كاتب الموضوع :
S E C R E T
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
تلبدت آلسمآء بآلغيوم الرمادية وأبت أن تفسح المجال
لتبرز الشمس أشعتها الرائعة ليحكم عليها
بالبقاء خلف السحب التي أحكمت سيطرتها على السماء.
_"هل سمتعي بالخبر ، لن ندرس ثلاث حصص اليوم"
_"واو لن ندرس الرياضيات هذا آليوم "
_"تلك الفتاة في الصف الأخيرة جميلة"
هكذا كان الطلاب يتهامسون فيما بينهم ،يتجاذبون أطراف الحديث
إلا لارا المنزوية في الطاولة مآقبل الأخيرة من الصف الخير
إختارت هذآ المقعد بآلذآت ليتسنى لها إختلاس
نظرات إلى حديقة المدرسة التي فقدت رونقها مع قدوم
الشتاء ، كآنت تحس بالملل فالأستاذ لم يأتي وليس أمامها
شيئ لتفعله ..فجأة واتتها فكرة ،رفعت سطح الطاولة الخشبي
بهدوء وأخرجت دفترا صغيرا وشرعت بالكتابة
متسائلة عن سبب إنعزالها عن الآخرين هذه آلفترة
أبسبب آنآ زوجة وآلدهآ آلحقيرة؟
_هه ومن غيرها تلك الساقطة الساذجة ، كم أبغضها
لو كانت الموت تشترى لأشتريتها لها..
هكذا كانت تردد وتعبر عن مكنوناتها في ذلك الدفتر الصغير
لسبب ماجعلها هذا تشعر بتحسن كبير وحسن من مزاجها
الذي عاود إلى حالته العكرة بمجرد أن إقترب ذلك
الشاب الأشقر منها ليتكأ على كرسية بطريقة غير لبقة
كان يمضغ العلكة بطريقة أثار بها إنزعاج لآرا التي فضلت
الصمت وعدم مجاراة إستفزازاته السخيفة لها... نطق الشاب أخيرا
وهو ينظر ناحية مذكرتها التي أغلقتها بمجرد رؤيته نظرات إستكبار
_مالذي تكتبينه؟ سأل الفتى
_لآ أظن أن هذا من شأنك
ردت عليه لآرا ببرود دون أن تنظر إليه حتى
إبتسم الأشقر بهدوء من ردها وقال محاولا
إغاظتها
_لن تمانعي إن ألقيت نظرة صحيح؟
ومد يده ليتناول المذكرة من فوق الطاولة دون أدنى
إعتبار للآرآ . هذه الأخيرة آمسكته من معصمه بقوة ثم وقفت
لتتواجه نظراتهما
_أظن آنني قلت لك هذا ليس من شأنك
ضحك الشاب بسخرية ليفلت معصمه من يدها ويأخذ المذكرة قائلا
_سأعتبر هذا موافقة
وماإن فتح الدفتر ليقرأ ماحوآه حتى أحس بآلدم يتدفق
في خذه الملتهب جراء الصفعة التي تلقاها من لآرا
الكل في صدمة ، نظراتهم معلقة على ذلك الثنائي .
البعض يتهامس والآخر يسخر من الشاب المسكين ، مرت لحظات
كان الصمت فيها سيد المكان حتى قطعه أحد الشباب الساخر
بقوله
_هاي مات ، أتضربك فتاه هه؟
ثم أخذ في الضحك وشاركه زملاؤه العابثون في ذلك
بينما لم ينطق مآت بكلمة ، ألقى نظرة على لآرا وهي تعيد مذكرتها
داخل حقيبتها ، لتتدفق الأسئلة كالسيل في رأسه
_أيرد لهآ الصفعة؟
إستطرد ذلك سريعا فهو مهما وصل من دناءة فلن يضرب فتاة
وبعد أخذ ورد قرر الجلوس في مكانه محاولا قدر الإمكان
إمساك أعصابه على هؤلاء الحمقى الذين يستفزونه.
