كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان هناك مزيج غريب من الغضب و التهور والغباء والكراهية واحساس غامض عميق بانها تتصرف على نحو سخيف , وهذه المشاعر جميعها تجمعت وجعلتها عاجزة عن الكلام , لكنها حاولت انتزاع المفتاح من يده وهذه غلطة اخرى .
اطبقت يداه على المفاتيح وقال برقة وعيناه تبرقان خبثا :
- اعصابك .......... اعصابك ........... عزيزتى كولين ....... اتسمحين لمشاعرك دوما بهذا الجموح الحر ؟
احست لبرهة بصعوبة قضوى فى منع نفسها من الاجهاش بالبكاء , ولكن الجهد الشديد تركها مرهقة , فهزت كتفاها واغمضت عيناها , فتحت عينيها بدهشة عند احساسها بذراعيه تلتفان حولها , وانفرجت شفتها بدهشة ولكن لم يخرج منها سوى احتجاج خفيف , ولكن حتى هذا مات حين نظرت الى عينيه نصف المغمضتين ورأت الابتسامة تتراقص على شفتيه , قبل ان يضمها اليه ويخفى وجهه عن نظرها .
ما ان خف ضغط ذراعيه عنها حتى كانت ساقاها ترتعشان وكان عليها تحمل مهانة ايقاء ذراعيه حول كتفيها وهو يدخلها الى المصعد الذى وصل ثم رحل ثم عاد خلال العناق اعطاها المفاتيح وارتد الى المصعد محييا اياها تحية ساخرة ضغيرة , حدقت كولين الى الباب الموصد وسحبت نفسا , ادركت ان احدا استدعى المصعد من فوق وانها للحظات لم تعد تذكر الطابق الذى تقع فيه شقتها . لا ........ لم ابادله العناق ............ لم يكن الامر هكذا .... لقد كان ماكرا ولم اكن مستعدة ........ وهذا ما لن يحدث ثانية .
استيقظت فى منتصف الليل مرتعشة عرقة , ففى حلمها عادت اليها ذكرى ذراعيه حولها , والاحساس به قريها .
فى الصباح عرفت انها تكره ناش مورداون اكثر مما مضى , هذا ان كان من الممكن ان تكرهه اكثر من هذا , تكرهه لانها على الارجح قادر على اثارة الكثير من النساء بخبرته , لكن اكثر ما جعلها تكرهه هو انتقادته المتعلقة بلوكاس , فكرت ببرود : ساقتله من اجل ما قال
امضت الاسبوع مستريحة تقريبا , فى احدى الايام كانت تتصفح صدفة القسم الاقتصادى من صحفية فى محاولة منها لايجاد اعلان عن مزاد علنى قيل لها انه يعرض بعض التحف الاثرية المثيرة للاهتمام , حين لفت نظرها عنوان ضغير يقول ( لغز البهارات ) , كادت لا تقراء المقال ولكنها عادت وقرأته ففيه يتحدث المقال عن مستقبل شركة بهارات كتم اسمها بحذر , عبست وفكرت فى ان هذا يعنى زوال منافس آخر من وجه شركة فوربز .
لكن ماهى الا نصف دقيقة حتى خفق قلبها فجأة بضخب وجف حلقها اذ تذكرت ان والدها بدا متعبا بشكل غريب هذه الايام , ثم تذكرت الطريقة التى كان والداها يتوددان فيها ؟ اجل ...... يتوددان الى جوناش مورداون الرجل الذى له علاقة بالتجارة .
همست بعينين مذعورتين :
- لا ..... آوه .... يالله .... لا .........ارجو الا يكون هذا صحيحا ؟
قالت لوالديها برعب وهى تقف امامهما وهما جالسان جنبا الى جنب فى غرفة جلوسهما الجميلة ذلك المساء يمسكان بايدى بعضهما بعضا :
- لكن..... لماذا لم تخبرانى ؟
قالت تيسا بلطف :
- حبيبتى اردت ان اخبرك , لكن والدك احس ...... لم يرغب فى تحميلك عبء التفكير فى هذا ............. خاصة وانت ........
قاطعتها كولين بمرارة :
- مهتمة بنفسى .......... لابد اننى كنت عمياء ..........آوه ......... سامحانى .......... ابى ......... امى
بعد دقائق عاطفية استعادة كولين رباطة جأشها قليلا وطفق والدها يشرح لها ما حدث
- كان كل شئ تقريبا غلطتى
- ابى
- هذا صحيح كولين لقد تماديت ......... فى بعض الامور ...... وظننت ان شركة فوربز قد تكتفى بالاعتماد على اسمها وسمعتها , ولكن قسما كبيرا من السوق الان , بات فى يد شركات منافسة حديثة تعتمد على الاعلان ....... ومنذ بعض الوقت وانا انفق راسمال الشركة
قالت كولين بسرعة :
- هنالك المنزل ........ وشقتى ......اى شئ
- كولين ......... هذا مانحاول فعله الان , وهذا كل ماتبقى لنسدد ما علينا الى دائنينا لكنه لايفى بالحاجة للخروج من هذا الانهيار بشرف وكرامة
قفزت كولين واقفة :
- لكن .......
قالت امها برقة :
- حاولنا كل شئ حبيبتى ....... الجو المالى ضدنا ..... انما لدينا امل آخير ...... ناش مورداون , لم نخسر كل شئ بعد حبيبتى , لو استطاع والدك اقناعه بتوظيف ما يكفى من مال لوقفت الشركة مجددا على قدميها ولحافظنا على اسمنا
ارتعش صوت كولين :
- كيف ؟ ..... اعنى .......... كيف وصلتم اليه ؟
قال والدها :
- تنتج احدى شركاته زجاجات نستخدمها , والى هذه الشركة ندين بالكثير , وان كان بامكان احد انقاذ شركة فوربز فهو القادر ......... ونحن نأمل ان يبدو له هذا عملية تخفف من خسارت شركته كذلك
تأوهت كولين فقال والدها بلطف :
- حبيبتى
فهمست :
- ليتكما اخبرتمانى بذلك فى تلك الليلة التى جاء فيها الى العشاء
- كانت تلك فكرت امك ..... ظنت ان هذا يقدمنا اليه كعائلة
قالت تيسا بقلق :
- طالما أمنت بسلطة الشخصية على الشكل البارد القاسى ....... واردت اخبار كولين ياسايمون , لكنك لم تسمح لى ...... ارجو يوما ان تدرك ان النساء فى العائلة قادرات على تحمل كل عبء ...
قال السير سايمون وعيناه رقيقتان وهو ينظر الى زوجته :
- ادرك هذا الآن ....... لقد كنت رائعة
ثم ارتد الى ابنته :
|