كاتب الموضوع :
فديت ضحكتي
المنتدى :
الارشيف
يا هلا وغلا ..بكل الي يتابعوا روايتي سواء الي يردوا والي مطنشيني ويتابعوا خلف الكواليس....وال مسببين باحباطي ورغبتي ان اوقف الرواية....لدرجة اني كنت ناويه انزل جزئين بالاسبوع ...بس عقب تطنيشكم ومتابعتكم الصامته...ما تشجعت اني انزل جزئين ...ان شاء الله الاسبوع الياي بسافر ...فها راح يكون اخر جزء انزله لحد ارد من السفر...واتمنى اني احصل ردود عسب اكمل الرواية...جي اذا مب عايبتنكم ...مب مشكله نوقفها ...ودمتم سالمين
الجزء 13
ميسم....
وصلت الشركة وانا كارهه عمري...الزحمة من صوب...والمغثه طارق من صوب ...ونظرات الموظفين من صوب...حد يقول ماكله حلالهم...ابى ارد البيت خلاص ...احس مهيود حيلي...بالغصب ميوده عمري ...وصلت مكتبي...وجفت الاخت جنىت ترياني...يا حبيبي كملت...يت المصلحه الاجتماعية...
ميسم:صباح الخير...اشحالج جنى
جنى:صباح النور والسرور...الحمد لله ومن صوبج
ميسم:الحمد لله ما نشكي باس...خير جنى في خاطرج شي
جنى:بقولج الموضوع ومن غير لف ولا دوران...شو بينج وبين طارق
ميسم:خير اخت جنى وين تبين...وبعدين حلفي بس انج يايه تساليني ها السؤال السخيف
جنى:لازم يكون سخيف بنظرج...ترى انتي عندج عادي هاي الحركات
ميسم:صج انج مضيعه المذهب...وبعدين لزمي حدودج احسنلج...ولا تجوفيني شي ما جفتيه بحياتج...تراني بايعتنها بايعتنها ...لاشرشحج والم عليج الشركة بكبرها
جنى:ترى ها مستواج...بس هاي اخر مرة اقولج بعدي عن طارق
ميسم:يا امي ..طارق ها بليه وشربي ميته
لحضه...لحضه...نظراتها غير...والعثرة هاي لتكون معجبه بطارق...عز الله كديتي خير يا جنى ...جان من بد البشر انعجبتي بذا البني ادمي...ها ما ينبلع...رحمتج صراحة...الله هداج جان انعجبتي باخوه مروان احسن لج...لحضه يلست على الكرسي من الصدمة ...جنى اصلا معرسه ويش لها بطارق...يا كبرها عند رب العباد
ميسم:انتي معرسه صح ...ولا يخيل الي
جنى:خير ...وانتي ويش لج اذا معرسه ولا...ولا تبين تسرقين ريلي
ميسم:ضحكتيني ...ها الناقص اسرق ريلج ..يا امي انا جان ابى اخطف ريال ..اخطف واحد يسوى واحد حليو مب معرس ولا يرى بالعين المجرده..وبعدين انتي ما تستحين ما تخافين ربج...معرسه وتتغزلين بريال ثاني...يا كبرها عند رب العباد...ترى هاي عقوبتها كبيرة عند ربج...
استغفر الله جني زودتها ...واغتبت الريال ...شو اسوي الله هداها طلعتني من طوري ...يروحي متضايجه يت هي وزودتها ...بس هاي مب صاحيه ..جي هي تخون ريلها ...والله ناس بايعه دينها وربها...
جنى:اي معرسه بس ما احب ريلي...وعنادا فيج بقولج...انه ريلي ما في مثله ...يموت فيني ومب مقصر فيني ..وجان تبينه سرقيه عادي عندي ...
والعثرة عليها من حرمة...مضيعه المذهب وتقولها جدامي...صج لمن قالوا ان لم تستحي فافعل ما شئت....
ميسم:والله ها الريال كثير عليج...انتي يبالج حد يسنعج...واذا تبين اسرقه ما عندي مانع...ما مداني اكمل كلامي الا بباب المكتب يتبطل بدفوشيه شهقنا انا وجنى
طارق:ها الي انتي فالحه فيه...تخطفيين الريايل ...ما عندج شغل غير
لا خلاص...بلغ السيل الزبى...ما ادري من وين يبت القوة ...دزيتهم هم الاثنينه وقبل ما اسكر باب المكتب
ميسم:صج انكم حثالة المجتمع...وكلن يرى الناس بعين طبعه
يلست على الكرس اهدي اعصابي...وانا انتفض...حسبي الله ونعم الوكيل جانكم رفعتوا ضغطي ...بس معقوله في حريم جي ...معرسات وعيونهم على الغير...ولو فرضنا انها انجبرت عليه...وانها اخذته بالغصب...بس ها ما يبررلها الي تسويه ...يا انها تصبر ولها جزاء الصبر يا انها تنفصل ولا تذنب ها الذنب الكبير ....بطلت الايميل ورسلتلها مقالة خلود الغفر وما على الرسول الا البلاغ ... وها كان نص الايميل
اتعرفين ما مشكلتنا نحن معشر النساء؟
اننا نريد ان نعيش قصة حب بأي ثمن…
نريد ان تداعب الكلمات العذبة حواسنا.. وان تضرج حمرة الخجل والاثارة خدودنا.. وان تدغدغ الفراشات بطوننا.. باختصار نريد ان نعيش قصة حب عاصفة.. كأسطورة روميو وجولييت.. او قيس وليلى.. او عنتر وعبلة..
لكن المضحك والمثير في الأمر.. ان قصص الحب تلك.. كانت ١٪ وصالا وسعادة.. و٩٩٪ عذابا وألما وتقلبا على شوك السهاد!!