طأطأت رأسها بينما نظراتها لآتستطيع إخفاء الندم الظاهر جليا عليهما
والشعور بالذنب لآيكاد يفارقها
_هل أخطأت ياترى؟
لقد تسببتُ في إحراجه...نعم أنا المخطئة
لم يكن يجدر بي ذلك
هكذا كانت تتسائل ، ولكنها سرعان ماطردت تلك الفكرة عن رأسها
موهمة نفسها بأنه كان حشريا ويستحق تلك الصفعة
...
_"هل من صيدٍ اليوم؟"
إرتفع ذلك الصوت الخشن الصادرمن الغرفة المجاورة ، ألقى
هنري بكاهله على الأريكة الجلدية وهو ينظر للسقف
الخشبي متجاهلا ذلك الصوت حتى إرتفع مجددا وبلهجة شديدة هذه
المرة
_هل علي أن أعيد الكلام معك دائما ؟؟
لم يكن هنري أقل منه بل رد عليه بصوت يكاد يصل المريخ
_إن لم أجبك أيها الذكي فهذا يعني لآيوجد صيد ، اللعنة
سلاحك هذا الذي تخفيه عنا يكاد يأكلنا ..ثم أطلق زفيرا دالا على
سخطه ...أغمض عينيه لبرهة ليكمل كلامه
_قد يحضر إيفان معه شيئا..
فجأة فتح باب الغرفة المتواضعة لتدخل منه تلك الشقراء
والغضب بادٍ على تقاسيم وجهها نظرت بحقد ناحية هنري
الذي أغمض عينيه متجاهلا إياها ثم قالت
_آه نسيت هذه غرفة القاتل .. لم يكن يجدر بي الدخول
لم يعرها هنري ولو ذرة من الإهتمام بل تقلب على الأريكة محاولا
إيجاد وضعية مناسبة للنوم
صفعت الباب في وجهه وخرجت ونيران الغضب تتأجج بداخلها
ملقية الشتائم على هنري ، كيف لا وقد أفسد موعدها
الأول
_لا يصح للشياطين الإختلاط بالبشر
هكذا أخذت تقلد صوت هنري بسخرية
ولكنها سرعان ماإنتفضت عندما سمعت صوت والدها
الصارم
_ريـــــــــــــنآ ، تعآلي إلي المطبخ فأنا أحتاجكِ
عندها ردت عليه
_ آه ، قادمة أبي
ثم هرولت إلى المطبخ حيث هو وإلا فإنها ستلقى
وابلاً من الشتائم.
...
خرجت من صآلون آلتجميل أخيرآ ، تمضغ العلكة بطريقة
تثير الإشمئزآز ، بينما عيونها المثقلة بمساحيق التجميل
تنظر إلى المارة وكأنهم حثآلة ، كانت ترتدي
ملابس غير محتشمة ، تنورة وردية قصيرة جدًا
وبلوزة بيضاء فتحت عند الصدر قليلا ، ظلت تنظر بين كل
ثانية وأخرى إلى ساعة يدها بقلق، لم تكن تطيق
الإنتظار فقد تعودت على الدلال بعدما إنتشلها السيد غآلفين
الثري من حثالة المجتمع وإتخذها زوجة له ليغدقها في أموال لاحصر لها
وكل ماإشتهته نفسها
_هاقد أتى
قالتها بسخط وهي تنظر بغضب ناحية السيارة السوداء القادمة
من بعيد
وماإن ركنت السيارة حتى أخذت الفتاة تدق على زجاج نافذتها في عنف
فتح السائق الباب فجأة ، كانت ستلقنه درسا لولا أنها فوجئت
بأنه سائق جديد لم يسبق أن رأته كان وسيما ذآ قامة طويلة جعلتها ترفع رأسها لكي تتسنى لها رؤيته ، كان صاحب عيون زرقاء حادة
وقد تدلت من قبعة العمل الخاصة به بعض الخصل السوداء الفحمية
إبتسمت الشابة بمكر لتقول بدلال
_أين جيمس السائق القديم؟
أجابها الشاب ببرود تام
_لقد تعرض لوعكة صحية لذا انا السائق الجديد ..
عندما أنهى جملته الأخيرة مر صمت طويل كسرته الشابة
بقولها مركزة نظرها على باب السيارة الخلفي
_أن تفتح الباب؟
فوجئت بردة فعله وهو يضحك ساخرا
_ آآآآآه ، آلآغنياء..
