كاتب الموضوع :
S E C R E T
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
"الشياطين مخلوقات شريرة،بل أشر الكائنات التي عاشت
لقد إنقرضت منذ زمن على حد علمي، ولكن لم تسأل بني؟"
تنهد جوناثان بملل وهو يقلب المرق الدسم الشهي في القدر
بينما رائحته الزكية تنبعث منتشرةً في الأرجاء
ليجيب جده بصوت مسموع رغم أنه كان جالسا على الطاولة
في مقربةٍ منه
_لا أدري مجرد سؤال فحسب،لاتشغل بالك.
_لاأظن ذلك ، أعرفك جيدا ياحفيديَ العزيز
فأسئلتك دائما ورائها قصة ما
ردد الجد بخبث محاولا قدر الإمكان سلب الحقائق
من جون ففضوله لايكاد ينتهي حول سبب سؤال جون له
_الطعام جاهز
هتف جون بإنزعاج متهربا من جده وحشريته المزعجة
لقد ندم لأنه طرح ذلك السؤال عليه
وضع القدر فوق الطاولة بهدوء
وتصاعدت الأبخرة منه حاملة أشهى الروائح
إبتسم الجد بوهن وهو يراقب جوناثان
الذي يسكب الحساء في صحنه ليقول
_معك حق فطعامك الشهي ،يجعلني أنسى ماكنت أقوله
قبل ثوانٍ هه
زفر جون بإنزعاجٍ ليرد محاولا عليه محاولا
قدر الإمكان كبت غضبه
_سيبرد الطعام
...
أسدلت شعرها الذهبي المموج بنعومة على
كتفيها ، بينما عيونها مرتخية من التعب
فقد إعتادت النوم حتى ساعات النهآر الأولى وعدم الإستيقاظ مبكرا
فردت ذراعيها لتقول متثائبة
_أيجب علي الذهاب ؟ آآه سحقًآ كم أكره المدرسة
ثم فتحت آلبآب الخارجي لتهم بالذهاب غير أن والدها
إستوقفها وهو ينادي عليها
إلتفتت وعلامات الضجر بادية عليها
لترد عليه بنبرة مللٍ
_مــآذا تريد ، أبي
رددت الكلمة الأخيرة بإمتعاض شديد
لم يرد عليها دينيس بل مبآشرةً إقترب منهآ وشرع
يعدل يآقة قميصهآ آلزهري آلآنثوي
محآولآ قدر الإمكآن آن يكون الأب المثآلي
ولئلآ تشك رينآ فيمآ يفعله في ذلك القبو
رغم أنه يدرك فعلا أن ردة فعله متأخرة جدآ ، وأن
الشك ينخر عقلهآ كالسوس وبالأخص هنري .. !
تلك الأفكار قادته إلى عآلم آخر متنآسيآ رينآ
آلتي أيقظته بصوتها العالي والمزعج
وهي تنظر إلى ياقة قميصها المخربة وكأن طفلآ في الثالثة
من عمره قد عدلها وليس أبًا تجآوز عتبة الأربعين
أبعدت يده بعنفٍ لتنظر إليه وعيناها تقدحان شررًا وغضبًا
_يآلك من أب ، أنظر ماذا صنعت ، لقد زدت الطين بلةً
وعلى غير عآدته ، لم يقطب حآجبيه بصرآمة
كمآ كآن يفعل بل قآل وإبتسآمة سذاجة رسمت على شفتيه
_كما تعلمين عزيزتي ، فأنا لست جيدآ في هذه الأمــو..
قاطعته رينآ وهي تصيح بغضب
_إذن رجاءً لآتحآول !
ثم صفعت الباب بقسوة في وجهه دون أدنى إحترام
تنهد دينيس بإستسلام ، هذه الفتاة تحتاج إلى عقاب
قآسٍ كي تتأدب قليلا !
...