فهل تعتبرين ان هذا هو الحب الحقيقي………؟
الغريب في قصص الحب اعلاه.. انه لا وصال بين الحبيبين، وانهما بقيا يتجرعان لوعة الحب والاشتياق وشهوة الوصال دون ان يتحقق منها شيء، وماتا وهما اكثر اهل الارض شقاء وعذابا باسم الحب، فتحول الامر اشبه الى قصة حب اسطورية طبلت وزمرت لها دواوين الشعر والميديا والانترنت!
لكن دعيني اقول لك سرا صغيرا..
لو حدث ان جامع روميو جولييت.. لربما مل منها بعد شهر او سنة.. وبدأ بالتفكير جديا في خادمتها صبحية الاكثر جاذبية!! ولو حدث ان حصل قيس على قبلة من ليلى.. وتزوجها.. لهرب من الشباك من تذمرها وشكواها من فواتير الخيمة ومسؤوليات العيال …
الحب الجارف يبقى جارفا عندما لا تكون هناك مسؤوليات يتحملها الطرفان.. ولكن متى ما كان الحب مكللا بالزواج مثمرا بالاولاد.. هنا فقط.. يظهر معدن الحب الحقيقي…
كحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة رضي الله عنها.. حب فصلته السيدة عائشة (رضي الله عنها) بقولها:
ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ، فيقول : ( إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد ) / صحيح البخاري.
أي زوجة.. وأي منزلة.. وأي حب كان يجمعهما عندما يقول الزوج هذه الكلمات بعد وفاة زوجته؟
اتتخيلين زوجك يظل وفيا لك ويبر صديقاتك بعد موتك؟
(عارفة انه مستحيل بهالزمن.. بس نقول تخيلي معلش )
**المشكلة الثانية والمحيرة فينا (نحن معاشر الحريم )..
اننا نعشق تعذيب النفس وجلد الذات..
نجد لذة غريبة في ان نختار اكثر الحلول ألما ولوعة.. وأكثر العواقب حسرة وندامة ..!
اتدرين لماذا؟
لانه من السهل الصبر على البلاء.. ولكن من الصعب شكر النعمة
من السهل علينا الصبر على المصائب والبلاءات.. لانها تحتاج الى جهد.. والجهد يعني في ظننا اجرا وثواب اكبر عند الله .. ولان ذلك يسهل علينا الحصول على الدعم النفسي وتعاطف الناس حولنا (في قولهم اصبري واحتسبي وأمرك الى الله يا بنتي)..
لكن من الصعب.. بل ومن الصعب جداااا.. ان نشكر النعمة ونشعر بقيمة الراحة والسعادة التي نعيشها.. بل ربما نعجز حتى عن رؤيتها
فلا يهدأ لنا بال حتى نبحث عن بلوى او مصيبة جديدة نتلوى تحت سياطها.. ونمزمز عليها بقية حياتنا!
من هذين الظاهرتين المحيرتين في معشر النساء: البحث عن قصة حب.. والسعي الدائم لتعذيب الذات..
كانت أغلب مشاكل النساء… ان لم تكن كلها
طيب..
في كتابه “قصة حياتك، وكيف تبتكر قصة جديدة” يشير ستيف تشاندلر بأن كل واحدة منا تحمل قصة.. وربما قصصا..
انا طالبة متفوقة… انا ام فاشلة.. انا كاتبة ناجحة.. انا ضعيفة الشخصية.. انا سعيدة في زواجي.. انا تعيسة في زواجي..
كل واحدة لديها قصة.. قد تكون كتبتها لنفسها.. او قد يكون غيرها قد كتبها لها وصدقتها!!
قصتك الان تقول:
انك لا تستطيعين ان تتابعي حياتك بسعادة مع زوج رائع ويحبك، لأن حبك الغامر لشخص آخر يمنعك.
أو
أنه لا يمكن ان تعيشي حياة زوجية سعيدة إلا مع الشخص الذي تحبينه
أو
أنه لا يمكن ان تتخلي عن مشاعر حبك لشخص احببته في الماضي…
أيا كانت قصتك من القصص السابقة الذكر..
دعيني اولا اقول لك بأن اي قصة نكتبها عن انفسنا (او نصدقها من غيرنا).. هي بالاساس تقوم على فكرة..
وفكرة قصتك بأكملها قائمة على أن الحب لا يُنسى/ الحب أساس الزواج السعيد.
ومن ثم بدأتِ تبحثين عن الادلة التي تؤكد هذه الفكرة في عقلك.. وتدعمها.. مثل قصص الحب الاسطورية اياها اعلاه.. أضيفي الى ذلك مشاهد النهايات السعيدة لافلام فاتن حمامة وسعاد حسني الله يخلف عليهم… ووسائل الاعلام والفيديو كليب التي تضغط على اعصابنا التلفانة باسطوانات مشروخة عن الحب وسنينه..
وأخيرا.. تربطين كل ذلك بالمشاعر والاحاسيس التي عشتها مع الشخص الذي احببتِه.. وتشعرين ان من واجبك ان تتجاهلي كل المحاسن والجوانب الايجابية في زواجك، وتبحثين عن مخرج بالطلاق او الانفصال، لتعيشي قصتك التي كتبتها لنفسك وربطتها بالمشاعر على ارض الواقع..
الان..
لو أنا اشتغلت لك فيها ارهابية ونسفت لك فكرة قصتك من اساسها
عندها لن يكون لديكِ قصة بالاساس.. او لنقل.. ستكون قصتك غير حقيقية.. وتحتاجين الى بناء قصة جديدة لحياتك!
السؤال.. كيف أنسف فكرة قصتك؟
١. الحقائق ليست بالضرورة حقائق
هل رأيتِ في حياتك دجاجة تطير؟ بالتأكيد ستضحكين واجابتك ستكون ” لا ” على الفور.. ليس لانك لم تري دجاجة تطير، ولكن لان “معلوماتك السابقة” قالت لك بأن الدجاجة طائر لا يطير.. وانها اثقل من ان تطير!!
