه ليشعر بقلبه يتمزق سيخبر امه انه يحبها لن يستطيع فهو لن يسمح بكسر قلب اخيه حتى لو مات من الالمه
افاق من شروده على صوت يوسف الضاحك وضحكتها الجميلة تنطلق من احدى المكاتب ليكتشف انه في طابق الشئون القانونية شعر بان راسه ستنفجر والصداع يخيم عليه عند رؤية يوسف يتوسط المكان وهى تتكلم معه وتضحك على ما يقوله بعذوبه وجمال
لتصمت عند رؤيته وتقف باضطراب

نظر لها مطولا ، فهو يودعها يودع حلمه الذى مات وليدا
نقل عيناه الى اخيه ليقول بهدوء : ماذا تفعل هنا يوسف؟
تنحنح يوسف فوجهه لا يبشر بالخير ويظهر عليه الارهاق : لا شيء ، سأذهب الى مكتبي الان
التفت الى سناء : اين السيد عبدالعزيز ؟
__ نظرت الى ساعتها لتجدها تجاوزت التاسعة تلعثمت : انه لم يأت الى الان؟
رفع حاجبه: سأذهب لأسال السكرتيرة
خرجت من الغرفة مسرعة
لينقل نظره الى يوسف ليخرج هو الاخر من الغرفة متجها الى مكتبه



واقفه خلف مكتبها منتظرة ان يكلمها الى ان شعرت بنظراته تحرقها لترفع عينيها اليه مستفسرة لترتعد من نظراته لم تكن دافئة كما توقعت وكما راتها قبل ذلك البارحة او في السيارة بل كانت باردة قاتمه وتشوبها الكثير من الحزن
راعها التعب الواضح عليه لتقول له برقتها المعهودة : تفضل اجلس الى ان تأتى الاستاذة سناء


انتبه انها تكلمه ليضيق عيناه فلم يستمع الى ما قالته ليقول بحده: ماذا تقولي ؟
تلعثمت وهى تعيد ما قالته: تفضل بالجلوس الى ان تأتى السيدة سناء
نطق باقتضاب : شكرا لا اريد الجلوس
نظر اليها نظرة اخيرة ليوليها ظهرة ويغادر الغرفة تاركها في حيرة من امرها

**********************************************

غادر مسرعا وهو في عاصفة مشاعر متضاربة لا يستطيع الابتعاد عنها ولا يستطيع الاقتراب منها
فهي اصبحت كالتفاحة المحرمة يشتهيها ولا يستطيع تذوقها ، اراد ان يعود لها فهي احتلت كيانه وتفكيره
تنهد ليوبخ نفسه على طريقة معاملته لأخية ، فهو لم يستطع السيطرة على الغيرة وهى تنهشه عند رؤيته بقربها
تمنى ان يكون في مكان اخيه ليتكلم معها وتضحك على نكاته ولكن من الظاهر أنها امنية صعبة المنال


دخل الى مكتبه دون القاء التحية على السيدة عبير
رفعت عيناها والدهشة ترتسم على وجهها لتلفت الى يوسف
__ ما به ؟ لماذا غاضب؟
ابتسم بهدوء: لا اعلم ، انه كان يسال عن السيد عبدالعزيز
تمتمت بخوف : ربنا يستر
اتاها صوته جافا امرا من جهاز الاستدعاء
__ اطلبي السيد عبد العزيز ليأتيني حالا ، وابلغي الاستاذ يوسف انى اريده
__ سيدى البريد هل اتى به اليك؟
__ ليس الان
رفعت عينيها ليهز راسه موافقا ليتقدم الى مكتب ياسين وهى تردد : ربنا يستر



*******************




رفع نظره الى اخاه و قال امرا بحده : اجلس
نفذ يوسف الامر على الفور ليكمل ياسين : الم اقل لك من قبل ان تدع مشاعرك جانبا ووقت العمل اعطيه بأكمله الى عملك ؟
نظر اليه يوسف بتعجب وعقد حاجبيه بتفكير وردد كلمته : مشاعري ، عفوا لا افهم ، ما الذى تقصده؟
نظر له نظرة ثاقبه : يوسف ، لن اكرر كلامي مرة اخرى لا اريد رؤيتك تتسكع هنا وهناك
قال الجملة الاخيرة وهو يشير الية بيده في انحاء الغرفة
اجلس بمكتبك والتزم بعملك، مفهوم
ردد يوسف بهدوء: مفهوم
__ ستذهب الان للاتفاق على مناقصة بناء المجمع التجاري مع المهندس طارق والسيد عبد العزيز
يوسف اريدك انت من تضع العقود فالسيد عبد العزيز سيكون الى جانبك فقط ، وخذ حذرك فانا غير مستريح لهذا العمل
__ حاضر ياسين ، لا تقلق
نظر له مؤنبا ليرد بهدوء :حاضر يا استاذ ياسين
أي اوامر اخرى
__ لا تستطيع الانصراف

اتاه صوت السيدة عبير : المهندس طارق سيدى
__ سيقابله الاستاذ يوسف
نادى اخاه : يوسف فلتقابله انت
__ حسنا ، بعد اذنك



****************************************************


واقفه في مكانها متسمرة لا تستطيع الحركة مشتتة الذهن محتارة من امرها تحدث نفسها : ماذا حدث له؟
حدسها ينبئها بشيء حدث معه ولكنها لا تعلم ما هو
دخلت سناء و اخذت تتكلم معها و هي لا ترد عليها نظراتها مثبته مكان وقفته
هزتها سناء بخفة : نور ما بكى ؟ انا اكلمك
انتبهت لترمش بعينيها اكثر من مرة : اسفة سناء ، ماذا تقولين ؟ لم اسمعك
__ السيد عبد العزيز لم يأت الى الان ،وانا لا اعرف ماذا افعل ، فهذا المهندس الصغير كالديك الرومي المعتد بنفسه ماذا سيفعل اذا علم ؟
__ اين السكرتيرة؟
__ غير موجوده هي الاخرى
__ ابلغي مكتبه بان السيد عبد العزيز لم يأت بعد
انتهت من جملتها لترى السيد عبد العزيز بالردهة خارج المكتب لتهتف لسناء الممسكة بالهاتف
__ لقد وصل السيد عبد العزيز
وقفت سناء لتخرج اليه : سيدى المهندس ياسين سال عليك
تقدم السيد عبد العزيز الي داخل المكتب
__ صباح الخير يا سيدى
ضحك بخفة : صباح النور يا نور ، هل أنهيت العقود التي طلبتها منك يوم الخميس
__ انهيتها سيدى ، ولكن يوجد جزء صغير خاص بالمواصفات سيادتك قلت انه لابد من اخذ رأى المهندس ياسين به
__ حسنا احضري العقود واتبعيني
__ حاضر سيدى



حضرت العقود وسارت برفقة السيد عبد العزيز الى مكتبه القابع بالدور العلوي وهى تتناقش معه في بنود العقد
تقدمها السيد عبدالعزيز ليحي السيدة عبير
__ صباح الخير عبير ،كيف حالك اليوم ؟
__ صباح النور يا استاذ ،اين انت ؟ انه يبحث عنك ، انا بخير الحمد لله ولكنه ليس على ما يرام
فهو غاضب و وجهه متجهم ولا اعرف ما به
تنهد السيد عبد العزيز : اشكرك لإبلاغي
واقفه نور بينهما مندهشة من الحديث الدائر وهى تفكر اذن هو غاضب من الجميع ليس هي بالتحديد
انتبهت اليها عبير: اهلا بكى ،من انت؟
اجابها الاستاذ عبد العزيز : انها الأستاذة نور محامية لدينا بالإدارة ، السيدة عبير مديرة مكتب المهندس ياسين والسكرتيرة الخاصة به ايضا
__ اهلا وسهلا نورتي الشركة
ابتسمت نور: اهلا بكى سعيدة بمعرفتك والشركة منورة باهلها
__ عبير أيوجد اح بالداخل ؟
__ لا
__ حسنا ، من فضلك ابحثي عن المهندس طارق هو ويوسف وابلغيهم اننى اريدهم هنا
__ انهما هنا بالفعل عند الاستاذ يوسف
__ حسنا سأنتظرهما بالداخل
هزت راسها بنعم ليلتفت الى نور: هيا بنيتي