أطلقت لشعرها الأسود الفحمي العنان لينساب بهدوء حتى
مؤخرة عنقها ، قربت ذلك السائل
الساخن الداكن من شفتيها الورديتين لترتشف القليل من القهوة
بهدوء ،بينما والدتها تبتسم ولاتنفك أن ترفع ناظريها عن لارا
وعيونها تتحرك مجيئة وذهابا مع كل حركة تقوم بها لارا
، لاحظت هذه الأخيرة نظرات أمها المريبة
وضعت الفنجان بهدوء على الطاولة لتقول موجهة بصرها
ناحية أمها
_هل هناك خطب ما ، أمي؟
حولت الأم نظراتها ناحية فنجانها تراقب أبخرته
المتصاعدة وإبتسامتها لاتزال على شفتيها
_ لاشي !
إبتسمت لارا لها بخفة وهي تحمل حقيبتها
_حسنًا إذن كما تشائين ، وداعا
عقدت الأم حاجبيها في ضيق لتعترض سبيل لارا في الخروج
_أي نوعٍ من الفتيات أنت؟ لست فضوليةً أبدا
أرجعت لارا بعضا من خصل شعرها السوداء خلف أذنها،
رطبت شفتيها لتجيبها ببرود
_ظننت أن الفضول صفة سيئة، أليس كذلك؟
تنهدت والدتها تنهيدة إستسلام لتشير لها بالخروج
_تأخرتي عن المدرسة
مشت لارا بضع خطوات لتصل الى الباب ،فتحت قفله
ثم استدارت مودعة امها
كانت الشمس مشرقة ذلك اليوم والجو صحو ومعتدل
بعد أن خلع رداء الحزن الذي كان يرتديه
مشت لارا ببطئ لتتمتع بكل منظرٍ تصادفه حتى وإن كانت
نفسيتها عكس ذلك تماما
لم تكن قد إبتعدت عن البيت كثيرا ، فهي لاتزال تستطيع رؤيته بوضوح
إن إلتفتت
مشت مطأطأةَ الرأس ، مطلقة العنان لأفكار لامتناهية تجتاح
رأسها كالجيش الغازي، حتى إصطدمت بلك الشاب
رفعت رأسها لتعتذر للشخص غير أنها فوجئت بمات وهو يبتسم
لها قائلا
_لاداعي للإعتذار ، بل أنا من يتوجب عليه الإعتذار
ثم غمزها بعينه وأضاف بنبرته المرحة المعتادة
_لأني إصطدمت بكِ عمدًا
إبتسمت لارا بعفوية لتسأله
_ولمَ؟
رد عليها مات وتلك الإبتسامة الساحرة لاتزال على محياه
_لكي تتطني لمن حولكِ ، يافتاة دائما ماتنزلين رأسك
غير واعية بما يجري حولك
ثم أضاف ساخرا وهو يكمل المسير
_أتسائل كيف تعرفين الذهاب والعودة بمفردكِ
إبتسمت لارا بإشراق ولم تعرف بماذا ترد عليه
عدآ تغيير مجرى الحديث
_منزلك بعيدا عن هنا ، أكنت تنتظرني طيلة الوقت؟
هز مات رأسه مجيبا بنعم
عندها عبست لارا لتلومه بقولها
_ولمَ لمْ تدخل المنزل؟
مد مات لسانه بعفوية ليقول
_أحب إستنشاق هواء الصباح المنعش
ثم إنني خجول قليلا هه
إبتسمت لارا مجددا لترد بهدوء
_حسنا ، سامحتك هذه المرة ولكــن..
بتر جملتها مات عندما رد عليها ممازحًا
_حسنا أمي ،أعرف أعرف سآتي
آلمرة آلقآدمة كي لآأصاب بآلرشآح فآلبرد شديد خآرجآ
ضحكت لارا بخفة من إجابته لترد
_جيد !
