كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
. كانت تهم بمغادرة الدوش عندما سمعت الرنين لقد تاخرت ولكنها لم تتوقع ان تشتغل فى هذين اليومين الى هذا الحد فقد تاخرت فى العمل وشعرت بحاجة للبقاء تحت الدوش اطول مدة ممكنة . هرعت الى الباب لتفتحه وكان شعرها يتقطر ماء . على الرغم من هذا فاجاها فقالت :
- مرحبا ....... آوه
رفرفت عينيها وهى ترى انه يرتدى بنطلون شورت وحذاء يصلح للرمال ومحمل بالحقائب ليس هذا فقط بل كان يبدو عفويا خاليا من الهموم , اضغر سنا , ولكنه لم يبدو اطلاقا ذلك الوحش الشيطانى الذى صوره خيالها المفرط فى التفكير .
رفع حاجبه متسائلا :
- تبدين دهشة برؤيتى كولين
- لست دهشة ....... فانا ........ وصلت للتوى الى المنزل والطقس حار جدا .... ادخل
ارتدت عن الباب تاركة له مهمة اغلاق الباب بقدمه , كان هناك دلائل على تاخرها فى الوصول الى المنزل فهناك حقيبتها المفتوحة , ومحتةياتها المبعثرة , وهناك النظارة الشمسية الموضوعة باهمال على الطاولة والبريد المتروك ارضا حيث تركته فى عجلتها , فانحت لتجمعه .
حين استقامت كان قد تخلص من حقائبه ووقف خلفها وهذا مادعاه للتمتمة بشئ آخر وهى تستدير للتصدم به , امسكها بكتفيها والتوت شفتاه وقال متمتما :
- يوم عمل حافل على مايبدو
امسكت بريدها وهزت راسها :
- ساذهب ل ...... ارتدى ملابس لائقة
- لائقة ؟
اخذت عيناه اللوزتيان تتاملان قوامها الممشوق ابتلعت كولين ريقها بصعوبة , وعرفت ان بامكانها فعل شئ من اثنين اما الخلاص واما التظاهر بالانجذاب وترك المجال له ليعانقها , رفعت بصرها تتمنى على الله الا يظهر اى ارتباك فى عينيها ........ مع ذلك كان تتسائل عما يتوقع ان يراه ......... كيف يمكنها ان تدعى استسلاما عاجزا ؟
امسك كتيفيها فهبت احاسيسها واتسعت عينيها ذهولا واوقعت البريد من يدها .
سالها :
- ايعجبك هذا ؟
كان يدلك كتفيها برقة , اغمضت كولين عينيها ثم القت لا اراديا راسها على ذراعيه
- اجل
- وهذا ؟
همهمت شئ غير مفهوم ... ربما هو همسة ياس ...... فقد شعرت انها تلين امامه ....... لكن عقلها كان يتحرك ببطء شديد وكان من المستحيل تقريبا ان تركز الا على الاحاسيس التى كانت تتراكض بداخلها .
راحت ترتعش بين ذراعيه ...... كان عنافا تركها متالمة ,كأن قوة بدائية تطوف فيما بينهما لايمكن نكرانها وما ادهشها بشكل مبهم غامض غياب نظرة الانتصار التى كانت تتوقعها
- كولين
بالكاد تحركت شفتاه فهمست ترد :
- ماذا ؟
لكنها كانت تعرف بالضبط طبيعة سؤاله , كانت انفاسه ثقبلة , رأت هذا بل احست به , وكان هناك عرق ينبض على فكه , وكان يتمسك بها قريبا منه وكأن الاحساس بها امر لايستطيع مقاومته .
تسللت فكرة الى راسها لقد امسكت به حيث اريد , لكن الفكرة تبعتها فكرة صادقة تقول : نحن فى المركب ذاته وماافعله الان هو ما كنت سافعله قبل ان اعرف وللسبب ذاته .
اخفضت راسها لتريح جبينها على كتفه للحظات قصيرة ....... ثم استرخى جسدها واسبلت يديها الى جانبها .... تطلعت عليه بعنيين زرقاوين رمادتين ترد على نظرته باكتئاب .
اشتد فمه الذى اصبح خط قاسيا للحظة ثم تركها فجأة مرتدا عنها ليقول :
- هل هذاهو وقت اللجوء الى حمام بارد ؟
لعقت شفتيها ونظرت الى اسفل :
- بامكاننا السباحة
ابتسم دونما مرح :
- فى الظلام ؟
- لن يحل الظلام قبل نصف ساعة
قال بسخرية :
- ليتنى كنت بعيد النظر فجلبت معى بعض الثياب
- ماذا .......... ماذا جلبت معك اذن ؟
- عشاء ......... عشاء ايطاليا جاهزا يمكننا تسخينه ... حسن ... ان لم تمانعى ان اخرج معك فى بنطلون شورت مبلل ... فهيا بنا
- انا .....
- انها فكرتك كولين
شاهدت البريق الذى لا رحمة فيه فى عينيه اللوزيتين فارتدت عنه وكأنها تدافع عن نفسها .
كان الطقس جميلا على الشاطى ....... سارا معا فترة قبل ان يغطسا , كانت المياة باردة ثم اصبحت ضربات الامواج منعشة ومريحة ......... اخيرا خرجا والافق الغربى كتلة نار ملتهبة برتقالية مخططة بغيوم سوداء , لفت كولين منشفة حولها . ووجدت انها متوترة مع انهما لم يتبادلا كلمة حتى الان .
اخذت تتطلع حولها فيما كان ناش يجفف نفسه , ثم وضع المنشفة حول عنقه ..... تساءلت عما اذا حققت السباحة شئ بالنسبة له .
فتحت شفتيها بعدما تملكها خوف مفاجئ اعتصر قلبها , نذير مسبق جعلها تتوسل الى نفسها .. لا ...... آوه ........ لا ....... ليس هذا ...... تذكرى كل ما جعلك تمرين به
- كولين ؟
رفرفت عينيها , ورفعت بصرها اليه , فاخذ ذقنها بيده ...... عينيه غريبتان تلتهمانها ........ الخوف الذى احست به من ان يتمكن من رؤية اعماق روحها او ان يضوغ مخاوفها وترددها فى استنتاج تعرف انها ستندم عليه , اعاد اليها روح التحدى والعداء .
قالت بفظاظة :
- لا اعرف ان كنت جائعا اما انا فبلى لاننى لم اتناول طعام الغداء
ضاقت عيناه واشتدت اصابعه على ذقنها ارتجفت قليلا لكن من الداخل ..... فقد عرقت انه التقط التحدى الذى رمته , كما عرفت ان ماتبقى من الامسية سيكون معركة شجاعة وارادة قد تخرج منها مجروحة نفسيا نازفة ان لم تكن باردة حذرة , عرفت وهذا ما اعطاها لحظة تردد ان احد الاسباب التى تدعوهما للقتال فى هذه المعركة هو تقدمهما فى معرفة اهواء الاخر بشكل جيدا جدا .
لكن لم تكن واثقة لماذا يزعجها على اى حال الفكرة مرواغة , وعليها ان تتركها تمر انتظرت بصبر ردة فعله
ترك ذقنها :
|