****************************************************




جالس على مكتبه لا يستطيع التركيز و يشعر بالشياطين تقفز امام عينية فمزاجه مقفول والصداع يسبب له الجنون
اتاه صوت السيدة عبير :السيد عبد العزيز سيدى
__ دعيه تفضل
تحامل على نفسه و وقف منتصبا ليستقبل هذا الشخص العزيز على قلبه و يرحب به


دخل السيد عبد العزيز و نور من خلفه ولكنه لم يلاحظها لصغر قامتها المخفاة وراء بنية جسد السيد عبد العزيز
صافح السيد عبد العزيز بود ملحوظ وقال بلهجة هادئة : تفضل يا أستاذي
__ كيف حال مديرنا الصغير
ضحك بهدوء حدثت نفسها انها ضحكة فاترة لم تشعر بها ولم تمس حواسها ليس كضحكته الرائعة التي رنت بمنزلها
__بخير تفضل
التفت اليها السيد عبد العزيز : تفضلي بنيتي



رفع عينيه بسرعة ليرى من التي يكلمها السيد عبد العزيز ليفاجئ بحضورها الذى يجتاح كيانه واقفة بجوار الباب
بهدوء ورقة مذيبه لمشاعره
__ الاستاذة نور هي من وضعت العقود وقلت من الافضل ان هي من تقوم بمناقشتها وتفسيرها لك
هوى جالسا على كرسيه فلم يستطع هذه المرة السيطرة على اعصابه فان كابوسه بدا للتو
رد وهو يحاول السيطرة على نفسه و صوته لتخرج كلماته مبعثرة : اه بالطبع ، بالتأكيد ، تفضلي قالها بنبرة منخفضة
تقدمت الى داخل المكتب
ليفاجئ بدخول يوسف وطارق خلفها ليشب الحريق في جوفه وتستعر النيران في صدرة فلن يستطيع التعامل الان مع مواقفها هي ويوسف
سلم كلا منهما على السيد عبد العزيز وياسين ليلتفت اليها طارق وهو يمد يده اليها
__ اهلا بكى انا المهندس طارق هل انت عملية لدى شركتنا؟
رد السيد عبد العزيز بضيق واضح : الاستاذة نور ، محامية بالشئون القانونية
رفع حاجباه بإعجاب: حقا
ادار عيناه عليها من راسها الى اخمص قدميها بتفحص : ان مستواكم في اختيار وتعيين الموظفات ارتقى الى اعلى الدرجات
نظرت الية في حدة لتتجاهل يده المدودة لها ليردف :تشرفت بمعرفتك نور
رفعت اليه حاجبها الايمن في غضب من طريقته في تأملها لتتكلم من بين اسنانها : الاستاذة نور من فضلك
كتم يوسف ضحكته فملامح ياسين لا تبشر بالخير وتعلن عن انفجار بركاني قريب
اتاهم صوته حادا امرا : اجلس انت وهو بالخارج الى ان اناقش هذه العقود مع الاستاذ عبد العزيز
قاطعه السيد عبد العزيز :لابد من وجودهما فالمهندس طارق هو من سيباشر امر المناقصة والاستاذ يوسف سيستلم العقود وسيباشرها
زفر بضيق فهو لا يحتمل وجودها بجانب اخاه حتى يأتي هذا الطارق ويغازلها علنيا امام عيناه
وافق على مضض حتى لا يلفت انتباههم
__ حسنا لنجلس الى الطاولة
اسرع طارق ليقدم الكرسي الى نور لتشعر بغضب عارم يجتاحها من وقاحته و تنظر اليه غاضبة
السيد عبد العزيز : تعالى بنيتي اجلسي بجانبي
تجاوزته لتجلس بجانب السيد عبد العزيز ليكتم يوسف ضحكته مرة اخرى ويجلس بالكرسي الذى يمسك به طارق ويقول هازئا: اشكرك طارق على تهذيبك واخلاقك الراقية
ضرب ياسين يده على الطاولة بحدة ويقول بصوت هادر: الن ننتهى من لعب الاطفال هذا ، اجلسا
ارتعدت نور من غضبة الكاسح ووجه المنتفخ من الغضب ،وكادت ان تضحك على وجهيهما وهما مرتعبان منه
خيم الصمت على الغرفة ليسيطر على اعصابه قليلا : تفضل يا أستاذي
التفت اليها عبد العزيز : تفضلي يا نور اشرحي العقد وبنوده
بدأت نور في الكلام بصوتها الجميل الهادئ في شرح العقود بمنطقيه وذكاء وهو ينظر اليها متعجبا ومبهورا بها
بدا يوسف يتناقش معها في بعض البنود باحترافية ومهنية بحته ليتوصلا الى بعض البنود الجديدة واخيرا الى شكل جديد من العقود ليهتف السيد عبد العزيز : هذا نموذج ممتاز نستطيع العمل به الان ولاحقا ايضا ، ما رايك ياسين؟
__ انه ممتاز بالفعل
عبد العزيز : هل الممت بالمواصفات المطلوبة طارق
__ نعم بالطبع
__ اذن فلنتفضل نحن
قام من مكانه هو ونور ليساله ياسين : الن تذهب معهما أستاذي
__ لا ان الاستاذ يوسف لا يحتاجني معه فسيصل الى اتفاق افضل من اتفاقي معهم
هز راسه متفهما وواثقا ايضا من اخاه فمناقشته مع نور اثبتت اليه تفوق اخية وانه يستطيع الاعتماد عليه
لملمت اوراقها لتجهز بالانصراف
اقترب منها يوسف : العقود ممتازة نور ، انت بارعه حقا
ابتسمت بهدوء : شكرا لك ، سأذهب الى مكتبي
__ حسنا اعدى العقود الجديدة واتى بها الى المهندس ياسين ليمضيها
__ حاضر همت بالانصراف
ليعترض طريقها : الن تسلمي على ؟
نظرت الية باشمئزاز واستياء واضح لتتخطى جسده وتنصرف مسرعة من الغرفة


انفجر ضاحكا فلم يستطع هذه المرة التماسك ابتسم السيد عبد العزيز برضى : سأنصرف انا ياسين
غادر الغرفة ليتبقى هو معهما ، لا يطيق النظر اليهما سواء اخيه او طارق و خصوصا هذا الاخير فهو يشعر بانه يريد الانتقام منه على وقاحته معها ومغازلته لها امامه



هتف طارق مبهورا :من هذه الحسناء ، انت تعرفها يوسف اليس كذلك؟
ضحك يوسف : نعم انها زميلتي من ايام الجامعة والان تعمل بالشركة
__ لقد لاحظت انها تعمل معنا بالشركة ، اريد ان اعرف من هي؟
رد بهدوء والابتسامة ترتسم على شفتيه : انها ليست من نوعك المفضل
ابتسم بثقة : سأكون انا من نوعها المفضل




يراقب حديثهما الدائر وهو يشعر بحرارته تزيد وعقله يصل الى درجة الغليان الى ان استمع الى جملة طارق الاخيرة المملؤة بالثقة لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ليقول بغضب : طارق ، لن اسمح لك بممارسة اسلوبك هذا بالشركة
التزم حدود الادب من فضلك
__ ياسين الم تراها ؟ انها جميلة جدا ، لا استطيع منع نفسى من الاقتراب منها
ضم كفيه بغضب وهو يكتم غضبة ، انتظر ان يهب يوسف في وجه طارق ويمنعه من هذا الحديث ليجد ابتسامة يوسف
الدائمة مرسومة على شفتيه وينطق في هدوء: لن تسمح لك هي بالاقتراب، فلا تحرج نفسك معها
كاد ان يجن من اخيه وبروده فهو يكاد ان يقتل طارق وهو يرد علية بهدوء وابتسامة وكان الامر لا يعنيه
نطق بصعوبة : خلا ص ،انتهينا من هذا الموضوع
طارق لا تدعني احذرك ثانية ، هيا اذهبا حتى لا تتأخرا على الموعد
__ حسنا ، سأعود لأعلمك بما حدث
__ حسنا سأنتظرك