أكمل مات كلامه بنبرة كأنه نسي شيئا بالغ الأهمية
بعدما أخرج من جيب سرواله شريطة زرقاء براقة
زينت بفراشة كرستالية على حافتها
حدقت لارا فيه بإستغراب وهو يقترب منها
لينحني حتى يصل مستواها
أبعد بعضا من خصل شعرها التي كانت تغطي
جزءا من وجهها لي ، ليربط الشريطة من خلف عنقها بإحكام
إعتدل وقال بإبتسامة رضى ظهرت عليه
_الآن آنت آجمل بكثير
لمست لارا الشريطة بإستغراب
لتردد
_أهذه لي؟
هز مات رأسه رأسه آيجآبآ
تذكرت لارا جملة مات الأخيرة "آلآن آنت آجمل بكثير"
لتدعي الغضب وتقول معاتبة
_هل هذا يعني أني لست جميلة ، إلا عندما أرتدي هذه الشريطة
نفى مات قولها بإجابته السريعة
_كلا ولكن هذه الشريطة أبرزت جمالك
ثم أضاف بهدوء
_لارا !
ظهرت ملامح الحزن عليه وإحمرت مقلتاه بشكل مفاجئ
ليتمتم بهمس
_تشبه ليلي لحدٍ كبير
صمتت لارا بينما لم تزح عيناها عن مات الذي إنقلب حزينا فجأة
لتردد بصمت
_مــآت...
...
_آه آللعنة كره شيئا إسمه مدرسة
صاحت رينا بصوت عالي مزعجٍ
وهي تجر ساقيها جرآ في الطريق الخالي بينما هنري يبتعد عنها
بعدة أقدآم ، ليجيبها ساخرا دون أن يكلف نفسه عناء
الإلتفات إليها حتى
_هه ولمَ أنت هنا إذن؟
مطت رينا شفتيها بإنزعاج لتقول بصوت وصل مسامع
هنري
_وكأنني مخيرة ، يآلك من مستـ...
توقفت رينا عند كلمتها تلك لأنها تدرك مصيرها
جيدا لو أنها أهانت هنري بكلمة واحدة
مرت أجواء من الصمت الثقيل كان فيها سيد المكان
حاولت رينا قطعه بسؤالها
_ألم نصل بعد ؟؟ إنني لاأكاد أتذكر الطريق سحقا !
_لم يبقى الكثير
أجابها هنري بهدوءه المعتاد
تمتمت رينا من بين أسنانها وهي تتأجج غضبا في داخلها
_كم أتمنى محوه من على وجه الأرض
...
تمالكت نفسها أخيرا لتسأله بقلق وهي تنظر ناحيته
وقد بدت ملامح الحزن عليه واضحة كوضوح الشمس في النهار
سرعان ماأزالها بإبتسامته المرحة المصطنعة عندما
لاحظ قلق لارا عليه ، أجابها مفندا كل تلك الأفكار
التي إلتمسها منها بمجرد النظر في عينيها
_لا بأس ، لقد كنت شاردا فحسب
لم يستطع بكلماته هاته دحر قلق لارا عليه
بل قد زادها إضطرابا وهما فوق الذي تعانيه الآن
رددت هذه الآخيرة كلمات حاولت من خلالها إيهام
مات بأنها قد صدقته
_آه حسنا ، لابأس
ثم رفعت رأسها لتقع عينيها على ذلك الشاب مجددا !
إنه يبث الرعب بمجرد النظر إليه ، أهذا ماتحس به هي فقط
إحتدت عيناها لتتحقق من أن عيناها لاتكذبانها
ومن تلك الفتاة التي تمشي خلفه؟
لاحظ مات إنشغال لارا التام في التحديق بشي ما
رفع رأسه
_سحقا !!
ذلك الشاب أهو شيطان ؟؟ بدأت تلك الرائحة تتسلل
إلى أنفه شيئا فشيئا نفس الرائحة السابقة ولكنها أقوى
هذه المرة فقد كانت آخر مرة ضعيفة نسبيا
هل السبب الفتاة التي معه ؟؟ أهي شيطانة
نفض تلك الهواجس من رأسه
_الشياطين إنقرضت ولم يعد لها وجود !!