لنقل انك شاهدتِ صورة الدجاجة التي تطير على اليسار… هل يثير الامر لديكِ تساؤل.. بأن ليس كل ما نسمعه او نقرؤه او نعرفه هو حقيقة واقعة او امر مسلم به.. نبني عليه ونعيش على اساسه جميع قصص حياتنا؟؟
لو قلت لك ان ٤٪ فقط من حالات الحب هى التى تنتهى بالزواج ، وأن ٩٠٪ من الذين يتزوجون عن حب ينفصلون ، بعد أن تسقط هالة الحب. ولو قلت لك ان معظم علماء الاجتماع وعلم النفس يؤكدون أن معظم حالات الفشل فى الزواج والطلاق المبكر ، هى فى حالات الزواج عن الحب ، وأن الزواج التقليدي هو الذى يصمد على الأقل مدة سبع سنوات.
هل ستنهار فكرة قصتك؟؟
انا لا انكر دور الحب في حياتنا، انا لا اقلل من شأن الحب، بل اعتبر ان حياتنا كلها قائمة على الحب.. الحب هو ما نعيش به ولأجله.. حب الله ورسوله.. حب الاسلام.. حب الخير.. حب الوالدين.. حب الابناء.. حب الدراسة.. حب التغيير، انه السبب الذي يمكننا ان نستظل به تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله.. الحب في الله..
اخطر القضايا.. واعظم المسؤوليات.. وأبدع الاعمال.. قامت جميعها على اساس الحب والشغف تجاه قضية.. او رمز.. او شخص!!!
لا اقلل من شأن الحب ابداااا…
ولكن.. انا اركز.. واضع مليون خط.. تحت الجريمة التي ترتكبينها في حق نفسك.. باسم الحب!!!
٢. فخ النضوج العاطفي
جريمة ترتكبينها في نفسك عندما تقعين في حفرة مشاعر الحب “الشديدة” المبالغ بها.. وتقوقعين داخل هذه الحفرة.. ربما خمس.. وربما عشر.. او حتى عشرين سنة.. تدّعين الصمود والولاء والوفاء لمشاعرك.. دون اي محاولة للخروج من الحفرة والمضي قدما في حياتك!
- يا اختي عيشي حياتك خلاص
لكن لسه بحبوووووه
- يا عمري تزوجتِ غيره وزوجك يحبك..
لاااا.. مش قادره انسااااااه
تزهدين بنفسك عن مباهج الحياة.. تضغطين زر الايقاف Pause على لحظة من لحظات الماضي.. وتصهرين نفسك في بوتقة من الالم والبكاء والحسرة ، وترفضين ان تري اي بقعة ضوء او تستنشقين رياح الايجابية في واقعك وحياتك التي تعيشينها الان.. وتلقين كل قمامات وقاذروات فشلك.. ويأسك.. ولومك.. وانهزامك.. وعدم تغييرك في تلك الحفرة.. التي يا للسخرية.. تسكنينها بالفعل!
اتعرفين ما هو النضوج العاطفي؟؟
انه لا يعني ان تبلغي العشرين او الثلاثين او الاربعين من عمرك… وتقولي انا فااااهمة الدنيا.. انا ناااضجة عاطفيا… انا اعرف ما يعني الحب..
لا يختي.. الامر ليس له علاقة بالعمر على الاطلاق..
هناك من هي فوق الثلاثين.. ونضوجها العاطفي لا يزال محبوسا في سن مراهقة بالخامسة عشرة!!!
تعريفي للنضوج العاطفي، هو ان تغرقي (وهو امر حتمي) في احدى بركات المشاعر الشديدة.. من الحب الشديد او الكره الشديد او الحزن الشديد.. او مهما يكن.. ثم تستطيعي ان تسبحي وتخرجي من البركة.. وتتابعي حياتك مرة اخرى بمشاعر اكثر توازنا وعقلانية!!
أي انك طالما تتعذرين بحجة الحب القديم.. والمشاعر التي لا تنسينها.. والألم الذي تعانينه بسبب هذا الحب.. فاعرفي انك لم تنضجي عاطفيا بعد.. ولا تفقهين شيئا عما تهذين حوله من شعارات الحب الرنانة.
ولاااااا يهمني كام عمرك!
٣. انظري للمستقبل
يقول ريني غودفروي في كتاب قصة كفاحه “ودّع جميع اعذارك”
إن الكثير من الناس يشتكون عدم نجاحهم، ويشتكون حالهم بسبب أم عذبتهم… أو أب مدمن.. أو غيره من المشاكل “القديمة”.
انا لا أقول انه لا يوجد آثار نفسية من مثل هذه المشاكل، لكن أقول:
“نحن غير مسؤولين عن الماضي، نحن مسؤولون عن الحاضر والمستقبل. لأن الموضوع ليس من أين نبدأ او من أين أتينا، لكنه الى أين سنصل وماذا سنصبح”.
نعم.. الامر يتعلق بالتخلص من الاعذار التي تعيق وتقف في طريق سعادتك، بالخروج من دائرة الالتزام اليائس ومستنقع الوحل الذي تغرقين فيه كل يوم، دون ان تقفي لحظة وتسألي نفسك بصدق لمرة واحدة: ما هي نتائج تفكيري وافعالي بهذه الطريقة بعد عشر دقائق؟ وبعد عشر شهور؟ وبعد عشر سنوات؟
ان أكبر سبب لرفضك تغيير افكارك وتمسكك بمشاعرك لحبيب سابق، والتي حرمتك من ان تستمتعي بحب زوجك وابنائك، هو خوفك من التغيير..
لان التغيير يعني أن تضطري الى جرح كرامتك .. او بمعنى آخر.. تضطري الى التخلي عن قصتك التي صدقتها طوال ذلك الوقت!