انصرفا ليتركاه في حيرة من امره يفكر فيما حدث امامه وهدوء يوسف العجيب وبرودة لم يلاحظ على وجهه أي معالم للغضب من طارق او أيا من ملامح الغيرة التي تؤجج صدرة ، أمعقول انه لا يحبها واستنتاج امه خاطئ
استعاد الحديث الذى دار بينه وبين امه البارحة لم تأتى على ذكر انها رغبة يوسف فكر قليلا
ليمسك الهاتف بسرعة ويتصل بأمه: السلام عليكم
__ وعليكم السلام حبيبي، كيف حالك ؟ لم يعجبني حالك في الصباح
__ انا بخير الحمد لله ، أمي اريد سؤالك عن موضوع خطبة يوسف
__ تفضل ما به ؟
__ سأقابل عمر واريد ان اعلم هل يوسف تكلم معك بهذا الشأن لاتفق مع عمر
__لا ياسين فانا سأتكلم مع اخاك اولا و لكنني انتظر الوقت المناسب
__ اذن يوسف لم يقل لكى انه يريد ان يخطب نور
__ لا
__ حسنا أمي سأتكلم انا معه
اغلق الهاتف مع والدته وهو يعتزم ان يفاتح اخاه في الموضوع ليتأكد من موقفه حيال نور وهل هي تهمه ام لا



************************************************************ *


دخلت الى مكتبها كعاصفة هوجاء تجتاح كل ما في طريقها
سالتها سناء : ما بكي ؟ لما انت غاضبة؟
__ انسان وقح
رفعت حاجبيها بدهشة وسالت باستنكار : من ؟المهندس ياسين
ردت على الفور : لا طبعا ، بل هذا المدعو طارق
ضحكت سناء ضحكة طويلة لتنظر اليها مندهشة
قالت بضيق : ما الذى يضحكك ؟
ردت والضحك يتخلل صوتها : انت التقيت بطارق
__ نعم ما المضحك في لقائي به
__ لا يوجد شيء مضحك في لقائك بك ، ولكنى اضحك لمعرفتي بسبب غضبك
__ نعم ، ماذا تقصدي ؟
__اقصد انه وقح بالفعل وخذي حذرك منه ،فهو لا يكل بسهولة و خصوصا من الجميلات امثالك
تعجبت من تحذير سناء ، نفخت بضيق فما كان ينقصها الا هذا الطارق لتبدا بإعداد العقود الجديدة



*************************************************
تتجول هي وبسنت في احدى الاسواق ليرن هاتفها بنغمته المميزة لتبتسم بسعادة
ردت ليأتيها صوته مليء بالحب والشوق : السلام عليكي حبيبتي كيف حالك؟ ماذا تفعلين؟
ردت مبتسمه : وعليكم السلام ،انا بخير الحمد لله ، اتجول في الاسواق لشراء الجهاز
__ حسنا حبيبتي سامر عليك في الثامنة مساءا استعدى لننزل لشراء الشبكة
قالت بدلال: سأنتظرك
__ علياء حبيبتي
احمرت خجلا لتشعر بخجلها بسنت وتبتعد قليلا ، قالت هامسة : نعم
اجابها برقة : وحشتيني
تلعثمت لتقول : وانت ايضا
رد بخبث : انا ماذا
قالت بصوت منخفض : وحشتني
ضحك بسعادة: بحبك
ارتبكت: سأنتظرك لا تتأخر
__ لا استطيع ان أتأخر حبيبتي ، سلام
اغلقت الهاتف لتجد بسنت تنظر اليها مبتسمة تأبطت ذراعها : ارى انكي اصلحت الامور بينكما
__ نعم ، نفذت نصيحتك
__ ربنا يتمم لكم بالخير ولا تأخذي منه موقفا بعد ذلك الا ان تتأكدي مما سمعتيه
__ ان شاء الله سأفعل
__ هيا لنكمل تسوقنا



***********************************************************


جالسة على مكتبها منهمكة في اعداد النسخة الجديدة من العقود ليدخل عليها السيد عبد العزيز
__ ها يا استاذة هل انتهيت ؟
__ نعم سيدي
اخذ النسخة من بين يديها : حسنا ،هذا جيد ،من فضلك اذهبي بها الى ياسين ليمضيها ثم اتيني بها
هزت راسها موافقة لتأخذ الاوراق وتمضى الى مكتبه وهي تفكر في احواله المتقلبة واختلافه الجلي عن الشخص الذى تعامل معها برقة وتهذيب رائع قررت ان تساله عن سبب تغيره فهو كما قال لها من قبل من المفترض انهما صديقين
اذن ستتصرف على هذا النحو ، حدثت نفسها الا تكون متطفلة عليه في هذا الوضع
رد عقلها سريعا لا ابدا سأتعامل معه كما اتعامل مع يوسف او عمر او حتى علياء
سالت نفسها مرة اخرى لما هي مهتمة به وبأحواله
لترد سريعا انه صديقي وانا من طبيعتي ان اهتم بأصدقائي وذكرت نفسها انه من سعى لصداقتها فلا يوجد شيء مخجل عند سؤالها عن احواله
اكتشفت انها تخطت غرفة مكتبه لتعود اليها مرة اخرى
دخلت الى مكتب السيدة عبير لتجده فارغا وقفت قليلا تسال نفسها :ماذا تفعل الان ؟
ما الضرر سأطرق الباب وادخل انا اتية بأوراق مهمة اريد امضائها
طرقت الباب بهدوء لم تجد ردا لتطرق بقبضات اكثر قوة ، لا يوجد رد
تنهدت بترقب لتطرق الباب طرقات سريعة وتفتح الباب لتطل بعينيها الى الداخل لتتأكد من عدم وجوده
لكنها وجدته جالس على كرسيه الوثير وظهره الى الباب ووجهه الى النافذة كانه ينظر منها الا انها تأكدت من شروده
عندما خطت الى الداخل ولم يشعر بها
تنحنحت بقوة لتتكلم من بعدها بصوت عال : ياسين
التفت وهو جالس بقوة على صوتها حتى كاد ان يقع ارضا ليتمالك نفسه ويتمسك بالمكتب بقوة وينظر اليها في حدة





جالس بهدوء يفكر كيف سيفاتح اخاه في موضوع الخطبة ، وماذا يفعل اذا كان يوسف بالفعل يريد ان يتزوجها
انزعج من الفكرة بشدة لدرجة شعر ان دماؤه تفور و تغلى وعقلة سيصبح عجينه لينه من كثرة التفكير
لم يستطع العمل اليوم ففكره مشغول بها فهي النور الذى اضاء حياته ليشعر بأحاسيس لم يختبرها من قبل
لا يريد ان يتركها لكن امام قلب اخيه سيرضى بالألم ولا يرضى ان يتحطم اخيه الصغير
استفاق على صوتها بنغمته المميزة تنطق اسمه بسهوله ويسر ليتلفت بشدة حتى يتحقق انه لا يحلم
كاد ان يقع من قوة الالتفات ليشعر بالغضب من نفسه ،والتوتر يسيطر عليه جراء وقوفها امامه بحضورها الذى يأخذ انفاسه