ثم خاطب لارا بلطفٍ
بعد لاحظ رينا وهي تتبادل النظرات معهما
_لارا ،مارأيك أن نغير الطريق؟
هزت هذه الأخيرة رأسها بلهفة لتقول
_نعم ، نعم
إنعطفا حول أحد الأزقة ليبتعدا عن هنري ورينا
التي كانت تراقبهما بتعجب ، دفعها فضولها إلى سؤال هنري
_هل لمحت ذلك الشخصين ؟؟
_أي شخصين ؟؟
ردد هنري
_شاب وفتاة ، بمجرد أن رأتنا هذه الأخيرة
حتى إستحالت ملامحها إلى ملامح فزع شديد
ثم أضافت بنبرة ريبٍ
_بينما الشاب كان يحدق بشك فينا
لم يهتم هنري أجابها بكل برود
_وإن يكن، من يهتم !
تنهدت رينا بيأس لتقول
_آه ، ميؤوس منه
...
_وأخيرا أصبحنا لوحدنا
زفر إيفان بإنزعاج واضح ليرد على والده
_ماذا تريد ، خلصني لدي محاضرة مهمة !!
سحب والده كرسيا ليجلس قبالة إيفان الذي وضع رأسه
على الطاولة مخبئا إياه بذراعيه
_منذ متى وأنت تدرس؟؟ ألم تقل أنك توقفت عن الذهاب
إلى الجامعة،لتتفرغ لعملك هه
ردد الأب كلمته الأخيرة في سخرية
رفع إيفان رأسه أخيرا ليقهقه بسخرية هو الآخر
ويقول
_لقد تقاعدت ، وقررت الذهاب إلى الجامعة اليوم
أهناك مانع؟؟
حك دينيس لحيته الحليقة منذ يومين
ليجيب إيفان
_في الواقع هناك مانع ، لاأزال بحاجتك
بتر إيفان كلامه قائلا
_كنت أمزح بخصوص التقاعد لاتشغل بالك
ثم قام من مكانه ليطل على النافذة مردفا
_وآلآن آين كنا؟؟
إستدار ناحية والده ليردد بمكر لمع من عينيه البراقتين
_آه تذكرت ، كنت تريد إطلاعي على شيئ مهم يخص
ذذلك المرض اللعين صحيح ؟؟
إستحالت ملامح الوالد إلى جدية بالغة ، قطب حاجبيه
ليأمر إيفان بإتباعه
_هناك الكثير لأريه إياه
صفر إيفان بإعجاب ليردد بخبث
_جمــيل !
...
أفواج متفرقة من الطلاب كان ملتقاها بوابة المدرسة
الضخمة يدخلون إليها كأسراب الطيور التي تعود إلى عشها
وقت الغروب . وقف هنري أمام البوابة ليخاطب رينا
بصوت صارم كأنها جندي تحت إمرته
_إياك والحركات السخيفة ، وبالأخص الإختلاط
مفهــــــوم؟؟
_مفهوم
أجابته رينا بملل وهي تراقب الطالبات اللواتي
لم يرف لهن جفنٌ وهن يحدق بهنري الوسيم
والذي بمجرد أن غادر حتى إنهلن على رينا كالغربان
التي تحوم حول الجيفة وهن يحاولن معرفة كل شاردة
وواردة عنه ، وهن لايعرفن حتى إن كانت رينا أخته أم حبيبته
أم .. أبعدتهم رينا في إشمئزاز بعد أن إختلقت رقما من رأسها
مدعية أنه رقم هنري الخاص فقط للتخلص منهن
كانت تتسائل في قرارة نفسها عن سر شعبية هنري
فهو يعتبر بالنسبة لها أسوء شخص عرفته على الإطلاق
وغير بعيد عن المدرسة كان مات ولارا يتمشيان بهدوء
غير مدركين أن المدرسة ستغلق أبوابها بعد لحظات من آلآن
سأل مات لارا بفضول
_أخبريني ، أتعرفين شيئا عن ذلك الشاب الذي مررنا
به قبل دقائق
إكتسحت لارا قشعريرة فذلك الفتى يرعبها حقا
لتجيب مات
_لاأعرفه حقا ، ولكن نظراته حقا ترعبني
توردت وجنتاها خشية أن يسخر مات منها
لكنه باغتها بإبتسامته الساحرة الواثقة
مرددا
_أنا دائما معكِ
إستغربت لارا إجابته تلك لكنها أحنت رأسها
في خجل لتقول بخفوت
_شكرا ، مــآت
...
|