لنفرض انك الان تعيشين مع زوج (يحبك).. لكنك تحبين شخصا آخر.
هناك خيارين امامك:
١. اما ان تستمري في زواجك رغم الالام والمعاناة النفسية..
او
٢. ان تسعي للطلاق والزواج من الشخص الذي تحبينه..
وانا هنا لا انكر حقك في السعي نحو الحياة المثالية التي تريدينها، ولا انكر عليكِ حقك في السعي الى ابسط الحلول واسهلها، بالتخلص من زوج لا تحبينه.. والسعي الى الشخص الذي تحبينه.. معادلة سهلة، تحصلين بموجبها على السعادة الزوجية التي تحلمين بها بنسبة ١٠٠٪.
ماشي.. من حقك.. والله من حقك..
لكن.. وانتبهي لكلمة “لكن” لانها تقلب الموازين وتمحو الحلم الوردي السابق ذكره بأستيكة..
اريدك ان تضعي نصب عينيك هذه القاعدة:
“لا تدخلي معركة تعلمين مسبقا انها خاسرة”
اتركي ادوار البطولة والفهلوة جانبا، ودعينا نتحدث بكل صراحة حول معركتك القادمة: ترك الزوج الجيد، والزواج من الحبيب.
هذه معركة خاسرة بكل المقاييس من ناحيتين: الناحية المنطقية، والناحية العاطفية. كيف؟ سأقول لك كيف
١. الخسارة المنطقية:
عندما تتخلين عن زوجك (الجيد والذي يحبك) وتتخلين عن بيت جميل واسرة دافئة واطفال غضّين كالفطائر في سبيل رجل تحبينه، فهذا يعني انك تقدمين تنازلات وتضحيات ضخمة، في سبيل شيء المفترض انه يكون افضل ويستحق (وهو الشخص المحبوب في هذه الحالة، ولا اقول الحب).
وهو يعني ايضا انك ترفعين سقف توقعاتك كثييرا كثيييرا مع هذا الرجل، وتتوقعين منه تعويضا هائلا بحجم ما قدمته من تنازلات وتضحيات في سبيل شخصه الكريم.
السؤال البديهي هنا: هل لدى هذا الشخص ما يضحي به في نفس حجم تضحياتك بالمقابل؟
والسؤال الاكثر بداهة: هل سيعوض عنك ما يوازي سقف توقعاتك المرتفع جدا؟
لا تقولي لي ان الحب يصنع المعجزات.. لو كان يفعل لتزوج قيس من ليلى.. ولكنه مات وحيدا معذبا بين احجار الصحراء وهو يلهث خلف سراب ظن انه الحب!
ناهيك عن السيناريو في حال زواج قيس من ليلى او حتى روميو من جولييت.. وهو سيناريو ناقشناه وتخيلناه في التدوينة السابقة
لذا.. راجعي السؤالين اعلاه مرة اخرى.. واعطيني الضمان: هل سيفعل؟؟
٢. الخسارة العاطفية:
قبل عدة اعوام طلبت من زوجي ان نشتري غسالة اوتوماتيك جديدة، (اها.. اسمعك تهمهمين الان: ما حكاية هذه المرأة مع المكانس والغسالات؟ )، المهم أوكل زوجي الي مهمة البحث عن افضل نوع او ماركة، وطال البحث عدة اسابيع وانا أقلب في الانترنت واذهب الى الوكلاء المعتمدين واجمع بعض البروشورات حول اخر الموديلات. وكان هناك موديل معين وقعت في حبه من اول نظره: الشكل الجذاب ولون الغسالة الفضي وازرارها المتطورة سحرني وجعلني ابحث عن جميع مميزاتها في لهفة
لكن ان جئتُ للحقيقة فان مميزاتها لم تكن تغطي احتياجاتي الاساسية، فقد كانت اهم ميزة اريدها في الغسالة الجديدة هي ان تتسع لغسل بطانية كاملة.
في المقابل.. كان هناك بروشور لغسالة من ماركة اخرى مميزاتها تغطي احتياجاتي واكثر، ولكني لم اركز او اهتم بها كثيرا، لسببين: لاني “اكره” هذه الماركة بالذات بسبب تجربة سيئة سابقة ، ولأني وقعت في “حب” الغسالة الاخرى.
احزري ماذا؟ ببساطة قمت بشراء الغسالة التي “احببتها” وتركت الغسالة التي “احتاجها”!!
وعندما وصلت الغسالة الجديدة الى بيتي وكلي شوق ولهفة لاستخدامها.. احزري ماذا؟ كانت اول غسلة هي تجربة حشر لحاف كامل داخلها.. وطبعا لم تستطع المسكينة استيعاب هذا اللحاف في احشائها لانه اكبر واثقل من حمولتها المصرح بها!
واذكر تماما انني حملقت في الغسالة في ذهول وهلع.. لم اصدق انني اشتريتها وهي لا تناسب احتياجاتي.. وان علي الصبر عشر سنوات اخرى (المدة المصرح بها للتجديد ) لشراء غسالة جديدة تناسب احتياجاتي !
لونها الفضي (الذي سحرني سابقا) تحول في عيني الى لون الصدأ.. وازرارها المتطورة تحولت الى خربشة تكنولوجية وهرعت الى بروشور الغسالة الاخرى (الماركة التي اكرهها) واذكر تماما اني لطمت صدري وانا اصيح بأعلى صوتي في ندم شديد: يا الهي.. هذه هي كل المميزات التي أحلم بها.. كيف اشتريت الغسالة الاخرى.. كيف؟؟؟؟؟؟؟
الحمد لله انني استطعت استدراك الكارثة وطلبت من الشركة اعادة الغسالة لانها لا تناسبني (وفقا لحقوق الزبون )، وقمت على الفور بشراء الغسالة الاخرى التي احتاجها فعلا.. وها هي تقوم بمهامها على اكمل وجه حتى اليوم (اسمعك تغمغمين الان: الا ليت الزواج والطلاق يمشيان ايضا وفقا لحقوق الزبون )
الشاهد من قصة الغسالة.. هو ان الكثير من الامور والحقائق تكون امام اعيننا مباشرة.. في متناول ايدينا تماما.. ولكننا لا نملك الا ان “نطنشها” بكامل ارادتنا و”غياب وعينا” في نفس الوقت.. لاننا نجري خلف عواطفنا ونسمح لها بأن تأخذ القرارات الخاطئة نيابة عنا، وعندما تقع الفأس بالرأس كما يقولون، تتبخر هذه العواطف تماما، ولا يبقى على ارض الواقع الا الحسرة والندامة حول ما كنا “نحتاجه” حقا وليس ما “نحبه”!