اسرعت اليه لتحاول انقاذه من عدم الوقوع وهى تتمتم: اسفة ، لم اقصد اجفالك
نظرته الحادة جعلتها تتسمر مكانها لتبدا في شرح ما حدث وانها لم تجد السيدة عبير وانها اتية ليوقع العقود
خرجت الكلمات غير مرتبه امام نظرات عيناه الثاقبة
لتنهى كلامها :وكنت اريد ان ابلغك انى بالغرفة ،ولكن من الواضح ان صوتي كان عاليا
خيم الصمت عليهما لفترة بعد ان انتهت من شرحها للموقف لم تستطع ان ترفع نظرها اليه
يتأملها بوضوح وهدوء يبتسم لإرباكها وحيائها مما فعلته ليقول امرا بصوت رخيم محبب : اجلسي
رفعت نظرها بدهشة من نبرة صوته لتذهب وتجلس على الكرسي المقابل للمكتب
لينهض بخفة ورشاقة ليجلس امامها على الكرسي المقابل ناولته الاوراق ليوقعها
اخذ الاوراق ليقرأها بعناية وعلى الاقل ان يبعد عقلة عن التفكير بها
تذكرت انها تريد سؤاله عن سبب غضبه اليوم وتغيره في المعاملة معها
رفعت راسها لتقول برقة لم تقصدها : ما بك اليوم ؟
انتفض عقلة من سؤالها وذابت مشاعره من رقتها ليرفع نظره اليها بهدوء و شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه
__ عفوا ، لا افهم قصدك تعمد الخبث في ادارة الحديث فهو يريد معرفة لما فكرت في السؤال عنه
__ انت غاضب اليوم ، وانا اسال عن السبب ؟
__ لما تسألين ؟
ارتبكت لتقول :من المفترض اننا اصدقاء وان نسال عن احوال بعضنا ، الا تتذكر ؟
رمش بعينيه ليقول ساخرا : اصدقاء ، وهل تهتمين بكل اصدقائك هكذا
__ نعم ، فاذا لاحظت تغير احد أصدقائي ، اساله عن السبب ،وانت كعمر او يوسف
توتر فكة بغضب عندما ساوته مع اخيها ، لتضرم النيران في صدره عند ذكرها ليوسف
رفع عيناه بغضب : سبب غضبى ليس من شانك ، وتذكري يا انسة اننا بالشركة وانا المدير وانت مجرد موظفة
اكمل جملته بلهجه حادة جافة جعلت البرودة تزحف من اطرافها الى باقي جسدها
ليردف بحدة: مفهوم
ردت براسها موافقه والغضب يتملكها ، ناولها الاوراق ليقول امرا : تفضلي
نهضت من مكانها وهى تصر على اسنانها وانطلقت خارجة من مكتبه والغضب يمتلكها




مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 26-06-11, 09:51 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الخامس عشر



مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب





لا يعلم ما الذى جعله يخرج ورائها لقد شعر بانه جرحها و اغضبها لم يخف علية نظرت الصدمة والغضب الواضحة على وجهها
عند رده عليها لام نفسة لقد كان حاد معها دون داع ولكن مساواتها له مع اخيها واخيه جعلته يفقد عقله ويرد عليها بلسان لاذع
لحقها لا يعلم لماذا ليراها ترتطم باخر شخص يريدها ان تحتك به الد اعداؤه لتسقط بين يديه مغمى عليها
هرع اليها حتى لا يلمسها هذا الشخص الكريه بالنسبة الية
وقف امامه بتحدي وهو يقول امرا : اتركها لا تفكر حتى بلمسها
ابتسم بخبث وكبرياء : اتركها هكذا على الارض
زئر بغضب : قلت لك اتركها
انحنى عليها و وضع يده خلف راسها ليربت على خدها برفق
__ نور ، نور افيقي ،نور
لم يجد امامه الا ان يحملها الى مكتبه ،حملها كحمل صغير بين يديه برفق وكانه يحمل كنز ثمين يخشى علية



جاءت مسرعة وراؤه وهى تهتف : ماذا حدث سيدي ؟
رد بضيق وهو يتقدم داخل مكتبه حاملا نور بين يديه : لا اعلم عبير ، لقد اغمى عليها ، اين كنتي ؟
__ كنت اتى لك بالفطور سيدي
وضعها برفق على الاريكة القابعة بمكتبة ليجلس على الطاولة الموضوعة امامها حتى يكون بالقرب منها ليلتفت الى عبير :حسنا ضعيه من يدك ، واتصلى بالطبيب
خرجت مسرعة لتنفذ اوامره


تأملها بهدوء وهو يلوم نفسه على ما فعله بها ، ازال شعرها الملتصق المندى بقطرات من العرق
ليشعر عند لمسه لبشرتها ان قلبه سيقفز من مكانه وسيخرج من جسده ليقدم نفسه لها طائعا ليجلس تحت ارجلها ويعتذر عما سببه لها من الالم ويتمنى رضاها ، هو نفسة كل ما يتمناه الان رضاها ، وان تشعر بما يستعر في صدره
نفض هذه الافكار على دخلة عبير وهى تحمل زجاجة عطر : اعتقد انها ستفيد ، فالطبيب امامه ساعة على الاقل حتى يأتي الينا
هز راسه موافقا وهو يلتقط زجاجة العطر من بين يدها ويرش على راحة يده قطرات منها ويلوح بيده امام انفها
ليقول برقة : نور ، نور أنت تسمعينني ، بالله جاوبيني ، نور
اندهشت عبير من تصرفه ورجاؤه لها فهي لأول مرة تسمع نبرة صوته الرقيقة والنظرة الحانية التي ينظر بها الى هذه الفتاه
تململت وحركة راسها ليردف : نور ، نور أتسمعيني
فتحت عينيها بصعوبة والصداع يطن براسها ، رات نظرات عيناه الرمادية الدافئة تحوم بوجهها وتتفحصه
وشفتاه تنفرج عن حديث لم تستوعبه
ربت على خدها مرة اخرى :نور ، اذا كنتي تسمعينني اشيري على الاقل براسك
هزت راسها ليهتف بصدق جعل عبير ستجن : الحمد لله
التفت اليها : عبير لو سمحتي اتى لي بكوب من العصير حالا
وقفت صامته مندهشة منه ومن تصرفاته ، ليردف : عبير ، تحركي
__ اه ، حاضر همت بالانصراف لتقف ثانية : السيد معتز بالخارج
نطق بكره واضح : فليذهب الى الجحيم
ليتنهد بضيق: اجعليه ينتظر من فضلك
خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها بالية



فاقت الان بالكامل على صوته الغاضب لتنظر حولها وتحاول استعادة ما حدث واين هي الان ؟
حينما تبينت انها بمكتبه هبت واقفه ليمسك بها من ذراعيها : بحق الله ماذا تفعلين ؟ لم تفيقي بعد
ليردف امرا بهدوء : اجلسي
زاد كرهها له ،لأنه محق فهي تشعر بان راسها سينفجر ولا تستطيع الحركة
اجلسها مرة اخرى على الاريكة لتقول بصوت واهن : ماذا حدث ؟




قام ليجلس على الكرسي البعيد عن مكان تواجدها ، ليسيطر على اعصابه قليلا فرؤيتها هكذا تقلب كيانه
ليتذكر عند سؤالها عن ما حدث برؤيتها وهى تصطدم بمعتز وتقع بين يديه ليشتعل الغضب بصدره
رد بضيق : من الواضح ان رؤيتك غير جيدة على الاطلاق وتحتاجين لنظارة حتى ترى جيدا
ليلوي شفتيه ساخرا وهو يكمل : ام من عادتك الارتطام بالرجال
شعرت بالدم يفور براسها من جملته الاخيرة و نظرت اليه غاضبة من تلميحه لمرة المطعم لترد بحدة
__ لا طبعا ولكنى كنت مشغولة لذلك لم ارى أمامي جيدا
__ من الافضل اذن ان تنتبهي الى الطريق بعد ذلك حتى لا تفقدي وعيك بين أيدى الرجال
نهضت واقفة والغضب يطل من عينيها و صاحت به: ما معنى هذا الكلام ؟ وما شانك انت اصلا بي ؟
رد بهدوء مميت : شأني انكى من موظفين الشركة ، وانا لا اسمح بحدوث هذه الاشياء في طرقات شركتي
فتحت عينيها من الصدمة لما يقوله : ماذا تعنى ؟
__ لا اعنى شيء ، انا انبهك حتى لا يحدث المرة القادمة ما لا يحمد عقباه ، ان الشركة لها قواعد وعليك الالتزام بها ومراعاتها
هتفت بكره : فلتذهب شركتك الى الجحيم
هب واقفا امامها بنظرة مخيفه : ماذا قلتي ؟ اعيدي ما قلتيه ثانية من فضلك
تلعثمت مرتبكة و تحشرج صوتها ولم تستطيع إخراجه
ليردف مهددا : سأعتبر انى لم اسمع مقولتك الاخيرة لأنك متعبة ، وليس على المريض حرج
ولكنى احذرك ، انتبهي لما تتلفظين به معي ، فانا ليس كريما دائما
اعطاها ظهره ليذهب الى مكتبه
ارتجفت من تهديده ونبرته المخيفة لتتجمع الدموع بعينيها وتنذر بالسقوط، لتقول بصوت مخنوق من البكاء
__ ما بك اليوم ؟ لما كل هذا التغير المفاجئ الذى لا افهمه ؟
ضربت بقدمها على الارض بحركة طفوليه لتقول بدلال غير مقصود: لم تكن كذلك الامس ولا قبل الامس
رفعت نظرها اليه : ماذا حدث ؟ لا افهمك

