كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
10 – ارجوك
مرت ثلاثة أشهر
عادت كولين الى المنزل لتأخذ ملفا رفيعا من حقيبتها , ثم جلست لتدرس محتوياته : كراسات , وملصقات , وتذكرة سفر , ....... الوجهة ( هونغ كونغ ) و( سنغافورة ) , تاريخ السفر بعد اسبوعين ,
درستها بضعة دقائق ثم ابعدتها متنهدة , فهى تعرف ان الرحلة لن تسعدها لانها محاولة يائسة للنسيان .
لم تكن قد سمعت أو رأت ما له علاقة بناش , مع انها سمعت بعض الاخبار عنه من والديها , وكانت عرضة لاسئلتهما المتعلقة بخبو وهج تلك البداية الواعدة بسرعة وهذا ما ردت عليه بهدوء , وقامت بما فى وسعها لاخفاء مافقدته من وزن لم يكن قليلا , وبعد ثلاثة أشهر لم تكن تنام جيدا , ولكن كان هناك أوقات تنظر فيها أمها اليه وتهم بقول شئ ما , ولكنها تعود وتغير رأيها فى آخر لحظة .
عندها آخيرا قررت كولين الابتعاد ....... وقالت لنفسها :
- حسنا .... انا مسافرة
وقفت لتسدل الستائر فى وجه أمسية خريفية باردة , ثم أردفت :
- طالما أردت رؤية هونغ كونغ وسنغافورة
* * *
كان بهو فندق ( ماندرين ) فى هونغ كونغ سيمفونية من اللونيين الذهبى والاسود ...... تأثرت كولين بجو الاناقة , وبالاخص بغياب الضجيج الموجود فى شوارع هونغ كونغ , نظرت بعينين واسعتين الى الخارج من نافذة السيارة التى أقلتها من مطار ( كاى تاك ) الى الفندق عبر نفق الميناء ولم يكن الازدحام ما أدهشها فقط بل أكتظاظ الشوارع بالناس , تساءلت عما اذا كانت ستتجرا على مغادرة فندق الماندرين .
لكن ربما هذا هو ما احتاجه بالضبط ..... التحدى شئ ما يجعلنى أعمل مجددا او بشكل لائق صحيح ....... ولو بعد نوم طويل جيد ..... فانا أحس وكأننى كنت على الطائرة مدة تسع عشرة ساعة لا تسع ساعات
- آنسة فوربز ؟
أرتدت عن طاولة الاستقبال حيث سجلت أسمها بقليل من الدهشة
- نعم
- آنسة فوربز ...... هل لى ان اقدم نفسى ؟ انا المدير وكان لى شرف استقبال السير سايمون واللايدى فوربز فى الماندرين عدة مرات
أبتسمت كولين :
- آوه ....... أعرف هذا , اصرا على حتى أقيم هنا ....كيف حالك ؟
- آنسة فوربز .....
بدا التردد على الرجل فتلاشت ابتسامة كولين
- هل من خطب ؟
- انا آسف لانى مضطرا لى حمل هذا الخبر ...... أمك مريضة آنسة فوربز
- مريضة ؟ أهى فى وضع خطر ؟
- اجل ....... ولكن أرجوك ...... تعالى الى مكتبى , نستطيع ......
- ولكن يجب أن أعود ......حالا ....... آوه ......... أرجوك .....أنا .....
- هذا ما ارجو ترتيبه معك ....... ارجوك تعالى من هنا آنسة فوربز .
لقد بدت رحلة الذهاب الى هونغ كونغ طويلة ولكنها لاتقارن بما بدت عليه رحلة العودة الى الوطن بعد ثمانى ساعات من الاقامة فى هونغ كونغ , لم تستطيع النوم أو تناول الطعام ......... وللمرة الاولى فى حياتها عانت من الخوف على الطائرة .......... لم تستطيع التركيز على اى شئ الا على صورة أمها التى كانت ضحية نوبة قلبية والتى هى الآن فى غرفة العناية الفائقة .
كان آخر من توقعت رؤيته امام بواب الدخول المتحركة هو ناش ......
ناش المرتدى بزة سوداء وقميص ابيض
صاحت :
- هل ...... جئت لملاقاتى ؟
- اجل
همست :
- كيف حالها ؟
تدفقت الدموع الى وجهها ......... أدركت بحرج انها تتمسك بسترته
قال بهدوء :
- انها متمسكة بالحياة كولين ....... تعالى
ووضع ذراعه حولها , فأخفت وجهها فى كتفه ثم تماسكت :
- كيف حالك ؟
رد باقتضاب :
- بخير
منتديات ليلاس
وفيما كانا يتبادلان النظرات تصاعد الى قلبها من جديد كل ما فتنها وعذبها اليه فى موجة حية من البؤس, بدا كما كان منذ البداية , وتذكرت كيف كانت تمتع نظرها بمظهره, مع ان نظرتها اليه كانت زائفة ....... لكنها منذ البداية عرفت انه وحيد ...... قليبا .
أنتزعت بصرها عنه وأنحنت تلتقط حقائبها , لكنه أخذها منها وعلق على خفة وزنها , قالت :
- قيل لى ان على ان اذهب الى هونغ كونغ بالثياب التى ألبسها فقط ..... لان هنالك كل شئ رخيص ....... وصدقت ما قيل لى .
أبتسم قليلا , وأقتادها نحو سيارته .
كانت رحلة سريعة نحو الساحل ........ محا قلق كولين اليائس على أمها من نفسها اية مشاعر أخرى ...... أخبرها ناش كل مايعرفه عن حالتها .. فى منتصف الطريق سألها :
- هل تناولت الطعام مؤخرا ؟
- لم استطيع
- يجب ان تأكلى ....... لن تساعد احدا بانهيارك
أوقف السيارة قرب مطعم على الطريق , جلب منه سندويش دجاج محمص ولوح شوكولا ...... وماأدهشها انها أكلتهما , ثم شربت زجاجة المرطبات التى جلبها أيضا ,
تمتمت :
|