وهذا هو تفسير لقوله تعالى:
((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) [البقرة: 216]
فعاطفتي الحب والكره.. خلقهما الله عز وجل فينا بطريقة مطاطية.. بحيث اننا نحب اليوم ما كنا نكرهه بالامس، ونكره غدا ما كنا نحبه اليوم، وننجر خلف عواطفنا ما بين حب وكره، وتتقاذفنا الافكار وتتطاير القرارات تبعا لتلك العواطف المتناقضة.
فجاء العلاج في الاية الربانية: بأن كره الشيء لا يعني بالضرورة انه شر محض، ولعل يكون فيه الخير الكثير ونحن لا ندري!! ونفس الشيء حب الشيء، لا يعني انه خير محض، ولعل فيه الشر كله من حيث لا ندري!!
ولو افترضنا ان الزوج الجيد الذي تتركينه (تكرهينه) قد جعل الله تعالى فيه الخير كله، والشخص الذي تريدين الزواج منه (تحبينه) قد جعل فيه الشر كله، فلك ان تتصوري حجم خسارتك العاطفية.. والدنيوية!
اذن مرة اخرى اكرر.. في حال خيارك للطلاق.. ضعي في ذهنك هذه القاعدة: “لااااا تدخلي معركة تعلمين مسبقا انها خاااااسرة“.
طيب.. وفي حال قرارك البقاء واستمرار الزواج..
كيف تقلبين الامور لصالحك؟ كيف تستمرين في حياة طبيعية .. بل وسعيدة؟
الامر ببساطة في ٤ خطوات:
١. الوقاية خير من العلاج:
عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله : “إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها” – إلا أخلف الله له خيرا منها . قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم إني قلتها . فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . [صحيح مسلم]
أول خطوة تقومين بها، وربما عند عدم تحقق زواجك من الشخص الذي لا تحبينه (لاي ظرف كان) هي ان تقولي هذا الدعاء: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها“. وقد ذكرت تأثيره وكيف انه يمكن ان يقلب حياتك 180 درجة في تدوينة تحت عنوان قصص 180 درجة.
ان قلتِ هذا الدعاء بصدق ويقين، تأكدي مليون في المائة، بأن الله سبحانه وتعالى سيجعل زوجك القادم خيرا من حبيبك السابق، وحتى لو قلتِ هذا الدعاء الان، بعد ان وقع الابتلاء، وبعد ان مرت السنوات… فباذن الله لن يضيعك!
وتعلمي الدرس من ام المؤمنين ام سلمة (رضي الله عنها) عندما عوضها الله خيرا من زوجها وحبيبها وريحانة حياتها (ابي سلمة) بخير البشر على وجه البسيطة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
يا غالية قصة ام سلمة هي درس لي ولك.. درس لكل امرأة وقعت في الحب.. بان الله قادر.. الله عز وجل قاااادر ان يعوضك خيرا من هذا الحب.. حتى لو تظنين انه من المستحيل.. حتى لو تظنين انه انتهى كل الرجال في هذا العالم ما عدا حبيبك.. فسيخلق الله لك عز وجل من حيث لا تعلمين ولا تدرين ما يعوضك به خيرا من هذا الحبيب.. ويؤجرك في مصيبتك.. شئتِ ام ابيتِ
وارضي بما قسمه الله لك.. وقولي بصدق كل صباح ومساء: رضيت بالله ربا.. وبالاسلام دينا.. وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا..
لان التسليم لامر الله، والرضا بما قسمه الله، واليقين بتعويض الله هي من درجات الايمان واولى خطواتك نحو السعادة في الدنيا والاخرة
واسمعي قوله تعالى: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)) [النساء:19]
الاية هنا تتحدث عن المشاعر السلبية التي قد تراود زوجك (او تروادك) تجاه الطرف الاخر
تحدد الاية: حالة كراهية للطرف الاخر في عش الزوجية ..
وعلاجها المعاشرة بالمعروف (والسكن للزوج) بكل ما تحمله الكلمة من معنى
والنتيجة ان الله سبحانه وتعالى سيجعل في هذا الزواج وفي الطرف الاخر الخير.. ليس خيرا واحدا بل خيرا كثيرا… واستخدام لفظ “سيجعل” يدل انه لم يكن خيرا من قبل وانه اي الخير الكثير قد جاء نتيجة العشرة بالمعروف والصبر وعدم الطلاق والفراق..
فهو وعد من الله.. ضمان رباني.. Garanti زوجي …. لك.. بأن يجعل في زواجك الخير.. ان امسكتِ عليكِ زوجك وعاشرته بالمعروف مع الكراهية…
وهو ما ينقلنا للخطوة التالية وهي:
٢. سياسة تصفير المشاعر
عانت تركيا سنوات طويلة من العداوات والتحرشات في علاقاتها مع جيرانها حتى انها وصلت شفير الحرب مع سوريا مثلا ، ومنذ ان تولى حزب العدالة والتنمية الاسلامي سدة الحكم انتهج سياسة “تصفير المشاكل” مع دول الجوار، وهي تعني باختصار: انهاء العداوات والمشاكل مع دول الجوار الى مستوى الصفر، ثم فتح صفحة جديدة ورفع مستوى العلاقات وتطويرها شيئا فشيئا من جديد، وطبعا انقلب حال تركيا خلال سنوات قليلة، وانشأت مع جاراتها علاقات متميزة كانت في عداد المستحيلات قبل عدة عقود!