عند سماعه لصوتها المخنوق من البكاء التفت لينظر اليها ولانت مشاعره على الفور ،نظر الى تجمع الدموع بعيونها والذى على وشك الانفجار و كاد ان يحتضنها ليخفف عنها ويخبرها بكل مشاعره لعلها تغفر له ما يفعله معها ،
قال بهدوء: لم يحدث شيء نور
تنحنح ليوقف سيل المشاعر الذي يسيطر على عقله ويأمره بأشياء لا يستطيع فعلها
__ ما سبب الاغماء
__ لا اعلم
__ هل تناولت فطورك ؟
هزت راسها نافية ليتذكر الفطور الذى اتت به عبير من اجله : حسنا ، اجلسي لتفطري معي
__ لن استطيع ، فلا بد لي من الذهاب
استدارت لتذهب ليوقفها صوته: نور من فضلك اعتنى بنفسك

سمعا طرق على الباب لتدخل من بعده السيدة عبير حاملة كوب العصير
__ العصير سيدي ، الف سلامة عليك يا استاذة
خجلت نور من الموقف لتمتم بهدوء: الله يسلمك
__ اتركيه عبير على الطاولة بجانب الفطور
نفذت عبير امره لتخرج بعدها من المكتب

نطق برقة مذيبه لعظامها : نور من فضلك ، افطري معي ، فانا ايضا لم اتناول فطوري
لينظر الى ساعته : وها نحن الان في استراحة الغداء
ليردف مازحا : من الممكن ان عدم تناولي للفطور هو ما يؤثر على مزاجي ويجعلني فظا هكذا
ابتسمت غصبا عنها على مقولته لترتسم ابتسامته على شفتيه وتجعل وجهه يشرق من السعادة
نطقت برقة : اسفة لن استطيع لابد ان اذهب الان
تناول العصير من على الطاولة ليناولها اياه : على الاقل اشربي العصير ، فقد اتيت به مخصوص من اجلك
تقدم ليقف امامها لا تفصله عنها غير انشات قليلة ليمسك كف يدها برقة وحنان ويضع الكوب فيها
نظر الى عينيها برجاء واضح : من اجلي اشربيه ، حتى اطمئن عليك

وقوفه امامها ارباكها لتأتى لمسة يده وتشعل النيران بجسدها وتكمل نظرة عيونه الدافئة على ما تبقى عندها من الوعى لما يحدث ، فهي الان تشعر انها مغمى على عقلها فهي في حالة منتصف الوعى عقلها مغيب ولكن جسدها يشعر بكل ما حوله قلبها يدق بجنون ولا طبول الأفريقيين تنفست لتستطيع التخلص من الارباك واعادة عقلها الى الواقع
لتهمس : من فضلك اريد ان اذهب الى مكتبي ، نحن بالشركة انسيت كلماتك لي منذ قليل
زمجر غاضبا : لتذهب الشركة الى الجحيم
لم تستطع امساك ضحكتها ، فانفجرت من شفتاها ضحكة عالية تصدح بصوت مميز كزغرودة البلبل
هام بها وبضحكتها فها قد تحققت جزء من امنيته ان تضحك معه ، ابتسم لضحكتها
فهو يفهم انه ضحكت لتردديه لجملتها التي انزعج منها منذ قليل
وضعت يدها على فمها بخجل : المعذرة لم استطيع التماسك
__ لا تبالى، هيا اشربي العصير
ارتشفت بهدوء جزء من العصير تحت نظره :الن تتناول فطورك ؟
سال بلهفة : استأكلي معي ؟
__ لا اريد ان اتناول الطعام الان
رد بخيبة امل : حسنا ، وانا ايضا لن اتناول الفطور
وضعت الكاس من يدها ليسالها باستغراب : ماذا ؟ اكمليه
__ سأذهب فمن المؤكد انني اعطلك عن اعمالك
__ ولكنى هكذا سيزداد قلقي عليك
رددت بدهشة : قلقك علي انا
انتبه الى ما قاله ليرد : نعم ، انت امانه لدى ، ماذا سأقول لعمر اذا اصابك شيء؟
ردت بهدوء : سيذبحني ان علم بأمر الاغماء ، فلقد حاول معي في الصباح ان اتناول معه الفطور ولكني رفضت
من الواضح انني اعتدت على تناول الفطور مع يوسف
انقلبت عيناه فجأة للون الاسود و ذهب صفائها الرمادي : هل تتناولين الفطور يوميا مع يوسف
ردت بتلقائية : لا ولكن الايام الاخيرة للتدريب كنا نأتي باكرا ، فلم يكن يتسنى لي الافطار في المنزل
هز راسه بهدوء عجيب
شعرت بان التواصل بينهما انقطع اختفى لا تعلم اين ذهب ، فاختفت لمعة عيناه وانطفئ اشراق وجهه ليتجهم فجأة
__ حسنا سأنصرف انا
قال باقتضاب وضيق : تفضلي

ذكرها لأخيه جعله يتذكر غصبا عنه ان من المحتمل ان يكون يوسف يكن لها بعضا من المشاعر ليلوم نفسه على تماديه معها ،سمعها تستأذن للانصراف ،انه لا يريدها ان تذهب ولكنه وافق غصبا ليتخلص من تأثيرها عليه وعلى مشاعره



تعالت صوت طرقات يعرفها هو جيدا فهي لأخيه العزيز ليدخل الاخير الغرفة مسرعا
__ نور ، ماذا حدث لكي ، أخبرتني عبير انكي اغمى عليك

لوى شفتيه ساخرا وهو يحدث نفسه ها قد جاء شيخ الشباب ليطمئن عليها امام ناظريك يا غبى وصوته مليء بالهفة
احتمل شقائك وعذابك الان
تذكر جملة ابيه التي طالما قالها له : انت تتخلى عن احلامك بسهوله
سمعها تقول : انا بخير الحمد لله ، لم يحدث شيء : فانا لم أتناول فطوري فقط
رد يوسف : حمدا لله على سلامتك
لم يستطع الهدوء ولا السيطرة ليصيح به : أتراها خارجة من المستشفى ، انها مجرد اغماءه لا اكثر


التفتت اليه بدهشة فمن يراه منذ قليل لا يراه الان وهو يصيح بيوسف لم تفهم ما يحدث معه وما به


ابتسم يوسف بهدوء وهو يرى الغيرة واضحة بعينين اخية، وتأكدت له ظنونه التي ملئت عقله من يوم الزفاف فهي واضحة الان على اخية


تمتمت نور : بعد اذنكم


همت ان تنصرف في اثناء دخول هذا الغريب بالنسبة اليها في هدوء وتعالى ادهشها الى المكتب ليتقدم منها بهدوء
__ كيف حالك الان ؟ اتمنى ان تكوني بخير
رفعت نظرها اليه فقد تعرفت على الصوت لكنها لم يتسنى لها معرفة وجهه عند اصطدامها به
اردف بلباقة وتهذيب وهو يمد يده لها ليصافحها : انا معتز ، من اصطدمت بك بالخارج
معذرة مرة اخرى ، فانا لم ارك وانا المخطئ اتمنى ان تسامحيني
مدت يدها اليه : لم يحدث شيء وانا الاخرى مخطئة فلم اكن بكامل تركيزي