فتح الباب بسرعة بينما هي تجمدت هي في مكانها ، فعلا
فقد كان رد فعله صادما ، أي سائقٍ هذا؟
سبقها في ركوب السيارة ليقول بإستهزاء
وهو يشغل المحرك
_مادمتِ واقفة هكذا ، فحتما ستختفي جواهرك الثمينة
وحقيبة يدك ..، طبعا إن فهمتي مقصدي
هزت رأسها بنفي فهذه الفكرة لآ تروقها أبدا، ثم ولجت
السيارة لتنطلق عكس الإتجاه المعتاد .
مرت ساعة وهما لم يصلا بعد
بدأت الهواجس تزرع في عقلها أفكارا
سوداء ، وتدغدغ قلبها الذي أخذ يدق بسرعة
إصفَر وجهها كحبة ليمون وتندى جبينها بقطرات عرقٍ
ألقت نظرة من خلال زجاج نافذة السيارة ، لتشهق بفزع عند رؤيتها
لذلك الشارع الحقير ، تلك الحانة الصغيرة وقوارير الخمر المنتشرة
في كل مكان ، كلها ذكريات سيئة لا تريد أن تذكرها ،
الآن الساعة الثامنة ولآ احد في الشارع ، تصاعدت نبضات
قلبها وأخذت تتنفس بصعوبة ،لتتكلم أخيرا بصوت مضطرب وقلق
_لمَ نحــ.....ن ...هنا؟
توقفت السيارة فجأة أمام الحانة الحقيرة التي لم تتح أوابها بعدُ
إلتفت إليها الشاب أخيرا وقد لمعت عيونه لمعانا رهيبا أثار الريبة في
قلبها الذي يكاد يتوقف على النبضان
تكلمَ السائق اخيرًا
_عجيب ظننت أن هذا مسقط رأسك ؟
طريقة كلامه الهادئة جعلتها تفقد صوابها لتصرخ عليه كالمجنونة
_مالذي تريــــــــده؟
ثم أخذت تبحث بجنون عن حقيبتها لتتصل بالنجدة ولكنها لم تجدها
غير أن الشاب قال بهدوء وهو يخرج هاتفها النقال من جيب
سترته
_ أتبحثين عن هذا ؟
فوجئت الفتاة قليلا ولكنها سرعان ماأرادت إختطافه من بين يديه غير أنها لم تفلح في ذلك
عندئذ عرفت أن هناك خيارًا وحيدا أمامها ، وهو الهرب،
بسرعة البرق فتحت باب السيارة لتسقط أرضا ، قامت مسرعة وقد إتسخت ملابسها الفخمة التي لم يعد لها من جدوى الآن
ركضت كالمجنونة تلهث ، تتعثر بين الحين والآخر بزجاجات
الشراب المنشرة على طول الرصيف
_لآ أزال أركِ..
كان ذلك الشاب وهو يحمل مسدسا فضيا مصوبا إياه نحوها
حاولت الصراخ
ولكن لم تستطع وكأن أحدا كتم أنفاسها ، حاولت وحاولت ولكنها
لم تستطع ، زادت من سرعتها عندما أحست بإقترابه منها
ولسوء حظها كانت ترتدي كعبا عاليا جدا لينكسر وتسقط ارضا
بوقة ، حاولت جاهدة الوقوف ولكن رجلها قد إلتوت ولم يعد بمقدورها
الإستمرار رفعت رأسها ببطئ لترى الزناد موجها نحو جبينها
وتلك العيون الزرقاء إستحالت إلى لون أحمر قآني شيطاني
حينها فقط أدركت أنه لا مفر لها من الموت ، إبتلعت ريقها
بصعوبة لم يكن بوسعها طلب النجدة او حتى ترجي الشاب
الرحمة أغمضت عيناها بهدوء، كانت آخر جملة سمعتها
هي
_صدقيني لن يكون الأمر مؤلما
ومن ثم إلتفت الظلمة لتحيط بها ولم تعد تشعر بشي
لتنتشر الدماء من تحت رأسها مشكلة بركةً
إستل الشاب خنجرا من جيبه ليطعنها جهة القلب
ويشرع في طقوسه الدموية..
...
|