وهذا المفهوم ينطبق تماما على هذه المشكلة بالذات: سياسة تصفير المشاعر. فأنا اطلب منك ان تنزلي بمستوى مشاعرك مع زوجك من حالة الكره (ان وجد) الى حالة اللاحب.. يعني باختصار لا تحبيه ولا تكرهيه. اجعلي مشاعرك صفرا وكوني محايدة، واسعي لترميم مشاعرك مع زوجك مرة اخرى من هذه النقطة فقط.
كيف ترممين مشاعرك؟ هذا ينقلنا الى الخطوة التالية وهي:
٣. اعرفي قيمة اللحظة الان
عندما شاركتُ لاول مرة كمشرفة في معسكر “أنا المسؤول” للاطفال الذي اقيم في تركيا عام 2008، كنت متشوقة جدا للتجربة، وكانت لي مخططات واحلام وتطلعات كثيرة، وعندما وصلنا الى الميدان اصبت بصدمة كبيرة فقد كانت الحياة بدائية جدا وسط الغابة (وهو كان من احد اهداف المعسكر اصلا). كنت على علم بكل المراحل مسبقا، لكن العلم شيء.. والواقع شيء اخر.. وخوض التجربة امر مختلف تماما
كانت الحياة تناقض تماما رفاهية المدينة وبيتي واريكتي وحاسوبي الشخصي
الغبار.. الخيام البدائية.. اعداد الطعام.. تحمل مسؤولية الاولاد المشاركين.. التنقلات.. تطبيق الفعاليات.. الالتزام.. المناوبات الليلية.. ادارة المشكلات واعطاء القرارات. كان الامر كابوسا لا ينتهي، اتشوق في كل لحظة الى العودة الى بيتي وسريري! كان الامر في حينه بشعا.. مرهقا.. متعبااااااا…يستنزف كل جهدي وطاقتي الى حد الاعياء.
ولكن…
بعد العودة.. والنقاهة.. شاهدت اخيرا الفيديو الخاص بالمعسكر ، وذرفت عيناي دموع الذهول والسعادة لاول مرة
شعرت بالذهول من حجم الانجاز والمحطات والفعاليات التي قمنا بها، الغوص.. السباق المدهش.. ركوب النهر.. الاعمال اليدوية.. الطبيعة الخلابة.. رحلات اسطنبول والتلفريك.. المسابقات والمحاكم والحفلات الليلية.. النقاشات.. الضحك.. المناوشات…..
كل البشاعة والتعب والارهاق تبخروا في لحظات، وحل محلهم سعادة هااائلة وشعورا رائعا بالانجاز والفخر. ولو سألتني مباشرة بعد عودتي من المعسكر هل كنت لاعيد التجربة لقلت لك على الفور: لا وكلا وابدا ولكن بعد رؤيتي واستعادتي لشريط الاحداث كانت اجابتي: بالتأكيد سأفعل
هل ينطبق هذا على حياتك الزوجية؟
هل ينطبق هذا على الحياة الزوجية لكل واحدة منا (سواء بهذه المشكلة او بدونها؟)
بالتأكيد. فأنا وانتِ في غمار اللحظة مع الزوج والاولاد ومشاغل البيت لا نشعر الا بالاعياء والتعب، نتقلب بين احباط واكتئاب وهرولة وكفاح الخ الخ من قاموس النكد اياه.
ولكن.. ما ان تصلي الى محطة متقدمة من حياتك (بعد عمر طويل ان شاء الله ).. وتنظرين الى الوراء لتستعيدي شريط الذكريات.. ستشعرين بالندم لكل لحظة، وكل ثانية، وكل يوم مر من حياتك الزوجية وانتِ لم تعرفي قيمته او لم تستغليه جيدا او لم تتذوقيه بحلوه ومُره حتى الثمالة!
هل يتطلب الامر ان تصلي الى مرحلة الشيخوخة اذن؟
ابدا…
كل ما عليك هو ان تعرفي قيمة اللحظة الان.. قيمة زوجك.. ابنائك.. العالم الذي تصنعينه بيديك الان.. قدري ذلك كله، وان تطلب الامر دونيه في دفتر يومياتك.. اليوم ضحكت مع زوجي بسبب كذا.. اليوم قال ابني كذا… اليوم استطاعت ابنتي فعل كذا. اجمعي هذه الاحداث والفعاليات والذكريات الجميلة وسجليها بالفيديو أو في دفتر خاص (سأتحدث عن ذلك في تدوينة قادمة).. وكلما اشتغل موال النكد.. وتقهقرت مشاعرك الى النفور والاحباط واليأس.. شديها مرة اخرى الى الاعلى بتصفح “شريط الذكريات” الخاص بحياتك الزوجية والاسرية.. وستشعرين بالسعادة والانجاز يقلبان كيانك وحياتك معا
٤. اعكسي الادوار وتعلمي الوسطية:
لو انقلبت الادوار، وتزوجتِ من الشخص الذي تحبينه ، ثم جاءك يوما ليقول: اعذريني.. اعرف كم تحبينني وتضحين لاجلي كل يوم.. ولكني احب امرأة اخرى غيرك وانوي تركك لاجلها..!
ها.. ما هو شعورك؟؟؟؟
………….. (يا لهوي.. دانا اغتاله.. اقطعه ميت حتة واحطو في اكياس نايلون و……..)