زفر عقله بضيق وهو يري الشخص الداخل من الباب : كملت
فعند دخوله شعر بضيق في التنفس وان مستوى الاكسجين انخفض في الغرفة فهو يكرهه بحق
وعند تقدمه منها وكلامه معها شعر انه سيرتكب جريمة بحق ، لتنهار سيطرته عند رؤيتها تصافح يده المدودة
زئر بها : اذهبي الى مكتبك من فضلك

انتفضت على صوته لتغادر مسرعة المكتب و الحزن يسيطر عليها وقلبها مكتوم من الضيق المسيطر عليه
شعرت بالكرة ناحيته ، نعم هي تكرهه وتكره تقلباته المزاجية تنهدت بضيق لتتوجه الى مكتبها وعقها يردد انها تكرهه




بعد خروجه التفت الي يوسف : كيف حالك يوسف ؟ ارى انك تعمل هنا الان
رد يوسف بهدوء: بخير والحمد لله ، نعم ، أيضايقك هذا الشيء؟
قال بتعالي : لا بالطبع
ليردف باستهزاء : كافح انت واخاك في الشركة ،وانا سآخذها في الاخر
غضب يوسف من جملته ، ليرد ياسين بتعالي وغرور كأنهما خلق له خصيصا : الشركة من المستحيلات معتز
واكمل والسخرية تقطر من صوته : فلا تحلم بما لا طاقة لك به حتى لا تفيق على كابوس يدمر حياتك
نظر الية معتز و عيناه مشتعلة من الغضب و التحدي : سنرى
جلس الى كرسي مكتبه : لما اتيت اصلا ؟
__ جئت اطمئن على ممتلكاتي ، لا تخف سأنصرف
ضحك هازئا : اخف منك ،لا بالطبع فلتاتي كما تشاء ولكن لا اريد رؤية وجهك الجميل في مكتبي ، تفضل فانا لدي ما يشغلني
نظر الية بغرور وثقة : سيصبح مكتبي في القريب العاجل
نظرا الى بعضهما في تحدي وغرور لينصرف الاخر في تعال كالطاووس
هتف يوسف بكره واضح : اصبح كريه ، ليلتفت الي اخاه : ما الذي حدث ليتغير هكذا ؟
رد ياسين بضيق واضح : لا اعلم فلا تسالني
__ من الواضح انك لست بمزاج لتستمع الي ما حدث ، حسنا سأذهب الى مكتبي
لم يرد على اخاه ليردد الا خر : ياسين ، انت تسمعني
زفر بضيق : اذهب يوسف ،أتريد الاذن كالصغار
ابتسم بهدوء : هل انت غاضب مني لشيء محدد فعلته ؟
__ يوسف انا ضايق من الاصل ،فلا تزيد من ضيقتي
__ حسنا سأذهب انا ،سلام
اشار اليه بيده وهو يشعر بالضيق والخنقة لرؤية هذا المعتز نظر حوله ليتأمل مكتبه قليلا فهو مكتب والده مؤسس الشركة
لم يريد ان يغير به شيء حتى يظل يشعر بوجود والده بجانبه دائما
ردد بهدوء :رحمة الله عليك يا ابي
سقط نظرة على ملف للأوراق موضوع على الاريكة ، استعجب من مكان تواجده هكذا
قام من مكانه لينظر ما هذا الملف ، انحنى ليلتقطه ليتغلغل عبيرها في انفه ، سحب الهواء المحمل بعطرها ببطيء وستنشقه باستمتاع ، مد يده ليلمس مكان ما كانت نائمة وزفر بهدوء ليتمدد على الاريكة
حدث نفسه :هكذا تعذب نفسك ياسين ، أفعلا انا كما يقول لي ابي ، اتخلى عن احلامي بسهوله ، ولكني لا استطيع ان ادمر اخي واحلامه ، افق يا رجل ان اخاك غير مهتم من الاساس ، نعم ان مظهره غير مهتم ولكن من الممكن انه يخفي مشاعره ، هل تتكلم عن يوسف انه لم يخفي مشاعره يوما ان وجهه ككتاب مفتوح للناس ، سأتكلم معه لأعرف اذا كان مهتم بها ام لا
نظر الملف القابع بين يديه ، ليعتدل في جلسته وينظر بداخله ، انه ملف العقد التي كانت تمضيه منه
من الواضح انها نسيته ، قفزت له فكرة ليراها مرة اخرى ، هو متأكد انها غاضبه من صراخه عليها امام يوسف ومعتز
و لكنه لم يحتمل مصافحتها لمعتز ، زفر بضيق ليقل لنفسه لابد من ان تتحكم في نفسك اكثر من ذلك




**************************************************




دخلت الى مكتبها وجلست وهي تشعر بالضيق
__ ما بكى اليوم نور ، لم ارك بهذا الشكل طوال الاسبوع الفائت
__ لا شيء ولكنى متعبة قليلا
__ السيد عبد العزيز سال عليك اكثر من مرة
عند ذكر السيد عبد العزيز تذكرت ملف العقد ، لابد من انها نسته في مكتبه ، بوزت بغضب ماذا ستفعل الان
لا تريد ان تصعد الى هناك ، فاقت على صوت سناء
__اين ذهبتي ؟
__ الى لا مكان، انا هنا نظرت اليها بدهشة : ماذا تفعلين ؟
سناء وهى تلم احتياجاتها بسرعة : انا مغادرة
نظرت نور الى ساعتها : ولكنها الواحدة و النصف
__ نعم انا اخذت اذن من السيد عبد العزيز فلابد ان اذهب الى مدرسة الاولاد اليوم فكالعادة ابني الاصغر محمود يفتعل المشاكل ويورط بها اخوته
ضحكت نور من شكوى سناء : ربنا يهديه لكى
__ ما اجمل ضحكتك
التفتا الاثنان الى الصوت لتجده واقف بجسده يسد مدخل المكتب ويردف :سمعت انكى متعبة ،فجئت اطمئن عليك
نظرت اليه بغضب لتلتفت الي سناء التي ابتسمت في وجهها وعيناها تقول : الم اقل لكي؟
تقدم بهدوء و مشيته تدل على ثقته بنفسه : كيف حالك استاذه سناء ؟
ردت بسخرية :بخير الحمد لله يا باش مهندس، كيف حالك انت ؟
جلس بهدوء على الكرسي المقابل لمكتب نور : انا بخير ، التفت الي نور وقال برقة مفتعلة : الف سلامة عليك نور
ردت بغضب والشرار يتطاير من عينيها : الاستاذة نور من فضلك
ابتسم ابتسامة جميلة : الف سلامة عليك يا استاذة نور
كحت سناء لتقول : حسنا سأذهب انا نور ، اراكي غدا
نظرت اليها نور : بإذن الله
غادرت سناء المكتب
التفتت الى الكائن القابع امامها وقالت بضيق ونفاذ صبر : أي خدمة يا باش مهندس
ابتسم ليقول بثقة : طارق ، ناديني طارق فانا لا احب الرسميات
ردت بحدة و صوت عال : انا احبها ،ومن فضلك لا تتعدى القواعد العامة في التعامل معي
رد بهدوء استفزها : ما هي القواعد العامة للتعامل معك ، انا لا اتذكر اني درستها في كلية الهندسة
تجاهلت ظرفه ومزحته الثقيلة على قلبها : من فضلك ، اذا كنت لا تريد امر يخص العمل فانصرف
فانا مشغولة بعملي ، شرفت مكتبي يا باش مهندس

تفاجأت بصوته الرخيم : ماذا تفعل هنا طارق ؟
نظرت الية لترى الغضب واضح بنظراته ولكنها غير موجه لها بل موجه للشخص الاخر الذى قام منتفضا
وتلعثم ليقول : كنت سأنصرف حالا ، فقد جئت اطمئن على الانسة
هزت راسها في استياء منه وهو يقل : سرني التكلم معك يا استاذة نور ، شد على جملته الرسمية
ليردف باحترام جم : بعد اذنك
زفرت بضيق لانصرافه ، لتتجاهل وجود ياسين و وقوفه على باب مكتبها ومدت يدها الى ملف اخر مزدحم بالاوراق
تشغل عينيها به بعيدا عنه فهي لا تريد ان تراه ، غاضبة منه ومن اسلوبه المتذبذب في التعامل معها