فاعلمي تماما انه هذا ما تفعلينه بالضبط مع زوجك الحالي
وهو ما تحدثتُ عنه في تدوينة “الطلاق.. القنبلة الموقوتة“.. بأن تتوسطي في كل امورك واولها مشاعرك، والا تقارنيه في داخلك مع حبيبك السابق، وبالتالي الا ترفعي سقف توقعاتك كثيرا مع زوجك ، فزوجك الحالي قد ضحى كثيرا لاجل سعادة اسرته، لاجل سعادة ابنائه. ولاجل سعادتك انتِ.. فهو ليس في ميدان سباق او منافسة مع حب شخص لا يوجد الا في عقلك!
واخيرا… همسة لكل الامهات والاباء:
• علموا بناتكن تحمل المسؤولية منذ الصغر، علموهن النضوج والاستقلال العاطفي.
• احتووا مشاعر بناتكن ، اغدقوا عليهن بمشاعر الحب والحنان والعاطفة حتى الاشباع (وبالاخص من ناحية الاباء)، حتى لا يغدقن مشاعرهن بسهولة على اول طارق، ولا يستجدينها او يبحثن عنها في الخارج.
• لا تسمحوا ابدا بأن تتجاوز الرؤية الشرعية وفترة الخطوبة بأكثر من مفهومها والغرض المطلوب منها، حتى لا تتحطم مشاعر ابنتكن وتعاني الامرّين في حال حدوث فسخ او انفصال لا سمح الله.
ردينة...
كنت يالسه اسال ربيعتي عن مكان القاعه الي فيها محاضرتي ...ماخذه ماده اختياريه من كليه التجارة تغير شويه عن الطب....وبما اني ما ادري عن الاماكن الا اماكن محاضراتي...وحنا نتريى وقت المحاضرة...سمعنا صراخ وتصفيق ...والبنات يناقزن ويسبلن بعيوونهن...والعثرة شو صارلهن فجاه...وسمعت صراخ باسم جاس ....شو جاس ها بعد...لفيت راسي صوب نظراتهن...يمكن استخف شرواهن...الحمد لله والشكر كل ها الخبال على ها الريال ...محد صاحي هما...وياليته يرى بالعين المجرده...السلاسل بكل مكان...والبنطلون ممزق من كل مكان...والشعر جل...شو ها المنكر...لفيت راسي صوب ربيعتي يمكن تفهمني شو السالفه...بس الاخت خبر خير...مع الخيل يا شقرا....
ردينة: يا ذا العلم ..حشمي يا امي...عيب جى تبققين بالريال ...لا يطيحوا عيونج بس
سما:يا ربي عليج يا ردينة...ما تجوفين جماله...ها معذب قلوب العذارى
ردينة:الله ومعذب قلوب العذارى ...كثري منها ...بالله ها مب صاحي ..وبعدين ويش لج بالاجانب...اصلا ويش لج بالريايل حنا ياين اهني عسب ندرس ونرد بلادنا بشهايدنا
سما:يا امي الدنيا نظر عين...
ردينة:حلفي انتي بس....ترى الاولى لك والثانية عليك
سما:اقول سرينا يا ام نصايح...جان ما انعجبتي بجاس...فما منج امل
عطيتها نظرة الا مبالاة...قصوري بس انعجب بذا الجاس...سرينا صوب القاعة...الا ونجوف الاخ ويانا بنفس المحاضرة...والبنات ملتمات عليه...الي ميوده يده والي شويه وتبوسه...والعثرة...جيل قليل ادب...يلسنا انا وسما ينب بعض...وباجي البنات يالسات يم الاخ....والهيرو الفرحة مب سايعتنه ...تقولي حكم الدنيا ...يانا الدكتور ...بس موليه ما ارتحت من نظراته صوبي ..لاني الوحيدة الي لابسه شيلة والباجي خبر خير...حتى سما ما تلبس شيلة ...بايعتنها الاخت ....وبين جملة وجملة يعق نغزات على العرب والمسلمين...وباجي الكلاس على الخط وياه...لا ويكملوا عليه ...وهات يا ضحك على العرب ...لدرجة انه الاخ جاس قام بطريقة مسرحية يقلد العرب ...صراحة فار دمي ...وكنت خلاص على وشك اني يا ارد عليهم يا اني اترك القاعة...بس سما ميوده يدي وتقولي اهدي طنشيهم سفهيهم...ولا جنهم موجودين...والعثرة انا ماخذه هاي المادة عسب اغير شويه من كليتنا...ابرك لي بكليتي بدل حرق الاعصاب اهني...ظهرت من المحاضرة وانا ما اجوف دربي من العصبية...والاخت سما ولا على بالها ...
ردينة:شكله عادي عندج الي صار اللحينة
سما:وشو بيدي ...خلهم يقولوا الي يبونهم حد مسويلهم سالفة
ردينة:يا برود اعصابج يا اختي ...ما عندج انتي انتماء لعروبتج
سما:طبعا عندي...بس ترى المثل يقول ..القافلة تمضي والكلاب تبنح...يعني سفهيهم..يختي حنا عندنا هدف اهني نخلصه ونرد بلادنا ...خليهم يقولون الي يبون
ردينة: لا ما اقدر اسفهم...ما عندي برود اعصابج...بس خليني اجوفه يزودها لاشتكيله بالادارة
سما:اي هين..بيسولج سالفه الادارة ..امي ها يسمونه حرية الراي
ردينه:حرية راي يمارسها بحدود ما يجاوز حده
سما:اقول طبيها من سيرة...الا شو رايج بجاس
ردينة:راي انه ريال مب صاحي ...ويباله ترميم بالاخلاق
سما:ههههه..يا كبرها ترميم مرة وحدة
ردينة:وانا الصاجة...ها يباله مدرسة داخليه...يعيدون تاهيله...مب صاحي من ساسه لاخمص قدمه...الا بسالج ما كان في صليب اكبر يلبسه...ظنتي اكبر من صليب البابا نفسه
سما:امم شو رايج تستعدي للقنبلة الي بقولها اللحينه....يله حطي ايدج على حلجج عسب بس ما تفضحينا بصراخج
ردينه :عن المنكر ...شو وراج
سما:ترى جاس عربي ومسلم
مياسة...
يا ربي ميته رعب...اول مرة اتاخر جي بالجامعة...ما انتبهت للوقت وانا اكتب التقرير...المشكلة باجر ويكند وهذوله محد يامنهم بالليل....يعني ينسوا نفسهم مع المكنر الي يشربوه....عافانا الله منهم ....ما صدقت اني وصلت البيت ...على طول فريت شيلتي ...لانه عيوزي سايره حفلة...عاد ما منكر عيايز...ويش لكم بالسهر ...حدرت المطبخ وانا حدي ميته يوع....اول ما بطلت باب المطبخ جفت ظل ريال....شهقت بصوت عالي...حرامي....يت اركض وانا ابى اخبي شعري ...يا رب سترك...بس هو يود معصمي...يلست اصرخ بصوت عالي...
مياسه:الله ياخذك ...شو تبى فيني...اسرق الي تبى بس سير عني
الريال:شو تبين تسرقين من ها البيت...
مياسه: ودرني بيبلك كل فلوسي ...بس ودرني ....
ومن كثر صراخي ...سكر فمي بيده...بس انا عضيته بقوة لدرجة انه تالم...وسرت ركض للصالة...وما صدقت يوم جفت شيلتي...يلست البسها وانا اركض صوب الباب...وقبل ما ايود المقبض ...تبطل الباب وظهرت عيوزي منه...من الصدمة يلست احضنها واقول الحمد لله يتوا بالوقت المناسب
مياسة:في حرامي في البيت...هو بالمطبخ
وقبل ما اكمل جملتي ظهر الحرامي ...فتحت حلجي يوم جفت عيوزي تحضنه هي وشيبتها ....وين تبون انتوا انا اقولكم حرامي وانتوا بالاحضان
العيوز:جو ليش ما قلتنا انك ياي كنا بنستقبلك بالمطار
جو:ما كنت ابى اتعبكم....منو هذه الحرامية
رديت عليه بالعربي :محد حرامي غيرك ...ما تستحي تدش بيوت الاوادم من غير احم ولا دستور
جو:شو تقول هاي ...ممكن تكلميني بالانجليزي
مياسة:ومنو انت عسب ارد عليك...سيدة ماري...ظنتي باتفاقنا مذكور انك تسكين وي ريلج...فمنو هذا
السيدة ماري:انت اهدي بالاول وعقب بفهمج...ها حفيدي الوحيد من ابنتي الوحيده....وكان مسافر واللحينه رد
مياسة: وين بيسكن
جو:اسكن بالمكان الى اباه ...انتي منو عسب تدخلين بكل شي
مياسة:لا لي دخل ونص...انا ادفع مقابل سكني اهني
جو:خذي فلوسج وما اباج تسكنين ويا هلي
السيدة ماري: مياسة هو ما راح يسكن ويانا ...جو حبيبي وينها ربيعتك
جو:ما عندي ربيعه...ورجاءا لا حد ييب لي سالفة جنس حواء انا اكرهم حد الموت
قلت بداخلي...الله وبنات حواء بيذبحون عمرهم علشانك....وايد ماخذ بعمره مقلب...مشكلة الغرور ...سفهته ووجهت كلامي للعيوز
مياسة:سيدة ماري ...بسير ارقد....واظن حنا على اتفاقنا...ما ابى انش واحصل ريايل بالبيت
جو:وايد تحلمين
السيدة ماري:سيري رقدي ...واحنا على اتفاقنا....
تركتهم وهم عاد كملوا سوالفهم .....نشيت الصبح متاخر ...وانا شبعانه رقاد ...يا سلام يا حلاة الرقاد...يمد الواحد بالصحة والعافية...بلا جامعة بلا وجع قلب...ويش لي بالماستر وسنينه....كنت مرتاحه ببلادي ووسط اهلي...ييت للشقى بنفسي...يله كله يهون ..فدى الشهادة....وصلت للمطبخ وانا اتحلطم على الدراسة...بس ابتسامتي اختفت ومزاجي تعكر...ها شو يسوي اهني
مياسة:يا ليل الشقا بس...انت شو تسوي اهني ...بسير اكلم السيدة ماري ...انا مب مضطره استحمل وجود شخص غريب...
كنت على وشك اني اظهر من المطبخ...لولا صرخته الي وقفتني
جو:سمعي ...تراج وايد ماخذه بعمرج مقلب...ترى اقدر بكلمة اطردج من ها البيت ...لولا احترامي لليدتي جان من زمان طاردنج...
طاعوا هذا انتوا بس...محسب عمره بوس اهني...رديت عليه بالعربي
مياسة:قصورك بس...وانا بنت ابوي بس حاول انك تطردني...
مياسة: انت اصلا ما تقدر تطردني انا عندي عقد ...وبمنتهى البساطه بشتكيك للشرطة والسفارة...
جو:انا ما راح ارد عليج...لاني مب طايق اجوف ويهج...وبالزور ميود عمري ...كل ما تجوفيني لا تظهري من حجرتج....ولا تكلميني...ما ابى اسمع حس امراة بالدنيا
رديت عليه وانا اتكلم بالعربي
مياسة:سير ولي لاه....وايد مصدق عمرك...كل تبن جان تقدر
مياسة:اقول تراك ماخذ مقلب بعمرك...جان انت معقد وعندك مشاكل مع جنس حواء...فيا مكثر الاطباء النفسيين ....وانا بظهر من حجرتي متى ما ابى...بكيفي بمزاجي...داشه بلفوسي...
وقلته بالعربي
مياسة:وجان ما عايبنك...اضرب راسك باليدار ...وفوقه كل تبن
|