نظر اليها في هدوء وهو مبتسم اعجابا بها فهو سمع حوارها مع طارق ، اعجبه قوة شخصيتها و ردها القوي على طارق مما جعله يلتزم حدوده معها ، تذكر اول مقابلة له معها و وقفها بوجه في قوة تخالف طبيعتها الرقيقة
كاد ان ينفجر ضحكا عندما امسكت الملف لتتشاغل عن وجوده امامها ، تأكد من غضبها ولكن عندما بدأت قراتها للملف كان ستنفلت الضحكة من بين شفتيه ، فالملف مقلوب وهى تمثل دور المشغولة جيدا ، سيفقد عقله منها اذا ظل واقفا هكذا
تقدم الى الداخل في هدوء تنحنح : يا استاذة ، هل تعلمت ان تقرأ بالمقلوب
قال جملته الاخيرة وهو يعدل من وضع الملف الذى بين يديها ، ليردف بضحكة حقيقية : اذن انت فريدة من نوعك
واضافة جيدة لشركتنا

ارتبكت من الموقف السخيف الموضوعة به عند اكتشفاها لان الملف مقلوب فعلا ، و مما ازاد ارتباكها ومضايقتها اكتشافه للأمر، كادت ان تضحك على مزحته واطراءه لها وخصوصا ان ضحكته مست قلبها وذكرتها بوجوده في منزلها سيطرت على نفسها لتنظر اليه بغضب و قالت بمهنية : أي خدمة يا سيادة المدير
ابتسم وابتلع الجفاف في لهجتها : انت غاضبة
رفعت عينيها لتنظر اليه فتجد نظرته الدافئة تشملها بذلت مجهودا اضافيا لتسيطر اكثر على قلبها
و رددت : أي خدمة يا سيادة المدير
تنهد بضيق لمعاملتها له : نعم يا استاذة ، وضع الملف الذي بيده على المكتب امامها : نسيت اوراقك
انتبهي في المرات القادمة
نظرت اليه بغضب لتقول : هل تلمح انى مهملة
__ لا طبعا ، بل انصحك نصيحة صغيرة ليردف باستفزاز : بما اننا اصدقاء ، اليس كذلك
قالها بشقاوة جعلتها تشعر بانه طفل ذا عشر سنوات من العمر
ردت بتأنيب : اعتقد اننا في الشركة يا سيادة المدير وانا مجرد موظفة هنا
عيناها لمعت بالتحدي وهى تذكره بكلامه ليبتسم بهدوء : نعم واشار الى الملف المقلوب : لكنك موظفة فريدة من نوعك
انفلتت منه ضحكة غصبا عنه فلم يكن يريدها ان تفهم انه يسخر منها
احمر وجهها من الغضب وضحكته زادتها غضبا لتقول بحدة : اشكرك على الملف ، أي خدمة اخرى
انحنى ليقرب وجهه منها: نعم
نظرت اليه لتجد وجهه قريب جدا منها ، مما جعلها ترتد الى الوراء
اكمل بصوت خافت : لا تغضبي نور ، ستفهمين في يوم من الايام بالتأكيد
اعتدل ليخرج من المكتب ليجد السيد عبد العزيز في وجهه ونظرات التعجب والدهشة تملئ وجهه
__ ماذا تفعل هنا ياسين ؟
وجود السيد عبد العزيز اربكه بالفعل واشعره بانه طفل ممسوك بجرم اقترفه
اردف السيد عبد العزيز بهدوء : من الجيد انك اتيت ، فكنت سأذهب اليك ، تعال معي الى مكتبي
هز ياسين راسه موافقا ليسال السيد عبد العزيز : نور ،اين العقود ؟
رفعتها :انها هنا
__ حسنا اعطيها للسكرتيرة الخاصة بي
__ حاضر سيدي
غادر المكتب بهدوء ليتبعه ياسين وهو يعلم جيدا لابد ان السيد عبد العزيز شعر بشيء فلهجته لا تحمل الود الدائم له




دلفا الي مكتب السيد عبد العزيز
ليسال الاخير بتأنيب : ماذا كنت تفعل ياسين ؟
رد بهدوء : كنت اتى بالعقود التي وقعتها
نظر له متفحصا : ما عمل عبير اذن لتأتى انت بالعقود
اردف بلوم : ياسين انا رايتك منذ دخولك الى المكتب فقد كنت بالغرفة المقابلة لغرفة نور ، تعاملك معها غريب
ام انك اصبحت الان كطارق تحوم حول الفتيات الجميلات
رد بسرعة : لا طبعا استأدى ، انت تعرفني جيدا ، لم اتعامل هكذا طوال عمري
__ ولأنى اعرفك جيدا ، اسالك ياسين ، هذه الفتاه تعاملك عجيب معها منذ البداية ، فعندما اجرت المقابلة حاولت التخلص منها ، ثم عندما علمت انها توظفت هنا كدت ان تأمرني ان افصلها من الشركة ، والان كل دقيقتين في مكتبها
ماذا يحدث بحق الله اجبني
ابتلع ريقة بصعوبة فهجوم السيد عبد العزيز اربكه : هل ستصدقني ؟
جلس امامه : ياسين انت مثل ولدي بالضبط ، رايتك تكبر امام عيناي ، فانا كنت صديق لوالدك وانا من الاوائل المؤسسين للشركة ، كنت دائما مبهورا بك ، اتمنى ان يكون ولدى مثلك عاقل متزن ذكى ويعتمد عليك ، وعندما عملت بالشركة اثبت حسن ظني بك و حسن ظن اباك ايضا لدرجة انه اسند لك جزء كبير من مهامه، فلقد تفوقت سريعا وقفزت بالشركة
من نجاح الى اخر ، وعندما توليت الادارة استمرت الشركة من نجاح الى نجاح
ملخص ما اريد قوله ، انا دائما اثق بك واكيد اصدقك ، انا لا أحاكمك بني ، انا اريد معرفة التغيير الذى طرا عليك
ساد الصمت بينهما للحظات نظر اليه السيد عبد العزيز له فيهما ليردف : حسنا ياسين ، لا تخبرني
ولكن ، خذ حذرك انك بالشركة ولا تنسى انها موظفة هنا وانت المدير
نظر اليه بدهشه فكلامه معناه انه يعرف بمكنونات صدره
ابتسم السيد عبد العزيز في وجهه وقال مديرا لدفة الحوار : سمعت ان معتز جاء اليوم هنا
انقلب وجهه لذكر هذا الشخص ليزفر بضيق: نعم
__ هل قال لك شيء جديد
__ لا نفس الكلام ، فلا يوجد لديه جديد ، فهو يعلم الموقف القانوني لوضعه ، هو يأتي ليضايقني لا اكثر
__ لا تحزن يا بني سيكل في يوم و يكف عن المجيئ
__ لا اعتقد ، انه يحفر من ورائنا ، حتى يتمكن من الايقاع بي بأي شكل ممكن ويستولى على الادارة ، فلا تنسي انه لديه الكثير من الاسهم
__ ان اوراقك كلها سليمة ياسين فلا تخف
__ انا لست خائف ، انا لا اريد ان تأتيني الضربة من الخلف ، فأريد ان اكون مستعد لكل الاحتمالات
قام من مكانه لينصرف : اعذرني استاذي فاني شغلتك معي
ربت على كتفه بهدوء ومحبة ابوية : لا تقل هذا ، انا في خدمتك دائما بني
__ سأنصرف
اوصله الي الباب ليشد على يده : لا تنسى ما قلته لك
هز راسه متفهما وانصرف بهدوء



***********************************************8


دخل الى مكتبه ليجده جالس في استقبال السيدة عبير ، هتف بسعادة واضحة
__ اهلا عمر ، كيف حالك اليوم ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ، هل انتظرت طويلا
__ لا شربت فنجان من القهوة فقط ، اقدم لك الاستاذ محمد محامى زميل لي يهتم بالشئون القانونية لشركتي
المهندس ياسين مدير الشركة هنا
تبادلا كلمات التحية المهذبة فيما بينهما ليقول ياسين : تفضلا الى مكتبي
التفت الى عبير : ابلغي يوسف ان يآتي الي
__ حاضر سيدي




دخلوا ثلاثتهم الي المكتب ليجلس الى مكتبه ويجلسا الاثنان امامه تحدثا قليلا عن العمل
اطرق يوسف الباب بهدوء: هل طلبتني
__ نعم ، تعال
تهلل وجه يوسف بالفرح : اهلا ، كيف حالك يا باش مهندس عمر ؟
قام له عمر واقفا يصافحه ويرد عليه : انا بخير الحمد لله ، كيف حالك انت الاخر
تبادلا التحية وتعرف يوسف على الاستاذ محمد ليقول ياسين لهما
__ حسنا اترك يوسف والاستاذ محمد يتفقا على الشكل القانوني الذى سنتعامل به ،وتعال اكلمك انا عن المناقصة والى اين توقفت وما المواصفات المطلوبة

بعد مرور ساعة
كان واقف يودع عمر بابتسامة : من الواضح اننا سنتعامل بعد الان كثيرا
رد عمر بابتسامة : ان شاء الله
محمد : سرني التعرف عليك والعمل معك ،يوسف
__ بل انا من زدت شرف للتعامل معك ، انت خبرة لا يستهان بها
ضحك محمد ليصافح يوسف عمر : الن تطمئن على نور ، فهي متعبة من الصباح
عقد عمر حاجبية وقال بلهفة و خوف : ما بها ؟
__ انها منذ الصباح متعبة ، وعند الظهر اصابتها اغماءه ، الا تعرف انها متعبة
__ كان واضح عليها من الصباح ، ولكن تصل الى اغماء ، هل تدلني على مكتبها
__ بالطبع ، تفضل
التفت الى محمد : محمد انصرف انت ، سأطمئن على نور ثم انصرف
__ ما بها ؟
__ ان يوسف يقل انها متعبة
__ حسنا ، سأنصرف انا وسأطمئن عليها لاحقا ، سلام




كاد ان يقتل يوسف لإبلاغه لعمر عن خبر مرضها ، فهي لا تريده يعلم حتى لا يلومها ، ولكنه سعيد لان عمر سيهتم بها
فلن يقلق بعد الان ، وعند سماعه لمحمد يقول انه سيطمئن عليها لاحقا ، عمل عقله سريعا
من هذا ، وما مدى قربه منها ، وكيف سيطمئن عليها ؟ هل يرتبط بها بأي شكل سواء رسمي او غير رسمي ؟
من الممكن انه متقدم اليها فهو من سن عمر تقريبا او اصغر قليلا ؟ ولكن اكيد كان يوسف سيعلم بالأمر
تنهد داخليا من اين ساجدها من يوسف ، ام طارق ، ام محمد ، وما خفي كان اعظم
قرر انه سيكلم يوسف اليوم ، واذا تأكد مما راه من عدم اهتمام اخيه بها سيتقدم لها رسميا
فتح عينيه من الصدمة لما توصل له ، فلم تخطر فكرة الزواج نهائيا على عقله قبل الان
حدث نفسه ما المشكلة ؟ سأفرح امي ،وافرح انا ايضا بحبيبتي ابتسم عندما تذكرها
لينتبه الى عبير تهزه بلطف : سيدي ، ما بك ؟لما انت واقف هكذا ؟
__ ها ، لا شيء
دخل بسرعة خجل من نفسة ، وهو يفكر اذا استمر وضعه هكذا سيجن قريبا



طرق الباب بهدوء: استاذة نور ، كيف حالك الان ، معي لك مفاجأة
رفعت نظرها من الاوراق : اهلا يوسف ، بخير الحمد لله
دخل عمر وراءه لتهتف : عمر
قامت لتسلم على اخاها ليسلم عليها بحنان فائق : ما بك نور ؟ يوسف يقول انكي أصبيتي بالإغماء
نظرت الي يوسف متوعده لتقول بهدوء : لا شيء ، مجرد تعب بسيط لا تشغل بالك
__ نور لما انت عنيدة هكذا ، طبعا تعرضت للإغماء لأنك لم تتناولين فطورك في الصباح واشك انكى تناولت الطعام الي الان
__ عمر من فضلك اخفض صوتك قليلا ، نحن لسنا في المنزل ، وانا بخير الان
تنحنح يوسف من الارباك فلم يكن يعلم ان عمر سيؤنبها هكذا : حسنا سأترككما
قالت بنبرة خاصة : شكرا لك يوسف
ابتسم ليقول مغيظا لها : لا شكر على واجب
بعد انصراف يوسف
التفت اليها عمر : اجمعي احتياجاتك لتنصرفي معي
دهشت منه : ما هذا عمر ؟ انى في العمل ، ولا استطيع الانصراف الان
قال بعند : خذي اذن من ياسين
ابتسمت : عمر هذا هو ما جعلني لا اعمل معك ، لن اخذ اذن وسأنصرف في موعدي
زمجر بها : انت عنيدة جدا ، انصرفي معي الان ، حتى استطيع ايصالك الى المنزل ، فانا مشغول الى المساء
__سأتصرف عمر ، اذهب الي عملك حتى لا تتأخر
جز على اسنانه من عندها وقال بضيق : حسنا ، لا تنسي اليوم سنذهب لشراء الشبكة
ضحكت بهدوء : لن انسى اخي ،لا تقلق
قام لينصرف : عمر ،ارجوك لا تغضب مني
__ انا لست غاضبا نور ، انا قلق عليك
__ لا تقلق
__ حسنا سأذهب ، تغدي جيدا ، ولا تنتظريني الى ان اتى ، اوعديني
__ اوعدك
__ سلام


******************


عند انصرافه من الشركة لمحها جالسة بمكتبها
طرق الباب بهدوء : ما هذا نور ،الا زلتي هنا ، لما لم تنصرفي الى الان ؟ ان الساعة تجاوزت الخامسة
وقفت بهدوء : سأخلص هذا العقد سيدي وانصرف
__ لا بنيتي ، العقد ينتظر الى الغد ، اما انت لا تجلسي هنا بعد مواعيد العمل ، مفهوم
هيا لتنصرفي معي
__ حاضر سيدي
لملمت اشيائها لتأخذ حقيبتها وتنصرف بجانب السيد عبد العزيز
__ انظري كيف الشركة فارغة الا من عدد محدود من الموظفين ومعظمهم من الرجال ، لا تتأخري الى الان ثانية بنيتي
ارجعت طرف قصتها خلف اذنها وقالت بتوتر : حاضر سيدي
__ اتمنى ان لا اكون ضايقتك بكلامي ولكنك مثل بناتي وانا خائف عليك
سيطرت على الغصة التي اجتاحت حلقها ، فان فراق اباها اثر على حياتها جدا ، اشتاقت اليه جدا وجملة السيد عبد العزيز اثرت على مشاعرها
__ لا سيدي لم اتضايق ، ويسرني انك تعتبرني مثل بناتك
انفتح باب المصعد لتخرج من مقر الشركة وتودع السيد عبد العزيز لينصرف هو



كان في الدور الاسفل في الشركة ليراها واقفه من المؤكد انها تنتظر تاكسي
خرج وراءها : نور ، نور
التفتت اليه : ماذا تريد يوسف ؟
ضحك : انت غاضبة من اجل انى ابلغت عمر عن تعبك
__ نعم ، ان عمر يخاف على جدا ، وسيؤنبني لمدة ايام على هذه الحادثة
__ اسف ، لم اقصد ،ماذا تفعلين ؟
__ انتظر تاكسي ليوصلني الي البيت
__ للأسف لدي بعض الاعمال لابد من انجازها ، والا كنت اوصلتك
ردت سريعا : لا لم اقصد هذا ، سأستقل تاكسي
__ نور ، انا مثل عمر وليس بيننا هذه الاشياء
__ حسنا اذهب حتى تنجز اعمالك
__ نعم ، اراك غدا
انصرف مسرعا وهو يبتسم بخبث فلم يشئ بإعلامها انه واقفه في الاتجاه الخاطئ ولن يمر عليها تاكسي من هنا فلابد من ان تتمشي قليلا لأول الشارع حتى ينفذ ما براسه

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية